|
#1
|
||||
|
||||
![]() أعلام توفوا في شهر الصيام
محمود ثروت أبو الفضل حماد بن زيد بن درهم الأزدي مات في رمضان، سنة تسع وسبعين ومائة. من كبار المحدثين الثقات، الحفاظ، ومن شيوخ الإسلام. قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء": "العلامة، الحافظ، الثبت، محدث الوقت، أبو إسماعيل الأزدي، مولى آل جرير بن حازم البصري، الأزرق، الضرير، أحد الأعلام. أصله من سجستان، سبي جده درهم منها". قال ابن سعد في "الطبقات": "كان ثقة ثبتًا حجة كثير الحديث". قال علي بن المديني: سمعت أبا عبد الرحمن بن مهدي يقول: لم أر أحدا قط أعلم بالسنة، ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد. وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عن حماد بن زيد، فَقَالَ: قال عبدالرحمن بن مهدي: ما رأيت بالبصرة أفقه من حماد بن زيد. سمع الحديث من: أنس بن سيرين، وعمرو بن دينار، وأبي عمران الجوني، ومحمد بن زياد القرشي الجمحي، وأبي جمرة الضبعي، وثابت البناني، وبديل بن ميسرة، وأيوب السختياني، وعبدالعزيز بن صهيب، وبشر بن حرب، وسلم بن قيس العلوي، وشعيب بن الحبحاب، وعاصم بن أبي النجود، وعامر بن عبد الواحد الأحول، وعباس بن فروخ الجريري، وعبيدالله بن أبي يزيد المكي، وكثير بن زياد الأزدي، ومحمد بن واسع، ومطر الوراق، وهارون بن رئاب، وواصل مولى أبي عيينة بن المهلب، وأبي التياح الضبعي، ويزيد الرشك، وإسحاق بن سويد، وجميل بن مرة، وحاجب بن المهلب بن أبي صفرة، والزبير بن الخريت، والزبير بن عربي، والصقعب بن زهير، وكثير من شنظير، ومنصور بن المعتمر، وبرد بن سنان، وداود بن أبي هند، ويونس بن عبيد، وأبي حازم الأعرج، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس، وخلق كثير. وروى عنه: إبراهيم بن أبي عبلة، وسفيان، وشعبة - وهم من شيوخه - وعبد الوارث بن سعيد، وعبدالرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك، وأبو النعمان عارم، ومسدد، وسليمان بن حرب، وعبيدالله القواريري، ومحمد بن عبيد بن حساب، وعلي بن المديني - وهو أكبر شيخ عنده - وزكريا بن عدي، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وقتيبة بن سعيد، وسهل بن عثمان العسكري، وإبراهيم بن يوسف البلخي الفقيه، وداود بن عمرو الضبي، وسنيد بن داود المصيصي، وسليمان بن أيوب صاحب البصري، وخلق كثير. قال يحيى بن معين: ليس أحد أثبت من حماد بن زيد. وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: ما رأيت شيخا أحفظ من حماد بن زيد. وقال أحمد بن حنبل: حماد بن زيد من أئمة المسلمين، من أهل الدين، هو أحب إلي من حماد بن سلمة. وقال عَبْداللَّهِ بن أَحْمَد بن حنبل: سمعت أبي يقول: حماد بن زيد أحب إلينا من عبدالوارث، حماد بن زيد من أئمة المسلمين من أهل الدين والإسلام، وهو أحب إلي من حماد بن سلمة. وعن عَبْداللَّهِ بن معاوية الجمحي، سمعت ابن المبارك ينشد: أيها الطالب علما ![]() ايت حماد بن زيد ![]() فخذ العلم بحلم ![]() ثم قيده بقيد ![]() ودع البدعة من ![]() آثار عمرو بن عبيد ![]() وقال عبيدالله بن يوسف الحبيري، عن فطر بن حماد بن واقد: سألت حماد بن زيد قلت: يا أبا إسماعيل، إمام لنا يقول القرآن مخلوق، أصلي خلفه؟ قال: لا ولا كرامة. وجاء في "مشاهير علماء الأمصار" للإمام أبي حاتم محمد بن أحمد بن حبان البستي: "كان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين ممن كان يقرأ حديثه كله حفظا وهو أعمى". وقال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت أبا عاصم النبيل يقول: مات حماد بن زيد يوم مات، ولا أعلم له في الإسلام نظيرا في هيئته ودله. قال الذهبي: تأخر موته عن مالك قليلا، ولذلك قال أبو عاصم ذلك، ولما سمع يزيد بن زريع بموت حماد بن زيد، قال: مات اليوم سيد المسلمين. قال سليمان بن حرب: سمعت حماد بن زيد يقول في قوله: ﴿ لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ [الحجرات: 2]. قال: أرى رفع الصوت عليه بعد موته، كرفع الصوت عليه في حياته، إذا قرئ حديثه، وجب عليك أن تنصت له، كما تنصت للقرآن. قال محمد بن وزير الواسطي: سمعت يزيد بن هارون يقول: قلت لحماد بن زيد: هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن؟ قال: بلى، الله - تعالى - يقول: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ... ﴾ الآية. قال أبو العباس بن مسروق: حدثنا أيوب العطار: سمعت بشر بن الحارث - رحمه الله - يقول: حدثنا حماد بن زيد، ثم قال: أستغفر الله، إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء. قال عارم، وأَبُو بكر بن أبي الأسود، وعمرو بن علي مات: سنة تسع وسبعين ومئة. قال عارم: مات يوم الجمعة لعشر ليال خلون من رمضان. وقال عمرو بن علي: يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة مضت منه، وصلى عليه إسحاق بن سليمان بن علي الهاشمي، وصليت عليه. وقال أبو حفص الفلاس: مات في يوم الجمعة، تاسع عشر شهر رمضان. |
#2
|
||||
|
||||
![]() أعلام توفوا في شهر الصيام
محمود ثروت أبو الفضل يزيد بن حاتم بن قبيصة مات في رمضان، سنة سبعين ومائة. من كبار الولاة وأعدلهم في عهد العباسيين، وأخيه روح بن حاتم بن قبيصة كان وليًا عادلًا جوادًا للعباسيين أيضًا. قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء": "يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي. البصري، الأمير. ولي إمرة مصر سنة أربع وأربعين ومائة، فدام سبع سنين، ثم ولي المغرب مدة للمهدي، والهادي، والرشيد، ومهد إفريقية، وذلل البربر، وكان بطلا، شجاعا، مهيبا، شديد البأس". وكان من قواد عسكر أبي جعفر المنصور، ذو رأيٍ ومشورةٍ عنده، وولاه المنصور على مصر ثم إفريقية، وهو من أهل بيتٍ كبيرٍ اجتمع فيه خلقٌ كثيرٌ من الأعيان الفضلاء والنجباء؛ فجَدُه المهلب بن أبي صفرة وأخوه روح بن حاتم، وعم أبيه يزيد بن المهلب، ومن ولده الوزير أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي. وقد مدحه كثير من الشعراء؛ ومما قيل فيه لابن المولى: وإذا الفوارس عددت أبطالها ![]() عدوك في أبطالهم بالخنصر ![]() وعن صفوان بن صفوان أنه قال بداهة في يزيد: لم أدر ما الجود إلا ما سمعت به ![]() حتى لقيت يزيدا عصمة