اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد محمود بدر
حضرة المواطن: يعني حضرتك عاوز تقول ببساطة وبلغة أفهمها؛ إن المشكلة في ضعف الموارد لمصر بالعملة الأجنبية، وإن الحل للمشكلة هو إن احنا نعمل علي تحسين السياحة ونزيل عقبات تحويلات المصريين من الخارج وإزالة معوقات الاستثمار وتشجيع أنشطة التصدير.
الأستاذ الجامعي: بالضبط.
- السياحة في مصر أمر غير مضمون ثباته مطلقاً وهذه حقيقة معلومة لدي كل المسئولين.
- وهل تتوقع أن يقوم المصريون بالخارج بالتحويل عن طريق البنوك رغم فارق السعر الكبير بين البنك وبين السوق السوداء؟
- ازالة معوقات الاستثمار : هو مؤتمر شرم الشيخ كان بمناسبة ايه بالضبط؟!!
حضرة المواطن: بس الأمور دي مالهاش علاقة بالبنك المركزي، ومعني كده إن أي إجراء بيعمله البنك المركزي لن يحل المشكلة.
الأستاذ الجامعي: هي دي المشكلة بالضبط... إجراءات البنك المركزي أشبه بمسكنات للآلام الاقتصادية لكنها ليست علاجا للمرض ذاته، والمرض هو ضعف الأداء الاقتصادي، وقصور تدفقات الموارد الأجنبية لشرايين الاقتصاد. أما ارتفاع سعر الدولار وانخفاض قيمة الجنيه فهو العرض وليس المرض. لن تحل المشكلة إلا بزيادة قدرتنا التصديرية، وإنتاج السلع البديلة، وتشجيع الصناعات المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية... بدون ذلك سيتطور المرض ويتحور إلي أن يؤدي إلي فشل وظائف الاقتصاد جميعها وتفاقم الأزمة الاجتماعية.
- توجد أمور في التصدير والاستيراد تقوم بها مصر ولا أفهمها ! مثلاً نحن نقوم بتصدير الأرز ( ذو الجودة العالية ) ونقوم باستيراد الأرز الرديء ! يعني حتي لما بننتج شيء جيد بنستخسره في الشعب المصري!!
- الصناعة المحلية هي اللي تشجع نفسها. انتج منتج جيد بسعر جيد ومناسب وحتماً سيكون تسويقه جيد جداً ( مثل الملابس الداخلية الرجالي )
- أين المستثمرون العرب ( من السعودية والامارات ) وكثرة الكلام عن المشروعات العملاقة التي سيتم تأسيسها في مصر؟!! كان كلام فنكوش كما هو المعتاد؟!!!
حضرة المواطن: إذا كنت حضرتك صح... أنا مش قادر افهم ليه البنك المركزي خلال السنوات اللي فاتت كان بيثبت سعر الدولار أمام الجنيه رغم أن ضعف الجنيه كان أمراً حتمياً نتيجة ضعف الأداء الاقتصادي وسوء حالة الاستثمار؟
الأستاذ الجامعي: البنك المركزي له وظيفة أساسية، هي الحد من ارتفاع أسعار السلع والخدمات، أعني ارتفاع أسعار السلع زي السكر والزيت وخدمات النقل إلي آخره، وذلك من خلال آليات السياسات النقدية. لذلك كان البنك المركزي يلجأ إلي تثبيت سعر الدولار حتي يقلل من أثر التضخم لأننا نستورد كل شيء تقريباً، وفي تقديري أن البنك المركزي أنفق خلال السنوات القليلة الماضية ما لا يقل عن 14 مليار دولار لدعم الجنيه والحد من التضخم، وكان يراهن علي عامل الوقت وقدرة الحكومات المتعاقبة لرفع كفاءة الاقتصاد وزيادة عوائد الاستثمار... وللأسف لم تحدث النتائج المتوقعة، وكان لاستمرار زيادة تثبيت سعر الدولار والجنيه تكلفة باهظة. فمن ناحية أولي كما ذكرت أنفقنا 14 مليار دولار دون جدوي، ومن ناحية ثانية لم تفلح هذه السياسات في الحد من التضخم، بل زاد التضخم إلي ما لا يقل عن 14%، ومن ناحية ثالثة فإننا بشكل غير مباشر صرنا ندعم المستهلك الأمريكي والأوروبي، ومن ناحية رابعة استمرار سياسة تثبيت السعر كانت تعني دعم السلع المستوردة الترفيهية أو غير الأساسية وذلك علي حساب السلع والخدمات الأساسية، ومن ناحية خامسة فإن تثبيت السعر بشكل غير واقعي عطّل حركة الاستثمار والتدفقات النقدية من الخارج لأن الجميع يعلم أن تحرير سعر الصرف قادم لا محالة.
