#16
|
||||
|
||||
اللهم امين
جزاكم الله خيرا واحسن الله اليكم |
#17
|
||||
|
||||
|
#18
|
||||
|
||||
نظرات على صيام الصالحين
سادات الصائمين (13 - 39) الشيخ سيد حسين العفاني (32) صوم ابن جريح: الإمام الحافظ شيخ الحرم أبو الوليد عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج القرشي. قال عطاء بن أبي رباح: سيِّدُ شباب أهل الحجاز ابنُ جريج[69]. قال عبدالرزاق: ما رأيتُ أحسن صلاة من ابن جريج[70]. وقال: كنتُ إذا رأيت ابنَ جريج أُعْلِمْت أنه يخشى الله[71]. قال أبو عاصم النبيل: كان ابن جريج من العباد؛ كان يصوم الدهر سوى ثلاثة أيام من الشهر[72]. (33) صوم عبدالله بن عون: ابن أرطبان سيد القرآن في زمانه، الإمام القدوة، الحافظ، عالم البصرة، الحافظ للسانه، الضابط لأركانه. عن خارجة بن مصعب قال: صحبت عبدالله، يعني: ابن عون، أربعًا وعشرين سنة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة[73]. قال الذهبي: كان ابن عون عديم النظر في وقته زهدًا وصلاحًا. قال ابن المبارك: ما رأيت مصليًا مثل ابن عون، وما رأيت[74] أحدًا ممن ذكر لي إلا كان إذا رأيت دون ما ذكر لي إلا ابن عون وحيوة بن شريح[75]. قال بكار بن محمد: كان ابن عون يصوم يومًا ويفطر يومًا[76]. قال الأوزاعي: إذا مات ابن عون والثوري استوى الناس، وقال: لو خيِّرت لهذه الأمة مَن ينظر لها ما اخترت إلا الثوري وابن عون. (34) صوم داود بن أبي هند: أبو بكر، الإمام الحافظ الثقة مفتي أهل البصرة[77]. قال حماد بن زيد: ما رأيت أحدًا أفقه من داود. قال ابن جريج: ما رأيت مثل داود بن أبي هند، إن كان ليفرع العلم فرعًا.قال الفلاس: سَمِعْت ابن أبي عون يقول: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله – وكان خزازًا – يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطريق[78]. قال ابن الجوزي: يظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق[79]. وَمُسْتَفْسِرٍ عَنْ سِرِّ يَومِي رَدَدْتُهُ فَأصبَحَ فِي يَوْمِي بِغَيْرِ يَقِينِ قال محمد بن أبي عَدِي: أقبَل عليْنَا داود، فقال: يا فتيان، أخبركم، لعل بعضكم أن ينتفع به، كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق، فإذا انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا، فإذا بلغت إلى ذلك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله كذا وكذا، حتى أتي المنزل[80]، رحمك الله، يا إمام، صِيَام مع صدقة مع ذكر مع علم وفقه وحديث، حُزْت الخير أجمعه.يَقُولُونَ خَبِّرْنَا فَأنْتَ أمِينُهَا وَمَا أنَا إنْ خَبَّرْتُهُمْ بأمِينِ يتبع |
#19
|
||||
|
||||
نظرات على صيام الصالحين
