اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2015, 05:33 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

رحل بعد أن دمر تركيا ودمر الإسلام ومزق الأسرة وحطم الأخلاق وداس القيم وانتهك الشعائر ( الجزء الثالث )

بعد إلغاء السلطنة في 1 تشرين ثاني 1922م ، رحل السلطان محمد وحيد الدين على سفينة انكليزية إلى مالطا واختار المجلس الوطني عبد المجيد الثاني خليفة فقط .
وقام مصطفى كمال بإعلان الدستور الجديد الذي نص على أن تركيا أصبحت جمهورية ، وانتخب مصطفى كمال أول رئيس لها ، وعصمت اينونو أول رئيس وزراء .
أولا إلغاء الخلافة :
وعندما التفت المعارضة التركية لمصطفى كمال حول الخليفة عبد المجيد ، فخشي من الإطاحة به ، وكذلك شعر مصطفى كمال أن هذا الخليفة ، قد يصبح نقطة لتجمع المسلمين ، والتفاف المسلمين جميعا حوله بصفته أعلى رجل دين في الإسلام ، وكان مصطفى كمال لا يريد منافسا ، ويريد قطع الجذور العميقة بالإسلام والماضي ، فاستصدر قرارا من الجمعية الوطنية في 3 آذار 1924م بإلغاء الخلافة وإخراج الخليفة من البلاد ، وصدر بذلك صيغة جديدة للدستور في 20 نيسان ، وفي هذا التاريخ ، تاريخ إلغاء الخلافة يشغر لأول مرة تاريخ الإسلام من منصب خليفة منذ وفاة الرسول (ص) وخلافة أبو بكر .
وعندما طرح مصطفى كمال على الجمعية مشروع قرار بإلغاء الخلافة التي أسماها " هذا الورم من القرون الوسطى " ، وقد أجيز القرار الذي شمل نفي الخليفة في اليوم التالي دون مناقشة، وانطفأت على يد مصطفى كمال شعلة الخلافة التي كان المسلمون طيلة القرون يستمدون من بقائها رمز وحدتهم واستمرار كيانهم .
لقد كان مصطفى كمال ينفذ مخططاً مرسوماً له في المعاهدات التي عقدت مع الدول الغربية، فقد فرضت معاهدة لوزان سنة 1340هـ/1923م على تركيا فقبلت شروط الصلح والمعروفة بشروط كرزون الأربع " وهو رئيس الوفد الانجليزي في مؤتمر لوزان " وهي:
1- قطع كل صلة لتركيا بالإسلام. 2- إلغاء الخلافة الإسلامية إلغاءً تاماً. 3- إخراج الخليفة وأنصار الخلافة والإسلام من البلاد ومصادرة أموال الخليفة. 4- اتخاذ دستور مدني بدلاً من دستور تركيا القديم .
وعم الاستياء الشديد العالم الإسلامي، فشوقي الذي مدحه سابقاً بكى الخلافة فقال:
عادت أغاني العرس رَجْعَ نـواح *** ونُعيتِ بين معالم الأفــــــراح
كُفِنتِ في ليـــلِ الزِفـاف بثوبـــه *** ودُفنتِ عند تَبَلُج الإصــــــــباحِ
ضَجَتْ عليـــك مـــآذن ومنابـــر *** وبكيت علــيك ممالكُ ونـــــواحِ
الهندُ والهة، ومصر حزينة تبكي *** عليـــك بمــدمــع سحـــــــــــاحِ
والشام تسأل، والعـــراق وفارسٌ *** أمَحا من الأرض الخلافة ماحِ
ياللـــــرجال لحُــــــرةٍ مـــــؤودة *** قُتِلتْ بغــــير جــــريرة وَجُنــــاحِ
ثم انبرى شوقي بوجه التقريع والنقد الشديد إلى أتاتورك الذي يريد بجرة قلم وبالحديد والنار أن ينقل الأتراك رغم أنوفهم من آسيا إلى أوروبا ، ومن جذورهم العميقة في الشرق إلى الانتظار على أبواب الغرب:
بَكتِ الصلاة وتلك فِتنةُ عابثٍ *** بالشرع عربيدِ القضاء وَقاحِ
