|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
سيناريو جاهز لنفترضِ الآن أَنَّا سقطنا،
أَنا والعَدُوُّ، سقطنا من الجوِّ في حُفْرة ٍ ... فماذا سيحدثُ ؟ سيناريو جاهزٌ : في البداية ننتظرُ الحظَّ ... قد يعثُرُ المنقذونَ علينا هنا ويمدّونَ حَبْلَ النجاة لنا فيقول : أَنا أَوَّلاً وأَقول : أَنا أَوَّلاً وَيشْتُمني ثم أَشتمُهُ دون جدوى، فلم يصل الحَبْلُ بعد ... يقول السيناريو : سأهمس في السرّ: تلك تُسَمَّي أَنانيَّةَ المتفائل ِ دون التساؤل عمَّا يقول عَدُوِّي أَنا وَهُوَ، شريكان في شَرَك ٍ واحد ٍ وشريكان في لعبة الاحتمالات ِ ننتظر الحبلَ ... حَبْلَ النجاة لنمضي على حِدَة ٍ وعلى حافة الحفرة ِ - الهاوية ْ إلي ما تبقَّى لنا من حياة ٍ وحرب ٍ ... إذا ما استطعنا النجاة ! أَنا وَهُوَ، خائفان معاً ولا نتبادل أَيَّ حديث ٍ عن الخوف ... أَو غيرِهِ فنحن عَدُوَّانِ ... ماذا سيحدث لو أَنَّ أَفعى أطلَّتْ علينا هنا من مشاهد هذا السيناريو وفَحَّتْ لتبتلع الخائِفَيْن ِ معاً أَنا وَهُوَ ؟ يقول السيناريو : أَنا وَهُوَ سنكون شريكين في قتل أَفعى لننجو معاً أَو على حِدَة ٍ ... ولكننا لن نقول عبارة شُكـْر ٍ وتهنئة ٍ على ما فعلنا معاً لأنَّ الغريزةَ ، لا نحن، كانت تدافع عن نفسها وَحْدَها والغريزة ُ ليست لها أَيديولوجيا ... ولم نتحاورْ، تذكَّرْتُ فِقْهَ الحوارات في العَبَث ِ المـُشْتَرَكْ عندما قال لي سابقاً : كُلُّ ما صار لي هو لي وما هو لك ْ هو لي ولك ْ ! ومع الوقت ِ ، والوقتُ رَمْلٌ ورغوة ُ صابونة ٍ كسر الصمتَ ما بيننا والمللْ قال لي : ما العملْ؟ قلت : لا شيء ... نستنزف الاحتمالات قال : من أَين يأتي الأملْ ؟ قلت : يأتي من الجوّ قال : أَلم تَنْسَ أَني دَفَنْتُكَ في حفرة ٍ مثل هذى ؟ فقلت له : كِدْتُ أَنسى لأنَّ غداً خُـلَّبـاً شدَّني من يدي ... ومضى متعباً قال لي : هل تُفَاوضني الآن ؟ قلت : على أَيّ شيء تفاوضني الآن في هذه الحفرةِ القبر ِ ؟ قال : على حصَّتي وعلى حصّتك من سُدَانا ومن قبرنا المشتركْ قلت : ما الفائدة ْ ؟ هرب الوقتُ منّا وشذَّ المصيرُ عن القاعدة ْ ههنا قاتلٌ وقتيل ينامان في حفرة واحدة ْ .. وعلي شاعر آخر أن يتابع هذا السيناريو إلى آخره ْ ! سيناريو جاهز.. سيناريو مكتمل شعر: كريم معتوق سأوهمه أنني أعرفُ السحرَ والغيبَ والانتقامْ سيدنو قليلاً فمن ذا الذي لا يصدق في حفرة أي شيء يقالُ وتعلو المعاني وتسمو الأماني بسقط الكلامْ يراني له قشة الماءِ وقد كان من قبل وهما يراني وإن قال هيا أقول شروطي فكم ذاب قلبي وكم ذاب شعبي وكم مات من قبل تحت شروطكَ سربُ الحمامْ أقول لنكملَ ملحمةَ الموتِ أنا مثلُ شعبي سلاحي الحجارة وأنتَ كشعبكَ تطلقُ حيناً مسيلَ الدموعِ وحيناً رصاصاً فما عاد شيء يهمُّ وإن قال ما من رصاصٍ لديَّ أقول لدي حجرْ لنبدأ ، هذي شروطي وما من مكان لأسرى ، هو الموتُ ما بيننا أو سلامْ ويروي السيناريو: سألزمه الصمتَ قد يعبرُ الآن صيادُ موتى فيسلبنا ما تبقى لنا من فتات الأملْ سيَعجبُ ، لكنه سيخافُ ويصمتُ لا شيء في ظرفنا يكتملْ نظنُّ قليلاً نخافُ قليلاً نعيشُ قليلاً وحبلُ النجاةِ سيأتي قليلاً وقد لا يصلْ أنا وعدوي سنوقف ساعات أوقاتنا وقد نسبق الوقت شبرين قد نسبق الحلم يومين يأتي الأجلْ أعلمه الحزنَ والخوفَ والرعبَ كل الذي كان منه إليْ وكل السموم القديمة هذا أوان سداد الديونِ وكل الذي كان منه عليْ يقول السيناريو: سيذكر أجداده الفاتحينْ بزهو المقاتلِ من غير أن يذكرَ النازحينْ سيروي لي القصصَ المنتقاةَ ويفتحُ تلموده كي أراه وكي أتهجاه بعد سنينْ ولم يدر أني أراه جميلاً أراه جديراً بهذي الحياةِ إذا ما رآني جديراً بها مثله دون نقصٍ ودون الجنازات للراحلينْ سأسأل قد كنت طفلا بريئاً فكيف اهتديت لطبع العقارب حب الأذية