#1
|
|||
|
|||
سلسلة الكبائر
سلسلة إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ بسم الله قال تعالى 31- {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً} لما نهى تعالى في هذه السورة عن آثام هي كبائر ، وعد على اجتنابها التخفيف من الصغائر ، ودل هذا على أن في الذنوب كبائر وصغائر. ، وأن اللمسة والنظرة تكفر باجتناب الكبائر قطعا بوعده الصدق وقوله الحق ، لا أنه يجب عليه ذلك. ونظير الكلام في هذا ما تقدم بيانه في قبول التوبة في قوله تعالى : {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ} ، فالله تعالى يغفر الصغائر باجتناب الكبائر ، لكن بضميمة أخرى إلى الاجتناب وهي إقامة الفرائض. $- روى مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر" . 2-. فقد تعاضد الكتاب وصحيح السنة بتكفير الصغائر قطعا كالنظر وشبهه. وبينت السنة أن المراد بـ "تجتنبوا" ليس كل الاجتناب لجميع الكبائر. والله أعلم. : وأيضا فإن من نظر إلى نفس المخالفة كما قال بعضهم : - لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر من عصيت - كانت الذنوب بهذه النسبة كلها كبائر ، قالوا : وإنما يقال لبعضها صغيرة بالإضافة إلى ما هو أكبر منها ، كما يقال الزنى صغيرة بإضافته إلى الكفر ، والقبلة المحرمة صغيرة بالنسبة إلى الزنى ، ولا ذنب عندنا يغفر باجتناب ذنب آخر ، بل كل ذلك كبيرة ومرتكبه في المشيئة غير الكفر ، لقوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} .. والآية التي قيدت الحكم فترد إليها هذه المطلقات كلها قوله تعالى : {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} . واحتجوا بما رواه مسلم وغيره عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة " فقال له رجل : يا رسول الله ، وإن كان شيئا يسيرا ؟ قال : "وإن كان قضيبا من أراك" . فقد جاء الوعيد الشديد على اليسير كما جاء على الكثير. $-وقال ابن عباس : الكبيرة كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب. $- وقال ابن مسعود : الكبائر ما نهى الله عنه في هذه السورة إلى ثلاث وثلاثين آية ؛ وتصديقه قوله تعالى : {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} . @-: قيل لابن عباس الكبائر سبع ؟ قال : هي إلى السبعين أقرب. وقال سعيد بن جبير : قال رجل لابن عباس الكبائر سبع ؟ قال : هي إلى السبعمائة أقرب منها إلى السبع ؛ غير أنه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار. $$-وروي عن ابن مسعود أنه قال : الكبائر أربعة : اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والأمن من مكر الله ، والشرك بالله ؛ دل عليها القرآن. $$- ومن الكبائر عند العلماء : القمار والسرقة وشرب الخمر وسب السلف الصالح وعدول الحكام عن الحق واتباع الهوى واليمين الفاجرة والقنوط من رحمة الله وسب الإنسان أبويه - بأن يسب رجلا فيسب ذلك الرجل أبويه - والسعي في الأرض فسادا - ؛ إلى غير ذلك مما يكثر تعداده حسب ما جاء بيانها في القرآن ، وفي أحاديث خرجها الأئمة ، -. وقد اختلف الناس في تعدادها وحصرها لاختلاف الآثار فيها ؛ والذي أقول : إنه قد جاءت فيها أحاديث كثيرة صحاح وحسان لم يقصد بها الحصر ، ولكن بعضها أكبر من بعض بالنسبة إلى ما يكثر ضرره ، فالشرك أكبر ذلك كله ، وهو الذي لا يغفر لنص الله تعالى على ذلك ، وبعده اليأس من رحمة الله ؛ لأن فيه تكذيب القرآن ؛ إذ يقول وقوله الحق : {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} وهو يقول : لا يغفر له ؛ فقد حجر واسعا. هذا إذا كان معتقدا لذلك ؛ ولذلك قال الله تعالى : {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}. -وبعده القنوط ؛ قال الله تعالى : {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} . - وبعده الأمن من مكر الله فيسترسل في المعاصي ويتكل على رحمة الله من غير عمل ؛ قال الله تعالى : {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} . وقال تعالى : {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} - وبعده ال*** ؛ لأن فيه إذهاب النفوس وإعدام الوجود ، واللواط فيه قطع النسل ، والزنى فيه اختلاط الأنساب بالمياه ، والخمر فيه ذهاب العقل الذي هو مناط التكليف ، وترك الصلاة والأذان فيه ترك إظهار شعائر الإسلام ، وشهادة الزور فيها استباحة الدماء والفروج والأموال ، إلى غير ذلك مما هو بين الضرر ؛ فكل ذنب عظم الشرع التوعد عليه بالعقاب وشدده ، أو عظم ضرره في الوجود كما ذكرنا فهو كبيرة وما عداه صغيرة. فهذا يربط لك هذا الباب ويضبطه ، والله أعلم. قوله تعالى : {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً} ، أي وندخلكم مكانا كريما وهو الجنة. سمع أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول : المسلمون كلهم في الجنة ؛ فقلت له : وكيف ؟ قال : يقول الله عز وجل : {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً} يعني الجنة. فإذا كان الله عز وجل يغفر ما دون الكبائر والنبي صلى الله عليه وسلم يشفع في الكبائر فأي ذنب يبقى على المسلمين. - وقال علماؤنا : الكبائر عند أهل السنة تغفر لمن أقلع عنها قبل الموت . وقد يغفر لمن مات عليها من المسلمين كما قال تعالى : {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} والمراد بذلك من مات على الذنوب ؛ فلو كان المراد من تاب قبل الموت لم يكن للتفرقة بين الإشراك وغيره معنى ؛ إذ التائب من الشرك أيضا مغفور له. الصغائر والكبائر 1- أَمْثَلُ الْأَقْوَالِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ الْقَوْلُ الْمَأْثُورُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الصَّغِيرَةَ مَا دُونُ الْحَدَّيْنِ : حَدُّ الدُّنْيَا وَحَدُّ الْآخِرَةِ . وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : مَا لَيْسَ فِيهَا حَدٌّ فِي الدُّنْيَا ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ الْقَائِلِ : كُلُّ ذَنْبٍ خُتِمَ بِلَعْنَةِ أَوْ غَضَبٍ أَوْ نَارٍ فَهُوَ مِنْ الْكَبَائِرِ. 3- وَكَذَلِكَ كُلُّ ذَنْبٍ تُوُعِّدَ صَاحِبُهُ بِأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَا يَشُمُّ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَقِيلَ فِيهِ : مَنْ فَعَلَهُ فَلَيْسَ مِنَّا وَأَنَّ صَاحِبَهُ آثِمٌ . فَهَذِهِ كُلُّهَا مِنْ الْكَبَائِرِ . كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ } " وَقَوْلُهُ : " { لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ } وَقَوْلُهُ : { مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا } " . وَقَوْلُهُ : { مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا } " . وَقَوْلُهُ : " { لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ } " 4- وَلَكِنْ الْمُؤْمِنُ الْمُطْلَقُ فِي بَابِ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ وَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ بِلَا عِقَابٍ هُوَ الْمُؤَدِّي لِلْفَرَائِضِ الْمُجْتَنِبِ الْمَحَارِمَ وَهَؤُلَاءِ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ فَمَنْ فَعَلَ هَذِهِ الْكَبَائِرَ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنِينَ إذْ هُوَ مُتَعَرِّضٌ لِلْعُقُوبَةِ عَلَى تِلْكَ الْكَبِيرَةِ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : أَرَادَ بِهِ نَفْيَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ أَوْ نَفْيَ كَمَالِ الْإِيمَانِ -الكبيرة الأولى : الشرك بالله1 فأكبر الكبائر الشرك بالله تعالى و هو نوعان : 1-أحدهما ـ أن يجعل لله نداً و يعبد غيره من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو نبي أو شيخ أو نجم أو ملك أو غير ذلك ، و هذا هو الشرك الأكبر الذي ذكره الله عز و جل قال الله تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و قال الله تعالى : إن الشرك لظلم عظيم و قال الله تعالى : إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار -فمن أشرك بالله ثم مات مشركاً فهو من أصحاب النار قطعاً ، كما أن من آمن بالله و مات مؤمناً فهو من أصحاب الجنة و إن عذب بالنار -و في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ـ ثلاثاً ـ قالوا : بلى يا رسول الله قال : الإشراك بالله و عقوق الوالدين ، و كان متكئاً فجلس فقال : ألا و قول الزور ، ألا و شهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت 2- و قال صلى الله عليه و سلم اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منها الشرك بالله ، و قال صلى الله عليه و سلم من بدل دينه فا***وه الحديث ومن السلسة الصحيحة للالبانى آمركم بثلاث و أنهاكم عن ثلاث 685- قال صلى الله علية وسلم " آمركم بثلاث و أنهاكم عن ثلاث ، آمركم أن تعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و تعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و تطيعوا لمن ولاه الله عليكم أمركم . و أنهاكم عن قيل و قال و كثرة السؤال و إضاعة المال " . الصحيحة" 2 / 304 : 885- عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اجتنبوا الكبائر و سددوا و أبشروا " . الصحيحة" 2 / 574 : و له شاهد بلفظ : " اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله ... " 2 - " اجتنبوا كل ما أسكر " . الصحيحة" 2 / 574 : . 2051- " الكبائر : الشرك بالله و الإياس من روح الله و القنوط من رحمة الله " . الصحيحة " 5 / 79 : عن ابن عباس : " أن رجلا قال : يا رسول الله ! ما الكبائر ؟ قال : الشرك ... " . 2244 - " اجتنبوا الكبائر السبع ، فسكت الناس فلم يتكلم أحد ، فقال : ألا تسألوني عنهن ؟ الشرك بالله و *** النفس و الفرار من الزحف و أكل مال اليتيم و أكل الربا و قذف المحصنة و التعرب بعد الهجرة " . الصحيحة " 5 / 293 : عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال : "إني لفي هذا المسجد مسجد الكوفة ، و علي رضي الله عنه يخطب الناس على المنبر ،فقال : يا أيها الناس ! إن الكبائر سبع . فأصاخ الناس ، فأعادها ثلاث مرات ، ثم قال : ألا تسألوني عنها ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ! ما هي ؟ قال : (الشرك بالله و *** النفس و الفرار من الزحف و أكل مال اليتيم و أكل الربا و قذف المحصنة و التعرب بعد الهجرة ") . فقلت لأبي : يا أبت ! التعرب بعد الهجرة كيف لحق ههنا ؟ فقال : يا بني ! و ما أعظم من أن يهاجر الرجل ، حتى إذا وقع سهمه في الفيء و وجب عليه الجهاد ، خلع ذلك من عنقه ، فرجع أعرابيا كما كان " ) . ( التعرب بعد الهجرة ) ، قال ابن الأثير في " النهاية " : " هو أن يعود إلى البادية ، و يقيم مع الأعراب بعد أن كان مهاجرا . و كان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد " . قلت : و نحوه : ( التغرب ) : السفر إلى بلاد الغرب و الكفر ، من البلاد الإسلامية إلا لضرورة و قد سمى بعضهم بـ (الهجرة ) ! و هو من القلب للحقائق الشرعية الذي ابتلينا به في هذا العصر ، فإن( الهجرة ) إنما تكون من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام . و الله هو المستعان . و النوع الثاني من الشرك : الرياء بالأعمال كما قال الله تعالى : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه أحدا -أي لا يرائي بعمله أحداً 1- و قال صلى الله عليه و سلم : إياكم و الشرك الأصغر ، قالوا يا رسول الله و ما الشرك الأصغر ؟ قال : الرياء يقول الله تعالى يوم يجازى العباد بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤونهم بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء 2-و قال صلى الله عليه و سلم يقول الله : من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري فهو للذي أشرك و أنا منه بريء 3- و قال "من سمع سمع الله به و من رئيا رايا الله به 4- و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه و آله و سلم قال : رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع و العطش ، و رب قائم ليس له من قيامه إلا السهر - يعني أنه إذا لم يكن الصلاة و الصوم لوجه الله تعالى فلا ثواب له قال الله تعالى : "و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا " - يعني الأعمال التي عملوها لغير وجه الله تعالى أبطلنا ثوابها و جعلناها كالهباء المنثور و هو الغبار الذي يرى في شعاع الشمس و سأل بعض الحكماء من المخلص : فقال : المخلص الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته و قيل لبعضهم : ما غاية الإخلاص ؟ قال : أن لا تحب محمدة الناس -و قال الفضيل بن عباض ه : ترك العمل لأجل الناس رياء ، و العمل لأجل الناس شرك ، و الإخلاص أن يعافيك الله منهما ومن السلسة الصحيحة للالبانى 1013- عن أبي عثمان النهدي قال : كنت عند عمر و هو يخطب الناس فقال في خطبته ، ان رسول الله صلى الله عليوة وسلم قال " إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان " الصحيحة " 3 / 11 : 1389- " إذا قال الرجل للمنافق يا سيد فقد أغضب ربه تبارك و تعالى " . الصحيحة " 3 / 378 : |
#2
|
|||
|
|||
2-الكبيرة الثانية *** النفس قال تعالى : " و من ي*** مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذاباً عظيما" و قال تعالى : 1- و قال النبي صلى الله عليه و سلم اجتنبوا السبع الموبقات فذكر *** النفس التي حرم الله إلا بالحق 2- و قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم : أي ذنب أعظم عند الله تعالى ؟ قال : أن تجعل لله نداً و هو خلقك قال : ثم أي ؟ قال أن ت*** ولدك خشية أن يطعم معك قال : ثم أي ؟ قال أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله تعالى تصديقها : و الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر و لا ي***ون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون الآية 3- و قال صلى الله عليه و سلم إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار قيل : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال لأنه كان حريصاً على *** صاحبه "" -علماؤنا: هذا إنما يكون كذلك إذا لم يكونا يقتتلان على تأويل ، إنما على عداوة بينهما و عصبية أو طلب دنيا أو رئاسة أو علو ، فأما من قاتل أهل البغي على الصفة التي يجب قتالهم بها ، أو دفع عن نفسه أو حريمه فإنه لا يدخل في هذه ، لأنه مأمور بالقتال للذب عن نفسه غير قاصد به *** صاحبه إلا إن كان حريصاً على *** صاحبه و من قاتل باغياً أو قاطع طريق من المسلمين فإنه لا يحرص على ***ه ، إنما يدفعه عن نفسه ، فإن انتهى صاحبه كف عنه و لم يتبعه فإن الحديث لم يرد في أهل هذه الصفة فأما من خالف هذا النعت فهو الذي يدخل في هذا الحديث الذي ذكرنا ، و الله أعلم 4-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض 5-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً 6-و قال صلى الله عليه و آله و سلم أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ، 7-و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ل*** مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ، 8- و قال صلى الله عليه و سلم : " الكبائر الإشراك بالله و *** النفس و اليمين الغموس " و سميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في النار 9-، و قال صلى الله عليه و سلم : لا ت*** نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن ال*** مخرج في الصحيحين ، 10- و قال صلى الله عليه و سلم من *** معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، و إن رائحتها لتوجد من مسيرة أربعين عاماً أخرجه البخاري -فإذا كان هذا في *** المعاهد ـ و هو الذي أعطى عهداً من اليهود و النصارى في دار الإسلام ـ فكيف ي*** المسلم و 11-قال صلى الله عليه و سلم ألا و من *** نفساً معاهدة لها ذمة الله و ذمة رسوله فقد أخفر ذمة الله و لا يرح رائحة الجنة و إن ريحها ليوجد من مسيرة خمسين خريفاً صححه الترمذي 12- و قال صلى الله عليه و سلم من أعان على *** مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله تعالى الكبيرة الثالثة في السحر-3 لأن الساحر لا بد و أن يكفر قال الله تعالى" و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " و ما للشيطان الملعون غرض في تعليمه الإنسان السحر إلا ليشرك به قال الله تعالى مخبراً عن هاروت و ماروت :"و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق " -ومن اشكالة تعليم السيمياء و عملها و هي محض السحر و في عقد الرجل عن زوجته و هو سحر ، و في محبة الرجل للمرأة و بغضها له و أشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك و ضلال -و حد الساحر ال*** ، لأنه كفر بالله أو مضارع الكفر 1- قال النبي صلى الله عليه و سلم "اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منها السحر " و الموبقات المهلكات فليتق العبد ربه و لا يدخل فيما يخسر به الدنيا و 2-قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر ، و قاطع رحم ، و مصدق بالسحر 3- و عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً قال " الرقي و التمائم و التولة شرك " التمائم جمع تميمة ، و هي خرزات و حروز يعلقها الجهال على أنفسهم و أولادهم و دوابهم يزعمون أنها ترد العين ، و هذا من فعل الجاهلية ، و من اعتقد ذلك فقد أشرك و التولة بكسر التاء و فتح الواو نوع السحر ، و هو تحبيب المرأة إلى زوجها ، و جعل ذلك من الشرك لاعتقاد الجهال أن ذلك يؤثر بخلاف ما قدر الله تعالى - قال الخطابي رحمه الله و أما إذا كانت الرقية بالقرآن ، أو بأسماء الله تعالى فهي مباحة ، لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يرقي الحسن و الحسين رضي الله عنهما ، فيقول "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان و هامة و من كل عين " 2161 - " لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو تكهن له ، أو رجع من سفر تطيرا " . الصحيحة " 5 / 193 : 4-الكبيرة الرابعة في ترك الصلاة قال الله تعالى " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا * إلا من تاب و آمن و عمل صالحاً -قال ابن عباس رضي الله عنهما": ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ، و لكن أخروها عن أوقاتها - و قال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله : هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر و لا يصلي العصر إلى المغرب ، و لا يصلي المغرب إلى العشاء ، و لا يصلي العشاء إلى الفجر ، و لا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس فمن مات و هو مصر على هذه الحالة و لم يتب وعده الله بغي ، و قال الله تعالى في آية أخرى " فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون" أي غافلون عنها ، متهاونون بها وعدهم بويل و هو شدة العذاب -و قال الله تعالى في آية أخرى " يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله ، و من يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون" قال المفسرون المراد بذكر الله في هذه الآية الصلوات الخمس فمن اشتغل بماله في بيعه و شرائه و معيشته و ضيعته و أولاده عن الصلاة في وقتها كان من الخاسرين 1- و هكذا قال النبي صلى الله عليه و سلم " أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح و أنجح ، و إن نقصت فقد خاب و خسر" 2-و قال النبي صلى الله عليه و سلم " العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر و قال "بين العبد و بين الكفر ترك الصلاة " حديثان صحيحان 3-و في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من فاتته صلاة العصر حبط عمله 4- و قال صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله متفق عليه 5- و قال صلى الله عليه و سلم " من حافظ عليها كانت له نوراً و برهاناً و نجاة يوم القيامة ، و من لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً و لا برهاناً و لا نجاة يوم القيامة و كان يوم القيامة مع فرعون و قارون و هامان و أبي بن خلف و قال عمر رضي الله عنه : أما أنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة@ -قال بعض العلماء رحمهم الله و إنما يحشر تارك الصلاة مع هؤلاء الأربعة ، لأنه إنما يشتغل عن الصلاة بماله أو بملكه أو بوزارته أو بتجارته فإن اشتغل بماله حشر مع قارون ، و إن اشتغل بملكه حشر مع فرعون ، و إن اشتغل بوزارته حشر مع هامان ، و إن اشتغل بتجارته حشر مع أبي بن خلف تاجر الكفار رسول الله صلى الله عليه و سلم 6-قال من ترك صلاة مكتوبة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله عز و جل" 7-و جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله تعالى في الإسلام ؟ قال الصلاة لوقتها ، - و من ترك الصلاة فلا دين له ، و الصلاة عماد الدين و لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيل له الصلاة يا أمير المؤمنين قال نعم أما إنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة و صلى رضي الله عنه و جرحه يثعب دماً - و قال عبد الله بن شقيق التابعي رضي الله عنه كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرون من الأعمال تركه كفر غير الصلاة و سئل علي رضي الله عنه عن امرأة لا تصلي ، فقال من لم يصلي فهو كافر - و قال ابن مسعود رضي الله عنه من لم يصل فلا دين له و قال ابن عباس رضي الله عنهما من ترك صلاة واحدة متعمداً لقي الله تعالى و هو عليه اة -و قال ابن حزم لا ذنب بعد الشرك أعظم من تأخير الصلاة عن وقتها - وقال السلف إن العبد إذا أدخل قبره سئل عن الصلاة أول شيء يسأل عنه ، فإن جازت له نظر فيما دون ذلك من عمله ، و إن لم تجز له لم ينظر في شيء من عمله بعد و قال صلى الله عليه و سلم " إذا صلى العبد الصلاة في أول الوقت صعدت إلى السماء و لها نور حتى تنتهي إلى العرش فتستغفر لصاحبها إلى يوم القيامة و تقول حفظك الله كما حفظتني و إذا صلى العبد الصلاة في غير وقتها صعدت إلى السماء و عليها ظلمة ، فإذا انتهت إلى السماء تلف كما يلف الثوب الخلق و يضرب بها وجه صاحبها ، و تقول ضيعك الله كما ضيعتني و روى أبو داود في سننه 5 - متى يؤمر الصبي بالصلاة 1-روى أبو داود في السنن أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ، فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها و في رواية مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر و فرقوا بينهم في المضاجع -قالو هذا الحديث يدل على إغلاظ العقوبة له إذا بلغ تاركاً لها -و كان بعض أصحاب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يحتج به في وجوب ***ه إذا تركها متعمداً بعد البلوغ ، و يقول إذا استحق الضرب و هو غير بالغ ، فيدل على أنه يستحق بعد البلوغ من العقوبة ما هو أبلغ من الضرب و ليس بعد الضرب شيء أشد من ال*** -و قد اختلف العلماء رحمهم الله في حكم تارك الصلاة ، فقال مالك و الشافعي و أحمد ، رحمهم الله تارك الصلاة ي*** ضرباً بالسيف في رقبته ثم اختلفوا في كفره إذا تركها من غير عذر حتى يخرج وقتها ، أحمد بن حنبل هو كافر و استدلوا بقول النبي صلى الله عليه و سلم العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر و بقوله صلى الله عليه و سلم بين الرجل و بين الكفر ترك الصلاة 6-لكبيرة الخامسة : منع الزكاة قال الله تعالى : لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة و قال الله تعالى : و ويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة فسماهم المشركين و قال الله تعالى : و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون 1-و ثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : ما من صاحب ذهب و لا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار ، فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جبينه و جنبيه و ظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي الله بين الناس ، فيرى سبيله إما إلى الجنة و إما إلى النار قيل يا رسول الله فالإبل ؟ قال : و لا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلاً واحداً تطؤه بأخفافها و تعضه بأفواهها ، كلما مر عليه أولها رد عليه آخرها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي الله بين الناس فيرى سبيله إما إلى الجنة و إما إلى النار قيل : يا رسول الله فالبقر و الغنم ؟ قال : و لا صاحب بقر و لا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر ليس فيها عقصاء و لا جلحاء و لا عضباء تنطحه بقرونها و تطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخرها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي الله بين الناس ، فيرى سبيله إما إلى الجنة و إما إلى النار 2-و قال صلى الله عليه و سلم : أول ثلاثة يدخلون النار ـ أمير مسلط ، و ذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله تعالى من ماله ، و فقير فخور @و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : من كان له مال يبلغه حج بيت الله تعالى و لم يحج أو تجب فيه الزكاة و لم يزك سأل الرجعة عند الموت ، فقال له رجل : اتق الله يا ابن عباس فإنما يسأل الرجعة الكفار فقال ابن عباس : سأتلوا عليك بذلك قرآناً ، قال الله تعالى : و أنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق أي أؤدي الزكاة و أكن من الصالحين أي أحج قيل له : فما يوجب الزكاة ؟ قال : إذا بلغ المال مائتي درهم وجبت فيه الزكاة ، قيل فما يوجب الحج ؟ قال : الزاد و الرحلة -و لا تجب الزكاة في الحلي المباح إذا كان معداً للإستعمال ، فإن كان معداً للقنية أو الكراء و جبت فيه الزكاة و تجب في قيمة عروض التجارة ، 3-و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزميته ـ أي بشدقيه ـ فيقول : أنا مالك ، أنا كنزك ثم تلا هذه الآية و لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم ، سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة: أخرجه البخاري -و عن ابن مسعود رضي الله عنه في قول الله تعالى في ما نعي الزكاة : يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم قال : لا يوضع دينار على دينار و لا درهم على درهم و لكن يوسع جلدة حتى يوضع كل دينار و درهم على حدته فإن قيل : لم خص الجباه و الجنوب و الظهور بالكي ؟ قيل : لأن الغني البخيل إذا رأى الفقير عبس وجهه و زوى ما بين عينيه و أعرض بجنبه ، فإذا قرب منه ولي بظهره فعوقب بكي هذه الأعضاء ليكون الجزاء من *** العمل 4- و قال صلى الله عليه و سلم : خمس بخمس ، قالوا : يا رسول الله و ما خمس بخمس ؟ قال : ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ، و ما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ، و ما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ، و لا طففوا المكيال و الميزان إلا منعوا النبات و أخذوا بالسنين ، و لا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر |
