اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-06-2015, 04:04 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,683
معدل تقييم المستوى: 53
أ/رضا عطيه is just really nice
افتراضي "عقيدة" وأفكار باراك أوباما

"الوطن" تنشر كتابا أمريكيا يكشف "عقيدة" وأفكار باراك أوباما

كتب : يسرا زهران السبت 13-06-2015 10:59

أوباما

يمكنك أن تقبله أو ترفضه، أن تحبه أو تكرهه، لكن لا يمكنك أبداً أن تتجاهل كونه رئيس أقوى دولة فى العالم حتى الآن،

والرجل الذى تؤثر قراراته حتماً على مسارات الدول والشعوب.

يمكنك أن تقول إن الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما هو أضعف رئيس مر فى تاريخ الولايات المتحدة، أو أنه، على العكس،

أكثر من نجح فى تفكيك الشرق الأوسط وفقاً للمؤامرة الأمريكية المسمّاة بالشرق الأوسط الكبير، التى ترى ضرورة تحويل الشرق الأوسط إلى دويلات مفكّكة، متناحرة،

لا يزيد قطر أكبرها عن حجم إسرائيل، لكن لا يمكنك أن تنكر أيضاً، أن سياساته فى الشرق الأوسط تثير قلق حلفائه، وعلى رأسهم إسرائيل،

أكثر بكثير مما تثير قلق من يعاديه. «أوباما» رجل لا يبدو ذا سياسة واضحة لأحد، لا لأعدائه ولا لحلفائه. هو يتحرك بشكل يبدو فى البداية مخططاً،

وسرعان ما تنكشف عشوائيته بعد مرور بعض الوقت. يتخذ القرار، كما يقول المقربون منه، بناءً على ما تفرضه اللحظة، ثم يحاول أن يلوى عنق الحقائق الأخرى فيما بعد،

لكى تتناسب مع ما يراه.

الجيل الأكبر عمراً فى السياسيين الأمريكان يعادى شبابه، ويرجع أخطاءه إلى قلة خبرته وكونه ابناً لجيل يقفز إلى النتائج من دون دراسة المقدمات،

ويتصوّر أن كل خطأ يمكن محوه بضغطة زر على لوحة مفاتيح. فى الوقت الذى يعاتبه فيه الشباب المحيطون به لأن خططه التى يعلن عنها لا تحقق نتائجها بالسرعة التى اعتادوا عليها مع كل شىء آخر،

ويتهمونه بأنه بطىء أكثر من اللازم فى اتخاذ بعض القرارات، وبطىء أكثر حتى فى تنفيذها. «(أوباما) الذى لا يرضى عنه أحد»، لا قريب ولا بعيد، لا عدو ولا حليف، ذو التفكير الحائر والمحيّر،

كان هو بطل كتاب أمريكى كامل، صدر مؤخراً للمؤلف الأمريكى «كولين دويك»، حاملاً عنوان «عقيدة أوباما: الاستراتيجية الأمريكية الكبرى اليوم».

كان الكتاب يقرأ «دماغ» الرئيس الأمريكى، لماذا يفعل ما يفعله؟ وعلى أى أساس يتخذ قراراته؟

وفى الكتاب كان هناك فصل مهم يتناول تفكير «أوباما» فى مصر، بخصوص كل الأحداث التى جرت فيها ووضعت سياساته موضع اختبار،

وهو اختبار لا يبدو حتى الآن أن ذكاءه قد أسعفه فيه بشكل كبير.

http://www.elwatannews.com/news/details/749777?ads=2
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-06-2015, 04:14 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,683
معدل تقييم المستوى: 53
أ/رضا عطيه is just really nice
افتراضي

بدأ الكتاب الأمريكى تحليله لدماغ «أوباما» من قراءة رد فعله على الأحداث التى ارتبط فيها مصير مصر بكلمة منه فى ذهاب أو بقاء الرئيس الأسبق حسنى مبارك،

فى أحداث 2011. كانت تلك هى اللحظة التى يُحدِّد فيها الرئيس الأمريكى الطريقة التى تنوى بها بلاده التعامل بها مع حليف قديم، قدّم لها العديد من الخدمات، لكنه أصبح ورقة محترقة لا يمكن لأحد إنقاذها.

