#1
|
||||
|
||||
المحدث تقي الدين الهلالي - علامة المغرب
المحدث تقي الدين الهلالي - علامة المغرب
الشيخ د.عاصم بن عبد الله القريوتي هو العلامة المحدث، واللغوي الشهير، والأديب البارع، والشاعر الفحل، والرحالة المغربي، الرائد الشيخ السلفي الدكتور: محمد التقي المعروف بـ محمد تقي الدين، كنيته أبو شكيب (حيث سمى أول ولد له على اسم صديقه الأمير شكيب أرسلان) بن عبد القادر بن الطيب بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد النور بن عبد القادر بن هلال بن محمد بن هلال بن إدريس بن غالب بن محمد المكي بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن علي بن عبد القوي بن عبد الرحمن بن إدريس بن إسماعيل بن سليمان بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي وفاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد أقر هذا النسب السلطان الحسن الأول حين قدم سجلماسة سنة 1311 هـ. نشأته: ولد الشيخ سنة 1311 هـ بقرية الفرخ، وتسمى أيضا بـ الفيضة القديمة، على بضعة أميال من الريصاني، وهي من بوادي مدينة سجلماسة المعروفة اليوم بتافيلالت الواقعة جنوبا بالمملكة المغربية. وقد ترعرع في أسرة علم وفقه، فقد كان والده وجده من فقهاء تلك البلاد. رحلاته لطلب العلم وخدمته للدعوة: قرأ القرآن على والده وحفظه وهو ابن اثنتي عشر سنة، ثم جوَّده على الشيخ المقرئ أحمد بن صالح، ثم لازم الشيخ محمد سيدي بن حبيب الله التندغي الشنقيطي، فبدأ بحفظ مختصر خليل، وقرأ عليه علوم اللغة العربية والفقه المالكي إلى أن أصبح الشيخ ينيبه عنه في غيابه، وبعد وفاة شيخه توجه لطلب العلم على علماء وجدة وفاس آنذاك إلى أن حصل على شهادة من جامع القرويين. ثم سافر إلى القاهرة ليبحث عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالتقى ببعض المشايخ أمثال الشيخ عبد الظاهر أبو السمح، والشيخ رشيد رضا، والشيخ محمد الرمالي وغيرهم، كما حضر دروس القسم العالي بالأزهر، ومكث بمصر نحو سنة واحدة يدعو إلى عقيدة السلف ويحارب الشرك والإلحاد. وبعد أن حج توجه إلى الهند لينال بغيته من علم الحديث، فالتقى علماء أجلاء هناك فأفاد واستفاد؛ ومن أَجَلِّ العلماء الذين التقى بهم هناك المحدث العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري صاحب «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي»، وأخذ عنه من علم الحديث وأجازه، وقد قرّظه بقصيدة يُهيب فيها بطلاب العلم إلى التمسك بالحديث والاستفادة من الشرح المذكور، وقد طبعت تلك القصيدة في الجزء الرابع من الطبعة الهندية؛ كما أقام عند الشيخ محمد بن حسين بن محسن الحديدي الأنصاري اليماني نزيل الهند آنذاك، وقرأ عليه أطرافا من الكتب الستة وأجازه أيضا. ومن الهند توجه إلى الزبير (البصرة) في العراق، حيث التقى العالم الموريتاني السلفي المحقق الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، مؤسس مدرسة النجاة الأهلية بالزبير، وهو غير العلامة المفسر صاحب «أضواء البيان» واستفاد من علمه، ومكث بالعراق نحو ثلاث سنين ثم سافر إلى السعودية مرورا بمصر حيث أعطاه السيد محمد رشيد رضا توصية وتعريفاً إلى الملك عبد العزيز آل سعود قال فيها: «إن محمدا تقي الدين الهلالي المغربي أفضل مَن جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيدوا من علمه»، فبقي في ضيافة الملك عبد العزيز بضعة أشهر إلى أن عُيِّن مراقبا للتدريس في المسجد النبوي، وبقي بالمدينة سنتين ثم نقل إلى المسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي بمكة وأقام بها سنة واحدة. وبعدها جاءته رسائل من إندونيسيا ومن الهند تطلبه للتدريس بمدارسها، فرجح قبول دعوة الشيخ سليمان الندوي رجاء أن يحصل على دراسة جامعية في الهند، وصار رئيس أساتذة الأدب العربي في كلية ندوة العلماء في مدينة لكنهو بالهند حيث بقي ثلاث سنوات تعلم فيها اللغة الإنجليزية ولم تتيسر له الدراسة الجامعية بها. وأصدر باقتراح من الشيخ سليمان الندوي وبمساعدة تلميذه الطالب مسعود عالم الندوي مجلة "الضياء". ثم عاد إلى الزبير (البصرة) وأقام بها ثلاث سنين معلما بمدرسة "النجاة الأهلية" المذكورة آنفا. وبعد ذلك سافر إلى جنيف بالسويسرا وأقام عند صديقه، أمير البيان شكيب أرسلان، وكان يريد الدراسة في إحدى جامعات بريطانيا فلم يتيسر له ذلك، فكتب الأمير