اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-05-2015, 12:27 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي مراعاة العوامل البيئية في العمارة الإسلامية


مراعاة العوامل البيئية في العمارة الإسلامية
م·محمد عبدالقادر الفقي



يحظى التقويم البيئي للمشروعات العمرانية الجديدة باهتمام مخططي المدن والتجمعات الحضرية في العصر الحاضر، وبناء على هذا التقويم يتم اتخاذ القرار الخاص بالبدء في تنفيذ هذه المشروعات أو إلغاء فكرتها من الأساس·
وقد يبدو للكثيرين منَّا أن مراعاة العوامل البيئية في التخطيط العمراني مسألة وليدة الظروف المعاصرة، ولا سيما بعد أن تفاقمت مشكلات البيئة في المدن الصناعية، وبعد أن ازداد الحديث عن قضايا التلوث·
والقارئ لتراثنا الإسلامي يجد أن الاعتبارات البيئية كانت في مقدم الاعتبارات التي أخذت في الحسبان عند التخطيط لإنشاء مدن جديدة، أو للتوسع العمراني حول المدن القائمة، أو عند تصميم المباني·


بناء مسجد قباء ونقل وباء المدينة
وإذا عدنا إلى صدر الإسلام فسنجد أن أهل المدينة المنورة اختاروا الموقع ذي الأجواء النقية لإقامة منازلهم، ففضلوا السكنى في >العالية< و>قباء< على >السافلة< وهي الجهة الشمالية الغربية من المدينة·
ولعلها التفاتة طيبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يشيِّد أول مسجد في الإسلام في >قباء< ذات الموقع الطيب·
ذكر السمهودي في كتابه >وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى< حديثاً رواه الطبراني عن جابر بن سمرة قال:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال لأصحابه: >انطلقوا بنا إلى أهل قباء نسلم عليهم<، فأتاهم فسلم عليهم، فرحبوا به·· ثم قال: >يا أهل قباء: أئتوني بأحجار من هذه الحرة، فجمعت عنده أحجار كثيرة، ومعه عنزة له >والعنزة ـ بفتح العين والنون والزاي ـ عصا تشبه نصف الرمح لها سنان مثل سنانة<، فخطّ قبلتهم، فأخذ حجراً فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: >يا أبا بكر، خذ حجراً فضعه إلى حجري<، ثم قال: >يا عمر، خذ حجراً فضعه إلى جنب حجر أبي بكر<، ثم قال: >يا عثمان، خذ حجراً فضعه إلى جنب حجر عمر<، ثم التفت إلى الناس فقال: >ليضع كل رجل حجره حيث أحب على ذلك الخط<(1)·
وكانت المدينة شهيرة بانتشار الوباء فيها، وقد روى ابن إسحاق عن هشام بن عروة قال: كان وباؤها معروفاً في الجاهلية·
وفي >دلائل النبوة< من طريق هشام عن أبيه عن عائشة قالت: >قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهي أوبأ أرض الله، وواديها بطحان نجل يجري عليه الأثل<(2)·
>وبطحان من أودية المدينة، والنجل: الماء الآسن المتغير لونه وطعمه<·
ولهذا، دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربه أن >يصحح< المدينة للمسلمين، وأن ينقل وباء الحمى منها إلى الجحفة >وكان أهل الجحفة إذ ذاك يهوداً<· عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قدمنا إلى المدينة وهي وبيَّة فاشتكى أبوبكر واشتكى بلال، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى أصحابه قال: >اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة أو أشد، وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وحول حمّاها إلى الجحفة< رواه مسلم·