يقول: «كانت أحداث ما عُرف فيما بعد باسم «الربيع العربى» واحدة من أكبر التحديات التى واجهت السياسة الأمريكية، على امتداد تاريخها.

اندفع الناس إلى الشوارع فى القاهرة، يعلنون غضبهم ضد الظروف المعيشية والاجتماعية السيئة التى يعانون منها. خاصة بعدما تبين لهم أنه من الممكن أن يتم الإطاحة بالحكومات وأنظمة الحكم السلطوية العتيدة التى كانت قائمة فى دولهم بعد ما حدث فى تونس من أحداث أدت فى نهايتها إلى هروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، خارج البلاد.

ويتابع: «كانت حالة مصر تختلف، من وجهة النظر الأمريكية، من ناحية، لأنها كانت حليفاً قديماً للولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى لأنها تعد الدولة الرائدة فى العالم العربى.

بالتالى كان أى حدث يجرى على أرضها له أهمية خاصة. ظل الرئيس باراك أوباما متمسكاً حتى أوائل عام 2011 بالسياسة الأمريكية الأساسية فى التعامل مع نظام «مبارك» والقائمة على التحالف معه ودعمه.

لكن ذلك كان فى بداية 2011 فقط، واتخذ بعدها «أوباما» قراراً بأن يطالب بتغيير النظام فى مصر من خلال الطرق السلمية،

وأعقب ذلك بمحاولات للتعاون مع جماعة الإخوان فى مصر، وهى محاولات استمرت حتى انهيارهم السياسى فى 2013.

ويواصل الكتاب: «الواقع أن تعامل (أوباما) بذلك الشكل مع الحالة المصرية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسياسة (انسحاب) أمريكا من التدخل فى شئون العالم الخارجى،

كانت الأحداث التى تجرى فى مصر والشرق الأوسط كله هى أحداث استثنائية بكل المقاييس،

لكن رد فعل الرئيس الأمريكى جعل هناك قناعة تسرى فى البيت الأبيض بأن (أوباما) مصمم على التخلى عن الشرق الأوسط،

وأنه لم يكن ليترك نفسه يبتعد عن ذلك الهدف بسبب بعض الاضطرابات التى تطالب بالديمقراطية فى وجه أنظمة سلطوية، حتى لو كان شبح الحرب الأهلية يحوم حول البلاد.

لم يكن (أوباما) يعرف ما إذا كان الربيع العربى سوف يؤدى إلى ازدهار الديمقراطية أم إلى فترة طويلة من عدم الاستقرار،

وأياً كانت النتيجة، كان الرئيس الأمريكى مصمماً على أن أمريكا لن تحاول التدخُّل لحسم النتيجة،

كانت تلك من وجهة نظره هى السياسة السليمة بالنسبة لرئيس لا يريد التدخّل أكثر من اللازم فى مشكلات مصر والشرق الأوسط من بعدها».

ويتابع الكتاب الأمريكى: «عندما اندلعت المظاهرات الحاشدة فى الشوارع للمطالبة بإسقاط حسنى مبارك عن الحكم، اتجهت أنظار الإعلام العالمى إلى مشهد الشباب المتظاهرين فى قلب ميدان التحرير، والذين بدا كثير منهم شجعاناً، تقدميين، على دراية بعالم الإنترنت، والظهور بشكل جيد فى الصور.

كان الرئيس أوباما يشاهد ذلك، مثله مثل العديد من الأمريكيين على شاشة الأخبار الدولية، ووجد نفسه يتعاطف، وربما (يتوحّد) مع هؤلاء المتظاهرين الشباب، وأصبح مقتنعاً،

بعد عدة أيام من متابعة المظاهرات المتوالية على شاشات التليفزيون، أن أيام (مبارك) فى الحكم أصبحت معدودة،

فاتصل بـ(مبارك) وطالبه بالتنازل عن الحكم. ويشهد العديد من المقربين من الرئيس الأمريكى أن مطالبته لـ(مبارك) بالتنحى عن الحكم، كانت قراراً اتخذه هو وكبار مستشاريه فى البيت الأبيض (من وحى اللحظة)،

من دون أن يوضحوا أكثر ما الذى يقصدونه أو يريدونه بالضبط، أو يحددوا، بتفاصيل أكثر، ما الذى يفترض حدوثه لاحقاً.