الناس ![]() لقيت أكرم من يمشي على قدم ![]() مفضلا برداء الجود والباس ![]() لو نيل بالمجد ملك كنت صاحبه ![]() وكنت أولى به من آل عباس ![]() وفيه يقول ربيعة بن ثابت: لشتان ما بين اليزيدين في الندى ![]() يزيد سليم، والأغر ابن حاتم ![]() فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله ![]() وهم الفتى القيسي جمع الدراهم ![]() ولا يحسب التمتام أني هجوته ![]() ولكنني فضلت أهل المكارم ![]() وفى سنة تولي يزيد بن حاتم مصر ظهرت دعوة محمد النفس الزكية وإبراهيم ابني الحسن بن علي بن أبى طالب - رضي الله عنه - وبايعهما كثيرٌ من الناس، فحصلت معارك بينهم وبين الخليفة أبي جعفر المنصور، وكان الناس بمصر قد أظهروا هياجاً لذلك، وخرج "علي بن محمد" من أحفاد "الحسن بن علي بن أبي طالب" على العباسيين سنة 145هـ في مصر، وتوارى في قرية طوخ الخيل في الصعيد غربي النيل وتُوفي بها مختبئاً، فمنع يزيدُ أهل مصر من الحج، ولم يقصد مكة أحدٌ من الشام ومصر بسبب الاضطرابات الحاصلة في تلك السنة. فلما قُتل إبراهيم وانتهت الفتنة حج يزيد بن حاتم بأهل مصر سنة 147هـ، ولما عاد من الحج أعدَّ جيشاً لغزو الحبشة لظهور الخوارج فيها، فتوجه إليهم في حملة وتحقق النصر له عليهم، فضم له المنصور على إثرها ولاية برقة زيادةً على عمل مصر سنة 149هـ، وبذلك يكون هو أول من جمع له ولاية مصر وبرقة في خلافة المنصور. ثم خرج في أيام يزيد القبط في بعض مصر، فجهز يزيد جيشاً كثيفاً لقتالهم، لكنهم ردوه مهزوماً، فأعفاه الخليفة من ولاية مصر سنة 152هـ. ثم ولاه المنصور ولاية المغرب سنة 154هـ، وأرسله لمقاتلة الإباضيين الذين غلبوا على أفريقية، فشخص إلى إفريقية بعد أن أناخ في مصر برهة، وتحقق له النصر على الخوارج في طرابلس و*** أبا حاتمٍ وأبا عادٍ الإباضيين في ثلاثين ألفاً من أشراف أصحابهم وكبرائهم، وتتبعهم بال*** طلباً لدم ابن عمه الذي *** على أيديهم، ثم دخل مدينة القيروان ونادى في أهلها بالأمان سنة 155هـ، وأرسل من قواده من تتبع فلول البربر وأوقع بهم، وظل كذلك حتى ركدت ريح الخوارج من البربر وافترق جمعهم. وقد أمن في حكمه العباد وصلحت به البلاد إذ مهد طرقها، ورتب أسواقها، وأفرد لكل صناعة مكاناً، وجدد بناء جامعها، وضبط الأمور فيها أحسن ضبط، ولازال بها مقيماً في خلافة أبي جعفر وخلافة المهدي إلى أيام الرشيد حتى وافته المنية فيها بعد أن استخلف ابنه داود عليها، لكن الرشيد عزل داودَ بعد اضطراب الأمور في القيروان لسوء إدارته، وأوكل الأمر إلى روح بن حاتم المهلبي. قيل: كان عادلًا، يحسن حكم الرعية، فأحبه الناس. وقال فيه ربيعة بن ثابت الرقى لمّا عُزل عن إمرة مصر: بكى أهل مصر بالدموع السواجم ![]() غداة غدا عنها الأغر ابن حاتم ![]() ويُذكر أن أشعب قدم على يزيد بن حاتم مصر، فجلس في مجلسه من الناس، فدعا يزيدُ أحد غلمانه وأسَرَّ له بشيء، فقام أشعب فقبَّل يد يزيد فقال له: ولمَ فعلت هذا؟ قال أشعب: رأيتك أسررت إلى غلامك بشيء! فعلمت أنك قد أمرت لي بِصِلَة. فضحك منه وقال: ما فعلتُ، ولكني أفعل. وأمر له بالعطاء. وقد مات يزيد بن حاتم: بالمغرب، في رمضان، سنة سبعين ومائة، واستخلف ولده داود على المغرب. |
