#1
|
||||
|
||||
النحل والعسل عظات وعبر
|
#2
|
||||
|
||||
النحل والعسل
عظات وعبر ﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ لطفي مصطفى عبدالله ويُكوَّنُ العسل من سُكريَّات وأملاحِ كثيرٍ من المعادن وبعض الأحماض العضويَّة والفيتامينات، كما يحتوى على بعض الخمائر التي تجعَلُه غذاءً مهضومًا سهْل الامتصاص. والعسل طعامٌ مُطهِّر؛ حيث إنَّ النحل لا يتَبرَّز في مسكنه. كما أنَّ العسل له قدرةٌ عجيبةٌ على التعقيم، فهو مُضادٌّ للجرائم ويقتُلها؛ ولذلك استَعمَله قُدَماء المصريين في تحنيط أجسامهم، واستعمَلَه الإغريق والرومان لحِفظ اللحوم لمدَّد طويلة محتفظة بطَعْمِها الطبعي. وتحقيقًا لقول الله - تعالى -: ﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ [النحل: 69]، فإنَّ فوائد العسل الطبيعي هي: 1- العسل علاجٌ للأمراض الجلديَّة، فهو يشفي الجُروح، والدَّمامل، والخواريج العميقة. 2- العسل علاجٌ للجهاز التنفُّسي، وذلك باستِنشاق محلولٍ من العسل والماء بتركيز 10 في المائة. 3- العسل علاجٌ للزكام، وذلك باستِعمال العسَل مع اللبن الدافئ، أو مع عَصِير الليمون. 4- العسل علاجٌ لأمراض الرِّئة، ولقد ثبَت علميًّا أنَّ تَعاطِي العسل له أكبرُ الأثر في سُرعة شِفاء الأمراض الصدريَّة كالسُّلِّ. 5- العسل علاجٌ لأمراض القلب؛ فقد ثبت طبيًّا أنَّ استعمال العسل لمدَّة شهرين للمَرضى الذين يَشكُون من عِلَلٍ خطيرة في القلب يُحدِث تحسُّنًا مَلحوظًا في حالتهم، ويُرجِع حالة الدَّم إلى الحالة العاديَّة، ويزيد من الهيموجلوبين وقُدرة الجهاز الدوري، والعسل يمنَح عضلة القلب أحسَن الظروف لتغذيتها، ويجبُ أنْ يدخُل العسل في الطعام اليومي لمرضى القلب. 6- العسل علاجٌ لأمراض المعدة والأمعاء؛ لأنَّ العسل أحسن صَديقٍ للمعدة، فهو يُساعِد على الهضم، ويُقلِّل الحموضة لدى المرضى الذين يَشكُون من الحموضة العالية في المعدة، وقد أثبتت الأبحاث الطبيَّة أنَّ العسل مهمٌّ للأشخاص الذين يَشكُون من قُرَحِ المعدة والاثني عشر، وفي هذه الحالة يُؤخَذ العسل في كوب ماء دافئ قبل الأكل بساعتين. 7- العسل علاجٌ لأمراض الكبد؛ فهو يُستَعمل لاضطرابات الكبد والتِهاب الحُوَيصلة المراريَّة. 8- العسل علاجٌ لأمراض الجهاز العصبي، فإنَّ استعمال كوبٍ من الماء مُذاب فيه العسل قبلَ النوم تُسبِّب النوم الهادئ، وتُزِيل القلق والاضطرابات العصبيَّة. 9- العسل علاجٌ لأمراض العين؛ فهو علاجٌ ناجحٌ لالتهاب القزحيَّة والتهاب الجفون. 10- العسل علاجٌ للغدَّة الدرقيَّة المصحوب بِجُحوظ العين. 11- العسل يُساعِد على تقليل ضغط الدم. كما أنَّ الأبحاث الحديثة أثبتَتْ أنَّ العسل له فوائد أخرى كثيرة؛ مثل: مُقاوَمة الشيخوخة، وتأخير ظُهورها، ومُساعَدة الأطفال على التسنين، وعِلاج الصِّداع العصبي، ومُقاوَمة شلل الأطفال، ومُساعدة الحوامل أثناءَ الحمل، وفي حالات فقْر الدم، كما يدخُل في مُركَّباتٍ طبيَّة عديدة. وقد اكتشف العلم الحديث أنَّ النحل يخرُج من بطونه سائلاً أبيض يُشبِه اللبن ويُسمَّى لبن النحل، وله خَواصُّ علاجيَّة عجيبةٌ؛ ولذلك سموه "إكسير الحياة"، وتُفرِزه غددٌ خاصَّة تُحوِّل الغذاء إلى هذا اللبن. وقد وجَد العلماء أنَّ عمر البرقة (الدودة) خمسة أيَّام في كلٍّ من الملكة والشغَّالة، وأنَّ اليرقة إذا تغذَّت ثلاثةَ أيامٍ بالغذاء الملكي، ويومين بالعسل وحبوب اللقاح، ينتج منها شغَّالة، أمَّا نفس اليرقة إذا تغذَّت كلَّ الأيام الخمسة بالغذاء الملكي فينتُج منها ملكةٌ، وشتَّان بين صِفات الملكة وصِفات الشغَّالة، فالملكة فد يمتدُّ عُمرها إلى 6 سنوات، وأمَّا الشغَّالة فتعيشُ بضعةَ أشهُر، والملكة مخصَّبة جِنسيًّا، أمَّا الشغَّالة فهي عقيمةٌ، ويبلُغ حجم الملكة ضِعف حجم الشغَّالة، والسبب في كلِّ هذه الفُروق بين الملكة والشغَّالة وهو الغذاء الملكي، ويتكوَّن الغِذاء الملكي من: 1- جميع الأحماض الأمينيَّة المعروفة. 