|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
شخص متدين لكن بدون اخلاق .. بل مجتمع اغلبه بدون اخلاق .. فكرة جديدة تماماً لعودة الاخلاق في الحلقة الخامسة من الإيمان و العصر
https://www.youtube.com/watch?v=mhJr...Qdcluz&index=5 |
#2
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]()
افتراضي الحياة اليومية فى ضوء الأخلاق القرآنية 1
![]() ![]() الحياة اليومية فى ضوء الأخلاق القرآنية القرآن الكريم هو كتاب الله الذى يتضمن الحلول المنطقية الكاملة لكل ما يحتاجه الانسان فى مختلف مجالات الحياة وتشير الآيتان الأوليان من القرآن الكريم الى أن الله سبحانه وتعالى تحدث عن كل ما يهم الإنسان قال تعالى : ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين وقال : " ما كان حديثا يُفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون" ويقول تعالى : " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين" ![]() المؤمن الحق هو الذى ينظم حياته وفقا لمقتضيات القرآن الكريم والمؤمن الحق يسعى الى تطبيق الآيات القرآنية فى حياته اليومية فكل عمل يقوم به منذ استيقاظه صباحا وحتى ساعة نومه يكون انعكاسا لتأثير الآيات القرآنية فكلامه وحركاته وسكناته كلها مستوحاة من الأخلاق القرآنية تلك الأخلاق العالية التى هى حلية المؤمن طوال حياته وقد جاء فى القرآن الكريم : "قل إنى هدانى ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وماكان من المشركين" ![]() يعتقد بعض الناس أن الدين مرتبط بأوقات معينة وعبادات معينة والحياة بالنسبة لهم زمنان :زمن للعبادة وزمن للأعمال الأخرى إذ أنهم لا يتذكرون الله والآخرة إلا عند أداء الصلاة والصوم أو الحج أما بقية الأعمال فهى اعمال دنيوية مختلفة لا علاقة لها بالدين فالحياة الدنيا حسب رأيهم هى تعب ومشقة هؤلاء الناس أبعد ما يكونون عن الأخلاق القرآنية فلهم حياتهم الخاصة وأخلاقهم الخاصة ولهم نظرة تتماشى وفق أهوائهم فهم لايفهمون المعانى الحقيقية للأخلاق القرآنية ![]() يؤمن الإنسان المسلم لنفسه حياة مختلفة عن بقية الناس لاتباعه الأخلاق القرآنية مبدأ ومنهاجا فإيمانه بالقضاء والقدر يبعث فيه الطمأنينة ويحميه من الخوف والقلق ويبعث فيه الأمل فى الحياة فلا يحس أبدا بالتشاؤم وتمنحه القوة لمواجهة مصاعب الحياة وينعكس ذلك على أقواله وأفعاله وقراراته وكل تصرفاته التى هى نتيجة حتمية لاعتماده الأخلاق القرآنية منهاجا لحياته يظهر ذلك عند سيره فى الطريق وعند طعامه وعند ذهابه للمدرسة وعند طلب العلم وعند العمل وعند ممارسة الرياضة وعند الحديث وعند مزاولة التجارة حتى فى الترفيه عندها يعى الانسان أن العيش ضمن التعاليم القرآنية تكليف وتشريف يجب تطبيقها بكل دقة سعيا الى مرضاة الله تعالى فى كل الأعمال والحرص على عدم الانحراف عن تلك الأخلاق القرآنية السامية ![]() الدين هو الأخلاق والوصايا والأحكام القرآنية القابلة للتطبيق فى جميع مجالات الحياة وهذا بلاشك هو الطريق القويم الذى إذا ما سار على نهجه الانسان فاز فى الدنيا والآخرة وحقق السعادة الكبرى قال تعالى : " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " ![]() إن العيش ضمن الأخلاق القرآنية يكوِّن فى الانسان ملكَة بعد النظر والعقل الراجح فيكون قادرا على التمييز بين الطريق السليم والخطأ وكلما التزم