|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() حدث في السنة الثانية من الهجرة (3)
الشيخ محمد طه شعبان قال ابن إسحاق: خفق النبي - صلى الله عليه وسلم - خفقة في العريش ثم انتبه فقال: «أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله فهذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع»[61]. وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: «هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ عَلَيْهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ»[62]. وعن ابْن عَبَّاس - رضي الله عنه - أيضًا قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ، إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ، فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ، وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ، فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «صَدَقْتَ، ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ»[63]. وأسر رجل من المسلمين الْعَبَّاسَ بن عبد الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ مَا أَسَرَنِي، لَقَدْ أَسَرَنِي رَجُلٌ أَجْلَحُ[64] مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ مَا أُرَاهُ فِي الْقَوْمِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَا أَسَرْتُهُ يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ: «اسْكُتْ، فَقَدْ أَيَّدَكَ الله تَعَالَى بِمَلَكٍ كَرِيمٍ»[65]. وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 9، 10][66]. م***ُ عدو الله أبي جهل: عَنْ عبد الرَّحْمَنِ بن عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَما أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلَامَيْنِ مِنْ الْأَنْصَارِ، حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا[67]، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمِّ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ[68] حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا، قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الْآخَرُ، فَقَالَ: مِثْلَهَا، قَالَ: فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أبي جَهْلٍ يَزُولُ فِي النَّاسِ[69]، فَقُلْتُ: أَلَا تَرَيَانِ؟ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلَانِ عَنْهُ، قَالَ: فَابْتَدَرَاهُ فَضَرَبَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا، حَتَّى قَتَلَاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: «أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟» فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُ، فَقَالَ: «هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟» قَالَا: لَا، فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ: «كِلَاكُمَا قَتَلَهُ»، وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بن عَمْرِو بن الْجَمُوحِ. وَالرَّجُلَانِ مُعَاذُ بن عَمْرِو بن الْجَمُوحِ وَمُعَاذُ بن عَفْرَاءَ[70]. وفي لفظ: وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ[71]. الزبير ي*** عُبيدة بن سعيد بن العاص: عن الزُّبَيْر قال: لَقِيتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بن سَعِيدِ بن الْعَاصِ وَهُوَ مُدَجَّجٌ[72] لَا يُرَى مِنْهُ إِلَّا عَيْنَاهُ، وَهُوَ يُكْنَى أبو ذَاتِ الْكَرِشِ، فَقَالَ: أَنَا أبو ذَاتِ الْكَرِشِ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالْعَنَزَةِ[73] فَطَعَنْتُهُ فِي عَيْنِهِ فَمَاتَ[74]. م*** عدو الله أمية بن خلف: بعدما قَتَلَ أبطال المسلمين في بداية المعركة ثلاثة من أَلدِّ أعداء الإسلام الذين طالما آذوا المسلمين، وصدوا عن سبيل الله، وهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، وتمكنوا أيضًا في وسط المعركة من *** صنديد آخر من صناديد قريش وهو أبو جهل، أعانهم الله في آخر المعركة على *** واحدٍ من أَلدِّ أعداء الإسلام في مكة، وأشدها ظلمًا لضعفاء المسلمين، وهو أمية بن خلف. عن عبدالرحمن بن عوف قال: كان أمية بن خلف لي صديقًا بمكة، وكان اسمي عبد عمرو، فَتَسَمَّيتُ -حين أسلمتُ- عبد الرحمن، ونحن بمكة، فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول: يا عبد عمرو، أرغبت عن اسم سمَّاكه أبوك؟ فأقول: نعم، فيقول: فإني لا أعرف الرحمن، فاجعل بيني وبينك شيئًا أدعوك به، أمَّا أنت فلا تجيبني باسمك الأول، وأما أنا فلا أدعوك مما لا أعرف! قال: فكان إذا دعاني: يا عبد عمرو، لم أجبه، قال: فقلتُ له: يا أبا علي اجعل ما شئت، قال: فأنت عبد الإله، قال: فقلت نعم، قال: فكنت إذا مررتُ به قال: يا عبد الإله فأجيبه فأتحدث معه، حتى إذا كان يوم بدر مررتُ به وهو واقف مع ابنه عليِّ بن أمية، آخذ بيده، ومعي أدراع قد استلبتها، فأنا أحملها، فلما رآني قال لي: يا عبد عمرو، فلم أجبه، فقال: يا عبد الإله فقلتُ: نعم، قال: هل لك فيَّ، فأنا خير لك من هذه الأدرع التي معك؟ قال: قلتُ: نعم، ها الله[75] إذًا، قال: فطرحتُ الأدراع من يدي، وأخذت بيده ويد ابنه وهو يقول: ما رأيتُ كاليوم قط، أما لكم حاجة في اللبن - أي من أَسَرَني افتديتُ منه بإبل كثيرة اللبن- ثم خرجت أمشي بهما، فقال أمية بن خلف: يا عبد الإله، من الرجل منكم المعَلَّم بريشة نعامة في صدره؟ قال: قلتُ: ذاك حمزة بن عبد المطلب، قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل، قال عبد الرحمن: فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي - وكان هو الذي يعذب بلالاً بمكة على ترك الإسلام-، فيخرجه إلى رمضاء[76] مكة إذا حَمِيَتْ، فيضجعه على ظهره، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتُوضع على صدره، ثم يقول: لا تزال هكذا أو تُفارق دين محمد، فيقول بلال: أحدٌ أحد قال: فلما رآه قال: رأسُ الكفر أمية بن خلف، لا نجوتُ إن نجا، قال: قلتُ: أي بلال، أَبِأَسيري؟! قال: لا نجوتُ إن نجا، قال: قلتُ: أتسمع يا ابن السوداء؟ قال: لا نجوتُ إن نجا، قال: فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المَسَكَة[77] وأنا أذبُّ عنه، قال: فأخلف رجلٌ السيفَ[78]، فضرب رِجْلَ ابنه فوقع، وصاح أمية صيحة ما سمعتُ مثلها قط، قال: فقلتُ: انج بنفسك، ولا نجاء بك، فوالله ما أُغْني عنك شيئًا، قال: فهبروهما[79] بأسيافهم، حتى فرغوا منهما، قال: فكان عبد الرحمن يقول: يرحم الله بلالاً، ذَهَبتْ أدراعي، وفجعني بأسيري[80]. فانتهت المعركة بهزيمة المشركين هزيمة نكراء، ونصر كبير للمسلمين. عدد ال***ى والأسرى من المشركين في المعركة: عن الْبَرَاء بن عَازِبٍ قَالَ: وكان النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ أَصَابُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً، سَبْعِينَ أَسِيرًا، وَسَبْعِينَ قَتِيلًا[81]. بعد انتهاء المعركة: عن أَنَس بن مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يَنْظُرُ لَنَا مَا صَنَعَ أبو جَهْلٍ؟»، فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَكَ، قَالَ: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ: آنْتَ أبو جَهْلٍ؟ فَقَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ[82] أَوْ قَالَ: قَتَلَهُ قَوْمُهُ، ثم قَالَ أبو جَهْلٍ: فَلَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ قَتَلَنِي[83]. ومما حدث أيضًا بعد انتهاء المعركة أَنَّ النَبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ، فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ - وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ[84] ثَلَاثَ لَيَالٍ-، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا، ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ وَقَالُوا: مَا نُرَى يَنْطَلِقُ إِلَّا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ[85] فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ: «يَا فُلَانُ بن فُلَانٍ، وَيَا فُلَانُ بن فُلَانٍ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمْ الله وَرَسُولَهُ، فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا» فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا رْوَحَ لَهَا، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ»، قَالَ قَتَادَةُ: أَحْيَاهُمْ الله حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنَقِيمَةً وَحَسْرَةً وَنَدَمًا[86]. ثم تحرك النبي - صلى الله عليه وسلم - من بدرٍ راجعًا إلى المدينة، حتى إذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصفراء *** النضر بن الحارث ***ه عليُّ بن أبي طالب، ثم خرج حتى إذا كان بعرْق الظبية *** عقبة بن أبي معيط[87]. وعَنْ عَائِشَةَ أنها قَالَتْ: لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ، بَعَثَتْ زَيْنَبُ فِي فِدَاءِ أبي الْعَاصِ بِمَالٍ، وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ عِنْدَ خَدِيجَةَ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أبي الْعَاصِ قَالَتْ: فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً، وَقَالَ: «إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا»، قَالُوا: نَعَمْ، وَكَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ عَلَيْهِ، أَوْ وَعَدَهُ، أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ زَيْنَبَ إِلَيْهِ[88]. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - - لما فرغ من بدر- قد أرسل بشيرين إلى أهل المدينة، بعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة، وبعث عبد الله بن رواحة إلى أهل العالية يبشرونهم بفتح الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فوافق زيد بن حارثة ابنه أسامة حين سوى التراب على رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقيل له: ذاك أبوك حين قدم قال أسامة: فجئتُ وهو واقف للناس يقول: قُتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل ابن هشام ونُبيه ومنبِّه وأمية بن خلف فقلتُ: يا أبت أحق هذا؟ قال: نعم والله يا بنيَّ[89]. وقسَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - الغنائم على الصحابة رضوان الله عليهم. عَنْ عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَشَهِدْتُ مَعَهُ بَدْرًا، فَالْتَقَى النَّاسُ فَهَزَمَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْعَدُوَّ، فَانْطَلَقَتْ طَائِفَةٌ فِي آثَارِهِمْ يَهْزِمُونَ وَيَقْتُلُونَ، فَأَكَبَّتْ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَسْكَرِ يَحْوُونَهُ وَيَجْمَعُونَهُ، وَأَحْدَقَتْ طَائِفَةٌ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لَا يُصِيبُ الْعَدُوُّ مِنْهُ غِرَّةً، حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ وَفَاءَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ الَّذِينَ جَمَعُوا الْغَنَائِمَ: نَحْنُ حَوَيْنَاهَا وَجَمَعْنَاهَا، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا نَصِيبٌ، وَقَالَ الَّذِينَ خَرَجُوا فِي طَلَبِ الْعَدُوِّ: لَسْتُمْ بِأَحَقَّ بِهَا مِنَّا نَحْنُ أَحْدَقْنَا بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَخِفْنَا أَنْ يُصِيبَ الْعَدُوُّ مِنْهُ غِرَّةً، وَاشْتَغَلْنَا