|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#16
|
||||
|
||||
اقتباس:
شرّفني وأسعدني جداً جداً مرورك الجميل والغالي عليا يا هنود
ربنا يبارك فيكِ
__________________
|
#17
|
||||
|
||||
- وقيل: وكلّم رَجُلٌ سُقْرَاط بكلام أَطَالَه، فقال: "أَنْسَاني أول كلامك طول عهده، وفارق آخره فهمي لتفاوته". - وقيل: تكلّم أربعة مِن الملوك بأربع كلمات كأنما رُمِيْت عن قوس واحد: قال كِسْرَى: "أنا على رَدّ ما لم أقل أقدر مني على رَدّ ما قلت"؛ وقال قَيْصَر: "لا أندم على ما لم أقل، وقد ندمت على ما قلت"؛ وقال مَلِك الهِنْد: "إذا تكلّمتُ بكلمة مَلَكَتني، وإن كنتُ أملكها"؛ وقال مَلِك الصّين: "عاقبة ما قد جرى به القول أشدّ من النّدم على ترك القول". - وقال بعضهم: "مِن حَصَافَة الإنسان أن يكون الاستماع أحبّ إليه مِن النُّطق، إذا وجد مَن يَكْفِيه، فإنه لن يُعدَم الصَّمت؛ والاستماع سَلاَمة، وزيادة في العِلْم. - وقال بعض الحكماء: "مَن قَدَر على أن يقول فيُحسِن، فإنه قادر على أن يَصْمُت فيُحسِن". - وكان يقال: "يَنْبَغِي للعَاقِل أن يحفظ لِسَانه كما يحفظ مَوْضع قَدَمِه، ومَن لم يحفظ لِسَانه فقد سَلَّطه على هَلاَكه". - وكان يقال: "مَن سَكَت فَسَلِم كان كَمْن قَال فَغَنِم". *********
__________________
|
#18
|
|||
|
|||
صدقت اخي الفاضل
يأتي علي الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء : تسعة منها في اعتزال الناس و العاشرة في الصمت اشكرك اخي الكريم
__________________
Minds, like parachutes, only work when opened
|
#19
|
||||
|
||||
اقتباس:
سعدت وشرفت بمرورك الكريم أخي العزيز
خالص شكري وتقديري لحضرتك يا مستر
__________________
|
#20
|
||||
|
||||
(5) مَحَاسِنُ كِتْمَان السِّرِ قال الجاحظ: - قال مُعَاوِيَةَ، رضي الله عنه: "مَا أَفْشَيْتُ سِرَّي إلى أَحَد إِلاّ أَعْقَبَنِي طُول النَّدَم، وشِدَّة الأَسَف، ولا أَوْدَعتُه جَوَانِح صَدْرِي فَحَكَمْتُه بين أَضْلاَعِي، إِلاَّ أَكْسَبَنِي مَجداً وذِكْراً، وسَنَاءًا ورِفْعَةً". - وكان يقول: "ما كنتَ كَاتِمَه مِن عَدُّوك فَلا تُظْهِر عليه صديقك". - وقال عَبْدُ المَلِك بْنُ مَرْوَان لِلشَّعْبِيِّ، لمّا دَخَل عليه: "جَنِّبني خِصَالاً أربعاً: لا تُطْرِيني في وَجْهِي، ولا تُجْرِينّ عليَّ كَذِبة، ولا تَغْتَابنّ عندي أَحَداً، ولا تُفْشِينّ لي سِرًّا". - وكان المَنْصُورُ يقول: "المَلِكُ يحتمل كل شيء من أصحابه إلّا ثلاثًا: إِفْشَاء السِّرّ، والتَّعَرُّض لِلْحُرُم، والقَدْح في المَلِك". - وكان يقول: "سِرَّك مِن دَمَّك .. فانظر مَن تَمَلَّكه". - وكان يقول: "سِرَّك لا تُطْلِع عليه غيرك، وإن مِن أَنفذ البَصَائِر كِتْمَان السِّرّ حتى يُبْرَم المَبْرُوم". - وقِيْلَ لِأَبِي مُسْلِمٍ: "بِأَي شيء أَدركتَ هذا الأمر؟! قال: اِرتَدَيْتُ بِالكِتْمَان، واتَّزَرْتُ بِالحَزْمِ، وحَالَفْتُ الصَّبْر، فَأَدركتُ طَلِبَتِي، وحُزْتُ بُغْيَتِي". - وكان يُقَال: "لِكَاتم سِرّه مِن كِتْمَانه إحدى فَضِيلتَين: الظَّفَر بحاجته والسَّلامَة مِن شَرّه، فمَن أَحسَن فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ تَعَالَى وله المِنَّة عليه، ومَن أَسَاء فليستغفرِ اللهَ تعالى". - وقال بعضهم: "كِتْمَانُك سِرَّك يُعْقِبُك السَّلامَة، وإِفْشَاؤُك سِرَّك يُعْقِبُك النَّدَامَة، والصَّبر على كِتْمَان السِّر أَيْسَر مِن النَّدم على إِفْشَائِه". - وقال بعضهم: "ما أَقْبَحَ بالإنسان أن يخاف على ما في يده من اللُّصُوص فَيُخْفِيه، ويُمَكِّن عَدِوّه من نَفْسِه بِإظْهَاره ما في قَلْبِه مِن سِرّ نَفْسِه وسِرّ أَخِيهِ". *********