#3
|
||||
|
||||
![]() أعلام توفوا في شهر الصيام
محمود ثروت أبو الفضل يزيد بن حاتم بن قبيصة مات في رمضان، سنة سبعين ومائة. من كبار الولاة وأعدلهم في عهد العباسيين، وأخيه روح بن حاتم بن قبيصة كان وليًا عادلًا جوادًا للعباسيين أيضًا. قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء": "يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي. البصري، الأمير. ولي إمرة مصر سنة أربع وأربعين ومائة، فدام سبع سنين، ثم ولي المغرب مدة للمهدي، والهادي، والرشيد، ومهد إفريقية، وذلل البربر، وكان بطلا، شجاعا، مهيبا، شديد البأس". وكان من قواد عسكر أبي جعفر المنصور، ذو رأيٍ ومشورةٍ عنده، وولاه المنصور على مصر ثم إفريقية، وهو من أهل بيتٍ كبيرٍ اجتمع فيه خلقٌ كثيرٌ من الأعيان الفضلاء والنجباء؛ فجَدُه المهلب بن أبي صفرة وأخوه روح بن حاتم، وعم أبيه يزيد بن المهلب، ومن ولده الوزير أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي. وقد مدحه كثير من الشعراء؛ ومما قيل فيه لابن المولى: وإذا الفوارس عددت أبطالها ![]() عدوك في أبطالهم بالخنصر ![]() وعن صفوان بن صفوان أنه قال بداهة في يزيد: لم أدر ما الجود إلا ما سمعت به ![]() حتى لقيت يزيدا عصمة الناس ![]() لقيت أكرم من يمشي على قدم ![]() مفضلا برداء الجود والباس ![]() لو نيل بالمجد ملك كنت صاحبه ![]() وكنت أولى به من آل عباس ![]() وفيه يقول ربيعة بن ثابت: لشتان ما بين اليزيدين في الندى ![]() يزيد سليم، والأغر ابن حاتم ![]() فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله ![]() وهم الفتى القيسي جمع الدراهم ![]() ولا يحسب التمتام أني هجوته ![]() ولكنني فضلت أهل المكارم ![]() وفى سنة تولي يزيد بن حاتم مصر ظهرت دعوة محمد النفس الزكية وإبراهيم ابني الحسن بن علي بن أبى طالب - رضي الله عنه - وبايعهما كثيرٌ من الناس، فحصلت معارك بينهم وبين الخليفة أبي جعفر المنصور، وكان الناس بمصر قد أظهروا هياجاً لذلك، وخرج "علي بن محمد" من أحفاد "الحسن بن علي بن أبي طالب" على العباسيين سنة 145هـ في مصر، وتوارى في قرية طوخ الخيل في الصعيد غربي النيل وتُوفي بها مختبئاً، فمنع يزيدُ أهل مصر من الحج، ولم يقصد مكة أحدٌ من الشام ومصر بسبب الاضطرابات الحاصلة في تلك السنة. فلما قُتل إبراهيم وانتهت الفتنة حج يزيد بن حاتم بأهل مصر سنة 147هـ، ولما عاد من الحج أعدَّ جيشاً لغزو الحبشة لظهور الخوارج فيها، فتوجه إليهم في حملة وتحقق النصر له عليهم، فضم له المنصور على إثرها ولاية برقة زيادةً على عمل مصر سنة 149هـ، وبذلك يكون هو أول من جمع له ولاية مصر وبرقة في خلافة المنصور. ثم خرج في أيام يزيد القبط في بعض مصر، فجهز يزيد جيشاً كثيفاً لقتالهم، لكنهم ردوه مهزوماً، فأعفاه الخليفة من ولاية مصر سنة 152هـ. ثم ولاه المنصور ولاية المغرب سنة 154هـ، وأرسله لمقاتلة الإباضيين الذين غلبوا على أفريقية، فشخص إلى إفريقية بعد أن أناخ في مصر برهة، وتحقق له النصر على الخوارج في