اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2015, 02:45 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت بين الشِّعارات البَرَّاقة والوقائع الم



الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت بين الشِّعارات البَرَّاقة والوقائع المُخْزِية







الجُذُور التَّارِيْخِيَّة لمَوْقِف الحُكُوْمَة الفَرَنْسِيَّة من الأُمَّة الإسْلامِيَّة (24)


أ. حسام الحفناوي
رغم كل الشعارات البَرَّاقة التي استخدمها الفرنسيون لتلميع حَمْلَتهم على مصر، ومحاولة تضليل الشعب المصري المسلم، والسلطنة العثمانية - التي كانت مصر إحدى ولاياتها في ذلك الوقت - عن الأغراض الحقيقية من وراء الحملة، ورغم أن الفرنسيين قد حاولوا كثيرًا التظاهر بإحسان معاملة المصريين؛ توددًا لهم، وطلبًا لرضاهم بحكمهم، مقارنةً بما عرفه المصريون من شدة في حكم المماليك والعثمانيين، غير أن الفرنسيين سرعان ما كانوا يُكَشِّرون عن أنيابهم، ويخلعون الوجوه المُصْطَنعة التي يلبسونها، حين يظهر من المصريين أي معارضة لقراراتهم الجائرة[1].
مظاهر عدائهم للإسلام:
خالف الفرنسيون بأفعالهم زخارفَ أقوالهم المُدَّعاة عن إسلامهم، واحترامهم للقرآن، وتعظيمهم للنبي عليه الصلاة والسلام؛ فقد كانوا يَمْتَهِنون المَصاحف الشريفة، فيستخدمون أوراقها في مَسْح النَّجاسات بعد قضاء الحاجة، ثم يُلْقُونها مُلَطَّخة بالقاذروات في مَحلِّ النَّجاسة، وعلى قارعة الطريق.[2].
ولما قامت ثورة القاهرة الأولى، وقَصَفوا شَتَّى أرجاء القاهرة ب*** شديد أثناء إخمادها، وسقطت القذائف داخل البيوت وفي الحارات، كان الفرنسيون يتعمدون توجيه قذائف مدافعهم إلى الجامع الأزهر.
وحين طلب علماء الأزهر من نابليون إيقاف القَصْف، ونَفَذت ذَخيرة الثُّوَّار، وهَدَأت المعركة، دخل الجنود الفرنسيون في سكون الليل إلى طرقات القاهرة، وانتشروا فيها، ثم توجهوا إلى الجامع الأزهر، فانتهكوا حُرْمَته، ودخلوه على ظهور خيولهم، يحملون الأسلحة، ويطؤون فُرُشَه بالأحذية، ويُمَزِّقون المصاحف الشريفة، والكتب الشرعية النَّفِيْسة، ويدوسونها بالأقدام.
وقد نشروا الخراب والدمار بين أركان المسجد، وربطوا خيولهم بقِبْلَته الطاهرة، ونهبوا خِزاناته ودواليبه التي كانت تَعُجُّ بالأمتعة، والأواني، وتمتلئ بالودائع التي كان الناس يودعونها فيه؛ خوفًا عليها من الضياع، ولم يُنَزِّهوا المسجد عن أي دَنَس، أو قاذورة؛ فشربوا الخَمور فيه، وألقوا زجاجات الشراب الفارغة في نواحيه، وتَمَخَّطوا، وقَضَوا حاجاتهم في جَنَباته، وعَرَّوا من وجدوه في المسجد، و***وا رجلًا وجدوه في بعض الأروقة.
ووقفت جماعات كبيرة من الجنود الفرنسيين في أسواق القاهرة، يُفَتِّشون الرَّائح والغادِي، ويَسْلُبونهم، وربما ***وا من مَرَّ بهم بحسب أهوائهم، وأُلْقِي القَبْضُ على كثير من الناس بالظن والشُّبْهة أثناء التفتيش عن السلاح، والبحث عمن شارك في الثورة، كما قُبِض على الكثير من المسلمين بتحريض النصارى الشَّوام والأَرْوام، وذُبِح عدد كبير من أهل القاهرة في اليومين التاليين لإخماد الثورة، وأُلْقِي الكثيرُ من القَتْلى في نهر النيل.
