|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تفسير: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قل
تفسير قوله تعالى ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ (سورة البقرة: الآية 79) سيد مبارك إعراب مفردات الآية [1]: الفاء استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع، اللام حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (يكتبون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (بأيدي) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكتبون) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (ثمّ) حرف عطف (يقولون) مثل يكتبون (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ذا (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور اللام للتعليل (يشتروا) مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة بعد اللام والواو فاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق به (يشتروا) بتضمينه معنى يستبدلوا. والمصدر المؤوّل من (أن) المضمرة والفعل في محلّ جرّ باللام ب (يقولون). (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب مثله. الفاء عاطفة (ويل) مثل الأول اللام حرف جرّ و(هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ ب (من) متعلّق بالخبر المحذوف (كتب) فعل ماض والتاء للتأنيث (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(هم) متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه الواو عاطفة (ويل لهم ممّا) مرّ إعرابها (يكسبون) مثل يكتبون.اهـ. روائع البيان والتفسير: قيل سبب نزول هذه الآية ما أخرجه الإمام البخاري رحمه الله في كتابه خلق أفعال العباد ص54 عن ابن عباس رضي الله عنه ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ﴾ قال نزلت في أهل الكتاب.[2] ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ قال ابن العثيمين - رحمه الله - ما مختصره: قوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ... ﴾؛ "ويل" كلمة وعيد؛ يتوعد الله تعالى من اتصفوا بهذه الصفة؛ وهي مبتدأ؛ وجاز الابتداء بها وهي نكرة؛ لأنها تفيد الوعيد. والوعيد معنًى خاص، فزال به إجمال النكرة المطلقة؛ و﴿ الْكِتَابَ ﴾ بمعنى المكتوب؛ والمراد به التوراة؛ ﴿ بِأَيْدِيهِمْ ﴾: كلمة مؤكدة لقوله تعالى: ﴿ يَكْتُبُونَ ﴾؛ أو مبينة للواقع؛ لأنه لا كتابة إلا باليد غالباً؛ والمعنى: أنهم يكتبونه بأيديهم، فيتحققون أنه ليس الكتاب المنَزَّل؛ فهم يباشرون هذه الجناية العظيمة؛ ﴿ ثُمَّ يَقُولُونَ ﴾ أي بعدما كتبوه بأيديهم، وعرفوا أنه من صُنْع أيديهم؛ ﴿ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ أي نزل من عند الله.اهـ[3] ﴿ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾. قال السعدي - رحمه الله – في تفسيرها ما نصه: قوله تعالي ﴿ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾..قال: والدنيا كلها من أولها إلى آخرها ثمن قليل، فجعلوا باطلهم شركا يصطادون به ما في أيدي الناس، فظلموهم من وجهين: من جهة تلبيس دينهم عليهم، ومن جهة أخذ أموالهم بغير حق، بل بأبطل الباطل، وذلك أعظم ممن يأخذها غصبا وسرقة ونحوهما، ولهذا توعدهم بهذين الأمرين فقال: ﴿ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ أي: من التحريف والباطل ﴿ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ من الأموال، والويل: شدة العذاب والحسرة، وفي ضمنها الوعيد الشديد. ثم بين - رحمه الله - فائدة جليلة نقلاً عن ابن تيمية للمدلول العام للآيات من 75-79 فقال ما نصه: قال شيخ الإسلام لما ذكر هذه الآيات من قوله: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ ﴾ إلى ﴿ يَكْسِبُونَ ﴾ فإن الله ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، وهو متناول لمن حمل الكتاب والسنة، على ما أصله من البدع الباطلة. وذم الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، وهو متناول لمن ترك تدبر القرآن ولم يعلم إلا مجرد تلاوة حروفه، ومتناول لمن كتب كتابا بيده مخالفا لكتاب الله، لينال به دنيا وقال: إنه من عند الله، مثل أن يقول: هذا هو الشرع والدين، وهذا معنى الكتاب والسنة، وهذا معقول السلف والأئمة، وهذا هو أصول الدين، الذي يجب اعتقاده على الأعيان والكفاية، ومتناول لمن كتم ما عنده من الكتاب والسنة، لئلا يحتج به مخالفه في الحق الذي يقوله. وهذه الأمور كثيرة جدا في أهل الأهواء جملة، كالرافضة، وتفصيلا مثل كثير من المنتسبين إلى الفقهاء.اهـ[4] [1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبدالرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق ( 1 /172 ). [2] قال في الصحيح المسند من أسباب النزول المحدث العلامة أبي عبدالرحمن مقبل بن هادى الوادعي- رحمه الله - بتحقيقه - ص(17) - الطبعة الرابعة - الحديث رجاله رجال الصحيح إلا عبدالرحمن بن علقمة وقد وثقه النسائي وابن حبان والعجلي وقال ابن شاهين قال ابن مهدي كان من الأثبات الثقات ا. هـ. تهذيب التهذيب. [3] تفسير العلامة محمد العثيمين - مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 188 ). [4] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي - الناشر: مؤسسة الرسالة ( 1 /56 ). |
العلامات المرجعية |
|
|