طرابلس و*** أبا حاتمٍ وأبا عادٍ الإباضيين في ثلاثين ألفاً من أشراف أصحابهم وكبرائهم، وتتبعهم بال*** طلباً لدم ابن عمه الذي *** على أيديهم، ثم دخل مدينة القيروان ونادى في أهلها بالأمان سنة 155هـ، وأرسل من قواده من تتبع فلول البربر وأوقع بهم، وظل كذلك حتى ركدت ريح الخوارج من البربر وافترق جمعهم. وقد أمن في حكمه العباد وصلحت به البلاد إذ مهد طرقها، ورتب أسواقها، وأفرد لكل صناعة مكاناً، وجدد بناء جامعها، وضبط الأمور فيها أحسن ضبط، ولازال بها مقيماً في خلافة أبي جعفر وخلافة المهدي إلى أيام الرشيد حتى وافته المنية فيها بعد أن استخلف ابنه داود عليها، لكن الرشيد عزل داودَ بعد اضطراب الأمور في القيروان لسوء إدارته، وأوكل الأمر إلى روح بن حاتم المهلبي. قيل: كان عادلًا، يحسن حكم الرعية، فأحبه الناس. وقال فيه ربيعة بن ثابت الرقى لمّا عُزل عن إمرة مصر: بكى أهل مصر بالدموع السواجم ![]() غداة غدا عنها الأغر ابن حاتم ![]() ويُذكر أن أشعب قدم على يزيد بن حاتم مصر، فجلس في مجلسه من الناس، فدعا يزيدُ أحد غلمانه وأسَرَّ له بشيء، فقام أشعب فقبَّل يد يزيد فقال له: ولمَ فعلت هذا؟ قال أشعب: رأيتك أسررت إلى غلامك بشيء! فعلمت أنك قد أمرت لي بِصِلَة. فضحك منه وقال: ما فعلتُ، ولكني أفعل. وأمر له بالعطاء. وقد مات يزيد بن حاتم: بالمغرب، في رمضان، سنة سبعين ومائة، واستخلف ولده داود على المغرب. |
#4
|
||||
|
||||
![]() أعلام توفوا في شهر الصيام
محمود ثروت أبو الفضل روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي مات في رمضان، سنة أربع وسبعين ومائة. من الولاة الصالحين، في عهد العباسيين. قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء": "الأمير، أبو حاتم، أحد الأجواد والأبطال، ولي ولايات جليلة للسفاح، والمنصور، وغيرهما. ولي السند، ثم البصرة، وكان أخوه يزيد بن حاتم أمير المغرب، فمات، فبعث الرشيد روحًا على المغرب، فقدمها سنة إحدى وسبعين، فوليها ثلاث سنين". وقد ولي روح لخمسة من الخلفاء: أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد. ويقال أنه لم يتفق مثل هذا إلا لأبي موسى الأشعري، فإنه ولي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي. وفي هذا إشارة إلى خبرته وحسن إدارته حتى أقره خمسة خلفاء على ولايته. قال عن ابن خلكان في "وفيات الأعيان": "كان روح من الكرماء الأجوادن وولي لخمسة من الخلفاء: أبي العباس السفاح والمنصور والمهدي والهادي والرشيد". وكان روح والياً على السند، في عهد المهدي بن أبي جعفر المنصور في سنة 159 هـ، وكان قد ولاه في أول خلافته الكوفة، وقيل إنه ولي السند سنة 160 هـ، ثم عزله عن السند سنة 161 هـ، ثم ولاه البصرة. ثم ما لبث أن ولاه توفي أخوه "يزيد" والي إفريقية، فعزله الرشيد عن ولاية السند، وأرسله إفريقية أول رجب سنة 171 هـ، ولم يزل والياً عليها إلى أن توفي بها لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة 174 هـ، ودفن في قبر أخيه يزيد. |
#5
|
||||
|
||||
![]()
|
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|