#3
|
|||
|
|||
-الكبيرة السادسة إفطار يوم من رمضان بلا عذر
قال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر 1-و ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله ، و إقام الصلاة ، و إيتاء الزكاة ، و حج البيت ، و صوم رمضان 2-و قال صلى الله عليه و سلم من أفطر يوماً من رمضان بلا عذر لم يقضه صيام الدهر و إن صامه ، - و عن ابن عباس رضي الله عنهما عري الإسلام و قواعد الدين ثلاث شهادة أن لا إله إلا الله و الصلاة و صوم رمضان فمن ترك واحدة منهن فهو كافر نعوذ بالله من ذلك 8-الكبيرة السابعة : في ترك الحج مع القدرة عليه قال الله تعالى : و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً 1-و قال النبي صلى الله عليه و سلم : من ملك زاداً و راحلة تبلغه حج بيت الله الحرام و لم يحج ، فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً و ذلك لأن الله تعالى يقول : و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جدة و لم يحج فليضربوا عليهم الجزية و ما هم بمسلمين -و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما من أحد لم يحج و لم يؤد زكاة ماله إلا سأل الرجعة عند الموت فقيل : له إنما يسأل الرجعة الكفار قال : و إن ذلك في كتاب الله تعالى : و أنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق أي أؤدي الزكاة و أكن من الصالحين أي أحج ، و لن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها و الله خبير بما تعملون قيل : فيم تجب الزكاة ؟ قال : بمائتي درهم و قيمتها من الذهب ، قيل فما يوجب الحج ؟ قال : الزاد و الراحلة و عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : مات لي جار موسر لم يحج فلم أصل عليه قال الله تعالى وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " أي براً و شفقة و عطفاً "عليهما إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما" أي لا تقل لهما بتبرم إذا كبرا و أسنا و قال الله تعالى أن اشكر لي و لوالديك إلي المصير -فانظر رحمك الله كيف قرن شكرهما بشكره قال ابن عباس رضي الله عنهما ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث ، لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها ( إحداهما ) قول الله تعالى أطيعوا الله و أطيعوا الرسول فمن أطاع الله و لم يطع الرسول لم يقبل منه ( الثانية ) قول الله تعالى و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة فمن صلى و لم يزك لم يقبل منه ( الثالثة ) قول الله تعالى أن اشكر لي و لوالديك فمن شكر الله و لم يشكر لوالديه لم يقبل 1-و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل يستأذن النبي صلى الله عليه و سلم في الجهاد معه ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم أحي والداك ؟ قال نعم قال ففيهما فجاهد مخرج في الصحيحين ، ! 2-و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله و عقوق الوالدين فانظر كيف قرن الإساءة إليهما و عدم البر و الإحسان بالإشراك 3- و في الصحيحين أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة عاق و لا منان و لا مدمن خمر "4- عنه صلى الله عليه و سلم قال لو علم الله شيئاً أدنى من الأف لنهى عنه ، فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة و ليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار 5- و قال صلى الله عليه و سلم كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه ، يعني العقوبة في الدنيا قبل يوم القيامة -و قال كعب الأحبار رحمه الله إن الله ليعجل هلاك العبد إذا كان عاقاً لوالديه ليعجل له العذاب ، و أن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان باراً بوالديه ليزيده براً و خيراً و من برهما أن ينفق عليهما إذا احتاجا 6- فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن أبي يريد أن يحتاج مالي فقال صلى الله عليه و سلم أنت و مالك لأبيك و سئل كعب الأحبار عن عقوق الوالدين ما هو ؟ قال هو إذا أقسم عليه أبوه أو أمه لم يبر قسمها ، و إذا أمره بأمر لم يطع أمرهما ، و إذا سألاه شيئاً لم يعطهما ، و إذا ائتمناه خانهما 7-و في الصحيحين أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله من أحق الناس مني بحسن الصحبة ؟ قال أمك قال ثم من ؟ قال أمك قال ثم من ؟ قال أمك قال ثم من ؟ قال أبوك ، ثم الأقرب فالأقرب "-فحض على بر الأم ثلاث مرات ، و على بر الأب مرة واحدة و ما ذاك إلا لأن عناءها أكثر و شفقتها أعظم ، مع ما تقاسيه من حمل و طلق و ولادة و رضاعة و سهر ليل -رأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلاً قد حمل أمه على رقبته و هو يطوف بها حول الكعبة فقال يابن عمر أتراني جازيتها ؟ قال و لا بطلقة واحدة من طلقاتها و لكن قد أحسنت ، و الله يثيبك على القليل كثيراً 8- ، و جاء رجل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقال يا أبا الدرداء إني تزوجت امرأة و إن أمي تأمرني بطلاقها فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه 9-و قال صلى الله عليه و سلم ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر ، و دعوة الوالد على ولده 10- و قال صلى الله عليه و سلم الخالة بمنزلة الأم أي في البر و الإكرام و الصلة و الإحسان و قال أبو بكر بن أبي مريم قرأت في التوراة أن من يضرب أباه ي*** و قال وهب قرأت في التوراة على من صك والده الرجم 11- ، و جاء رجل و امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يختصمان في صبي لهما فقال الرجل يا رسول الله ولدي خرج من صلبي ، و قالت المرأة يا رسول الله حمله خفاً و وضعه شهوة و حملته كرهاً و وضعته كرهاً و أرضعته حولين كاملين ، فقضى به رسول الله صلى الله عليه و سلم لأمه 919 - عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهما قال : " كانت تحتي امرأة أحبها و كان عمر يكرهها ، فقال عمر : طلقها فأبيت ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال " " أطع أباك و طلقها " . الصحيحة" 2 / 624 : 1120- " عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا : البغي و العقوق ، و زاد في أوله " من عال جاريتين حتى تدركا دخلت الجنة أنا و هو كهاتين و أشار بإصبعيه السبابة و الوسطى ، و بابان .... " . :. الصحيحة " 3 / 112 : و مثله ما في " الجامع الصغير " من رواية البخاري في " التاريخ " " عن أبي بكرة بلفظ : " اثنان يعجلهما الله في الدنيا : البغي و عقوق الوالدين " . و جاء بلفظ آخر و هو : " من قطع رحما أو حلف على يمين فاجرة رأى و باله قبل أن يموت " . الصحيحة " 3 / 114 1397- " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه و مدمن الخمر و المنان عطاءه ، و ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه و الديوث و الرجلة " . الصحيحة " 3 / 387 : 9-هجر الأقارب قال الله تعالى : و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام أي و اتقوا الأرحام أن تقطعوها و قال الله تعالى : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمى و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا يدخل الجنة قاطع رحم 2- و قال صلى الله عليه و سلم : من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليصل رحمه 3- و في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : ليس الواصل بالكافيء ، و لكن الواصل الذي من إذا قطعت رحمه وصلها 4-و قال صلى الله عليه و سلم : يقول الله تعالى أنا الرحمن و هي الرحم فمن وصلها وصلته و من قطعها قطعته - و عن علي رضي الله عنهما أنه قال لولده : يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع و تصديق ذلك في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه و سلم : لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم كالأخت و الخالة و العمة و بنت الأخت و غيرهم من الأقارب ، فنسأل الله التوفيق لطاعته إنه جواد كريم الكبيرة العاشرة الزنا ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا و قال الله تعالى و الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر و لا ي***ون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهاناً * إلا من تاب -قال العلماء هذا عذاب الزانية و الزاني في الدنيا إذا كانا عزبين غير متزوجين فإن كانا متزوجين أو قد تزوجا و لو مرة في العمر فإنهما يرجمان بالحجارة إلى أن يموتا كذلك ثبت في السنة عن النبي صلى الله عليه و 1- و ثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن ، و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن ، و لا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه أبصارهم حين ينتهبها و هو مؤمن 2- و قال صلى الله عليه و سلم إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان كاظلة على رأسه ثم إذا أقلع رجع إليه الإيمان 3-و قال صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا ينظر إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم ، شيخ زان و ملك كذاب و عائل مستكبر 4-و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ، أي الذنب أعظم عند الله تعالى ؟ قال أن تجعل لله نداً و هو خلقك فقلت إن ذلك لعظيم ، ثم أي ؟ قال أن ت*** ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي ؟ قال أن تزني بحليلة جارك ـ يعني زوجة جارك ـ فأنزل الله عز و جل تصديق ذلك و الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر و لا ي***ون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهاناً * إلا من تاب - 6-و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أن إبليس يبث جنوده في الأرض و يقول لهم أيكم أضل مسلماً ألبسته التاج على رأسه ، فأعظمهم فتنة أقربهم إليه منزلة فيجيء إليه أحدهم فيقول له لم أزل بفلان حتى طلق امرأته ، فيقول ما صنعت شيئاً سوف يتزوج غيرها ، ثم يجيء الآخر فيقول لم أزل بفلان حتى ألقيت بينه و بين أخيه العداوة ، فيقول ما صنعت شيئاً سوف يصالحه ، ثم يجيء الآخر فيقول لم أزل بفلان حتى زنى ، فيقول إبليس نعم فيدنيه منه و يضع التاج على رأسه ، ( السنين ) جمع سنة أي جدب و قحط . ( يتخيروا ) أي يطلبوا الخير ، أي و ما لم يطلبوا الخير و السعادة مما أنزل الله . و لبعض الحديث شاهد من حديث بريدة بن الحصيب مرفوعا بلفظ : " ما نقض قوم العهد قط إلا كان ال*** بينهم ، و ما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز و جل عليهم الموت ، و لا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر " الصحيحة" 1 / 169 : 2- وقال من رواية ابو هريرة عنة - " من وقاه الله شر ما بين لحييه و شر ما بين رجليه دخل الجنة " . الصحيحة" 2 / 22 : الريح 672- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولد الزنا شر الثلاثة " . الصحيحة" 2 / 281 : و تفسير سفيان المذكور قد روي مرفوعا من حديث عبد الله بن عباس ، و عائشة . ومن رواية ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولد الزنا شر الثلاثة ، إذا عمل بعمل أبويه الالبانى و هذا التفسير ، و إن لم يثبت رفعه ، فالأخذ به لا مناص منه ، كي لا يتعارض الحديث مع النصوص القاطعة في الكتاب و السنة أن الإنسان لا يؤاخذ بجرم غيره . و راجع لهذا المعنى الحديث ( 1287 ) من الكتاب الآخر . و قد روي الحديث عن عائشة رضي الله عنها على وجه آخر ، لو صح إسناده لكان قاطعا للإشكال ، و رافعا للنزاع ، و هو ما روى عروة قال : " بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولد الزنا شر الثلاثة . فقالت : ( يرحم الله أبا هريرة ) أساء سمعا ، فأساء إجابة لم يكن الحديث على هذا إنما كان رجل ( من المنافقين ) يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : من يعذرني من فلان ؟ قيل يا رسول الله إنه مع ما به ولد زنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هو شر الثلاثة " و الله عز وجل يقول : *( و لا تزر وازرة وزر أخرى )* " . الالبانى " فبان لنا بحديث عائشة رضي الله عنها أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكره عنه أبو هريرة : " ولد الزنا شر الثلاثة " إنما كان لإنسان بعينه كان منه من الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان منه مما صار به كافرا شرا من أمه ، و من الزاني الذي كان حملها به منه . و الله تعالى نسأله التوفيق . -2186 " ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء * ( و لا تزر وازرة وزر أخرى الصحيحة " 5 / 318 : قد قص الله عز و جل علينا في كتابه العزيز قصة قوم لوط في غير موضع من ذلك قول الله تعالى- فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها و أمطرنا عليها حجارة من سجيل أي من طين طبخ حتى صار كالآجر منضود أي يتلو بعضه بعضاً ، مسومة أي معلمة بعلامة تعرف بها بأنها ليست من حجارة أهل الدنيا ، عند ربك أي في خزانته التي لا يتصرف في شيء منها إلا بإذنه ، و ما هي من الظالمين ببعيد ما هي من ظالمي هذه الأمة إذا فعلوا فعلهم أن يحل بهم ما حل بأولئك من العذاب -و قال عليه الصلاة السلام من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فا***وا الفاعل و المفعول به 1 -، قال ابن عباس رضي الله عنهما ينظر أعلى بناء في القرية فيلقى منه ثم يتبع بالحجارة كما فعل بقوم لوط -و أجمع المسلمون على أن التلوط من الكبائر التي حرم الله تعالى أتأتون الذكران من العالمين * و تذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون أي مجازون من الحلال إلى الحرام و قال الله تعالى في آية أخرى مخبراً عن نبيه لوط عليه السلام -و روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال عشر خصال من أعمال قوم لوط ـ تصفيف الشعر ، و حل الأزرار ، و رمي البندق ،و الحذف بالحصى ، و اللعب بالحمام الطيارة ، و الصفير بالأصابع ، و فرقعة الأكعب ، و إسبال الإزار ، و حل أزر الأقبية ، و إدمان شرب الخمر ، و إتيان الذكور ، و ستزيد عليها هذه الأمة مساحقة النساء النساء و روي أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي صلى الله عليه و سلم كان فيهم أمرد حسن فأجلسه النبي صلى الله عليه و سلم خلف ظهره و قال إنما كانت فتنة داود عليه السلام من النظر و أنشدوا شعراً كل الحوادث مبدؤها من النظر و معظم النار من مستصغر الشرر و المرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغير موقوف على الخطر كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهام بلا قوس و لا وتر يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحباً بسرور عاد بالضرر و كان يقال النظر بريد الزنا ، و في الحديث النظر سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن تركه لله أورث الله قلبه حلاوة عبادة يجدها إلى يوم القيامة |
#4
|
|||
|
|||
الكبيرة الثانية عشرة : الربا
قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة و اتقوا الله لعلكم تفلحون ، و قال الله تعالى : الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم الذي قد مسه الشيطان و صرعه ذلك أي ذلك الذي أصابهم بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا أي حلالاً فاستحلوا ما حرم الله ، فإذا بعث الله الناس يوم القيامة خرجوا مسرعين إلا أكلة الربا فإنهم يقومون و يسقطون كما يقوم المصروع ، كلما قام صرع لأنهم لما أكلوا الربا الحرام في الدنيا أرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم يوم القيامة ، فهم كلما أردوا النهوض سقطوا ، و يريدون الإسراع مع الناس فلا يقدرون و قال قتادة : إن آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً ، و ذلك علم لأكلة الربا فهم به أهل الموقف 1- و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لما أسري بي مررت بقوم بطونهم بين أيديهم ، كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم ، قد مالت بهم بطونهم منضدين على سابلة آل فرعون و آل فرعون يعرضون على النار غدواً و عشياً قال فيقبلون مثل الإبل المنهزمة لا يسمعون و لا يعقلون ، فإذا أحس بهم أصحاب تلك البطون قاموا فتميل بطونهم فلا يستطيعون أن يبرحوا حتى يغشاهم آل فرعون ، فيردونهم مقبلين و مدبرين فذلك عذابهم في البرزخ بين الدنيا و الآخرة قال صلى الله عليه و سلم : فقلت يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس و عن أنس قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الربا و عظم شأنه فقال : الدرهم الذي يصيبه الرجل من الربا أشد من ست و ثلاثين زنية في الإسلام ، و عنه صلى الله عليه و سلم قال : الربا سبعون حوباً أهونها كوقع الرجل على أمه و في رواية أهونها كالذي ينكح أمه و الحوب : الإثم فصل : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إذا كان لك على رجل دين فأهدى لك شيئاً فلا تأخذه فإنه ربا و قال الحسن رحمه الله : إذا كان لك على رجل دين فما أكلت من بيته فهو سحت ، و قال ابن مسعود أيضاً : من شفع لرجل شفاعة فأهدى إليه هدية فهي سحت ، و تصديقه من قوله صلى الله عليه و سلم : من شفع لرجل شفاعة فأهدى له عليها فقبلها فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا أخرجه أبو داود فنسأل الله العفو و العافية في الدين الدنيا و الآخرة ومن السلسة الصحيحة للالبانى 1033- وفى الربا قال " درهم ربا يأكله الرجل - و هو يعلم - أشد عند الله من ستة و ثلاثين زنية " . الصحيحة " 3 / 29 : 1433- " أربى الربا شتم الأعراض " . الصحيحة " 3 / 418 : و له شاهد من حديث البراء بن عازب و سعيد بن زيد مرفوعا بلفظ : " و إن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه " و زاد سعيد " بغير حق " . انظر الترغيب ( 3 / 296 - 297 ) . الكبيرة الثالثة عشرة أكل مال اليتيم و ظلمه قال الله تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً و سيصلون سعيراً ، و قال الله تعالى و لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده 1-و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في المعراج فإذا أنا برجال و قد وكل بهم رجال يفكون لحالهم ، و آخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها بأفواههم و تخرج من أدبارهم فقلت يا جبريل من هن هؤلاء ؟ قال الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً رواه مسلم -قال العلماء فكل ولي ليتيم إذا كان فقيراً فأكل من ماله بالمعروف بقدر قيامه عليه في مصالحه و تنمية ماله فلا بأس عليه ، و ما زاد على المعروف فسحت حرام لقول الله تعالى و من كان غنياً فليستعفف و من كان فقيراً فليأكل بالمعروف -و في الأكل بالمعروف أربعة أقوال أحدهما أنه الأخذ على وجه القرض و الثاني الأكل بقدر الحاجة من غير إسراف ، و الثالث أنه أخذ بقدر إذا عمل لليتيم عملاً ، و الرابع أنه الأخذ عند الضرورة فإن أيسر قضاه و إن لم يوسر فهو في حل و هذه الأقوال ذكرها ابن الجوزي في تفسيره 2-و في البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا و أشار بالسبابة و الوسطى و فرج بينهما 3- و في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه و سلم قال كافل اليتيم له أو لغيره أنا و هو كهاتين في الجنة و أشار بالسبابة و الوسطى -كفالة اليتيم هي القيام بأموره و السعي في مصالحه من طعامه و كسوته و تنمية ماله إن كان له مال ، و إن كان لا مال له أنفق عليه و كساه ابتغاء وجه الله تعالى و قوله في الحديث له أو لغيره ـ أي سواء كان اليتيم قرابة أو أجنبياً منه ، فالقرابة مثل أن يكفله جده أو أخوه أو أمه أو عمه أو زوج أمه أو خاله أو غيره من أقاربه ، و الأجنبي من ليس بينه و بينه قرابة 4-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ضم يتيماً من المسلمين إلى طعامه و شرابه حتى يغنيه الله تعالى أوجب الله له الجنة إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر و مما جاء في فضل الإحسان إلى الأرملة و اليتيم عن بعض العلويين ـ و كان نازلاً ببلخ من بلاد العجم و له زوجة علوية و له منها بنات و كانوا في سعة و نعمة ، فمات الزوج و أصاب المرأة و بناتها بعده الفقر و القلة ، فخرجت ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء ، و اتفق خروجها في شدة البرد فلما دخلت ذلك البلد أدخلت بناتها في بعض المساجد المهجورة ، و مضت تحتال لهم في القوت فمرت بجمعين جمع على رجل مسلم و هو شيخ البلد ، و جمع على رجل مجوسي و هو ضامن البلد فبدأت بالمسلم و شرحت حالها له ، و قالت أنا امرأة علوية و معي بنات أيتام أدخلتهم بعض المساجد المهجورة ، و أريد الليلة قوتهم فقال لها أقيمي عندي البينة أنك علوية شريفة فقالت أنا امرأة غريبة ما في البلد من يعرفني فأعرض عنها ، فمضت من عنده منكسرة القلب فجاءت إلى ذلك الرجل المجوسي فشرحت له حالها ، و أخبرته أن معها بنات أيتام و هي امرأة شريفة غريبة ، و قصت عليه ما جرى لها مع الشيخ المسلم فقام و أرسل بعض نسائه ، و أتوا بها و بناتها إلى داره فأطعمهن أطيب الطعام ، و ألبسهن أفخر اللباس و باتوا عنده في نعمة و كرامة قال فلما انتصف الليل رأى ذلك الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت ، و قد عقد اللواء على رأس النبي صلى الله عليه و سلم ، و إذا القصر من الزمرد الأخضر شرفاته من اللؤلؤ و الياقوت و فيه قباب اللؤلؤ و المرجان ، فقال يا رسول الله لمن هذا القصر ؟ قال لرجل مسلم موحد فقال يا رسول الله أنا رجل مسلم موحد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقم عندي البينة أنك مسلم موحد قال فبقي متحيراً فقال له صلى الله عليه و سلم لما قصدتك المرأة العلوية قلت أقيمي عندي البينة أنك علوية ، فكذا أنت أقم عندي البينة أنك مسلم فانتبه الرجل حزيناً على رده المرأة خائبة ، ثم جعل يطوف بالبلد و يسأل عنها حتى دل عليها أنها عند المجوسي ، فأرسل إليه فأتاه فقال له أريد منك المرأة الشريفة العلوية و بناتها فقال ما إلى هذا من سبيل و قد لحقني من بركاتهم ما لحقني قال خذ مني ألف دينار و سلمهن إلي ، فقال لا أفعل فقال لا بد منهن فقال الذي تريده أنت أنا أحق به و القصر الذي رأيته في منامك خلق لي أتدل علي بالإسلام ؟ فوالله ما نمت البارحة أنا و أهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية ، و رأيت مثل الذي رأيت في منامك ، و قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم العلوية و بناتها عندك ؟ قلت نعم يا رسول الله قال القصر لك و لأهل دارك و أنت و أهل دارك من أهل الجنة خلقك الله مؤمناً في الأزل قال فانصرف المسلم و به من الحزن و الكآبة ما لا يعلمه إلا الله فانظر رحمك الله إلى بركة الإحسان إلى الأرملة و الأيتام نا أعقب صاحبه من الكرامة في الدنيا ! 5-و لهذا ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال الساعي على الأرملة و المساكين كالمجاهد في سبيل الله قال الراوي أحسبه قال و كالقائم لا يفتر و كالصائم لا يفطر ، و الساعي عليهم هو القائم بأمورهم و مصالحهم ابتغاء وجه الله تعالى وفقنا لله لذلك بمنه و كرامه أنه جواد كريم رؤوف غفور رحيم الكبيرة الرابعة عشرة الكذب على الله عز و جل و على رسوله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة قال الحسن هم الذين يقولون إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل قال ابن الجوزي في تفسيره و قد ذهب طائفة من العلماء إلى أن الكذب على الله و على رسوله كفر ينقل عن الملة ، و لا ريب أن الكذب على الله و على رسوله في تحليل حرام و تحريم حلال كفر محض ، و إنما الشأن في الكذب عليه فيما سوى ذلك 1-و قال صلى الله عليه و سلم من كذب علي بني له بيت في جهنم 2- و قال صلى الله عليه و سلم و من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار 3- و قال صلى الله عليه و سلم من روى عني حديثاً و هو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين 4-و قال صلى الله عليه و سلم إن كذبا علي ، ليس ككذب على غيري من كذب علي معمداً فليتبوأ مقعده من النار و 5-قال صلى الله عليه و سلم من يقل عني ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار الكبيرة الخامسة عشرة الفرار من الزحف و إذا لم يزد على ضعف المسلمين إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة و إن بعدت ، قال الله تعالى و من يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير 1-و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اجتنبوا السبع الموبقات قالوا و ما هن يا رسول الله ؟ قال الشرك بالله ، و السحر و *** النفس التي حرم الله إلا بالحق ، و أكل الربا ، و أكل مال اليتيم ، و التولي يوم الزحف ، و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين- فكتب الله عليهم أن لا يفر عشرون من مائتين ثم نزلت الآن خفف الله عنكم و علم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين و إن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله و الله مع الصابرين فكتب أن لا يفر مائة من مائتين رواه البخاري قال الله تعالى إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم و قال الله تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء 1-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من غشنا فليس منا 2- و قال عليه السلام الظلم ظلمات يوم القيامة ، و 3-قال صلى الله عليه و سلم كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته 4- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما راع غش رعيته فهو في النار 5- و قال صلى الله عليه و سلم من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصيحة إلا حرم الله عليه الجنة أخرجه البخاري و في لفظ يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة 6-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من حاكم يحكم بين الناس إلا حبس يوم القيامة و ملك آخذ بقفاه ، فإن قال ألقه ألقاه فهوى في جهنم أربعين خريفا رواه الإمام أحمد ، 7-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويل للأمراء ، ويل للعرفاء ، ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يعذبون و لم يكونوا عملوا من شيء 8-و قال صلى الله عليه و سلم ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط 9-و قال صلى الله عليه و سلم ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه إما أطلقه عدله أو أوبقه جوره 10-و من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال اللهم من ولي من أمر هذه الأمة شيئاً فرفق بهم فارفق به و من شفق عليهم فاشفق عليه 11- و قال صلى الله عليه و سلم من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم و خلتهم و فقرهم احتجب الله دون حاجته و خلته و فقره 12-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيكون أمراء فسقة جورة ، فمن صدقهم بكذبهم و أعانهم على ظلمهم فليس مني و لست منه ، و لن يرد على الحوض 13-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صنفان من أمتي لن تنالهم شفاعتي سلطان ظلوم غشوش ، و غال في الدين يشهد عليهم و يتبرأ منهم 14-و قال عليه السلام أشد الناس عذاباً يوم القيامة إمام جائر 16- و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أيها الناس مروا بالمعروف و انهوا عن النكر قبل أن تدعوا الله فلا يستجيب لكم ، و قبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم إن الأحبار من اليهود و الرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم ، ثم عمهم بالبلاء و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد17- و من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً و لا عدلا 18-و في الحديث أيضاً من لا يرحم لا يرحم لا يرحم الله من لا يرحم الناس 19- و قال صلى الله عليه و سلم الإمام العادل يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله و قال المقسطون على منابر من نور ، و الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم و ما ولوا 20-و لما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن قال إياك و كرائم أموالهم ، و اتقي دعوة المظلوم فإنها ليس بينها و بين الله حجاب رواه البخاري 21-، و قال عليه الصلاة و السلام ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة فذكر منهم الملك الكذاب ، و قال إنكم ستحرصون على الإمارة و ستكون ندامة يوم القيامة رواه البخاري و فيه أيضاً و إنا و الله لا نولي هذا العمل أحداً سأله أو أحداً حرص عليه 22-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا كعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء ، أمراء يكونون من بعدي لا يهتدون بهدي و لا يستنون بسنتي 23-و قال ستحرصون على الإمارة و ستكون ندامة يوم القيامة و قال عمر بن المهاجر ، قال لي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلبابي ثم قل يا عمر ما تصنع يا راضياً باسم الظالم كم عليك من المظالم ، السجن جهنم و الحق الحاكم ، و لا حجة لك فيما تخاصم ، القبر مهول فتذكر حبسك ، و الحساب طويل فخلص نفسك ، و العمر كيوم فبادر شمسك ، تفرح بمالك و الكسب خبيث ، و تمرح بآمالك و السير حثيث إن الظلم لا يترك منه قدر أنملة فإذا رأيت ظالماً قد سطا فنم له ، فربما بات فأخذت جنبه من الليل نملة أي قروح في الجسد الكبر و الفخر و الخيلاء و العجب و التيه ـ قال الله تعالى و قال موسى إني عذت بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب و قال الله تعالى إنه لا يحب المستكبرين 1-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بينما رجل يتبختر في مشيه إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلل فيها إلى يوم القيامة 2- و قال عليه الصلاة و السلام يحشر الجبارون المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر يطؤهم الناس يغشاهم الذل من كل مكان و قال بعض السلف أول ذنب عصي الله به الكبر ، قال الله تعالى و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين فمن استكبر على الحق لم ينفعه إيمانه كما فعل إبليس و عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال ذرة من كبر رواه مسلم ، و قال الله تعالى إن الله لا يحب كل مختال فخور 4- و قال صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى العظمة إزاري و الكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما ألقيته في النار رواه مسلم ، المنازعة المجاذبة 5-و قال صلى الله عليه و آله و سلم اختصمت الجنة و النار ، فقالت الجنة مالي ما يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم ؟ و قالت النار أوثرت بالجبارين و المتكبرين و قال الله تعالى و لا تصعر خدك للناس و لا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور أي لا تمل خدك معرضاً متكبراً و المرح التبختر و قال سلمة بن الأكوع أكل رجل عند رسول الله صلى الله عليه و سلم بشماله ، قال كل بيمينك قال لا أستطيع ، فقال لا استطعت ، ما منعه إلا الكبر فما رفعها إلى فيه بعد رواه مسلم 6-و قال عليه الصلاة و السلام ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر العتل الغليظ الجافي و الجواظ الجموع المنوع ، و قيل الضخم المختال في مشيته ، و قيل البطين 7- و صح من حديث أبي هريرة أول ثلاثة يدخلون النار أمير مسلط أي ظالم ، و غني لا يؤدي الزكاة ، و فقير فخور 8- و في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم المسبل ، المنان ، و المنفق ، سلعته بالحلف الكاذب - و المسبل هو الذي يسبل إزاره أو ثيابه أو سراويله حتى يكون إلى قدميه لأنه صلى الله عليه و سلم قال ما أسبل من الكعبين من الإزار فهو في النار -و أشر الكبر الذي فيه من يتكبر على العباد بعلمه و يتعاظم في نفسه بفضيلته فإن هذا لم ينفعه علمه فإن من طلب العلم للآخرة كسره علمه وخشع قلبه و استكانت نفسه ، و كان على نفسه بالمرصاد فلا يفتر عنها بل يحاسبها كل وقت و يتفقدها ، فإن غفل عنها جمحت عن الطريق المستقيم و أهلكته و من طلب العلم للفخر و الرياسة و بطر على المسلمين و تحامق عليهم و ازدراهم ، فهذا من أكبر الكبر ، و لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فمن نازعني واحدا 541- عن أبي هريرة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال " قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي و العزة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما ألقيه في النار " . " الصحيحة" 2 / 69 : 2-وعن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العز إزاره و الكبرياء رداؤه فمن نازعني بشيء منهما عذبته " . مسلم من تعظم في نفسه 543- عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله عز وجل و هو عليه غضبان " . الصحيحة" 2 / 72 : 2-و لذلك روت ام المؤمنين انها - قالت : قلت : يا رسول الله كل جعلني الله فداك متكئا فإنه أهون عليك ، فأحنى رأسه حتى كاد أن تصيب جبهته الأرض و قال " بل آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد " . الصحيحة" 2 / 72 |
#5
|
|||
|
|||
الكبيرة الثامنة عشرة شهادة الزور
قال الله تعالى " و الذين لا يشهدون الزور " الآية @ و في الأثر عدلت شهادة الزور الشرك بالله تعالى مرتين ، و قال الله تعالى "و اجتنبوا قول الزور" @ قال المصنف رحمه الله تعالى :شاهد الزور قد ارتكب عظائم ( أحدها ) الكذب و الإفتراء قال الله تعالى إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب و في الحديث يطبع المؤمن على كل شيء ليس الخيانة و الكذب و ( ثانيها ) إنه ظلم الذي شهد حتى أخذ بشهادته ماله و عرضه و روحه و ( ثالثها ) إنه ظلم الذي شهد له بأن ساق إليه المال الحرام فأخذه بشهادته فوجبت له النار ، و قال صلى الله عليه و سلم من قضيت له من مال أخيه بغير حق فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من نار و (رابعها ) أباح ما حرم الله تعالى و عصمه من المال و الدم و العرض 1- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ الإشراك بالله ، و عقوق الوالدين ، ألا و قول الزور ، ألا و شهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت رواه الكبيرة التاسعة عشر شرب الخمر قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون " @ فقد نهى عز و جل في هذه الآية عن الخمر و حذر منها عذاب مهين @ و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزل تحريم الخمر مشى الصحابة بعضهم إلى بعض و قالوا حرمت الخمر و جعلت عدلاً للشرك @ و ذهب عبد الله بن عمرو : إلى أن الخمر أكبر الكبائر ، و هي بلا ريب أم الخبائث و قد لعن شاربها في غير حديث 1-و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل مسكر خمر و كل خمر حرام و من شرب الخمر في الدنيا و مات و لم يتب منها و هو مدمنها لم يشربها في الآخرة رواه مسلم ، 2- و روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن على الله عهداً لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال قيل يا رسول الله و ما طينة الخبال ؟ قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار 3-و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من شرب الخمر في الدنيا يحرمها في الآخرة 4-روى النسائي من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة عاق و لا مدمن خمر و في رواية ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر و العاق لوالديه ، و الديوث و هو الذي يقر السوء في أهله @ و الخمر ما خامر العقل أي غطاه سواء كان رطباً أو يابساً أو مأكولاً أو مشروباً ، 5-عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن ،و لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ، و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن ، و التوبة معروضة بعد أخرجه البخاري 6- و فيه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إن رائحة الجنة لتوجد من مسيرة خمسمائة عام و لا يجد ريحها عاق و لا منان و لا مدمن خمر و لا عابد وثن 7- روى أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعنت الخمر بعينها و شاربها و ساقيها و بائعها و مبتاعها و عاصرها و معتصرها و حاملها و المحمولة إليه و آكل ثمنها 8- و رواه الإمام أحمد من حديث ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله لعن الخمر و عاصرها و معتصرها و بائعها و مبتاعها و شاربها و آكل ثمنها و حاملها و المحمولة إليه و ساقيها و مستقيها & ذكر أن الخمر لا يحل التداوي بها 1- عن أم سلمة رضي الله عنها قالت اشتكت ابنة لي فنبذت لها في كوز ، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يغلي ، فقال ما هذا يا أم سلمة ؟ فذكرت له أني أداوي به ابنتي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها &ذكر الآثار عن السلف في الخمر 2-قال أبو موسى يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن البتع و هو من العسل ينبذ حتى يشتد ، و المزر و هو الذرة و الشعير ينبذ حتى يشتد قال و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أعطى جوامع الكلم بخواتمه ، فقال صلى الله عليه و سلم كل مسكر حرام رواه مسلم ، 3-و قال صلى الله عليه و سلم ما أسكر كثيره فقليله حرام ، - و لم يفرق صلى الله عليه و سلم بين نوع و نوع لكونه مأكولاً أو مشروباً ، على أن الخمر قد يصطنع بها يعني الخبز ، و هذه الحشيشة قد تذاب بالماء و تشرب ، و الخمر يشرب و يؤكل و الحشيشة تشرب و تؤكل ، و إنما لم يذكرها العلماء لأنها لم تكن على عهد السلف الماضي و إنما حدثت في مجيء التتار إلى بلاد الإسلام فوالله ما فرح إبليس بمثل فرحه بالحشيشة لأنه زينها للأنفس الخسيسة فاستحلوها و استرخصوها 89 - " عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أول ما يكفئ - يعني الإسلام - كما يكفأ الإناء - يعني الخمر - ، فقيل : كيف يا رسول الله ، و قد بين الله فيها ما بين ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يسمونها بغير اسمها " . "السلسلة الصحيحة" 1 / 134 و للحديث شاهد صحيح بلفظ : " ليستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه ، ( و في رواية ) : يسمونها بغير اسمها " السلسلة الصحيحة" 1 / 136 : و له شاهد ثالث عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أمتي يشربون الخمر في آخر الزمان ، يسمونها بغير اسمها " . حسنة الالبانى و له شاهد رابع يرويه عن مالك بن أبي مريم قال : دخل علينا عبد الرحمن بن غنم فتذاكرنا الطلاء ، فقال : حدثني أبو مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليشربن ناس من أمتي الخمر ، يسمونها بغير اسمها " . هذا و في الحديث زيادة عن ابن ماجه و البيهقي و ابن عساكر بلفظ : " يعزف على رؤوسهم بالمعازف و المغنيات ، يخسف الله بهم الأرض ، و يجعل منهم القردة و الخنازير " . و الحديث صحيح بكامله ، 91 - " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف ، و لينزلن أقوام إلى جنب علم ، يروح عليهم بسارحة لهم ، يأتيهم لحاجة ، فيقولون : ارجع إلينا غدا ، فيبيتهم الله ، و يضع العلم ، و يمسخ آخرين قردة و خنازير إلى يوم القيامة " . "السلسلة الصحيحة" 1 / 139 : غريب الحديث : ( الحر ) الفرج ، و المراد : الزنا . ( المعازف ) جمع معزفة و هي آلات الملاهي كما في " الفتح " . ( علم ) هو الجبل العالي . ( يروح عليهم ) بحذف الفاعل و هو الراعي بقرينة المقام ، إذ السارحة لابد لها من حافظ . ( بسارحة ) هي الماشية التي تسرح بالغداة إلى رعيها ، و تروح أي ترجع بالعشي إلى مألفها . ( يأتيهم لحاجة ) بيانه في رواية الإسماعيلي في " مستخرجه على الصحيح " : " يأتيهم طالب حاجة " . ( فيبيتهم الله ) أي يهلكهم ليلا . ( و يضع العلم ) أي يوقعه عليهم . فقه الأحاديث : يستفاد من الأحاديث المتقدمة فوائد هامة نذكر بعضها : أولا : تحريم الخمر ، و هذا أمر مجمع عليه بين المسلمين و الحمد لله ، غير أن طائفة منهم - و فيهم بعض المتبوعين - خصوا التحريم بما كان من عصير العنب خاصة ! و أما ما سوى ذلك من المشروبات المسكرة ، مثل ( السكر ) و هو نقيع التمر إذا غلى بغير طبخ ، و ( الجعة ) و هو نبيذ الشعير ، و ( السكركة ) و هو خمر الحبشة من الذرة ، فذلك كله حلال عندهم إلا المقدار الذي يسكر منه ، و أما القليل منه فحلال ! بخلاف خمر العنب فقليله ككثيره في التحريم . و هذا التفريق مع مصادمته للنصوص القاطعة في تحريم كل مسكر ، كقول عمر رضي الله عنه : " نزل تحريم الخمر يوم نزل و هي من خمسة أشياء من العنب و التمر و العسل و الحنطة و الشعير . و الخمر ما خامر العقل " و كقوله صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " و قوله : " ما أسكر كثيره فقليله حرام " . فكيف يحلل هذا و يحرم ذاك و العلة واحدة ؟ ! تالله إن هذا من الغرائب التي لا تكاد تصدق نسبتها إلى أحد من أهل العلم لولا صحة ذلك عنهم ، و أعجب منه الذي تبنى القول به هو من المشهورين بأنه من أهل القياس و الرأي ! ! قال ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 5 / 263 ) بعد أن ساق بعض النصوص المذكورة " فهذه النصوص الصحيحة الصريحة في دخول هذه الأشربة المتخذة من غير العنب في اسم الخمر في اللغة التي نزل بها القرآن و خوطب بها الصحابة مغنية عن التكلف في إثبات تسميتها خمرا بالقياس ، مع كثرة النزاع فيه . فإذ قد ثبت تسميتها خمرا نصا فتناول لفظ النصوص لها كتناوله لشراب العنب سواء تناولا واحدا . فهذه طريقة منصوصة سهلة تريح من كلمة القياس في الاسم ، و القياس في الحكم . ثم إن محض القياس الجلي يقتضي التسوية بينها ، لأن تحريم قليل شراب العنب مجمع عليه ،و إن لم يسكر ، و هذا لأن النفوس لا تقتصر على الحد الذي لا يسكر منه ، و قليله يدعو إلى كثيره . و هذا المعنى بعينه في سائر الأشربة المسكرة ، فالتفريق بينها في ذلك تفريق بين المتماثلات و هو باطل ، فلو لم يكن في المسألة إلا القياس لكان كافيا في التحريم ، فكيف و فيها ما ذكرناه من النصوص التي لا مطعن في سندها ، و لا اشتباه في معناها ، بل هي صحيحة . و بالله التوفيق " . و أيضا فإن إباحة القليل الذي لا يسكر من الكثير الذي يسكر غير عملي ، لأنه لا يمكن معرفته إذ أن ذلك يختلف باختلاف نسبة كمية المادة المسكرة ( الكحول ) في الشراب ، فرب شراب قليل ، كمية الكحول فيه كثيرة و هو يسكر ، و رب شراب أكثر منه كمية ، الكحول فيه أقل لا يسكر و كما أن ذلك يختلف باختلاف بنية الشاربين و صحتهم ، كما هو ظاهر بين ، و حكمة الشريعة تنافي القول بإباحة مثل هذا الشراب و هي التي تقول : " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " ، " و من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه " . و اعلم أن ورود مثل هذه الأقوال المخالفة للسنة و القياس الصحيح معا في بعض المذاهب مما يوجب على المسلم البصير في دينه ، الرحيم بنفسه أن لا يسلم قيادة عقله و تفكيره و عقيدته لغير معصوم ، مهما كان شأنه في العلم و التقوى و الصلاح بل عليه أن يأخذ من حيث أخذوا من الكتاب و السنة إن كان أهلا لذلك ، و إلا سأل المتأهلين لذلك ، و الله تعالى يقول : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) . و بالإضافة إلى ذلك فإنا نعتقد أن من قال بهذا القول من العلماء المشار إليهم فهو مأجور على خطئه ، للحديث المعروف ، لأنهم قصدوا الحق فأخطؤوه ، و أما من وقف من أتباعهم على هذه الاحاديث التي ذكرنا ، ثم أصر على تقليدهم على خطأهم ، و أعرض عن اتباع الأحاديث المذكورة فهو - و لا شك - على ضلال مبين ، و هو داخل في وعيد هذه الأحاديث التي خرجناها و لا يفيده شيئا تسميته لما يشرب بغير اسمه مثل الطلاء ، و النبيذ ، أو ( الويسكى ) أو ( الكونياك ) و غير ذلك من الأسماء التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الكريمة . و صدق الله العظيم إذ يقول : ( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و آبائكم ما أنزل الله بها من سلطان ) . ثانيا : تحريم آلات العزف و الطرب ، و دلالة الحديث على ذلك من وجوه : أ - قوله : " يستحلون " فإنه صريح بأن المذكورات و منها المعازف هي في الشرع محرمة ، فيستحلها أولئك القوم . ب - قرن ( المعازف ) مع المقطوع حرمته : الزنا و الخمر ، و لو لم تكن محرمة ما قرنها معها إن شاء الله تعالى . و قد جاءت أحاديث كثيرة بعضها صحيح في تحريم أنواع من آلات العزف التي كانت معروفة يومئذ ، كالطبل و القنين و هو العود و غيرها ، و لم يأت ما يخالف ذلك أو يخصه ، اللهم إلا الدف في النكاح و العيد ، فإنه مباح على تفصيل مذكور في الفقه ، و قد ذكرته في ردي على ابن حزم . و لذلك اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها ، و استثنى بعضهم - بالإضافة إلى ما ذكرنا - الطبل في الحرب ، و ألحق به بعض المعاصرين الموسيقى العسكرية ، و لا وجه لذلك ألبتة لأمور : الأول : أنه تخصيص لأحاديث التحريم ، بدون مخصص ، سوى مجرد الرأي و الاستحسان ، و هو باطل . الثاني : أن المفروض في المسلمين في حالة الحرب أن يقبلوا بقلوبهم على ربهم ،و أن يطلبوا منه نصرهم على عدوهم ، فذلك أدعى لطمأنينة نفوسهم ، و أربط لقلوبهم فاستعمال الموسيقى مما يفسد ذلك عليهم ، و يصرفهم عن ذكر ربهم ، قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا ، و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) . الثالث : أن استعمالها من عادة الكفار ( الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر ، و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله ، و لا يدينون دين الحق ) فلا يجوز لنا أن نتشبه بهم ، لا سيما فيما حرمه الله تبارك و تعالى علينا تحريما عاما كالموسيقى . و لا تغتر أيها القارئ الكريم بما قد تسمع عن بعض المشهورين اليوم من المتفقهة من القول بإباحة آلات الطرب و الموسيقى ، فإنهم - و الله - عن تقليد يفتون ،و لهوى الناس اليوم ينصرون ، و من يقلدون ؟ إنما يقلدون ابن حزم الذي أخطأ فأباح آلات الطرب و الملاهي ، لأن حديث أبي مالك الأشعري لم يصح عنده ، و قد عرفت أنه صحيح قطعا ، و أن ابن حزم أتي من قصر باعه في علم الحديث كما سبق بيانه ، و ليت شعري ما الذي حملهم على تقليده هنا دون الأئمة الأربعة ، مع أنهم أفقه منه و أعلم و أكثر عددا و أقوى حجة ؟ ! لو كان الحامل لهم على ذلك إنما هو التحقيق العلمي فليس لأحد عليهم من سبيل ، و معنى التحقيق العلمي كما لا يخفى أن يتتبعوا الاحاديث كلها الواردة في هذا الباب و يدرسوا طرقها و رجالها ، ثم يحكموا عليها بما تستحق من صحة أو ضعف ، ثم إذا صح عندهم شيء منها درسوها من ناحية دلالتها و فقهها و عامها و خاصها ، و ذلك كله حسبما تقتضيه قواعد علم أصول الحديث و أصول الفقه ، لو فعلوا ذلك لم يستطع أحد انتقادهم و لكانوا مأجورين ، و لكنهم - و الله - لا يصنعون شيئا من ذلك ، و لكنهم إذا عرضت لهم مسألة نظروا في أقوال العلماء فيها ، ثم أخذوا ما هو الأيسر أو الأقرب إلى تحقيق المصلحة زعموا . دون أن ينظروا موافقة ذلك للدليل من الكتاب و السنة ، و كم شرعوا للناس - بهذه الطريقة - أمورا باسم الشريعة الإسلامية ، يبرأ الإسلام منها . فإلى الله المشتكى .فاحرص أيها المسلم على أن تعرف إسلامك من كتاب ربك ، و سنة نبيك ، و لا تقل : قال فلان ، فإن الحق لا يعرف بالرجال ، بل اعرف الحق تعرف الرجال ، و رحمة الله على من قال : العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول و بين رأي فقيه كلا و لا جحد الصفات و نفيها حذرا من التمثيل و التشبيه ثالثا : أن الله عز و جل قد يعاقب بعض الفساق عقوبة دنيوية مادية ، فيمسخهم فيقلب صورهم ، و بالتالي عقولهم إلى بهيمة .. قال الحافظ في " الفتح " ( 10 / 49 ) في صدد كلامه على المسخ المذكور في الحديث : " قال ابن العربي : يحتمل الحقيقة كما وقع للأمم السالفة ، و يحتمل أن يكون كناية عن تبدل أخلاقهم . قلت : و الأول أليق بالسياق " . أقول : و لا مانع من الجمع بين القولين كما ذكرنا بل هو المتبادر من الحديثين . و الله أعلم . و قد ذهب بعض المفسرين في العصر الحاضر إلى أن مسخ بعض اليهود قردة و خنازير لم يكن مسخا حقيقيا بدنيا ، و إنما كان مسخا خلقيا ! و هذا خلاف ظاهر الآيات و الأحاديث الواردة فيهم ، فلا تلتفت إلى قولهم فإنهم لا حجة لهم فيه إلا الاستبعاد العقلي ، المشعر بضعف الإيمان بالغيب . نسأل الله السلامة . رابعا : ثم قال الحافظ : " و في هذا الحديث وعيد شديد على من يتحيل في تحليل ما يحرم بتغيير اسمه ، و أن الحكم يدور مع العلة ، و العلة في تحريم الخمر الإسكار ، فمهما وجد الإسكار ،وجد التحريم ، و لو لم يستمر الاسم ، قال ابن العربي : هو أصل في أن الأحكام إنما تتعلق بمعاني الأسماء لا بألقابها ، ردا على من حمله على اللفظ " ! 709- " عن عروة بن رويم عن ابن الديلمي - الذي كان يسكن بيت المقدس - أنه مكث في طلب عبد الله بن عمرو بن العاص بالمدينة ، فسأل عنه قالوا : قد سافر إلى مكة ، فاتبعه فوجده قد سار إلى الطائف ، فاتبعه ، فوجده في مزرعة يمشي مخاصرا رجلا من قريش ، و القرشي يزن بالخمر ، فلما لقيته سلمت عليه وسلم علي ،قال : ما غدا بك اليوم ، و من أين أقبلت ؟ فأخبرته ، ثم سألته : هل سمعت يا عبد الله بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر شراب الخمر بشيء . ؟ ! قال : نعم ، فانتزع القرشي يده ثم ذهب ، فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا يشرب الخمر رجل من أمتي فتقبل له صلاة أربعين صباحا " . الصحيحة" 2 / 334 : 839- سمع ابن عباس يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أتاني جبريل فقال : يا محمد إن الله عز وجل لعن الخمر و عاصرها و معتصرها و شاربها و حاملها و المحمولة إليه و بائعها و مبتاعها و ساقيها و مستقيها " . الصحيحة" 2 / 516 : 1360- " إذا شربوا الخمر فاجلدوهم ، ثم إن شربوا فاجلدوهم ، ثم إن شربوا فاجلدوهم ، ثم إن شربوا ( الرابعة ) فا***وهم " . الصحيحة " 3 / 347 : و قد قيل إنه حديث منسوخ ، و لا دليل على ذلك بل هو محكم غير منسوخ كما حققه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " ( 9 / 49 - 92 ) و استقصى هناك الكلام على طرقه بما لا مزيد عليه و لكنا نرى أنه من باب التعزيز ، إذا رأى الإمام *** ، و إن لم يره لم ي*** بخلاف الجلد فإنه لابد منه في كل مرة و هو الذي اختاره الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى . 2348 - " إن الله تعالى حرم الخمر ، فمن أدركته هذه الآية و عنده منها شيء ، فلا يشرب و لا يبع " . الصحيحة " 5 / 459 : عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بالمدينة قال : " يا أيها الناس إن الله تعالى يعرض بالخمر ، و لعل الله سينزل فيها أمرا ، فمن كان عنده منها شيء ، فليبعه و لينتفع به " . فما لبثنا إلا يسيرا حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى حرم الخمر ، فمن أدركته هذه الآية و عنده منها شيء ، فلا يشرب و لا يبع . قال : فاستقبل الناس بما كان عندهم منها في طرق المدينة فسفكوها . ( سفكوها ) : أي : أراقوها . / 11 ) . و الظاهر أن الآية التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي قوله تعالى في سورة المائدة ( 91 ) : *( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاة فهل أنتم منتهون )* . و هو آخر آية أنزلت في تحريم الخمر كما يبدو من حديث عمر المروي . و في الحديث فائدة هامة ، و هي الإشارة إلى أن الخمر طاهرة مع تحريمها ، و إلا لم يرقها الصحابة في طرقهم و ممراتهم و لأراقوها بعيدة عنها ، كما هو شأن النجاسات كلها ، كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا اللاعنين " . قالوا : و ما اللاعنان ؟ قال : " الذي يتخلى في طريق الناس ، أو في ظلهم " . رواه مسلم و قد اختلف الناس في ذلك ، و قد قال كثير من الأئمة المتقدمين بطهارتها ، مثل ربيعة الرأي و الليث بن سعد ، و كثير من المحدثين و غيرهم ، و قد كنت فصلت القول في ذلك في " تمام المنة في التعليق على فقه السنة " ، و قد تم طبعه و الحمد لله ، و أصبح في متناول أيدي القراء . الكبيرة العشرون القمار قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون @ و الميسر هو القمار بأي نوع كان نرد أو شطرنج أو فصوص أو كعاب أو جوز أو بيض أو حصى أو غير ، و هو من أكل أموال الناس بالباطل الذي نهى الله عنه بقوله "و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، و داخل في قول النبي صلى الله عليه و سلم إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ، 1- و في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال لصاحبه تعالى أقامرك فليتصدق فإذا كان مجرد القول يوجب الكفارة أو الصدقة فما ظنك بالفعل ؟ @ فصل اختلف العلماء في النرد و الشطرنج إذا خليا عن رهن -، اتفقوا على تحريم اللعب بالنرد 1- لما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم الخنزير و دمه أخرجه مسلم 2- و قال صلى الله عليه و سلم من لعب بالنرد فقد عصى الله و رسوله - و قال ابن عمر رضي الله عنه ، اللعب بالنرد قمار كالدهن بودك الخنزير - و أما الشطرنج فأكثر العلماء على تحريم اللعب بها ، سواء كان برهن أو بغيره أما الرهن فهو قمار بلا خلاف ، و أما الكلام إذا خلا عن الرهن فهو أيضاً قمار حرام عند أكثر العلماء ، و حكي إباحته في رواية عن الشافعي إذا كان في خلوة و لم يشغل عن واجب و لا عن صلاة في وقتها - و سئل النووي رحمه الله عن العب بالشطرنج أحرام أم جائز ؟ فأجاب رحمه الله تعالى هو حرام عند أكثر أهل العلم و سئل أيضاً رحمه الله عن لعب الشطرنج هل يجوز أم لا ، و هل يأثم اللاعب بها أم لا ؟ أجاب رحمه الله إن فوت به صلاة عن وقتها أو لعب بها على عوض فهو حرام ، و إلا فمكروه عند الشافعي ، و حرام عند غيره ، و هذا كلام النووي في فتاويه -و الدليل على تحريمه على قول الأكثرين في قول الله تعالى حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير إلى قوله و أن تستقسموا بالأزلام قال سفيان و وكيع بن الجراح هي الشطرنج ، و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه الشطرنج ميس الأعاجم - و مر رضي الله عنه على قوم يلعبون بها فقال ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟ لأن يمس أحدكم جمراً حتى يطفى خير له من أن يمسها ثم قال و الله لغير هذا خلقتم و قال أيضاً رضي الله عنه صاحب الشطرنج أكذب الناس يقول أحدهم ***ت ، و ما *** و مات و ما مات - و قال أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه لا يلعب بالشطرنج إلا خاطىء -و قيل لاسحاق بن راهوية ، أترى في اللعب بالشطرنج بأس ؟ فقال البأس كله فيه فقيل له إن أهل الثغور يلعبون بها لأجل الحرب ، فقال هو فجور و سئل محمد بن كعب القرظي عن اللعب بالشطرنج فقال أدنى ما يكون فيها أن اللاعب بها يعرض يوم القيامة أو قال يحشر يوم القيامة مع أصحاب الباطل -و سئل ابن عمر رضي الله عنهما عن الشطرنج ، فقال هي أشر من النرد و تقدم الكلام عن تحريمه و سئل الإمام مالك بن أنس رحمه الله عن الشطرنج فقال الشطرنج من النرد بلغنا عن ابن عباس أنه ولي مالاً ليتيم فوجدها فوجدها في تركة والد اليتيم فأحرقها و لو كان اللعب بها حلالاً لما جاز له أن يحرقها لكونها مال اليتيم ، و لكن لما كان اللعب بها حراماً أحرقها فتكون من *** الخمر إذا وجد في مال اليتيم وجبت إراقته كذلك الشطرنج و هذا مذهب حبر الأمة رضي الله عنه و قيل لإبراهيم النخعي ما تقول في اللعب بالشطرنج ؟ فقال إنها ملعونة الكبيرة الحادية و العشرون قذف المحصنات قال الله تعالى إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون و قال الله تعالى و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة و لا تقبلوا لهم شهادة أبداً و أولئك هم الفاسقون -بين الله تعالى في الآية أن من قذف امرأة محصنة حرة عفيفة عن الزنا و الفاحشة إنه ملعون في الدنيا و الآخرة و له عذاب عظيم ، و عليه في الدنيا الحد ثمانون جلدة و تسقط شهادته و إن كان عدلاً 1- و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منها قذف المحصنات الغافلات المؤمنات -و القذف أن يقول لامرأة أجنبية حرة عفيفة مسلمة يا زانية ، أو يا باغية ، أو يا **** أو يقول لزوجها يا زوج ال**** ، أو يقول لولدها يا ولد الزانية أو يا ابن ال**** أو يقول لبنتها يا بنت الزانية أو يا بنت ال**** فإن ال**** عبارة عن الزانية ، فإذا قال ذلك أحد من رجل أو امرأة كمن قال لرجل يا زاني ، أو لصبي حر يا علق ، أو يا منكوح ، وجب عليه الحد ثمانون جلدة ، إلا أن يقيم بينة بذلك ، و البينة كما قال الله أربعة شهداء يشهدون على صدقه فيما قذف به تلك المرأة أو ذاك الرجل ، فإن لم يقم بينة جلد إذا طالبته بذلك التي قذفها أو إذا طالبه بذلك الذي قذفه ، و كذلك إذا قذف مملوكه أو جاريته بأن قال لمملوكه يا زاني أو لجاريته يا زانية أو يا باغية أو يا **** 2-، لما ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من قذف مملوكه بالزنا أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال - و كثير من الجهال واقعون في هذا الكلام الفاحش الذي عليهم فيه العقوبة في الدنيا و الآخرة و لهذا ثبت في 3-الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها النار أبعد مما بين المشرق و المغرب فقال له معاذ بن جبل يا رسول الله و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ و هل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ؟ - و في الحديث من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت 4 و قال الله تبارك و تعالى في كتابه العزيز ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد 5- و قال عقبة بن عامر يا رسول الله ما النجاة ؟ قال أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك ، و ابك على خطيئتك ، و إن أبعد الناس إلى الله القلب القاسي الكبيرة الثانية و العشرون الغلول من الغنيمة و هي من بيت المال و من الزكاة قال الله تعالى إن الله لا يحب الخائنين و قال الله تعالى و ما كان لنبي أن يغل و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة 1-و في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه و عظم أمره ، ثم قال لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله أغثني ، فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك ، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله أغثني ، فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول يا رسول الله أغثني ، فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك ، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح ، فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع يخفق ، فيقول يا رسول الله أغثني ، فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك ، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت ، فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك أخرج هذا الحديث مسلم -قوله على رقبته رقاع تخفق ـ أي ثياب و قماش ، قوله على رقبته صامت ـ أي ذهب أو فضة ، فمن أخذ شيئاً من هذه الأنواع المذكورة من الغنيمة قبل أن تقسم بين الغانمين ، أو من بيت المال بغير إذن الإمام ، أو من الزكاة التي تجمع للفقراء جاء يوم القيامة حامله على رقبته ، كما ذكر الله تعالى في القرآن و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة 2-و لقول النبي صلى الله عليه و سلم لما استعمل ابن اللتيبة على الصدقة و قدم ، و قال هذا لكم و هذا أهدي لي فصعد النبي صلى الله عليه و سلم المنبر و حمد الله و أثنى عليه إلى أن قال و الله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا جاء يوم القيامة يحمله ، فلا أعرف رجلاً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيصر ، ثم رفع يده صلى الله عليه و سلم فقال اللهم هل بلغت ؟ 3-و عن أبي هريرة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر ففتح علينا فلم نغنم ذهباً و لا ورقاً ، غنمنا المتاع ـ الطعام ـ و الثياب ، ثم انطلقنا إلى الوادي ـ يعني وادي القرى ـ و مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد وهبه له رجل من بني جذام يدعى رفاعة بن يزيد من بني الضبيب ، فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله صلى الله عليه و سلم يحل رحله ، فرمي بسهم فكان به حتفه ، فقلنا هنيئاً له بالشهادة يا رسول الله ، فقال رسول الله كلا و الذي نفسي بيده إن الشملة لتلتهب عليه ناراً ، أخذها من الغنائم لم تصبها المقاسم قال ففزع الناس فجاء رجل بشراك أو شراكين فقال أصبت يوم خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم شراك أو شراكان من نار متفق عليه 4- عن زيد بن خالد الجهني أن رجلاً غل في غزوة خيبر فامتنع النبي صلى الله عليه و سلم من الصلاة عليه ، و قال الإمام أحمد رحمه الله ما نعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم امتنع من الصلاة على أحد إلا على الغال ، و قاتل نفسه 5- و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال هدايا العمال غلول 6-و قد خطب النبي صلى الله عليه و سلم بمنى فقال ألا إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا متفق عليه 7-و قال صلى الله عليه و سلم لا يقبل الله صلاة بغير طهور و لا صدقة من غلول 1972- " إن هذه الوبرة من غنائمكم ، و إنه ليس لي فيها إلا نصيبي معكم ، إلا الخمس و الخمس مردود عليكم ، فأدوا الخيط و المخيط و أكبر من ذلك و أصغر و لا تغلوا ، فإن الغلول نار و عار على أصحابه فى الدنيا و الآخرة . و جاهدوا الناس في الله تبارك و تعالى القريب و البعيد ، و لا تبالوا في الله لومة لائم و أقيموا حدود الله في الحضر و السفر و جاهدوا في سبيل الله ، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة عظيمة ، ينجي الله تبارك و تعالى به من الغم و الهم " . الصحيحة " 4 / 620 : عن المقدام بن معدي كرب الكندي . أنه جلس مع عبادة بن الصامت و أبي الدرداء و الحارث بن معاوية الكندي ، فتذاكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو الدرداء لعبادة : يا عبادة ! كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة كذا و كذا في شأن الأخماس . فقال عبادة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم في غزوة إلى بعير من المقسم ، فلما سلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول وبرة بين أنملتيه فقال : " إن هذه من غنائمكم ... " الحديث . 1973 - " يا أيها الناس ليس لي من هذا الفيء و لا هذه ( الوبرة ) إلا الخمس ، و الخمس مردود عليكم ، فردوا الخياط و المخيط ، فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارا و نارا و شنارا " . الصحيحة " 4 / 621 : عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم و جاءته وفود هوازن فقالوا : يا محمد إنا أهل و عشيرة ، فمن علينا من الله عليك ، فإنه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك ، فقال : " اختاروا بين نسائكم و أموالكم و أبنائكم " . قالوا : خيرتنا بين أحسابنا و أموالنا ، نختار أبناءنا ، فقال : " أما ما كان لي و لبني عبد المطلب فهو لكم ، فإذا صليت الظهر فقولوا : إنا نستشفع برسول الله على المؤمنين و بالمؤمنين على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسائنا و أبنائنا " . قال : ففعلوا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما ما كان لي و لبني عبد المطلب فهو لكم " . و قال المهاجرون : ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و قالت الأنصار مثل ذلك ، و قال عيينة بن بدر : أما ما كان لي و لبني فزارة فلا ، و قال الأقرع بن حابس : أما أنا و بنو تميم فلا ، و قال عباس بن مرداس : أما أنا و بنو سليم فلا . فقالت الحيان : كذبت ، بل هو لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس ردوا عليهم نساءهم و أبناؤهم ، فمن تمسك بشيء من الفيء فله علينا ستة فرائض من أول شيء يفيئه الله علينا " . ثم ركب راحلته و تعلق به الناس يقولون : أقسم علينا فيأنا بيننا ، حتى ألجأوه إلى سمرة فخطفت رداءه ، فقال : " يا أيها الناس ردوا علي ردائي ، فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعم لقسمته بينكم ، ثم لا تلقوني بخيلا و لا جبانا و لا كذوبا " . ثم دنا من بعيره فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين إصبعيه ، السبابة و الوسطى ، ثم رفعها فقال : " يا أيها الناس ليس لي .. " إلخ . |
#6
|
|||
|
|||
الكبيرة الثالثة و العشرون السرقة
قال الله تعالى السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله و الله عزيز حكيم -قال ابن شهاب نكل الله بالقطع في سرقة أموال الناس ، و الله عزيز في انتقامه من السارق ، حكيم فيما أوجبه من قطع يده 1-و قال صلى الله عليه و سلم لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ، و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن ، و لكن التوبة معروضة -و عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قطع في مجن قيمته ثلاثة دراهم ، - و عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقطع يد السارق في ربع دينار فصاعداً و و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الله السارق الذي يسرق البيضة فتقطع يده و يسرق الحبل فتقطع يده قال الأعمش كانوا يرون أنه بيض الحديد ، و الحبل كانوا يرون أن منها ما يساوي ثمنه ثلاثة دراهم السرقة 609- عن عكرمة بن خالد أن أسيد بن حضير الأنصاري - ثم أحد بني حارثة - أخبره : " أنه كان عاملا على اليمامة ، و أن مروان كتب إليه أن معاوية كتب إليه أن أيما رجل سرق منه فهو أحق بها حيث وجدها ، ثم كتب بذلك مروان إلي و كتبت إلى مروان أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بأنه إذا كان الذي ابتاعها ( يعني السرقة ) من الذي سرقها غير متهم يخير سيدها ،فإن شاء أخذ الذي سرق منه بثمنها و إن شاء اتبع سارقه " . ... ثم قضى بذلك أبو بكر و عمر و عثمان . فبعث مروان بكتابي إلى معاوية و كتب معاوية إلى مروان : إنك لست أنت و لا أسيد تقضيان علي ، و لكني أقضي فيما وليت عليكما ، فانفذ لما أمرتك به ، فبعث مروان بكتاب معاوية ، فقلت : لا أقضي به ما وليت بما قال معاوية " " الصحيحة" 2 / 164 : و في الحديث فائدتان هامتان : الأولى : أن من وجد ماله المسروق عند رجل غير متهم اشتراها من الغاصب أو السارق ، فليس له أن يأخذه إلا بالثمن و إن شاء لاحق المعتدي عند الحاكم . و أما حديث سمرة المخالف لهذا بلفظ : " من وجد عين ماله عند رجل فهو أحق به ، و يتبع البيع من باعه " فهو حديث معلول كما بينته في التعليق على " المشكاة " ( 2949 ) فلا يصلح لمعارضة هذا الحديث الصحيح ، لاسيما و قد قضى به الخلفاء الراشدون . و الأخرى : أن القاضي لا يجب عليه في القضاء أن يتبنى رأى الخليفة إذا ظهر له أنه مخالف للسنة ، ألا ترى إلى أسيد بن ظهير كيف امتنع عن الحكم بما أمر به معاوية و قال : " لا أقضي ما وليت بما قال معاوية " . ففيه رد صريح على من يذهب اليوم من الأحزاب الإسلامية إلى وجوب طاعة الخليفة الصالح فيما تبناه من أحكام و لو خالف النص في وجهة نظر المأمور و زعمهم أن العمل جرى على ذلك من المسلمين الأولين و هو زعم باطل لا سبيل لهم إلى إثباته ،كيف و هو منقوض بعشرات النصوص هذا واحد منها ، و منها مخالفة علي رضي الله عنه في متعة الحج لعثمان بن عفان في خلافته ، فلم يطعه ، بل خالفه مخالفة صريحة كما في " صحيح مسلم " عن سعيد بن المسيب قال : " اجتمع علي و عثمان رضي الله عنهما بعسفان ، فكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرة ، فقال علي : ما تريد إلى أمر فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم تنهى عنه ؟ ! فقال عثمان : دعنا منك ! فقال : إني لا أستطيع أن أدعك . فلما أن رأى علي ذلك أهل بهما جميعا " . الكبيرة الرابعة و العشرون قطع الطريق قال الله تعالى إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فساداً أن ي***وا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الآخرة عذاب عظيم -قال الواحدي رحمه الله معنى يحاربون الله و رسوله يعصونهما و لا يطيعونهما كل من عصاك فهو محارب لك ، و يسعون في الأرض فساداً أي بال*** و السرقة و أخذ الأموال ، و كل من أخذ السلاح على المؤمنين فهو محارب لله و رسوله و هذا قول مالك و الأوزاعي و الشافعي قوله تعالى أن ي***وا إلى قوله أو ينفوا من الأرض قال الوالبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أو أدخلت للتخير و معناها الإباحة ، إن شاء الإمام *** ، و إن شاء صلب ، و إن شاء نفى ، و هذا قول الحسن و سعيد بن المسيب و مجاهد -و قال في رواية عطية أو ليست للإباحة ، إنما هي مرتبة للحكم باختلاف الجنايات فمن *** و أخذ المال *** و صلب و من أخذ المال و لم ي*** قطع ، و من سفك الدماء و كف عن الأموال *** ، و من أخاف السبيل و لم ي*** نفي من الأرض ، و هذا مذهب الشافعي رضي الله عنه فلسنا من الأحياء فيها و لا الموتى خرجنا من الدنيا و نحن من أهلها عجبنا و قلنا جاء هذا من الدنيا إذا جاءنا السجان يوماً لحاجة قال فبمجرد قطع الطريق و إخافة السبيل قد ارتكب الكبيرة فكيف إذا أخذ المال أو جرح أو *** ؟ فقد فعل عدة كبائر مع ما غالبهم عليه من ترك الصلاة و إنفاق ما يأخذونه في الخمر و الزنا و اللواطة و غير ذلك نسأل الله العافية من كل بلاء و محنة ، إنه جواد كريم غفور رحيم الكبيرة الخامسة و العشرون اليمين الغموس قال الله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم قال الواحدي : نزلت في رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه و سلم في ضيعة ، فهم المدعي عليه أن يحلف ، فأنزل ، فأنزل الله هذه الآية فنكل المدعي عليه عن اليمين و أقر للمدعي بحقه 1-و عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حلف على يمين و هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرىء مسلم لقي الله تعالى و هو عليه غضبان -فقال الأشعث في و الله نزلت ، كان بيني و بين رجل من اليهود أرض فجحدني ، فقدمته إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال ألك بينة ؟ قلت لا ، قال لليهودي احلف قلت يا رسول الله إنه إذن يحلف فيذهب بمالي فأنزل الله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمناً قليلاً أي عرضاً يسيراً من الدنيا و هو ما يحلفون عليه كاذبين أولئك لا خلاق لهم في الآخرة أي لا نصيب لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله أي بكلام يسرهم و لا ينظر إليهم نظر اً يسرهم ، يعني نظر الرحمة و لا يزكيهم و لا يزيدهم خيراً و لا يثني عليهم 2-و عن عبد الله بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حلف على مال امرىء مسلم بغير حق لقي الله و هو عليه غضبان قال عبد الله ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم تصديقه من كتاب الله إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمناً قليلاً إلى آخر الآية أخرجاه في الصحيحين 3- و عن أبي أمامة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار و حرم عليه الجنة ، فقال رجل و إن كان يسيراً يا رسول الله ؟ قال و إن كان قضيباً من أراك أخرجه مسلم في صحيحه - قال حفص بن ميسرة ما أشد هذا الحديث فقال أليس في كتاب الله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمناً قليلاً ؟ الآية -4- و عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم فقرأ بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات ، فقال أبو ذر خابوا و خسروا يا رسول الله من هم ؟ قال المسبل و المنان ، و المنفق سلعته بالحلف الكاذب 5- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الكبائر الإشراك بالله ، عقوق الوالدين ، و *** النفس ، و اليمين الغموس أخرجه البخاري في صحيحه و الغموس هي التي يتعمد الكذب فيها ، سميت غموساً لأنها تغمس الحالف في الإثم ، و قيل تغمسه في النار فصل و من ذلك الحلف بغير الله عز و جل كالنبي و الكعبة و الملائكة و السماء و الماء و الحياة و الأمانة ، و هي من أشد ما هنا ، و الروح و الرأس و حياة السلطان و نعمة السلطان و تربة فلان 1-عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، فمن حلف فليحلف بالله أو ليصمت و في رواية في الصحيح فمن كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله أو ليسكت 2-و عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تحلفوا بالطواغي و لا بآبائكم رواه مسلم - الطواغي جمع طاغية و هي الأصنام ، و منه الحديث هذه طاغية دوس أي صنمهم و معبودهم 3- و عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حلف بالأمانة فليس منا رواه أبو داود و غيره ، و 4- و عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رجلا يقول و الكعبة ، فقال لا تحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حلف بغير الله فقد كفر و أشرك رواه الترمذي - و فسر بعض العلماء قوله كفر أو أشرك على التغليظ كما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الرياء شرك الكبيرة السادسة و العشرون الظلم بأكل أموال الناس و أخذها ظلماً و ظلم الناس و الشتم و التعدي و الإستطالة على الضعفاء قال الله تعالى و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم و أفئدتهم هواء * و أنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال * و سكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم و تبين لكم كيف فعلنا بهم و ضربنا لكم الأمثال و قال الله تعالى إنما السبيل على الذين يظلمون الناس 1-و قال صلى الله عليه و سلم من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله اليوم من قبل أن لا يكون دينار و لا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه 2-و قال صلى الله عليه و سلم عن ربه تبارك و تعالى أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرماً فلا تظالموا 3- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتدرون من المفلس قالوا يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع ، فقال إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة و زكاة و صيام و حج فيأتي و قد شتم هذا ، و أخذ مال هذا ، و نبش عن عرض هذا ، و ضرب هذا ، و سفك دم هذا فيؤخذ لهذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار -و هذه الأحاديث كلها في الصحاح و تقدم حديث 4-إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة 5-و تقدم قوله لمعاذ حين بعثه إلى اليمين و اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب 6- و في الصحيح من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين يوم القيامة و في بعض الكتب يقول الله تعالى اشتد غضبي على من ظلم من لم يجد له ناصراً غيري و أنشد بعضهم لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم يرجع عقباه إلى الندم تنام عيناك و المظلوم منتبه يدعو عليك و عين الله لم تنم -و قال أبو هريرة رضي الله عنه إن الحباري لتموت في وكرها هزالاً من ظلم الظالم 7- عن جابر قال لما رجعت مهاجرة الحبشة عام الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا تخبروني بأعجب ما رأيتم بأرض الحبشة فقال فتية كانوا منهم بلى يا رسول الله بينما نحن يوماً جلوس إذ مرت بنا عجوز من عجائزهم تحمل على رأسها قلة ماء ، فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت المرأة على ركبتيها و انكسرت قلتها فلما قامت التفتت إليه ثم قالت سوف تعلم يا غادر إذا وضع الله الكرسي و جمع الله الأولين و الآخرين و تكلمت الأيدي و الأرجل بما كانوا يكسبون سوف تعلم من أمري و أمرك عنده غداً قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم صدقت كيف يقدس الله قوماً لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم إذا ما الظلوم استوطأ مركبا و لج عتواً في قبيح اكتسابه فكله إلى صرف الزمان و عدله سيبدو له ما لم يكن في حسابه - و عن وهب بن منبه قال بني جبار من الجبابرة قصراً و شيده ، فجاءت عجوز فقيرة فبنت إلى جانبه كوخاً تأوي إليه ، فركب الجبار يوماً و طاف حول القصر ، فرأى الكوخ فقال لمن هذا فقيل لامرأة فقيرة تأوي إليه فأمر به فهدم ، فجاءت العجوز فرأته مهدوماً فقالت من هدمه فقيل الملك رآه فهدمه فرفعت العجوز رأسها إلى السماء ، و قالت يا رب إذا لم أكن أنا حاضرة فأين كنت أنت قال فأمر الله جبريل أن يقلب القصر على من كان فيه فقلبه -و كان يزيد بن حكيم يقول ما هبت أحداً قط هيبتي رجلاً ظلمته ، و أنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله يقول لي حسبي الله الله بيني و بينك -و حبس الرشيد أبا العتاهية الشاعر فكتب إليه من السجن هذين البيتين شعراً أما و الله إن الظلم شوم و ما زال المسيء هو المظلوم ستعلم يا ظلوم إذا التقينا غداً عند المليك من الملوم -و من الظلم أخذ مال اليتيم ، و تقدم حديث معاذ بن جبل حين قال له رسول الله واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب -و في رواية أن دعاء المظلوم يرفع فوق الغمام و يقول الرب تبارك و تعالى و عزتي و جلالي لأنصرنك و لو بعد حين و أنشدوا شعراً توق دعا المظلوم إن دعاءه ليرفع فوق السحب ثم يجاب توق دعا من ليس بين دعائه و بين إله العالمين حجاب و لا تحسبن الله مطرحاً له و لا أنه يخفى عليه خطاب فقد صح أن الله قال و عزتي لأنصر المظلوم و هو مثاب فمن لك يصدق ذا الحديث فإنه جهول و إلا عقله فمصاب فصل و من أعظم الظلم المماطلة بحق عليه مع قدرته على الوفاء 1- لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مطل الغني ظلم و في رواية لي الواجد ظلم يحل عرضه و عقوبته " ، أي يحل شكايته و حبسه فصل و من الظلم أن يظلم المرأة حقها من صداقها و نفقتها و كسوتها و هو داخل في قوله صلى الله عليه و سلم لي الواجد ظلم يحل عرضه و عقوبته -و عن بن مسعود رضي الله عنه قال يؤخذ بيد العبد أو الأمة يوم القيامة فينادي به على رؤوس الخلائق هذا فلان ابن فلان من كان له عليه حق فليأت إلى حقه قال فتفرح المرأة أن يكون لها حق على أبيها أو أخيها أو زوجها ثم قرأ فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون " قال فيغفر الله من حقه ما شاء و لا يغفر من حقوق الناس شيئاً ، فينصب العبد للناس ثم يقول الله تعالى لأصحاب الحقوق ائتوا إلى حقوقكم قال فيقول الله تعالى للملائكة خذوا من أعماله الصالحة فأعطوا كل ذي حق حقه بقدر طلبته ، فإن كان ولياً لله و فضل له مثقال ذرة ضاعفها الله تعالى له حتى يدخله الجنة بها ، و إن كان عبداً شقياً و لم يفضل له شيء فتقول الملائكة ربنا فنيت حسناته و بقي طالبوه ، فيقول الله خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته ، ثم صك له صكاً إلى النار 1- و يؤيد ذلك ما تقدم من قول النبي صلى الله عليه و سلم أتدرون من المفلس فذكر أن المفلس من أمته من يأتي يوم القيامة بصلاة و زكاة و صيام ، و يأتي و قد شتم هذا و ضرب هذا و أخذ مال هذا ، فيؤخذ من حسناته و لهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار فصل و من الظلم أن يستأجر أجيراً أو إنساناً في عمل و لا يعطيه أجرته - و كذلك إذا ظلم يهودياً أو نصرانياً أو نقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفسه فهو داخل في قوله تعالى أنا حجيجه ـ أو قال أنا خصمه ـ يوم القيامة - و من ذلك أن يحلف على دين في ذمته كاذباً فاجراً 1- لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار و حرم عليه الجنة قيل يا رسول الله و إن كان شيئاً يسيراً قال و إن قضيباً من أراك -0و قد روي أنه لا أكره للعبد يوم القيامة من أن يرى من يعرفه خشية أن يطالبه بمظلمة ظلمه بها في الدنيا 1- كما قال النبي صلى الله عليه و سلم لتؤدين الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء في الحذر من الدخول على الظلمة و مخالطتهم و معونتهم قال الله تعالى و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار و الركون ههنا السكون إلى الشيء و الميل إليه بالمحبة - قال ابن عباس رضي الله عنهما لا تميلوا كل الميل في المحبة و لين الكلام و المودة -، و قال السدي و ابن زيد لا تداهنوا الظلمة ، و قال عكرمة هو أن يطيعهم و يودهم ، و قال أبو العالية لا ترضوا بأعمالهم فتمسكم النار فيصيبكم لفحها و ما لكم من دون الله من أولياء ، - و قال ابن عباس رضي الله عنهما ما لكم من مانع يمنعكم من عذاب الله ثم لا تنصرون لا تمنعون من عذابه ، و قال الله تعالى احشروا الذين ظلموا و أزواجهم " أي أشباههم و أمثالهم و أتباعهم @ و جاء رجل خياط إلى سفيان الثوري فقال إني رجل أخيط ثياب السلطان هل أنا من أعوان الظلمة فقال سفيان بل أنت من الظلمة أنفسهم ، و لكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة و الخيوط @ و قد روي أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام أن مر بني اسرائيل أن لا يتلو من ذكري فإني أذكر من ذكرني ، و أن ذكري إياهم أن ألعنهم ، و في رواية فإني أذكر من ذكرني منهم باللعنة 2- و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لا يقف أحدكم في موقف يضرب فيه رجل مظلوم فإن اللعنة تنزل على من حضر ذلك المكان إذا لم يدفعوا عنه 3- و قد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، فقال يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً فكيف أنصره إذا كان ظالماً تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره 858- عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، و اتقوا الشح ، فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم و استحلوا محارمهم " . الصحيحة" 2 / 538 : و طرفه الأول ورد من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ : " أيها الناس اتقوا الظلم ، فإنه ظلمات يوم القيامة " . البخاري لكن عطاء كان اختلط . و له طريق أخرى عنه مختصر بلفظ : " الظلم ظلمات يوم القيامة " . أخرجه البخاري في " صحيحه " ( 3 / 113 ) و في " الأدب المفرد " و له شاهد بتمامه دون قوله " اتقوا الظلم " من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص مرفوعا به و لفظه : " الظلم ظلمات يوم القيامة و إياكم و الفحش ، فإن الله لا يحب الفحش و لا التفحش و إياكم و الشح ، فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، أمرهم بالقطيعة فقطعوا و أمرهم بالبخل فبخلو و أمرهم بالفجور ففجروا " و هو داخل في قول الله تعالى إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم -و المكاس من أكبر أعوان الظلمة ، بل هو من الظلمة أنفسهم فإنه يأخذ ما لا يستحق و يعطيه لمن لا يستحق ، و لهذا 1- و قال صلى الله عليه و سلم لا يدخل الجنة صاحب مكس رواه أبو داود ، - و ما ذاك إلا لأنه يتقلد مظالم العباد و من أين للمكاس يوم القيامة أن يؤدي للناس ما أخذ منهم ؟ إنما يأخذون من حسناته إن كان له حسنات ! و هو داخل في قول النبي صلى الله عليه و سلم أتدرون من المفلس قالوا يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع ، إن المفلس من أمتي من يأتي بصلاة و زكاة و صيام و حج ، و يأتي و قد شتم هذا و ضرب هذا و أخذ مال هذا ، فيؤخذ لهذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار 2-و في حديث المرأة التي طهرت نفسها بالرجم لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له أو لقبلت منه ، - و المكاس من فيه شبه من قاطع الطريق و هو من اللصوص و جابي المكس و كاتبه و شاهده و آخذه من جندي و شيخ و صاحب رواية شركاء في الوزر آكلون للسحت و الحرام 3-، و صح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة لحم نبت من السحت النار أولى به - و السحت كل حرام قبيح الذكر يلزم منه العار -و ذكره الواحدي رحمه الله في تفسير قول الله تعالى قل لا يستوي الخبيث و الطيب و عن جابر أن رجلاً قال يا رسول الله إن الخمر كانت تجارتي ، و إني جمعت من بيعها مالاً ، فهل ينفعني ذلك المال إن عملت فيه بطاعة الله تعالى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أنفقته في حج أو جهاد أو صدقة لم يعدل عند الله جناح بعوضة إن الله لا يقبل إلا الطيب ، فأنزل الله تعالى تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قل لا يستوي الخبيث و الطيب و لو أعجبك كثرة الخبيث |
#7
|
|||
|
|||
الكبيرة الثامنة و العشرون أكل الحرام و تناوله على أي وجه كان
قال الله عز و جل و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل أي لا يأكل بعضكم مال بعض بالباطل - قال ابن عباس رضي الله عنهما يعني باليمين الباطلة الكاذبة يقتطع بها الرجل مال أخيه بالباطل و الأكل بالباطل على وجهين ، أحدهما أن يكون على جهة الظلم نحو الغصب و الخيانة و السرقة والثاني على جهة الهزل و اللعب كالذي يؤخذ في القمار و الملاهي و نحو ذلك ، 1- و في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة 2- و في صحيح مسلم حين ذكر النبي صلى الله عليه و سلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب و مطعمه حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام ، و غذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك 3- و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدنيا حلوة خضرة من اكتسب فيها مالاً من حله و أنفقه في حقه أثابه الله و أورثه جنته ، و من اكتسب فيها مالاً من غير حله و أنفقه في غير حقه أدخله الله تعالى دار الهوان و رب متخوض فيما اشتهت نفسه من الحرام له النار يوم القيامة - و قد روي عن يوسف بن أسباط رحمه الله قال إن الشاب إذا تعبد قال الشيطان لأعوانه انظروا من أين مطعمه ، فإن كان مطعم سوء قال دعوه يتعب و يجتهد فقد كفاكم نفسه إن إجهاده مع أكل الحرام لا ينفعه و يؤيد ذلك ما ثبت في 1-الصحيحين من قوله صلى الله عليه و سلم عن الرجل الذي مطعمه حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك ؟ @و قال عبد الله بن المبارك ( لأن أرد درهماً من شبهة أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف و مائة ) @ و قال ابن عباس رضي الله عنهما ( لا يقبل الله صلاة امرىء و في جوفه حرام حتى يتوب إلى الله تعالى منه ) @و قال سفيان الثوري من أنفق الحرام في الطاعة كمن طهر الثوب بالبول ، و الثوب لا يطهره إلا الماء ، و الذنب لا يكفره إلا الحلال @، و قال عمر رضي الله عنه ( كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام ) الكبيرة التاسعة و العشرون أن ي*** الإنسان نفسه قال الله تعالى ولا ت***وا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا -قال الواحدي في تفسير هذه الآية و لا ت***وا أنفسكم ، أي لا ي*** بعضكم بعضا لأنكم أهل دين واحد ، فأنتم كنفس واحدة هذا قول ابن عباس و الأكثرين و ذهب قوم إلى أن هذا النهي عن *** الإنسان نفسه ، - و يدل على صحة عن عمرو بن العاص ، قال احتلمت في ليلة باردة و أنا في غزوة ذات السلاسل ، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك ، فتيممت فصليت بأصحابي الصبح ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال يا عمرو صليت بأصحابك و أنت جنب ؟ فأخبرته الذي منعني من الإغتسال فقلت أني سمعت الله يقول و لا ت***وا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لم يقل شيئاً - فدل هذا الحديث على أن عمرو تأول هذه الآية هلاك نفسه لا نفس غيره و لم ينكر ذلك عليه النبي صلى الله عليه و سلم قوله و من يفعل ذلك @- كان ابن عباس يقول الإشارة تعود إلى كل ما نهى عنه من أول السورة إلى هذا الموضع 1-و عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحذ بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة مخرج في الصحيحين 2-و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من *** نفسه بحديدة ، فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً فيها أبداً ، و من *** نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، و من نزل من جبل ف*** نفسه فهو ينزل في نار جهنم خالداً فيها أبداً مخرج في الصحيحين 3- و في حديث ثابت بن الضحاك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن المؤمن ك***ه ، و من قذف مؤمناً بكفر فهو ك***ه ، و من *** نفسه بشيء عذب به يوم القيامة 4- و في الحديث الصحيح عن الرجل الذي آلمته الجراح فاستعجل الموت ، ف*** نفسه بذباب سيفه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو من أهل النار الكبيرة الثلاثون الكذب في غالب أقواله قال الله تعالى فنجعل لعنة الله على الكاذبين ، و قال الله تعالى " *** الخراصون "أي الكاذبون ، و قال الله تعالى إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب 1-و في الصحيحين عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة ، و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا و إن الكذب يهدي إلى الفجور ، و إن الفجور يهدي إلى النار ، و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا 2-و في الصحيحين أيضاً أنه صلى الله عليه و سلم قال آية المنافق ثلاث و إن صلى و صام و زعم أنه مسلم إذا حدث كذب ، و إذا وعد أخلف ، و إذا ائتمن خان 3- و قال عليه الصلاة و السلام أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً و من كانت فيه خصلة منها كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا ائتمن خان ، و إذا عاهد غدر ، و إذا خاصم فجر 4- و في صحيح البخاري في حديث منام النبي صلى الله عليه و سلم قال فأتينا على رجل مضطجع لقفاه ، و آخر قائم عليه بكلوب من حديد يشرشر شدقه إلى قفاه و عيناه إلى قفاه ، ثم يذهب إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل في الجانب الأول ، فما يرجع إليه حتى يصح مثل ما كان ، فيفعل به كذلك إلى يوم القيامة فقلت لهما من هذا فقالا إنه كان يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق 5- و قال صلى الله عليه و سلم يطبع المؤمن على كل شيء ليست الخيانة و الكذب 6- و في الحديث إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث 7- و قال صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم شيخ زان ، و ملك كذاب ، و عائل مستكبر العائل الفقير 8- و في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم رجل على فضل ما يمنعه ابن السبيل ، و رجل بايع رجلاً سلعة فحلف بالله لأخذتها بكذا و كذا فصدقه و أخذها و هو على غير ذلك ، و رجل بايع إماماً لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه منها وفى له و إن لم يعطه لم يف له 9- و قال صلى الله عليه و سلم كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق و أنت له به كاذب 10- و في الحديث أيضاً من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين و ليس بعاقد 11-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فرى الفرى على الله أن يري الرجل عينيه ما لم تريا معناه أن يقول رأيت في منامي كيت و كيت و لم يكن رأى شيئاً @ و قال ابن مسعود رضي الله عنه لا يزال العبد يكذب و يتحرى الكذب حتى ينكت في قلبه نكتة سوداء ، حتى يسود قلبه فيكتب عند الله من الكاذبين فينبغي للمسلم أن يحفظ لسانه عن الكلام ، إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة فإن في السكوت سلامة و السلامة لا يعدلها شيء 1- و في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو 2-، قال أبو موسى قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه و يده 2- و في الصحيحين إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها ـ أي ما يفكر فيها بأنها حرام ـ يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب 3- و في موطأ الإمام مالك من رواية بلال بن الحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها له رضوانه إلى يوم يلقاه ، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه 2359 - " من كذب في حلمه ، كلف يوم القيامة عقد شعيرة " . الصحيحة " 5 / 473 : الكبيرة الحادية و الثلاثون القاضي السوء قال الله تعالى و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون و قال الله تعالى و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون و قال الله تعالى و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون 1- ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم القضاة ثلاثة قاض في الجنة و قاضيان في النار ، قاض عرف الحق فقضى به فهو في الحنة ، و قاض عرف الحق فجار متعمداً فهو في النار ، و قاض قضى بغير علم فهو في النار قالوا فما ذنب الذي يجهل ؟ قال ذنبه أن لا يكون قاضياً حتى يعلم 2-= و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جعل قاضياً فقد *** من غير سكين @ و قال الفضيل بن عياض رحمه الله ، ينبغي للقاضي أن يكون يوماً في القضاء و يوماً في البكاء على نفسه @و قال محمد بن واسع رحمه الله أول من يدعى يوم القيامة إلى الحساب القضاة الكبيرة الثانية و الثلاثون أخذ الرشوة على الحكم قال الله تعالى و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم و أنتم تعلمون أي لا تدلو بأموالكم إلى الحكام ، أي لا تصانعوهم بها و لا ترشوهم ليقتطعوا لكم حقاً لغيركم و أنتم تعلمون أنه لا يحل لكم 1- و عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الله الراشي و المرتشي في الحكم قال العلماء فالراشي هو الذي يعطي الرشوة ، و المرتشي هو الذي يأخذ الرشوة و إنما تلحق اللعنة الراشي إذا قصد بها أذية مسلم أو ينال بها ما لا يستحق ، أما إذا أعطى ليتوصل إلى حق له و يدفع عن نفسه ظلماً فإنه غير داخل في اللعنة ، و أم الحاكم فالرشوة عليه حرام أبطل بها حقاً أو دفع بها ظلماً 2-عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شفع لرجل شفاعة فأهدى له عليها هدية فقد أتى باباً كبيراً من أبواب الربا @و عن ابن مسعود قال السحت أن تطلب لأخيك الحاجة فتقضى فيهدى إليك هدية فتقبلها منه الكبيرة الثالثة و الثلاثون تشبه النساء بالرجال و تشبه الرجال بالنساء 1-في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهين من الرجال بالنساء و في رواية لعن الله الرجله من النساء و في رواية قال لعن الله المخنثين من الرجال و المترجلات من النساء يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في لبسهم و حديثهم ، 2-و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الله المرأة تلبس لبسة الرجل و الرجل يلبس لبسة المرأة 3- ، و قال صلى الله عليه و سلم صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، و نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها ، و إن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا أخرجه مسلم -قوله كاسيات أي من نعم الله عاريات من شكرها و قيل هو أن تلبس المرأة ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها و معنى مائلات قيل عن طاعة الله و ما يلزمهن حفظه ، مميلات أي يعلمن غيرهن الفعل المذموم ، و قيل مائلات متبخترات مميلات لأكتافهن ، و قيل مائلات يمتشطن المشطة الميلاء و هي مشطة البغايا ، و مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة رؤوسهن كأسنمة البخت أي يكبرنها و يعظمنها بلف عصابة أو عمامة أو نحوهما @ و عن نافع قال كان ابن عمر و عبد الله ابن عمرو عند الزبير بن عبد المطلب إذ أقبلت امرأة تسوق غنماً متنكبة قوساً فقال عبد الله بن عمر أرجل أنت أم امرأة ؟ فقالت امرأة فالتفت إلى ابن عمرو فقال إن الله تعالى لعن على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهون من الرجال بالنساء -و من الأفعال التي تلعن عليها المرأة إظهار الزينة و الذهب و اللؤلؤ من تحت النقاب ، و تطيبها بالمسك و العنبر و الطيب إذا خرجت ، و لبسها الصباغات و الأزر و الحرير و الأقبية القصار مع تطويل الثوب و توسعة الأكمام و تطويلها إلى غير ذلك إذا خرجت ، و كل ذلك من التبرج الذي يمقت الله عليه و يمقت فاعله في الدنيا و الآخرة ، و هذه الأفعال التي قد غلبت على أكثر النساء ، 3- قال عنهن النبي صلى الله عليه و سلم اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء ، 4-و قال صلى الله عليه و سلم ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من الكبيرة الرابعة و الثلاثون الديوث المستحسن على أهله و القواد الساعي بين الإثنين بالفساد قال الله تعالى الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة و الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك و حرم ذلك على المؤمنين 1-عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه و الديوث و رجلة النساء 2- و روى النسائي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر و العاق لوالديه و الديوث الذي يقر الخبث في أهله يعني يستحسن على أهله نعوذ بالله من ذلك الكبيرة الخامسة و الثلاثون المحلل و المحلل له 1-صح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن المحلل المحلل له . قال الترمذي و العمل على ذلك عند أهل العلم منهم عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان ، و عبد الله بن عمر ، و هو قول الفقهاء من التابعين و رواه الإمام أحمد في مسنده و النسائي في سننه أيضاً باسناد صحيح . 222--- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بالتيس المستعار ؟ قالوا بلى يا رسول الله . قال هو المحلل ، لعن الله المحلل و المحلل له . رواه ابن ماجه بإسناد صحيح . الكبيرة السادسة و الثلاثون عدم التنزه من البول و هو شعار النصارى قال الله تعالى و ثيابك فطهر ، 1-و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه و سلم بقبرين فقال إنهما ليعذبان و ما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة و أما الآخر فكان لا يستبرىء من البول أي لا يتحرز منه مخرج في الصحيحين ، 2- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه الكبيرة السابعة و الثلاثون الرياء قال الله تعالى مخبراً عن المنافقين يراؤون الناس و لا يذكرون الله إلا قليلا و قال الله تعالى فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراؤون * و يمنعون الماعون و قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس الآية ، و قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه أحداً أي لا يرائي بعمله 1- و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد في سبيل الله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال فما فعلت فيها ؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت و لكنك فعلت ليقال هو جريء ، و قد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أقي في النار و رجل وسع الله عليه و أعطاه من أصناف المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها ؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت و لكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار و رجل تعلم العلم و علمه ، و قرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها ؟ قال تعلمت العلم و علمته و قرأت فيك القرآن قال كذبت و لكنك تعلمت ليقال هو عالم ، و قرأت ليقال هو قارىء ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار رواه مسلم 2- و قال صلى الله عليه و سلم من سمع سمع الله به ، ومن يرائي يراءى به - قال الخطابي معناه من عمل عملاً على غير إخلاص إنما يريد أن يراه الناس و يسمعوه جوزي على ذلك بأنه يشهره و يفضحه ، فيبدو عليه ما كان يبطنه و يسره من ذلك ، و الله أعلم 3- و قال عليه الصلاة و السلام اليسير من الرياء شرك 4- و قال صلى الله عليه و سلم أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فقيل و ما هو يا رسول الله ؟ قال الرياء يقول الله تعالى يوم يجازي العباد بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراءونهم بأعمالكم فانظروا هل تجدون عندهم جزاء الشهوة الخفية 508-قال الرسول صلى الله علية وسلم " يا نعايا العرب ! يا نعايا العرب ! ثلاثا ، إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء و الشهوة الخفية " . " الصحيحة" 2 / 20 تنبيه : ( الرياء ) بالراء . " و في رواية : " يا نعيان العرب " .يقال : نعى الميت ينعاه نعيا : إذا أذاع موته و أخبر به و إذا ندبه قال الزمخشري : في ( نعايا ) ثلاثة أوجه : أحدها أن يكون جمع ( نعي ) و هو المصدر كصفي و صفايا و الثاني أن يكون اسم جمع كما جاء في أخية أخايا . و الثالث : أن يكون جمع نعاء التي هي اسم الفعل . و المعنى : يا نعايا العرب جئن فهذا وقتكن و زمانكن يريد أن العرب قد هلكت . و النعيان مصدر بمعنى النعي و قيل إنه جمع ناع ، كراع و رعيان . و المشهور في العربية أن العرب كانوا إذا مات منهم شريف أو *** بعثوا راكبا إلى القبائل ينعاه إليهم ، يقول : نعاء فلانا أو يا نعاء العرب أي : هلك فلان ، أو هلكت العرب بموت فلان . فنعاء من نعيت مثل نظار و دراك . فقوله : نعاء فلانا معناه : انع فلانا كما تقول : دراك فلانا أي : أدركه ، فأما قوله " يا نعاء العرب " مع حرف النداء ، فالمنادى محذوف تقديره يا هذا انع العرب ، أو يا هؤلاء انعوا العرب بموت فلان ، كقوله تعالى : *( ألا يا اسجدوا )* أي يا هؤلاء اسجدوا ، فيمن قرأ بتخفيف ألا |