شكيب رسالة إلى أحد أصدقائه بوزارة الخارجية الألمانية يقول فيها: «عندي شاب مغربي أديب ما دخل ألمانيا مثله، وهو يريد أن يدرس في إحدى الجامعات، فعسى أن تجدوا له مكانا لتدريس الأدب العربي براتب يستعين به على الدراسة»، وسرعان ما جاء الجواب بالقبول، حيث سافر الشيخ الهلالي إلى ألمانيا وعين محاضراً في جامعة "بون" وشرع يتعلم اللغة الألمانية، حيث حصل على دبلومها بعد عام، ثم صار طالباً بالجامعة مع كونه محاضراً فيها، وفي تلك الفترة ترجم الكثير من الألمانية وإليها، وبعد ثلاث سنوات في بون انتقل إلى جامعة برلين طالباً ومحاضراً ومشرفاً على الإذاعة العربية، وفي سنة 1940م قدم رسالة الدكتوراه، حيث فند فيها مزاعم المستشرقين أمثال: مارتن هارثمن، وكارل بروكلمان، وكان موضوع رسالة الدكتوراه «ترجمة مقدمة كتاب الجماهر من الجواهر مع تعليقات عليها»، وكان مجلس الامتحان والمناقشة من عشرة من العلماء، وقد وافقوا بالإجماع على منحه شهادة الدكتوراه في الأدب العربي. وأثناء الحرب العالمية الثانية سافر الشيخ إلى المغرب، وفي سنة 1947م سافر إلى العراق وقام بالتدريس في كلية "الملكة عالية" ببغداد إلى أن قام الانقلاب العسكري في العراق فغادرها إلى المغرب سنة 1959م. وشرع أثناء إقامته بالمغرب ـ موطنه الأصلي ـ في الدعوة إلى توحيد الله ونبذ الشرك واتباع نهج خير القرون. وفي هذه السنة (سنة 1959م) عين مدرسا بجامعة محمد الخامس بالرباط ثم بفرعها بفاس. وفي سنة 1968م تلقى دعوة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة آنذاك للعمل أستاذاً بالجامعة منتدباً من المغرب فقبل الشيخ الهلالي وبقي يعمل بها إلى سنة 1974م حيث ترك الجامعة وعاد إلى مدينة مكناس بالمغرب للتفرغ للدعوة إلى الله، فصار يلقي الدروس بالمساجد ويجول أنحاء المغرب ينشر دعوة السلف الصالح. وكان من المواظبين على الكتابة في مجلة (الفتح) لمحب الدين الخطيب، ومجلة (المنار) لمحمد رشيد رضا رحم الله الجميع. شيوخه: من شيوخه رحمه الله : الشيخ محمد سيدي بن حبيب الله الشنقيطي. الشيخ عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري . الشيخ محمد العربي العلوي. الشيخ الفاطمي الشراوي. الشيخ أحمد سوكيرج. الشيخ محمد بن حسين بن محسن الحديدي الأنصاري اليماني. الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (غير صاحب "أضواء البيان"). الشيخ رشيد رضا. الشيخ محمد بن إبراهيم. بعض علماء القرويين. بعض علماء الأزهر. مؤلفاته: مؤلفات الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله كثيرة جدا وجمعها ليس بالأمر الهين؛ لأنها ألفت في أزمنة مختلفة وبقاع شتى، ومنها: الزند الواري والبدر الساري في شرح صحيح البخاري [المجلد الأول فقط]. الإلهام والإنعام في تفسير الأنعام. مختصر هدي الخليل في العقائد وعبادة الجليل. الهدية الهادية للطائفة التجانية. القاضي العدل في حكم البناء على القبور. العلم المأثور والعلم المشهور واللواء المنشور في بدع القبور. آل البيت ما لهم وما عليهم. حاشية على كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب. حاشية على كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب. الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق. دواء الشاكين وقامع المشككين في الرد على الملحدين. البراهين الإنجيلية على أن عيسى داخل في العبودية وبريء من الألوهية. فكاك الأسير العاني المكبول بالكبل التيجاني. فضل الكبير المتعالي (ديوان شعر). أسماء الله الحسنى (قصيدة). الصبح السافر في حكم صلاة المسافر. العقود الدرية في منع تحديد الذرية. الثقافة التي نحتاج إليها (مقال). تعليم الإناث وتربيتهن (مقال). ما وقع في القرآن بغير لغة العرب (مقال). أخلاق الشباب المسلم (مقال). من وحي الأندلس (قصيدة). وفاته: في يوم الإثنين 25 شوال 1407هـ الموافق لـ 22 يونيو 1987م أصيبت الأمة الإسلامية بفاجعة ومصيبة يصعب على القلم وصفها، وهي مصيبة موت الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله وذلك بمنزله في مدينة الدار البيضاء بالمغرب. وقد شيع جنازته جمع غفير من الناس يتقدمهم علماء ومثقفون وسياسيون. و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» رواه البخاري. فنسأل الله الكريم أن يرحم الشيخ رحمة واسعة ويدخله فسيح جناته. |
العلامات المرجعية |
|
|