#1
|
||||
|
||||
الكلى البشرية
الكلى البشرية مجلة المعرفة يحتاج بناء أنسجة الجسم وإصلاح ما يُصيبها من تلف إلى الأطعمة الزلالية (البروتينية Protein)، كتلك التي نراها موضحة في الرسم على اليسار، أما المواد العادمة التي تحتوي على الأزوت (النيتروجين Nitrogen)، والكبريت Sulphur، والفوسفور Phosphorus، والتي تتكون خلال هذه العمليات - فيتم إخراجها أو التخلص منها عن طريق الكليتين Kidneys. ويتكون الطعام المختلط اللازم لشخص بالغ من حوالي 400 جرام من المواد الكربوهيدراتية (Carbohydrates)، وحوالي 100 جرام من الدهون " Fats "، وحوالي 100 جرام من البروتين، وفي داخل الجسم يتم أكسدة أو احتراق المواد الكربوهيدراتية والدهون، لإمداد الجسم بالطاقة التي يحتاج إليها. أما البروتين فيتم هضمه إلى جزئيات صغيرة تسمى الأحماض الأمينية " Amino Acids "، التي يحتوي كل منها على ذرة واحدة على الأقل من النيتروجين، ويستعمل الجسم بعض هذه الأحماض الأمينية في بناء الأنسجة وإصلاح التالف منها، أما الباقي فينزع منه النيتروجين وأي كمية من الكبريت قد توجد به، ويتم أكسدتها مثل الدهون والمواد الكربوهيدراتية. وينتج عن هذه العمليات كميات كبيرة من الفضلات، التي إذا ما بقِيت في الجسم فسرعان ما تصل إلى تركيزات سامة، وأحد هذه الفضلات (أو المواد العادمة)، هو ثاني أكسيد الكربون Carbon Dioxide، ويوجد على هيئة غاز يتم التخلص منه أثناء الزفير، أما بقية المواد التي لا حاجة للجسم بها، فتحتوي على النيتروجين والكبريت والفوسفور، ويقوم الجسم بتحويلها إلى بولينا " Urea "، وأملاح الكبريتات "Sulphates "، والفوسفات " Phosphates "، ثم يحملها في تيار الدم إلى الكليتين. ولهاتين الكليتين وظيفة مهمة جدًّا، وهي أنهما تستخلصان الفضلات " Waste Products " من الدم - بالإضافة إلى الماء الذي لا تحتاج إليه - وتُحوِّلانها إلى البول " Urine ". تشريح الكلي البشرية: للإنسان كليتان، وهما عضوان لهما لون بُني يميل إلى الاحمرار، وليس بالمستغرب أن يكون شكلهما مثل حبة الفاصوليا (أو الفولة)، إلا إنهما أكبر منها حجمًا بكثير؛ إذ يبلغ طول الواحدة 11 سنتيمترًا، وعرضها 5 سنتيمترات، وسمكها ½2 سنتيمتر، وتزن كل كلية حوالي 150 جرامًا، وتظهر الكلى في الرسوم الموجودة على هذه الصفحة بالحجم الطبيعي. وتستقر الكليتان في أعلى التجويف البطني من الخلف، على كل جانب من جوانب العمود الفقري، وهما معلقتان في مكانهما بفضل أنسجة ضامة، ويوجد على قمة كل كلية عضو صغير يُعرف بالغدة الكظرية " Adrenal "، (أو الغدة فوق الكلى) Suprarenal body. الماء الموجود في أجسامنا: تحصل أجسامنا على الماء بثلاث طرق مختلفة: أولاً: نحصل على الماء عن طريق المشروبات المختلفة التي نتناولها أثناء اليوم. وثانيًا: يوجد قدر كبير من الماء في معظم الأطعمة التي نأكلها، فقطعة اللحم التي تزن 100 جرام تحتوي على 70 جرامًا من الماء، وكذلك فإن تفاحة بهذا الوزن تحتوي على 90 جرامًا من الماء. وأخيرًا: فإن الماء يتكون داخل الجسم أثناء أكسدة المواد الكربوهيدراتية والدهون والبروتينات. ويختلف حجم البول الذي يتكون كل يوم حسب كمية الطعام والشراب التي نتناولها، ويبلغ متوسط حجم البول البالغ 1500 ملليلتر (سنتيمتر مكعب) أو ½1 لتر. وفي الطقس الحار يفقد الجسم كمية أكبر من الماء، ويقل حجم البول، وفي الطقس البارد، أو إذا شربنا كثيرًا، فإن حجم البول يزيد، ولكن في كل هذه الأحوال، لا تتغير كمية المنتجات العادمة في البول كثيرًا، ولا يحدث، إلا أن البول يُصبح إما أقوى، وإما أضعف تركيزًا. ويوجد عادة حول الكليتين كمية لا بأس بها من الدهن الذي يساعد على إبقائهما في مكانهما، كما أنه يوفر حمايتها من احتمال الإصابة. أما الجزء المنخسف من الكلية، فيسمى " فرجة الكلية " أو (سرة الكلية Hilum )، وفي هذا المكان يمكننا أن نرى الشريان الكلوي Renal artery الذي يحمل الدم إلى الكليتين، والوريد الكلوي Renal vein الذي يرجع بالدم إلى القلب، كما يوجد الحالب Ureter هنا أيضًا، وهو أنبوبة صغيرة