كانوا يرون الأمور من وجهة نظرهم الشخصية فقط. لقد كان (أوباما) ومن حوله من أتباع يؤمنون بطريقته، أو من يطلق عليهم (الأوباميون)،

ينظرون إلى أنفسهم على أنهم جيل جديد فى السياسة والحياة الأمريكية، وبالتالى كانوا ينظرون إلى الأحداث فى مصر على أنها علامة على مجىء عصر جديد».

ويضيف: «كانت تلك لحظة تاريخية بالنسبة لـ(أوباما) نفسه، وليس بالنسبة للمصريين فقط، وظهر ذلك واضحاً من خلال ربطه بين ثورة ميدان التحرير السلمية والحركات التى قادها أبطاله مثل المهاتما غاندى ومارتن لوثر كينج.

كانت تلك النبرة الشخصية والذاتية فى تعامل (أوباما) مع حالة مصر واضحة أكثر من اللازم فى خطبه التالية فيما بعد».
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-06-2015, 04:22 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,683
معدل تقييم المستوى: 53
أ/رضا عطيه is just really nice
افتراضي

ويقول الكتاب الأمريكى: «وصل الإخوان إلى مقاليد الحكم والسلطة فى مصر لأول مرة منذ 90 عاماً،

هى عمر تاريخهم الطويل، وبمجرد وصولهم، تركوا الدعم العسكرى يتدفّق إلى (حماس) فى غزة، وتحوّلت سيناء إلى قاعدة فوضوية لعناصر البدو الخارجة عن السيطرة، وكذلك للميليشيات الأصولية المسلحة التى اتخذت من شبه الجزيرة قاعدة تشن هجماتها منها كما تريد.

فى الوقت نفسه، راح (مرسى) يطمئن الإدارة الأمريكية بأنه لن يسعى أبداً لتمزيق معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل فى القريب العاجل، ببساطة لأنه لم يكن راغباً فى الاستغناء عن الدعم الأمريكى لحكومته الجديدة فى القاهرة. على الرغم من أنه، على الصعيد الداخلى، أظهر الإخوان سعيهم لاتخاذ إجراءات تدعم من سلطويتهم، فى الوقت الذى أظهروا فيه أنفسهم على أنهم غير قادرين على إدارة اقتصاد حديث».

ويواصل الكتاب: «كانت النتيجة أنه فى صيف 2013، تدفق ملايين المصريين للمرة الثانية إلى الشوارع، احتجاجاً على الفشل والعجز الذريع لـ(مرسى) وحكومته وإخوانه،

وللمرة الثانية أيضاً فى أقل من ثلاثة أعوام، تدخّل الجيش المصرى لإنهاء حكم نظام لم يعد يتمتع بالشعبية ولا بالشرعية فى نظر الناس، متولياً مهمة ترتيب عملية انتقالية منظمة للسلطة.

ولم يكن (أوباما) واثقاً من الطريقة التى ينبغى عليه بها أن يتعامل مع هذا التطور الأخير».

ويواصل الكتاب الأمريكى: «ظهر واضحاً أن الرئيس الأمريكى كان حائراً فى اتخاذ قراره، قرر (تعليق) المساعدات الأمريكية لمصر، لكن من دون أن يقطعها تماماً، وكذلك من دون أن يصف ما حدث من الإطاحة بـ(مرسى) بأنه (انقلاب)، إلا أن هذا الموقف أدى إلى أن تنظر كل الأطراف فى مصر إلى (أوباما) بعين السخط.

نظر أنصار المدنية فى مصر، وكذلك الجيش، إلى (أوباما) على أنه يدعم الإخوان، فى الوقت الذى لم يكن فيه الإخوان مخلصين قط، لا لـ(أوباما) ولا لغيره. ربما كان من المحتم بالفعل أن ينتهى حكم (مبارك)، خاصة مع تآكل شعبيته وفقدانه للدعم من الجيش المصرى، إلا أن تفكير (أوباما) فى تلك الأوقات الحساسة والحرجة فى قلب العالم العربى، لم ينتبه إلى أن المهم هو أهمية الحفاظ على حلفاء أمريكا ودعمهم، أياً كان وضعهم، فى الوقت الذى لا بد أن يرفض فيه مساندة من يعلنون وقوفهم ضد المصالح الأمريكية، ويدعمون من يهددونها».

