"مراية الحب عميا".. ومرآة الكراهية أيضًا!

[ragb782]

"مراية الحب عميا".. ومرآة الكراهية أيضًا!

http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D...B6%D9%8B%D8%A7

محمود عبده


محمود عبده

اقرأ أيضا: ويسألونك عن المؤامرة
إنها طائرة يا صديقي
فيك الخصام.. وأنت النظام
الثائر البلاستيك
لم نفشل.. ولم ينجحوا


حين يكون التعاطي مع الشؤون العامة من منطلق عاطفي... وحين يتدخل الحب والكره في المواقف السياسية، من الطبيعي أن تجد:

ـ من يرفض التدخل "القطري" و"التركي" في الشؤون المصرية، باعتباره تدخلا في سيادة الدولة ومساسا بالاستقلال الوطني، في الوقت الذي يرحب فيه بالتدخل "السعودي" و"الإماراتي"، وأن يحاكم الرئيس المعزول بتهمة التخابر مع قطر، في الوقت الذي تتسرب فيه تسجيلات لكبار رجال النظام الحالي وهم يمدون السعوديين والإماراتيين بمعلومات حساسة متعلقة بالشأن المصري.

ـ من يرفض التفريط في سيناء، ويعتبره خيانة وبيعا لأرض الوطن، ويبرر في الوقت نفسه التنازل عن صنافير وتيران.

ـ من يرفض سياسة الاقتراض الخارجي في عهد "مرسي"، ويرحب بالسياسة نفسها أو يبررها في عهد "السيسي".

ـ من يصر على نفي صفة "الانقلاب" عن إطاحة "السيسي" بمحمد مرسي وحكومته في يوليو 2013، بما يعني رفضا أخلاقيا لفكرة "الانقلاب" على السلطات الحاكمة، واعتباره عملا شائنا، ويرحب الشخص نفسه بالانقلاب التركي، ويحزن على فشله!!

ـ من يرفض "***" و"سحل" "وتعرية" النظام التركي لخصومه السياسيين، ويعرب عن تألمه من تلك المشاهد، في الوقت الذي يبررها ويرحب بها إن حدثت لخصومه السياسيين في مصر، متذرعا في تلك الحالة بدعاوي الأمن القومي، وضرورة التصدي للمؤامرات على الوطن..

ـ من يعتبر العلاقات مع أهالي غزة "تخابرا" و"خيانة"، بينما العلاقات مع العدو الصهيوني "سياسة" و"دهاء"..

ـ من يعتبر الفرح بالموت "شماتة" و"سفالة أخلاقية" إذا كان المتوفى أو القتيل ينتمي لمعسكره السياسي، ولا يتردد في الفرح بالوفاة إذا كان المتوفى ينتمي إلى معسكر خصومه..

حين تغيب "المبادئ" عن التعامل مع الأحداث السياسية، تصبح كل الأمور نسبية، وقابلة للتأويل ويصبح كل شيء قابلا للتبرير، ولتتأكد من ذلك، جرب وأنت تتابع المعركة الدائرة في مصر بين مؤيدي "مرسي" و"السيسي" حول ما يجري في تركيا، أن تفترض أن "أردوغان" كان من داعمي "السيسي" مثل السعودية والإمارات، حينها ستجد مؤيدي مرسي يرحبون بـ"الانقلاب" بينما يدافع أنصار السيسي عن"الشرعية".