#1
|
||||
|
||||
تفسير: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون)
تفسير قوله تعالى ï´؟ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ï´¾ (سورة البقرة: الآية 78) سيد مبارك إعراب مفردات الآية [1]: الواو عاطفة (من) حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أميّون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو (لا) نافية (يعلمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (إلّا) أداء استثناء (أمانيّ) منصوب على الاستثناء المنقطع الواو عاطفة (إن) نافية (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) أداة حصر (يظنون) فعل مضارع مرفوع والواو فاعل. اهـ. روائع البيان والتفسير: • ﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ ﴾ ذكر أبو جعفر الطبري في تفسيره: عن مجاهد: (ومنهم أميون)، قال: أناس من يهود. ثم قال-رحمه الله-: يعني بـ "الأميين"، الذين لا يكتبون ولا يقرءون. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" [2] يقال منه: "رجل أمي بين الأمية". ثم قال: وأرى أنه قيل للأمي "أمي"؛ نسبة له بأنه لا يكتب إلى "أمه"، لأن الكتاب كان في الرجال دون النساء، فنسب من لا يكتب ولا يخط من الرجال -إلى أمه- في جهله بالكتابة، دون أبيه، كما ذكرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب"، وكما قال: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [الجمعة: 2اهـ[3]. • ﴿ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ ﴾ قال بن كثير في تفسيره -رحمه الله-: أي: لا يدرون ما فيه. ولهذا في صفات النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمي؛ لأنه لم يكن يحسن الكتابة، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 48] وقال عليه الصلاة والسلام: "إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا"[4] الحديث. أي: لا نفتقر في عباداتنا ومواقيتها إلى كتاب ولا حساب وقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ ﴾ [الجمعة: 2]. اهـ[5]. • ﴿ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾ فسرها ابن العثيمين فقال -رحمه الله- في شرحه لفوائد الآية ما نصه: أن من لا يفهم المعنى فإنه لا يتكلم إلا بالظن؛ لقوله تعالى: ﴿ وإن هم إلا يظنون ﴾؛ العامي يقرأ القرآن من أوله إلى آخره، لكن لا يفهم معناه؛ فإذا تكلم في حكم من أحكام الله الشرعية التي دل عليها الكتاب فإنما كلامه عن ظن؛ لأنه في الحقيقة لا يعلم؛ ولا يمكن أن يعلم إلا إذا فهم المعنى..اهـ [6] [1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق( 1 /171 ). [2] أخرجه البخاري برقم/ 1780 - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نكتب ولا نحسب، ومسلم: برقم/ 1806 - باب: وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال. [3] جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري، تحقيق أحمد محمد شاكر- الناشر: مؤسسة الرسالة (2 / 257 / 1354). [4] سبق تخريجه أنفاً. [5] تفسير القرآن العظيم لأبن كثير- الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (1 / 310). [6] تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 187 ). |
العلامات المرجعية |
|
|