"كل حلفائك خانوك"

[seryo]

لم تتوقع إدارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، على مستوى علاقتها الخارجية، أسوأ مما يحدث لها اليوم، ذلك بعد أن قررت القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسهم روسيا وفرنسا وبريطانيا، والتي يعول عليها النظام في أن تكون داعمة لها على المستوى الدولي، بوقف رحلاتهم الجوية بصورة كلية أو جزئية إلى مصر خلال تلك الفترة. كان سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء، السبت الماضي، السبب الرئيس في تخلي تلك الدول الكبرى عن دعمها لمصر وهي في أشد الحاجة لتنشيط الحركة السياحية، إلا أنها أعلنتها واضحة أنها لن تدعم مصر وإدارتها على حساب إلحاق الأذى بفرد من شعبها. أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا، أبرز الدول التي قررت سحب رعاياها من مصر، أو أصدرت تحذيرا لمواطنيها من السفر إلى شرم الشيخ. جاء ذلك بعد أن زعمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية بأن الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء قد سقطت إثر زرع عبوة ناسفة بداخلها، مشيرة إلى أن مطار شرم الشيخ، والذي أقلعت الطائرة منه، مخترق من قِبل تنظيم "داعش"، وهو الأمر الذي نفاه الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدني، مؤكدًا أن جميع المطارات المصرية تطبق المعايير الدولية فى التأمين والسلامة وتخضع لمراجعات دورية من هيئات التفتيش الدولية. وأتت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، زيارته لبريطانيا، بإعلان حكومة المملكة المتحدة تعليق الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ وبريطانيا. وقالت الحكومة البريطانية، في بيان لها ظهر الأربعاء، إنها تملك معلومات تدفع إلى الاعتقاد بأن قنبلة تسببت بتحطم طائرة الإيرباص إيه321 الذي أسفر عن سقوط 224 قتيلًا. وعقب ذلك قررت الخطوط الجوية الهولندية تعليق رحلاتها من وإلى شرم الشيخ كإجراء مؤقت حتى الأحد المقبل على الأقل. كما أكدت السلطات الهولندية تواصلها مع نظيرتها البريطانية، فيما طالب وزير العدل الهولندي مواطنيه بتوخي الحذر للسفر إلى شرم الشيخ حتى إشعار أخر. وعلى غرار بريطانيا، طلبت كل من أيرلندا وبلجيكا وإسبانيا وقبرص من شركات الطيران المحلية تعليق رحلاتها من وإلى شرم الشيخ التي يستقبل مطارها يوميا لآلاف السائحين. ونصحت الحكومة الإسبانية، مواطنيها من السفر إلى مصر، معتبرة أن السفر في الوقت الراهن "رحلة خطرة للغاية" وقالت "الخارجية" الإسبانية، في بيان لها، إنه "في الوقت الراهن لا توجد منطقة في العالم، وليس هناك بلد في مأمن من أعمال إرهابية محتملة"، إلا أن السفر إلى مصر حاليًا في غاية الخطورة، ناصحة مواطنيها بالسفر فقط "للضرورة". فيما قال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز، في تصريحات متلفزة له، إننا "ننصح البلجكيين بعدم السفر إلى شرم الشيخ"، مشيرا أن هذه الدعوة سارية المفعول حتى الحصول على ضمانات بخصوص الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية. وذكرت شركة الطيران البلجيكية "جيت اير"، أنها سترسل 3 طائرات إلى شرم الشيخ لإجلاء السياح العالقين هناك، لكنها حظرت على الركاب اصطحاب حقائبهم معهم. وطالبت الشركة، وفقًا لتصريحات ل هانس فان هاليميستش، المتحدث باسم الشركة، من الجانب المصري ضمانات حول فحص الحقائب والأمتعة، بشكل دقيق، مؤكدًا أن الطائرات التي سيرسلونها لنقل السياح العالقين، لن تقل ركابًا من بلجيكا أثناء توجهها إلى مصر. وحذرت السلطات الألمانية رعاياها من السفر إلى مصر كما أعلنت شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" تعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ. وحثت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان لها أمس الخميس المسافرين إلى مصر على تجنب التوجه إلى منطقة سيناء, وقالت إن "سبب تحطم الطائرة الروسية في سيناء لا يزال غير واضح". أما فرنسا حليف الصفقات العسكرية، والتي عقدت مع مصر صفقات عسكرية بقيمة 8 مليارات يورو، خافت على رعاياها، حيث علقت شركة الخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس" رحلاتها إلى سيناء، خلال تلك الفترة، لحين التأكد من السبب الحقيقي لسقوط الطائرة والتأكد من الشكوك المثارة حولها. حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي كان من أول الداعمين لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولأحداث 30 يونيو، واستقبله الأخير استقبال الفاتحين بالقاهرة، إلا أنه أيضًا انتهج ما اتجهت إليه كبرى الدول الأوروبية، بالتلميح إلى أن مصر منطقة محظورة للسياحة. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين قوله إن الرئيس الروسي وافق اليوم الجمعة على تعليق الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، وأمر رئيس حكومته دميتري ميدفيديف بوضع آلية لإعادة الموطنين الروس من مصر، ليكن ذلك تجسيدًا لمشهد الفنان حمدي غيث في فيلم "الناصر صلاح الدين"، والذي قال فيه: "كل حلفائك خانوك يا ريتشارد"، حينما خانته القوى الأوروبية لصالح المسلمين، وفقًا لقصة الفيلم.

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%AF%D9%81%D...86%D9%88%D9%83