اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > التنمية البشرية

التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2015, 06:05 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي تنمية وتطوير ملكات ومهارات التعلم


تنمية وتطوير ملكات ومهارات التعلم


بدر بن جزاع بن نايف النماصي




جاءت التربية الإسلامية حاثةً على تطوير الملكات والمهارات لدى المتعلم، بالترغيب تارةً، وبالترهيب تارةً أخرى، وقد أشار ابن مفلح المقدسي - رحمه الله تعالى - إلى هذه الملكات والمهارات في مواضع متفرقة من كتاب الآداب الشرعية، سأوردها على شكل نقاط:


• الفهم والحفظ:


قال ابن مفلح رحمه الله: "وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر: ((ارحَموا تُرحموا، واغفروا يغفر لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرِّين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون))؛ رواه أحمد.





ثم قال رحمه الله: "والأقماع جمع قمع بكسر القاف وبسكون الميم وفتحها كنطع ونطع، وقيل: بفتح القاف وسكون الميم، وهو الإناء الذي ينزل في رؤوس الظروف لتملأ بالمائعات من الأشربة والأدهان، شبه أسماع الذين يسمعون القول ولا يعُونه ويحفظونه ويعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئًا مما يفرغ فيها، فكأنه يمر عليها مجتازًا كما يمر الشراب في الأقماع"[1].





وأشار ابن مفلح المقدسي رحمه الله إلى ذلك في موضع آخر فقال: "فصل: في الوصية بالفهم في الفقه والتثبت وعلم ما يختلف فيه"، ثم أشار فيه إلى ما قاله: "المروذي قال أبو عبدالله: يعجبني أن يكون الرجل فهمًا في الفقه، وقال عبدالله: سمعت أبي يقول: سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: عليك بالفهم في الفقه مرتين"[2].





ثم ذكر رحمه الله أهمية الفهم وقدَّمه على الحفظ فقال: "قال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أبا عبدالله يقول: إذا كان يعرف الحديث ويكون معه فقه، أحبُّ إليَّ من حفظ الحديث لا يكون معه فقه"[3].





• حسن الاستماع والإنصات للعلم:


إذا جلس المتعلم مجلس علم فينبغي أن يكون حريصًا على الاستماع والإنصات، وهذا التوجيه رباني من الله جل وعلا؛ فقد وجهنا الله تعالى بذلك عند استماع أصل العلوم الإسلامية، كتاب الله تعالى، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]، قال القرطبي رحمه الله في تفسيره هذه الآية: "والإنصات: السكوت للاستماع، والإصغاء والمراعاة، أنصت ينصت إنصاتًا، ونصت أيضًا، قال الشاعر:


قال الإمام: عليكم أمر سيدكم = فلم نخالِفْ وأنصتنا كما قالا





ويقال: أنصتوه وأنصتوا له، قال الشاعر:


إذا قالت حذام فأنصتوها = فإن القولَ ما قالت حذام"[4].





وقص لنا الله تعالى في قصة موسى عليه السلام عندما كلمه الجبار - تبارك وتعالى - فقال: ﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾ [طه: 13]، قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: "قوله تعالى: ﴿ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾ [طه: 13] فيه مسألة واحدة: قال ابن عطية: وحدثني أبي رحمه الله قال: سمعت أبا الفضل الجوهري رحمه الله تعالى يقول: لما قيل لموسى صلوات الله وسلامه عليه: ﴿ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾، وقَف على حجر، واستند إلى حجر، ووضع يمينه على شماله، وألقى ذقنه على صدره، ووقف يستمع، وكان كل لباسه صوفًا، قلت: حسن الاستماع كما يجب، قد مدَح الله عليه فقال: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ﴾ [الزمر: 18]، وذم على خلاف هذا الوصف فقال: ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ ﴾ [الإسراء: 47] الآية"، فمدح المنصِت لاستماع كلامه مع حضور العقل، وأمر عباده بذلك أدبًا لهم، فقال: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]، وقال ها هنا: ﴿ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾ [طه: 13]؛ لأن بذلك ينال الفهم عن الله تعالى؛ روي عن وهب بن منبه أنه قال: من أدب الاستماع: سكون الجوارح، وغض البصر، والإصغاء بالسمع، وحضور العقل، والعزم على العمل، وذلك هو الاستماع كما يحب الله تعالى، وهو أن يكفَّ العبد جوارحه، ولا يشغلها فيشتغل قلبه عما يسمع، ويغض طرفه فلا يلهو قلبه بما يرى، ويحصر عقله فلا يحدث نفسه بشيء سوى ما يستمع إليه، ويعزم على أن يفهم فيعمل بما يفهم، وقال سفيان بن عيينة: أول العلم الاستماع، ثم الفهم، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر، فإذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بنيَّة صادقة على ما يحب الله أفهمه كما يحب، وجعل له في قلبه نورًا"[5].