2- بروتينات. 3- دهنيَّات. 4- سكريَّات. 5- فيتامينات. 6- هرمونات. الاستعمالات الطبيَّة للغذاء الملكي: 1- كما سبَق القول بأنَّ الله جعَل تناوُل يرقات النحل كميَّة أكثر من هذا الغذاء سببًا في طُول عمرها بضع سنوات، فقد ثبتَ أنَّ تناوُل الغِذاء الملكي يُؤخِّر الشَّيْخُوخة ويُعِيد الشباب ويجدِّد الحيويَّة. 2- لقد رأينا أنَّ الغذاء الملكي يجعَلُ الملكة خصبةً، وقِلَّته يجعل الشغَّالة عقيمة، وقد دلَّت الأبحاث العلميَّة أنَّه يزيدُ خُصوبةَ كثيرٍ من الكائنات التي تناولَتْه في غِذائها، حتى أنَّ الغذاء الملكي عندما أُضِيف للدجاج وضع ضِعفَ البيض، وأنَّ النِّساء التي امتَنَع حيضهنَّ عاوَدهنَّ الحيض بعد تغذيتهن بالغذاء الملكي. 3- تَمَّ تحضيرُ هذا الغِذاء على هيئة حقن وكبسولات؛ لِمُعالَجة الضَّعف والأنيميا والاضطرابات العصبيَّة ومرض الشلل، وتُوجَد دراساتٌ حاليًّا على تأثير العسل وسم النحل والغذاء الملكي على أمراض السرطان؛ حيث إنَّ العلماء قد وجدوا أنَّ انتشارَ هذا المرض بين مُربِّي النحل يكادُ يكونُ معدومًا، ويرجع ذلك إلى أنَّ النحل يفرز بعض العناصر الكيماويَّة التي تمنع نمو وانقسام الخلايا في حُبوب اللقاح التي يجمَعُها لغذائه، وربما كانت هذه العناصر لها تأثيرٌ أيضًا على عدم قابليَّة خَلايا الجسم للانقِسام الكثير. يخرُج من بطن النحل أيضًا (سم النحل) الذي يستَعمِلُه أثناء اللَّسْع، وثبَت علميًّا أنَّ هذا السمَّ له فوائد كبيرة في عِلاج الأمراض الروماتيزميَّة، والتهاب الأعصاب وعِرق النسا وأمراض الجلد؛ مثل الطفح الدملي في الوجه. وقد تَمَّ تحضيرُه طبيًّا على هيئة حقن، ولكن يلزم أنْ يكون العلاج تحت إشْراف الطبيب. هكذا رأينا أنَّ كلَّ ما يخرُج من بطون النحل فيه شِفاءٌ للناس، وأنَّ الذي اكتشَفَه الإنسان من سنن الله في (نحل العسل) ما هو إلا جزء يسير من علم الله الذي أودَعَه في ذلك المخلوق الصغير الذي يظهَرُ يومًا بعد يوم. وجعَلَ الله كلَّ هذا دعوةً مفتوحة لكي يقرَأَ الناسُ في كتاب الكون المفتوح أمامَ أعيُنِهم وآذانهم وعُقولهم، ولكي يتفكَّروا ويتدبَّروا في إلهام الله لهذه الدواب الضعيفة الخِلقة إلى السُّلوك في هذه المَهامِهِ؛ ممَّا يدلُّ على عظَمة خالقها ومُقدِّرها ومُسخِّرها ومُيسِّرها، فيستدلُّون بذلك على أنَّه الفاعل القادر القاهر الحكيم الرحيم. كان القُرآن مُعجِزًا للعرب في عصر الفصاحة والبلاغة، ولأنَّه الكتاب المهيمِن على كلِّ الكتب السابقة وحجَّة الله الدامغة على كلِّ الناس إلى أنْ تقومَ الساعة؛ لأنَّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - خاتم الرسل - لذلك فقد اقتضَتْ حكمةُ الله وقُدرته أنْ يكون إعجاز القُرآن مُستمرًّا لكلِّ الناس وفي كلِّ زمانٍ ومكانٍ؛ ولهذا شمل القُرآن من العلوم الكونيَّة ما يَكشِفُ عنه العلم الحديث والعلوم المستقبلة ممَّا هو معجزٌ للجميع. ولم نجدْ مع تقدُّم العلم أنَّ أيَّ اكتشافات علميَّة كان القُرآن مخالفًا لها، بل على العكس؛ كلَّما تقدَّم الإنسان في العلوم برَز إعجازُ القُرآن، وهكذا صار القُرآن الكريم معجزةً لكلِّ إنسانٍ في عصره. وبعد أنْ يتدبَّر الإنسان ما في الكون من آياتٍ بيِّنات، فلن يرتَضِي غير الله ربًّا يعبُدُه ويَخشاه ويَدعوه ويُناديه وحدَه، ولا يسأَلُ سِواه. أسأل الله - تعالى - أنْ يجعَلَنا من الذين يمرُّون على آيات الله من السَّماء والأرض مُتدبِّرين مُتفكِّرين غير مُعرِضين، إنَّه نعمَ المولى ونعمَ النصير. |
العلامات المرجعية |
|
|