بالمنهج القرآنى اكتسب القدرة على التفكير العميق وتحليل الوقائع منطقيا بفضل هذه الصفات تسهل حياة الفرد ويسمو بنفسه لأنه حينها يكون مختلفا تماما عن الآخرين وهنا سنتناول الأعمال اليومية والأحداث التى يعيشها المسلم ملتزما بالأخلاق القرآنية فالطريق الوحيد لحياة خالية من الشك والقلق والخوف والحزن والكدر والعيش فى جو ملؤه الطمأنينة والسعادة هو التحرك ضمن الأخلاق القرآنية فى كل لحظة من لحظات الحياة ![]() ![]() وسنبدأ الجزء الأول : عند الاستيقاظ صباحا ![]() المؤمن الذى يهتدى بالأخلاق القرآنية يجدد إيمانه ويكشف الحقائق فمع مطلع كل يوم جديد يفتح الانسان عينيه ويرى النعم التى أسبغها الله عليه فيدرك أنه من الضرورى شكر هذا المنعم العظيم فنحن نفيق بعد ليلة كاملة من النوم ننفصل فيها عن العالم الموضوعى وقد لايتذكر الواحد منا سوى ثلاث أو خمس ثوان من الأحلام التى قد لاتتذكرها بتفاصيلها وخلال تلك الفترة الزمنية تنفصل الروح عن البدن فلحظات النوم إنما هى فى الحقيقة ضرب من ضروب الموت ولذلك قال تعالى : "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى" وقال : " وهو الذى يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى" هذه الآيات تشير الى أن الروح تنفصل عن الجسد أثناء النوم ثم تعود اليه ليبدأ الحياة من جديد إلى أن يأتى أجل الموت الحقيقى فتخرج الروح من الجسد تماما دون رجعة اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي اذن يفقد الانسان قسما كبيرا من وعيه بالوجود والشعور بما حوله من الأشياء أثناء النوم ويعود له ذلك الشعور كاملا عند الاستيقاظ وهذه حالة يجب على الانسان أن يفكر فيها باعتبارها معجزة من معجزات الله يأوى الانسان الى فراشه ليلا ويتمتع بنعمة النوم لكنه لا يضمن استيقاظه من الغد رغم خلاء جسمه من الأمراض ودون ان يتعرض الى أى كارثة طبيعية ولذلك على المؤمن أن يفكر فى ذلك كلما استفاق صباحا ويشكر الله على نعمة الحياة التى يهبه اياها مع مطلع كل صباح جديد وعليه استغلال الفرصة الجديدة للتقرب الى الله والفوز بجنته ![]() وذلك بأن يبدأ يومه بالدعاء الى الله ويقوم بالأعمال اليومية موقنا بأن الله يراقب أعماله وهو شاهد عليها فيسعى الى مرضاته ويحرص على تطبيق أوامره فيكون المؤمن بذلك قريبا من الله تعالى فتقل ذنوبه ويعى بأن الله يمتحنه فى هذه الدنيا وعلى أساس ذلك يختار أعماله وأقواله هكذا خلق الله الانسان ومنحه نعمه التى لا تحصى ولا تعد وعلى الانسان أن لا يغتر وعليه أن يتأكد بأنه لا أحد غير الله قادر على منحه تلك النعم قال تعالى : " قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون" لا ريب أن الله تعالى هو القادر على منح الانسان القدرة على النوم وهو القادر على ارجاع الحياة مع مطلع كل يوم جديد للتمتع بنعمة الحياة ![]() الذين يعون هذه الحقيقة يبدأون يومهم بإحساسهم أنهم قريبون من الله تعالى ويشعرون بالسعادة بفضل ما أنعم الله عليهم من النعم أما الجاحدون فإنه لا يمكنهم الوعى بقيمة هذه النعم ولا يستطيعون تذوق السعادة مثلما يتذوقها المؤمن الحق فهم عادة يقومون فى الصباح متثاقلين يودون البقاء فى فراشهم ويشعرون بالقلق لأنهم مقدمون على اعمال روتينية تبعث فيهم الملل لذلك يحرصون على التمتع بكل دقيقة فى النوم والراحة ![]() العديد من الناس ينهضون من النوم متوترى