|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
المنهج الوسطى
[frame="13 98"]المنهج الوسط هو شرع الله، وكتاب الله، وسنة رسول الله، فمن حاد عن الشرع لهواه ضاقت به الأرزاق، ولم يتحمله ما قُدِّر له من أقوات، ويريد أن ينفذ ما في هواه فيعجز رصيده من الرزق عن تنفيذ ما يريده لأنه مخالف لشرع الله، فيحيد عن الطريق المستقيم؛ تارة يغش، وتارة يسرق، وتارة يكذب، وتارة ينصب، وتارة يتحايل، وتارة يزوغ، وتارة يروغ لأنه يريد ما لا يريده الله عزَّ وجلَّ له ولأولاده وبنيه، فقد قدّر الله عزَّ وجلَّ في الرزق، على سبيل المثال قوت الأجسام وبيَّنه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في خير الكلام وقال:{ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكْلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ؛ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ }(1) فجعل الغذاء دواء لتسيير هذا الجسم بأمر خالق الأرض والسماء، فإذا زاد عن الحد تعبت أجهزة الهضم وزاد نصيب الإنسان في دمه من غذائه، فيتعب ويمرض ويطلب العلاج، وقد يكون قد استدان ليأكل ما ليس الجسم في حاجة إليه، وقد يستدين أيضاً ليتعالج من مرض جلبه إسرافه عليه، فلو اختار طريق السماء ما احتاج أن يمد يده إلى الوسطاء. ورد أن رجلاً ذهب إلى الحسن البصري واشتكى من الجوع، ثم جاء وراءه رجلٌ آخر يشكو من التخمة وسوء الهضم ويرجو دواء يهضم به طعامه! فقال رضي الله عنهُ: لو كان ما زاد في بطن هذا، في بطن هذا، ما اشتكى هذا ولا هذا. وأنتم تعلمون جميعاً أن الثُلّة المباركة والتي يقول فيها الله: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ } (29الفتح)، أرسل إليهم المقوقس عظيم مصر طبيباً فردّوه، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم قولته المشهورة للطبيب: { ارجع إلى أهلك، نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع }(2) يعنى فمن أين يأتينا المرض؟ كيف نأكل يا ربّ؟ { وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31الأعراف)، ولذا قال صلَّى الله عليه وسلَّم: { الاقْتِصَادُ نِصْفِ الْمَعِيشَةِ }(3) وقال :{ مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ}(4) . والذي يحتاجه جسم الإنسان الذي قدره له في الرزق الرحمن عزَّ وجلَّ، ما زاد يحتاج إلى النصب والاحتيال، وإلى العلل والأسقام، والأدوية والأمراض، فمن اتبع الشريعة السمحاء عافاه الله من سؤال الناس، وشفاه الله عزَّ وجلَّ من الرجس والألباس، وجعله في أحسن عافية حتى يلقى ربَّ الناس عزَّ وجلَّ. (1) عن المقدام بن معد يكرب أخرجه ابن حبان وابن ماجة. (2)كان الطبيب من ضمن هدية المقوقس حاكم مصر إلى النبي، فقبل صلَّى الله عليه وسلم الهدية ورد الطبيب رداً جميلاً - السيرة الحلبية (3) عن أنس في الدرر المنتثرة. (4)مصنف ابن أبي شيبة ، ومجمع الزوائد وجامع المسانيد عن عبد الله بن مسعود [/frame] |
#2
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيراً
|
العلامات المرجعية |
|
|