|
#1
|
||||
|
||||
![]()
سلسلة جميله جدا
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() خالص شكرى وتقديرى لحضراتكم
شرفت بمروركم الكريم مثقاب و أستاذنا القدير مستر عادل جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم |
#3
|
||||
|
||||
![]() «رعبتني فكرة الذهاب إلى إسرائيل وهذا هو سر اللعبة» تسلم علي غالي، المسؤول في مصر عن نشاط الجاسوسية والجاسوسية المضادة، رفعت الجمال، من زميله حسن حسني، وأصبح مسؤولًا عن إدارته، ليكن أول ما يواجهه مع «الجمال» تشكيل (الوحدة 131) ليروي العميل المصري ما حدث بعد ذلك في مذكراته قائلًا: «كنت ما أزال مرتبطًا بمارسيل التي انضمت هي الأخرى إلى المجموعة، وكانت خطة المجموعة حينذاك هي إفساد العلاقات المصرية الأمريكية عن طريق القيام بمجموعة من الأعمال الإرهابية تنفذها (الوحدة 131)، وتقرر أن توجه جميع الأنشطة ضد المؤسسات الأمريكية فقط، ويفضل أن تتم أثناء الليل، وأراد رئيسي (غالي) التريث لمعرفة أكبر قدر من المعلومات حتى يتسنى القبض على أكبر عدد ممكن من أعضاء (الوحدة 131). واكتشفت في هذه الأثناء أن ماكس بينيت، الشخصية البارزة في دوائر اليهود المصريين من أعضاء المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) ، وأن (بينيت) على اتصال كذلك بالوحدة (131)، وأنه نشيط جدًا، وأن (الوحدة 131) خططت للعديد من عمليات تفجيرات القنابل الكبرى في القاهرة والإسكندرية على أساس أن يتم تنفيذها في يوليو 1954. ![]() ماكس بينيت مع اللواء محمد نجيب أبلغت (غالي) بكل شيء وبأماكن وجود أعضاء (الوحدة 131) ليلة الحادث. كانوا قد وضعوا القنابل في المواقع المحددة لها، ولكنها لم تنفجر، وألقي القبض على 14 عضوًا من أعضاء (الوحدة 131) وتم القبض على ماكس بينيت في بيته، واعتقلوني أيضًا، حيث كنت مع إيلي كوهين في نفس الليلة، ولم يشأ (غالي) أن تنكشف حقيقتي. كان (بينيت) صيدًا ثمينًا، وأحيط أمر اعتقاله بالكتمان، وقد انتحر في السجن قبل تقديمه للمحاكمة، وحوكم أعضاء (الوحدة 131) وصدرت ضدهم أحكاما مختلفة، منها الإعدام شنقًا لاثنين، والسجن خمسة عشر عامًا لمارسيل وشخص آخر، وسبع سنوات لاثنين آخرين، وبراءة الباقين. وأطلق سراحي أنا وإيلي كوهين، حيث أننا لم نكن عضوين لهما حيثية تذكر، ولم يكن هناك ما يديننا، وتلقينا إنذارًا بالطرد من البلاد في حالة وقوع أي اعتداء آخر. وأدى اعتقال ماكس بينيت وتدمير (الوحدة 131) إلى وضع نهاية مفاجئة لنشاط التجسس والتخريب الإسرائيلي في مصر خلال تلك الفترة. ![]() ماكس بينيت بعد انتحاره وأحدثت القضية صدى عميقًا في إسرائيل، وثارت شكوك بأن عضوًا من مجموعة «أفراهام دار» في إسرائيل هو الذي أفشى للسلطات في مصر أمر (الوحدة 131). واتجهت الشكوك إلى بول فرانك الذي كان خارج البلاد آنذاك، وما أن عاد إلى إسرائيل حتى قبض عليه وأودع السجن لمحاكمته، وصدر ضده حكم بالسجن اثني عشر عامًا. واسغربت عندما سمعت بذلك في فترة تالية، خاصة وأنني أنا الذي كشفت العملية و(الوحدة 131). عدت إلى الإسكندرية لفترة، واختفى إيلي كوهين، ولم يكن لدي أي دليل عن مكان وجوده. بلغ الوضع السياسي في مصر ذروته، ورأى اليهود أن فرصهم في مصر تنحسر وتتقلص إلى الصفر، وكما قلت لك في السابق مرات كثيرة يا زوجتي، فقد أجبروا على ترك البلاد وهاجر أكثرهم إلى إسرائيل. طلبوا مني العودة إلى القاهرة لكي أقابل علي غالي، وحين وصلت لم يشأ الرجل أن يضيع وقتًا، ودخل في الموضوع مباشرة، وقال: – جاك نحن فخورون بك ولكن لسوء الحظ لا نستطيع أن نخبر أي إنسان بما أسديته لبلدك، لأننا لا نريد أن نكشف الغطاء المحكم الذي تتخفى وراءه، ونود أن نستفيد بك أكثر من ذلك في الخارج. صدمت وصحت قائلًا بأعلى صوتي: – في الخارج، ما هو المطلوب مني هناك؟ رد: – نفس الشيء الذي فعلته هنا. لقد أديت دروك بامتياز، وقدمت عملًا رائعًا، فجاك بيتون لا تحيط به أي شبهات ونود إرسالك إلى الخارج، حيث يتلقفك ممثلو الوكالة اليهودية ليتفحصوك بدقة ويتحروا عنك، وسوف يتبين لهم أنك على ما يرام، والأهم من ذلك أنهم سيعرفون أنك من أعضاء (الوحدة 131) مما يجعلك تتلألأ بين صفوفهم، وتستطيع بمساعدتهم أن تغير اتجاهك إلى إسرائيل عن طريق إيطاليا، ومن هناك يمكنك أن تزودنا بمعلومات قيمة، تذكر ما فعلناه من أجلك، وأنت لا تزال بشكل أو بآخر مدين لنا، فما رأيك؟ ![]() مرة أخرى وجدت نفسي أقف عند نقطة تحول خطيرة في حياتي. لم أكن أتصور أنني ما أزال مدينًا لهم، ولكن الأمر كان شديد الحساسية عندما يتعلق بجهاز المخابرات، فمن ناحية روعتني فكرة الذهاب إلى قلب عرين الأسد، فليس ثمة مكان للاختباء في إسرائيل، وإذا قبض علي هناك فسوف يسدل الستار علي نهائيًا، والمعروف أن إسرائيل لا تضيع وقتًا مع العملاء الأجانب، يستجوبونهم ثم ي***ونهم، ولست مشوقًا إلى ذلك، ولكني كنت أصبحت راسخ القدمين في الدور الذي تقمصته، كما لو كنت أمثل دورًا في السينما، وكنت قد أحببت قيامي بدور جاك بيتون، أحببت اللعبة، والفارق الوحيد هذه المرة هو أن المسرح الذي سأؤدي عليه دوري هو العالم باتساعه، وموضوع الرواية هو الجاسوسية الدولية. قلت في نفسي أي عرض مسرحي مذهل هذا، لقد اعتدت دائمًا وبصورة ما أن اكون مغامرًا مقامرًا، وأحببت مذاق المخاطرة، وتدبرت أمري في إطار هذه الأفكار، وتبين لي أن لا خيار أمامي، سوف أؤدي أفضل أدوار حياتي لأواجه خيارين في نهاية المطاف: إما أن يقبض علي ويتم استجوابي وأشنق، أو أن أنجح في أداء الدور وأستحق عليه جائزة أوسكار، وكنت مقتنعًا أيضًا باني أعمل الصواب من أجل مصر وشعبها. قلت لـ(غالي): – إذا كنت تعتقد أنني قادر على أداء المهمة فإني لها. ثم كان السؤال الثاني: – كيف نبدأ من هنا؟ رد: – سوف يجري تدريبك على العمل على الساحة الدولية، كل ما تتعلمه يجب أن يسري في دمك، هذا هو سر اللعبة، أنت مخرج عرضك المسرحي، وإما ان تنجح فيه بصورة كاملة أو تواجه الهلاك. تصافحنا كعلامة للموافقة وبدأت جولة تدريب مكثفة». ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() ودعت مصر إلى إسرائيل دون معرفة ما سيأتي به المستقبل وافق رفعت الجمال على الذهاب إلى إسرائيل، واستهوى لعبة الخطر، لكن كان عليه أن يتعلم قواعدها، وبدأت جولة تدريب مكثفة، ويروي عنها في مذكراته قائلًا: «درست تاريخ اليهود الأوروبيين والصهيونية وموجات الهجرة إلى فلسطين. تعلمت كل شيء عن الأحزاب السياسية في إسرائيل والنقابات و(الهستدروت) أو اتحاد العمال، والاقتصاد والجغرافيا والطوبوغرافيا وتركيب إسرائيل. وأصبحت خبيرًا بأبرز شخصيات إسرائيل في السياسة والجيش والاقتصاد عن طريق دراسة أفلام نشرات الأخبار الأسبوعية. وأعقب هذا تدريبًا على القتال في حالات الاشتباك المتلاحم والكر والفر، والتصوير بآلات تصوير دقيقة جدًا، وتحميض الأفلام وحل شفرات رسائل أجهزة الاستخبارات والكتابة بالحبر السري، ودراسة سريعة عن تشغيل الراديو، وفروع وأنماط أجهزة المخابرات والرتب والشارات العسكرية، وكذلك الأسلحة الصغيرة وصناعة القنابل والقنابل الموقوتة. وانصب اهتمام كبير على