اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > ركن الغـذاء والـدواء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-06-2015, 11:00 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي السرطان وأنماط المعيشة.. هل حدوثه مجرد صدفة؟

السرطان وأنماط المعيشة..





هل حدوثه مجرد صدفة؟



صالح بن سعد الأنصاري


كنت ذاتَ مرة أستمع إلى المذياع في السيارة، وكانت الإذاعة السُّعودية تبثُّ لقاءً حيًّا مع أحد المستشارين في الأورام، في أحد أكبر المستشفيات بالرِّياض.



وتابعتُ العديدَ من أسئلة الجمهور، الذين يسألون الطبيبَ الضَّيف عن علاقة بعض السلوكيَّات والعادات بالسَّرطان؛ مثل: السمنة، وتناوُل الدهون المحترقة، والإكثار من الدُّهون، وغير ذلك.



وفي كُلِّ المرَّات كان الضيف يُجيب إمَّا بالنفي القاطع، أو بالتشكيك في العَلاقة المباشرة؛ وذلك لصُعُوبة إثبات العلاقة علميًّا، وبشكل قاطع، وقد يكون ذلك صحيحًا على مُستوى الحالة الواحدة.



قلت في نفسي: إذا كان مئات الآلاف يستمعون إلى هذا النفي من مُتخصص مُحترف في هذا المجال، فإنَّ ذلك يوصل إليهم رسالة مفادُها: أنَّ الإصابة بالسَّرطان رهينة الصُّدفة فقط، وأنَّ للإنسان أن يُمارس أيَّ سلوك، من دون خطر الإصابة بالسَّرطان، وأنَّه ليس هناك علاقة بين السرطان وانتشار بعض السلوكيَّات في المجتمع.



النمط المعيشي:

لم أتمالك نفسي، واتَّصلت بضيف البرنامج وعرَّفته بنفسي، وذكَّرته أنَّ من المُتَّفق عليه أن 80% إلى 90% من الإصابات بالسَّرطان لها علاقة بنمط الإنسان المعيشي، ويمكن الوقاية منها، وأنَّ هناك توصياتٍ عامَّةً وعلميَّة مُتفق عليها للوقاية من السرطان على مستوى المجتمع.



وفي ختام مُكالمتي رجوته أنْ يَضَعَ في الاعتبار بقيَّة المستمعين حتَّى لا تصلهم رسالة خاطئة مفادها: افعلوا ما شئتم، وعيشوا بأيِّ نَمط، فالإصابة بالسرطان هي مُجرد صدفة.



إنَّ ضَعف النشاط البدني وزيادة الوزن مُجتمعَيْن يُحددان ما يُقارب من خُمس إلى ثُلُث أمراض السرطان، خاصَّة سرطانَ الثَّدي بعد سن اليأس، فهو أعلى 1.9 مرَّة لدى الخاملات، والقولون أعلى 1.2 إلى 3.6 مرة لدى الخاملين، وسرطانات الرحم أعلى 2.4 إلى 8.3 مرة لدى الخاملات، وسرطان البروستات أعلى 1.9 مرة لدى الخاملين.



وفي مُحاولة لتفسير هذه العلاقة الوقائيَّة للنشاط يُورد العلماء عدَّة تفسيرات: منها دور النشاط البدني في إنقاص الوزن، وتقليل نسبة الدُّهون في الجسم، وتحسين نظام المناعة، ومنها أنَّ النشاط البدني المنتظم يُؤدي إلى التخلُّص من الجُذُور الحرة المؤكسدة، والتي تُفرزها الخلايا من خلال تنشيط الأنظمة الخلوية المضادة للأكسدة.



ومن المعروف أنَّه يُعزى إلى نشاط الجذور الحرَّة بعض التغيُّرات السرطانيَّة التي تحدث على مستوى الخلية.



تفسيرات النشاط البدني:

ومن التفسيرات أيضًا: أنَّ النشاط البدني مثل المشي المنتظم يُحسن وصول الدَّم إلى جميع أنحاء الجسم، وبذلك يُعيد توزيعه على أجزاء الجسم بنسب أكثر توازنًا، ويُؤدي جريان الدم بكفاية إلى وصول الخلايا المناعيَّة التي لها دور في إصلاح الاختلالات الخلويَّة إلى كل أجزاء الجسم وبكفاية أعلى.



ومن التفسيرات أيضًا: أنَّ رفع العمليات الحيوية كافَّة في الجسم يُؤدي إلى التخلص من السموم المسرطنة، التي تصلُ إلى جسم الإنسان من الغذاء والبيئة المحيطة.



ومن أهمِّ العوامل التي تُفسر دور النشاط البدني في الوقاية من السَّرطان: زيادة تصنيع خلايا الدَّم البيضاء في أثناء المشي، ومن أهمها: النَّوع المسمَّى بالخلايا القاتلة والخلايا الآكلة، وزيادة تصنيع الأجسام المناعية، كما جاء في دراسات حديثة أنَّه قد يكونُ لتحسين نوعية النَّوم دور في الوقاية من السَّرطان، فقد ثبت مؤخرًا أنَّ لتحسين نوعيَّة النوم وانتظامه عَلاقةً بالوقاية من السَّرطان.



الوقاية من السرطان:

وبالنِّسبة إلى الوقاية من بعض أنواع السَّرطانات، تُورد الأبحاث العلميَّة المنشورة من قِبل منظمة الصِّحة العالمية أن النشاط البدني يُقلل من احتمال الإصابة بسرطان القولون، وذلك بتسريع حركة الأمعاء، من خلال زيادة إفراز مادة البروستاجلاندين.



