اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2015, 01:30 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي حرب الغرب على التكبير والعفاف ( تقرير )

حرب الغرب على التكبير والعفاف ( تقرير )

لازالت ساحة الحرب مشتعلة ضد الرموز الإسلامية في الغرب، فمنذ سنوات قليلة تسارعت الهجمات الغربية على الإسلام.. وتنوعت وسائل الحرب وأدواتها، كالاحتلال المباشر بذريعة "محاربة الإرهاب"، وتجفيف منابع الدين الإسلامي في بلاد المسلمين بحجة "مكافحة التطرف".
وحالياً لا زالت نيران العداء تشتعل في الغرب ضد الرموز الإسلامية, وصلت آخر ملامحها إلى أسبانيا قبل بضعة أيام بإعلان مدينة برشلونة حظر النقاب في الأماكن العامة.
وتجري الأمور هناك بخطوات شبه منظمة ومرتبة وتدريجية: فمنْعُ النقاب خطوة قد لا تتوقف إلا بحظر الحجاب بأكمله.. ومنع المآذن خطوة نحو حظر المساجد أو الحد من انتشارها أو توسعها أو فرض القيود على العبادة فيها.. وقبل ذلك كانت الإساءة الدنمركية ضد رسول الله – صلى الله عليه وسلم - والإهانة الهولندية في حق كتاب الله تعالى.
والملفت للنظر في كل هذه الأحوال هو تبني طرف غربي لهذه الأعمال ثم سرعة انتشار العمل بها داخل القارة وجعلها قضية الساعة.. وبين أخذ ورد يتم تطبيقها في بعض المناطق بعد أن تأخذ وقتاً كبيراً في الجدل.. ويتمكن أصحاب الأفكار المعادية من بث سمومهم في أذهان الناس.. خصوصاً وأن أصواتهم – غالباً - هي الأقوى، على خلاف المعارضين لهم.
ولا ننسى القاعدة السياسية المتبعة في عالم اليوم "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس".. فمثلاً أفادت وكالة أنباء Associated Press بتاريخ 24 يناير 2008م أن مؤسستين صحفيتين محايدتين وجدتا أن الرئيس الأمريكي السابق بوش وكبار موظفيه قد أصدروا 925 بياناً كاذباً عن خطر العراق على الأمن القومي الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م. ولقد تبين "أن تلك البيانات كانت جزءاً من حملة منسقة، ألهبت شعور الرأي العام، وفي النتيجة أدخلت أمريكا في حرب تحت مسوغات كاذبة".
وهكذا تكون الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين هي الأكثر رسوخاً في ذهن المواطن الغربي.. ومما يساعد على ذلك تقاعس المسلمين – هنا أو هناك – وأحياناً عجزهم عن إبلاغ رسالة الله الصحيحة وتصحيح صورة الإسلام المشوهة.
تخويف وتشويه:
لقد خرج الإعلام الغربي بنظرةٍ يحاول أن يرسخها لدى الغرب بأن "المسلمين غداً سيسيطرون على الغرب". إنه العامل السكاني الذي يؤرق الغرب وحضارته فيقوم برسم كل الخطط والأساليب الخبيثة ليكون لغير صالح المسلمين، يظن بذلك أنه سيمنع من انتشار الإسلام بين الناس، كما قال الكاتب عاهد ناصر الدين.
ودائماً يحاول الغربيون الربط بين الإسلام والاستعباد وبين الإسلام والإرهاب، وكأن الإسلام مرض من الأمراض المخيفة (إسلام فوبيا)، وبدأت وسائل الإعلام المختلفة تروج للخوف من المسلمين لاسيما بعد الحادي عشر من سبتمبر- ولو برفع الأذان لتتسع ظاهرة الخوف من الإسلام و تحذير الناس من الدين الإسلامي؛ فقد امتدت على الخارطة الإعلامية الغربية, وتفاقمت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول التي عصفت بالولايات المتحدة الأمريكية, كما أنّ هناك أسباباً دينية و ثقافية وعنصرية وراء ظاهرة الإسلام فوبيا في الغرب.
ويقول يوسف إبرام إمام مسجد المؤسسة الثقافية الإسلامية السويسرية - في تصريحات لـ(إسلام أون لاين.نت): "من الواضح أننا أمام عملية تخويف منظمة تستغل الأجواء الإسلاموفوبية الحالية التي أحدثها كل هذا الجدل حول المآذن".
ويضيف إبرام: "لا يتعلق الأمر بمجرد مبادرة شعبية من أجل حظر بناء المآذن، هذه المبادرة تكشف أن هناك خللاً في عملنا كمنظمات وأقلية مسلمة في أن نوصل الخطاب الإسلامي وأن نقوم بالعمل الدعوي بما يتيح لنا التواصل مع المجتمع السويسري".
التخوفات الحقيقة من الدور الذي يقوم به مسجد المؤسسة الثقافية الإسلامية وغيره من المساجد في سويسرا يرجع إلى موجة "المعتنقين للإسلام من المواطنين السويسريين".
فما يخيفهم هو تزايد أعداد المسلمين في العالم؛ فربع سكان العالم مسلمون.. وصرح خبير أمريكي بارز في شؤون الشرق الأوسط أن أوروبا سيكون فيها أغلبية من المسلمين بنهاية القرن الجاري وذلك بناء على الاتجاهات الديموغرافية وحركات الهجرة الحالية.