#8
|
|||
|
|||
الكبيرة الثامنة و الثلاثون التعلم للدنيا و كتمان العلم
قال الله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء يعني العلماء بالله عز و جل -، قال ابن عباس يريد إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي و عزتي و سلطاني و قال الربيع بن أنس من لم يخش الله فليس بعالم و قال الله تعالى إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون -نزلت هذه الآية في علماء يهود ، و أراد بالبينات الرجم و الحدود و الأحكام ، و بالهدى أمر محمد عليه الصلاة و السلام ، و نعته من بعد ما بيناه للناس أي بني إسرائيل في الكتاب أي في التوراة ، أولئك يعني الذين يكتمون ، يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون قال ابن عباس كل شيء لا الجن و الأنس - و قال ابن مسعود ما تلاعن اثنان من المسلمين إلا رجعت تلك اللعنة على اليهود و النصارى الذين يكتمون أمر محمد صلى الله عليه و سلم و صفته و قال الله تعالى و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم و اشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون 1-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعلم علم مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يعني ريحها ، رواه أبو داود 2-قال صلى الله عليه و سلم من ابتغى العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو تقبل أفئدة الناس إليه ، فإلى النار و في لفظ أدخله الله النار أخرجه الترمذي 3- و قال صلى الله عليه و سلم من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار 4- و كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم أعوز بك من علم لا ؟ الكبيرة التاسعة و الثلاثون الخيانة قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون قال الواحدي رحمه الله تعالى نزلت هذه الآية في أبي لبابة حين بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بني قريظة لما حاصرهم و كان أهله و ولده فيهم ، فقالوا يا أبا لبابة ما ترى لنا إن نزلنا على حكم سعد فينا ؟ فأشار أبو لبابة إلى حلقه أي أنه ال*** فلا تفعلوا ، فكانت تلك منه خيانة لله و رسوله قال أبو لبابة فما زالت قدماي من مكاني حتى عرفت أني خنت الله و رسوله ، و قوله و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون عطف على النهي أي و لا تخونوا أماناتكم - قال ابن عباس الأمانات الأعمال التي ائتمن الله عليها العباد ، يعني الفرائض يقول لا 1-، و قال عليه الصلاة و السلام آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان 2- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا إيمان لمن لا أمانة له و لا دين لمن لا عهد له و الخيانة قبيحة في كل شيء و بعضها شر من بعض ، و ليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك و مالك و ارتكب العظائم 3- و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك 4- و في الحديث أيضاً يطبع المؤمن على كل شيء ليس الخيانة و الكذب 5- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه اً الكبيرة الأربعون المنان قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى قال الواحدي هو أن يمن بما أعطى ، و قال الكلبي بالمن على الله في صدقته و الأذى لصاحبها 1-، و في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم المسبل، و المنان ، و المنفق سلعته بالحلف الكاذب - المسبل هو الذي يسبل إزاره أو ثيابه أو قميصه أو سراويله حتى تكون إلى القدمين ، لأنه صلى الله عليه و سلم 1- قال ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار 2- و في الحديث أيضاً ثلاثة لا يدخلون الجنة ، العاق لوالديه ، و المدمن الخمر ، و المنان رواه النسائي 3- و فيه أيضاً لا يدخل الجنة خب و لا بخيل و لا منان و الخب هو المكر و الخديعة الكبيرة الحادية و الأربعون التكذيب بالقدر قال الله تعالى إنا كل شيء خلقناه بقدر @ قال ابن الجوزي في تفسيره في سبب نزولها قولان أحدهما ، أن مشركي مكة أتوا رسول الله صلى الله تعالى عليه و آله و سلم يخاصمونه في القدر فنزلت هذه الآية انفرد بإخراجه مسلم - و روى أبو أمامة أن هذه الآية في القدرية و القول الثاني أن أسقف نجران جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد تزعم أن المعاصي بقدر و ليس كذلك فقال صلى الله عليه و سلم أنتم خصماء الله فنزلت هذه الآية إن المجرمين في ضلال و سعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * إنا كل شيء خلقناه بقدر 1-و روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل شيء بقدر حتى العجز و الكيس - و قال ابن عباس كل شيء خلقناه بقدر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه قال الله تعالى و الله خلقكم و ما تعملون -قال ابن جرير فيها وجهان ، أحدهما أن تكون بمعنى المصدر فيكون المعنى و الله خلقكم و عملكم و الثاني أن تكون بمعنى الذي فيكون المعنى و الله خلقكم و خلق الذي تعملونه بأيديكم من الأصنام ، - و في هذه الآية دليل على أن أفعال العباد مخلوقة و الله أعلم و قال الله تعالى فألهمها فجورها و تقواها - الإلهام إيقاع الشيء في النفس قال سعيد بن جبير ألزمها فجورها و تقواها و قال ابن زايد جعل ذلك فيها بتوفيقه إياها للتقوى و خذلانه إياها للفجور و الله أعلم -و مذهب السلف و أئمة أجمع سبعون رجلاً من التابعين و أئمة المسلمين و السلف و فقهاء الأمصار على أن السنة التي توف عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم أولها الرضا بقضاء الله و قدره ، و التسليم لأمره ، و الصبر تحت حكمه ، و الأخذ بما أمر الله به ، و النهي عما نهى الله عنه ، و إخلاص العمل لله ، و الإيمان بالقدر خيره و شره ، و ترك المراء و الجدال و الخصومات في الدين ، و المسح على الخفين ، و الجهاد مع كل خليفة براً و فاجراً ، و الصلاة على من مات من أهل القبلة و الإيمان قول و عمل و نية ، يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية ، و القرآن كلام الله نزل به جبريل على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم غير مخلوق ، و الصبر تحت لواء السلطان على ما كان منه من عدل أو جور ، و لا نخرج على الأمراء بالسيف و إن جاروا و لا نكفر أحداً من أهل القبلة و إن عمل الكبائر إلا إن استحلوها ، و لا نشهد لأحد من أهل القبلة لخير أتى به إلا من شهد له النبي صلى الله عليه و سلم و الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين و نترحم على جميع أزواج النبي صلى الله عليه و سلم و أولاده و أصحابه رضي الله عنهم أجمعين الكبيرة الثانية و الأربعون التسمع على الناس و ما يسرون قال الله تعالى ( و لا تجسسوا -قال ابن الجوزي رحمه الله قرأ أبو زيد و الحسن و الضحاك و ابن سيرين بالحاء قال أبو عبيدة التجسس و التحسس واحد ـ و هو البحث ـ و منه الجاسوس و قال يحيى بن أبي كثير التجسس بالجيم عن عورات الناس ، و بالحاء الاستماع لحديث القوم قال المفسرون التجسس البحث عن عيب المسلمين و عوراتهم فالمعنى لا يبحث أحدكم عن عيب أخيه ليطلع عليه إذا ستره الله و قيل لابن مسعود هذا الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمراً قال إنا نهينا عن التجسس فإن يظهر لنا شيء نأخذ به 1-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استمع إلى حديث قوم و هم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة أخرجه البخاري ، - و الآنك الرصاص المذاب نعوذ بالله منه ، الكبيرة الثالثة و الأربعون النمام و هو من ينقل الحديث بين الناس على جهة الإفساد بينهم هذا بيانها و أما أحكامها فهي حرام بإجماع المسلمين ، و قد تظاهرت على تحريمها الدلائل الشرعية من الكتاب و السنة قال الله تعالى و لا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم 1-و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة نمام 2- و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بقبرين قال إنهما ليعذبان و ما يعذبان في كبير ، أما أنه كبير أما أحدهما فكان لا يستبرىء من بوله ، و أما الآخر فكان يمشي بالنميمة ، ثم أخذ جريدة رطبه فشقها اثنتين و غرز في كل قبر واحدة ، و قال لعله أن يخف عنهما ما لم ييبسا -و قوله و ما يعذبان في كبير أي ليس بكبير تركه عليهما ، أو ليس بكبير في زعمهما و لهذا قال في رواية أخرى بلى إنه كبير 3- و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه ، و من كان ذا لسانين في الدنيا فإن الله يجعل له لسانين من نار يوم القيامة -و كل من حملت إليه نميمة و قيل له قال فيك فلان كذا و كذا لزمه ستة أحوال الأول أن لا يصدقه لأنه نمام فاسق و هو مردود الخبر الثاني أن ينهاه عن ذلك و ينصحه و يقبح فعله الثالث أن يبغضه في الله عز و جل فإنه بغيض عند الله و البغض في الله واجب الرابع أن لا يظن في المنقول عنه السوء لقوله تعالى اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم الخامس أن لا يحمله ما حكي له على التجسس و البحث عن تحقق ذلك ، قال الله سبحانه و تعالى و لا تجسسوا السادس أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فلا يحكي نميمته 1034- " لا يدخل الجنة قتات " . الصحيحة " 3 / 29 : وبلفظ : " نمام " . و هو بمعنى " قتات " . 1419- " من ذكر رجلا بما فيه فقد اغتابه و من ذكره بغير ما فيه فقد بهته " . الصحيحة " 3 / 407 : عن أبي هريرة . " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ،و إن لم يكن فيه فقد بهته " . أخرجه مسلم الكبيرة الرابعة و الأربعون اللعان 1-قال النبي صلى الله عليه و سلم سباب المسلم فسوق و قتاله كفر 2-و قال صلى الله عليه و سلم لعن المؤمن ك***ه أخرجه البخاري 3-و في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لا يكون اللعانون شفعاء و لا شهداء يوم القيامة 4- و قال عليه الصلاة و السلام ليس المؤمن بطعان و لا بلعان و لا بالفاحش و لا بالبذيء - و البذيء هو الذي يتكلم بالفحش و رديء الكلام 5- و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يميناً و شمالاً ، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن إن كان أهلاً لذلك ، و إلا رجعت إلى قائلها و قد عاقب النبي صلى الله عليه و سلم من لعنت ناقتها بأن سلبها إياها ، 6-قال عمران بن حصين بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة فضجت فلعنتها ، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني أنظر إليها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد أخرجه مسلم 7- و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم الكبيرة الخامسة و الأربعون الغدر و عدم الوفاء بالعهد قال الله تعالى و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا قال الزجاج كل ما أمر الله به أو نهى عنه فهو من العهد و قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود قال الواحدي قال ابن عباس في رواية الوالبي ( العهود ) يعني ما أحل و ما حرم و ما فرض و ما حد في القرآن و قال الضحاك بالعهود التي أخذ الله على هذه الأمة أن يفوا بها مما أحل و حرم و ما فرض من الصلاة و سائر الفرائض و العهود و كذا العهود جمع عهد العقد بمعنى المعقود و هو الذي أحكم ما فرض الله علينا فقد أحكم ذلك ، و لا سبيل إلى نقضه بحال 1-و قال النبي صلى الله عليه و سلم أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ، و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب ، و إذا ائتمن خان ، و إذا عاهد غدر ، و إذا خاصم فجر مخرج في الصحيحين 2- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ابن فلان 3- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ، و رجل باع حراً فأكل ثمنه ، و رجل استأجر أجيراً فاستوفى منه العمل و لم يعطه أجره أخرجه البخاري 4-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة و لا حجة له ، و من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية أخرجه مسلم 5- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحب أن يزحزح عن النار و يدخل الجنة فلتأته منيته و هو يأمن بالله و اليوم الآخر ، و ليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه و من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده و ثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ، فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر الكبيرة السادسة و الأربعون : تصديق الكاهن و المنجم قال الله تعالى : و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا قال الواحدي في تفسير قوله تعالى : و لا تقف ما ليس لك به علم قال الكلبي : لا تقل ما ليس لك به علم و قال قتادة : لا تقل سمعت و لم تسمع و رأيت و لم تر و علمت و لم تعلم - و المعنى : لا تقولن في شيء بما لا تعلم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا قال الوالبي عن ابن عباس : يسأل الله العباد فيم استعملوها و في هذا زجر عن النظر إلى ما لا يحل و الاستماع إلى ما يحرم و إرادة ما لا يجوز ، و الله أعلم 1-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم 2-و روينا في الصحيحين عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الصبح في أثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس بوجهه فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم قال : أصبح من عبادي مؤمن و كافر فأما من قال : مطرنا بفضل الله و رحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، و أما من قال : مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب قال العلماء : إن قال مسلم مطرنا بنوء كذا يريد أن النوء هو الموجد و الفاعل المحدث للمطر صار كافراً مرتداً بلا شك ، و إن قال مريداً أنه علامة نزول المطر و ينزل المطر عند هذه العلامة و نزوله بفعل الله خلقه لم يكفر ، و اختلفوا في كراهته ، و المختار أنه مكروه لأنه من ألفاظ الكفار و هذا ظاهر الحديث و قوله : في أثر سماء ـ السماء هنا المطر ، و الله أعلم 3- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أتى عرافاً فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً رواه مسلم 4- و عن عائشة رضي الله عنها قالت : سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أناس عن الكهان فقال : ليس بشيء قالوا : يا رسول الله أليس قد قال كذا و كذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تلك الكلمة من الحق يحفظها الجني فيقرها في إذن وليه ـ أي يلقيها ـ فيخلط معها مائة كذبة مخرج في الصحيحين 5- و عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن الملائكة تنزل في العنان ـ و هو السحاب ـ فتذكر الأمر قضي في السماء ، فيسترق الشيطان السمع فيسمعه فيوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم رواه البخاري 6-و عن قبيصة بن أبي المخارق رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : العيافة و الطيرة و الطرق من الجبت رواه أبو داود و قال : الطرق : الزجر ، أي زجر الطير، و هو من يتيامن أو يتشاءم بطيرانه فإن طار إلى جهة اليمين تيمن ، و إن طار إلى جهة اليسار تشاءم قال أبو داود : العيافة الخط قال الجوهري : الجبت كلمة يقع على النم و الكاهن و الساحر و نحو ذلك 7-و عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد ، و قال علي بن أبي طالب : الكاهن ساحر و الساحر كافر فنسأل الله العافية و العصمة في الدنيا و الآخرة الطيرة 00 وفقة الاسماء 762- عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطير ، و لكن يتفاءل . و" كان لا يتطير من شيء و كان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه ، فإذا أعجبه اسمه فرح به و رؤي بشر ذلك في وجهه و إن كره اسمه رؤي كراهية ذلك في وجهه ، و إذا دخل قرية سأل عن اسمها ، فإن أعجبه اسمها ، فرح بها و رؤي بشر ذلك في وجهه و إن كره اسمها رؤي كراهية ذلك في وجهه " الصحيحة" 2 / 400 : 780- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا عدوى و لا هامة و لا صفر ، و اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد " . الصحيحة" 2 / 424 : 2-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و العين حق " . الصحيحة" 2 / 426 : وبلفظ : " لا عدوى و لا هامة و خير الطير الفأل و العين حق " . حسنة الالبانى و له شاهدا من حديث عائشة و لفظه : " لا عدوى ، و إذا رأيت المجذوم ففر منه كما تفر من الأسد " . صحيح 5-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و لا غول " . الصحيحة" 2 / 429 : 6 وقال - " لا عدوى و لا صفر و لا هامة " . الصحيحة" 2 / 429 7 وقال - " لا عدوى و لا طيرة و يعجبني الفأل الصالح ، الكلمة الحسنة " . الصحيحة" 2 / 430 : 8-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و أحب الفأل الصالح " . الصحيحة" 2 / 430 : 9-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و إنما الشؤم في ثلاثة : المرأة و الفرس و الدار " الصحيحة" 2 / 431 10 وقال - " لا عدوى و لا طيرة و لا هام إن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس و المرأة و الدار ، و إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تهبطوا ، و إذا كان بأرض و أنتم بها فلا تفروا منه " . الصحيحة" 2 / 431 : 799-: عن ابن عمر قال : ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال " ان كان الشؤم في شيء ففي الدار و المرأة و الفرس " . الصحيحة" 2 / 450 (الطيرة من الدار و المرأة و الفرس ) فغضبت ، فطارت شقة منها في السماء و شقة في الأرض ، و قالت : و الذي أنزل الفرقان على محمد ما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ، إنما قال : كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك " . و في رواية لأحمد : " و لكن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : كان أهل الجاهلية يقولون : الطيرة في المرأة و الدار و الدابة ، ثم قرأت عائشة ( ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب ) إلى آخر الآية " . 46 ) . و يشهد له ما أخرجه الطيالسي في " مسنده " عن مكحول قيل لعائشة : إن أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشؤم في ثلاث : في الدار و المرأة و الفرس . فقالت عائشة : لم يحفظ أبو هريرة لأنه دخل و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قاتل الله اليهود يقولون : إن الشؤم في الدار و المرأة و الفرس ، فسمع آخر الحديث ، و لم يسمع أوله " . و إسناده حسن و قد تأيد ذلك بحديث عائشة الذي فيه أن أهل الجاهلية هم الذين كانوا يقولون ذلك ، و قد قال الزركشي في " الإجابة " ( ص 128 ) : " قال بعض الأئمة : و رواية عائشة في هذا أشبه بالصواب إن شاء الله تعالى ( يعنى من حديث أبي هريرة ) لموافقته نهيه عليه الصلاة و السلام عن الطيرة نهيا عاما ، و كراهتها و ترغيبه في تركها بقوله : " يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ، و هم الذين لا يكتوون ( الأصل لا يكنزون ) و لا يسترقون ، و لا يتطيرون ، و على ربهم يتوكلون " . قلت : و قد أشار بقوله : " بعض الأئمة " إلى الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى . فقد ذهب إلى ترجيح حديث عائشة المذكور في " مشكل الآثار " ، و نحوه في " شرح المعاني " و به ختم بحثه في هذا الموضوع ، و قال في حديث سعد و ما في معناه :" ففي هذا الحديث ما يدل على غير ما دل عليه ما قبله من الحديث ، ( يعني حديث ابن عمر برواية عتبة بن مسلم و ما في معناه عن ابن عمر ) ، و ذلك أن سعدا أنتهر سعيدا حين ذكر له الطيرة ، و أخبره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا طيرة ، ثم قال : إن تكن الطيرة في شيء ففي المرأة و الفرس و الدار ، فلم يخبر أنها فيهن ، و إنما قال : إن تكن في شيء ففيهن ، أي : لو كانت تكون في شيء لكانت في هؤلاء ، فإذ لم تكن في هؤلاء الثلاث فليست في شيء " واما الزيادة : " قالوا : و ما كفارة ذلك يا رسول الله ؟ قال : يقول أحدهم : " اللهم لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك و لا إله غيرك " . ضعفة الالبانى |
#9
|
|||
|
|||
الكبيرة السابعة و الأربعون ـ نشوز المرأة على زوجها
قال الله تعالى و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً -قال الواحدي رحمه الله تعالى النشوز ههنا معصية الزوج و هو الترفع عليه بالخلاف و قال عطاء هو أن تتعطر له و تمنعه نفسها و تتغير عما كانت تفعله من الطواعية فعظوهن بكتاب الله و ذكروهن ما أمرهن الله به ، ، و اهجروهن في المضاجع - قال ابن عباس هو أن يوليها ظهره على الفراش و لا يكلمها و قال الشعبي و مجاهد هو أن يهجر مضاجعتها فلا يضاجعها ، و اضربوهن ضرباً غير مبرح و قال ابن عباس أدباً مثل اللكزة ، و للزوج أن يتلافى نشوز امرأته بما أذن الله له مما ذكره الله في هذه الآية فإن أطعنكم فيما يلتمس منهن فلا تبغوا عليهن -قال ابن عباس فلا تتجنوا عليهن العلل 1- و الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأت لعنتها الملائكة حتى تصبح و في لفظ ـ فبات و هو عليها غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح ـ 2- و لفظ الصحيحين أيضاً إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها زوجها 3- و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تصوم و زوجها شاهد إلا بإذنه و لا تأذن في بيته إلا بإذنه أخرجه البخاري - و معنى شاهد أي حاضر غير غائب و ذلك في صوم التطوع فلا تصوم حتى تستأذنه لأجل وجوب حقه و طاعته و 4-قال صلى الله عليه و سلم لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها رواه الترمذي 5- و قالت عمة حصين بن محصن و ذكرت زوجها للنبي صلى الله عليه و سلم فقال انظري من أين أنت منه فإنه جنتك و نارك أخرجه النسائي ، 6- و عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها و هي لا تستغني عنه 7- و جاء عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال إذا خرجت المرأة من بيت زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع أو تتوب ، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة فالواجب على المرأة أن تطلب رضا زوجها و تجتنب سخطه و لا تمتنع منه متى أرادها لقول النبي صلى الله عليه و سلم إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته و إن كانت على التنور - قال العلماء إلا أن يكون لها عذر من حيض أو نفاس فلا يحل لها أن تجيئه ، و لا يحل للرجل أيضاً أن يطلب ذلك منها في حال الحيض و النفاس ، و لا يجامعها حتى تغتسل ، لقول الله تعالى فاعتزلوا النساء في المحيض و لا تقربوهن حتى يطهرن أي لا تقربوا جماعهن حتى يطهرن قال ابن قتيبة يطهرن ينقطع عنهن الدم ، فإذا تطهرن أي اغتسلن بالماء ، و الله أعلم 8-و لما تقدم عن النبي صلى الله عليه و سلم من أتى حائضاً أو امرأة من دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد و في حديث آخر ملعون من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها -و النفاس مثل الحيض إلى الأربعين ، فلا يحل للمرأة أن تطيع زوجها إذا أراد إتيانها في حال الحيض و النفاس ، و تطيعه فيما عدا ذلك ، و ينبغي للمرأة أن تعرف أنها كالمملوك للزوج فلا تتصرف في نفسها و لا في ماله إلا بإذنه و تقدم حقه على حقها ، و حقوق أقاربه على حقوق أقاربها ، و تكون مستعدة لتمتعه بها بجميع أسباب النظافة ، و لا تفتخر عليه بجمالها ، و لا تعيبه بقبح إن كان فيه قال الأصمعي دخلت البادية فإذا امرأة حسناء لها بعل قبيح فقلت لها كيف ترضين لنفسك أن تكوني تحت مثل هذا ؟ فقالت اسمع يا هذا ، لعله أحسن فيما بينه و بين الله خالقه فجعلني ثوابه و لعلي أسأت فجعله عقوبتي و قالت عائشة رضي الله عنها يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها 9-و قال صلى الله عليه و سلم نساؤكم من أهل الجنة الودود التي إذا آذت أو أوذيت أتت زوجها حتى تضع يدها في كفه فتقول لا أذوق غمضاً حتى ترضى فصل في فضل المرأة الطائعة لزوجها و شدة عذاب العاصية ينبغي للمرأة الخائفة من الله تعالى أن تجتهد لطاعة الله و طاعة زوجها و تطلب رضاه جهدها ، فهو جنتها و نارها 1- لقول النبي صلى الله عليه و سلم أيما امرأة ماتت و زوجها راض عنها دخلت الجنة ، 2- و في الحديث أيضاً إذا صلت المرأة خمسها ، و صامت شهرها ، و أطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة 3-، و قال النبي صلى الله عليه و سلم اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء و ذلك بسبب قلة طاعتهن لله و رسوله و لأزواجهن و كثرة تبرجهن ، و التبرج إذا أرادت الخروج لبست أفخر ثيابها و تجملت و تحسنت و خرجت تفتن الناس بنفسها فإن سلمت هي بنفسها لم يسلم الناس منها 4- و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان ( ) و إذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها و بطلب رضاه ، فالزوج أيضاً مأمور بالإحسان إليها و اللطف بها ، و الصبر على ما يبدو منها من سوء خلق و غيره ، و إيصالها حقها من النفقة و الكسوة و العشرة الجميلة لقول الله تعالى و عاشروهن بالمعروف الكبيرة الثامنة و الأربعون : التصوير في الثياب و الحيطان و الحجر و الدراهم و سائر الأشياء سواء كانت من شمع أو عجين أو حديد أو نحاس أو صوف أو غير ذلك ، و الأمر بإتلافها قال الله تعالى : إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة و أعد لهم عذاباً مهينا 5- و عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : يقول الله عز و جل : و من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا حبة ، أو ليخلقوا شعيرة ، أو ليخلقوا ذرة مخرج في الصحيحين مع الله إلهاً آخر ، و بكل جبار عنيد ، و بالمصورين 7-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب و لا صورة مخرج في الصحيحين 8-و في سنن أبي داود عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب و لا صورة و لا جنب إنه لم يرد الجنب الذي أصابته الجنابة فأخر الإغتسال إلى أوان حضور الصلاة ، و لكنه الذي يجنب و لا يغتسل و يتهاون بالغسل و يتخذه عادة فإن النبي صلى الله عليه و سلم كان يطوف على نسائه بغسل واحد ، و في هذا تأخير الإغتسال عن أول وقت وجوبه و أما الكلب فهو أن يقتني كلباً لا لزرع و لا لضرع و لا صيد ، فأما إذا اضطر إليه فلا حرج للحاجة إليه في بعض الأمور ، أو لحراسة داره إذا اضطر إليه ، فلا حرج عليه إن شاء الله و أما الصور فهي كل مصور من ذوات الأرواح ، سواء كانت لها أشخاص منتصبة أو كانت منقوشة في سقف أو جدار أو موضوعة في نمط ، أو منسوجة في ثوب أو مكان ، فإن قضية العموم تأتي عليه فليجتنب ، و بالله التوفيق و يجب إتلاف الصور لمن قدر على إتلافها و إزالتها روى مسلم في صحيحه عن حيان بن حصين قال : قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ أن لا تدع صورة إلا طمستها ، و لا قبراً مشرفاً إلا سويته الكبيرة التاسعة و الأربعون اللطم و النياحة و شق الثوب و حلق الرأس و نتفه و الدعاء بالويل و الثبور عند المصيبة 2-و روينا في صحيحهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بريء من الصالقة و الحالقة و الشاقة - الصالقة التي ترفع صوتها بالنياحة ، و الحالقة التي تحلق شعرها و تنتفه عند المصيبة ، و الشاقة التي تشق ثيابها عند المصيبة ، و كل هذا حرام باتفاق العلماء ، و كذلك يحرم نشر الشعر و لطم الخدود و خمش الوجه ، و الدعاء بالويل و الثبور 3-و عن أم عطية رضي الله عنها قالت أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في البيعة أن لا ننوح رواه البخاري 5-و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم النائحة و المستمعة رواه تعالى داود 7-و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الميت يعذب في قبره بما نيح عليه - و عن أبي موسى رضي الله عنه قال ما من ميت يموت فيقوم باكيهم فيقول واسيداه واجبلاه ، واكذا واكذا ، و نحو ذلك إلا و كل به ملكان يلهزانه أهكذا أنت ؟ أخرجه الترمذي 8-و قال صلى الله عليه و سلم النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة و عليها سربال من قطران و درع من جرب - -و عن علقمة بن مرثد بن سابط عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مات ولد العبد يقول الله للملائكة قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون حمدك و استرجع فيقول الله تعالى ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة و سموه بيت الحمد و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يقول الله تعالى ما لعبدي عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسب إلا الجنة رواه البخاري الكبيرة الخمسون البغي قال الله تعالى إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم 1-و قال النبي صلى الله عليه و سلم إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد و لا يفخر أحد على أحد رواه مسلم و في الأثر لو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغي منهما دكاً و قد خسف الله بقارون الأرض حين بغى على قومه ، فقد أخبر الله تعالى عنه بقوله إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم إلى قوله فخسفنا به و بداره الأرض الآية - قال ابن الجوزي رحمه الله في بغي قارون أقوال أحدها أنه جعل للبغية جعلاً على أن تقذف موسى عليه السلام بنفسها ففعلت ، فاستحلفها موسى على ما قالت فاخبرته بقصتها مع قارون و كان هذا بغية قاله ابن عباس و الثاني أنه بغى بالكفر بالله عز و جل قاله الضحاك و الثالث بالكفر قاله قتادة و الرابع أنه أطال ثيابه شبراً قاله عطاء الخرساني ، أنه كان يخدم فرعون فاعتدى على بني اسرائيل فظلمهم حكاه الماوردي |
#10
|
|||
|
|||
الكبيرة الحادية و الخمسون الاستطالة على الضعيف و المملوك و الجارية و الزوجة و الدابة
لأن الله تعالى قد أمر بالإحسان إليهم بقوله تعالى و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئاً و بالوالدين إحساناً و بذي القربى و اليتامى والمساكين و الجار ذي القربى و الجار الجنب و الصاحب بالجنب و ابن السبيل و ما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً -قال الواحدي في قوله تعالى و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئاً 1- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه و سلم على حمار ، فقال يا معاذ ، لبيك و سعديك يا رسول الله قال هل تدري ما حق الله على العباد و ما حق العباد على الله ؟ قلت الله و رسوله أعلم ، قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئاً ، و حق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً 2-و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم أعرابي فقال يا نبي الله أوصني ، قال لا تشرك بالله شيئاً و إن قطعت و حرقت ، و لا تدع الصلاة لوقتها فإنها ذمة الله ، و لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر قوله و بالوالدين إحساناً - يريد البر بهما مع اللطف و لين الجانب ، و لا يغلظ لهما الجواب ، و لا يحد النظر إليهما ، و لا يرفع صوته عليهما ، بل يكون بين أيديهما مثل العبد بين يدي السيد تذللاً لهما قوله و بذي القربى قال يصلهم و يتعطف عليهم ، و اليتامى يرفق بهم و يدنيهم و يمسح رؤوسهم ، و المساكين ببذل يسير ورد جميل ، و الجار ذي القربى يعني الذي بينك و بينه قرابة فله حق القرابة و حق الجوار و حق الإسلام ، و و الجار الجنب هو الذي ليس بينك و بينه قرابة يقال رجل جنب إذا كان غريباً متباعداً أهله ، و قوم أجانب و الجنابة البعد 2-عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه 3- و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الجار ليتعلق بالجار يوم القيامة يقول يا رب أوسعت على أخي هذا و اقترب علي ، أمسي طاوياً و يمسي هذا شبعان ، سله لم أغلق بابه و حرمني ما قد أوسعت به عليه -و الصاحب بالجنب قال ابن عباس و مجاهد هو الرفيق في السفر له حق الجوار و حق الصحبة و ابن السبيل هو الضعيف يجب اقراؤه إلى أن يبلغ حيث يريد ، -، قال ابن عباس يريد بالمختال العظيم في نفسه الذي لا يقوم بحقوق الله ، و الفخور هو الذي يفخر على عباد الله بما خوله الله من كرامته و ما أعطاه من نعمه و في الحديث حسن الملكة يمن و سوء الملكة شؤم 6-قال أبو مسعود رضي الله عنه كنت أضرب مملوكاً لي بالسوط فسمعت من صوتاً من ورائي اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام قال ، قلت يا رسول الله لا أضرب مملوكاً لي بعده أبداً و في رواية سقط السوط من يدي من هيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و في رواية فقلت هو حر لوجه الله ، فقال أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار يوم القيامة رواه مسلم - و كان لأبي هريرة رضي الله عنه جارية زنجية فرفع يوماً عليها السوط فقال لولا القصاص لأغشيتكيه و لكن سأبيعك لمن يوفيني ثمنك ، اذهبي فأنت حرة لوجه الله 10-و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قذف مملوكه و هو بريء مما قاله جلد يوم القيامة حداً إلا أن يكون كما قال @و دخل جماعة على سلمان الفارسي رضي الله عنه و هو أمير على المدائن فوجدوه يعجن عجين أهله ، فقالوا له ألا تترك الجارية تعجن ؟ فقال رضي الله عنه إنا أرسلناها في عمل فكرهنا أن نجمع عليها عملاً آخر @ و قال بعض السلف لا تضرب الملوك في كل ذنب و لكن احفظ له ذلك ، فإذا عصى الله فاضربه على معصية الله و ذكره الذنوب التي بينك و بينه ( فصل ) و من أعظم الإساءة إلى الملوك و الجارية التفريق بينه و بين ولده ، أو بينه و بين أخيه لما جاء عن النبي و من ذلك أن يضرب الدابة ضرباً وجيعاً أو يحبسها و لا يقوم بكفايتها ، أو يحملها فوق طاقتها فقد روي في تفسير قول الله تعالى و ما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم الآية - قيل يؤتى بهم و الناس وقوف يوم القيامة فيقضي بينهم ، حتى أنه ليؤخذ للشاة الجلحاء من الشاة القرناء حتى يقاد للذرة من الذرة ، ثم يقال لهم كونوا تراباً ، فهنالك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا و هذا من الدليل على القضاء بين البهائم و بينها و بين بني آدم ، حتى إن الإنسان لو ضرب دابة بغير حق أو جوعها أو عطشها أو كلفها فوق طاقتها فإنها تقتص منه يوم القيامة بقدر ما ظلمها أو جوعها و الدليل على ذلك -و هذا عام في سائر الحيوان ، و كذلك إذا حملها فوق طاقتها تقتص منه يوم القيامة 3- لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث @ و مر ابن عمر بصبيان من قريش قد نصبوا طيراً و هم يرمونه و قد جعلوا لصاحبه كل خاطئة من نبلهم ، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال من فعل هذا ؟ لعن الله من فعل هذا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن من اتخذ فيه الروح غرضاً و الغرض كالهدف و ما يرمى إليه 3- و نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تصبر البهائم يعني أن تحبس لل*** 1- لقوله عليه الصلاة و السلام إذا ***تم فأحسنوا ال***ة و إذا ***تم فأحسنوا ال***ة ، و ليحد أحدكم شفرته و ليرح ذبيحته 1- لما ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلاناً و فلاناً بالنار ، و إن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فا***وهما 3-و رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم قرية نمل ـ أي مكان نمل ـ قد أحرقناها فقال من حرق هذه ؟ قلنا نحن ، فقال عليه الصلاة و السلام إنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا ربها و فيه من النهي عن ال*** و ال***** بالنار حتى في القملة و البرغوث و غيرهما و يكره *** الحيوان عبثاً في فضل عتق المملوك 1- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو من أعضائه عضواً من أعضائه من النار حتى يعتق فرجه بفرجه أخرجه البخاري 2-و عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أيما امرىء مسلم أعتق امرأ مسلماً كان فكاكاً له من النار يجزى كل عضو منه عضواً منه ، و أيما امرىء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزي كل عضوين منهما عضواً منه ، و أيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة إلا كانت فكاكها من النار يجزى كل عضو منها رواه الترمذي و صححه الكبيرة الثانية و الخمسون أذى الجار 1-ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و الله لا يؤمن و الله لا يؤمن قيل من يا رسول الله ؟ قال من لا يأمن جاره بوائقه - أي غوائله و شروره ، و في رواية لا يدخل الجنة من لا يؤمن جاره بوائقه 3-و سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أعظم الذنب عند الله فذكر ثلاث خلال أن تجعل لله نداً و هو خلقك ، و أن ت*** ولدك خشية أن يطعم معك ، و أن تزني بحليلة جارك 4- و في الحديث من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره - و الجيران ثلاثة جار مسلم قريب له حق الجوار و حق الإسلام و حق القرابة ، و جار مسلم له حق الجوار و حق الإسلام و الجار الكافر له حق الجوار @و كان ابن عمر رضي الله عنهما له جار يهودي ، فكان إذا *** الشاة يقول احملوا إلى جارنا اليهودي منها - و روي أن الجار الفقير يتعلق بالجار الغني يوم القيامة ، و يقول يا رب سل هذا لم منعني معروفه و أغلق عني بابه الكبيرة الثالثة و الخمسون : أذى المسلمين و شتمهم قال الله تعالى : و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبينا و قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن و لا تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان و من لم يتب فأولئك هم الظالمون و قال الله تعالى : و لا تجسسوا و لا يغتب بعضكم بعضا 1-و قال صلى الله عليه و سلم : كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه 2-و قال عليه الصلاة و السلام المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره ، بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم و فيه أيضاً سباب المسلم فسوق و قتاله كفر 3-و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله إن فلانة تصلي الليل و تصوم النهار و تؤذي جيرانها بلسانها فقال : لا خير فيها هي في النار 4- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مررت ليلة أسري بي بقوم لهم أظافر من النحاس يخمشون بها وجوههم و صدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون في أعراضهم 1-صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب و لكن في التحريش بينهم و العنت المشقة - و النمام هو الذي ينقل الحديث بين الناس و بين اثنين بما يؤذي أحدهما أو يوحش قلبه على صاحبه أو صديقه بأن يقول له : قال عنك فلان كذا و كذا و فعل كذا و كذا ، إلا أن يكون في ذلك مصلحة أو فائدة ، كتحذيره من شر يحدث أو يترتب و روي أن رجلاً قال لسفيان : ما أشد هذا الحديث ، قال سفيان : ألم تسمع إلى قول الله تعالى : لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف الآية فهذا هو بعينه 2- و قالت أم كلثوم و لم أسمعه صلى الله عليه و سلم يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاثة أشياء : في الحرب و الإصلاح بين الناس و حديث الرجل زوجته و حديث المرأة زوجها 3- و عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بلغه أن بني عمرو بن عوف كان بينهم شر ، فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلح بينهم في أناس معه من أصحابه رواه البخاري الكبيرة الرابعة و الخمسون أذية عباد الله و التطول عليهم قال الله تعالى و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبينا و قال الله تعالى و اخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين 1-و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى قال من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب و في رواية فقد بارزني بالمحاربة أي أعلمته أني محارب له الكبيرة الخامسة و الخمسون : إسبال الإزار و الثوب و اللباس و السراويل تعززاً و عجباً و فخراً و خيلاء قال الله تعالى : و قال النبي صلى الله عليه و سلم : ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار1- 2-و قال عليه الصلاة و السلام : لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطراً 3- و قال عليه الصلاة و السلام : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا ينظر إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم : المسبل و المنان و المنفق سلعته بالحلف الكاذب 5-و قال عليه الصلاة و السلام : من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة 6-، و قال صلى الله عليه و سلم الإسبال في الإزار و العمامة من جر شيئاً منها خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة 1- و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بينما رجل يصلي مسبلاً إزاره قال له رسول الله : اذهب فتوضأ ، ثم جاء فقال اذهب فتوضأ فقال له رجل يا رسول الله ما لك أمرته أن يتوضأ ؟ ثم سكت عنه فقال : إنه كان يصلي و هو مسبل إزاره ، و لا يقبل الله صلاة رجل مسبلاً إزاره |
#11
|
|||
|
|||
الكبيرة السادسة و الخمسون : لبس الحرير و الذهب للرجال
1-في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة و هذا عام في الجند و غيرهم 2- لقوله صلى الله عليه و سلم : حرم لبس الحرير و الذهب على ذكور أمتي 3-و عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : نهانا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نشرب في آنية الذهب و الفضة و أن نأكل فيها ، و عن لبس الحرير و الديباج و أن نجلس عليها ، أخرجه البخاري فمن استحل لبس الحرير من الرجال فهو كافر ، و إنما رخص فيه الشارع صلى الله عليه و سلم لمن به حكة أو جرب أو غيره ، و للمقاتلين عند لقاء العدو و أما لبس الحرير للزينة في حق الرجال فحرام بإجماع المسلمين ، سواء كان قباء أو قبطياً أو كلوثة و كذلك إذا كان الأكثر حريراً كان حراماً ، و كذلك الذهب لبسه حرام على الرجال ، سواء كان خاتماً أو حياصة أو سقط سيف حرام لبسه و عمله 5-لعموم قوله صلى الله عليه و سلم عن الحرير و الذهب : هذان حرام على ذكور أمتي حل لأناثهم فدخل الصبي في النهي ، و هذا مذهب الإمام أحمد و آخرين رحمهم الله 384- عن ابو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة و من شرب الخمر في الدنيا لم يشربه في الآخرة و من شرب في آنية الذهب و الفضة في الدنيا لم يشرب بها في الآخرة ثم قال : لباس أهل الجنة و شراب أهل الجنة و آنية أهل الجنة " "السلسلة الصحيحة" 1 / 666 : الالبانى : و اعلم أن الأحاديث في تحريم لبس الحرير ، و شرب الخمر ، و الشرب في أواني الذهب و الفضة ، هي أكثر من أن تحصر ، و إنما أحببت أن أخص هذا بالذكر لأنه جمع الكلام على هذه الأمور الثلاثة ، و ساقها مساقا واحدا ، ثم ختمها بقوله " لباس أهل الجنة ... " ، الذي يظهر أنه خرج مخرج التعليل ، يعني أن الله تعالى حرم لباس الحرير ( على الرجال خاصة ) لأنه لباسهم في الجنة كما قال تعالى : ( و لباسهم فيها حرير ) ، و حرم الخمر على الرجال و النساء لأنه شرابهم في الجنة ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن ، و أنهار من لبن لم يتغير طعمه ، و أنهار من خمر لذة للشاربين ) ، و حرم الشرب في آنية الذهب و الفضة على الرجال و النساء أيضا لأنها آنيتهم ( ادخلوا الجنة أنتم و أزواجكم تحبرون . يطاف عليهم بصحاف من ذهب و أكواب ) . فمن استعجل التمتع بذلك غير مبال و لا تائب عوقب بحرمانها منها في الآخرة جزاء وفاقا . و ما أحسن ما روى الحاكم ( 2 / 455 ) عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال : " استأذن سعد على ابن عامر ، و تحته مرافق من حرير ، فأمر بها فرفعت ، فدخل عليه ، و عليه مطرف خز ، فقال له : اسأذنت علي و تحتي مرافق من حرير ، فأمرت بها فرفعت ، فقال له : نعم الرجل أنت يا ابن عامر إن لم تكن ممن قال الله عز و جل ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ) ، و الله لأن اضطجع على جمر الغضا أحب إلي من أن أضطجع عليها " . صحيح و اعلم أن الحرير المحرم إنما هو الحرير الحيواني المعروف في بلاد الشام بالحرير البلدي و أما الحرير النباتي المصنوع من ألياف بعض النباتات ، فليس من التحريم في شيء . و أما الخمر فهي محرمة بجميع أنواعها و أجناسها ، ما اتخذ من العنب أو الذرة أو التمر أو غير ذلك ، فكله حرام ، لا فرق في شيء منه بين قليله و كثيره ، لأن العلة الخمرية ( السكر ) و ليس المادة التي يحصل بها ( السكر ) كما قال صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " . رواه مسلم . و قال : " ما أسكر كثيره فقليله حرام " . و لا تغتر بما جاء في بعض الكتب الفقهية عن بعض الأئمة من إباحة *** منها بتفاصيل تذكر فيها ، فإنما هي زلة من عالم ، كان الأحرى أن تدفن و لا تذكر لولا العصبية الحمقاء . الكبيرة السابعة و الخمسون : اباق العبد 1-روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة . 2- و قال صلى الله عليه و سلم : أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة . 3- و روى ابن خزيمة في صحيحه من حديث جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة و لا يصعد لهم إلى السماء حسنة : العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه ، و المرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى ، و السكران حتى يصحو الكبيرة الثامنة و الخمسون ال*** لغير الله عز و جل مثل من يقول بسم الشيطان أو الصنم أو باسم الشيخ فلان قال الله تعالى و لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه @ قال ابن عباس يريد الميتة و المنخنقة إلى قوله و ما *** على النصب و قال الكلبي ما لم يذكر اسم الله عليه أو ي*** لغير الله تعالى و قال عطاء ينهي عن ذبائح كانت ت***ها قريش و العرب على الأوثان و قوله إنه لفسق يعني و إن كل ما لم يذكر اسم الله عليه من الميتة فسق أو خروج عن الحق و الدين و إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم أي يوسوس الشيطان لوليه فيلقي في قلبه الجدال بالباطل ، و هو أن المشركين جادلوا المؤمنين في الميتة قال ابن عباس أوحى الشيطان إلى أوليائه من الأنس كيف تعبدون شيئاً لا تأكلون ما ي*** و أنتم تأكلون ما ***تم ؟ فأنزل الله هذه الآية و إن أطعتموهم يعني في استحلال الميتة إنكم لمشركون ، قال الزجاج و في هذا دليل على أن كل من أحل شيئاً مما حرم الله أو حرم شيئاً مما أحل الله فهو مشرك فإن قيل كيف أبحتم ذبيحة المسلم إذا ترك التسمية و الآية كالنص في التحريم ؟ قلت إن المفسرين فسروا ما لم يذكر اسم الله عليه في هذه الآية بالميتة و لم يحمله أحد على ذبيحة المسلم إذا ترك التسمية و في الآية أشياء تدل أن الآية في تحريم الميتة و منها قوله و إنه لفسق و لا يفسق آكل ذبيحة المسلم التارك للتسمية و منها قوله و إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم و المناظرة إنما كانت في الميتة بإجماع من المفسرين لا في ذبيحة تارك التسمية من المسلمين ، و منها قوله و إن أطعتموهم إنكم لمشركون و الشرك في استحلال الميتة لا في استحلال الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها 1- عن عائشة رضي الله عنها أن قوماً قالوا يا رسول الله إن قوماً يأتونا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سموا عليه و كلوا و قد تقدم قوله صلى الله عليه و سلم لعن الله من *** لغير الله النذر 478- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " قال الله عز و جل : لا يأتي النذر على ابن آدم بشيء لم أقدره عليه ، و لكنه شيء أستخرج به من البخيل يؤتيني عليه ما لا يؤتيني على البخل . و في رواية : ما لم يكن آتاني من قبل " . الصحيحة" 1 / 781 : 2-و للحديث طريق 2 بلفظ :" لا تنذروا ، فإن النذر لا يغني من القدر شيئا و إنما يستخرج به من البخيل " . مسلم فقه الحديث : الالبانى : دل الحديث بمجموع ألفاظه أن النذر لا يشرع عقده ، بل هو مكروه ، و ظاهر النهي في بعض طرقه أنه حرام ، و قد قال به قوم . إلا أن قوله تعالى : " أستخرج به من البخيل " يشعر أن الكراهة أو الحرمة خاص بنذر المجازاة أو المعاوضة ، دون نذر الابتداء و التبرر ، فهو قربة محضة ، لأن للناذر فيه غرضا صحيحا و هو أن يثاب عليه ثواب الواجب ، و هو فوق ثواب التطوع . و هذا النذر هو المراد - و الله أعلم - بقوله تعالى ( يوفون بالنذر ) دون الأول . قال الحافظ في " الفتح " ( 11 / 500 ) : " و قد أخرج الطبري بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى ( يوفون بالنذر ) قال : كانوا ينذرون طاعة الله من الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج و العمرة و مما افترض عليهم فسماهم الله أبرارا ، و هذا صريح في أن الثناء وقع في غير نذر المجازاة " . و قال قبل ذلك : " و جزم القرطبي في " المفهم " بحمل ما ورد في الأحاديث من النهي ، على نذر المجازاة ، فقال : هذا النهي محله أن يقول مثلا : إن شفى الله مريضي فعلي صدقة كذا . و وجه الكراهة أنه لما وقف فعل القربة المذكورة على حصول الغرض المذكور ظهر أنه لم يتمحض له نية التقرب إلى الله تعالى لما صدر منه ، بل سلك فيه مسلك المعاوضة ، و يوضحه أنه لو لم يشف مريضه لم يتصدق بما علقه على شفائه ، و هذه حالة البخيل ، فإنه لا يخرج من ماله شيئا إلا بعوض عاجل يزيد على ما أخرج غالبا و هذا المعنى هو المشار إليه في الحديث بقوله : " و إنما يستخرج به من البخيل ما لم يكن البخيل يخرجه " . و قد ينضم إلى هذا اعتقاد جاهل يظن أن النذر يوجب حصول ذلك الغرض ، أو أن الله يفعل معه ذلك الغرض لأجل ذلك النذر ، و إليهما الإشارة بقوله في الحديث أيضا " فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئا " . و الحالة الأولى تقارب الكفر ، و الثانية خطأ صريح " . قال الحافظ : قلت : بل تقرب من الكفر أيضا . ثم نقل القرطبي عن العلماء حمل النهي الوارد في الخبر على الكراهة و قال : " الذي يظهر لي أنه على التحريم في حق من يخاف عليه ذلك الاعتقاد الفاسد ،فيكون إقدامه على ذلك محرما ، و الكراهة في حق من لم يعتقد ذلك " . و هو تفصيل حسن ، و يؤيده قصة ابن عمر راوي الحديث في النهي عن النذر فإنها في نذر المجازاة . قلت : يريد بالقصة ما أخرجه الحاكم ( 4 / 304 ) من طريق فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث أنه سمع عبد الله بن عمر و سأله رجل من بني كعب يقال له مسعود بن عمرو : يا أبا عبد الرحمن إن ابني كان بأرض فارس فيمن كان عند عمر بن عبيد الله و إنه وقع بالبصرة طاعون شديد فلما بلغ ذلك نذرت : إن الله جاء بابني أن أمشي إلى الكعبة ، فجاء مريضا ، فمات ، فما ترى ؟ فقال ابن عمر : ( أو لم تنهوا عن النذر ؟ ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " النذر لا يقدم شيئا ، و لا يؤخره ، فإنما يستخرج به من البخيل " ، أوف بنذرك ) . حسنة الالبانى قلت و بالجملة ففي الحديث تحذير للمسلم أن يقدم على نذر المجازاة ، فعلى الناس أن يعرفوا ذلك حتى لا يقعوا في النهي و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ! 2- - عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " النذر نذران ، فما كان لله فكفارته الوفاء ، و ما كان للشيطان فلا وفاء فيه و عليه كفارة يمين " . الصحيحة" 1 / 784 : و في الحديث دليل على أمرين اثنين : الأول : أن النذر إذا كان طاعة لله ، وجب الوفاء به و أن ذلك كفارته ، و قد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من نذر أن يطيع الله فليطعه ، و من نذر أن يعصي الله فلا يعصه " . متفق عليه . و الآخر : أن من نذر نذرا فيه عصيان للرحمن ، و إطاعة للشيطان ، فلا يجوز الوفاء به ، و عليه الكفارة كفارة اليمين ، و إذا كان النذر مكروها أو مباحا فعليه الكفارة من باب أولى ، و لعموم قوله عليه الصلاة و السلام : " كفارة النذر كفارة اليمين " أخرجه مسلم و غيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 2653 ) . و ما ذكرنا من الأمر الأول و الثاني متفق عليه بين العلماء ، إلا في وجوب الكفارة في المعصية و نحوها ، فالقول به مذهب الإمام أحمد و إسحاق كما قال الترمذي ( 1 / 288 ) ، و هو مذهب الحنفية أيضا ، و هو الصواب لهذا الحديث و ما في معناه مما أشرنا إليه الكبيرة التاسعة و الخمسون : فيمن ادعى إلى غير أبيه و هو يعلم 1-عن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من ادعى إلى غير أبيه و هو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام رواه البخاري 2-و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كافر رواه البخاري 3-و فيه أيضاً من ادعى إلى غير أبيه فعليه لعنة الله 4- و عن زيد بن شريك قال : رأيت علياً رضي الله عنه يخطب على المنبر فسمعته يقول : و الله ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب الله تعالى و ما في هذه الصحيفة فنشرها ، فإذا فيها أسنان الإبل و شيء من الجراحات ، و فيها : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : المدينة حرام ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً ، أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله يوم القيامة منه صرفاً و لا عدلا ، و من تولى غير مواليه فعليه مثل ذلك ، و ذمة المسلمين واحدة رواه البخاري قال الله تعالى : و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه و هو ألد الخصام * و إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد و مما يذم من الألفاظ : المراء ، و الجدال ، و الخصومة @ قال الإمام حجة الإسلام الغزالي رحمه الله : المراء طعنك في كلام لإظهار خلل فيه لغير غرض سوى تحقير قائله و إظهار مزيتك عليه و قال : و أما الجدال فعبارة عن أمر يتعلق بإظهار المذاهب و تقريرها قال : و أما الخصومة فلجاج في الكلام ليستوفي به مقصوداً من مال غيره و تارة يكون ابتداءً و تارة يكون اعتراضاً و المراء لا يكون إلا اعتراضاً هذا كلام الغزالي و قال الله تعالى : و جادلهم بالتي هي أحسن ، و قال الله تعالى : ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا ، قال : فإن كان الجدال للوقوف على الحق و تقريره كان محموداً ، و إن كان في مدافعة الحق أو كان جدالاً بغير علم كان مذموماً ، و على هذا التفصيل تنزل النصوص الواردة في إباحته و ذمه و المجادلة و الجدال بمعنى واحد قال بعضهم : ما رأيت شيئاً أذهب للدين و لا أنقص للمروءة و لا أشغل للقلب من الخصومة ( فإن قلت ) لا بد للإنسان من الخصومة لاستيفاء حقوقه ، ( فالجواب ) ما أجاب به الغزالي رحمه الله : اعلم أن الذم المتأكد إنما هو لمن خاصم بالباطل و بغير علم كوكيل القاضي فإنه يتوكل في الخصومة قبل أن يعرف الحق في أي جانب هو فيخاصم بغير علم و يدخل في الذم أيضاً من يطلب حقه لأنه لا يقتصر على قدر الحاجة بل يظهر اللدد و الكذب و الإيذاء و التسليط على خصمه ، كذلك من خلط بالخصومة كلمات تؤذي و ليس له إليها حاجة في تحصيل حقه ، كذلك من يحمله على الخصومة محض العناد لقهر الخصم و كسره فهذا هو المذموم و أما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد و إسراف و زيادة لجاج على الحاجة من غير قصد عناد و لا إيذاء ، ففعل هذا ليس حراماً و لكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا ، لأن ضبط اللسان في الخصومة على حد الإعتدال متعذر ، و الخصومة توغر الصدور و تهيج الغضب ، و إذا هاج الغضب حصل الحقد بينهما حتى يفرح كل واحد منهما بمساءة الآخر و يحزن لمسرته و يطلق لسانه في عرضه فمن خاصم فقد تعرض لهذه الآفات ، و أقل ما فيها اشتغال القلب حتى أنه يكون في صلاته ، و خاطره متعلق بالمحاججة و الخصومة فلا تبقى حاله على الإستقامة ، و الخصومة مبدأ الشر و كذا الجدال و المراء فينبغي للإنسان ألا يفتح عليه باب الخصومة إلا لضرورة لا بد منها 1-و عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا الجدال ثم تلا ما ضربوه لك إلا جدلاً الآية : يكره التغيير في الكلام بالتشدق ، و تكلف السجع بالفصاحة بالمقدمات التي يعتادها المتفاصحون ، فكل ذلك من التكلف المذموم ، بل ينبغي أن يقصد في مخاطبته لفظاً يفهمه جلياً و لا يثقله 1-و روينا فيه أيضاً عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن من أحبكم إلي و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، و إن من أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون و المتشدقون و المتفيهقون قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارون و المتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون قال الترمذي حديث حسن قال : و الثرثار هو كثير الكلام ، و المتشدق من يتطاول على الناس في الكلام و يبذو عليهم و اعلم أنه لا يدخل في الذم تحسين ألفاظ الخطب و المواعظ إذا لم يكن فيها إفراط و أغراب ، إلا أن المقصود منها تهييج القلوب إلى طاعة الله تعالى و لحسن اللفظ في هذا أثر ظاهر ، و الله أعلم الكبيرة الحادية و الستون منع فضل الماء قال الله تعالى قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين 1-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بفلاة يمنعه ابن السبيل ، و رجل بايع إماماً لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه منها و فى له و إن لم يعطه منها لم يف له ، و رجل بايع رجلاً بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذتها بكذا و كذا فصدقه و هو على غير ذلك أخرجاه في الصحيحين و زاد البخاري و رجل منع فضل مائه فيقول الله اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك الكبيرة الثانية و الستون : نقص الكيل و الزراع و ما أشبه ذلك قال الله تعالى : ويل للمطففين -يعني الذين ينقصون الناس و يبخسون حقوقهم بالكيل و الوزن قوله : الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون - يعني يستوفون حقوقهم منها قال الزجاج : المعنى إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم و كذلك إذا اتزنوا و لم يذكر إذا اتزنوا لأن الكيل و الوزن بهما الشراء و البيع فيما يكال و يوزن فأحدهما يدل على الآخر و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون أي ينقصون في الكيل و الوزن و قال السدي : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة و بها رجل يقال له أبو جهينة له مكيالان يكيل بأحدهما و يكتال بالآخر فأنزل الله هذه الآية 1-و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس بخمس قالوا يا رسول الله و ما خمس بخمس ؟ قال : ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ، و ما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ، و ما ظهرت فيهم الفاحشة إلا أنزل الله بهم الطاعون ـ يعني كثرة الموت ـ و لا طففوا الكيل إلا منعوا النبات و أخذوا بالسنين ، و لا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم المطر ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون -قال الزجاج : المعنى لو ظنوا أنهم مبعوثون ما ما نقصوا في الكيل و الوزن ليوم عظيم أي يوم القيامة يوم يقوم الناس من قبورهم لرب العالمين أي لأمره و لجزائه و حسابه ، و هم يقومون بين يديه لفصل و المطفف : هو الذي ينقص الكيل و الوزن مطففاً لأنه لا يكاد يسرق إلا الشيء الطفيف ، و ذلك ضرب من السرقة و الخيانة و أكل الحرام ثم وعد الله من فعل ذلك بويل و هو شدة العذاب و قيل واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره الكبيرة الثالثة و الستون الأمن من مكر الله قال الله تعالى حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة أي أخذهم عذابنا من حيث لا يشعرون قال الحسن من وسع الله عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له ، و من قتر عليه فلم ير أنه ينظر إليه فلا رأي له ثم قرأ هذه الآية حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون و قال مكر بالقوم و رب الكعبة أعطوا حاجتهم ثم أخذوا 1-و عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب و هو مقيم على معصيته فإنما ذلك منه استدراج ثم قرأ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون الإبلاس اليأس من النجاة عند ورود الهلكة ، و قال ابن عباس أيسوا من كل خير و قال الزجاج المبلس الشديد الحسرة اليائس الحزين 2-و في الحديث الصحيح إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها 3-و في صحيح البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليعمل بعمل أهل النار و إنه من الجنة ، و يعمل الرجل بعمل أهل الجنة و إنه من أهل النار ، و إنما الأعمال بالخواتيم -و قد قص الله تعالى في كتابه العزيز قصة بلعام و إنه سلب الإيمان بعد العلم و المعرفة ، و كذلك برصيصاً العابد مات على الكفر ، و روي أنه كان رجل بمصر ملتزم المسجد لللآذان و الصلاة ، و عليه بهاء العبادة و أنوار الطاعة ، فرقي يوماً المنارة على عادته للآذان ، و كان تحت المنارة دار لنصراني ذمي فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار ـ و كانت جميلة ـ فافتتن بها و ترك الآذان و نزل إليها فقالت له ما شأنك و ما تريد ؟ فقال أنت أريد قالت لا أجيبك إلى ريبة قال لها أتزوجك ، قالت له أنت مسلم و أبي لا يزوجني بك ، - قال أتنصر قالت له إن فعلت أفعل ، فتنصر ليتزوجها و أقام معهم في الدار ، فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقى إلى سطح كان في الدار فسقط فمات ، فلا هو فاز بدينه و لا هو تمتع بها نعوذ بالله من مكره و سوء العافية و سوء الخاتمة 1-و عن سالم عن عبد الله قال كان كثيراً ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحلف لا و مقلب القلوب رواه البخاري ، -و معناه يصرفها أسرع من ممر الريح على اختلاف في القبول و الرد و الإرادة و الكراهة و غير ذلك من الأوصاف و 2- و قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك فقلت يا رسول الله إنك تكثر أن تدعو بهذا فهل تخشى ؟ قال و ما يؤمنني يا عائشة و قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، - إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه فإذا كانت الهداية معروفة و الإستقامة على مشيئته موقوفة و العاقبة مغيبة و الإرادة غير مغالبة ، فلا تعجب بإيمانك و عملك و صلاتك و صومك و جميع قربك ذلك إن كان من كسبك ، فإنه من خلق ربك و فضله الدار عليك ، فمهما افتخرت بذلك كنت مفتخراً بمتاع غيرك ، ربما سلبه عنك فعاد قلبك من الخير أخلى من جوف العير فكم من روضة أمست و زهرها يانع عميم ، أضحت و زهرها يابس هشيم ، إذ هبت عليها الريح العقيم ، كذلك العبد يمسي و قلبه بطاعة الله مشرق سليم و يصبح و هو بمعصية الله مظلم سقيم ، ذلك تقدير العزيز العظيم ابن آدم الأقلام عليك تجري ، و أنت في غفلة لا تدري ، ابن آدم دع المغاني و الأوتار ، و المنازل و الديار ، و التنافس في هذه الدار ، حتى ترى ما فعلت في أمرك الأقدار ، درر ينادي مناد من قبل العرش أين فلان أين فلان فلا يسمع أحد ذلك الصوت إلا و تضطرب فرائصه ، قال ، فيقول الله عز و جل لذلك الشخص أنت المطلوب هلم إلى العرض على خالق السموات و الأرض فيشخص الخلق بأبصارهم اتجاه العرش و يوقف ذلك الشخص بين يدي الله عز و جل ، فيلقي الله عز و جل عليه من نوره يستره عن المخلوقين ثم يقول له عبدي أما علمت أني كنت أشاهد عملك في دار الدنيا ؟ فيقول بلى يا رب ، فيقول الله تعالى عبدي أما سمعت بنقمتي و عذابي لمن عصاني ؟ فيقول بلى يا رب ، فيقول الله تعالى أما سمعت بجزائي و ثوابي لمن أطاعني ؟ فيقول بلى يا رب ، فيقول الله تعالى يا عبدي عصيتني ؟ فيقول يا رب قد كان ذلك ، فيقول الله تعالى عبدي فما ظنك اليوم بي ؟ فيقول يا رب أن تعفو عني ، فيقول الله تعالى عبدي تحققت أني أعفو عنك ؟ فيقول نعم يا رب لأنك رأيتني على المعصية و سترتها علي قال فيقول الله عز و جل قد عفوت عنك و غفرت لك و حققت ظنك ، خذ كتابك بيمينك فما كان فيه من حسنة فقد قبلتها ، و ما كان من سيئة فقد غفرتها لك و أنا الجواد الكريم إلهنا لولا محبتك للغفران ما أمهلت من يبارزك بالعصيان ، و لولا عفوك و كرمك ما سكنت الجنان اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا اللهم انظر إلينا نظر الرضى ، و أثبتنا في ديوان أهل الصفا ، و نجنا من ديوان أهل الجفا اللهم حقق بالرجاء آمالنا ، و حسن في جميع الأحوال أعمالنا ، و سهل في بلوغ رضاك سبلنا و خذ إلى الخيرات بنواصينا ، و آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار |
#12
|
|||
|
|||
الكبيرة الخامسة و الستون : تارك الجماعة فيصلي وحده من غير عذر
1-عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقوم يتخلفون عن الجماعة : لقد هممت أن آمر رجل يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجماعة بيوتهم رواه مسلم 2- و قال عليه الصلاة و السلام : لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين رواه مسلم 3-و قال صلى الله عليه و سلم : من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع الله على قلبه أخرجه أبو داود 4- و عن حفصة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رواح الجمعة واجب على كل محتلم أي على كل بالغ ثلاثة لا تسأل عنهم 542- عن فضالة ابن عبيد : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ثلاثة لا تسأل عنهم : رجل فارق الجماعة و عصى إمامه و مات عاصيا ، و أمة أو عبد أبق فمات ، و امرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده ، فلا تسأل عنهم . و ثلاثة لا تسأل عنهم : رجل نازع الله عز وجل رداءه ، فإن رداءه الكبرياء و إزاره العزة ، و رجل شك في أمر الله و القنوط من رحمة الله " الصحيحة" 2 / 71 الكبيرة السادسة و الستون : الإصرار على ترك صلاة الجمعة و الجماعة من غير عذر قال الله تعالى : يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة و قد كانوا يدعون إلى السجود و هم سالمون قال كعب الأحبار : ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعات و قال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله : كانوا يسمعون حي على الصلاة حي على الفلاح فلا يجيبون و هم سالمون أصحاء 1-و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : و الذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب يحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة في الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار 2- و في رواية لمسلم من حديث أبي هريرة : لقد هممت أن آمر فتيتي أن يجمعوا لي حزماً من حطب ثم آتي قوماً يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم - و في هذا الحديث الصحيح و الآية التي قبله وعيد شديد لمن يترك صلاة الجماعة من غير عذر فقد روى أبو داود في سننه بإسناد إلى 3- ابن عباس رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من سمع المنادي فلم يمنعه من إتيانه عذر ـ قيل و ما العذر يا رسول الله قال خوف أو مرض ـ لم تقبل منه الصلاة التي صلى يعني في بيته و روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن رجل يصوم النهار و يقوم الليل و لا يصلي في جماعة و لا يجمع ، فقال : إن مات هذا فهو في النار 4-و روى مسلم أن رجلاً أعمى جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فرخص له ، فلما ولى دعاه فقال : هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال : نعم ، قال : فأجب و في رواية أبي داود أن ابن أم مكتوم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قال : يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام و السباع و أنا ضرير البصر فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ؟ قال : نعم قال : فأجب ، فحي هلا و في رواية أنه قال : يا رسول الله إني ضرير شاسع الدار و لي قائد لا يلائمني فهل لي رخصة : و قوله ( فحي هلا ) أي تعال و أقبل 5-و روى الحاكم في مستدركه على شرط الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر فلا صلاة له قالوا و ما العذر يا رسول الله ؟ قال : خوف أو مرض 6- و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : لعن الله ثلاثة ـ من تقدم قوماً و هم له كارهون ، و امرأة باتت و زوجها عليها ساخط ، و رجلاً سمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لم يجب قال أبو هريرة : لأن تمتلىء أذن ابن آدم رصاصاً مذاباً خير من أن يسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لا يجيب- @-و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد ، قيل من جار المسجد ؟ قال : من يسمع الآذان ، قال أيضاً : من سمع النداء فلم يأته لم تجاوز صلاته رأسه إلا من عذر @و قال ابن مسعود رضي الله عنه : من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن ، فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه و سلم سنن الهدى ، و إنها من سنن الهدى ، و لو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ، و لو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، و لقد رأيتنا و ما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض و لقد كان الرجل يؤتى به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف ، يعني يتكىء عليهما من ضعفه حرصاً على فضلها و خوفاً من الإثم في تركها و فضل صلاة الجماعة عظيم كما في تفسير قوله تعالى و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إنهم المصلون الصلوات الخمس في الجماعات و في قوله تعالى : و نكتب ما قدموا و آثارهم أي خطاهم 1-و في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته أحدهما تحط خطيئة و الأخرى ترفع درجة ، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه الذي صلى فيه يقولون : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ما لم يؤذ فيه أو يحدث فيه 2-و قال صلى الله عليه و سلم : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، و كثرة الخطا إلى المساجد ، و انتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط فذلكم الرباط رواه مسلم الكبيرة السابعة و الستون : الإضرار في الوصية قال الله تعالى : من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار أي غير مدخل الضرر على الورثة ، و هو أن يوصي بدين ليس عليه يريد بذلك ضرر الورثة فمنع الله منه و قال الله تعالى : وصية من الله و الله عليم حليم قال ابن عباس : يريد ما أحل الله من فرائضه في الميراث و من يطع الله و رسوله في شأن المواريث يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله قال مجاهد فيما فرض الله من المواريث و قال عكرمة عن ابن عباس من لم يرض بقسم الله و يتعد ما قال الله يدخله ناراً و قال الكلبي يعني يكفر بقسمة الله المواريث و يتعدى حدوده استحلالاً يدخله ناراً خالداً فيها و له عذاب مهين 1- و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : : إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث صححه الترمذي الكبيرة الثامنة و الستون : المكر و الخديعة قال الله عز و جل : و لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله و قال النبي صلى الله عليه و سلم : في حديث : و أهل النار خمسة ، و ذكر منهم رجلاً لا يصبح و لا يمسي إلا و هو يخادعك عن أهلك و مالك الكبيرة التاسعة و الستون : من جس على المسلمين و دل على عوراتهم 1-فيه حديث حاطب بن أبي بلتعة و أن عمر أراد ***ه بما فعل ، فمنعه رسول الله صلى الله عليه و سلم من ***ه لكونه شهد بدراً ، إذا ترتب على جسه وهن على الإسلام و أهله و *** أو سبي أو نهب أو شيء من ذلك ، فهذا ممن سعى في الأرض فساداً و أهلك الحرث و النسل فيتعين ***ه و حق عليه العذاب فنسأل الله العفو و العافية و بالضرورة يدري كل ذي جس أن النميمة إذا كانت من أكبر المحرمات فنميمة الجاسوس أكبر و أعظم نعوذ بالله من ذلك و نسأله العفو و العافية ، إنه لطيف خبير جواد كريم الكبيرة السبعون : سب أحد من الصحابة رضوان الله عليهم 1-ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يقول الله تعالى : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، 2- و قال صلى الله عليه و سلم : لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه مخرج في الصحيحين 3-و قال صلى الله عليه و سلم : الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، و من أبغضهم فببغضي أبغضهم ، و من آذاهم فقد آذاني ، و من آذاني فقد آذى الله و من آذى الله أوشك أن و قوله صلى الله عليه و سلم : ( الله الله ) كلمة تحذير و انذار كما يقول المحذر : النار النار أي احذروا النار ، و قوله : ( لا تتخذوهم غرضاً بعدي ) أي لا تتخذوهم غرضاً للسب و الطعن ، كما يقال : اتخذ فلان غرضاً لسبه أي هدفاً للسب ) و قوله : ( فمن أحبهم فبحبي أحبهم و من أبغضهم فببغضي أبغضهم ) ، فهذا من أجل الفضائل و المناقب لأن محبة الصحابة لكونهم صحبوا رسول الله صلى الله عليه و سلم و نصروه و آمنوا به و عزروه و واسوه بالأنفس و الأموال ، فمن أحبهم فإنما أحب النبي صلى الله عليه و سلم فحب أصحابي النبي صلى الله عليه و سلم عنوان محبتي و بغضهم عنوان بغضه - كما جاء في الحديث الصحيح : حب الأنصار من الإيمان و بغضهم من النفاق ، - و ما ذاك إلا لسابقتهم و مجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم و كذلك حب علي رضي الله عنه من الإيمان و بغضه من النفاق ، و إنما يعرف فضائل الصحابة رضي الله عنهم من تدبر أحوالهم و سيرهم و آثارهم في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم و بعد موته من المسابقة إلى الإيمان و المجاهدة للكفار ، و نشر الدين ، و اظهار شعائر الإسلام ، و إعلاء كلمة الله و رسوله ، و تعليم فرائضه و سننه ، و لولاهم ما وصل إلينا من الدين أصل و لا فرع ، و لا علمنا من الفرائض و السنن سنة و لا فرضاً و لا علمنا من الأحاديث و الأخبار شيئاً فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين و مرق من ملة المسلمين ، لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم و إضمار الحقد فيهم و إنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم ، و ما لرسول الله صلى الله عليه و سلم من ثنائه عليهم و فضائله و مناقبهم و حبهم و لأنهم أرضى الوسائل من المأثور و الوسائط من المنقول و الطعن في الوسائط طعن في الأصل ، و الازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول ، هذا ظاهر لمن تدبره ، و سلم من النفاق و من الزندقة و الإلحاد في عقيدته ، و حسبك ما جاء في الأخبار و الآثار من ذلك كقول النبي صلى الله عليه و سلم : إن الله اختارني و اختار لي أصحاباً ، فجعل لي منهم وزراء و أنصار و أصهار فمن سبهم فعليه لعنة الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً و لا عدلاً -: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله اختارني و اختار لي أصحابي و جعل لي أصحاباً و إخواناً و أصهاراً ، و سيجيء قوم بعدهم يعيبونهم و ينقصونهم فلا تواكلوهم و لا تشاربوهم و لا تناكحوهم و لا تصلوا عليهم و لا تصلوا معهم و قد نص النبي صلى الله عليه و سلم في حديث العرباض بن سارية حيث قال : عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، و إياكم و محدثات الأمور الحديث و الخلفاء الراشدون هم : أبو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم أجمعين و أنزل الله في فضائل أبي بكر رضي الله عنه آيات من القرآن ، قال الله تعالى واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ===================الداعى للخير كفاعلة============== ===============لاتنسى=================== =======جنة عرضها السموات والارض====== ====== لاتنسى ====== ======سؤال رب العالمين ====== =======ماذا قدمت لدين الله====== ====انشرها فى كل موقع ولكل من تحب واغتنمها فرصة اجر كالجبال======= |
#13
|
||||
|
||||
بارك الله فيكم
|
العلامات المرجعية |
|
|