الأعصاب عبوسى الوجه وذلك ناتج من خلل فى ايمانهم إن المنكرين المحرومين من نعمة الايمان يدورون فى حلقة مفرغة منذ قيامهم صباحا حتى انتهاء يومهم لأنهم يغفلون عن حقيقة مهمة وهى أن يومهم ذاك ربما كان الفرصة الأخيرة التى يمنحها الله لهم للتوبة والرجوع الى طريق الحق انهم يحرصون على جمع المال وينسون هذه الحقائق المهمة وينصب حرصهم على البحث عن الشهرة ونيل اعجاب الآخرين إنهم يبدأون يومهم بنوع من اللامبالاة غافلين عن أن من واجبهم التفكير فى خالقهم الذى سوف يسألهم لا محالة عما قدمت أيديهم نعم إن كل يوم جديد هو فرصة عظيمة للتوبة والعودة الى الله والسعى فى ارضائه ![]() اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون علينا أن لا ننسى أن كل صباح يمكن أن يكون بداية نهاية كل انسان فعليه أن يبدأ يومه بالسعى الى مرضاة الله والقيام يالأعمال الصالحة ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]()
عند النظافة
![]() عند النهوض من النوم بلاحظ الانسان العديد من النغيرات فى جسمه وفى ذلك حكم عديدة فانتفاخ الوجه وتجعد الشعر والروائح الصادرة من الفم والجسم كل ذلك دليل على عجز الانسان وضعفه اثناء النوم اذن على كل انسان عند استيقاظه غسل اطرافه وتنظيف اسنانه ![]() انه منهج المسلم الذى اتخذ من القرآن طريقا فهو يشعر بالتواضع ويزداد قناعة بأن الكمال لله وحده والنقصان صفة انسانية كما يتأكد المؤمن كلما نظر فى المرآة أن امكانياته لا تسمح له بتحديد مظاهر جماله بل هى هبة من الله هكذا خلق الله فى عباده صفات النقص والعجز فجسم الانسان سريع الاتساخ وفى المقابل خلق الله للانسان الكثير من النعم التى تساعده على النظافة مثل الماء والصابون وعلمه طريقة استعمالها ![]() إن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا فالمؤمن الحق يستطيع اكتشاف الحكمة من خلق النعم الموجودة ولذلك يحمد الله ويشكره والمؤمن يحمد الله على نعمة النظافة ويشكره على ما منحه من وسائل التنظيف والمؤمن يعى جيدا أن النظافة جزء من الإيمان وهى طريق للتقرب من الله فالله طيب لا يقبل الا طيبا فبها ينال العبد مرضاة الله وثوابه "وثيابك فطهر والرجز فاهجر وهذا أمر لجميع المؤمنين بالالتزام بالطهارة ![]() وذكر الله الانسان بأنه منزل نعمة الماء : "وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان و ليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام" ![]() اذن فالماء هو العنصر الاساسى لنظافة الجسم وكل شئ فهو ينظف الأوساخ ظاهرها وباطنها ويزيل الشعور بالارهاق والقلق والحد من الأمراض وازالة الطاقة الكامنة التى تسبب وهن الجسم تلك الطاقة الغير مرئية ولكن محسوس بها مثل لسعة كهربائية نشعر بها عند لبس الصوف او نشعر بانتفاش الشعر فنتخلص من ذلك بتنظيف الجسم فنحس بالراحة مثلما يساهم طلوع الشمس بعد المطر فى بعث البهجة والفرحة فى القلوب لأن الماء يزيل كل تلك التراكمات الموجودة فى الجسم فالمؤمن يحرص على النظافة والاعتناء بنفسه لأن الله يحب الطاهرين وأهل الجنة هم الحريصون على النظافة : " كأنهم لؤلؤ مكنون " ... وبشرهم بأزواج "مطهرة" المؤمن الحق هو من يسعى الى بناء جنة على الأرض بتطبيق ما وعد به الله المؤمنين فى الجنة الحقيقية ولذلك يهتمون بنظافة اجسامهم ![]() وهناك بعض الناس يهتمون بالنظافة والتجمل فقط عندما