ونقل عاهد ناصر الدين عن برنارد لويس - الأستاذ بجامعة برنستون ومؤلف العديد من الكتب حول الشرق الأوسط – قوله - في حوار مع صحيفة (دي فيلت) الألمانية –: "إن أوروبا ستكون جزءاً من المغرب العربي". وأضاف لويس أنه بالإضافة إلى الهجرة فإن الأوروبيين يتأخرون في سن الزواج ولا ينجبون سوى عدد قليل من الأطفال لكن مسلمي أوروبا يتزوجون في سن مبكرة وينجبون عدداً أكبر من الأطفال. وأكد الخبير في حديثه للصحيفة أن "التوجهات الحالية تظهر أن أوروبا سيكون بها أغلبية مسلمة بنهاية القرن الواحد والعشرين على أقصى تقدير". ويعيش في ألمانيا أكبر دول الاتحاد الأوروبي نحو ثلاثة ملايين مسلم من إجمالي 82 مليون نسمة.
إضافة إلى ذلك لا يتوقف الفاتيكان عن محاولته زرع المخاوف من الإسلام ولكن بطرق غير مباشرة، ومن ذلك ورقة العمل التي صدرت عن الفاتيكان أثناء زيارة البابا بنديكت السادس عشر لجزيرة قبرص هذا الشهر، تمهيداً لعقد قمة أزمات تجمع أساقفة الشرق الأوسط في روما في أكتوبر.
حيث حذرت الورقة من أن انطلاق "تيار ال***" الناجم عن صعود "الإسلام السياسي" يهدد المسيحيين.
وقالت إن صعود "الإسلام السياسي" في المجتمعات العربية والتركية والإيرانية وتيارات ال*** "يشكل تهديداً للجميع، المسلمين والمسيحيين على السواء"...وشكت من أن الغموض في الحد الفاصل بين الدين والسياسة في الدول الإسلامية عادة "ينزل بالمسيحيين إلى مراتب دنيا على اعتبار أنهم مواطنون من الدرجة الثانية رغم أنهم مواطنو تلك البلاد قبل ظهور الإسلام".
وفي أبريل الماضي دعت العضوة البارزة في (المجمع الكنسي) لكنيسة إنجلترا "أليسون روف" إلى وقف بناء أي مساجد جديدة على الأراضي البريطانية.
ونقلت صحيفة (ذا ديلي تليجراف) البريطانية عن القاضية السابقة قولها: "يجب وقف بناء أي مساجد جديدة في بريطانيا، فهناك دول إسلامية تضطهد المسيحيين".
وأضافت: "لا نريد مساجد جديدة في المملكة المتحدة.. نواصل بناء مساجد جديدة تنفق عليها الدول النفطية، فهناك على حد علمنا ما بين 3.5 و4 ملايين مسلم في هذا البلد، ولديهم مساجد تكفيهم ولا يحتاجون إلى المزيد منها".
وتساءلت الإنجيلية المحافظة: "يتم بناء المسجد في أي منطقة، فماذا يحدث بعدها؟"، ثم قالت مجيبة على نفسها: "ينتقل المسلمون إلى تلك المنطقة، وتُحول كل المتاجر الموجودة فيها إلى متاجر إسلامية، وكذلك المنازل، ومن ثم تصبح منطقة محظورة على غير المسلمين".
وحذرت قائلة: "إذا لم ننتبه للأمر تصبح بريطانيا دولة إسلامية.. مزيد من المساجد لا يعني سوى اقتراب تطبيق الشريعة الإسلامية في بريطانيا، لكننا لن نسمح بذلك، فنحن ما زلنا دولة مسيحية.. نريد الحفاظ على ذلك".
ومن خلال استطلاعات الرأي والدراسات تتضح حالة الخوف التي تسيطر على الغربيين بفعل الحملات المناهضة للإسلام.
ففي النمسا أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه في السابع من إبريل الماضي أن 54% من النمساويين اعتبروا الإسلام تهديداً للغرب ولأنماط حياتهم المألوفة"، ورأى 71% منهم أن الإسلام لا يتناسب مع المفهوم الغربي للديمقراطية والحرية والتسامح، في حين قال 72% منهم إن المسلمين في النمسا لا يتأقلمون مع قواعد الحياة الجماعية". وفي بريطانيا اعتبر 53 في المائة من البريطانيين أن الإسلام خطر بحد ذاته.
تدل هذه الأرقام على اتجاه أوروبا نحو التطرف والعداء للإسلام والمسلمين يدعم ذلك حملات صحفية وإعلامية منظمة ضد الإسلام والعرب وجملة من الدراسات تعدها مراكز بحثية تحذر من الإسلام والمسلمين.
إحدى هذه الدراسات التي أصدرتها مؤسسة (راند) الأمريكية وصفت الوضع بقولها: " تظهر مشكلة أو مصيبة أخرى تتعلق بوضع المسلمين في القارة الأوربية. فالوضع الراهن ينذر بزيادة مفرطة للمواليد المسلمين؛ بالإضافة إلى المهاجرين. وإن تواجد الإسلام في أوروبا سيتعاظم بطريقة مثيرة في ظل الجيل القادم. ففي فرنسا مثلاً، تصل نسبة المسلمين إلى 10% من السكان. وفي ألمانيا، وبريطانيا، وهولندا، يشكل المسلمون نسبة مميزة ومتميزة".. وأشارت إلى أن "العالم الإسلامي ليس الجبهة الوحيدة للإرهاب، وإنما تُضاف إليه الجماعات المهاجرة".