__________________
|
#21
|
||||
|
||||
(6) مَحَاسِنُ المَشُوْرَةِ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}. (سُورَة الشُّورَى: آية رقم 38)؛ أَيْ: لَا يُبْرِمُونَ أَمْرًا حَتَّى يَتَشَاوَرُوا فِيهِ، لِيَتَسَاعَدُوا بِآرَائِهِم فِي مِثْلِ الحُرُوبِ ومَا جَرَى مَجْرَاهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}. (سُورَة آل عِمْران: آية رقم 159)؛ ولِهَذا كَانَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، يُشَاوِرُهُم فِي الحُرُوبِ ونَحْوِهَا، لِيُطَيِّبَ بِذَلِكَ قُلُوبَهُم. وهَكَذَا لَمَّا حَضَرَتْ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الوَفَاةُ حِينَ طُعِنَ، جَعَلَ الأَمْرَ بَعْدَهُ شُورَى فِي سِتَّةِ نَفَرٍ، وهُمْ: عُثْمَانُ، وعَلِيٌّ، وطَلْحَةُ، والزُّبَيْرُ، وسَعْدٌ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، فَاجْتَمَعَ رَأْيُ الصَّحَابَةِ كُلِّهِم عَلَى تَقْدِيمِ عُثْمَانَ عَلَيْهِم، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم. (تفسير ابن كثير/ 7/ 211)--------- قال الجاحظ: - قيل: "إذا استُشِرتَ فَانْصَح، وإذا قَدَرتَ فَاصْفَح". - وقيل: "مَن وَعَظ أَخَاه سِرًّا زَانَه، ومَن وَعَظه جَهْراً شَانَه". - وقال آخر: "الاعتصام بالمَشُورَة نَجاة". - وقال آخر: "حُسْن المَشُورَة مِن المُشِير قضاء حق النّعمة". - وقال آخر: "نِصف عَقْلك مع أخيك، فاستشره". - وقال آخر: "إذا أراد اللهُ لعبد هَلاكاً أهلكه برأيه" - وقال آخر: "المَشُورَة تُقَوّم اعوجاج الرّأي". - وقال آخر: "إيّاك ومَشُورَة النِّسَاء، فإن رَأْيهنّ إلى أَفَنٍ، وعَزْمهنّ إلى وَهَنٍ". *********
__________________
|
#22
|
||||
|
||||
(7) مَحَاسِنُ الشُّكْرِ - قال اللهُ تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}. (سورة إبراهيم – آية: 7) - وقال تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}. (سورة النساء – آية 147) - وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}. (سورة لقمان – آية: 14) - وعَنْ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ/ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَت: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ (تَتَشَقّق) رِجْلَاهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَصْنَعُ هَذَا، وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا». رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ --------- قال الجاحظ: - قال أَمِيرُ المُؤْمِنين/ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِي اللهُ عَنه: "المعروف يَكْفُر مَنْ كَفَره، لأنه يَشكُرك عليه أَشْكَر الشّاكِرين". - وقال الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ: "مَن أَحبّ الازدياد من النِّعَم فليشكُر، ومَن أَحبّ المنزلة فليَكُف، ومَن أَحبّ بقاء عِزّه فليُسقِط دالته ومكره". - وقال عَلِيُّ بنُ عُبَيْدَةَ الرَّيْحَانِيُّ: "مِن المَكَارم