نداء لكل معلم غيور لما بعد الكادر كن كما أراد لك الله

[إيهاب خميس إدريس]

في سكون الليل .. كان الفرش يحوم حول المصباح في موكب صامت حزين 00فلأول مرة يرون نوره ذابلاً شاحباً ، إن وهجه آخذ في الانتهاء00 كل الفراش يهمهم 00ماذا أصاب المصباح؟! والمصباح يرتجف كأنه مريض بالحمى والموكب الصامت الحزين يدور دون وعي 00يتهامس ماذا أصابك يا مصباح ؟
كانت كلمات المصباح تخرج منه كأنها الهذيان 00 دعوني وشأني إن الجميع لا يرحم 00 أما يكفيكم ما أنا فيه معلق من رأسي أمامكم جميعاً لا أحد يشعر بي 000 إنني أغلي من داخلي 00إن الضغوط عليِّ من كل صوب 00فالهواء يجثم على صدري يريد كسر أضلعي بحجة أنني خال منه ، رغم أن حياتي لا تستقيم وبداخلي هواء 00 إنني لابد وأن أمتلئ بغازي الخاص الذي يحفظ قلبي فلا يجعله يصدأ ويتآكل 0000 وهذا الحبل المعلق في رقبتي لا أستطيع منه فكاكا 000ولقد عرض عليِّ بعض الفراش أنن أذهب لمكان ممتلئ به ولكن الحبل لا يقبل 000وهذا المخلوق الفضولي – الذباب – لا يسأم من مضايقتي فهو كل يوم يحط عليَّ محاولاً تشويه صورتي 0000وأنتم تسرحون وتمرحون 00 لا قيد ، لا رابط ، لا ضغوط ، لا يحط الذباب عليكم ، ولم أرى منكم موقفاً واحداً يجعلني أحتمل ما أنا فيه 0000دعوني وحدي 000
وقف الفراش وقد بدت عليه ملامح خجلة ولا يملك كلمات يقولها ، وساد الصمت وخيم حتى انبرت فراشة أجنحتها ملونة : أيها المصباح إننا فراش وأنت مصباح 00هل وجدت يوماً وأنت مضيء أحداً يسأل عن الفراش ؟ بالطبع لا 00 لكنك إن غبت عنهم يوماً أظلم الكون 0000
قاطعها المصباح قائلاً : أيكون ذلك سبباً للتكريم أم لل***** ؟؟!!
وقرر ساعتها الانطفاء 00وأخذ الضوء ينسحب منه شيئاً فشيئاً حتى أوشك على الانطفاء 000عندها قامت الفراشة العجوز تقول له في صوت متهدج :
· يا بني إن كنت أنت وأنت المصباح تضيق ذرعاً بما أنت فيه !! فماذا تنتظر من الفراش
· يا بني إن الهواء الذي يجثم فوق صدرك لا يستطيع أن يخترق الحواجز ما دمت ممتلئاً بغازك 000وهذا الحبل الذي تستثقل قيده 000منذ أن علقت فيه يحملك ولم يكل من ذلك 000 رغم أنه شريان حياتك 00 وهذا المخلوق الفضولي لا يستطيع أن يحط عليك ما دمت متوهجاً ، وإنه إن استغل لحظة راحتك فتشوه خارجك ، فإن صاحب الدار – ولا ريب – سوف يزيل عنك ذلك الغبار ما دمت صالحاً لإعطاء الضوء 000
· يا بني إن المصابيح لم تخلق لتستريح ، فراحتها تعني الظلام 00000
· يا بني إن المصباح الذي يخبو مصيره سلة المهملات 000
أخذ المصباح يضيء وينطفئ كأنما كان يبكي 000بدأ الضوء يدب في أوصاله من جديد شيئاً فشيئاً حتى عاود الوهج 0000عندها حام الفراش حوله من جديد كأنما كان يرقص مزيناً الكون .

[شمس بياض]

انت عايز تقول ايه

اصل انا صعيديه

معلهش

[tarek elhamy]

جعله الله فى ميزان حسناتك