أمَّا علاقة النشاط البدني بتخفيض احتمال سرطان الثَّدي، فيُعزى إلى أثره في إنقاص مستوى الإستروجين والبرجسترون اللذَيْن يتحكَّمان في تكاثُر خلايا الثَّدي، وأثره في تنظيم هرمونات الأنوثة.



وقد لوحظ في إحدى الدِّراسات، التي أُجريت لرقابة الجهاز المناعي في أثناء النَّشاط البدني: أن خلايا الدَّم البيضاء - وخصوصًا تلك المسماة بالخلايا القاتلة - ترتفع بنسبة تتراوح بين 150 و300 % بعد مرور ساعة من النَّشاط البدني، ومن المهم الإشارة إلى أنَّ العلاقة بين النشاط البدني، والوقاية من الإصابة بالسَّرطان - تكون أوضحَ مع الانتظام في النَّشاط البدني مُعتدل الشِّدة؛ مثل: المشي، ولمدَّة أطول، أكثر من وضوحها مع مُمارسة الرِّياضَات الشديدة التي تُمارس لفترات أقصر.



إنَّ مُمارسة النشاط البدني مُتوسط الشدة - مثل المشي لمدة 30 إلى 60 دقيقة يوميًّا - يُحسن المناعة، ويُؤدي إلى القضاء على الخلل الميكروسكوبي الذي يَحدث باستمرار في الخلايا، وهذا الخلل هو المسؤول عن الطفرات المؤدِّية إلى بعض أمراض السرطان.



نمط معيشي سلبي:

إنَّ النمط المعيشي السلبي السائد بين الناس، والمتمثل في الخمول وضعْف النشاط البدني، والعشوائية في الاختيارات الغذائية - محفز لنشوء السرطان، وهناك حقيقة علميَّة هامَّة، مفادها أنه يمكن تفادي الإصابة بعدد لا بأس به من السَّرطانات، وذلك باتِّباع الأنماط أو الأساليب الحياتية الصحيَّة المناسبة، والإقلال من المؤثرات المحفزة لنموها.



ومن أهم النصائح التي تؤدي إلى الوقاية من السرطانات بمختلف أنواعها ما يلي:

1- الإكثار من تناول المواد التي تحتوي على الألياف؛ مثل: الفواكه، والخضروات، وحبوب القمح، والخبز الأسمر.



2- الإكثار من تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين (أ) و(ج)؛ كالخضروات والفواكه ذات اللَّون الأخضر الدَّاكن، أو الخُضروات ذات اللون الأصفر الغامق؛ مثل: الجزر، والسبانخ، والبطاطا الحُلوة، والخوخ، والمشمش، والبرتقال، و(الجريب فروت)، والفراولة.



3- التخلُّص من الخمول ومُزاولة النشاط الرياضي؛ كالمشي، والسباحة... إلخ.



4- الإقلال من تناوُل الأغذية المحتوية على نسبة عالية من الدُّهون؛ مثل: الزبدة، واللحوم الدسمة، والاستعاضة عنها بالزيوت النباتية.



5- الإقلال من تناول المواد الغذائيَّة المملحة أو المدخنة أو المحفوظة.



6- تجنُّب التعرض للأشعة.



7- الابتعاد عن الممارسات ال***يَّة الشائعة "الإيدز وعلاقته بالسرطان".



8- الحد من التعرُّض لأشعة الشمس المُباشرِ لفترات طويلة.



9- الامتناع عن التدخين.



10- المحافظة على الوزن المثالي، والتخلُّص من السمنة.



11- الامتناع عن المشروبات الكحولية.



12- تجنُّب الضُّغوط والانفعالات النفسيَّة بقدر الإمكان.



نظرة ونظرة:

إن تغيير النظرة إلى نَمط حياتنا وعلاقته بالصِّحَّة يستوجب أنْ نُؤمن بأنَّ تحصيل الصحة عملٌ إيجابي، يتم ببذل الجهد، واتِّخاذ القرارات الجادة، ومُمارسة الاختيارات الصحيَّة، ويتسبب النظر السَّلبي إلى الصِّحة بأنَّها منحة تأتي بدون جهد أو بذل، يتسبب في ظهور المشكلات الصحية.



والمتأمل في الإحصاءات الصحيَّة والأحداث الصحيَّة يُلاحظ أنَّ عواملَ الخطورة، التي يتحدث عنها الأطباء والمُختصون في الصحة العامَّة - حقيقة ماثلة في الحياة اليوميَّة من حولنا، ونسمع من حين إلى آخر عن أصدقاء وأقاربَ سقطوا ضحيَّة أمراض قاتلة.



ويتكرر ذلك هذه الأيَّام بشكل لم يسبق له مَثيل؛ بل أثبتت الدِّراسات تزايُد الإصابة بالأمراض المزمنة في أعمار مُبكرة أكثر منها قبلُ.



سؤال أخير يثار لإعادة النَّظر والتأمُّل، وهو: لو خُيِّر الإنسانُ بين أن يكونَ ضمن 1000 شخص يُمارسون الصحة الإيجابيَّة، التي أجمعت عليها الدوائر العلميَّة والصحية بكل محدداتها، أو أن يكون ضمن 1000 شخص يُمارسون كل العادات السلبيَّة التي تضر بالصحَّة، ويتعرضون لكل عوامل المرض، فأيهما يختار؟




إن المجتمع والأفراد مدعُوُّون لممارسة نمط معيشي سليم، ليس للوقاية من الأمراض المزمنة الشائعة فقط؛ مثل: السكر، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض شرايين القلب، وارتفاع نسبة الكوليسترول؛ بل هي تتعدَّى ذلك إلى الوقاية من السَّرطان، ذلك الشبح المخيف الذي لم يجد الطب الحديث دواءً شافيًا له حتى الآن.



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:10 AM.