أفتـى خُزَعبلةٍ وقــــال ضلالة *** وأتى بكفـــر في البلاد بُواحِ
إن الذين جـــرى عليهم فِقْهُهُ *** خُلقِــــوا لفِقِهِ كتبية وسِــلاحِ
نَقَل الشرائعَ والعقائد والقُرى *** والناسَ نَقْلَ كتائب في الساحِ
تركته كالشبــــــح المؤلة أمه *** لم تَسْلُ بَعْدُ عبادة الأشبـــاحِ
غرته طاعات الجموع ودولة *** وَجَد السواد لها هوى المرتاح
ولم يترك شوقي أن يبين سبب ظهور هؤلاء المتسلطين إلى جهل الشعوب واستسلامها للطغاة المستبدين فقال:
مجدُ الأمور زواله في زَلــــــــةٍ *** لا ترْج لا سمك بالأمور خلوداً
خلعته دون المسلمين عِصــابةُ *** لم يجعلوا للمسلمـــــــين وجوداً
يقضون ذلك عن سـواد غافـــــل *** خُلِقَ الــــسواد مضَلَلا ومَسْودا
إلـيّ نظرت إلى الشعوب فلم أجد *** كالجهل داءً للشــــــعوب مُبيْدا
وإذا سبي الفردُ المسلط مجلـساً *** ألفيت أحرار الرجــــــال عبيدا
ثانيا إجراءات مصطفى كمال لمحو آثار الخلافة الإسلامية :
منذ لحظة إعلان الجمهورية التركية عام 1923م برئاسة مصطفى كمال بدأ أتاتورك اتخاذ الترتيبات نحو الاتجاه للغرب ، وقد وصف كمال قانون العلمانية وفصل الدين عن الدولة ، بأنه : " انتصار للكفاح في سبيل المدنية ، وان تصفية الدستور بإخراج المادة القائلة أن الإسلام دين الدولة هو بمثابة لبس التاج في مراسيم انتصار دعاوينا الأساسية " .
وقال أيضا : " إن الدولة التركية دولة علمانية ، وكل راشد حر في اختيار دينه ، إن الأمة التركية دولة تدار بالنظام الجمهوري الذي هو إرادة الشعب " .
أولا إجراءات مصطفى كمال في مجال الدين :
فألغيت وزارة الأوقاف سنة 1343هـ/1924م، وعهد بشؤونها إلى وزارة المعارف...وفي عام 1344هـ/1925م أغلقت المساجد وقضت الحكومة في قسوة بالغة على كل تيار ديني وواجهت كل نقد ديني لتدبيرها بال***...وفي عام 1350-1351هـ/1931-1932م حددت عدد المساجد ولم تسمح بغير مسجد واحد في كل دائرة من الأرض يبلغ محيطها 500متر وأعلن أن الروح الإسلامية تعوق التقدم.
وتمادى مصطفى كمال في تهجمه على المساجد فخفض عدد الواعظين الذين تدفع لهم الدولة أجورهم إلى ثلاثمائة واعظ ، وأمرهم أن يفسحوا في خطبة الجمعة مجالاً واسعاً للتحدث على الشؤون الزراعية والصناعية وسياسة الدولة وكيل المديح له. وأغلق أشهر جامعين في استانبول وحول أولهما وهو مسجد آيا صوفيا إلى متحف، وحول ثانيهما وهو مسجد الفاتح إلى مستودع.
أما الشريعة الإسلامية فقد استبدلت وحل محلها قانون مدني أخذته حكومة تركيا عن القانون السويسري عام 1345هـ/1926م. وغيرت التقويم الهجري واستخدمت التقويم الجريغوري الغربي، فأصبح عام 1342هـ ملغياً في كل أنحاء تركيا وحل محله عام 1926م.
وفي دستور عام 1347هـ/1928م أغفل النص على أن تركيا دولة إسلامية، وغير نص القسم الذي يقسمه رجال الدولة عند توليهم لمناصبهم، فأصبحوا يقسمون بشرفهم على تأدية الواجب بدلاً من أن يحلفوا بالله كما كان عليه الأمر من قبل..وأهملت الحكومة التعليم الديني كلية في المدارس الخاصة، ثم تم إلغاءه بل أن كلية الشريعة في جامعة استانبول بدأت تقلل من أعداد طلابها التي أغلقت عام 1352هـ/1933م.