وقد ورد هذا الحديث في البخاري عن عائشة أنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وُعِكَ أبوبكر وبلال رضي الله عنهما وكان أبوبكر إذا أخذته الحمى يقول: كل امرئ مصبح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه >أي ذهب عنه أثر الحمى< يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوماً مياه مجنة
وهل يبدون لي شامة وطفيل
اللهم العن شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء·
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: >اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مُدِّنا، وصححها لنا، وانقل حُمَّاها إلى الجحفة<·
قال النووي: >وهذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، فإن الجحفة من يومئذ وبيَّة، ولا يشرب أحد من مائها إلا حُمَّ<·
وإذا كان >تحويل الوباء من أعظم المعجزات<(3) على حد تعبير السمهودي، فإنه يدل أيضاً على أن الرسول صلى الله عليه وسلم >بالمؤمنين رؤف رحيم<، وليس أدل على ذلك من دعائه صلى الله عليه وسلم ـ ربه أن ينقل عن حاضرة الإسلام ما فيها من وباء، ولا سيما أنه كان يتعذر على المهاجرين في ذلك الوقت الإقامة في موضع آخر بشبه الجزيرة العربية لا يفتنون فيه عن دينهم الذي ارتضوه·
وحينما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كانت أسواقها التجارية بيد اليهود، أو كان معظمها كذلك، وكان أضخم أسواقها وأكثرها أهمية سوق بني قينقاع، وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يجعل للمسلمين سوقاً خاصة بهم، وكره أن يجعل سوق المسلمين في موقع سوق بني قينقاع بعد إجلائهم، فاختار صلوات الله وسلامه عليه منطقة فضاء تقع غربي المسجد النبوي، وتمتد من الشمال إلى الجنوب، ويقدر طوها بخمسمئة متر تقريباً، وعرضها أكثر من مئة متر >وهي المنطقة التي تسمى الآن بالمناخة<، فجعلها سوقاً للمسلمين، وكانت بعض الأراضي المجاورة لبني ساعدة فيها مقابرهم، فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنازلوا عنها للسوق ففعلوا، ازدادت مساحة السوق وصارت تكفي أهل المدينة والوافدين إليها من الجوار والقوافل القادمة من الجهات البعيدة·
ولا شك أن اختيار موقع السوق في أرض فضاء بعيدة عن السكن تعطي التجار القادمين وإبلهم فرصةأكبر للحركة، وتحفظ البيوت من ضوضاء البيع والشراء وجلبة السوق، وما تسببه المخلفات من روائح مؤذية أحياناً·
وما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في اختيار موقع سوق المدينة هو عين ما يفعله مخططو المدن في العصر الحديث، حيث يقومون بوضع الأسواق في أطراف المدن لتكون بعيدة عن المنازل ، وحتى لا يؤثر التلوث الناجم عنها في سكان المدن·
ومع ازدياد تعداد سكان المدينة المنورة، اتجهت الأنظار إلى تشييد المباني في وادي العقيق وتفضيل السكنى فيه على ما سواه لما يتميز به من نقاء في الهواء وارتفاع في المكان·
وقد بدأت حركة البناء في العقيق منذ أواخر الخلافة الراشدة، لكنها اشتدت في العصر الأموي، وغطت ضفافه و***اته حتى لم يبق فيه موضع لبناء قصر·
