اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-05-2015, 11:45 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي الإخلاص






الإخلاص (1)








عبدالفتاح آدم المقدشي






التوجُّه:







قال تعالى: ﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ﴾ [الأنعام: 79].








التوجُّه إلى الله والإقبال عليه بكامِل الجسم والرُّوح من أعظم عَلامات المخلِصين حقَّ الإخلاص، ولكن لا بُدَّ من البَراءة من الشِّرك أولاً، والاعتراف بأنَّ ما سوى الله ليسوا بشيءٍ، ولا يستحقُّون عبادةً أبَدًا.







قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 75 - 82].










انظُر إلى أبينا إبراهيم - عليه السلامُ - كيف أوضح أنَّ الكواكب والقمر والشمس تأفل وتغيب؛ لأنَّ ذلك علامةٌ من علامات ضَعفهم، وتبرَّأ منهم كلهم، ووجَّه وجهَه إلى فاطِر السَّموات والأرض وحدَه، مُوحِّدًا حنيفًا مسلمًا لا يُشرِك بالله شيئًا.







ولذلك شُرع لنا في الصلاة أنْ نستفتِح بهذا الدُّعاء المأثور: ((وجَّهت وجهي للذي فطَر السَّموات والأرض حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أوَّل المسلمين)).







ولا بُدَّ عند قِراءة هذا الذِّكر العظيم في الصلاة أنْ يستشعِر العبد المعاني العظيمة التي جاءت فيه، ليُقبِل بعد ذلك على صلاته بكامل التوجُّه والخشوع لله وحدَه.







وفي ذلك التوجُّه دروسٌ ومواصفات ينبغي ألاَّ ينحرف عنها العبدُ أبدًا، كما يلي:



1- معرفة ضَعف المخلوقين، فمَن لم يعترفْ بذلك حقَّ المعرفة ولم يتحقَّق باليقين، فسيغترُّ لا محالةَ بما يظهَر أمامَه من القوَّة الماديَّة، وبذلك يكونُ مخذولاً و*****ًا من هذا التوجُّه إلى الله المشار إليه، وكما رأيت لَمَّا بيَّن الخليل - عليه السلام - ضعفَ المحلوقين، تبرَّأ منهم كامل التبرُّؤ، وتوجَّه إلى الله حقَّ التوجُّه.










2- أنْ يقرَّ العبد بنفسه بالعبوديَّة في كلِّ سكناته وحرَكاته مستسلمًا لله وحدَه، أمَّا إذا استكبَر عن العبادة لله، فهو كافرٌ، وإذا استَسلَم لله ولغيره، فلا يمكن أنْ يتوجَّه إلى الله حقَّ التوجُّه ويُخلص لله العبادةَ وحدَه؛ قال تعالى في آخر سورة الأنعام: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]، وبذلك تعلمُ بُطلان قول القائلين بفصل الدِّين عن الدولة، بل لا بُدَّ أنْ تكون حياة العبد المسلم ومماتُه لله وحدَه ربِّ العالمين، ويَنقاد لأوامر الله ونَواهيه كلِّها، فلا يأخُذ بعضَ الدِّين ويترُك بعضًا آخَر، فمَن فعَل ذلك فهو كافرٌ حقًّا؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 150، 151].







وقد بيَّن الله - سبحانه وتعالى - أنَّ كلَّ مَن اتَّخذ هذا السبيل المعوج والسياسي - كما يقولون - فهو الكافر حقًّا، ومرتدٌّ إنْ كان مسلمًا، كما هو منكرٌ لعبوديَّة الله - سبحانه وتعالى - وإخلاص دِينه والتوجُّه إليه حقَّ التوجُّه.







3- الاجتهاد في دفْع الوساوس التي قد تطرَأُ على العبد وتُخرِجُه عن جادَّة الطريق إلى الله؛ كأنْ يحب المدح الموجَّه إليه ويسترسل بهذا الثناء حتى يُوقعه في الإعجاب الممقوت وإرادة عمله للدنيا - والعياذ بالله - ولكن لا بأسَ أنْ يفرَحَ بالفضل والثَّناء الموجَّه إليه، ويرجع الفضل إلى الله وحدَه ويحمد ربَّه؛ لأنَّ ذلك يُفضِي إلى التواضُع والخشوع.







ثمرات التوجُّه إلى الله حقَّ التوجُّه:



1- التمكين في الأرض؛ قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ [النور: 55].



وجاء في حديثٍ رواه قَبِيصة، عن سُفيان الثَّوري، عن أيُّوب، عن أبي العالية، عن أُبَيِّ بن كعب، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بَشِّرْ هذه الأمَّة بالسَّناء والرِّفعة في الدِّين والتَّمكين في البلاد، فمَن عمل منهم في الدنيا عملاً لا يريدُ به الآخِرة، فليس له في الآخرة نصيب))، رواه أحمد وابن حبان والحاكم.










2- إكرام الله لعبدِه المخلص في الدنيا؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، وقال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 24].



أمَّا قصَّة يوسف - عليه السلام - مع امرأة العزيز، فمعروفةٌ مشتهِرة؛ لأنَّ يوسف - عليه السلام - كان من عباد الله المخلَصين، بل المرسَلين والأنبياء.







ولي صديقٌ ملتزِم قد أعيَتْه تكاليفُ الزواج، وقد خاف من العنت بشدَّةٍ، وعانَى منها كثيرًا، فتوجَّه إلى الله بالدعاء والتضرُّع، فأذهب الله عنه ما كان يجدُه بقُدرة الواحد المتعال، ويسَّر الله له الزواجَ بعد ذلك، حتى كانت أم البنت تُساعده في بعض الأحيان؛ قال تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]، وذلك فضل الله يُؤتيه مَن يَشاء، فمَن توجَّه إلى الله حقَّ التوجُّه، فإنَّ الله ناصِرُه ولا يخذله.







3- قبول عمله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، وكلُّ مَن عَمِلَ عَمَلَ الآخِرة للدنيا، فليس له في الآخرة من خَلاق؛ كما في الحديث الآنِف الذِّكر.










وتقتَضِي التقوى أنْ يتعلَّم العلمَ ليحذر وليتَّقي به، وأنْ يتورَّع عن الحرام، وأنْ يُخلص العبادة لله وحدَه - جلَّ جلالُه.







4- إكرام الله لعبدِه المخلص في الآخِرة بأعلى درجات الجنَّة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12].



وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى ﴾ [طه: 75].







وللحديث صلةٌ - إن شاء الله.








رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:45 PM.