الظّاهِرة، وسُنَن النّفس الشّريفة، تَرك طلب الشُّكر على الإحسان، ورَفْع الهِمَّة عن طلب المكافأة، واستكثار القليل من الشُّكر، واستقلال الكثير مما يُبْذَل مِن نَفْسِه". - وقال كِسْرَى أنُو شروان: "المُنْعِم أَفضَل مِن الشّاكِر، لأنّه جعل له السّبيل إلى الشُّكْر". - وقال بعض الحُكَماء: "صُنْ شُكْرَكَ عَمَّنْ لا يَستحِقّه، واسْتُر مَاء وَجْهِك بالقَنَاعَة". - وقال بعض الحُكَماء: "عِنْد التّراخِي عن شُكْر النِّعَم تَحِلُّ عَظَائِمُ النِّقَم". - وقِيْل: "نِسْيَان النِّعمَة أَوَّل دَرَجَات الكُفْر". - واخْتَصَر حَبِيْبُ بنُ أَوْسٍ الطَّائِيُّ هذا في مِصْرَاع واحد فقال: "لَهَانَ عَلَيْنَا أَنْ نَقُول وتَفْعَلا". *********
__________________
|
#23
|
||||
|
||||
(8) مَحَاسِنُ الصِّدْقِ - قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}. (سورة التوبة: آية 119) - وقَالَ تَعَالَى: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ}. (سورة محمد: آية 21) - وقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: «إِنَّ الصَّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ ليصْدُقُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً، وإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفجُورِ وَإِنَّ الفجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً». رواه البخاري ومسلم --------- قال الجاحظ: - قال بعض الحكماء: "عليك بالصِّدق، فما السّيف القاطع في كَفّ الرّجُل الشُّجاع بأعزّ مِن الصِّدق؛ والصّدق عِزّ وإن كان فيه ما تَكْره، والكَذِب ذُلّ وإن كان فيه ما تحب؛ ومَن عُرِف بالكَذِب اتُّهِم في الصِّدق". - وقال ابْنُ السَّمَّاكِ: «ما أَحْسِبُنِي أُؤجَر على تَرك الكَذِب، لأني أتركه أَنَفَة". - وقال آخر: "لو لم يترك العاقل الكَذِب إلا مُرُوءَةً لكان بذلك حقيقًا، فكيف وفيه المَأْثم والعَارّ؟" - وقال الشَّعْبِيُّ: "عليك بالصِّدق حيث ترى أنه يَضُرّك فإنه يَنفعُك، واجتنِب الكَذِب حيث ترى أنه يَنفعُك فإنه يَضُرّك". - وقال بعضهم: "الصِّدق عِزّ والكَذِب خُضُوع». *********
__________________
|
#24
|
||||
|
||||
- وقال بعضهم: "الصِّدق عِزّ والكَذِب خُضُوع».
أحسنت يا مستر " حاتم " ^^ |
#25
|
||||
|
||||
اقتباس:
تسلمي يا هنود لمتابعتك الجميلة دية
__________________
|
#26
|
||||
|
||||
(9) مَحَاسِنُ المَوَدَّةِ - قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ابذل لصديقك كل مودّة، ولا تطمئن إليه كل الطمأنينة، وأعطه كل المواساة، ولا تفشِ إليه كل الأسرار". - وقال العباس بن جرير: "المودّة تعاطف القلوب، وائتلاف الأرواح، واَنَس النفوس، ووَحْشَة الأشخاص عند تنائي اللقاء، وظهور السّرور بكثرة التزاور، وعلى حسب مُشاكلة الجواهر يكون الإنفاق في الخِصال". - وقال بعض الحكماء: "ليس للإنسان تنعُّم إلاّ بمودّات الاخوان". - وقال آخر: "الازدياد من الاخوان زيادة في الآجَال وتَوفِير لحُسْن الحَال". - وقيل: "عاشر الناس معاشرة إن عشتَ حنوا إليك، وإن مِتَ بكوا عليك". - وكان يقال: "أعجز النّاس مَن فرّط في طلب الاخوان". *********
__________________
|
#27
|
||||
|
||||