تعلم الديانة الموسوية واللغة العبرية. واعتدت أن أستمع كل يوم ولمدة ساعات إلى راديو إسرائيل، بل وعمدت إلى تعميق لهجتي المصرية في نطق العبرية لأنني في نهاية الأمر مولود في مصر. بعد التدريب تحددت لي مهنة، تقرر أن أكون وكيل مكتب سفريات حيث أن هذا سيسمح لي بالدخول إلى إسرائيل والخروج منها بسهولة، وتقرر أن أؤدي اللعبة لأطول مدة ممكنة. لم يكن ثمة حد زمني، وكان لي الخيار بأن أترك الأمر كله إذا سارت الأمور في طريق خطر، وسوف نرى إلى أين تمضي بنا الأمور. وقيل لي إنني أستطيع بعد ذلك العودة إلى مصر وأستعيد شخصيتي الحقيقية. وتسلمت مبلغ 3000 دولار أمريكي لأبدأ عملي وحياتي في إسرائيل، وفي يونيو 1956 استقليت سفينة متجهة إلى نابولي قاصدًا في الأصل أرض الميعاد، ودعت مصر دون أن أدري ما سوف يأتي به المستقبل». ![]() صورة لإحدى السفن التي غادرت مصر حاملة مهاجرين إلى إسرائيل وصورها أعضاء بالوكالة اليهودية توقف «الجمال»، في مذكراته عن سرد بداية قصته مع الجاسوسية، ليعود ويتحدث عن وضعه على فراش المرض قائلًا: «كم هو غريب أن أتذكر ماضي. انقضى الآن أسبوعين وأنا أحاول ذلك جاهدًا، مما استنفد قدرًا كبيرًا من عافيتي. أحس بالبرودة تسري في جسدي وأكاد أشعر كيف ينهشني المرض من الداخل، ولكن يجب أن أمضي قدمًا فيما عزمت عليه، فلا يزال هناك الكثير مما يتعين علي أن أقوله، وأتساءل في نفسي ترى ماذا تقولين يا زوجتي وفيما تفكرين وأنت تقرأين هذا الكلام؟، ربما كنت غاضبة أشد الغضب مني الآن، بيد أنني فعلت ما كان لزامًا علي أن أفعله. كنت مكرهًا من ناحية على أن أعيش هذه الحياة وأحببتها من ناحية أخرى لأنها عرض مسرحي مثير. تحدثت إلى «دانييل» طويلًا اليوم، إنه يعرف أنني سأموت، لم يقل ذلك غير أنني أدركت من عينيه أنه يعرف. لقد نضج كثيرًا خلال الأسابيع الماضية، أعرف أن الأمر قاس عليه غير أنه يواجه الوضع على نحو جيد. أكره أن أحمله المسؤولية منذ الآن، ولكن ليس أمامي خيارًا آخر، لقد حمل القضاء وسوف أقضي عاجلًا ومن ثم عليه أن يتدبر أمره، وأني على ثقة من أنه سيحسن التصرف. أعرف أنك تواجهين وقتًا عصيبًا في الشركة، ولا تريدين التحدث إلي في هذا الشأن، أفعلي ما ترينه صوابًا، لا تثقي في أي إنسان آخر، جميع المشاركين لا يعنيهم غير ملء جيوبهم بالمال، حافظي عليها فإنك تقومين بعمل بارع. إن مرضي يستفحل ويسوء يومًا بعد يوم، والألم يزداد حدة مع كل لحظة، أتمنى لو زال ولو لساعة أو ساعتين على الأقل، كم يكون جميلًا لو حدث هذا، إذ أستطيع أن أستريح لفترة قصيرة. أجد لزامًا علي أن أمضي فيما اعتزمت أن أفضي به إليكِ قبل أن يقضى الأمر ويحين أجلي». ![]() رفعت الجمال وزوجته وابنه دانيال – أدون جاك بيتون؟ تلفت حولي ووجدتني قبالة رجلين يبدو أنهما أوروبيان تمامًا. قال الرجل الواقف إلى اليمين: – أنا برونو شتينبرج، وهذا هو روبرت جيزيل. قلت لهما: – طالما أنكما تعرفان اسمي، فهل لي أن أسألكما ماذا يمكن لي أن أفعله من أجلكما؟ – لا، لا يوجد ما تستطيع أن تقدمه لنا، بل ما الذي نستطيع نحن أن نقدمه لك. نحن من الوكالة اليهودية ونرحب بك في نابولي، ونحن هنا لمساعدتك في كل ما تحتاج إليه. وكانت إجابتي: – معي كل ما أحتاج إليه، شكرًا. وكان سؤالهما الثاني: – هل لنا أن نسألك عما تعتزم عمله الآن، وإلى أين تريد أن تذهب من هنا؟ – لا أدري بعد، غير أنني أريد التوجه إلى فرنسا حيث أن لي أسرة هناك. – ألم تفكر في التوجه إلى إسرائيل؟ أجبت بالسؤال التالي: – وما حاجتي للذهاب إلى هناك؟ ![]() نابولي عام 1953 كنت قد عرفت من علي غالي أن الوكالة اليهودية ستحاول الاتصال بي، لقد سمعوا عني وعرفوني مثلما عرفوا (الوحدة 131) ويريدون مني الذهاب إلى إسرائيل، حيث يمكن أن تستفيد الدولة من أمثالي. كنت شابًا ذكيًا نشيطًا وأبديت رغبتي في مساعدة إسرائيل، أو هكذا بدوت على الأقل في نظرهم، وعرفت أن عليّ أن أبذل جهدًا مضنيًا لأنجح فيما أنا بصدده ولا تتكشف حقيقة نواياي، ها هما لا يريدان مني أن أمضي إلى حال سبيلي، ويريدان إقناعي بالتوجه إلى إسرائيل. قلت لهما إنني بحاجة إلى أن أفكر في هذا وسوف أخبرهما. وما أن وصلت إلى نابولي حتى اصطحبني (شتينبرج) و(جيزيل) إلى أحد الفنادق حيث كانا قد أعدا لي غرفة دفعا تكاليفها. شعرت في داخلي برغبة في الضحك لأمر هذين المهرجين، وأنهما يعرفان حقًا ما أنا عازم عليه لتخلصا مني فورًا، ولكنهما لا يعرفان شيئًا، تركاني وشأني ليلًا حيث ذهبت للنوم مبكرًا، وعادا في صباح اليوم التالي، وقررت أن اللحظة المناسبة قد حانت لأدعهما يلحان علي ليقنعاني بالذهاب إلى إسرائيل. سأدعهما يبذلان معي جهدًا كبيرًا ثم أوافق في النهاية على الذهاب إلى إسرائيل. وأحسا بالسعادة والرضا عندما نجحا في مهمتهما بكفاءة. وحجزا لي تذكرة مدفوعة الثمن للسفر بحرًا إلى إسرائيل على أول سفينة متجهة إلى هناك. وقبيل الرحيل قالا لي إن هناك من سيستقبلني وكل شيء سيسير في مجراه، ووقفت على ظهر السفينة التي ستنقلني إلى وجهتي الجديدة بإحساس متبلد. |
#5
|
||||
|
||||
![]() أسرار لقائه بـ«موشيه ديان ![]() سهلت الوكالة اليهودية إجراءات سفر رفعت الجمال، الذي تخفى تحت اسم جاك بيتون، لإسرائيل، وصعد على متن الباخرة المتجهة إلى «أرض الميعاد» ليروي ما حدث بعد ذلك في مذكراته قائلًا: «حل يوم الوصول إلى أرض الميعاد، قابلني موظف من الجمارك كان ودودًا معي وساعدني على إنجاز جميع الإجراءات الرسمية، وحيث أنني رجل أعمال، فقد كانت لي حرية اختيار مكان الإقامة، واخترت تل أبيب حيث كانت العاصمة وقتذاك، وتم حصر ما معي من نقود أجنبية وتسجيلها، ثم أصبحت طليقًا أذهب حيث أشاء، تمشيت عبر الميناء وتعجبت لماذا سارت الأمرو هكذا في سلاسة، ربما كانوا على علم مسبق بقدومي وأرادوا فقط أن أشعر بالاطمئنان قبل أن يتدخلوا، كانت هذه الأفكار تدور في رأسي بينما أسير متجولًا باحثًا عن سيارة أجرة. – ترى أقول أدون جاك بيتون، أم أقول أدون ديفيد آرونسون؟ رأيت في مواجهتي رجلًا ضخم الجثة في ملابس مدنية، ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وبدا لحيمًا أو شحيمًا، ومع هذا كان وجهه ودودًا، وعرفت أن وقت التحري عني قد بدأ. وأجبت قائلًا: – لا أعرف عن أي شيء تتحدث؟ – أنا سام شواب، وقد أرسلوني لتحيتك في إسرائيل ومساعدتك في أي شيء قد تحتاج إليه. نحن نعرف أنك عضو في (الوحدة 131) وأنه لشرف لي أن أقابلك، نحمد الله أن نجحت في الخروج من مصر. أهلًا بك في وطنك يا أدون جاك بيتون. ![]() وحمل عني حقيبتي وتقدمني في السير، ودون أن أعرف من هو هذا الرجل سرت وراءه. توقف أمام سيارة ووضع أمتعتي داخلها وطلب مني أن أركب. خمن الرجل أنني عازم على الذهاب إلى تل أبيب ومن ثم سيصحبني إلى هناك وينزلني في أحد الفنادق. ورأى أن يصحبني في جولة داخل المدينة ويساعدني على أن أبدأ حياتي في بلدي ووطني الجديد. وبينما كانت السيارة تمضي بنا على الطريق أمطرني بوابل من الأسئلة، ووضح لي أنه من جهاز المخابرات ويعمد إلى سبر أغواري. سألني: – قل لي يا جاك أي مهنة تريد أن تعمل بها هنا؟ رددت عليه بسؤال آخر: – لماذا؟ – لأنني أريد أن أعرف نوع المهنة التي أثبتها في جواز سفرك الجديد. وكانت إجابتي: – معي جواز سفر، ولست بحاجة إلى غيره. – إنني أتحدث عن جواز سفرك الإسرائيلي يا جاك، أنت في وطنك الآن، وسوف تتسلم جميع الوثائق اللازمة لك باسم البلد الذي تنتمي إليه الآن. أجبت مبتسمًا: – وكيل سفريات. ![]() أحسست في داخلي بهجة، وهنأت نفسي، فقبل وقت غير بعيد كنت أخشى القبض علي، ولكن ها هي الترتيبات يتم إنجازها الآن للحصول على جواز سفر إسرائيلي، إذن لقد اجتزت الامتحان. هيأ لي سام شواب غرفة في فندق أنيق واصطحبني في جولة داخل المدينة. أفادني كثيرًا إذ حصلت بفضل مساعدته على شقة مؤثثة في تل أبيب بعد أسبوع من وصولي، وأشار علي باسم محام أنجز لي جميع الترتيبات الضرورية للشروع في عملي، كما جمعني مع الدكتور وايز، الذي وافق على أن نكون شركاء في العمل. كان الدكتور وايز مقيمًا في إسرائيل منذ النشأة الأولى، وبفضله سار عملنا منذ البداية سيرًا حسنًا. كان يكبرني بعشر سنوات، رقيق الحاشية، ذكي واسع الاطلاع، له كثير من الاتصالات المفيدة. وعثرنا على مكان لمكتب السفريات الذي أقمناه في شارع برينر رقم 2 وسط المدينة في تل أبيب وكان اسمه (سي تورز)، واستأجرنا سكرتيرة، امرأة متزوجة كبيرة السن، وكان من المهم جدًا أنها متزوجة، إذ تعلمت أثناء تدريبي مدى خطر الوقوع في حب امرأة موجودة في محيط عملك طوال اليوم. وشرعت في إجراء اتصالاتي والتعرف على الناس. ![]() أفادني سام شواب في هذا كثيرًا جدًا، إذ قدمني للكثيرين من العاملين لحساب الحكومة وتعارفنا، وذات مساء خرجنا سويًا وعرفني بموشي ديان، وشعرت بنشوة غامرة لهذا، ذلك أن (ديان) شخصية هامة جدًا، ولأني أدركت أنه بمرور الوقت سوف أستطيع الحصول على كم هائل من المعلومات عن طريقه. بدأت أبدي اهتمامًا بسياسة إسرائيل، وأعجب (ديان) باهتمامي هذا ورغب في تعليمي الكثير، وعرفت من خلال (شواب) مختلف أجهزة المخابرات ومجالات نشاطها. هناك جهاز الشين بيت الخاص بالأمن الداخلي حيث يعمل (شواب)، وجهاز الموساد وجهاز الأمان. أرسلت بطاقات ورسائل إلى (أسرتي) في فرنسا، تسلمها رؤسائي وحلوا رموزها الشفرية، لم يكن قد تجمع لدي بعد الكثير من المعلومات التي أفيدهم بها، بيد أنني كنت على يقين من أنني سأكتشف الكثير بمرور الوقت، وعن طريق (ديان) قابلت عزرا وايزمان، وهو أيضًا من كبار الشخصيات داخل الجيش فضلًا عن أنه كان قائدًا متميزًا للطائرات المقاتلة. اعتدنا أن نقضي وقتًا طويلًا سويًا، كنا نذهب معًا إلى النادي، أو إلى البار ليلًا، وأقمنا معًا صداقة جيدة ووثيقة. وذات مساء ونحن في النادي عرفني سام شواب بامرأة جذابة اسمها راكيل أبشتين، وبدا واضحًا أنه يحاول سبر أغواري أكثر عن طريقها، تصور أن بإمكاني أن أقع في حبائل امرأة وأحكي لها كل شيء. عرفت نواياه والتزمت بقواعد اللعبة. كانت (راكيل) فاتنة وتعمل مدرسة، نشأت في ألمانيا وعلمتني الكثير من اللغة الألمانية، وحرصت على ألا تحصل مني على شيء تفيد به (شواب)، وعندما اطمأن منها وثق هو بي وتأكد من أنني يهودي وإسرائيلي حقًا. ![]() وعرضت عليه استعدادي لأن أعد جميع الترتيبات اللازمة لسفر زملائه إذا ما أرادوا السفر عن طريق مكتب السفريات الخاص بي. ومن هنا حصلت على حجم عمل كبير من موظفي الحكومة، قمت لهم بأعمال شراء التذاكر والحجز… إلخ، وبدأت تنهال علي بانتظام الدعوات لحضور الحفلات أو لتناول العشاء حتى يكسبوني إلى صفهم ويضمنوا الحصول على التخفيضات والخدمات اللازمة، وأفادني هذا كله فائدة جمة، إذ حصلت عن طريقه على معلومات كثيرة استطعت أن أبلغها إلى رؤسائي بالشفرة. وتسلمت في هذه الأثناء جواز سفر إسرائيليًا، وجميع الوثائق الأخرى التي تجعل مني مواطنًا مستوفيًا لجميع الشروط القانونية». |