بِهِ، فَنَزَلَتْ: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1] فَقَسَمَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فَوَاقٍ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ[90]. وحدث أيضًا كما يقول سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ بَدْرٍ بِسَيْفٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ الله قَدْ شَفَى صَدْرِي الْيَوْمَ مِنْ الْعَدُوِّ، فَهَبْ لِي هَذَا السَّيْفَ، قَالَ: «إِنَّ هَذَا السَّيْفَ لَيْسَ لِي وَلَا لَكَ»، فَذَهَبْتُ وَأَنَا أَقُولُ: يُعْطَاهُ الْيَوْمَ مَنْ لَمْ يُبْلِ بَلَائِي! فَبَيْنَا أَنَا إِذْ جَاءَنِي الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: «أَجِبْ»، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ بِكَلَامِي، فَجِئْتُ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّكَ سَأَلْتَنِي هَذَا السَّيْفَ، وَلَيْسَ هُوَ لِي وَلَا لَكَ، وَإِنَّ الله قَدْ جَعَلَهُ لِي، فَهُوَ لَكَ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ [الأنفال: 1] [91]. وأما عن الأسرى: فعن عمر - رضي الله عنه - قال: فَلَمَّا أَسَرُوا الْأُسَارَى، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِأبي بَكْرٍ وَعُمَرَ: «مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى؟» فَقَالَ أبو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ الله هُمْ بنو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ، فَعَسَى الله أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟»، قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ الله مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أبو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ - نَسِيبًا لِعُمَرَ- فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا، فَهَوِيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا قَالَ أبو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأبو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ، فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمْ الْفِدَاءَ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ» - شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيِّ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنْزَلَ الله - عز وجل -: ﴿ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنفال: 68، 69] فَأَحَلَّ الله الْغَنِيمَةَ لَهُمْ[92]. ففدى النبي - صلى الله عليه وسلم - الأُسارى بمال. وجاء في بعض الروايات أن قدر الفدية كان أربعة آلاف درهم[93]. وعن أَنَس بن مَالِكٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ، قَالَ: وَاللَّهِ لَا تَذَرُونَ مِنْهُ دِرْهَمًا[94]. وقال النَّبِيُ - صلى الله عليه وسلم - في أُسَارَى بَدْرٍ: «لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بن عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ»[95]. فضائل من شهد بدرًا من الصحابة والملائكة: عَنْ رِفَاعَة بن رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ - وهو مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ- قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: «مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ» - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ[96]. وقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب لما قَالَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - - في قصة حاطب بن أبي بلتعة- دَعْنِي يَا رَسُولَ الله أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الله اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»[97]. وجاء عبد لِحَاطِب يَشْكُو حَاطِبًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقَالَ: يَا رَسُولَ الله لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «كَذَبْتَ لَا يَدْخُلُهَا فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ»[98]. وأُصِيبَ يَوْمَ بَدْرٍ حارثة وَهُوَ غُلَامٌ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ، وَإِنْ تَكُ الْأُخْرَى تَرَى مَا أَصْنَعُ؟ فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَيْحَكِ أَوَهَبِلْتِ أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ وَإِنَّهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ»[99]. المصدر: (الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية) [1] «سيرة ابن هشام» 2/134. [2] صحيح: «سيرة ابن هشام» عن ابن إسحاق 2/134، 135، بسنده إلىٰ ابن عباس، وصححه الشيخ الألباني ~ في تخريج فقه السيرة للغزالي (226). [3] غُدَرُ: من غادر، ويستعمل هذا في النداء بالشتم. [4] مثل به: أي قام به ماثلاً. [5] جبل بمكة. [6] ارفضَّت: أي تفتت. [7] جدَّع بعيره: قطع أنفه. [8] اللطيمة: الإبل تحمل الطيب. [9] لأط: أي اقتضاه. [10] «سيرة ابن هشام» 2/135، 136، رواه ابن إسحاق بإسنادين أحدهما عن ابن عباس، ولكن فيه مبهم حيث قال ابن إسحاق: فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس به. والثاني بإسناد صحيح إلىٰ عروة بن الزبير ولكنه مرسل، ويمكن أن يعتضدا ببعضهما. [11] صحيح: أخرجه البخاري (3950) كتاب: المغازي، باب: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - من ي*** ببدر. [12] صحيح: أخرجه مسلم (1901)، كتاب: الإمارة، باب: ثبوت الجنة للشهيد. [13] الظهر: الدوابُّ التي تُركب. [14] صحيح: أخرجه مسلم (1901)، كتاب: الإمارة، باب: ثبوت الجنة للشهيد. [15] هناك حديثان صحيحان في عدد جيش المسلمين والمشركين: أما الأول: ففي صحيح البخاري (3956، 3959). وأما الثاني: ففي مسند أحمد (948) بإسناد صححه الشيخ الألباني في تحقيق فقه السيرة، وكذلك صححه الشيخ أحمد شاكر. [16] صحيح: أخرجه البخاري (3956) كتاب: المغازي، باب: عدة أصحاب بدر، عن البراء بن عازب. [17] صحيح: أخرجه أحمد في «المسند» (1023)، وابن خزيمة (899)، وابن حبان (2257)، والطيالسي (116). وجاءت روايات أخرىٰ ضعيفة بأنهما كانا فرسين أحدهما للزبير والثاني للمقداد، وهو ضعيف. [18] «سيرة ابن هشام» 2/138. [19] يعتقبون البعير: أي يتبادلون الركوب عليه. [20] أي: نوبته في المشي. [21] صحيح: أخرجه أحمد (3901)، الحاكم 3/20 وقال: صحيح علىٰ شرط مسلم، وقال الألباني في تخريج فقه السيرة: سنده حسن، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح. [22] «سيرة ابن هشام» 2/138، والحاكم في «المستدرك» 3/632 وسكت عنه الذهبي. [23] الشوكة: القتال، وغير ذات الشوكة: هي الغنيمة التي لا قتال فيها. [24] موضع بناحية اليمن. [25] أي: أكثر الناس، فهم أكثر من المهاجرين. [26] رواه ابن هشام في «السيرة» بهذا السياق عن ابن إسحاق بدون إسناد، وله شواهد أخرىٰ كثيرة تقويه، انظر: «صحيح البخاري» (3952)، مسلم (1779)، أحمد (3698، 4070، 4376، 11961)، والنسائي في «الكبرىٰ» (11140). [27] «سيرة ابن هشام» 2/138. [28] حَرَّةُ الوَبَرَة: موضع علىٰ نحوٍ من أربعة أميال من المدينة. [29] صحيح: أخرجه مسلم (1817) كتاب: الجهاد والسير، باب: كراهة الاستعانة في الغزو بكافر. [30] صحيح: أخرجه البخاري (3956) كتاب: المغازي، باب: عدة أصحاب بدر. [31] «سيرة ابن هشام» 2/138 بإسناد مرسل عن عروة بن الزبير، وتشهد له الآية. [32] «تاريخ الطبري» 2/425، بسند حسن. نقلاً من «السيرة النبوية الصحيحة» 2/359. [33] أي سُقاة للقوم يجلبون لهم الماء ليرتووا. [34] أي بالغوا في ضربهما. [35] «سيرة ابن هشام» 2/141، بسند صحيح صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث عن يزيد بن رومان عن عروة ابن الزبير، ولكنه مرسل، وروىٰ نحوه أحمد (948) من حديث علي بن أبي طالب بسند صححه الشيخان: أحمد شاكر، والألباني في تخريج «فقه السيرة» (229)، ورواه مسلم مختصرًا (1779)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة بدر. [36] ماط: أي بَعُد. [37] صحيح: أخرجه مسلم (1779)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة بدر. [38] «مختصر تفسير ابن كثير» للشيخ أحمد شاكر 2/114. [39] «مختصر تفسير ابن كثير» 2/94، 95 بتصرف. [40] «سيرة ابن هشام» 2/144 عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبىٰ بكر أنه حدث: أن سعد بن معاذ قال، ثم ذكره، وله شاهد في «صحيح البخاري» عن ابن عباس، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في قبَّة، وهو الحديث الآتي. [41] صحيح: أخرجه البخاري (2915)، كتاب: الجهاد والسير، باب: ما قيل في درع النبي - صلى الله عليه وسلم - والقميص في الحرب. [42] صحيح: أخرجه مسلم (1763)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم. [43] صحيح: أخرجه أحمد (1023). [44] حشٌ: أي قليل. [45] الحجف: أي التروس. [46] هي كلمة تقال للمتنعم المترف الذي لم تحُكُّه التجارب والشدائد. [47] صحيح: أخرجه أحمد (948)، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر، والألباني في «فقه السيرة» (229). [48] أثخن: أي ضربه، ولكن لم ي***ه. [49] صحيح: أخرجه أبو داود (2665)، كتاب: الجهاد، باب: في المبارزة. [50] صحيح: أخرجه البخاري (3965). [51] اسم مكان. [52] أخرجه الحاكم (4862)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وحسن إسناده الألباني «فقه السيرة» (233). [53] صحيح: أخرجه مسلم (1901)، كتاب: الإمارة، باب: ثبوت الجنة للشهيد. [54] أي: اقتربوا منكم. [55] صحيح: أخرجه البخاري (3984)، كتاب: المغازي، باب: (10). [56] «تفسير الطبري» 9/217، بأسانيد مرسلة عن قتادة، وعروة، وعكرمة، وتشهد له الآية. [57] بخ، بخ: فيه لغتان أحدهما: إسكان الخاء، أو كسرها منونًا، وهي: كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير. «شرح مسلم» للنووي 7/44. [58] قرنه: بقاف وراء مفتوحتين، وهي الجُعبة. [59] صحيح: أخرجه مسلم (1901)، كتاب: الإمارة، باب: ثبوت الجنة للشهيد. [60] صحيح: أخرجه أحمد 2/228، وصححه الشيخ أحمد شاكر. [61] النقع: الغبار. قال الألباني في «فقه السيرة» (234): وفي «المغازي»، وعند ابن هشام 2/68، 69، بدون سند، لكن وصله الأموي من طريق ابن إسحاق، حدثني الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير، وهذا سند حسن، وسكت عنه ابن كثير 3/284.اهـ. [62] صحيح: أخرجه البخاري (3995) كتاب: المغازي، باب: شهود الملائكة بدرًا. [63] صحيح: أخرجه مسلم (1763)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم. [64] الأجلح: الذي انحسر شعره عن جانبي رأسه. [65] صحيح: أخرجه أحمد 2/194، وصححه الشيخ أحمد شاكر. [66] وأما عن حكمة اشتراك الملائكة بهذه الطريقة مع أن جبريل وحده قادر علىٰ إهلاكهم بأمر الله، فيوضح السبكي ذلك بقوله: وقع ذلك لإرادة أن يكون الفعل للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وتكون الملائكة مددًا علىٰ عادة مدد الجيوش رعاية لصورة الأسباب وسنتها التي أجراها الله تعالىٰ في عباده، والله تعالىٰ هو فاعل الجميع. والله أعلم. «فتح الباري» 7/364، في التعليق علىٰ الحديث رقم (3995) [67] أضلع منهما: أقوىٰ منهما، أي: تمنيت لو كنت بين أقوىٰ منهما. [68] أي لا يفارق شخصي شخصه. [69] يزول بين الناس: أي يتحرك بسرعة شديدة بين الناس في ميدان المعركة. [70] متفق عليه: أخرجه البخاري (3988)، كتاب: المغازي، باب: (10)، مسلم (1752)، كتاب: الجهاد والسير، باب: استحقاق القاتل سلب القتيل. [71] السابق. قلت: ومعاذ بن عمرو بن الجموح أخو معاذ بن عفراء من أمه، ففي الرواية الأولىٰ: نُسب إلىٰ أبيه عمرو بن الجموح، وفي