#10
|
|||
|
|||
![]()
فضل الصبر وقوة الإيمان
يقول الله عز وجل فى كتابه العزيز " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " وقد أخبرنا الله عز وجل بفضل الصبر وثوابه العظيم فالصبر ليس له جزاء إلا الجنة كما بشر الله تعالي الصابرين فى كتابه والإنسان فى صحته ينسي ذكر الله عز وجل إلا من رحم ربي ولكن الله عز وجل رحيم بعباده وإذا أحب الله عبداً أبتلاه وكان الأنبياء أكثر إبتلاءً " فعندما يبتلي الله عبداً ينادي يا ملائكتي أأنزلتم البلاء على عبدي وهو تعالي أعلى وأعلم فيقولون نعم يا رب فيقول وماذا قال عبدي يقولون حمدك وشكرك يارب فيقول لهم أهبطوا على عبدي مرة أخري وصبوا عليه البلاء صباً فإني أحب أن أسمعه وهو يذكرني " أنظر إلى رحمة الله تعالي عز وجل بعباده ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيراً يشرح قلبه للإيمان " . وقد روي أنه كان هناك رجلاً من المؤمنين أصيب بمرض فى ساقه وقرر الأطباء قطع ساقه فرضي بقضاء الله ولكنهم اخبروه أنه لن يتحمل الألم فأشاروا عليه بأخذ قليل من الخمر أو يأخذ نبات مخدر حتى يذهب عقله ولا يحس بالألم ولكنه كان شديد الإيمان فقال لهم دعوكم من ذلك وأتركوني أصلي لله وأنا أصلي قوموا بقطع الساق وسيخفف الله عني الألم بإذنه تعالي ودخل فى الصلاة وصلى ركعتين لله تعالي وأثني عليه ودعاه أن يخفف عنه الألم أثناء قطع الساق حتي لا يلجأ لشرب ما يغضب الله تعالي ( وقد حلل الله عز وجل أخذ المخدر فى الضرورة لتخفيف الألم فى العمليات فقط ولكن هذا العبد المؤمن كان قوي الإيمان وكان يحسن الظن بالله تعالي وكان يعلم جيداً أن الله عز وجل سينقذه مما هو فيه ) وأثناء مناجاته لله عز وجل فإذا بالأطباء يهزونه ويقولون له لقد انتهينا من قطع الساق وكيها فإذا بالرجل يبكي ويشكر الله عز وجل أنه أنقذه مما كان فيه وأذهب عنه الألم وعندما كان يواسيه أحد على قطع ساقه كان يقول لله ما أعطي ولله ما أخذ الحمد لله الذي أعطاني رجلين وأخذ واحدة فقط . وكان هذا الرجل له أربعة أبناء فإذا بعد يومين من قطع ساقه يأتي إليه إبنه ويقول له يا أبي لقد سقط الجدار على أخي فمات ( قطعت ساقه ومات ولده فى خلال يومين فلم يجزع ) فإذا به ينظر إلى السماء ويقول لله ما أعطي ولله ما أخذ الحمد لله الذي أعطاني أربعة وأخذ واحد . أنظروا إلى قوة الإيمان بالله تعالي . وروي أن أيوب عليه وعلي نبينا أفضل السلام كان شديد العباده لربه وكان من الأنيياء الذين مَن الله عليهم بالمال الوفير لشده تقواه وكان يضع كل ماله فى شراء الغنم والتجارة فيها فحاول معه إبليس لعنه الله أن يصرفه عن عبادة ربه فلم يفلح فجاء إبليس اللعين إلى الله عز وجل وقال يارب إن أيوب يعبدك لأنك أعطيته المال فماذا يحتاج بعده فقال الله عز وجل له أخسأ يا لعين إنه يعبدني لذاتي وسألقنك درساً لن تنساه وأمر الله عز وجل غنم سيدنا أيوب أن تموت جميعها فجاءه الخدم وأخبروه بموت الغنم وضياع المال فقال سيدنا أيوب لله ما أعطي ولله ما أخذ وظل يعبد الله ويثني عليه فأغتاظ إبليس وكاد أن يموت من شدة الغيظ فذهب إبليس اللعين إلى الله عز وجل وقال يارب إنك أعطيته الأولاد فلم يجزع لأنهم سيعوضونه المال فإذا بالله عز وجل يأمر القصر أن يهدم على أولاده جميعاً وهم نائمون فماتوا جميعاً وكانت أمرأته تحضر الطعام من السوق وعندما عادت بكت وأخبرت سيدنا أيوب بما حدث فقال سيدنا أيوب لله ما أعطي ولله ما أخذ وظل يعبد الله ويثني عليه فأغتاظ إبليس وكاد أن يموت من شدة الغيظ فذهب إبليس اللعين إلى الله عز وجل وقال يارب إنك أعطيته الصحة فهو لم يجزع لأنه سيعمل ويعوض ما فقد من ماله وأولاده فأمر الله عز وجل أن يصاب جسم سيدنا أيوب بالجزام وهو مرض جلدي معدي فعزله قومه في كوخ خارج البلدة وابتعدوا عنه وكان يأتي عليه اليوم ولا يجد من الطعام أو المال ما يتقوت به فلم يجزع سيدنا أيوب بل ظل يعبد الله عز وجل وعندما قالت له أمرأته يا أيوب إنك عبد مؤمن وصالح فادعوا الله