اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2015, 06:42 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي بين المغفرة والطرد


بين المغفرة والطرد
حسن عبدالحي
إنَّ أَوْلَى ما نأخذ له أُهْبَةَ الاستِعداد هو هذا الشهر العظيم، هذا الشهر الذي تُفتَح فيه أبوابُ الجنان، وتُغلَق فيه أبواب النيران، وتُسلسَل فيه الشياطين، منَّة من الله علينا ورحمة بنا، والسعيد مُن وُفِّق فيه لعمل الخيرات، والشقيُّ مَن كان عليه يوم القيامة حسرات؛ فعن جابر بن عبدالله - رضِي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَقِي المنبر، فلمَّا رَقِي الدرجة الأولى قال: ((آمين))، ثم رَقِي الثانية فقال: ((آمين))، ثم رَقِي الثالثة فقال: ((آمين))، فقالوا: يا رسول الله، سمعناك تقول: آمين ثلاث مرات؟ قال: ((لَمَّا رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل - صلى الله عليه وسلم - فقال: شَقِي عبدٌ أدرك رمضان فانسَلَخ منه ولم يُغفَر له، فقلت: آمين، ثم قال: شَقِي عبدٌ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُدخِلاه الجنة، فقلت: آمين، ثم قال: شَقِي عبدٌ ذُكرتَ عنده ولم يصلِّ عليك، فقلت: آمين))؛ (أخرجه ابن خُزَيمة، والبخاري في "الأدب المفرد"، والبيهقي في "الشعب"، والبزار في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك"، من حديث كعب بن عجرة وجابر بن عبدالله وعبدالله بن عباس وأنس بن مالك ومالك بن الحويرث وعمَّار بن ياسر، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافَقَه الذهبي، وقال الألباني: صحيح لغيره، ورواه أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قوله، وصحَّحه الألباني في "صحيح الترمذي").
وفي رواية: ((رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفَر له)).
وفي رواية: ((بُعدًا لِمَن أدرك رمضان فلم يُغفَر له).
وفي رواية: ((ومَن أدرك رمضان فلم يُغفَر له، فأبعَدَه الله)).
وفي رواية: ((ومَن أدرك رمضان فلم يُغفَر له دخل النار، فأبعَدَه الله وأسحَقَه)).
فدعا جبريل بالبعد والسُّحق، والشقاء والذلِّ، وعدم المغفرة، ودخول النار على مَن أدرك رمضان ولم يُغفر له، وأمَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - على دعائه؛ وذلك أنَّ رمضان نفحة من نفحات الله في دهره؛ كما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((افعلوا الخير دهرَكم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإنَّ لله نفحات من رحمته يُصِيب بها مَن يشاء من عباده))؛ (أخرجه الطبراني عن أنس، وحسَّنه الألباني لشواهده في "الصحيحة")، وفي رواية أخرى: ((إنَّ لربكم في أيَّام الدهر نفحاتٍ، فتعرَّضوا لها؛ لعلَّ أحدكم أن تُصِيبه نفحةٌ منها فلا يشقى بعدها أبدًا))؛ (أخرجها الطبراني عن محمد بن مسلمة، وضعَّفها الألباني).
كما أنَّ المفرِّط في رمضان المضيِّع لمغفرة الله فيه، مستحقٌّ لهذا الدعاء؛ لزيادة دواعي الخير في هذا الشهر المبارك، وضعف دواعي الشرِّ؛ كما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دخل رمضان فُتِّحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب جهنم، وسُلسِلت الشياطين))؛ (أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة).
وفي رواية أخرى: ((ويُنادِي مُنادٍ كلَّ ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عُتَقاء من النار، وذلك كلَّ ليلة))؛ (أخرجها الترمذي وابن ماجه والحاكم وحسَّنها الألباني في "صحيح الجامع").
فحبس شياطين الجنِّ عن إغواء الناس حجَّةٌ على المقصِّر في طاعة الله، المُتمادِي في معصيته - سبحانه وتعالى - ليس للعبد فرصة أقرب من هذه يَنال بها رحمة الله ومغفرته، فإن لم يستغلها ولم يحرص عليها، استحقَّ الطَّرد والإبعاد.
ولمغفرة الله للعبد في رمضان وسائلُ كثيرة، منها:
التوبة:
التوبة من كلِّ ذنب اقتَرفَه العبد، سواء أكان ترك ما أوجبه الله عليه، أو فعل ما نهاه الله -تعالى- عنه؛ قال الله -تعالى-: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، وقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 74]، والأمر بالتوبة في الكتاب والسُّنة كثير.
