|
التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المزيج التسويقي الذاتي والأسئلة المائة والعشر!
المزيج التسويقي الذاتي والأسئلة المائة والعشر!
نوفل عبدالهادي المصارع إنَّ الحديثَ عن علم التسويق يُجبر المرء على التواضع والحذر، فهو بحرٌ لا ساحل له، وساحل لا نهاية له، ونهاية لا ابتداء لها، وهذا لاعتقادي القوي بأن التسويق يرتبط بالإنسان ارتباطًا وثيقًا لا فَكاك منها، لذا ارتأيتُ هنا إسقاطَ بعض مفاهيمه على الإنسان بدلاً من المنتج والخدمة. يُعرِّف معهدُ التسويق المعتمد بالمملكة المتحدة CIM التسويقَ على أنه "العملية الإدارية المسؤولة عن تحديد وتوقع متطلبات العميل، والوفاء بها على نحو مفيد ومربح". ولن أزيد هنا، فما يهمني هو التحدث عن المزيج التسويقي (Marketing Mix) وربطه بذواتنا المختلفة وشخصياتنا المتنوعة. استُعمِل مفهومُ المزيج التسويقي للمرة الأولى سنة 1965م على يد البروفسور نيل بوردن من كلية هارفارد للأعمال، الذي لخص مفهومَ المزيج التسويقي كما يلي: "هو خطة منهجية تُرشد إلى كيفية التعامل مع التحديات التسويقية عن طريق استخدام: أ. القوى الناتجة عن تفاعلات السوق والمؤثرة في عمليات المنظومة التجارية. ب. العناصر المكونة للبرامج التسويقية، من سياسات وإجراءات". فالمزيج التسويقي هو إطار يساعد على بناء وتشكيل طريق ومنهج كل سوق، وهذا المزيج مجموعة من المتغيرات التي يمكن التحكم بها، والتي تُعرَض على المستهلك وتؤثر فيه، وهذه المتغيرات تتضمن: المنتج من حيث مزاياه وتوافره، والمكان والزمان اللذين يكون متاحًا فيهما، وما إذا كان يتم توزيعُه وتسليمه، وكذلك صورة ذلك المنتج من حيث طريقة عرضه بصورة مغرية للعملاء، وأيضًا السعر الذي ينبغي أن يباع به. بصراحة شديدة وبتواضع أشد، تأملتُ ما سبق وسمحت لأفكاري تصول دون قيد، وتجول بلا شرط، وتوصلتُ لنتيجة مفادها: إن كنا نحن البشر نستخدم التسويق وهذا المزيج التسويقي لتحقيق أهدافنا التجارية وغير ذلك، فلماذا لا نستخدمُه استخداما شخصيًّا وذاتيًّا حتى نحقق أهدافنا وما نصبو إليه؟ لذا سوف أشرح باختصار عناصر هذا المزيج من ناحية المنتج، ثم أسقطه على الإنسان من خلال أسئلة تحتاج الإجابة عنها إلى الذهاب بالعقل لفكر جديد ربما لم تذهب إليه من قبل، مما يجعل منها مغامرة ممتعة لمن أراد، ورحلة مخيفة لمن شاء، وتجربة لا طعم لها ولا رائحة ولا لون لمن مات في الدنيا منذ زمن طويل وهو لا يدري وقلبه ما يزال ينبض بالحياة، وهذه مصيبة ويا لها من طامة! أولاً: المنتج (Product): ويعني هذا جودة المنتج ووظائفه، وخواص تصميمه وفوائده، لذا سوف أسقطه على شخصية الإنسان: 1- هل ترى أن جميع القيم التي تؤمن بها تنبع من معتقداتنا الإسلامية؟ فإن كانت الإجابة بنعم، فكيف عرفت؟ وإن كانت الإجابة غير ذلك، فماذا فعلتَ لتصحِّح من منهجك وتعدِّل من مسارك؟ 2- هل لديك المهارات القيادية اللازمة لقيادة حياتك بدلاً من إدارتها فقط؟ 3- ما نقاط قوة شخصيتك؟ وماذا فعلت حتى تستثمرها في حياتك؟ 4- ما مواطن ضعف شخصيتك؟ وماذا فعلت لتنميتها؟ وهل للتدريب مكان في خططك؟ 