وكانت القصور التي تبنى فيه تقام على أرض واسعة، ولكل قصر حديقة أو بستان كبير يغرس فيه صاحبه أنواعاً مختلفة من أشجار النخيل، ويزرع فيه بعض البقول والخضراوات والفاكهة، وقد أورد المؤرخون أسماء عدد كبير من القصور التي شيدت في العقيق، مثل قصر عروة بن الزبير، وقصر مروان بن الحكم، وقصر سعد بن أبي وقاص، وقصر عاصم بن عمرو بن عثمان بن عفان، وقصر عبدالله بن أبي بكر، وقصر سعيد بن العاص، وقد حفظ لنا الشعر قصائد كثيرة عن هذه القصور، كقول أبي قطيفة عمر بن الوليد بن عقبة في قصر سعيد بن العاص:
والقصر ذو النخل فالجماء بينهما
أشهى إلى القلب من أبواب جيرون
ولتنظيم العمران في العقيق كانت إقطاعات الأراضي فيه بيد الخليفة مباشرة، لا يستطيع أحد أن يمتلك موقع قصر أو مزرعة إلا باقتطاع منه·
مراعاة العوامل البيئية في تصميم المدن وتخطيطها
حرص المسلمون عند تأسيس المدن على اختيار الأماكن التي تلائم طبيعة السكان ومزاجهم، والتي توافق طبيعة أبدانهم، وفي الوقت نفسه تكون في مواضع صحية خالية من الحشرات و>بعيدة عن المباق والهوام، غير موبوءة ولا وخم فيها، وأن تكون مناظرها مما ترتاح له النفس<(4)·
ولقد كان هذا السبب عاملاً رئيساً في انتقال المسلمين من المدائن عاصمة كسرى، رغم أنها كانت تحفة العصر وواسطة العقد حتى إن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ حين دخلها ووجد ما كانت تزخر به من الحدائق والقصور قال بعد أن نزل القصر الأبيض: (كم تركوا من جنات وعيون· وزروع ومقام كريم· ونعمة كانوا فيها فاكهين· كذلك وأورثناها قوماً آخرين) الدخان: 24 ـ 28·
ومع كل ما هيئت به المدائن من وسائل الترف والنعيم، وكل ما حوت من الحدائق والقصور، إلا أنها لم تناسب طبيعة العرب، فقد تغيرت ألوانهم وهزلت أجسامهم وخفت لحومهم حينما نزلوا بها، ولهذا، عندما علم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما آل إليه وضع المسلمين الصحي في المدائن، أدرك بذكائه الفطري المعهود أهمية العامل البيئي في اختيار الموضع الذي يصلح لنزول العرب المجاهدين حتى يظلوا محتفظين بنشاطهم وقوتهم وحيويتهم التي خرجوا بها من الصحراء، وأدرك أيضاً بثاقب فكره أنه لا تصلح للعرب إلا بيئة جغرافية تشبه البيئة التي خرجوا منها، فكتب إلى سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ موضحاً له: >إن العرب بمنزلة الإبل، لا يصلحها إلا ما يصلح الإبل، فارتد لهم موضعاً عدنا، ولا تجعل بيني وبينهم بحراً<(5)·
وكانت هذه وصية رسمية تلزم سعداً بأن يتحول من هذا المكان الموبوء إلى موضع آخر تتوافر فيه الشروط التي ذكرها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ففكر بالأنبار الواقعة على الضفة الغربية للفرات، حيث لا توجد فواصل بينها وبين الجزيرة >وأراد أن يتخذها منزلاً، فكثر على الناس الذباب، فتحول إلى موضع آخر، فلم يصلح، فتحول إلى الكوفة فاختطها<(6)· ويذكر المؤرخون سبباً لطيفاً لاختيار موقع الكوفة: >فخرجوا حتى أتوا موضع الكوفة اليوم، فانتهو إلى الظهر حيث ينبت الخزامى والأقحوان والشيح والقيصوم والشقائق فاختطوا المدينة<· فوجود مثل هذه النباتات البرية والنامية في الموقع دليل على نظافة الهواء بالموقع، بالإضافة إلى إمكانية وجود الماء فيه·