يكونون فى محيط أناس آخرين ويهملونها فى أوقاتهم الأخرى فلا يغسل وجهه الى المساء ويبقى مبعثر الشعر والملابس ويتجول بملابس النوم ولا يرتب فراشه والأوانى مبعثرة هنا وهناك ![]() فهم يعيشون بهذا المنطق الخاطئ وتبقى نظافتهم خارجية ظاهرية وهمه الوحيد اخفاء أوساخه عن العيون فيرون أن الغسل وتغيير الفراش والملابس وترتيب المنزل فيه مضيعة للوقت ولا يقتربون من النظافة الا عند اكتشاف اوساخ ظاهرة للعيان ويكتفون عند البرد بغسل شعورهم ![]() وبعض النساء يذهبن الى الكوافير لغسل شعورهم وترتيبها ولا يرين بعدها حاجة الى غسله الا بفساد التسريحة ويخفين رائحة اجسادهم بالعطور القوية ولا يدرين أن تلك الروائح لا تزيد البدن الا وهنا وهناك أناس لا يعتنون الا بملابسهم الخارجية ولا يرون فى رائحة السجائر والأطعمة والعرق حرجا وليست سببا لغسل ثيابهم والعيش بهذا المنطق يسبب الأضرار للكبار والصغار وانتشار الأمراض المختلفة والعيش بهذا الوضع وفى أماكن متسخة تسبب أمراضا نفسية وبعد الناس عن الذوق السليم والجمال وحتى التفكير السليم حث الإسلام على صحة الأجسام وجمالها ونضرتها والعناية الفائقة بها، واعتبرها من صميم رسالته وذلك لأن أثرها عميق في تزكية النفس وتمكين الإنسان من النهوض بأعباء الحياة وقد بيَّن رسول الله أنَّ الرجل الحريص على نقاوة بدنه، ووضاءة وجهه، ونظافة أعضائه يُبْعَثُ على حاله تلك يوم القيامة ولا بد لكل مسم قبل البدء بالصلاة أن يتطهرُ تطهُرًا تامًا والتوضوء. كما كلَّف المسلم أن يغسل جسمه غسلاً جيدًا في أحيانٍ كثيرة فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وأوصي الإسلام بحسن المنظر: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ![]() ومن وسائل الإسلام للوقاية من الأمراض إيجابه قضاء الحاجة في أماكن معزولة؛ حتى لا تنتشر الأمراض والجراثيم، نظافة الأسنان والفم فمن السنن المؤكدة السواك فعلينا استخدام الفرشاة أو السواك والمضمضة أيضًا، نظافة الرأس بغسله وتمشيط الشعر وقصة وحلقه ![]() كل ذلك يضفي على المؤمن حسن الشكل والمظهر، [5] نظافة الثياب وترتيبها، [6] الاهتمام بالطيب والتعطر بالروائح العطرة، الاهتمام يكون أيضا بنظافة المساجد بيوت الله ونظافة الأماكن العامة ونظافة بيوتنا والاسلام حث المؤمنين على النظافة وأمرهم بالعناية بنظافة مأكلهم ومشربهم وملبسهم : "يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا " " يسألونك ماذا أُحِل لهم قل أُحِل لكم الطيبات" " ويُحِل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث" |
#6
|
||||
|
||||
![]() ![]() عند ارتداء الملابس ![]() عندما يختار ويرتدى المؤمن ملابسه تتجدد فى ذهنه أن الثياب نعمة من نعم الله الكثيرة التى أنعم بها على الالانسان وله فى ذلك حكم كثيرة ويستفيد كل الناس منها لكن المؤمنين الذين يعيشون فى رحاب الأخلاق القرآنية هم فقط من يعرفون أن ذلك من فضل الله فيشكرونه على أن كساهم والثياب من الخامات الطبيعية والتى تصنع كل لحظة مصدرها المخلوقات الحية التى خلقها الله لتكون فى خدمة الانسان ولو لم توجد هذه المخلوقات لما استطاع الانسان أن يكتسى ويستر نفسه وذلك قبل الثياب الصناعية ![]() ورغم هذه الحقائق نجد من الناس من ينكرها ونراهم لا يقدرون النعم التى أنعمها الله عليهم وربما يكون ذلك لتعودهم على وجودها منذ الصغر