مثل هذه الدراسات، التي تجعل من الإسلام هدفاً، سممت الأجواء وعكرت العلاقات بين الغرب والعالم والإسلامي، ونفخت في كير المواجهة، وأسست لحالة من التنافر مع ما رافق ذلك من إجراءات على الأرض جعلت من كل عربي ومسلم "إرهابي" أو "إرهابي محتمل".
بدورها وضعت إيطاليا أسطولها الجوي لحمل كل المهاجرين المسلمين إلى ديارهم بعدما وافق البرلمان بأغلبية فاقت 90% على طردهم من البلاد. وفي هولندا دعا الرئيس الجديد -وهو من أقصى اليمين- إلى إلزام المسلمين بحمل شارة خضراء على ثيابهم حتى يقع تمييزهم عن بقية الشعب. وفي فرنسا وافق البرلمان على سحب ال***ية من الفرنسيين المسلمين وطرد كل المسلمين المهاجرين إلا إذا أعلنوا تنصرهم وبدلوا أسماءهم. وفي إسبانيا فُرض على المسلمين ألا يتزوجوا من غير ***هم وألا ينجبوا أكثر من واحد حتى ينتهي نسلهم في القريب.
حرب ضد الرموز الإسلامية:
ومن الأمثلة التي لا تزال تتفاعل في الغرب محاربة النقاب والمآذن وقد أفردنا للنقاب تقريراً نشر في هذا الموقع.. يبقى أن نتحدث عن موضوع المآذن.
في 29 نوفمبر الماضي صوت أغلبية الناخبين السويسريين لصالح مبادرة حظر بناء مآذن جديدة في سويسرا، حيث توجد حالياً أربعة مآذن في سويسرا.. طبعاً المبادرة لم تتضمن المساجد أو المآذن الموجودة، وهذا ما حصل مع النقاب حيث لم تشمل قرارات منع النقاب - في أوروبا – الحجاب.. لأن منع المساجد أو الحجاب عموماً قد يحدث ردات فعل لا ترغب بها أوروبا حالياً أو أنها غير مستعدة لمواجهتها.. وقد حذر الشيخ يوسف القرضاوي من أن تصل الاستفتاءات الغربية في الغد إلى حظر بناء المساجد نفسها.
ورغم اكتساب مزيد من المسلمين ال***ية السويسرية خلال السنوات التالية، فإنهم لا يمثلون حتى الآن أكثر 10% من مجموع المسلمين في سويسرا في الوقت الراهن، نظراً لأن هجرة المسلمين إلى سويسرا تعد حديثة (حيث بلغ عدد المسلمين 16.000 فقط في سويسرا بأكملها في عام 1970)، وما يزال غالبية المسلمين يشكلون مواطنين أجانب ينتمون بصورة أساسية إلى دول البلقان وتركيا. ومثلما هو الحال في أي مكان آخر بالعالم، فإن التنامي السريع في أعداد سكان أجانب يثير ردود أفعال، خاصة فيما يتعلق بأتباع الإسلام، الأمر الذي يرجع في معظمه إلى طابع الصراع المهيمن على تاريخ علاقات الإسلام بأوروبا الغربية.
وحالياً هناك حوالي 400 ألف مسلم في سويسرا، أغلبهم من يوغسلافيا السابقة وتركيا، والإسلام هو أكثر الديانات انتشاراً في البلاد بعد المسيحية، لكن رغم وجود أماكن للصلاة فإن المساجد ذات المآذن قليلة جداً ومتباعدة، ولا يوجد سوى أربعة مساجد في كل سويسرا، وفي السنوات الأخيرة قوبلت كل طلبات بناء المآذن بالرفض.
ومما يساعد على زيادة ظاهرة العداء ضد الإسلام في أوروبا المواقف الرسمية من قضية ما يسمى "الإرهاب"، فتصويت السويسريين ضد المآذن لم يأت من فراغ، بل ارتبط بمؤثرات فكرية وسياسية متراكمة داخل المجتمع السويسري.
ومن ذلك تقرير الأمن القومي السويسري لعام 2006م الذي وضع المخاوف مما وصفه "الإرهاب الإسلامي" على أنها الهاجس الأمني الأول للبلاد، رغم اعتراف واضعي التقرير بعدم وجود أي أدلة قاطعة على ذلك.
وفي تصريح للجزيرة نت قال يورغ بولر نائب رئيس وحدة التحليل والأمن الوقائي السويسري – في يونيو 2006م- إن "الإرهاب ظاهرة عالمية لا تتراجع، بل هناك العديد من المؤشرات على تزايدها في المرحلة المقبلة بسبب عوامل سياسية مختلفة، وهناك دلائل على أن أوروبا مستهدفة ويمكن أن تصيبنا مثل تلك العمليات بأضرار، وإن كنا نعتقد أننا لسنا مستهدفين بالدرجة الأولى لكن الحذر واجب أي جهاز أمني".