ولعل ما فعله أبوجعفر المنصور حين اختار موقع بغداد لدليل علمي على مراعاة العوامل البيئية بعامة، وطيب الهواء بخاصة، في تخير مواقع المدن· يذكر الطبري في (تاريخ الرسل والملوك) أن الخليفة العباسي خرج إلى الموقع وبات فيه، وكرر نظره فيه فرآه موضعاً طيباً موافقاً· ولم يكتف أبوجعفر المنصور بذلك، بل استقصى الأمر من السكان، وكيف هو في الحر والبرد والأمطار والوصول والبق والهوام فأخبره كل واحد بما عنده، وزيادة في الاستقصاء، وجّه الخليفة رجالاً من قبله، وأمر كل واحد منهم أن يبيت في قرية من القرى المحيطة بالموقع، فبات كل رجل في قرية وأتاه منها بخبرها·
ويروى عن أبي بكر الرازي، الطبيب الشهير >المتوفى سنة 313هـ< قصة شهيرة تدل على اهتمامه بتأثير التلوث الهوائي، فقد استشاره عضد الدولة بن بويه في اختيار موقع للبيمارستان >المستشفى< العضدي ببغداد، فما كان من هذا العالم الكبير إلا أن ذهب إلى نواح عدة في عاصمة الخلافة العباسية لينتخب أصحها هواء وأطيبها جواً، وحتى يقف على أنسب الأماكن الملائمة لتشييد البيمارستان فقد أمر بعض الغلمان أن يعلق في كل ناحية من أنحاء بغداد قطعة من اللحم، والموضع الذي بقيت فيه قطعة اللحم أطول مدة دون أن تفسد اختاره لبناء البيمارستان، وتم ذلك فعلاً·
ويذكر أبوالحسن علي بن محمد الماوردي >المتوفى سنة 450هـ< في كتابه >تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخلاق الملك وسياسة الملك< شروطاً عدة يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند إنشاء الأمصار، منها: >اعتدال المكان الموافق لصحة الهواء<، وهو يعني بذلك سلامة الظروف المناخية المحلية ممثلة في صحة الهواء وخلو المكان مما يعيبه من الملوثات والعفونات والروائح الكريهة وما من شأنه أن يؤدي إلى حدوث الأوبئة وانتشار الأمراض·
وأكد >ابن الربيع< على ذلك أيضاً، فاشترط اعتدال الجو وجودة الهواء، وأن يكون الموقع بعيداً عن مناطق ركود الهواء، ذلك الركود الذي >يساعد على تعفن الأجسام وانتشار الحميات<·

منع الضرر
من المبادئ البيئية التي روعيت في تخطيط المدن الإسلامية وتصميمها وبنائها ذلك المبدأ الذي نص عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: >لا ضرر ولا ضرار< أخرجه مالك في الموطأ، ورواه أحمد في مسنده، وابن ماجة والدارقطني والحاكم والبيهقي·
وقد تجلى تطبيق هذا المبدأ في محاولة المخططين المعماريين الإسلاميين منع الضرر عن سكان المدن، وذلك بنقل الصناعات التي تندر الحاجة إليها خارج المدن لتجنب ما ينجم عنها من ضوضاء أو روائح كريهة أو دخان·
ولذلك، نجد أن الصناعات الكبيرة ـ مثل مصانع مواد البناء ـ كانت تقع دائماً خارج أسوار المدينة الإسلامية، كما كان الحال في المدينة المنورة، حيث كانت مصانع مواد البناء والفخار موجودة في الجهة الجنوبية الغربيةخارج بوابة قباء، في حين كانت بعض المصانع الأخرى موجودة خارج بوابة الشامي في الشمال·
ومن كتب الفقه التي اهتمت بأحكام نفي الضرر الناجم عن المباني كتاب >الإعلان بأحكام البنيان< لابن الرامي >المتوفى سنة 734هـ<·
وقد وضح ابن الرامي أن الضرر يتأتى من الدخان والرائحة والضوضاء، وسوء استعمال الطريق، والنظر من الكوى والأبواب، أما الضرر من الدخان فينقسم إلى قسمين:
الأول: دخان التنور والمطابخ، وهذا لا يُمنع لعدم إمكانية الاستغناء عن مسبباته، وهي عملية الطبخ·