ويتابع: «لم يفهم (أوباما) أن مصر تمتلك خبرة ضئيلة بالديمقراطية، وفى كل الأحوال، وأياً كانت النتيجة، لم يكن نشطاء (فيس بوك) لينجحوا فى إدارة حكم البلاد تحت أى ظرف. فى غياب (مبارك)،

لم يكن هناك سوى قوتين تملكان الحجم والتنظيم والثقل والقوة العددية لتولى السلطة: الجيش أو الإخوان.

لقد أظهر الجيش، على امتداد عقود طويلة، أنه قد لا يكون (الحليف المثالى) الذى تتمناه الولايات المتحدة، إلا أنه على الأقل قادر على التعاون معها فى مجالات مكافحة الإرهاب، والحفاظ على السلام مع إسرائيل وفى منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى إمكانية حفاظه على نوع من التعددية السياسية إلى حد ما فى مصر.

أما الإخوان، فقد ظهر واضحاً رفضهم ذلك كله، وعلى الرغم من ذلك، فبمجرد أن اندلعت أحداث (الربيع العربى) فى مصر، سارع (أوباما) لدعم الإطاحة بحليف عتيد للولايات المتحدة فى أيام معدودة، والأسوأ أنه فعل ذلك دون تخطيط لما يمكن أن يحدث لاحقاً، ودون تصور لما يمكن أن يأتى فيما بعد».

ويتابع: «لم يكن أوباما يملك سوى افتراضات مبهمة بأن القوى الديمقراطية الليبرالية سوف تخرج بشكل ما منتصرة، وفيما بعد، تخيل أن الإخوان سوف يتحولون فجأة إلى شريك فاعل للولايات المتحدة، وبالطبع، وكما تبين فيما بعد، لم تكن أى من هذه التصورات صحيحة، هناك بالفعل أنصار حقيقيون للديمقراطية والليبرالية فى مصر، إلا أنهم يعانون من الضعف السياسى، وربما كان من الأجدى توجيه الدعم الأمريكى لهم فى هذه الفترة الحرجة بدلاً من الإخوان».

ويضيف: «ربما أدرك أوباما الآن، أو ربما حتى لم يدرك بعد، أن الخيار الأفضل المتاح للولايات المتحدة حالياً، وحتى للقوى الديمقراطية الناشئة فى مصر، هو أن يكون على رأسها حكومة «متسامحة» إلى حد ما، تحظى بدعم وتأييد الجيش، لا تكسر تحالفها مع واشنطن، وتتولى مهمة دفع خطوات الإصلاح السياسى تدريجياً نحو الأمام، بدلاً من أن تقوم بذلك بشكل فوضوى، يصل فى نهاية الأمر إلى وضع كارثى لم يكن يحسب حسابه أحد
».



http://www.elwatannews.com/news/details/749779
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-06-2015, 04:33 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,683
معدل تقييم المستوى: 53
أ/رضا عطيه is just really nice
افتراضي

ويواصل الكتاب: «لقد أدت سياسة أوباما الخارجية، ممتزجة بأسلوبه وطريقته الخاصة فى تقديم نفسه كقائد للساحة السياسية الدولية، إلى السماح بتنامى وظهور عدة تداعيات، وتهديدات دولية، تحمل فى قلبها احتمالات أكثر كارثية لما يمكن أن يحدث فيما بعد على المدى الطويل لسنوات طويلة،

لم تكن هذه التهديدات قد اتضحت بعد بالشكل الكافى لجذب اهتمام وانتباه الجمهور العام فى قلب الولايات المتحدة، صحيح أن أوباما، فى فترة رئاسته الأولى، نجح بدرجة ما فى الحد من تأثير الصراعات المعقدة فى أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا على أجندته وأهدافه الداخلية،