وحاجة العبد للتوبة في كلِّ أحواله حاجة عظيمة، أعظم من حاجته لرُوحه في جسده؛ إذ كلُّ إنسان سيُفارِق هذه الفانية لا محالة، وليس كلُّ أحد سيلقى الله -تعالى- بتوبة نصوح يسعد بها في أخراه؛ لذا كان - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((والله، إني لأستَغفِر الله وأتوب إليه في اليوم أكثرَ من سبعين مرَّة))؛ (أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه)، وعن ابن عمر - رضِي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس، توبوا إلى الله؛ فإنِّي أتوب في اليوم إليه مائة مرَّة))؛ (أخرجه مسلم).
الصيام إيمانًا واحتسابًا: كما في حديث أبي هريرة أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتِسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ (أخرجه البخاري ومسلم).
ومعنى (إيمانًا)؛ أي: تصديقًا بفرضيَّته، و(احتِسابًا)؛ أي: انتِظارًا لأجره من الله - تعالى.
والصوم ليس فقط الامتِناع عن الأكل والشرب والجِماع في نهار رمضان حتى غروب الشمس؛ بل هذا ظاهره، وباطنه تحقيقُ تقوى الله -تعالى- والامتِناع عمَّا حرَّم ونهى؛ كما في الحديث عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن لم يَدَعْ قولَ الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدعَ طعامه وشرابه))؛ (أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه)، فكلُّ معصية يرتَكِبها الصائم تقدح في صومه بقدرها.
القيام:
كما جاء عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن قام رمضان إيمانًا واحتِسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ (أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه).
ونحن بحاجة لوضع هذه العبادة العظيمة والطاعة الجليلة مَوضِعَها الصحيح، من حيث كونها قُربةً إلى الله -تعالى- تجلب العفوَ، وتُثمِر المغفرة، لا إنزالها منزلة العادات؛ إذ تعود المرء مِنَّا الذهابَ إلى المساجد في رمضان لصلاة التراويح، دون احتِسابٍ لأجرها المبارك، واستِحضارٍ لطلب العفو والمغفرة من الله - عزَّ وجلَّ - وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأَب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله -تعالى- ومَنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومَطردة للداء عن الجسد))؛ (أحمد والترمذي والحاكم وغيرهم عن بلال وأبي أمامة وأبي الدرداء وجابر بن عبدالله، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع").
وبالجملة:
التِزام عمل الصالحات، واجتِناب المحرَّمات؛ فجملة الأعمال الصالحة من العناية بكتاب الله -تعالى- قراءة وتدبُّرًا وحفظًا، وذكر الله -تعالى- ومُداوَمة الاستغفار، والمحافظة على الصلاة في أوَّل وقتها في جماعة، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وعيادة المريض، وإعانة المحتاج... وغير ذلك ممَّا ندب الله إليه، وكذلك الانتِهاء عمَّا حرَّم الله -تعالى- من الكذب، والغِيبة، والنميمة، وقول الفحش، والنظر المحرَّم، والتبذير، ومخالطة أهل المعاصي والفجور، وغير ذلك ممَّا حرَّم الله - تعالى.
فأسباب المغفرة كثيرة، لا سيَّما في الأزمنة والأمكنة الفاضلة؛ كشهر رمضان، وشهود العشر الأواخر منه، وليلة القدر، لكن الأهم استِشعار العبد حاجتَه وفقره إلى المغفرة؛ حتى يشمِّر عن ساعد جدِّه، ويشحذ هممه، ويبذل قُصارَى جهده، ويرفع شعار ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84].
أمَّا العبد الخاسر الخائب الذي يحضره رمضان، ذاك الشهر المبارك، ثم هو هو قائم على معصية مولاه، مُضيِّع لحقوقه، لا يتحرَّى الخير، ولا يتَّقي الشرَّ، فذاك الذي استحقَّ دعاء جبريل والنبي - عليهما الصلاة والسلام - عليه؛ لما أودع نفسه من صفات أهل البلادة والغباء، والرُّكون إلى الشهوات المحرَّمة، ومنعها من النجاة الأبدية ومُرافَقَة خير البريَّة.
نسأل الله -تعالى- أن يُبَلِّغنا رمضان، وأن يستعملنا فيه على طاعته ومرضاته، وأن يتقبَّله مِنَّا، وصلِّ اللهم وسلِّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:27 AM.