ثم استجاب نابليون لطلب المشايخ بإخراج الجنود من الجامع الأزهر، وأَبْقَى منهم مجموعة للضبط والتَّرَصُّد، وأَسْكَنهم حول المسجد، واستمر القبضُ على الناس ليلًا ونهارًا، وكذلك الهجوم على البيوت، وتفتيشها بحثًا عن السلاح؛ فنُهِبَت بيوتٌ كثيرة تحت هذا الستار، وظل شَبَح الرعب، وال***، والأَسْر يُهَدِّد الناس، رغم الأمان الزَّائف الذي أعطاه نابليون لأهل القاهرة قبل إيقاف الضرب.
ومع ذلك فقد صَوَّر البيان الصادر عن علماء الديوان بونابرت بصورة القائد الرحيم بالمسلمين، الحريص على فقرائهم، الحَكِيم، طَيِّب القلب، الذي منع جنوده من إحراق القاهرة بأكملها عند إخماد الثورة، ولولاه - حسب زَعْم البيان - لهَلَك جميعُ أهل القاهرة، وهو البيان الذي سار على غِرار غيره من الرسائل المُوَجَّهة للمصريين في الاحْتِجاج المَغْلوط بالقَدَر؛ لزَجْر الناس عن الاعتراض على الاحتلال الفرنسي، وتوجيههم إلى الالتفات إلى أمور المَعاش والرزق، وترك التدخل في شؤون السلطة الحاكمة أيًّا كانت.
فرض الضرائب الباهظة ونهب البيوت:
بالغ الفرنسيون في فَرْض الضرائب الباهظة على المصريين، وسَلْب أموالهم، ونَهْب ممتلكاتهم، وتَحَيَّلوا لنَزْع أَمْلاكهم ومَواريثهم بحُجَج واهِية سخيفة، وألزموا زوجات أمراء المماليك بدفع مبالغ طائلة، مقابل تركهن في حالهن، ومنحهن الأمان، وجعلوا من حَمَلاتهم المُشَدَّدة للتفتيش عن السلاح في البيوت سُلَّمًا لنَهْبها، بل ربما فعلوا ذلك بما جاورها من مساكن أيضًا.
واستخدموا النصارى المصريين كصَيارفة لجمع المُقَرَّرات المالية، فوَظَّفوا سُلُطاتهم في إنزال أنواع المَهانة والذُّل بالمسلمين، وضَرْبهم، وحَبْسهم، وتخويف من يتأخر منهم عن الدفع بتسليط الفرنسيين عليه.
وقد كان فَرْضُ الضرائب الباهظة الأملاك والعقارات، والحوانيت، والخانات، والوكالات، والحمامات، وغيرها، واستصدار القوانين التي تَحْتال لنَزْع الممتلكات، والاستيلاء على المَواريث سببًا لإشعال ثورة القاهرة الأولى، فلما قُضِي على الثورة، شَرَع الفرنسيون في تطبيق ذلك الظُّلم دونما معارضة؛ نظرًا لهَوْل ما رآه الناس من رَدِّ فعلهم أثناء إخماد الثورة، وبعدها.
تخريب القاهرة:
قام الجنود الفرنسيون بعد استقرارهم في القاهرة بخلع وتكسير كثير من أبواب الدُّروب والحارات في القاهرة، وكانوا يقطعون الأبواب الضخمة إلى نصفين، وقد قاموا بنقل الجميع إلى بركة الأزبكية، وأَخْلَوا قلعة صلاح الدين من ساكنيها، وهدموا كثيرًا من أَبْنِيَتها، وعلى رأسها قصر السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله قاهر أجدادهم من الفرنجة الصليبيين.
وقد نَهَبوا كثيرًا من محتويات القلعة، وحُلِيِّها، وذَخائرها، وشَوَّهوا كثيرًا من محاسنها، وزَواياها، ومَشاهدها، وخَلَعوا مِنْبَرَ المسجد الأَعظم بها الذي بناه السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون، وشَعَّثوا إيوان المسجد، وأخذوا أخشابه، وزَعْزَعوا أركانه، وأَزالوا المَقْصورة الحديدية البديعة الإتقان التي كان السلاطين يُصَلُّون بداخلها، وقد كان كل ذلك قبل قيام ثورة القاهرة الأولى.