- ليس ارتفاع سعر الدولار وحده هو سبب ارتفاع الأسعار في مصر. زيادة الكهرباء مثلاً ستزيد من الأسعار ( من سيتحمل فرق الفاتورة السابقة عن الفاتورة الحالية إلا المستهلك؟). ارتفاع أسعار البنزين والسولار يتسبب في زيادة الأسعار , وأيضاً المستهلك هو من يدفع مقابل هذه الزيادة !! فرض رسوم ودمغات وضرائب جديدة ( مثل قانون القيمة المضافة الذي يتم مناقشته في مجلس النواب ) يؤدي إلي زيادة الأسعار. والحمد لله الذي لا يُحمد علي مكروه سواه فمصر يتم بها كل ما من شأنه أن تزيد الأسعار دون أي مراعاة للمواطن البسيط !!!
حضرة المواطن: عاوز حضرتك تقوللي إن الحكومة والبنك المركزي ماكانوش عارفين المشاكل الناجمة عن تثبيت سعر الصرف؟
الأستاذ الجامعي: طبعاً كانوا عارفين وفاهمين كويس ومقدّرين، ولكن الخوف الأكبر كان إن التعويم أو تحريك السعر يؤدي إلي رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، وبالتالي تحدث آثار اجتماعية سلبية وحالة غليان في الشارع.
- تعويم الجنيه المصري هو أحد شروط صندوق النقد الدولي. وإذا كان المسئولون يخشون الأثار الاجتماعية السلبية وحالة الغليان في الشارع المصري حقاً , هل كانوا سيقومون بزيادة أسعار الكهرباء والتي ستزيد من الأسعار؟ هم بذلك يزيدون من حالة الغليان - فأين هي الخشية من حالة الشارع؟!! ولا يكتفون بذلك , بل سيقوم مجلس النواب بإقرار قانون القيمة المضافة لتزيد الأسعار أكثر وأكثر ! فأين هو هذا الخوف المزعوم؟!!!
حضرة المواطن: وإيه الجديد ما الوضع لم يتغيرحتي محافظ البنك المركزي منذ أسبوعين فقط قال إنه لن يحرك سعر الدولار، بل وضخ 500 مليون دولار منذ أسبوع لكي يدعم الجنيه ويمنع خفضه... إيه اللي خلي البنك المركزي يغير رأيه في يومين ثلاثة؟
الأستاذ الجامعي: سؤال محير!! ولكن عندك حق... أعتقد إنه... إنه... ربما تغيرت القناعة لدي القائمين علي البنكو وبدأوا يقتنعون أن سياسات تثبيت سعر الدولار لن تحقق الغرض منها، وأن الأفضل التعامل مع السياسات النقدية بمفهوم العرض والطلب وآليات السوق، فالسياسات السابقة لم تؤد إلي تحقيق الهدف منها، فالتضخم زاد، والتصدير تأثر سلبياً، والمصانع توقفت، والاستيراد تعطل، والاستثمار يُعاني، والسوق السوداء تضخمت، وسعر الدولار في السوق السوداء اقترب من عشرة جنيهات... فأعتقد أن القائمين علي إدارة شئون البنك المركزي أعادوا النظر في موقفهم.
- هذا يؤكد علي الفشل التام في إدارة الاقتصاد المصري.
حضرة المواطن: وهل تعتقد حضرتك أن هذا القرار الأخير للبنك المركزي بخفض قيمة الجنيه أصبح 8.95 مقابل الدولار بدلاً من 7.80 هيحل مشاكلنا؟
الأستاذ الجامعي أعتقد أنها خطوة علي الطريق الصحيح...وهذا القرار سيساعد في جذب الاستثمار المباشر، ويعطي قدر أكبر من الثقة في السياسة النقدية، وسيدعم الصادرات المصرية، ويقلل من الفجوة في السوق السوداء، وسيشجع تحويل أموال المصريين من الخارج إلي مصر. طبعاً له بعض المخاطر أهمها الأسعار، ولذلك يجب أن تحرص الحكومة علي توفير السلع الأساسية ودعمها خلال الشهرين القادمين للسيطرة علي الأسعار. ولكن كما قلت لك في البداية، وأختم بها قولي هنا... كل هذه مسكنات فلو لم نحل مشاكل الاستثمار والمصانع ونحسن قدرتنا التصديرية ستظل المشكلة كما هي.
- ولماذا يعمل المسئولين علي حل هذه المشاكل ومن يدفع فواتير فشلهم المتواصل هو المواطن البسيط؟!!
- أين ذكر حجم الفساد المستشري في كل أنحاء الدولة؟ أليس له أي علاقة؟!!
حضرة المواطن: ما زلت أشعر بأنه لا يزال هناك قدر من التخبط، ومع ذلك ربنا يوفق الحكومة والبنك المركزي لمصلحة الوطن.
|
لمصلحة الوطن ! ما هو مفهوم مصلحة الوطن بالنسبة للقائمين علي الحكم في مصر؟
هل من مصلحة الوطن التضييق علي حياة ومعيشة المواطنين بصورة متواصلة دون أدني شعور بحالة هؤلاء المواطنين؟!!
خالص تحياتي