إغلاق الزوايا والتكايا الموجودة بالدولة سواء كانت وقفا أو ملكا لمشايخها ...إلغاء كل الطرق ومشايخها وإلغاء ألقاب الدراويش والمريد والأستاذ والسيد والجلبي والبابا والأمير والنقيب والخليفة والعرافة والسحر والتنجيم وكتابة التعاويذ والأحجية والتمائم .
9 . حظر استعمال عناوين وصفات أزياء تدل على تلك الطرق . 10. إغلاق جميع المزارات وقبور السلاطين والأولياء ومشايخ الطرق . 11. تحويل جميع ما في الزوايا والتكايا من أثاث إلى المتاحف التابعة للدولة . 12. زي العلماء هو عمامة بيضاء وجبة سوداء . 13. عدم إجبار العلماء على ارتداء الزي خارج وظائفهم . 14. يخير العلماء في السلام بين رفع غطاء الرأس أو الإشارة بأيديهم . 15. إلغاء لبس الطربوش وأمر بلبس القبعة تشبهاً بالدول الأوروبية .
16. وأخذ أتاتورك ينفخ في الشعب التركي روح القومية، واستغل ما نادى به بعض المؤرخين من أن لغة السومريين أصحاب الحضارة القديمة في بلاد مابين النهرين كانت ذات صلة باللغة التركية فقال:" بأن الأتراك هم أصحاب أقدم حضارة في العالم ليعوضهم عما أفقدهم إياه من قيم بعد أن حارب كل نشاط إسلامي" .
17. وعملت حكومته على الاهتمام بكل ما هو أوروبي فازدهرت الفنون وأقيمت التماثيل لأتاتورك في ميادين المدن الكبرى كلها، وزاد الاهتمام بالرسم والموسيقى ووفد إلى تركيا عدد كبير من الفنانين اغلبهم من فرنسا والنمسا.
18.وعملت حكومته على إلغاء حجاب المرأة وأمرت بالسفور ، وألغي قوامة الرجل على المرأة وأطلق لها العنان باسم الحرية والمساواة، وشجع الحفلات الراقصة والمسارح المختلطة والرقص.
19. وفي زواجه من لطيفة هانم ابنه أحد أغنياء أزمير الذين كانوا على صلة كبيرة مع اليهود من سكان أزمير، أجرى مراسم الزواج على الطريقة الغربية كي يشجع على نبذ العادات الإسلامية واصطحبها وطاف بها أرجاء البلاد وهي بادية المفاتن تختلط مع الرجال وترتدي أحدث الأزياء المعينة على التبرج الصارخ .
20. عمل على تغيير المناهج الدراسية وأعيد كتابة التاريخ من أجل إبراز الماضي التركي القومي، وجرى تنقية اللغة التركية من الكلمات العربية والفارسية، واستبدلت بكلمات أوروبية أو حثية قديمة.
21. وأعلنت الدولة عزمها في التوجيه نحو أوروبا وانفصلت عن العالم الإسلامي والعربي، وأمعنت حكومتها من استدبار الإسلام حتى حاربت بقسوة أي محاولة ترمي إلى إحياء المبادئ الإسلامية . وألغى عيد الفطر والأضحى .
ثانيا إجراءات مصطفى كمال في مجال اللغة العربية والعلوم الإسلامية :
مع ظهور تيار العلمانية بدأت محاولات التخلص من تأثير الثقافة العربية ، وتطبيقا لهذا اصدر مصطفى كمال عام 1923م قانونا بإلغاء الحروف العربية واستبدالها بالحروف اللاتينية ، كما اصدر قانون توحيد المدارس ، والذي نص على ربط كافة المؤسسات التعليمية المختلفة على ربطها بوزارة المعارف..كما أوكل لوزارة المعارف أن تنشئ مدارس خاصة لتخريج الأئمة والخطباء .