فنسوا أنها نعمة من نعم الله فخلق الله النعم فى الأرض من أجل الانسان فقط لشكره عليها ولذلك علينا النظر فى حكمة الله من خلق الثياب وفوائدها فالثياب تقينا من برد الشتاء وحر الصيف وغير ذلك مما يضر الجسم ![]() ولقد ذكرنا الله بأهمية الثوب والحكمة منه فى ستر العورة وحماية البدن : " يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذَّكرون" ![]() اذن فالثياب من أهم نعم الله علينا وهو لا يمكن الاستغناء عنه فنرى المؤمن الحق يحرص على اختيار اللباس اللائق النظيف وتلك وسيلة من وسائل التقرب من الله وشكره على نعمه والمؤمن لا يسرف ولا يصل للبذخ عند اختيار ملابسه استجابة لأمر الله تعالى : "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " والمؤمن وفق أخلاق الاسلام يحرص على نظافة ملابسه : " وثيابك فطهر والرجز فاهجر" ![]() كما أن لنا فى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ووصايا يجب الأخذ بها فى الملبس فقد وصفه الصحابة بأنه كان يلبس أحسن ما كان عنده وقد أمر الرسول الصحابة ناصحا اياهم باظهار نعمة الله عليهم لأن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عباده ![]() وذكر القرآن أن اللباس والحلى من نعم الجنة : "إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير" وقال : " يلبسون من سندس واستبرق متقابلين " وقال : "عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحُلُّوا آساور من فضة " ![]() فنلاحظ أن الله تعالى أنزل للإنسان لباسا من الحرير والصوف وأنزل الذهب والفضة لتكون زينة للانسان فى الدنيا وليجد مثلها فى الآخرة والمؤمن الحق سواء امتلك تلك الزينة أو لم يمتلكها فهذا حافز يجعله يفكر فى الجنة والفوز بها والمؤمن يبحث عن الحكمة من خلق الله لتلك الأشياء والنعم التى هى متاع الحياة الدنيا وغايته نعم الآخرة الابدية الغير زائلة ![]() يقول تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الأنهار يُحَلَّون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا" ![]() ![]() إن المؤمن الذى يعيش فى رحاب الأخلاق القرآنية يسعى من خلال الاهتمام بمظهره الى تحقيق غايات منها : عند اقامة علاقات مع الآخرين يحصل انطباع ايجابى بمظهره اللائق خاصة إذا كان داعية للأخلاق القرآنية فيحرص أن يكون نظيفا بشوشا ولا يفرط فى ارتداء الفاخر فهنا يقدم رسالة للآخرين تدل على حرصه على تطبيق الأوامر الإلهية فيكسب تقديرهم واحترامهم فالمؤمن يتخذ من الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة فهو دائما نظيف ومرتب سواء فى بيته أو فى مجتمعه معتنيا بنفسه ومحترم اللباس وغايته كسب مرضاة الله تعالى ![]() ![]() المؤمن الذى منحه الله ملكة التفكير والتأمل يعرف جيدا عند فطوره أن كل النعم والمأكولات التى خلقها الله هى إشارات لدعوة الناس للحمد والشكر فالنار التى نستخدمها لطهى الطعام سببا للعديد من الأضرار ويمكنها التهام كل شئ ![]() لكنها أيضا ضرورية لطهى الطعام لكى يكون صالحا للأكل وهى ضرورية لصنع العديد من المنتجات الاستهلاكية ولذلك هى نعمة كبيرة فالنار شأنها شأن بقية النعم الأخرى مسخرة لاستخدام الانسان ![]() قال تعالى : وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون" والنار أيضا مصدر تذكير بعذاب جهنم أعدت للكافرين وهى التى وصفها الله تعالى فى