|
#1
|
||||
|
||||
![]() كل الاديان جاءت بحقيقة واحدة (36)
كل الاديان جاءت بحقيقة واحدة ... الأديان وسيلة لتستقيم بها الحياة و للوصول لحب الله عز و جل ... الأديان نورها الحق ، جوهرها الحب ، روحها السلام و قلبها التقوى، هى كلمة الله الداعية إلى المحبة و الرحمة ،هى منهج للحياة القويمة على الهدى الربانى بتطبيق الفضائل ، هى رجوع لطهارة الفطرة الأولى و القلب السليم ... عندما خلق الله عز وجل آدم عليه السلام دعا ملائكته فقال لهم انظروا إلى صنعي فاسجدوا له أى عظموه ، وفضله على بقية خلقه بنعمة العقل ، وتكاثرت ذرية آدم وإتسعت دائرة البشرية و بدأت خطواتها الثابتة على طريق الدين والوحدانية ... لم يخلق المولى الإنسان عبثا ولم يتركه سدى فجاءت كل الأديان كنظام لحياة البشر على الأرض وليس فقط للعبادة والتوحيد ، ورسمت الأديان للإنسان المنهج الأمثل في السلوك القويم و مهدت له طريقا ليكون أكثر إرتباطا بخالقه وأكثر ارتباطا بعقيدة تضمن له التواجد المستمر في الحياة .... جاءت كل الأديان بحقيقة واحدة لتصيغ القوانين التى تنظم حياة الإنسان على الأرض ، و جاء كل الرسل برسالة واحدة تدعوا إلى التوحيد منذ خلق آدم عليه السلام و حتى نهاية الزمان.... يقول تعالى : * إن الدين عند الله الإسلام * آل عمران : 19 دعا كل الرسل إلى الإسلام بمعنى تسليم الوجه لله و الإنقياد بالحواس والجوارح بالطاعة وإفراد الله بالعبادة وتنزيهه عن الشرك ... أما الشرائع الإلهية فمتعددة ، كل الرسل مسلمين فسيدنا إدريس ديانته الإسلام و شريعته الإدريسية ، و سيدنا إبراهيم ديانته الإسلام و شريعته الحنيفية ، وسيدنا موسى ديانته الإسلام و شريعته اليهودية ، وسيدنا عيسى ديانته الإسلام و شريعته المسيحية النصرانية و سيدنا محمد ديانته الإسلام و شريعته الإسلام ، صلى الله عليهم أجمعين . قال تعالى : * لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ، ولكن ليبلوكم فيما آتاكم * المائدة : 48 كل الديانات تندرج تحت راية واحدة و تأتى من مصدر واحد ، كل ديانة تكمل ما قبلها و كلهم يقومون على مبدأ توحيد الخالق وطاعته ، أما ما يختلف هو الشرائع ، وإختلاف الشرائع لا يضر إذا كان الدين واحد لأن إختلاف السنن جاء ليناسب كل زمان و كل مكان ليليق بالأمم المختلفة ، و علينا أن نتعلم كيف نتكيف و نتعايش و نئتلف مع إختلافاتنا . يقول عيسى عليه السلام :" لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ، ما جئت لأنقض بل لأكمل ، فإنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء و الأرض لا يزول حرف أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل " متى 5 :17-19 عن جابر بن عبد الله ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" مثلى و مثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل إبتنى بيتا فأحسنها وجملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون و يعجبهم البنيان فيقولون ، هلا وضعت هذه اللبنة ، قال : فأنا هذه اللبنة و أنا خاتم الأنبياء" أخرجه البخارى دعت كل الأديان السماوية إلى نفس المبادىء والقيم الأخلاقية النبيلة ، فلماذا يحاول أصحاب كل ديانة أو طائفة إثبات أنهم شعب الله المختار ؟ و لماذا يحاولون إلغاء نجاة أصحاب الديانات الأخرى و إحتكار الجنة لأنفسهم ؟ إن روح الوحدة والتجانس بين الأديان تعطى للإنسان نمو روحي وحكمة تجعله يلمس الروح الحقيقية لسماحة الأديان ، الوحدة فضيلة عظيمة و هى الأصل و كل الكتب السماوية تسعى لتحقيق هذه الوحدة و التعاطف فكل الناس من نسل آدم و لكل الناس نفس الجذور . تختلف الشرائع ، تتعدد اللغات ، تتبدل الإتجاهات و يبقى الحب الإلهى حاضرا فى القلوب إلى الأبد .... |
#2
|
||||
|
||||
![]() ما هو الإسلام الذى جاء به عمرو إلى مصر؟ (37)
![]() دخل الهدى و النور أرض مصر المباركة مهد الديانات 641م ، فما هى حقيقة هذا الإسلام الذى نشره بن العاص على أرض مصر ؟ جاء بإسلام يدعوا لحياة القلوب ، يدعوا لفطرة نقية تعمر بها الأرض ، يدعوا لتعايش سلمى بين البشر ، يدعوا لأعمال تصدقها الجوارح .... جاء بإسلام جوهره إيمان ونبضه يقين وروحه محبة صادقة .... جاء بإسلام يدعوا الناس إلى الصلاة ... إلى مناجاة الرب ، لإشتياق القلب إلى الوصل بالخالق للتزود بمدد من الطاقات الروحانية والشحنات النورانية ليستشعر المرء قمة عبوديته أمام المقام الإلهى الرفيع ، فتسجد الجوارح و يطمئن القلب و يسكن العقل وتخشع الروح . جاء بإسلام يدعوا إلى الصيام .... للتجرد من الذات و من الشهوات حتى يتذوق الإنسان لذة التقوى و الشعور بالشكر و الإمتنان فيعلوا مقام الخالق ويصغر ما سواه جاء بإسلام يدعوا إلى الحج .... لتعظيم شعائر الله فى القلوب ، لتطهير للنفوس ، للخضوع ، للإنابة ، للإستسلام ، لترك للشهوات و الماديات جاء بإسلام يدعوا إلى الزكاة ... لتزكية النفس من الأطماع ، من الإثرة والإستئثار لتتحرر طاقات الجود و السخاء جاء بإسلام يدعوا إلى الوضوء ... لطهارة النفس من الآثام و من الشهوات جاء بإسلام يدعوا إلى الدعاء ... للإفتقار إلى الخالق ، لإستشعار العبودية ، للملاذ ، للجوء ، للرجاء ... جاء بإسلام يدعوا إلى الذكر .... لإجلال الخالق ، لمحبته ، لتعظيمه فى القلوب لم يفتح عمرو مصر لينشر دين يدعوا لمفاهيم جامدة بل فتح مصر ليدخلها دين يدعوا لمكارم الأخلاق والرحمة و التعاطف و المحبة و الرقى و السمو الروحى و لنا فى رسول الله آسوة حسنة |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|