(10) مَحَاسِنُ الصُّحْبَةِ - قيل: قال عَلقمة بن لَيث لابنه: "يا بني، إن نازعتك نفسك إلى الرجال يوماً لحاجتك إليهم فاصحب مَن أن صحبته زانك، وإن تخففت له صانك، وإن نزلت بك مؤونة مانك، وإن قلت صدّق قولك، وإن صلت شدّد صولك، اصحب مَن إذا مددت إليه يدك لفضل مدّها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن بدت منك ثلّة سدّها، واصحب مَن لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائف ولا يخذلك عند الحقائق". - وقال آخر: "أصحب مَن خولك نفسه وملكك خدمته وتخيرك لزمانه، فقد وجب عليك حق وذمامه". - وكان يقال: "مَن قبل صلتك فقد باعك مروءته وأذل لقدرك عزه". - وقال بعضهم لصاحبه: "أنا أطوع لك مِن اليد وأذل مِن النّعل". - وقال بعضهم: "إذا رأيت كلباً ترك صاحبه وتبعك فارجمه، فإنه تاركك كما ترك صاحبه". - وقال ابن أبي داود لرَجُل انقطع إلى محمد بن عبد الملك الزّيّات: "ما خبرك مع صاحبك؟! فقال: لا يقصر في الإحسان إلي. فقال: يا هذا إن لسان حالك يكذب لسان مقالك". *********
__________________
|
#28
|
||||
|
||||
يسلموووووو مستر حاتم
خالص التحية والتقدير |
#29
|
||||
|
||||
خالص التحية والتقدير لحضرتك استاذة/ رولا على المرور الجميل والكلمات الأجمل
__________________
|
#30
|
||||
|
||||
(11) مَحَاسِنُ الوَفَاءِ - قِيل في المثل: "أَوْفَى مِن فُكَيْهَةُ"؛ وهي امرأة من بَنِي قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ، كان من وفائها: أن "السُّلَيْك بْن السُّلَكَة" عزا بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ، فلم يجد غفلة يلتمسها، فخرج جماعة من بَكْرٍ فوجدوا أثر قدم على الماء، فقالوا: إن هذا الأثر قدم ورد الماء، فقصدوا له، فلما وافى حملوا عليه، فَعَدَا حتى وَلَج قُبّة فُكَيْهَة فاستجار بها، فأدخلته تحت درعها، فانتزعوا خمارها، فنادت إخوتها، فجاءوا عشرة، فمنعوهم منها. قال: وكان سُلَيْكٌ يقول: كأني أجد خشونة شعر استها على ظهري حين أدخلتني تحت درعها. - ويُقَال أيضاً: "هو أَوْفَى مِن أُمِّ جَمِيلٍ"، وهي: مِن رَهْطِ ابْنِ أَبي بُرْدَةَ من دَوْسٍ، وكان من وفائها: أن هِشَامَ بْنَ الوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ المَخْزُومِيَّ قـتـل رَجُلاً من الأَزْد، فبلغ ذلك قومه بالسراة، فوَثَبُوا على ضِرَارِ بْنِ الخَطَّابِ الفِهْرِيِّ ليقـتـلـوه، فَعَدا حتى دخل بيت أُمِّ جَمِيلٍ وعَاذَ بها، فقامت في وجوههم ودعت قومها، فمنعوه لها؛ فلما وَلِيَ أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه، ظنت أنه أخوه فأتته بالمدينة، فلما انتسبت له عرف القصة، فقال: إني لست بأخيه إلا في الإسلام، وهو غاز وقد عرفنا مِنَّتَك عليه". وكَافَأها على صَنِيعَها ذاك. - ويُقَال: "أَوْفَى مِن السَّمَوْأَلِ بْنِ عَادِيَا"، وكان من وفائه: أن امْرِأَ القَيْسِ بنِ حُجْرٍ لما أراد الخروج إلى قَيْصَر استودع السَّمَوْأَلَ دُروعًا له، فلما مات امْرِؤُ القَيْسِ غزاه ملك من ملوك الشام، فَتَحرّز منه السَّمَوْأَلُ، فأخذ الملك ابناً له خارج الحِصن وصاح: يَا سَمْوْأَلُ، هذا ابنك في يدي، وقد علمتَ أن امْرِأَ القَيْسِ ابن عمي وأنا أحق بميراثه، فإن دفعت إليَّ الدروع وإلا ذبـحـتُ ابنك. فقال: أَجّلني. فَأَجلّه، فجمع أهل بيته فَشَاورهم، فكلهم أشاروا بدفع الدُّروع وأن يستنقذ ابنه. فلما أصبح، أَشْرَف عليه وقال: ليس لي إلى دفع الدُّروع سبيل، فاصنع ما أنت صانع!! فـذبـح الملِك ابنه، وهو ينظر إليه، وانصرف