سادات الصائمين (13 - 39) الشيخ سيد حسين العفاني (35) صوم ابن أبي ذئب: الإمام شيخ الإسلام أبو الحارث محمد بن عبدالرحمن بن أبي ذئب القرشي. قال أحمد: كان يشبه بسعيد بن المسيب، فقيل لأحمد خلف مثله قال: لا، ثم قال: كان أفضل من مالك، إلا أن مالكًا - رحمه الله - أشد تنقية للرجال منه – كان يصلي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدًا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. قال أخوه: كان أخي يصوم يومًا ويفطر يومًا، ثم سرد الصوم، وكان شديد الحال، يتعشَّى الخبز والزيت[81]. قال أحمد بن حنبل: إن ابن أبي ذئب ثقة قد دخل على أبي جعفر المنصور فلم يَهَبْه أن قال له الحق وقال: الظلم ببابك فاشٍ، وأبو جعفر أبو جعفر. (36) صوم شعبة الخير أبي بسطام: سيد المحدثين كما قال سليمان بن المغيرة[82] - الضخم الذي يحدث عن الضخام – الإمام المشهور والعلم المنثور، شعبة بن الحجاج، الإمام أمير المؤمنين في الحديث، كان الثوري يقول: أستاذنا شعبة. وقال حمزة بن زياد عن شعبة: كان قد يبس جلده على عظمه من العبادة[83]. وقال أبو بكر البكراوي: ما رأيت أعبد لله من شعبة؛ لقد عبدالله حتى جف جلده على عظمه من العبادة[84]. وقال عمر بن هارون: كان شعبة يصوم الدهر كله لا يُرَى عليه. قال أبو قطن: كانت ثياب شعبة لونها لون التراب، وكان كثير الصلاة كثير الصيام سخي النفس. قال شعبة: كل من سَمِعْت منه حدثنا فأنا له عبد. قال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين. وقال ابن مهدي: ما رأيت أحدًا أكثر تقشُّفًا من شُعبَة. قال عبدالسلام بن مطهر: ما رأيت أمعن في العبادة من شعبة[85]. يتبع |
#20
|
||||
|
||||
|
#21
|
||||
|
||||
نظرات على صيام الصالحين
سادات الصائمين (40) الشيخ سيد حسين العفاني (40) صوم أحمد بن حنبل إمام أهل السنة: معلِّم الخير كما حكى يحيى بن معين، وقال: والله ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد، وعلى طريقة أحمد. قال ابن المديني: أحمد بن حنبل سيدنا. وقال: اتخذ أحمد بن حنبل إمامًا فيما بيني وبين الله. وقال: إن الله - عز وجل - أعزَّ هذا الدين برجلين لا ثالث لها أبو بكر الصديق يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة. وقال أبو عبدي القاسم بن سلامك: أحمد بن حنبل إمامنا إني لأتزين بذكره. وقال إسحاق بن راهويه: لولا أحمدُ بن حنبل، وبَذْلُ نفسه - لمَّا بذلَهَا - لَذَهَبَ الإسلام. وقال بشر بن الحارث: إن هذا الرجل قام اليوم بأمرٍ عَجَز عنه الخلق أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء، إن أحمد بن حنبل قام مقام الأنبياء حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه، ومن فوقه، ومن تحته، وعن يمينه، وعن شماله، إن أحمد بن حنبل طار بحفظها وغنائها في الإسلام. وقال أبو ثور: كنت إذا رأيت أحمد بن حنبل خيل إليكم أن الشرعية لوح بين عينيه. "قال إبراهيم بن هانئ - وكان أبو عبدالله حيث تَوارَى من السلطان توارى عنده - فحكى أنه لم يرد أحد أقوى عل الزهد والعبادة وجهد النفس من أبي عبدالله أحمد بن حنبل، قال: كان يصوم النهار ويعجل الإفطار، ثم يصلي بعد العشاء الآخرة ركعات، ثم ينام نومة خفيفة، ثم يقوم فيتطهر ولا يزال يصلي حتى يطلع الفجر، ثم يوتر بركعة، وكان هذا دأبه طول مقامه عندي، ما رأيته فتر ليلة واحدة، وكنت لا أقوى معه على العبادة، وما رأيته مفطرًا إلا يومًا واحدًا أفطر واحتجم"[1]. * وبعد خروج الإمام أحمد إلى العسكر بعد انقضاء ما اتهم به "قال أبو بكر المروزي: قال: قال لي أحمد بن حنبل، ونحن