آياته : "يوم هم على النار يفتنون" "تلفح وجوهم النار وهم فيها كالحون" "ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا" فالمؤمن الصادق يزداد خوفا من الله كلما تذكر عظمة نار جهنم ![]() وكل نوع من الأطعمة له فائدة خاصة وكل له طعمه ورائحته وقيمته الغذائية ولونه الخاص به ![]() وكل نوع نعمة كبيرة لتغذيته الانسان بما يحتاجه من العناصر الأساسية ولكى نعيش حياة سليمة علينا أن ننظم غذاءنا بتناول الأطعمة بشكل منتظم لسد حاجتنا الغذائية والشعور بلذة تلك النعم ومن اللحظة الأولى لاستقبال الحياة تصبح تلك النعم فى متناولنا وتحت تصرفنا ![]() غير أن أكثر الناس ينسون حقيقة هذه النعم ويتعاملون معها تعاملا خاليا من أى روح رغم مافيها من جمال ونفع وبالتالى تغيب عن أذهانهم القيمة الحقيقية لهذه المخلوقات ولو تأملوا فيها تأملا ممتزجا بالايمان لعلموا أن لها فوائد مختلفة وعظيمة وكل واحدة من هذه المخلوقات تعد بحد ذاتها معجزة من المعجزات ![]() ومثال ذلك عسل النحل : فهو مادة عظيمة النفع تصنعها حشرة صغيرة لا يتعدى حجمها بضع جرامات وللعسل فوائد غذائية وطبية ففيه الفيتامينات والمعادن وغيرها وقد ذكر القرآن الكريم فوائد العسل فقال : "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون" ![]() إذا تفكر المؤمن فى كيفية صنع العسل اكتشف معجزة خلقه واقتنع بلا شك أنه من المستحيل أن يتحول ما تأكله النحلة من رحيق الأزهار الى عسل بمجرد المصادفة العمياء وبذلك يزداد تقربا من الله تعالى ويحصل عنده يقين بأن النحلة تطيع الله فى عملها وتنجز ما يلهمها الله اياها فى اتقانها ومثابرتها ![]() كل ذلك أوجده الله لفائدة الانسان فالأغذية الحيوانية كلها نعمة من عند الله وتنبهنا الآيات الى ذلك : "إن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون" فتتحدث عن فوائد ما تحمله الحيوانات فى بطونها فالأبقار تأكل الحشائش وتشرب الماء فيذهب الى الأوعية الدموية وبعضها يذهب ويخرج كفضلات ![]() ومن كل هذا يخرج سائل أبيض ناصع نظيف له رائحة طيبة وفوائد جمة للإنسان وهو اللبن ![]() أليس هذا معجزة؟ فالحليب يتكون من أنفع المواد لصحة الانسان فعلم الله وسع كل شئ أخرج من المرعى الأخضر لبنا أبيض بفضل النظام اللامتناهى فى الدقة الموضوع فى جسم البقرة فيقول تعالى : " وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين" ![]() والبيض أيضا منتج من منتجات الحيوان وكثير الفائدة وله قيمة غذائية عالية تبيضه كل يوم دجاجة لا حول لها ولا قوة ![]() وعندما يفكر المؤمن كيف تكون السائل بداخلها ويمعن فى دقة صنعها يزداد دهشة أمام قدرة الله وكمال عظمته ![]() والشاى أحد مكونات الفطور نباتى تمر أوراقه بمراحل مختلفة حتى صورته النهائية ![]() ![]() كما تخرج من الأرض مئات الأنواع من الأعشاب خلقها الله رحمة بعباده فيها الغذاء وفيها الشفاء "وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه" ![]() فالله خلق النعم الكثيرة اللامحدودة رزقا للعباد واختبارا لهم بالفقر والغنى والفائزون هم المؤمنون الصادقون أصحاب الأخلاق العالية فمن الناس من تجد على موائده شتى أنواع الأطعمة والمؤمن الصادق من يعرف أن من مظاهر شكر النعمة عدم الاسراف فى الطعام ![]() فبدلا من تكدسها وذهاب بعضها الى القمامة يكتفى بما يكفيه شاكرا الله على أنعمه ![]() فالمؤمن