الملِك، ووَافَى السَّمَوْأَلِ بالدُّروع في المَوْسِم فدفعها إلى ورثة امْرِؤُ القَيْسِ. - ويُقَال: "أَوْفَى مِن الحَارِثِ بْنِ عُبَادٍ"، وكان من وفائه: أنّه أَسَر عَدِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ ،ولم يعرفه، فقال له: دُلّني على عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ ولك الأَمان، فقال: أنا آمن إن دَلَلتُك عليه. قال: نعم. قال: فأنا عَدِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ؛ فَخَلاَّهُ. - ويُقَال: "أَوْفَى مِن عَوْفِ بْنِ مُحَلِّمٍ"، وكان من وفائه: أن مَرْوَانَ القُرَظَ عزا بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ، ففضوا جيشه وأَسَره رجل منهم -وهو لا يعرفه- فأتى به أُمّه فقالت: إنك تختال بأسيرك كأنك جئت بمَرْوَانِ القُرَظِ! فقال لها مَرْوَانٌ: وما تَرجِين مِن مَرْوَانٍ؟! قالت: عِظَم فِدَائِه. قال: وكم تَرجِين مِن فِدَائه؟ قالت: مِائَة بَعِير. قال مَرْوَانٌ: لَكِ ذلك، على أن تَرُدِّيني إلى خُمَاعَة بِنْتِ عَوْفِ بْنِ مُحَلِّمٍ. قالت: ومَن لي بالمائة؟! فأخذ عُوداً من الأرض، وقال: هذا لَكِ! فَمَضت به إلى عَوْفٍ، فاستجار بخُمَاعَةَ ابْنَتَهُ، فبعثت به إلى عَوْفٍ، ثم إن عَمْرَو بنَ هِنْدٍ بعث إلى عَوْفٍ أن يأتيه بمَرْوَانٍ، وكان واجداً عليه في شيء، فقال عَوْفٌ لرسوله: إن خُمَاعَةَ ابْنَتِي قد أَجَارَته. فقال: إن الملِك قد آلَى أن يعفو عنه ويَضَع كَفّه في كَفّه. فقال عَوْفٌ: يَفْضُل ذلك على أن تكون كَفّي بين أيديهما. فأجابه عَمْرٌو إلى ذلك، فجاء عَوْفٌ بِمَرْوَانٍ فأدخله عليه، فَوَضَع يده في يده ووضع يده بين أيديهما، فعَفَا عنه. - ومنهم الطَّائِيّ صَاحِب النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ، وكان من وفائه: أن النُّعْمَانَ ركب في يوم بُؤسه، وكان له يومان: يوم بُؤس، ويوم نَعيم ... لم يلقه أحد في يوم بُؤسه إلا قـتـلـه، ولا في يوم نَعيمِه إلا حَبَاه وأَعطَاه؛ فاستقبله في يوم بُؤسه أَعْرَابي مِن طَيْءٍ، فقال: حَيَّا اللهُ المَلِكَ، لِي صِبْيَة وصِغَار لم أُوْصِ بهم أحداً، فإن رأى المَلِك أن يأذن لي في إتيانهم، وأُعطِيَه عَهْد اللهِ أن أرجع إليه إذا أَوْصيتُ بهم حتى أضع يدي بين يديه. فَرَّق له النُّعْمَانُ وقال له: لاَ، إلاّ أن يَضْمَنك رجل مِمَنْ مَعَنَا، فإن لم تأتِ قـتـلـنـاه. وكان مع النُّعْمَانِ شَرِيْكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيْلٍ، فنظر إليه الطَّائِيُّ وكَلَّمَه، فقال شَرِيْكٌ: هو عَلَيَّ، أَصْلَحَ اللهُ المَلِكَ. فَمَضَى الطَّائِيُّ وأَجَّل لَه أَجَلاً يأتي فيه، فلما كان ذلك اليوم، أحضر النُّعْمَانُ شَرِيْكاً، وجعل يقول له: إنّ صَدْرَ هذا اليوم قد وَلَّى، وشَرِيْكٌ يقول: ليس لك عَلَيَّ سَبِيل حتى نُمْسِي، فلمّا أَمْسَوا أقبل شَخْصٌ والنُّعْمَانُ يَنظر إلى شَرِيْكٍ، فقال شَرِيْكٌ: ليس لك عَلَيَّ سَبِيلٌ حتى يَدنوَ الشَّخْص فَلَعلّه صَاحِبي، فبينما هما كذلك أقبل الطَّائِيُّ، فقال النُّعْمَانُ: واللهِ، ما رأيتُ أَكرم مِنْكُما! وما أدري أَيُّكما أكرم؟! أهذا الذي ضَمِنَك -وهو المَوْت- أَم أَنت، وقد رَجعتَ إلى الـقـتـل؟! واللهِ، لا أكون إلاّ أكرم الثلاثة. فأطلقه، وأمر برفع يوم بُؤْسه. *********
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|