فلما قامت الثورة، وأَخْمَدها الفرنسيون، وسَعَوا بعدها إلى إحكام قَبْضَتهم على القاهرة أكثر من قبلها، شرعوا في بناء عِدَّة مَتاريس في جهات مختلفة منها، وأنشؤوا عِدَّة مواقع عسكرية حَصِينة على التِّلال المُشْرِفة على المدينة، ووضعوا فيها المدافع، وهدموا أيضًا عدة أماكن بالجيزة، وشبرا، وإمبابة، ومصر القديمة، وحَصَّونها تَحْصينًا زائدًا، وحفروا خنادق عديدة.
وفي أثناء ذلك هدموا العديد من المساجد، والقُصور، والبُيوت، وكَسروا كثيرًا من الأبواب والشَّبابيك، وقطعوا الكثير من الأشجار، والنخيل، وأَحْرقوا الكثير من الأخشاب، وخلعوا أبواب الدروب والحارات، وكسروها، واستخدموها في صنع المَتاريس، وباعوا خشبها كحَطَب للوقود، كما باعوا ما بها من حديد.
ونَتَج عن كل ذلك التخريب الشنيع أن عَمَّ الخَرابُ القاهرة وما حولها على يد أدعياء التَّمَدُّن والرُّقِي، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الاستسلام أو الحرق:
نص الفرنسيون في أول رسالة يرسلونها للمصريين عقب دخولهم الإسكندرية أن أي قرية تُقاومهم سيكون مصيرها الإحراق بالنار، وهذا ما نفذوه فعلًا في بني عدي بصعيد مصر حين عجزوا عن السيطرة عليهم، وإدخالهم في طاعتهم؛ فقد أحرقوا البلدة بمنتهى الهمجية، و***وا من أهلها نحو ألفي قتيل، وقد هدَّد الفرنسيون في منشوراتهم للمصريين ب*** كل من يوجد عنده شيء من السلاح؛ ليجعلوا الشعب المصري غير قادر على جهادهم، ومقاومة مظالمهم.
نشر الفسق والتهتك:
كما عملوا على نشر الفسق والمُجون بين المصريين؛ وذلك بإنشاء مكان خَصَّصوه للحفلات في حديقة الأزبكية، يُنَظِّمون فيه الاحتفالات وفقًا للنَّمَط المتعارف عليه في الحياة الفرنسية، من انخراط الرجال والنساء معًا في الشراب، والتَّهَتُّك، والمُجون، والرقص.
ولم يكن قصدهم بذلك مجرد الترفيه عن أنفسهم وفقًا لطريقتهم في ذلك، بل أرادوا أيضًا جَرَّ الشعب المصري المسلم إلى عاداتهم الخبيثة في ذلك، كما صرحوا هم أنفسهم في مصادرهم، ولم يكن أحوالهم الخلقية زمن الحملة الفرنسية على مصر ليختلف كثيرًا عن حال الأمم الأوروبية المعاصرة؛ فقد وصفهم الجبرتي بأنهم لا يُبالون بكشف العورات، ويَقْضون حاجاتهم في أي مكان، ولو كان على مَرأى من الناس، ويطؤون ما تيسر لهم من النساء[3].