بالعسكر: لي اليوم ثمان منذ لم آكل شيئًا، ولم أشرب إلا أقل من ربع سويق، فربما شربه، وربَّما ترك بعضه، وكان إذا ورد عليه أمر يُهمُّه لم يَطعَم ولم يُفطِر إلا على شربة ماء. قال صالح بن أحمد: جعل أبي يواصل الصوم؛ يُفطِر في كل ثلاث على تمر شهرين، فمكث بذلك خمسة عشر يومًا، يفطر في كل ثلاث، ثم جعل بعد ذلك يفطر ليلة وليلة، لا يفطر إلا على رغيف. وكان إذا جيء بالمائدة توضع في الدهليز؛ لكي لا يراها، فيأكل من حضر، وكان إذا أجهده الحر تلقى له خرقة فيضعها على صدره[2]. قال أبو بكر المروزي: أنبهني أبو عبدالله ذات ليلة، وكان قد واصل، فإذا هو قاعد فقال: هو ذا يُدارُ بي من الجوع فأطعمني شيئًا فجئته بأقل من رغيف، فأكل، ثم قال: لولا أني أخاف العَوْن على نفسي ما أكلت، وكان يقوم من فراشه إلى المخرَج، فيقعد يستريح من الضعف من الجوع، حتى إن كنت لأبل له الخرقة، فيلقيها على وجهه لترجع إليه نفسه. وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يومًا، ما ذاق شيئًا إلا مقدار ربع سويق، في كل ليلة كان يشرب شربة ماء، وفي كل ثلاث يستف حفنة من السويق، فرجع إلى البيت، ولم ترجع إليه نفسه إلا بعد ستة أشهر، ورأيت مآقيه قد دخلا في حدقتيه. وقال أبو بكر المروزي: كان أبو عبدالله بالعسكر يقول: انظر هل تجد لي ماء الباقلاء؟ فكنت ربما بللت خبزه بالماء فيأكله بالملح، ومنذ دخلنا العسكر إلى أن خرجنا ما ذاق طبيخًا ولا دسمًا[3]. قال أبو بكر المروزي: قال لي أبو عبدالله، ونحن بالعسكر: ألا تعجب! كان قُوتِي فيما مضى أرغفة؛ وقد ذهبت عني شهوة الطعام فما أشتهيه، قد كنت في السجن آكل، وذلك عندي زيادة في إيماني، وهذه نقصان، وقال لنا يومًا، ونحن بالعسكر: لي اليوم ثمان لم آكل شيئًا ولم أشرب إلا أقل من ربع سويق، وكان يمكث ثلاثًا لا يطعم وأنا معه، فإذا كان الليلة الرابعة أضع بين يديه قدر نصف ربع سويق، فربما شربه، وربما ترك بعضه. وكلم في أمره في الحمل على نفسه فقيل له: لو أمرت بقدر تطبخ لك ليرجع إليك نفسك فقال: الطبيخ طعام المطمئنِّين، مكث أبو ذر ثلاثين يومًا ما له طعام إلا ماء زمزم، وهذا إبراهيم التيمي كان يمكث في السجن كذا وكذا لا يأكل، وهذا ابن الزبير كان يمكث سبعًا[4]. كتب المتوكِّل أن يحمل أحمد إليه، فحمل إليه، فلمَّا قدم أحمد أمر أن يفرغ له قصر، ويبسط له فيه، ويجري عل مائدته كل يوم كذا وكذا، وأراد أن يسمع ولده الحديث، فأبى أحمد، ولم يجلس على بساطه، ولم ينظر إلى مائدته وكان صائمًا، فإذا كان عند الإفطار أمر رفيقه الذي معه أن يشتري له ماء الباقلاء فيفطر عليه، فبقي أيامًا على هذه الحال، وكان علي بن الجهم من أهل السنة حسن الرأي في أحمد، فكلم أمير المؤمنين، فيه، وقال: هنا رجل زاهد لا ينتفع به، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن له؟ ففعل ورجع أحمد إلى منزله"[5]. ــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] "مناقب الإمام أحمد" (359). [2] "مناقب الإمام أحمد" (449، 450). [3] "مناقب الإمام أحمد" (454، 455). [4] "المناقب" (456). [5] "المناقب" (457، 458). |
العلامات المرجعية |
|
|