#6
|
||||
|
||||
![]() أبلغت مصر بخطة العدوان الثلاثي لكنهم لم يصدقوني ![]() استطاع رفعت الجمال أن يؤمن عمله في مجال السياحة ودشن مع شريكه الدكتور وايز شركة «سي تورز»، كما تعرف على شخصيات مرموقة في المجتمع الإسرائيلي، أبرزهم موشيه ديان وعزرا وايزمان، كما استطاع أن يحصل على حجم عمل كبير من موظفي الحكومة لشركته، ليروي ما حدث بعد ذلك في مذكراته: «حان الوقت لأول رحلة عمل رسمية أقوم بها خارج إسرائيل. سافرت في أكتوبر 1956 إلى روما للتفاوض بشأن سفر مجموعة من السياح إلى إسرائيل. وبعد يومين والعديد من الإجرائات الاحترازية لتضليل أي عناصر يحتمل أن تتعقبني، سافرت إلى ميلانو حيث التقيت برئيسي المباشر، وهو المسؤول عن فريق المخابرات المصرية العامل في وسط أوروبا، حيث أبلغته أن إسرائيل عقدت اتفاقًا سريًا مع فرنسا حصلت بموجبه على أسلحة ثقيلة ومعدات عسكرية. وبعد أن قدمت له تقريرًا كاملًا سافرت إلى فرنسا حيث بقيت بضعة أيام لكي أقابل، حسب التصور الرسمي، أسرتي. وعدت إلى إسرائيل بعد غيبة ثمانية أيام. ومضى الوقت دون تطورات تذكر والشيء الهام الوحيد الذي استطعت أن أكتشفه هو أن إسرائيل كانت تجري مفاوضات مع فرنسا للحصول على مزيد من الأسلحة، إذ كانت فرنسا مهتمة بأن تكون لها سيطرة على قناة السويس، كما أن إسرائيل لم تكن تطمئن إلى جمال عبدالناصر، وكانت تبحث مع فرنسا كيفية فرض العزلة عليه أو حتى الإطاحة به. وأعلن (عبدالناصر) تأميم قناة السويس، وهنا ثارت ثائرة العالم الغربي، وجرت مفاوضات، ولكنه رفض أي مساومة. ![]() خلال هذه الفترة حصرت اهتمامي لكسب ثقة موشي ديان وعزرا وايزمان وسام شواب. أحسست أن ثمة شيئًا هامًا يوشك أن يحدث، وعن طريق (ديان) قابلت جولدا مائير وبن جوريون. أظهرا كلاهما ودًا شديدًا نحوي، وسرعان ما تعاملا معي مثل (ديان). وأفادني هذا في مهمتي فائدة كبيرة للغاية، وقد حرصت أشد الحرص على أن أكسب أي موقع في الصدارة يمكن الوصول إليه. كنت حذرًا غاية الحذر، ومن ثم قضيت أطول وقت ممكن مع (ديان) و(شواب)، واكتشفت أن إسرائيل تخطط لعملية عسكرية خاصة بشبه جزيرة سيناء، أعطتها الاسم الشفري (قادش) بهدف تدمير وإضعاف القوة العسكرية المصرية قدر المستطاع. وفي هذه الأثناء كانت مصر تتفاوض مع سوريا والأردن ظنًا منهم أنه إذا ما وقع هجوم إسرائيلي فسوف يكون ضد الأردن. وفي اللحظة التي عرفت فيها أمر الخطة رتبت أموري لمغادرة إسرائل وإبلاغ رئيسي أن إسرائيل تخطط فعلًا لتوجيه ضربة إلى مصر، وهكذا عدت مرة ثانية إلى روما، واتخذت الخطوات اللازمة لتأمين نفسي، وسافرت إلى ميلانو لمقابلة رئيسي. ![]() فوجئ بي حين رآني، ولكن بعد أخذ ورد، وافق على أن يستمع لي، لم يصدقني، وقال إن إسرائيل ستوجه الضربة إلى الأردن، وأن جميع الدلائل تشير إلى هذا الاتجاه. استبد بي الضيق ورجوته أن يصدقني، وأكدت له أن إسرائيل ستعطي لفرنسا المبرر للتدخل، ومن ثم تستطيع فرنسا أن تسيطر على قناة السويس. وبعد مناقشات طويلة أخذ كلامي مأخذًا جادًا، وقال لي إنه سيسافر إلى القاهرة فورًا ويبلغهم بمعلوماتي التي توصلت إليها. عدت إلى إسرائيل وعرفت أنباء الحرب من هناك، ولست أدري لماذا لم تأخذ مصر تحذيري بصورة جدية. لابد وأنهم لم يصدقوني ووقع المقدور. أحسست بالصدمة، لماذا صموا آذانهم عن كلامي؟ كان (عبدالناصر) يستطيع على الأقل أن يرد الرد المناسب في وقت مبكر. ومع ذلك وكما يقول التاريخ، فقد حول الهزيمة العسكرية إلى نصر سياسي، ومنذ ذلك الوقت هدأت الحال، ولم يكن عندي غير عملي الروتيني وهو إرسال تقارير عادية إلى رئيسي. ومضت الأيام بصورة طبيعية إلى أن جاء فجأة في مكتبي في أكتوبر 1957 زائر لم أكن أتوقعه. إنه إيلي كوهين. صحبته إلى المقهى محاولًا أن أستكشف منه ما إذا كان يعرف أي شيء عن حقيقة عملي في إسرائيل، وتبين لي أنه لا يعرف شيئًا وأنه لا يزال يصدق أنني يهودي. تحدثنا طويلًا، وحكى لي كل ما فعله خلال الفترة الماضية التي لم نلتق خلالها، وقال لي أيضًا إنه حصل على وظيفة في وزارة الدفاع، وعينوه في إدارة التجسس في القطاع العربي. قلت في نفسي على الفور ها هو مصدر معلومات آخر جيد دون أن يعرف. وقررت أن يكون هناك اتصال منتظم بيني وبين إيلي كوهين، ذلك أن وظيفته الجديدة مهمة جدًا بالنسبة لي. واعتدت أنا و(إيلي) أن نقضي أوقاتًا كثيرة سويًا، وقدمته إلى سام شواب، الذي كان لا يزال يعمل في الشين بيت، جهاز المخابرات الداخلية، ويعتبر إلى حد ما زميلًا لإيلي كوهين. وخاجلني شعور بأنهما يعرفان بعضهما من قبل، غير أنني كتمت هذا الشعور داخلي». |
#7
|
||||
|
||||
![]() «طلبت إعفائي من المهمة» ![]() مر عامين على العدوان الثلاثي، الذي أبلغ رفعت الجمال السلطات المصرية بخطته إلا أنهم لم يصدقوه، ليروي الجاسوس المصري ما حدث في حياته بعد ذلك في مذكراته: «في مايو 1958 وقع الاختيار على مكتبي السياحي لإقامة جسر للنقل الجوي من بيروت إلى إسرائيل. كانت إسرائيل قد قررت إخراج اليهود اللبنانيين من لبنان، ومن ثم عمدت إلى الاتفاق معي لتنظيم رحلات جوية من بيروت إلى إسرائيل. وقررت أنا وشريكي تنظيم العملية بالاتفاق مع شركتي طيران (لوفوتهانزا) الألمانية، وشركة طيران أوليمبيك اليونانية. وواتتني الفرصة مرة أخرى لمغادرة البلاد رسميًا. ذهبت ثانية إلى روما لمناقشة مسائل العمل مع الوكالة اليهودية فيما يختص بعمليات النقل من لبنان. وذهبت كما هي العادة من هناك إلى ميلانو، ونظرًا لأنه لم تعد هناك أحداث كثيرة في إسرائيل، فقد قررت أن أبحث إمكانية ترك هذه المهمة المنوطة بي والعودة إلى مصر. وفي ميلانو لم تمض الأمور في لقائي على النحو الذي خططت له، إذ بعد أن أبلغت رئيسي عن رغبتي في ترك عملي قال لي كلامًا ساءني. قال لي إنني عملت بنجاح في إسرائيل على مدى ثلاث سنوات، وأنني خلال هذه الفترة أقمت علاقات قيمة جدًا بالنسبة لهم، وإذا ما أرسلوا بديلًا فلن يكون مثلي، إذ لن يستطيع أن يصل إلى الوضع الذي بلغته، لأنه سيحتاج إلى وقت أطول لكي يقيم علاقات مثل علاقاتي، واتصالاتي بالمستويات العليا تحول دون تحقيق رغبتي في ترك عملي، ذلك أنني أصبحت معروفًا جدًا، ومن ثم، فإنني إذا رحلت فسوف تكتشف الموساد أمري إن آجلًا أو عاجلًا. ![]() وقال إن المخابرات المصرية ليست بدورها على استعداد لأن تتركني أمضي إلى حال سبيلي. لقد استثمروا أموالهم وخبراتهم في تدريبي وليسوا على استعداد للتخلي عني، وإنني واحد من رموزهم الكبيرة في خارج مصر، فضلًا عن أنني نجحت في أن أندمج جيدًا داخل إسرائيل ومن ثم فإن استمرار بقائي داخل إسرائيل له أهمية قصوى. وأضاف أن الشيء الوحيد الذي يمكن تدبيره لي هو إحضاري إلى القاهرة لبضعة أيام وفقًا لإجراءات أمنية مشددة حتى أستطيع أن أزور أختي وأبناءها. قلت في نفسي هذا أفضل من لا شيء، وغادرت المكتب لأشتري بعض الهدايا لنزيهة وأولادها، وجعل هذا مزاجي أحسن قليلًا. عدت إلى روما في اليوم التالي، واستقبلني هناك مسؤول الاتصالات وسلمني جواز سفر باسم (أنور طالب)، وجعلني أتنكر بحيث أطابق الصورة الواردة به. هبطت في القاهرة بعد ثلاث ساعات، واستشعرت غرابة لعودتي. استقبلني ضابط من مركز القيادة، واصطحبني إلى شقة في مصر الجديدة بالقاهرة وجدت فيها علي غالي، حيث بادرني قائلًا: – كيف حالك يا رفعت؟ – يعني، كيف سأكون؟ أعتقد ألا بأس، غير أنني غير مبتهج لأني سأضطر للعودة لإسرائيل. – نحن فخورون بك، ولن نتركك، لقد أصبحت ثروة بالنسبة لنا. تذكر أنك تقوم بالمهمة من أجل بلدك. على أية حال أنا لم أحضر هنا لمناقشة ذلك، لديك أوامر ونتوقع الالتزام بها، جئت فقط لأراك الآن، وغدًا يمكنك أن ترى نزيهة وأسرتك، لك أن تقول لهم إنك تعمل مع المكتب الخارجي في أوروبا. اذكر أي مكان في أسبانيا، البرتغال، بلجيكا، أي اسم من هذه البلدان أو اذكرها جميعًا. المهم ألا تذكر اسم أي مكان من الأماكن الحقيقية، وبعد غد سوف تغادر القاهرة إلى إسرائيل عن طريق فرنسا وإيطاليا. أنت حر الآن لتفعل ما تشاء اليوم وغدًا. سأنصرف الآن. تعرف طريقة الوصول إلى الضابط الذي أحضرك إلى هنا في حالة ما إذا احتجت إلى أي شيء، وسوف يصحبك هو أيضًا إلى المطار ليودعك. وداعًا الآن يا رفعت، كن حذرًا والله معك. ![]() أصحبت وحدي في الشقة، تخلصت من مستلزمات التنكر، واستحممت ثم ذهبت لأنام، كنت متعبًا بحيث لم أستطع عمل أي شيء، وذهبت في اليوم التالي لرؤية نزيهة وأبنائها. كم كان جميلًا أن أراهم ثانية، لقد كبر الأطفال، أما نزيهة فكانت لا تزال كما هي، هذا فضلًا عن أن زوجها كان سعيدًا لرؤيتي، فقد أصبحت إنسانًا ناجحًا الآن، وعلى الرغم من أنه لا يعرف حقيقة عملي بالضبط، إلا أنه أدرك أنه عمل هام من أجل الحكومة. قضينا معًا ليلة رائعة ثم تركتهم آسفًا. وتجولت بقية اليوم في أنحاء القاهرة. جميل أن أسير دون أن أنظر خلفي طوال الوقت حذر المراقبة. مضى النهار والمساء سراعًا وحضر في صباح اليوم التالي الضابط المختص واصطحبني إلى المطار بعد أن أجريت لوازم التنكر. وصلت إلى إسرائيل ثانية باسم جاك بيتون عن طريق باريس وروما. كان من المفروض رسميًا أنني كنت في نيس ومونت كارلو وجنوه، وكنت قبل سفري إلى مصر قد كتبت عدة بطاقات تم إرسالها من هذه المدن لتأكيد عملية التخفي بصورة ملائمة لا تثير الشكوك. ركزت اهتمامي على صفقة الجسر الجوي الخاص بلبنان وسارت الأمور سيرًا حسنًا. حققنا مكاسب كبيرة ومضت العملية في سلاسة ويسر. مرت الأيام حتى أصبحنا في صيف 1959 وليس لي عمل سوى إرسال الرسائل الروتينية لإعلامهم بما يجري، ثم التقيت بإيلي كوهين حيث أخبرني بأنه ترك عمله في المخابرات لأن العمل المكتبي لا يرضيه، وأنه خطط للزواج، ومن ثم أعددت له ولزوجته رحلة إلى إيلات هدية مني بمناسبة الزواج. وركزنا كثيرًا إذ تمكنت بفضله من أن أبقى وسط ساحة النشاط، وأحصل بانتظام على معلومات عن مجريات الأحداث. وكثفت اتصالاتي بكل من (ديان) و(وايزمان) و(شواب). ونظرًا لصلة (ديان) الوثيقة بـ(بن جوريون)، فقد استطعت أن أكسب ثقة (بن جوريون) أيضًا، وأصبحت عضوًا في مجموعة الشباب المحيطين به، إذ كان يحب أن يحيط به الشباب ويستمع لآرائهم وأفكارهم، أما جولدا مائير فكانت تتميز بأنها امرأة عطوف، وأبدت ودًا شديدًا نحوي، وكثيرًا ما تساءلت بيني وبين نفسي ماذا عساهم أن يقولوا عني لو اكتشفوا حقيقتي وعرفوا أني استخدمتهم». |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|