[1] من الأمثلة على تَلَوُّن الفرنسيين في المعاملة بحسب الحاجة: أن الأسطول الإنجليزي بقيادة نيلسون لما هزم الأسطول الفرنسي في موقعة أبي قير البحرية، وأنزل به خسائر فادحة جدًا في المعدات، والأرواح، والذخائر، وأصبح موقف الجيش الفرنسي في مصر في غاية الحرج، وانقطع عن فرنسا بالكلية كنتيجة حتمية لتدمير أسطول الحملة، اجتهد الفرنسيون في كتمان ما نزل بهم من مصيبة، وشق عليهم أن يعرف المصريون ذلك، فيستبشروا بضعضعة قوتهم، أو يتسرب الإحباط واليأس لجنود الحملة، ولكن لما تسربت الأخبار لبعض المصريين بذلك، شددوا غاية التشديد في إنزال العقوبة بمن يتحدث بهزيمتهم، أو يتكلم بها، ولو على انفراد، يقول الجبرتي في عجائب الآثار (2/201،200): وفيه تواترت الأخبار بحضور عدة مراكب من الإنكليز إلى ثغر الإسكندرية، وأنهم حاربوا مراكب الفرنساوية الراسية بالميناء، وكانت أشيعت هذه الأخبار قبل، وتحدث الناس بها، فصعب ذلك على الفرنساوية، واتفق أن بعض النصارى الشوام نقل عن رجل شريف يسمى السيد أحمد الزرو من أعيان التجار بوكالة الصابون أنه تحدث بذلك، فأمروا بإحضاره، وذكروا له ذلك، فقال: أنا حكيت ما سمعته من فلان النصراني، فأحضروه أيضًا، وأمروا بقطع لسانيهما، أو يدفع كل واحد منهما مائة ريال فرانسة؛ نكالًا لهما، وزجرًا عن الفضول فيما لا يعنيهما، فتشفع المشايخ، فلم يقبلوا، فقال بعضهم: أطلقوهما، ونحن نأتيكم بالدراهم، فلم يرضوا، فأرسل الشيخ مصطفى الصاوي، وأحضر مائتي ريال، ودفعها في الحَضْرة، فلما قبضها الوكيل، ردها ثانيًا إليه، وقال: فَرِّقها على الفقراء كما أشار، وردها إلى صاحبها، فانْكَفَّ الناس عن التكلم في شأن ذلك.
[2] ذكر الجبرتي في مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس (1/110) أن الفرنسيين لم يكونوا يستنجون بالماء ألبتة، ويقتصرون على الأوراق إن وجدوها، وإلا فمتى دعت أحدهم الحاجة، قضاها في أي مكان اتفق، فإن عُدم الأوراق لم يمسح، ولبس ثيابه على حاله دون تخلص من النجاسة، وأغلب الأمم الأوروبية النصرانية لا تستخدم الماء إلى وقتنا الحالي في التطهر بعد قضاء الحاجة، وهو نفس حال كثير من النصارى الذين يعيشون في بلاد المسلمين، سواء كانوا من العرب أو غيرهم.
[3] انظر: عجائب الآثار في التراجم والأخبار (2/193ـ196،211،210)، ومظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس (1/107،110،139،138-142، 145،144،151،152،157، 158، 168،170، 172،175ـ177،179،178، 189،188، 193،193،194،198،210)، وما جاء في حاشية (1/145) نقلًا عن كورييه دي ليجيبت، العدد رقم 6 (ص16)، وهامش (1/288).

  #2  
قديم 23-06-2015, 02:23 PM
الصورة الرمزية monsieur ASHRAF
monsieur ASHRAF monsieur ASHRAF غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 321
معدل تقييم المستوى: 12
monsieur ASHRAF is on a distinguished road
افتراضي

اولا شكرا لحضرتك علي الموضوع الهائل و علي عرض الحقائق بطريقة شيقة لا تجعل الواحد يمل ابدا
ثانيا / انا اري ان الاحتلال مهما اختلفت اشكاله و حججه فهو في النهاية احتلال ....ومن الخزي و العار ان يأتي يوم يحتفل فيه اصحاب الارض بمن قام باحتلالهم يوما و *** ذويهم و نهب خيراتهم و جعلهم عبيدا تحت ارجل خيولهم و حجة هولاء الذيول ان الحملة الفرنسية حملت لنا نهضة علمية !!!!!!!!!!!!
  #3  
قديم 23-06-2015, 03:23 PM
الصورة الرمزية عبدالرازق العربى
عبدالرازق العربى عبدالرازق العربى غير متواجد حالياً
مشرف عام ادارى للمرحلة الابتدائية
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 4,454
معدل تقييم المستوى: 19
عبدالرازق العربى is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:44 AM.