وعندما بدأ الانقلاب على الحرف العربي ، فكلف مصطفى كمال لجنة من الأساتذة بكتابة الألفاظ التركية بحروف لاتينية ، وطبق الانقلاب الحديدي على نفسه أولا ، ثم أمر المجلس الوطني في يوليو عام 1928م بالانتقال معه إلى اسطنبول ، ودعا إلى قصر (الدونمابهاتشي) الشخصيات المرموقة ، واخذ يشرح لهم بالطباشير على لوح خشبي اسود كبير الحروف المستحدثة الجديدة وطريقة كتابتها .
وانتقل إلى المدن والقرى ومعه لوحه الأسود والطباشير شارحا للناس طريقة الكتابة الجديدة ،وقام باستصدار قرارا من المجلس الوطني الكبير بجعل كتابة اللغة التركية بالحرف اللاتيني إلزامية في أنحاء البلاد كلها اعتبارا من الثالث من نوفمبر عام 1928م ، ثم أمر بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التركية وتلاوة الصلاة باللغة التركية ولما ثارت ثائرة رجال الدين والعلماء ، فكان الرد عليهم : " ألا يفهم الله تركية ؟!.
وكما بدا مصطفى كمال بنفسه في تعلم اللغة التركية الجديدة ، سمى نفسه أتاتورك (أي أبو الأتراك) ..وفي عام 1935م ، جرى تبديل يوم العطلة الأسبوعية من يوم الجمعة ، إلى العمل بنظام عطلة نهاية الأسبوع الغربية .
وكان خطوات مصطفى كمال هذه بعيدة الأثر في مصر وأفغانستان وإيران والهند الإسلامية، وتركستان وفي كل مكان من العالم الإسلامي، إذ أتاحت الفرصة لدعاة التغريب وخدام الثقافة الاستعمارية أن ينفذوا إلى مكان الصدارة وأن يضربوا المثل بتركيا في مجال التقدم والنهضة المزعومة، فقد هللت له صحف مصر (الأهرام، السياسة ،المقطم) ذات الاتجاهات المضادة للإسلام ، والمدعومة من النفوذ الغربي واليهودي والماسوني.
لقد بررت تلك الصحف تصرفات كمال أتاتورك ووافقت عما ابتدعه، ونشرت له أقوال : " ليس لتركيا الجديدة علاقة بالدين". وأنه ـ أي مصطفى كمال ـ : " ألقى القرآن ذات يوم في يده فقال :" أن ارتقاء الشعوب لا يصلح أن ينفذ بقوانين وقواعد سنت في العصور الغابرة ".
لقد كانت حكومة تركيا العلمانية الكمالية ـ هي كما وصفها الأمير شكيب أرسلان ـ ليست حكومة دينية من طراز فرنسا وانكلترا فحسب، بل هي دولة مضادة للدين كالحكومة البلشفية في روسيا سواء بسواء، إذ أنه حتى الدول اللادينية في الغرب بثوراتها المعروفة لم تتدخل في حروف الأناجيل وزي رجال الدين وطقوسهم الخاصة وتلغى الكنائس .
وكان للإعلام اليهودي دور كبير في الترويج لهذه الردة ، مثلما كان له دوره البارز في تشجيع أتاتورك على البطش بأية معارضة إسلامية ، وكانت تزين له أن ما يقوم به من المذابح والوحشية ضد المسلمين ليست سوى معارك بطولية، كما كانت منبراً لكل دعوات التشبه بالغرب الصليبي والمناداة بالحرية الفاجرة للمرأة التركية، والترويج لفنون الانحلال الخلقي معتبرة أن شرب الخمر والمقامرة والزنا ليست إلا مظاهر للتمدن والتحضر.
النهاية :
بعدما وصل مصطفى كما أتاتورك إلى ما وصل إليه من بطش وإجرام لهدم الخلافة الإسلامية ، ومحاربة الدين الإسلامي وكافة مظاهر الإسلام والتدين ، الخاصة والعامة ، نجد انه من الحق أن نورد حقائق غائبة عن الأذهان والتي تتعلق بمحاربة مصطفى كمال ، وتكشف عن شخصيته الحقيقية .