أن يرفع عنك البلاء فقال لها يا أمرأة إن الله عز وجل جعل جسدي ومالي وأولادي سبعين عاماً بعافية فلن أدعوا الله أن يرفع عني البلاء إلا بعد سبعين عاماً وظل يعبد الله ويقول اللهم لا تمرض قلبي ولا لساني حتي يكونوا لك ذاكرين فأغتطاظ إبليس لعنه الله وكاد أن يموت وأنصرف عنه وعرف أنه لا سبيل لفتنة سيدنا أيوب أو صرفه عن عبادة الله وأخذ درساً لن ينساه كما قال الله عز وجل وهو أن عباد الله المخلصين ليس لهم جزاء إلا الجنة ولن يكون للشيطان سلطان عليهم ما داموا يعبدون الله عز وجل وفي يوم أراد أن يشرب فنادي على زوجته فلم يجدها فأقسم بالله أن يضربها سبعين سوطاً وعندما عادت اعتذرت له وأخبرته أنها كانت تبيع شعرها لأنها لم تجد نقوداً تشتري به الطعام أنظروا المرأة المؤمنة التي تعين زوجها علي عبادة الله ولم تجزع أبداً فهم فى الخير سواء على هذا الصبر هنالك دعي أيوب ربه وقال رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فأرشده الله عز وجل إلى مكان ينبت فيه نبات يعالج هذا المرض ( يقال أنه نبات الرعراع ) فذهب إليه وتدحرج عليه فشفي بإذن الله عز وجل ثم أغتسل في النهر فرجع جلده جميلاً معافي ورد الله له المال ورزقه الأولاد مرة أخري وعندما أراد أن يبر بقسمه بضرب زوجته أرشده الله عز وجل أن يحضر أربعين جريدة رفيعة من سباط البلح ويضربها ضرباً خفيفاً وضرب سيدنا أيوب أروع المثل لعبادة الله عز وجل والصبر على البلاء وقوة الإيمان وأعطي للشيطان درساً لن ينساه أبداً . وروي أنه كان هناك صحابي يسمي حنظلة وكان يوم عرسه ( يوم زواجه ) فنودي الجهاد الجهاد فترك الفراش ولم يغتسل وذهب للحرب مسرعاً وظل يقاتل حتي قُتل فعندما حصر المسلمون القتلي فوجدوا حنظلة فارق الحياة وملابسه مبتلة فتعجبوا فهم يعرفون أن الشهيد لا يغسل فنقلوا خبره لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم النبي صلي الله عليه وسلم وقال لهم لقد غسلته الملائكة لأنه كان جُنباً حتي يلقي الله عزو جل وهو طاهراً " أنظروا إلى قوة الإيمان وحب الله عز وجل وعبادته سبحانه واجب علينا ومهما عبدناه وتقربنا إليه لن نوفيه حقه سبحانه فأجتهد أخي المسلم فى العبادة حتي يعاملك الله عز وجل برحمته ويدخلك الجنة برحمته لأنه لو عاملك بعدله سيدخلك النار والعياذ بالله من كثرة الذنوب اللهم عاملنا بعفوك ورحمتك ولا تعاملنا بعدلك يا أرحم الراحمين . وإن العبد الذي يؤمن بالله عز وجل يسخر له كل شيء من حيوان أو إنسان فعندما هم عقبة بن نافع لفتح القيروان قالوا له الصحابة إن دخولها صعب جداً لأن فى طريقها وحوش وأفاعي وأسود وحيات تحول دون دخول هذه البلدة فقال لهم سنتغلب عليهم بإذن الله فلم وصل على مشارف المدينة صعد على جبل وقال يا أيتها الأسود وأيتها الأفاعي ويا أيتها الوحوش إنا أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه بن عبد الله جئنا لنعلي كلمة لا إله إلا الله فخرجت الوحوش والأفاعي والحيات وأفسحت الطريق للمسلمين لدخول البلدة وكان ذلك من قوة إيمان تلك الصحابة الهم ارزقنا الإيمان بك يا رب العالمين . فقد روى فى الأثر أن سيدنا داود عليه السلام سأل ربه وقال يا رب أنك تزن أعمال العباد يوم القيامة بميزان فكم يكون حجم هذا الميزان قال له رب العزة يا داود إن الكفة الواحدة منه تسع السموات السبع والأراضين السبع بما فيها فقال يا رب وكيف يملأ العبد تلك الكفة بالحسنات حتى يدخل الجنة وهى بهذا الحجم قال له رب العزة يا داود إذا أحببت عبدي ملأت له كفته حسنات ولو تصدق بشق تمرة . أنظروا إلى رحمة الله عز وجل . اللهم أجعلنا من الصابرين المبشرون بالجنة والرضا يا أرحم الراحمين وأجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأغفر لوالدينا واعتق رقابنا ورقاب آباءنا وأمهاتنا وزوجاتنا وأولادنا وأخواتنا وجميع المسلمين من النار برحمتك يا أرحم الراحمين . وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . |
العلامات المرجعية |
|
|