إلا أن ذلك لا يعنى أن الأمر قد استمر على هذا النحو، وإن كان أوباما فى فترة رئاسته الأولى، قد نجح من خلال المزج بين ملاحقته لتنظيم القاعدة، وتجنبه لمزيد من التورط الأمريكى فى الخارج، قد سار على هوى غالبية الناخبين والرأى العام الأمريكى المرهق بسبب الانهيار الاقتصادى العام، وحربى العراق وأفغانستان،

بل ويمكن القول إن سياسة أوباما فى فترته الرئاسية الأولى وضعت الجمهوريين فى موقف حرج، جعلت البعض يرى أن أوباما قبل إعادة انتخابه فى 2012، قد حقق ما لم يحققه أى رئيس أمريكى منذ عام 1964،

وهو أن جعل السياسة الخارجية ورقة رابحة فى يد الديمقراطيين، لكن بعيداً عن المكاسب الحزبية، ماذا كان الثمن الذى دفعته أمريكا نفسها بسبب الطريقة التى أدار بها أوباما سياستها الخارجية فيما بعد؟

فى الشرق الأوسط، ظهر واضحاً أن حلفاء أمريكا التقليديين مثل السعودية ودول الخليج وحتى إسرائيل، غير راضين لأسباب مختلفة عن سياسات أوباما التى يتبعها منذ عام 2011، فيما يتعلق بمصر وسوريا وإيران على وجه التحديد،

كانت قرارات أوباما بالضغط على «مبارك» للتنحى عن الرئاسة، والسعى لتخفيف التوتر مع طهران حول الاتفاق النووى، إضافة إلى تخليه عن دعم وتسليح المعارضة السورية، كلها أمور دفعت حلفاء أمريكا للتساؤل علناً عما إذا كانت واشنطن تنوى الدفاع عن حلفائها فى هذا الجزء من العالم، ولم يعد أحد يعرف ما إذا كان الأمريكان قادمين، أم ذاهبين».

ويضيف: «ربما كان أوباما يعرف كيف يقول لحلفائه الكلمات التى يريدون سماعها، إلا أن تصرفاته فى الواقع كانت تقول العكس، وصار هناك إحساس جارف لدى غير الأمريكيين بأن الولايات المتحدة تنسحب من الدور التقليدى الذى طالما لعبته من قبل،

وهكذا، كان أحد الآثار والتداعيات المباشرة لسياسات أوباما الخارجية، هو أن صار معظم حلفائه ينقلون خياراتهم ورهاناتهم للبدائل الأخرى المتاحة على ساحة القيادة الدولية، وظهر ذلك واضحاً فى صفقات التسليح التى عقدها حلفاء أمريكا التقليديون مع دول أخرى، صارت تحتل مكاناً أكثر أهمية منها على الخريطة».

ويواصل: «لقد فهم قادة الشرق الأوسط، أن تعامل أوباما مع الإخوان، وتصديقه لدعايتهم كما حدث فى الحالة المصرية، هو أمر لا بد من التوقف أمامه، لم يفهم أوباما على ما يبدو أن أمريكا تواجه «أعداء» من نوع خاص، يملكون درجة عالية من النفعية والبراجماتية السياسية، قادرون على استخدام المنطق والكلمات المنمقة والأساليب العقلانية لخدمة أهدافهم، وحتى التوصل معه لعقد صفقات واتفاقيات فى خلال سعيهم الطويل لتحقيق أهداف فى غير صالح الولايات المتحدة على الإطلاق،

هذه المرونة، والقدرة على الصبر، أمور تحددها مرجعيات أيديولوجية راسخة لدى هذه الجماعات، لا تستوعبها العقلية الغربية على الإطلاق، وهنا مكمن الخطر».