حياته الخاصة :
إن إغراق مصطفى كمال في شهواته هو العنوان البارز لحياته، ويمكن تلخيص حياته في ثلاث كلمات: النساء، الخمر، وجنون العظمة ..فقد زنى وهو في سن الرابعة عشر في بنت الجيران..
حيثما ذهب وأينما حل تجده بين الحانات والملاهي التي تغص بالعاهرات وتتدفق بالخمور والمشروبات، ففي دمشق هذه حياته وفي سلانيك قلما كنت تراه إلا في الكازينوهات (أوليمبوس بالاس ويونيو كرستال)
وفي صوفيا -عاصمة رومانيا- كان ملحقا عسكريا تفرغ للفسق والخمر حتى الصبح، وفي حلب وفي أنقره وفي مدرسة الزراعة في أنقره أسكن العاهرة (خالدة أديب) مع زوجها بجانبه، حيث اللقاءات معها .
كانت فلسفته في الحياة على الفرد والأمة أن لا تدع النشوة والفرح أن تفلت من يديها ..ولشدة شربه للخمر المسمى بالعرق كانت الأوردة الشعرية ظاهرة على وجنتيه وعلى وجه خاصة، وأصبح أحمر كالطماطم .
وبعد أن أصبح رئيساً للجمهورية سكر وعربدة وفسق بالنساء والولدان، وقال زميله رضا نور:" أنه أصيب بمرض السيلان وأمر بإزاحة الستائر عن نوافذ بيته حتى يراه الناس وهو يشرب الخمر" .
كان له سماسرة لاختطاف الفتيات وقوادين لإحضار النساء، منهم جواد عباس ووزير خارجيته توفيق رشدي، الذي جعل بيته في أنقرة (ماخورا ) لأتاتورك.
ومن عشيقاته (صالحة) التي قدمها زوجها إلى أتاتورك، و (فكرية) والبروفسورة (أفة) التي عشقها أربعة عشر عاما ـ دون انقطاع ـ فسميت العشيقة الدائمة، والبلغارية الجميلة التي قدمها زوجها المحامي لطفي إلى مصطفى كمال نظير الحصول على بعض الامتيازات في (مشروع بارون) وبنت (مفيد بك)وكذلك خليل باشا الذي قدم زوجته لأتاتورك نظير الحصول على امتياز للبترول، فأعطاه أتاتورك (3000) ليره مصاريف جيب ..اتخذ مجموعة من العاهرات الفاتنات كخدامات دائمات في القصر وسماهن (بناته بالتبني) .
مرضه وموته:
لقد أصيب بمرض الكبد - بسبب الكحول التي في الخمر- وأصبح الماء يجتمع في بطنه باستمرار، وصار يثور بسرعة عجيبة وضعفت ذاكرته وصار الدم ينزف من أنفه بلا انقطاع وأصيب بالأمراض ال***ية، وصار يحك بين فخذيه باستمرار..كانت المياه القاتلة في جوف الكبد تتجمع فيسحبونها بالإبر، انتفخ بطنه وتورمت قدماه..صار يضعف يوما بعد يوم ويستطيل وجهه ويختفي الدم منه ويبيض بياض العاج، ثم صار عاجزاً عن الحركة بمفرده ..وفي أثناء مرض الموت استدعى أتاتورك السفير البريطاني (لورين) ليوصي له برئاسة الجمهورية التركية..ويحدث الأتراك عن العذاب الذي كان يعاني منه أثناء مرضه العجب العجاب..(ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) (السجدة: 12) ..(لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون) (فصلت: 16) ..كان يصيح صياحا يخترق شرفات القصر الذي يقيم فيه (دولمة باغجة) في القسطنطينية..وأصبح جلدا على عظم، وبقي يذوب ويصغر ويتفتت حتى يتحول إلى فضلة امتص ماؤها.
كان وزنه عندما مات 48 كغم فقط، سقط طاقم أسنانه، فمه يكاد يصل إلى حاجبيه، أوصى أن لا يصلى عليه صلاة الجنازة، وفي يوم الخميس 10نوفمبر سنة 1938م الساعة التاسعة وخمس دقائق رحل أتاتورك من الدنيا ملعوناً في السماء والأرض..(فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) (الدخان: 29)..رحل بعد أن دمر تركيا ودمر الإسلام ومزق الأسرة وحطم الأخلاق وداس القيم وانتهك الشعائر وحول المساجد إلى مخازن للحبوب..
(ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله، ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون، ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون) (الأنعام: 93-94) .
يقول عرفان أوركا: " إن أتاتورك قد اقتنع بأن كفاحه يجب أن يوجه إلى الدين وكان يعتقد من صغره أن لا حاجة إلى الله، وكان يقول: إن قوة العقل والإرادة تتغلبان على قوة الإله، وكان في آخر عهده يرفع قبضته ويشير إلى السماء ساخرا مهددا " .
في ختام هذا البحث يتبين لنا أن مصطفى كمال هو ابن غير شرعي ، وقد بلورت حياته ومنشأه وتربيته التي عاشها وبيئته ، إلى جانب المجون والذي تمثل في أمه اللعوب ..فقد حقد على الدين والإسلام منذ نعومة أظفاره وقد ترجم هذا الأمر إلى حقيقة علمية تواصلت معه حتى الممات ؛ لقد وجد مصطفى كمال ضالته المنشودة والتي تعبر عن طيات أفكاره ، فالعسكرية وجدها يستطيع تنفيذ مآربه وطموحاته ..لقد ارتقى مصطفى كمال بالدرجات العسكرية المختلفة عبر الجد والاجتهاد تارة والخداع والتلفيق تارة أخرى ..لقد ارتبطت أهداف مصطفى كمال بجمعية الاتحاد والترقي ، وقد تخللها تقارب وتصالح وتنافر مع الجمعية ، وعلاقة هذه الجمعية وارتباطها بيهود الدونمة وأعضائها المنحدرين أصلا إليها ، وارتباطها بالماسونيين وانضمام معظم أعضائها إليها وتغلغل الصهيونية فيها..قد ساهم مصطفى كمال بالمؤامرة وإلغاء السلطنة والخلافة فيما بعد ، والإطاحة بحكم السلطان عبد الحميد ، وعزله ووفاته ..لقد كانت المواقف الخيانية لمصطفى كمال تدل على حبه العميق وشرهه للوصول لسدة الحكم بأي طريق كانت حتى لو صلت إلى الصعود عبر الجماجم والدماء والأشلاء ..لقد كان إلغاء الخلافة هو نقض آخر عري الإسلام ، عبر إسقاطها .
عندما تولى مصطفى كمال الحكم قام بمحاربة الآثار الإسلامية المتبقية وقمعها بقوة وبطش شديد ..لقد كان مصطفى كمال محطم الخلافة العثمانية بامتياز ، ولكن كان هناك عدة محاولات لقيام حكومة إسلامية في تركيا اليوم ، وتمثل آخرها بصعود حزب العدالة والتنمية الإسلامي ، ومحاولاته شيئا فشيئا إلى إعادة الإسلام ..لقد أحيط مصطفى كمال بهالة عظيمة وآن لها أن تنقشع وتدحض الاتهامات المزيفة .
إن واجب الأمة اليوم هو عدم استسلام لما يقوله أهل الكفر وأصحاب التوجهات العلمانية ، والتصدي لهم عبر إظهار الحقيقة كاملة ..إن واجب العلماء والأكاديميين هو النظر بعين فاحصة لتاريخ الدولة العثمانية ، واستنتاج العبر والعظات منها ..إن واجب الإعلام هو إظهار حسنات الخلافة العثمانية ، وتيسير الصورة للناس عن الخلافة العثمانية ..إن مناهجنا التعليم ملأى بالحقائق المزيفة عن الدولة العثمانية ، فيجب إعادة النظر إليها من جديد وتوضيح المبهم منها ..وفي النهاية يجب أن ننظر لتراثنا الإسلامي بنظرة عز وكرامة وافتخار ، وان ننبري للدفاع عنها بشكل علمي بحت .
___________________
بحث مقدم لاستكمال مساق تاريخ الدولة العثمانية
إعداد الطالب: فتحي بشير البلعاوي
الجامعة الإسلامية / غزة المحاصرة – فلسطين المحتلة ( 1428هـ - 2008م )
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:34 PM.