اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-06-2015, 11:10 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي ويل لهؤلاء


ويل لهؤلاء

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد فرض الله - سبحانه وتعالى - على عباده فرائض فليؤدوها، وحدَّ حدوداً فلا ينتهكوها، ومن هذه الفرائض التي فرضها فريضة صيام رمضان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}1، وقال - تعالى -: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}2.
وكما هو معلوم من الدين بالضرورة فإن صوم رمضان ركن من أركان الإسلام، ودعامة من دعائمه العظام؛ كما أخبرنا بذلك سيد الأنام، ومسك الختام؛ محمد - عليه الصلاة والسلام - فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ))3.
وقد أوجب الله صيامه على كل المسلمين البالغين العاقلين؛ فمن توفرت فيه هذه الشروط وجب عليه صيام رمضان، وعليه أن يحذر من التهاون أو التكاسل في ذلك فقد جاء النهي الأكيد، والوعيد الشديد في حق من أفطر رمضان عامداً متعمداً؛ فعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((بينما أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضَبْعي فأتيا بي جبلاً وعراً، فقالا لي: أصعد، فقلت: إني لا أطيق، فقالا: إنا سنسهله لك، فصعدت، حتى إذا كنت في سواء الجبل؛ إذا أنا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء - عوي - أهل النار، ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم(العرقوب: الوتر الذي خلف الكعبين بين مفصل القدم والساق)، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم (جوانب الفم) دماً، قال: قلت: من هؤلاء؟ قالا: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم))4 أي الذين ينتهكون حرمة رمضان بالإفطار في نهاره، قبل أن يصير الإفطار حلالاً لهم ببلوغ الليل؛ ذلك أن الله قد أمر بإتمام الصيام إلى الليل {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ}5.
وليس المقصود بالليل هنا تأخير الصوم حتى رؤية النجوم ساطعة في السماء - كما يفهم البعض -، بل المقصود غروب الشمس، وذلك يكون بإقبال الليل من جهة الشرق، وإدبار النهار من جهة الغرب لما جاء في حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس؛ فقد أفطر الصائم))6.
فإذا غاب قرص الشمس فقد أفطر الصائم؛ فلا ينبغي للصائم أن يتأخر في الفطر تأخراً يخالف فيه سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعجيل الفطر، ولا أن يستعجل في الفطر كذلك استعجالاً يفطر به قبل تحلة الصوم، فإنه قد جاء الوعيد الشديد في حق من يفعل ذلك، وإذا كان هذا الوعيد في حق من يفطر قبل الفطر بدقائق معدودات؛ فكيف بمن يفطر اليوم كله؟!
وفي الحديث الأنف الذكر - أي حديث أبي أمامة - دليل على عظم ذنب من أفطر في نهار رمضان عمداً من غير عذر، وعذابهم أنهم يُرون في أقبح صورة، وأبشع هيئة، معلقين بعراقيبهم كما تُعلق الذبيحة، قد شقت أشداقهم، والدم يسيل منها - نسأل الله العافية والسلامة -، وفي هذا موعظة لمن ينتهك حرمة رمضان المبارك؛ فهل يتعظ المفطرون؟
وقد عدَّ الإمام الذهبي - رحمه الله - إفطار رمضان بلا عذر ولا رخصة كبيرة من كبائر الذنوب حيث قال - رحمه الله -: "وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم شهر رمضان بلا مرض ولا غرض أنه شر من الزاني، والمكاس، ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة والانحلال"7، وكذا قاله شيخ الإسلام ومفتي الأنام أحمد بن عبدالسلام بن تيمية - رحمه الله - حين قال: "مَنْ أَفْطَرَ عَامِداً بِغَيْرِ عُذْرٍ كَانَ فِطْرُهُ مِنْ الْكَبَائِرِ"8، لكنه - رحمه الله - فصَّل في حكم من أفطر رمضان جاحداً لذلك، وبيَّن أن من أفطره كسلاً وتهاوناً فليس له نفس الحكم فقال: "مَنْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ جُحُوداً وَاسْتِهْزَاءً حُبِسَ لِلِاسْتِتَابَةِ وَإِلَّا قُتِلَ; لِأَنَّهُ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ، وَمَنْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ كَسَلاً وَتَهَاوُناً لَمْ يَزُلْ عَنْهُ وَصْفُ الْإِسْلَامِ، وَلَا يُقْتَلُ؛ بِإِجْمَاعِ الْفُقَهَاءِ، بَلْ يُعَاقَبُ بِالْحَبْسِ, وَيُمْنَعُ مِنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ نَهَاراً لِيَحْصُلَ لَهُ صُورَةُ الصِّيَامِ, وَرُبَّمَا حَمَلَهُ ذَلِكَ عَلَى أَنْ يَنْوِيَهُ فَيَحْصُلُ لَهُ حِينَئِذٍ حَقِيقَتُهُ"9، وقال أيضاً: "إذا أفطر في رمضان مستحلاً لذلك وهو عالم بتحريمه استحلالاً له؛ وجب ***ه، وإن كان فاسقاً عوقب عن فطره في رمضان"10.
ونص أهل العلم على أن من ارتكب ذلك فإنه لا قضاء عليه ولا كفارة؛ لأنه ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "ولا يقضي متعمد بلا عذر صوماً ولا صلاة، ولا تصح منه"11، بل عليه التوبة الصادقة كما يقول الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان: "وعلى من اقترف هذه المعصية العظيمة أن يتوب إلى الله - تعالى -، ويصوم ويخشى عقاب الله؛ لأن الإفطار في رمضان دليل على فساد القلب، وقبح السريرة، والاستهانة بالشرع"12.
فالواجب على من أفطر رمضان أو أفطر منه أن يسارع بالتوبة الصادقة؛ وأن يحذر من إفطار رمضان، وإلا فويل له، ويل له.
نسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا معصيته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

1 سورة البقرة (183).

2 سورة البقرة (185).

3 رواه البخاري (7)، ومسلم (21).

4 أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1986)، وابن حبان (7491)، والحاكم في مستدركه (1568)، وهو في صحيح الترغيب والترهيب برقم (1005).

5 سورة البقرة (187).

6 رواه البخاري (1818)، ومسلم (1100).

7 الكبائر (ص64) للإمام الذهبي.

8 مجموع الفتاوى (25/225).

9 أحكام المرتد عند شيخ الإسلام (ص49).

10 مجموع الفتاوى (25/265).

11 الاختيارات الفقهية (ص109) لشيخ الإسلام ابن تيمية.

12 أحاديث الصيام (ص57).

اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم




رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:02 AM.