ويضيف الكتاب: «إن خطاب الإخوان العدائى الذى يتوجهون به لأتباعهم هو أمر لا يأخذه كثيرون فى الغرب بالجدية المناسبة،

على الغرب أن يدرك أن الحكومات والقوى والجماعات المعادية بطبيعتها للحريات والحقوق التى يدافع عنها العالم الغربى، لا تتردد فى الإعلان عن مبادئها لمن يستمع لها بشكل صحيح،

وفيما يتعلق بتعامل أوباما فى هذا الصدد، فإن من يفترض أن القيام بتحرك «تصالحى»، أو توافقى، أو تقديم أى تطمينات بنية سليمة للأطراف الأخرى، يمكن أن يجعل هذه الأطراف تغير من مواقفها الأساسية، ونواياها التى تتمسك بها منذ زمن طويل، هو ببساطة، تفكير نرجسى،

إن أعداء أمريكا يملكون دائماً أسبابهم للتحرك ضدها، أياً كانت التحركات والأقوال والأفعال التى يمكن لأوباما أن يفكر فى القيام بها، وصار الأمر اليوم أن الولايات المتحدة تواجه عدداً من الأعداء والتهديدات على المستوى الدولى الذين لا تريد حتى أن تأخذهم مأخذ الجد».

ويواصل: «إن تنظيم القاعدة، والجماعات الإرهابية التى تسير على خطاه، والتى صارت تتغلل فى دول الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، صارت تمثل تهديدات حقيقية قد تصل إلى حد امتلاكهم أسلحة الدمار الشامل،

ولا يمكن لرئيس أمريكا أن يواجه كل هذه التهديدات من خلال القول إن الوجود الأمريكى خارج الحدود قد شارف على نهايته، وإلقاء اللوم على الرؤساء السابقين، وتوجيه المسلمين لفهم الطبيعة الحقيقية والمتسامحة لدينهم،

لا يوجد هنا أمام أوباما سوى سؤال واحد يستحق البحث عن إجابة له: كيف يمكن لواشنطن أن تعمل بشكل أفضل وأكثر فاعلية للحد من خطورة الإرهابيين والجهاديين، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط؟

يقتضى ذلك مثلاً، عدم ترك العراق وحيداً فى جهوده لمكافحة الإرهاب فيه، وأن يكون هناك اتفاق واضح وملزم تبقى فيه قاعدة عسكرية تضمن الوجود العسكرى الأمريكى فى أفغانستان. يقتضى أيضاً تقديم مزيد من الدعم والمساعدات العسكرية للحكومة الجديدة فى ليبيا، ودعم ومساعدة أى أجنحة معتدلة قد لا تزال موجودة فى المعارضة السورية».

ويتابع الكتاب الأمريكى: يقتضى ذلك أيضاً، تقديم مزيد من التعاون مع الحكومة المصرية الحالية ضد هجمات الميليشيات الجهادية ضدها، وأن تسمى أمريكا تلك الهجمات الإرهابية بمسمياتها الصحيحة، بدلاً من التقليل من أهميتها وخطورتها،

إن أوباما يخشى دائماً من أن تتحول أى جهود مكافحة الإرهاب إلى «حرب دائمة»، وهو تصريح غريب من القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية، لأنه يظهر أنه لا يستوعب بعد أن ذلك هو دوره من الأساس، كما يكشف عن جهله وعدم إدراكه لواقع بسيط، هو أن الإرهابيين هم الذين يسعون وراء «حرب دائمة» ضد الدول،

ولا يوجد حل لوقف جنون تنظيمات مثل «داعش» والقاعدة وأتباعهما، إلا بأن يتعلم أفرادها، بأقسى وأ*** طريقة ممكنة، أن «حربهم» الدائمة لا يمكن أن يُكتب لها النجاح، وأن يفهم الرئيس الأمريكى فى المقابل، أنه من الممكن هزيمة الإرهابيين، على عكس ما يردده المقربون منه، وأن غير الممكن فى المقابل، هو أن يتصور أحد قدرته على النجاح فى «إدارتهم» أو «احتوائهم».
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14-06-2015, 09:56 PM
الفيلسوف الفيلسوف غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 7,669
معدل تقييم المستوى: 24
الفيلسوف will become famous soon enough
افتراضي

ربنا يحمى مصر من أفكار وعقائد أوباما
شكرا استاذى الفاضل على الموضوع
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15-06-2015, 04:29 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,683
معدل تقييم المستوى: 53
أ/رضا عطيه is just really nice
افتراضي

أمين
شكرا جزيلا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:12 PM.