لا يبطر ولا يتكبر إن كان غنيا ولا ييأس أو يقنط إن كان فقيرا ![]() ![]() فهو يعى جيدا أن هذه الدنيا هى اختبار له وكل ما عليها ومن عليها فان يقول تعالى : " ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون" فالذى يعيش فى ضوء الأخلاق القرآنية يتخذ من النعم سبيلا للتقرب الى الله والتمسك بايمانه ويحمد الله على تلك النعم وإن كانت قليلة لأن الله وعد المؤمنين الصادقين الشاكرين بمزيد من الخير والرزق ![]() أما المنكرون لهذه النعم فجزاؤهم العذاب الشديد قال تعالى : " لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد" ![]() وكذلك خلق الله فينا أعضاء مختلفة لأكل تلك الأطعمة فالفم يقوم بوظائف من أجل تناول الطعام فالشفتين والأسنان واللسان والبصاق وملايين الخلايا كلها تعمل فى آن واحد فى انسجام صارم دون أى تقصير فالأسنات تقطع الطعام واللسان يضع الطعام تحت الأسنان لمضغها والشفتان هى السد المنيع ضد افلات الطعام من الفم ونجد أن الأسنان صفت بشكل يتوافق مع دورها ووضعت فى مكان ثابت وحجم ثابت مما ييسر لها العمل ولاشك أنه من المستحيل أن تقوم تلك الأعضاء بتلك الأعمال الا من خلال عمل غاية الدقة والروعة وأن كل عضو خلق لغاية ووظيفة محددة ودقيقة ![]() إن صانع ذلك الابداع وذلك النظام المتكامل هو الله تعالى الذى له ملك السموات والأرض "وخلق كل شئ فقدره تقديرا" ![]() وجدير بالذكر أنه بفضل هذا النظام يمكن التمييز بين رائحة وطعم مختلف الاطعمة اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي فحاسة الشم والتذوق تصاحبان الانسان طول العمر دون توقف أو تقصير وقد اكتسبها الانسان بالغريزة دون جهد منه فبغياب التذوق لن يبقى أى معنى لأنواع الأطعمة والأشربة وتصبح الحلويات واللحوم والأسماك والخضروات والمشروبات كأنها صنف واحد فحاسة التذوق خلقها الله نعمة للإنسان وهو جزء من نظام الحفاظ على الصحة والسلامة والمتعة ![]() قال تعالى : " الله الذى جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناءا وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين" وقال : " وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون" ويعيش بعض الناس فى رفاهية ويشبعون جميع رغباتهم ولكنهم يغفلون عن شكر الله على هذه النعم وأنهم سيحاسبون فى الآخرة وسيسألون عما اذا كانوا من الشاكرين أو من الناكرين لنعم الله والمؤمن مكلف بأمانة الحفاظ على نعمة البدن وعليه الحفاظ على النعم التى رزقه الله اياها فالجسم السليم قادر على القيام بأعمال الطاعة فيجب تغذية الجسم وتجنب المضار فالمؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف ![]() وتنشيط الأعضاء يحتاج الى مادة التوكسيت والتى تأتى من الماء الذى يهمل شربه بعض الناس ويسبب غياب هذه المادة الى الارهاق والنحافة فيجب الاعتناء بشرب الماء ![]() فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه دعا بعد أن شرب ماءا قائلا : الحمد لله الذى جعل هذا الماء عذبا زلالا ولم يجعله مالحا أجاجا ![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]()
هل انت مبدع ؟ هل انت منجز؟ هل انت متعايش؟ تعرف على أخلاق الإنطلاق لتصل لأهدافك شاهد اليوم في الحلقة السادسة من #الإيمان_والعصر
http://bit.ly/1ddUSTk |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|