الرواية الثانية: نُسب إلىٰ أمه. وقد ضبط الحافظ ابن حجر ~ في «الإصابة» 3/1877 اسم معاذ بن عمرو بن الجموح فقال: (معوِّذ). [72] مدججٌ: أي مغطىٰ بالسلاح ولا يظهر منه شيء. [73] العنزة: الحربة الصغيرة. [74] صحيح: أخرجه البخاري (3998)، كتاب: المغازي، باب: (12). [75] مما يستعملونه في القسم أن يحذفوا حرف القسم ويذكروا في مكانه (ها) فكأنه قال: نعم والله إذًا. [76] الرمضاء: الرمل الشديد الحرارة من الشمس. [77] المَسَكَةُ: السوار، أو الأسورة. [78] أي أخرجه من غمده. [79] هبروهما: أي قطعوا لحمهما. [80] حسن: أخرجه ابن هشام في «السيرة» 2/150، 151، بأسانيد حسنة إلىٰ عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -، وأخرجه البخاري (2301)، كتاب: الوكالة، باب: إذا وكَّل المسلم حربيًا في دار الحرب أو في دار الإسلام جاز. مختصرًا. [81] صحيح: أخرجه البخاري (3986)، كتاب: المغازي، باب: (10). [82] أي: لا عار عليَّ في ***كم إياي «شرح مسلم» للنووي. [83] متفق عليه: أخرجه البخاري (3962)، كتاب: المغازي، باب: *** أبي جهل، ومسلم (1800)، كتاب: الجهاد والسير، باب: *** أبي جهل. قَوْله: (فلَوْ غَيْر أَكَّار قَتَلَنِي؟!!) الْأَكَّار: الزَّرَّاع وَالْفَلَّاح, وَهُوَ عِنْد الْعَرَب نَاقِص, وَأَشَارَ أبو جَهْل إِلَىٰ اِبْنَيْ عَفْرَاء اللَّذَيْنِ قَتَلَاهُ، وَهُمَا مِنْ الْأَنْصَار, وَهُمْ أَصْحَاب زَرْع وَنَخِيل, وَمَعْنَاهُ: لَوْ كَانَ الَّذِي قَتَلَنِي غَيْر أَكَّار لَكَانَ أَحَبّ إِلَيَّ وَأَعْظَم لِشَأْنِي, وَلَمْ يَكُنْ عَلَيَّ نَقْص فِي ذَلِكَ. «شرح مسلم» للنووي 6/339، 340. [84] ال***ة: أي الساحة، أي أقام بساحة المعركة. [85] أي: البئر. [86] متفق عليه: أخرجه البخاري (3976)، كتاب: المغازي، باب: *** أبي جهل، ومسلم (2874)، كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه. [87] انظر: «سيرة ابن هشام» 2/158، 159. [88] حسن: أخرجه أبو داود (2692)، كتاب: الجهاد، باب: فداء الأسير بالمال، وحسنه الألباني. [89] حسن: أخرجه الحاكم (4959)، كتاب: معرفة الصحابة من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله ابن أبي بكر بن حزم، وصالح بن أبي أمامة بن سهيل عن أبيه به.اهـ. وعبد الله (ثقة)، وقال الحاكم: علىٰ شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي 9/183. [90] صحيح: أخرجه أحمد (22661) بإسناد صحيح. [91] صحيح: أخرجه مسلم (1748)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الأنفال، وأبو داود (2740)، كتاب: الجهاد، باب: في النفل. [92] صحيح: أخرجه مسلم (1763)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم. [93] «مجمع الزوائد» 6/90، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في «الكبير»، «الأوسط» ورجاله رجال الصحيح. [94] صحيح: أخرجه البخاري (4018)، كتاب: المغازي، باب: (12). [95] صحيح: أخرجه البخاري (4024)، كتاب: المغازي، باب: (12). قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك وفاءً للمطعم، فالمطعم كان ممن مزقوا صحيفة قريش الجائرة وأخرجوا النبي - صلى الله عليه وسلم - من شعب أبي طالب، وأيضًا هو الذي أدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة في جواره بعد عودته من الطائف. [96] صحيح: أخرجه البخاري (3992)، كتاب: المغازي، باب: شهود الملائكة بدرًا. [97] متفق عليه: أخرجه البخاري (3983)، كتاب: المغازي، باب: فضل من شهد بدرًا، مسلم (2494)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أهل بدر وقصة حاطب بن أبي بلتعة. [98] صحيح: أخرجه مسلم (2495)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أهل بدر وقصة حاطب بن أبي بلتعة. [99] صحيح: أخرجه البخاري (3982)، كتاب: المغازي، باب: فضل من شهد بدرًا. |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|