للآمنين يقول السناريو : سيخبرني أن لي خبرةً في المماتِ سأخبره أن لي خبرةً في الحياةِ سيضحكُ ... أضحكُ يهزأ ... أهزأُ ندٌ لندٍ متى سوف يفهم هذا المحاربُ أن الحياةَ ستتسعُ اثنين من جنسنا ومن لوننا ومن طيننا وتحتمل الآن أدياننا متى سوف يفهم هذا المهاجرُ هذا الغريبُ معي ها هنا بأن الرمال التي حاصرتنا بحفرة موتٍ ستدفن تاريخه المعلنا إذا ما ارتضى أن يكون سواه الذي كان فوق التراب قبيل قليلٍ يدندنُ بالرعبِ في سمعنا ويمتهنُ الموتَ في قتلنا قبيلَ النهايةِ يحكي السيناريو بأن العدو يحبُّ السلامْ ولكنه لا يريدُ السلامْ يقول الخنادقُ مهنةُ ( غزةَ ) فاحفرْ لننجو أقول إلى أين ؟ أي اتجاهٍ سينجيكَ وحدك يقول معي أنتَ أعجبُ منه وأسألُ ، تقبلُ ضدك ؟ يقول نعم ، ليس فوق الترابِ أقول نعم ليس فوق الترابِ ولا عند حفرتنا الغائرةْ أدرْ وجهك المستريب بعيداً لأسمع أنفاسي الثائرةْ وأبكي على فرصةٍ جمعتني بمن لا أحبُّ ومن لا يحبُّ بمن جاء من نطفةٍ جائرةْ |
#2
|
||||
|
||||
![]()
أنا من هناك أنا من هناك. ولي ذكرياتٌ . ولدت كما تولد الناس. لي والدة
وبيتٌ كثير النوافذِ. لي إخوةٌ. أصدقاء. وسجنٌ بنافذة باردهْ. ولي موجةٌ خطفتها النوارس. لي مشهدي الخاص. لي عشبةٌ زائدهْ ولي قمرٌ في أقاصي الكلام، ورزقُ الطيور، وزيتونةٌ خالدهْ مررتُ على الأرض قبل مرور السيوف على جسدٍ حوّلوه إلى مائدهْ. أنا من هناك. أعيد السماء إلى أمها حين تبكي السماء على أمها، وأبكي لتعرفني غيمةٌ عائدهْ. تعلّمتُ كل كلام يليقُ بمحكمة الدم كي أكسر القاعدهْ تعلّمتُ كل الكلام، وفككته كي أركب مفردةً واحدهْ هي: الوطنُ... |
#3
|
||||
|
||||
![]()
على هذه الأرض
على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبزِ في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس ، أول الحب، عشب على حجرٍ، أمهاتٌ تقفن على خيط ناي، وخوف الغزاة من الذكرياتْ. على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ، سيّدةٌ تترُكُ الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس في السجن، غيمٌ يُقلّدُ سِرباً من الكائنات، هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ. على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارتْ تسمى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة. |
#4
|
||||
|
||||
![]()
إذا كان لي أن أعيد البداية إذا كان لي أن أعيد البداية أختار ما اخترت: ورد السياج
أسافر ثانية في الدروب التي قد تؤدي وقد لا تؤدي إلى قرطبة. أعلّق ظلي على صخرتين لتبني الطيور الشريدةُ عشاً على غصن ظلي وأكسر ظلي لأتبع رائحة اللوز وهي تطير على غيمةٍ متربهْ وأتعبُ عند السفوحِ: تعالوا إليّ اسمعوني. كلوا من رغيفي اشربوا من نبيذي ، ولا تتركوني على شارع العمر وحدي كصفصافة متعبهْ. أحبُّ البلاد التي لم يطأها نشيد الرحيل ولم تمتثل لدم وامرأهْ أحبُّ النساء اللواتي يخبّئن في الشهوات انتحار الخيول على عتبهْ أعود، إذا كان لي أن أعود، إلى وردتي نفسها وإلى خطوتي نفسها ولكنني لا أعود إلى قرطبهْ.... |
#5
|
||||
|
||||
![]()
وما زال في الدرب درب وما زال في الدرب دربٌ. وما زال في الدرب متّسعٌ للرحيلْ
سنرمي كثيراً من الورد في النهر كي نقطع النهر. لا أرملهْ تحبُّ الرجوع إلينا. لنذهب هناك.. هناك شمال الصهيل. ألم تنس شيئاً بسيطاً يليق بميلاد فكرتنا المقبلهْ؟ تكلم عن الأمس، يا صاحبي، كي أرى صورتي في الهديلْ وأُمسكَ طوقَ اليمامةِ، أو أجد النايَ في تينةٍ مهمله.. حنيني يئنُّ إلى أي شيء ، حنيني يصوّبني قاتلاً أو قتيلْ وما زال في الدرب دربٌ لنمشي ونمشي. إلى أين تأخذني الأسئله؟ سأرمي كثيراً من الورد قبل الوصولِ إلى وردةٍ في الجليلْ. |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|