تحمل البول من الكلية إلى المثانة " Bladder ". والمثانة عضو مجوف يتم تخزين البول به، وعندما تمتلئ المثانة نحس برغبة في التبول، وتتحقق هذه الرغبة بارتخاء عضلة صغيرة، فيسرى البول خارج المثانة عبر قناة مجرى البول (Urethra). ولنتأمل الآن في قطاع من الكلية، فحولها من الخارج يوجد غشاء رقيق جدًّا يسمى الكبسولة، أو "الغطاء Capsule "، وفي داخله توجد القشرة " Cortex "، التي تحيط بالنخاع ذي اللون الأحمر الداكن "Dark red medulla ". وبالقرب من المكان المنخسف من الكلية، يوجد فراغ مجوف كبير يُدعى: "حوض الكلية Renal Pelvis"، ويسري كل البول الذي يتكون في الكلية في هذا الفراغ، ومنه يسري عبر الحالب إلى المثانة. كيف تعمل الكليتان: حينما يصل الشريان الكلوي إلى الكلية، ينقسم إلى عدد من الشرايين الصغيرة، التي تشق طريقها داخل النخاع، وترسل هذه الأوعية الدموية فروعًا صغيرة إلى القشرة؛ حيث تنقسم لتكون عددًا كبيرًا من الشرايين البالغة الدقة، والتي تسمى كل منها (شرين arterioles )، ويجزي كل واحد من هذه الشرينات الصغيرة في داخل القشرة لمسافة قصيرة، ثم يشكل نفسه في هيئة خصلة صغيرة من الشعيرات " Tuff of capillaries" التي لها جدران بالغة الدقة، تسمى اللفة أو الخصلة. وحول كل لفة أو خصلة من هذه، توجد طبقتان من الخلايا الرقيقة وتسمى كبسولة باومان "Bowman's Capsule "، وتكوِّن الكبسولة والخصلة معًا تكوينًا يسمى "كرة مالييجي Malpighian corpuscle "، ويوجد فراغ ضيق بين طبقتي خلايا كبسولة باومان، ويؤدي هذا الفراغ إلى أنبوبة دقيقة تسمى "الأنبوبة البولية"، أو "الأنبوبة الحاملة للبول Uriniferous Tubule "، وفي الكلية البشرية يوجد حوالي مليون من كرات مالييجي، ولكل واحدة منها قناتها الصغيرة، ويبلغ طول الأنبوبة البولية حوالي ثلاثة سنتيمترات، وتأخذ مسارًا معقدًا عبر القشرة والنخاع، قبل أن تتصل في النهاية بالأنبوبة الجامعة " Collecting tube " التي تؤدي إلى حوض الكلية، وتلتوي الأنبوبة البولية التواءً شديدًا عند نقطتين، تسمى كل منهما: "الأنبوبة الحلزونية أو الأنبوبة الملفوفة Convoluted tubule "، ويحيط بالأنبوبة الملفوفة - قريبًا من كرة مالييجي - شعيرات تتكون من الوعاء الدموي الصغير الذي يحمل الدم بعيدًا عن الخصلة Glomerulus، وتتحد هذه الشعيرات فيما بعد، لتكوِّن وريدًا صغيرًا يؤدي إلى الوريد الكلوي. وسَرعان ما يسري الدم الذي يأتي إلى الكلية عبر الشريان الكلوي إلى كرات مالييجي؛ حيث تحدث عملية الترشيح (الارتشاح Filtration )، وتمر كمية كبيرة من المياه والفضلات، وكثير من المواد التي تصلح للجسم أيضًا، من خلال جدران شعيرات الخصلة، ثم من خلال الجدار الداخلي لكبسولة باومان، وهكذا تدخل إلى الفراغ الموجود بين طبقتي الخلايا، ويمر هذا السائل عبر الأنبوبة البولية في اتجاه الأنبوبة الجامعة، وفي أثناء هذا المرور، فإن الخلايا التي تُبطِّن جدران الأنبوبة تقوم باسترداد كل المياه تقريبًا، وكثير من المواد الصالحة التي كان قد تَم ترشيحها من الدم بوساطة كرات مالييجي. ويتم إرجاع هذه المواد إلى تيار الدم؛ لكي يقوم الجسم باستعمالها مرة أخرى، ولا يبقى في الأنبوبة إلا الفضلات التي لا حاجة إليها، وقليل من الماء، لتكون كلها البول الذي يسري في الأنبوبة الجامعة، ثم في حوض الكلية. الكلى والدورة الدموية: 1- يحتوي الدم عندما يرد إلى الكليتين بوساطة الشرايين الكلوية على الفضلات. 2- ويتم التخلص من هذه المواد، ويعود الدم إلى القلب عن طريق الوريد الأجوف السفلي Inferior Vena Cave. 3- ويتم بعد ذلك ضخ هذا الدم عبر الشريان الرئوي Pulmonary Artery إلى الرئتين. ما أشق العمل الذي تقوم به الكليتان: يمر بالكليتين حوالي 1300 ملليلتر من الدم في كل دقيقة؛ أي: ما يبلغ 400 جالون في اليوم، وتستخلص كرات مالييجي من هذا الدم حوالي 170 لترًا من السائل إلى أسفل في الأنابيب البولية، يتم إعادة امتصاصه كله تقريبًا، ويبقى في الأنابيب حوالي 1.5 لتر فقط، هي التي تحمل المنتجات العادمة. |
العلامات المرجعية |
|
|