واستدرك بولر بقوله إن هذا التحذير "لا يعني إثارة المخاوف من الجالية المسلمة في سويسرا أو العداء للإسلام؛ لأن السلطات الأمنية على قناعة بأن غالبية أبناء الجالية تنبذ ال*** والإرهاب وترفض أيضا الأفكار المتطرفة والمتعصبة التي لا تتناسب مع طبيعة الحياة في البلاد، والسلطات تثمن مثل تلك التوجهات"..
لكن هذا الاستدراك لن يكون له نفس تأثير التحذير؛ كون التخويف جاء في ظل سلسلة عمليات تشويه ضد الإسلام مقابل أداء لا يكاد يذكر في تحسين صورة الإسلام في الغرب، خصوصاً وأن الغربيين ليسوا معنيين بالدفاع عن الإسلام بقدر ما هم متوجسين منه..
وقد قسمت السلطات الأمنية السويسرية المخاوف مما يسمى "الإرهاب الإسلامي" في ثلاث مجموعات:
-الأولى: "الجهاديون الذين لهم علاقات مباشرة مع جماعات إرهابية أو أخرى متطرفة تدعو إلى ال***، وهي التي نحذر منها بشدة إذ من المحتمل أن يقوم أحد هذه العناصر بعمل تخريبي".
-الثانية: "المجموعات الإسلامية التي لا علاقة لها بالإرهاب ولكنها تدعو إلى إسلام أصولي".
-الفئة الثالثة: "تضم أعضاء الجماعات الإسلامية التي كانت لها أنشطة إرهابية ويعملون بشكل آخر حالياً من خلال تنظيمات وجمعيات ذات أسماء مختلفة".
ونلاحظ من هذا التقسيم زرع الخوف من المتدينين المسلمين عموماً، والمواطن الغربي – في حال انسياقه وراء بتلك المخاوف- لا يدرك هذا التقسيم كثيراً وبالتالي يصبح كل ما له علاقة بالإسلام إرهاباً.
عوامل محاربة الإسلام في أوروبا
طرح الدكتور جان فرنسوا مايير عدة عوامل – من وجهة نظر غربية - حول سلوك الغربيين ضد الإسلام، ومن بينها:
أولاً: هناك دوائر وأفراد باتت لديهم انتقادات تجاه الإسلام. وفي ظل عالمنا الذي يتيح الاتصال الفوري، أصبح بإمكان مثل هذه الدوائر والأفراد التفاعل مع بعضهم البعض عبر الحدود، خاصة عبر شبكة الإنترنت. وهم لا يتشاركون جميعاً في وجهة النظر العالمية ذاتها، حيث ينتهج البعض توجهاً علمانياً، بينما يتبع آخرون توجها ذا طابع ديني (من مسيحيين ويهود).
ورغم أن مثل هذه المجموعات من منتقدي الإسلام قد لا تحظى بالكثير من الأنصار المسجلين، فإنها وفرت إلى حد بعيد حججاً جرى استخدامها لاحقاً لتكون بمثابة الذخائر في النقاشات السياسية. من بين الأمثلة على ذلك "الحركة السويسرية ضد الأسلمة". وقد وجدت مثل هذه الجماعات آذاناً صاغية في بعض قطاعات "حزب الشعب السويسري" (الذي اعتاد انتقاد الإسلام والإعلان في الوقت ذاته عن تأييده إسرائيل والصهيونية؛ الأمر الذي يعتبرونه نبوءة وردت بالكتاب المقدس، وبالتالي يمكن وصف أعضاء الحزب بالمسيحيين الصهاينة).
وتشترك هذه الجماعات والحركات كافة في نفس الفكرة القائمة على أن انتشار رقعة الإسلام في أوروبا تكافئ غزواً غير عسكري من شأنه فرض الهيمنة الإسلامية وإقرار نظام قانوني إسلامي في نهاية الأمر. وبالنسبة لهم، يعني حظر المآذن البعث برسالة ضمنية قوية حول ضرورة وقف هذا التوجه.
ثانياً: علاوة على ذلك، هناك أفراد تراودهم مخاوف حيال الهجرة بوجه عام. يذكر أنه تاريخياً كانت سويسرا من الدول التي تميزت بمعدلات هجرة قوية إليها، لكنها لم تبدُ أبداً دولة تشجع على الهجرة، ففي الستينات والسبعينات، قوبل المهاجرون الوافدون من جنوب أوروبا للعمل في سويسرا (حيث جرت دعوتهم في واقع الأمر من أجل سد احتياجات الصناعة والعمل بمجال التشييد والبناء) بحركات قوية من العداء "الزيادة المفرطة في أعداد الأجانب". وظهرت مبادرات شعبية مناهضة للهجرة خلال تلك الفترة، ترمي لتقليص أعداد الأجانب في البلاد. وفي عام 1972م حشدت واحدة من مثل هذه المبادرات أصواتاً مؤيدة بنسبة بلغت 46%، مع إحراز معدل مشاركة استثنائي وصل إلى 75% من بين المواطنين السويسريين.
ثالثاً: طبقاً لإحدى الدراسات المسحية التي أجريت العام الماضي، فإن بعض من أعلنوا عزمهم التصويت لصالح المبادرة ادعوا قيامهم بذلك انطلاقاً من أسباب تتعلق بالمعاملة المتبادلة، حيث أبدوا شعورهم بالصدمة إزاء القيود المفروضة على الطوائف المسيحية وجماعات أقلية أخرى داخل العالم المسلم، ومن ذلك على سبيل المثال، الحظر الكامل على ممارسة غير المسلمين لعبادات داخل السعودية.