وقد أوصى الجن بعضهم البعض بالاستماع لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الله تعالى عنهم: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 29].





وقد أشار ابن مفلح المقدسي رحمه الله إلى الاهتمام بهذه الملكة وتطويرها، قال ابن مفلح - رحمه الله -: "وروى ابن بطة عن إبراهيم بن الجنيد: قال حكيم لابنه: تعلم حسن الاستماع كما تعلم حسن الكلام؛ فإن حسن الاستماع إمهالك للمتكلم حتى يفضي إليك بحديثه، والإقبال بالوجه والنظر، وترك المشاركة له في حديث أنت تعرفه، وأنشد:


ولا تشارك في الحديث أهله = وإن عرفت فرعه وأصله.






وروي أيضًا عن الهيثم بن عدي قال: قالت الحكماء: من الأخلاق السيئة على كل حال: مغالبة الرجل على كلامه، والاعتراض فيه لقطع حديثه"[6].





• العقل:


إعمال العقل في مخلوقات الله تعالى أمر دعت إليه التربية الإسلامية، وقد مدح الله تعالى أهل العقول السليمة في غير ما آية من كتاب الله تعالى، فقال الله تعالى في سورة آل عمران، داعيًا إلى إعمال العقل والتفكر في خلق السماوات والأرض: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]، قال البغوي في تفسيره: "ذوي العقول"[7]، وقال القرطبي في تفسيرها: "الذين يستعملون عقولهم في تأمل الدلائل"[8].





ومما يدل على تمام عقل المتعلم: حسن الاستماع، وقلة الكلام، قال ابن مفلح المقدسي - رحمه الله -: "كان يقال: إذا تم العقل نقص الكلام "[9].





ومن صفات المتعلم: القدرة على إعمال عقله في المسائل التي تعرض عليه، والعقل منه ما هو غريزي فطري، ومنه ما هو مكتسب بالتجرِبة؛ قال ابن مفلح - رحمه الله -: "وحكى في شرح مسلم في باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم أن القاضي عياضًا قال: حكى الطبري خلافًا للسلف: هل هو غريزة أم مكتسب؟ وتقدم قول الماوردي: فيكون هذا وهذا، كما قيل: إن العقل غريزة، ومنه ما يستفاد بالتجارِب وغير ذلك، وهو متوجه"[10].







[1] المقدسي، محمد بن مفلح. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج1. ص128.




[2] (المرجع السابق): ج2. ص165.




[3] (المرجع السابق): ج2. ص226.




[4] القرطبي، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي. الجامع لأحكام القرآن: تفسير القرطبي. (مرجع سابق). ج7. ص354.




[5] القرطبي، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي. الجامع لأحكام القرآن: تفسير القرطبي. (مرجع سابق). ج11. ص176.




[6] المقدسي، محمد بن مفلح. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص277.




[7] البغوي، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي. معالم التنزيل في تفسير القرآن: تفسير البغوي. (مرجع سابق). ج1. ص555.




[8] القرطبي، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي. الجامع لأحكام القرآن: تفسير القرطبي. (مرجع سابق). ج4. ص310.





[9] المقدسي، محمد بن مفلح. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص324.




[10] (المرجع السابق): ج2. ص317 - 318.











رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:58 PM.