|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
«شيلوك» المصرى
«شيلوك» المصرى ثروت الخرباوى شىء عظيم أن تكون إنساناً بالمعنى الحقيقى للإنسانية، شىء عظيم أن تكون رجلاً صاحب مروءة ونخوة، شىء عظيم أن تظل محافظاً على مبادئك مهما تغير مَن حولك، كن كما أنت ولا تكن كغيرك، فالله سبحانه خلقك لتكون أنت أنت، لا لتكون أنت أى شخص آخر، ومهما حاولت أن تبتعد عن شخصيتك الحقيقية ستكشف الأيام خبيئتك، فالإنسان مهما حاول لا يستطيع أن يكون إلا نفسه، ستجد فى داخلك القبح والجمال، فابحث عن الجمال واستنهضه واجعله دستورك فى الحياة، وستجد فى داخلك الفجور والتقوى، فابحث عن التقوى واجعلها سبيلك وديدنك. واعلم أنك فى حياتك لست وحيداً، فأنت رغم صغرك فى هذا الكون اللامتناهى فإنك لست وحدك، أنت مع ذكرياتك تعيش، ومع حاضرك تعيش، ومع مستقبلك تعيش، ولكى تعيش بإنسانيتك التى طلبها الله منك فيجب ألا تكون نفسك مقصورة عليك، ولكن كن تلميذاً للآخرين، تعلّم منهم دون غضاضة، فإنك فى حياتك لا تتعلم من تجاربك فقط، ولكنك أيضاً تتعلم من تجارب الآخرين، فلو اقتصرت على تجربتك فقط فكأنك لم تتعلم شيئاً، وفى نهاية تجربتك ستكتشف أن الإنسانية التى أرادنا الله عليها هى إنسانية المودة والحب والإخاء، فإذا كان قلبك يضخ حباً فأنت إنسان، وينبض سلاماً فأنت إنسان، ولكن الطمع يدخل فى النفس الإنسانية فيفسدها ويحول الملائكة شياطين مردة، هو الطمع أسوأ شىء اخترعته النفس الإنسانية، وفى القصص التى تركها الأولون لنا ستجد أن الطمع هو سبب الصراع الدائر فى الكون كله، وما *** قابيل هابيل إلا طمعاً وغيرة وحقداً، وما انقلب أحدٌ على قومه ووطنه إلا طمعاً وجشعاً، ولأولئك الذين يقتطعون من جسد مصر كل يوم قطعة، يظنون أنها ستغنيهم وستصل بهم إلى آفاق غير مسبوقة، اعلموا أنكم ميتون، لا تظن أنك ستموت غداً ولكنك بالفعل ميت. ألم تقرأ قول الله تعالى: «أتى أمر الله فلا تستعجلوه»، الفعل أتى، ولحظتك جاءت وشيّعك الناس وقالوا: كان يقتطع من جسد أمه مصر ليشبع وما شبع ولكنه مات، هل أتاك يا رجل خبر «شيلوك»، نعم «شيلوك» ذلك المرابى اليهودى الطماع، لقد قص لنا شكسبير قصته فى إحدى روائعه، لعلك قرأتها من قبل، أو لعلك سمعت عنها، «شيلوك» هذا، يا هذا، هو البطل السيئ القبيح لمسرحية تاجر البندقية، فلتنظر معى ما الذى حدث له. كان شيلوك مرابياً يهودياً كريهاً، لا شأن ليهوديته بالكراهية التى كانت تنز منه كأنها بضعة من جسده، ولكنها كراهية نمت فى قلبه شيئاً فشيئاً حتى أصبحت وكأنها هى كله وهو جزء منها! وكان هذا المرابى يُقرض الناس بالربا الباهظ، ويضع فى خزائنه الأكداس المكدسة من المال والذهب، ولكن شيلوك هذا كان يكره تاجراً شريفاً يمارس تجارته بشرف، كان يكرهه دونما سبب، اللهم إلا نقمة الشر من الخير، وإذ وقع التاجر الشريف الطيب «أنطونيو» فى ضائقة مالية اضطر إلى اللجوء لشيلوك الكريه حتى يقترض منه مبلغاً كبيراً، وحين مدّ يده إلى شيلوك قال له: أنا أكرهك وأعرف أنك