والثاني: دخان الحمامات والأفران، وهذا يمنع لأنه يتسبب في إلحاق الضرر بالسكان المجاورين لمصدر الدخان، ولهذا يجب أن تكون الحمامات والأفران خارج المناطق السكنية لتفادي إحداث الضرر·
وكذلك الأمر بالنسبة للرائحة، فيمنع إحداث مدابغ الجلود داخل المناطق السكنية نظراً لما تسببه من روائح كريهة·
وينطبق ذلك على مصادر الضوضاء، فلا يجوز ممارسة أعمال داخل الدور تسبب الضوضاء، إذ ربما تنتج منها اهتزازات تؤدي إلى انهيار الدور المجاورة، بالإضافة إى ما تحدثه من إزعاج لسكان المنازل المجاورة·
كما يمنع بروز البناء على الطريق النافذ لما يحدثه من اعتداء على حرم الطريق، وإعاقة الحركة فيه·
مراعاة العوامل البيئية في تصميم المباني
حرص المعماريون الإسلاميون على مراعاة العوامل البيئية في تصميم المباني، فقد أخذت التهوية في الاعتبار، وكذلك تلطيف الجو، واستخدموا لتحقيق ذلك الملاقف وأبراج التهوية التي تتحكم في حركة الهواء داخل المباني·
وقد أسهم علماء المسلمين بفكرهم في وضع الأسس البيئية لبناء المساكن·
فابن سينا في كتابه >القانون في الطب< يوضح لنا أنواع المساكن تبعاً لموقعها الجغرافي، ويعرض للعوامل البيئية التي تؤثر فيها، ويخلص إلى أن أماكن المساكن يجب أن تكون في ناحية المشرق، وأن يتم توجيه فتحاتها من أبواب وشبابيك باتجاه شرق الشمال لتمكين الرياح الشرقية ـ وهي الأكثر نقاء وصفاء ـ من الدخول إلى الأبنية، وكذلك تمكين الشمس من الوصول إلى كل موضع فيها·
ويذكر >الجاحظ< في كتابه >البخلاء< معاير تصميم البيوت، من خلال وصفه لبيوت البصرة في عصره، كتخصيص مكان للبالوعة >المرحاض<، وآخر للغسيل ومكانه فناء الدار، ووضع المطبخ على السطح لتفادي الروائح التي تنبعث منه من أن تنتشر داخل البيت· ولقد شارك ابن قتيبة في وضع هذه المعايير، فأشار في كتابه >عيون الأخبار< إلى ضرورة توجيه قسم النوم في الدور إلى الشرق، وأن تكون المجالس في جهة الغرب· كما أشار إلى استعمالات الأراضي وضرورة تخصيص المناطق الشرقية للعمران والمناطق الغربية للبساتين· واعتنى المعماريون الإسلاميون بالتشجير داخل المباني وفي الشوارع، نظراً لأهمية الأشجار في مقاومة تلوث الهواء وتلطيف درجة الحرارة، بالإضافة إلى شكلها الجمالي، حيث يبعث منظرها على البهجة والسرور·
الهوامش
1 ـ السمهودي، وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، دار الكتب العلمية، بيروت، الجزء الأول، صفحة 251·
2 ـ المرجع السابق، الجزء الأول، صحفة 59·
3 ـ المرجع السابق، صفحة 59·
4 ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، الجزء الثاني، صفحة 223·
5 ـ البلاذري، فتوح البلدان، صفحة 276·
6 ـ المرجع السابق، صفحة 275·
7 ـ د·عبدالباسط بدر، التاريخ الشامل للمدينة المنورة، 1414هـ ـ 1993م·
8 ـ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق: محمد أبوالفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، 1987م·
9 ـ د·محمد السيد الوكيل، عناية الإسلام بتخطيط المدن وعمارتها، دار الأنصار، القاهرة، 1402هـ·
10 ـ مصطفى عباس الموسوي، العوامل التاريخية لنشأة وتطور المدن العربية الإسلامية، دار الرشيد للنشر، 1928م·
11 ـ ابن قتيبة، عيون الأخبار، دار الكتب المصرية، 1930م·
12 ـ الجاحظ، البخلاء، المكتبة الثقافية، بيروت·

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:52 AM.