رابعاً: المؤكد أن عدداً ممن صوتوا لصالح حظر المآذن فعلوا ذلك ليس انطلاقاً من أفكار أيديولوجية أو تجارب شخصية سيئة، وإنما لأن لديهم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين، حسبما ينعكس من الأنباء اليومية، خاصة في إطار ما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001م.
على سبيل المثال، ما يرد في تقارير الهجمات الانتحارية وأعمال ال*** ومظاهر التعبير عن كراهية الغرب وما إلى غير ذلك.
بجانب مثل هذه العوامل الدولية، أسهمت بعض المشكلات الصغيرة المحلية في تعزيز هذه المخاوف والشكوك، فمثلاً قبيل إجراء الاستفتاء بأسابيع قليلة، وقعت حالة وحداة على الأقل وموثقة لخطاب مناهض للغرب داخل مسجد في سويسرا. ورغم الحرص المتزايد من قبل وسائل الإعلام للتمييز بين المسلمين العنيفين أو "الراديكاليين" من جهة، والمسلمين العاديين من جهة أخرى، تترك الصورة السلبية للتيارات الجهادية تأثيراً على وجهات نظر الناس تجاه المسلمين كافة. وواضح أن الحكومة الفيدرالية تنظر إلى هذا الأمر باعتباره لعب دوراً جوهرياً في نجاح المبادرة.
خامساً: ساورت المخاوف البعض - رغم أنه من غير المحتمل أن يشكل هذا حجة كافية في حد ذاته من دون توافر عوامل أخرى- من أن بناء المآذن سيؤدي حتماً عاجلاً أم آجلاً إلى رفع الأذان منها. وبالتالي الإضرار بالهدوء والسلام العام.. ومن الواضح أن الحجة التي استخدمها أنصار الحظر والقائمة على أن المآذن سيجري استخدامها في يوم من الأيام للدعوة إلى الصلاة نجحت في اجتذاب بعض المؤيدين.
سادساً: على المرء ألا يغفل أحداثاً معينة وقعت في (متزامنة) أسهمت في تأجيج مشاعر كراهية المسلمين، وبالتالي التصويت ضد المآذن، خاصة المشكلة القائمة حالياً بين سويسرا وليبيا، ففي يوليو 2008م ألقت الشرطة القبض على هانيبال القذافي في فندق خمسة نجوم في جنيف بسبب اعتدائه على اثنين من الخدم ممن كانوا يسافرون برفقته، ما دفع مسؤولو الفندق لإبلاغ الشرطة. وأدى ذلك إلى سجن هانيبال، ثم الإفراج عنه بكفالة. وقد أثار الحادث ردود أفعال قوية من العقيد القذافي وصدر قرار بمنع اثنين من رجال الأعمال السويسريين كانوا في ليبيا في ذلك الوقت من مغادرة البلاد، وهو مأزق لم يتم حسمه خلال اليوم ذاته رغم الجهود المكثفة من قبل أعضاء الحكومة والدبلوماسيين السويسريين.
أما راشد الغنوشي فيرى أن قرار منع بناء المآذن في سويسرا يدل "دلالة واضحة على تصاعد تيارات اليمين المتعصب متحالفة على امتداد أوروبا مع قوة اللوبي الصهيوني.. وهو تحالف غريب؛ لأن من المعروف أن تيارات اليمين وريثة المسيحية ووريثة النازية، وهما في الأصل عدوان لدودان لليهودية، ولكن مياهاً كثيرة قد جرت في النهر، بما رشح العداء للإسلام ليكون جسر التواصل وأساس التحالف".
يضاف إلى ذلك – يقول الغنوشي- عامل المنافسة السياسية، بما جعل من استهداف المهاجرين وربط كل المشاكل بهم وبالإسلام من بطالة وفوضى وغيرها، لعبة رخيصة الثمن وطريقاً سهلاً للنفاذ إلى قلوب الناس ودغدغة مشاعرهم، والحصول على أصواتهم بالتلويح بـ"الخطر الإسلامي الداهم".
فلم تعد تلك الأحزاب محتاجة إلى تقديم برامج معقدة لإقناع الجمهور والحصول على أصواته، يكفيها التلويح ليل نهار بهذا "الخطر" وشن حملات على المسلمين والمهاجرين حتى يرتفع نصابها الانتخابي.
"ولقد تعزز جانب هذه الجماعات اليمينية المتعصبة والصهيونية بأحداث 11 سبتمبر، حيث تعززت فكرة أن الإسلام هو الخطر وهو العدو، وأن هذا العدو يقيم بين أظهرنا.. والخلفية الإسرائيلية بالطبع واضحة لهذه الإستراتيجية، بعد أن ظهر الإسلام طليعة للمقاومة في فلسطين وغيرها، ومن يجرؤ على ضرب زعيم القوم فقد هدد القوم كلهم، ولذلك خرجت صحيفة لوموند الشهيرة يوم (11سبتمبر) حاملة على غلافها عنواناً ضخماً (كلنا أمريكان)".
ويقول أيضاً المؤكد أننا في زمن قوة الإعلام، وأن حضور الإسلام والمسلمين في الإعلام حضور سلبي ومعاد، يستهدف عزلهما وتهميشهما وربطهما بكل الشرور وبفكرة "الخطر" على كل ما هو جميل ومكسب حضاري، فهم خطر على الحريات ومنها حرية النساء وحقوقهن، وعلى الفنون والآداب.. وغيرها!!.
وفي هذا الصدد يختار الإعلام المعادي للحديث باسم الإسلام إما عناصر علمانية حاقدة ذات أصول إسلامية، إما مأجورة أو مخترقة، أو يختار شيوخاً غير مؤهلين.
الإعداد لنشر العدوى
وكما حصل مع النقاب مؤخراً انتشرت عدوى محاربة المآذن في أرجاء أوروبا، فقد رحبت العديد من الأحزاب اليمينية الأوروبية بنتائج الاستفتاء على مبادرة "حظر بناء المآذن" بسويسرا.. وبلغ الأمر ببعض الأحزاب إلى الدعوة لاستفتاءات مماثلة في بلادها.. وفي مقدمتها حزب "الحرية" اليميني المتطرف بزعامة النائب الهولندي صاحب فيلم "فتنة" المسيء للإسلام جيرالد فيلدرز.
ونقل موقع راديو هولندا - يوم 30 نوفمبر 2009م - عن فيلدرز قوله إنه يريد إجراء استفتاء مماثل في بلاده، متوقعاً أن يؤيد الشعب الهولندي حظر بناء المآذن كما فعل نظيره السويسري الذي صوت لـ"المبادرة الشعبية" التي قادها اليمين المتطرف متمثلا في الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي وحزب الشعب السويسري.
وتعليقاً على نتائج الاستفتاء الذي أجري في سويسرا قال فيلدرز: "للمرة الأولى أعرب المواطنون في أوروبا عن معارضتهم للأسلمة"، مشيراً إلى أن حزبه يعتزم إعداد مسودة قانون لإجراء استفتاء حول بناء المآذن في هولندا.
وفضلاً عما عرف عن فيلدرز من عداء للإسلام فقد اشتهر حزبه مؤخراً بمطالبه المناهضة للوجود الإسلامي في هولندا، حيث يطالب بمنع هجرة المسلمين إلى هولندا ووقف بناء المساجد.
ومن المتوقع أن ينضم فيلدزر إلى الحكومة، فقبل الانتخابات النيابية التي جرت هذا الشهر رجح مارك روت رئيس (الحزب الليبرالي) – الذي فاز بالأغلبية - تعيينه فيلدزر بالحكومة.
وقال مارك روت لصحيفة تايمز إنه على استعداد لاقتسام السلطة مع نائب مناهض للإسلام ضمن الائتلاف الجديد.
وفعلاً تمكن الحزب الليبرالي من الفوز على بقية الأحزاب الهولندية مجتمعة. وحلّ حزب العمل (وهو حزب وسط اليسار) في المرتبة الثانية بفارق مقعد واحد فقط عن الحزب الليبرالي.
لكن الأهم من ذلك كله هو فوز حزب "الحرية" المتطرف بزعامة غيرت فيلدرز - المعادي للمسلمين - بالمرتبة الثالثة محققاً قفزة كبيرة، حيث تمكن من مضاعفة عدد مقاعده مرتين تقريباً، بعدما حصل على 24 مقعداً بينما كانت لديه تسعة مقاعد فقط في البرلمان المنتهية ولايته.
وهذا يدل بما لا يدع مجالاً للشك ارتفاع منسوب العداء ضد الإسلام في هولندا.. وبالتالي سيكون لهذا الصوت المتطرف صدى أكبر وتأثير أوسع مستخدماً إمكانيات دولة وقدرات سلطة.
وفي السياق ذاته دعا ماريو بورغيزيو النائب بالبرلمان الأوروبي عن حزب رابطة الشمال الإيطالي اليميني المتطرف إلى إجراء استفتاء لحظر بناء المآذن في إيطاليا قائلا إن: "راية سويسرا الشجاعة التي تريد أن تبقى مسيحية حلقت فوق محاولات أسلمة أوروبا"، بحسب راديو هولندا.
أما مجلة (دير شبيجل) الألمانية فقالت إن: "معلقين ألمان اعتبروا تصويت سويسرا لحظر بناء المآذن بمثابة كارثة بالنسبة لصورتها، حيث لا يعكس فقط الخوف من الأسلمة، وإنما يظهر أن النكسات التي تعرضت لها في السنوات الأخيرة أصابت الثقة في الذات الوطنية بهزات عنيفة"، مضيفة أنه: "رغم ذلك حذر مراقبون من أن الألمان على الأرجح سيسيرون على نفس المنوال إذا جرى استفتاء شبيه".
من جانبه اعتبر فولفجانج بوسباخ، قيادي بارز في حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "الاتحاد المسيحي الديمقراطي"، نتيجة التصويت دليلا على الخوف من أسلمة سويسرا، مضيفا أن: "هذا الخوف موجود في ألمانيا أيضاً، ويجب أن يؤخذ على محمل الجد".
ولفتت دير شبيجل إلى ترحيب الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا بنتائج الاستفتاء، مثل حزب رابطة الشمال الإيطالي والجبهة الوطنية الفرنسية، وإبدائها رغبتها في إجراء استفتاءات مماثلة في بلادها.