خبيث لا ترعوى عن إيذاء الناس، ولكن الأقدار أوقعتنى فى يدك لحكمة ارتآها الله، لذلك لا أستطيع أن أناقشك فى شروطك، فلك أيها المرابى أن تفرض ما تشاء من فوائد ربوية على القرض مهما كانت قيمتها، ولكننى لا آبه لذلك فهناك بعض السفن ستأتى فى المساء محملة ببضائع لى، ساعتئذ سأسدد لك القرض بفائدته، ولكن شيلوك فكّر فى الانتقام، إنه الآن لا يريد المال، ولكنه يريد التمثيل بالشريف وكأنه يمثل بالشرف كله ويمزقه تمزيقاً، فكان أن أقرض التاجر الشريف «أنطونيو» بلا فائدة على الإطلاق! ولكنه اشترط عليه أن يوقع عقداً معه عند المحامى، يسمح فيه بأن يقتطع «شيلوك» من جسد «أنطونيو» رطلاً من اللحم من المكان الذى يختاره ذلك المرابى الشيطان إذا لم يقم بالسداد فى الميعاد المتفق عليه، ووقّع أنطونيو البائس على العقد وهو مجبر، وتحت ضغط الضائقة التى وقع فيها، وكان من سوء حظه أنه لم يستطع سداد الدين فى الموعد، فقد جاءت له الأنباء الحزينة تخبره أن سفنه غرقت، يا لها من نكبة، أيتم تنفيذ العقد؟! أيقتطع «شيلوك» رطلاً من لحم «أنطونيو»، تُرى هل يوافق القاضى على ذلك؟ فلنر ما حدث فالأيام تنبئك بكل عجيبة. جاء وقت القصاص يا أنطونيو، إذ ليس معك ما تسدد به دينك، ورفع شيلوك الشيطان قضيته أمام «الدوق»، والدوق هو الإقطاعى حاكم المدينة، وأمامه يكون القضاء، والكلمة الأخيرة لا تكون إلا له، وبشيطانية لم تجبل عليها النفس الإنسانية طلب شيلوك اقتطاع رطل اللحم محل الاتفاق من جسد أنطونيو، ما الذى حدث؟ انتظر، فالقصة لم تنته بعد، فشكسبير هو «فارس الحكمة» ولديه القدرة على تغيير دفة الحوادث، فعندما تأزمت القصة، وصار أمراً مقضياً أن يهلك التاجر الطيب أنطونيو لا محالة، ظهرت زوجة صديق «أنطونيو» الوفى وتنكرت فى ثياب الرجال، وارتدت روب المحاماة، وترافعت عن أنطونيو، واستطاعت إنقاذه، انظروا كم هى المحاماة عظيمة، هى مهنة النجدة، ولذلك كان ملاك النجدة هى تلك المرأة الحكيمة التى ارتدت ثوب المحامى، هل تعلم ماذا فعلت؟ استفادت من ثغرة فى العقد دلفت منها إلى حكم البراءة، حيث إن العقد نص على حق شيلوك فى قطع رطل اللحم، ولكن لم يرد فيه حق شيلوك فى إراقة دم أنطونيو، فقالت له وهى متخفية فى زى المحامى: خذ رطلاً من لحمه دون أن تريق دمه وإلا عوقبت وفقاً لقوانين مدينة البندقية، وستكون عقوبتك ال*** ومصادرة أموالك، نظر القاضى فى العقد ووجد أن الكلام الذى قالته المحامية المتنكرة صحيح، من حق شيلوك رطل اللحم، يقتطعه من جسد أنطونيو، ولكنه يجب أن يقتطع اللحم دون أن يريق قطرة دم واحدة، وإلا فالعقاب الأليم ينتظره، فأُسقط فى يد شيلوك، ونجا أنطونيو من مؤامرته. هذه هى القصة، ولك أن تأخذ العبرة منها كما تشاء، اقتطع من لحم مصر الأرطال التى تريدها، ولكنك ستتعرض للعقاب الأليم، إخوانياً كنت أو غير إخوانى. |
#2
|
|||
|
|||
إخوانياً كنت أو غير إخوانى
فعلاً يجب أن يدفع الثمن كل من خان أو باع الوطن شكرا على القصة المعبرة أستاذى الفاضل |
العلامات المرجعية |
|
|