5- هل هناك توافق فكري وعملي ما بين قلبك وعقلك؟ ومن يقود حياتك: الأول أو الثاني؟ 6- كيف تحافظ على استعدادك النفسي لمواجهة ظروف الحياة المتغيرة بصورة طيبة وراضية؟ 7- هل أنت راضٍ عن تفاعل شخصيتك مع المواقف المختلفة التي تواجهها بحياتك؟ وهل لديك المعارف والمهارات الضرورية التي تعينك دائمًا؟ وهل تدعمها بمهارات تواصُل عالية وسلوكيات معتدلة في مختلف الظروف؟ ثانيًا: السعر (Price): ويتضمن ذلك الأسعار الموصَى بها لمستخدمي المنتج من المستهلكين، لذا سوف أسقطه على تقدير الإنسان لنفسه واحترامه لها: 1- هل تُقدر ذاتك وتحترمها؟ وهل تعرف العلاقة ما بين معرفتك لقَدْر الله وعظمته، وقدْرك ما بين الناس ونفسك؟ 2- هل تهمك السمعة الطيبة؟ إن كان كذلك، فماذا فعلت لتحقيق هذا الهدف؟ 3- هل تعتقد أنك تتحلى بالأخلاق الإسلامية العامة؟ وهل تعرف ما الخُلق الذي تحتاجه الآن؟ وهل تعرف كيف تتعلمه حتى يصبح جزءًا منك؟ 4- ما الصورة التي تتكون بذهن من تراهم حين يرونك؟ وما الشعور الذي يتملكهم حينئذ؟ 5- هل تعرف قوة كلمة "لا" ومنزلتها؟ وهل تستخدمها في وقتها وعند الضرورة؟ 6- هل تتنازل أحيانًا للآخرين مع علمك بخطأ ذلك؟ وهل تعرف كيف تحافظ على منزلتك بين الناس؟ 7- هل تحترم الآخرين بمختلف مستوياتهم؟ وهل تعرف كيف تفرض احترامك على الآخرين؟ ثالثًا: المكان (Place): من جهة (أين) و(متى) يشتري المستهلك المنتج ويستهلكه، لذا سوف أسقطه على حُسن استغلال الوقت والمكان. 1- مَن أصحابُك؟ وكيف عرفت أنهم كذلك؟ وهل تعرف ما يجمعُكم؟ وما قد يفرقكم؟ 2- كيف تقضي وقتَ فراغك؟ وأين تقضيه؟ ومع من؟ وما الفوائد التي تجنيها من جراء استغلال وقت فراغك الآن؟ وما الفوائد الأخرى لو استطعت أن تستثمر فراغك بطريقة أفضل؟ 3- هل تسير وفق أهداف معينة من خلال خطة محددة؟ وهل تعلم لماذا أنت في هذا المكان أي مكان؟ 4- كيف تدير ما يحدث بحياتك؟ وهل تقدّر الوقت وأهميته؟ وهل أنت ملتزم بمواعيدك؟ 5- هل أغلب الأماكن التي تذهب إليها ترتقي بحياتك؟ وإن كان هذا صحيحا، فكيف عرفت؟ 6- هل تحب عملك؟ إن كان كذلك، فما مؤشراتُ ذلك؟ وإن لم تكن تحب عملك، فماذا فعلت لكي تحبه؟ وماذا فعلت حتى تغيره؟ 7- هل لديك الشعور بأنك قد استثمرت حياتك بطريقة طيبة؟ وهل أنت راضٍ عنها حاليًا؟ رابعًا: الترويج (Promotion): وهو مزيج من أدوات الاتصال بالعملاء، ويتضمن ذلك الإعلان والدعاية والامتيازات التي تمنح للعملاء لتحفيزهم على الشراء. وهنا سوف أسقطه على كيفية تسويقك لذاتك؟ 1- كيف تُعبر عن أفكارك؟ وهل تعلن عنها؟ وما الأساليب التي تتبعها؟ وما الأدوات التي تستخدمها؟ وهل تعرف الحجج والبراهين التي تستند عليها أقوالُك؟ 2- هل أفعالك تجعل الناس تتحدث عنك بالخير دائمًا؟ وهل تعرف سر قبول الناس لك؟ 3- هل تعرف كيف تتفاوض مع الناس حولك؟ وهل تعرف كيف تكون مقنعًا ومؤثرًا؟ وهل أنت لَمّاح لكلمات الموافقة والقبول لرأيك؟ وهل تعرف كيف تبدأ حديثًا وكيف تنهيه ومتى؟ 4- هل ترى الفرص العابرة بكل الظروف؟ أم تركز على المصاعب والعقبات؟ وهل تعلم تعريف المرونة الحقيقي وليس الشائع؟ 5- هل تعرف كيف تختار كلماتك؟ وهل تعرف كيف تبني منها جملاً مؤثرة وقوية؟ 6- هل الإصرار من طبعك؟ وهل الفأل هو جُل ما تحبه؟ 7- هل تعتقد بأن كل نشاط تقوم به يُعبر بطريقة أو بأخرى عنك؟ خامسًا: الدليل المادي (Physical Evidence): ويضمن هذا المنهج الطريقة التي يظهر بها مكان الخدمة وكيف يبدو كل شيء فيه، فقد يؤثر ذلك في العميل قبل حتى أن يدخل مكان الخدمة. وعليه فسوف أتحدث هنا عن المظهر الخارجي. 1- كيف تظهر للناس؟ وماذا تلبس من ثياب؟ وماذا عن الطيب والرائحة الزكية؟ 2- هل لديك ابتسامة حقيقية نابعة من القلب تستند على طاعة؟ وهل هي على مُحياك في غالب الأوقات؟ 3- هل مكانك دائمًا نظيف؟ وهل قلبك أنظف من ذلك؟ 4- هل التواضع من شيمك؟ وهل التبسط وترك التكلف من أخلاقك؟ 5- هل تقلد غير المسلمين في ثيابهم وأشكالهم؟ 6- هل تحكم على الآخرين بمظاهرهم؟ وهل تعلم أن الجوهر والمضمون أهم من الشكل والصورة؟ 7- هل تعلم أنك إن حاولت إظهار صورة زائفة عن نفسك فهذا يعني أن لديك مشكلة في قبول صورتك الحقيقية؟ سادسًا: الناس (People): العاملون الذين يقدمون الخدمة هم في الواقع واجهة للسياسات التسويقية للمنظمات، لذا تقع عليهم مسؤولية كبيره في ترك انطباع جيد لدى العملاء. هنا معاملة الناس. 1- هل أنت متجرد من ظنونك حول الناس؟ وهل أنت موضوعي بانطباعاتك عن الآخرين؟ 2- هل تعرف كيف تتعامل مع الناس باختلاف أنماط شخصياتهم؟ وهل تعرف كيف تستجيب لسلوكياتهم المختلفة؟ 3- هل تعرف كيف تحسب توقعات الآخرين منك؟ وهل تعرف كيف تتخطاها أو تتعامل معها؟ 4- هل تعرف كيف تحقق الألفة مع الناس؟ وهل تعرف الأهداف المشتركة معهم؟ 5- هل تعرف كيف تستخدم لغتك غير اللفظية (لغة الجسم) مع من تتعامل معهم؟ وهل تحاول تحسين ذلك وتطويره؟ 6- هل تعرف كيف تُحدث شعورًا إيجابيًا في نفوس الآخرين؟ 7- هل تعتقد أن الرحمة والاحترام والثقة هي من ركائز العلاقات الإنسانية؟ وهل تطبق ذلك على واقع حياتك؟ سابعًا: إجراءات إنتاج الخدمة (Procedures): يمكن أن يرى العملاء إجراء تأدية الخدمة بالفعل، على سبيل المثال مشاركة العميل في عملية إصدار تذاكر السفر. وسوف أسقط هذا على التفاعل مع البيئة المحيطة. 1- هل تحب الصحبة والجماعة؟ أم تفضل الوحدة وعدم التفاعل مع مجتمعك المحيط بك؟ 2- هل ترفض دائمًا كل جديد وما يخالف آراءك؟ أو تفكر قليلاً قبل الاستجابة لهذه الأمور؟ 3- هل تحب أن تستكشف ما حولك؟ وأن ترتقي بمعلوماتك دائمًا نحو الأفضل؟ 4- هل تعرف كيف تكون منصتًا جيدًا؟ وهل تعرف كيف تسأل عما تود معرفته؟ 5- هل تحسن الظن بالناس؟ وهل تعطيهم أعذارهم السبعين؟ 6- هل تعطي أكثر دائمًا في كل موقف؟ وهل تعرف جيدًا ما تعمل بمحيطك؟ وهل أنت عنصر فعال لما هو خير لمجتمعك؟ 7- هل محبة الله في قلبك ورسوله؟ إن كانت الإجابة بنعم، فكيف عرفت ذلك؟ نخلص هنا بأن كلا منا خلقٌ عظيم كرمه الله سبحانه وتعالى، لذا فإن الباحث عن إجابات جاهزة سوف يخسر الكثير بلا شك ويصيبه شيء من الحيرة وبعض الحزن، فسعادة الإنسان في رأيي تكمن في توافق القلب (العقيدة) والعقل (القيم) وانسجامهما معًا من خلال محبة حقيقية لله ورسوله. |
العلامات المرجعية |
|
|