وفي بولندا أيضاً
ذكرت صحيفة الشرق الأوسط – في 3 أبريل الماضي- أنه وفي مشهد مألوف في بعض الدول في غرب أوروبا، لكنه غير معهود بالنسبة إلى بولندا، تظاهر عشرات المحتجين في ضاحية في وارسو احتجاجاً على بناء مسجد. وتواجه خطط الطائفة المسلمة صغيرة الحجم في بولندا لبناء مكان للعبادة ومركز ثقافي إسلامي معارضة في مؤشر على أن المخاوف بشأن الإسلام ربما تكون آخذة في الامتداد نحو الشرق إلى الدولة الكاثوليكية العضو في الاتحاد الأوروبي.
ويعيش ما بين 15 و30 ألف مسلم بينهم كثير من المهاجرين من الشيشان في بولندا أكبر دولة شيوعية سابقاً في الاتحاد الأوروبي حيث يقول أكثر من 90 في المائة من سكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة إنهم كاثوليك. وتظاهر نحو 150 شخصاً في موقع البناء الذي لم يكتمل بعد على بعد 30 دقيقة بالسيارة من مركز المدينة حيث تبني الرابطة الإسلامية، وهي منظمة دينية أنشئت في بولندا عام 2004م، ما سيكون خامس مسجد في البلاد بترخيص من الحكومة.
وقال محتج طلب عدم نشر اسمه لوكالة (رويترز): "هذه المراكز تكون في أحيان كثيرة جداً مصادر لنشر التشدد". وحمل لافتة تصور المآذن كصواريخ، وهي تشبه صورة استخدمت أثناء استفتاء في سويسرا حين صوت المشاركون لحظر بناء مآذن جديدة. وردد آخرون هتافات قائلين: "دعونا لا نكرر أخطاء أوروبا" و"التسامح الأعمى يقضي على التفكير السليم". وطالبوا الدول الإسلامية باحترام حقوق المرأة والحريات الدينية.
وأضافت الصحيفة: وتتكرر هذه الشكاوى في دول غرب أوروبا التي شهدت تدفقاً للمسلمين في العقود الأخيرة، مما جعل الإسلام ثاني أكبر ديانة من حيث عدد المنتمين إليه في كثير منها. ويقدر عدد المسلمين في أوروبا بما بين 15 و18 مليوناً ثلثهم تقريباً في فرنسا. وكان الاستفتاء الذي أجري في أواخر 2009 في سويسرا أقوى واقعة تشهد على رفض الإسلام، كما توجد في ألمانيا وفرنسا نزاعات بشأن إنشاء المآذن والمساجد أو ارتداء الحجاب.
ويقول زبيجنيو ميكوليكو من أكاديمية العلوم البولندية: "المشكلات التي نراها في فرنسا وألمانيا أو هولندا ستأتي إلى بولندا مع اتجاهها للتحديث حتى تلحق بركب غرب الاتحاد الأوروبي وتصبح أكثر جاذبية للمهاجرين من أجزاء فقيرة من العالم". وأضاف لـ(رويترز): "سيأتينا كثير من فقراء المسلمين من شمال القوقاز. وبالتالي فإن هذه الاحتجاجات تبرز الخوف من المستقبل والصراع المحتمل. ليس هناك تهديد الآن بالطبع لكن هذا يظهر أن الناس يتوقعون حدوث هذه المشكلات".
ويقول ميكوليكو: "بدأت هجرة هؤلاء المسلمين الفقراء في التسعينات حين خاضت روسيا الحرب الأولى هناك. واستقر الشيشان في مجتمعات مغلقة بمناطق من بولندا يسودها ضيق الأفق وبالتالي بدأت المشكلات الأولى هناك. الآن رجال الأعمال من الطبقة المتوسطة من دول إسلامية بدؤوا يأتون". وأضاف أن جماعات المسلمين تميل إلى العيش بشكل منعزل.
وإلى أن يكتمل إنشاء المجمع الجديد فإنه ليس هناك سوى مسجد واحد لمسلمي وارسو البالغ عددهم عشرة آلاف وهو لا يتسع لأكثر من 200 شخص في فيلا تم تحويلها إلى مسجد بضواحي المدينة. وقال سامر إسماعيل رئيس الرابطة الإسلامية لـ(رويترز): "نعتقد أن بولندا بحاجة للمركز الثقافي من أجل طائفتها المسلمة، وغير المسلمين أيضا".
معلومات عن الإسلام في أوروبا
أخيراً بعد الحديث السابق عن حال الإسلام والمسلمين في أوروبا وتطورات العداء الغربي ضد الإسلام.. من المفيد أن نذكر نبذة سريعة عن الإسلام في أوروبا؛ لاستكمال المعلومات عن هذا الجانب بالربط بين القديم والحديث؛ كون مثل هذه القضايا تظل مترابطة زماناً ومكاناً..
جاء في (قصة الإسلام): طرق الإسلام أبواب قارة أوروبا من الجهة الشرقية، وذلك بمحاولات المسلمين المتكررة لفتح القسطنطينية منذ خلافة معاوية بن أبي سفيان (41- 60هـ).
أمَّا من جهة الغرب فقد تمكَّن القائد المسلم طارق بن زياد من فتح الأندلس في عام (91هـ)، وتوغَّل المسلمون في شبه جزيرة الأندلس وعبروها لفتح فرنسا، حيث اجتازت جيوش المسلمين جبال (البيرنييه) الفاصلة بين الأندلس وبين فرنسا، وتقدموا شمالاً إلى أن وصلوا إلى مدينة (بواتييه) الفرنسية، والتي جرت على مشارفها معركة (بلاط الشهداء) في عام (114هـ)، وقد انهزم جيش المسلمين في هذه المعركة هزيمة قاسية وقُتِل منه الكثير، وبهذه المعركة توقف المدّ الإسلامي للقارة الأوروبية من هذه الجهة.
وقد تمكَّن الأغالبة حكام تونس من فتح الجهة الجنوبية للقارة الأوروبية، وذلك بفتحهم جزيرة سردينيا عام (95هـ)، ثم جزيرة كريت، ثم قام أسد بن الفرات بقيادة أسطول مسلم لفتح جزيرة صقلية المنفذ الجنوبي لأوروبا الوسطى عام (212هـ)، وتم فتح (باليرمو) عام (216هـ).
كانت مدن إيطاليا المتنازعة فيما بينها تستعين بالمسلمين ليحارب بعضُها بعضًا مما يسَّر للمسلمين الاستيلاء على بعض أجزاء إيطاليا الساحلية، بل ووصل الأمر إلى أن اضطر "البابا يوحنا الثامن" في عام (484هـ) إلى أن يدفع الجزية للمسلمين بعد أن هددوا مدينة روما نفسها، وقد كانت جزيرة صقلية همزة الوصل التجارية بين شمال إفريقيا وأوروبا، كما كانت نقطة احتكاك حضاري على درجة عالية من الأهمية للمسلمين والأوربيين.
ولكن تظلُّ الأندلس هي أهم نقاط الاحتكاك الحضاري بين المسلمين والأوروبيين، حيث كانت بمنزلة مركز إشعاع وتنوير في غرب أوروبا، وقد أصبحت (مدينة طُلَيْطِلَة) التي استولى عليها الأسبان عام (478هـ) مركزاً مهماً وحيوياً لنقل العلوم وترجمتها من العربية إلى اللاتينية، فكانت تُعَدُّ المنارة الهادية لطلاب العلم من كافة أنحاء أوروبا الغربية والوسطى، وظلت (طليطلة) قرابة أربعة قرون المركز الثقافي والديني الأول في شبة جزيرة إسبانيا (الأندلس).
وكما ذكرنا فقد حاول المسلمون فتح جنوبي شرقي أوربا عن طريق (القسطنطينية) منذ القرن الأول الهجري، ولكن تأخَّر فتحها لحصانتها حتى أتَّم الله فتحها على يد المجاهد المسلم القائد محمد الفاتح في عام 857هـ الموافق 1453م.
وكذلك يعود للخلافة العثمانية الفضل – بعد الله تعالى- في فتح وسط أوروبا، حيث فتح العثمانيون منطقة البلقان في عام (756هـ)، ودانت لهم كل بلدان أوروبا الوسطى الواحدة تلو الأخرى، فتم فتح بلغاريا في عام (774هـ)، وفُتِحت بلاد الصرب في عام (788هـ)، والبوسنة والهرسك في عام (792هـ)، وكذلك كرواتيا وألبانيا وبلجراد وبلاد المجر. كما أن الجيوش العثمانية بقيادة السلطان سليمان القانوني وصلت إلى أسوار فيينا وحاصرتها في عام (936هـ)، ولم تتمكن من فتحها كذلك إلا بعد أكثر من مائة وخمسين عاماً في عام (1094هـ) في عهد السلطان محمد الرابع.
وقد بقيت معظم هذه الأراضي بيد المسلمين وتابعة للخلافة العثمانية طوال فترة قوتها، ولكنها بدأت تتفلَّت تدريجياً مع دخول الدولة العثمانية في مرحلة الضعف، ولم يبق للخلافة العثمانية في عام (1337هـ) إلا مدينة إسطنبول على أرض القارة الأوروبية.
وقد ترتب على بقاء هذه المناطق الأوربية لفترات طويلة في ظلِّ الخلافة العثمانية أن أصبحت مناطق بأسرها ذات أغلبية مسلمة، مثل: مقدونيا، وألبانيا، والبوسنة والهرسك، والجبل الأسود، وجاليات إسلامية ضخمة في بلغاريا ورومانيا.
ويرجع دخول أغلب سكان المناطق التي سيطر عليها العثمانيون في الإسلام إلى معاملة المسلمين لأهل هذه البلاد بالعدل والمساواة.
كما حلَّ الأمن في هذه المناطق مكان الصراع والفوضى، واستفادت أوروبا من التنظيم الدقيق للعسكرية التركية، وكذلك من النظم الإدارية التي تعتمد على الكفاءة بالدرجة الأولى.وقد تمتع أيضًا أصحاب الديانات الأخرى كالنصرانية واليهودية في المناطق التي حكمها العثمانيون خلال عدة قرون بمعاملة كريمة تظهر آثارها واضحة في احتفاظ أهل هذه الديانات بلغاتها وثقافاتها ودياناتها. وعلى النقيض نجد ما فعله الأسبان بالمسلمين بعد استيلائهم على الأندلس في عام (897هـ) فطردوا المسلمين إلى شمال إفريقيا والمشرق العربي، وظل من بقي منهم - وهم قلة - يعانون من آثار الاضطهاد والتعصب النصراني الأعمى في ظل حكم إسباني غير متسامح، وتحولوا في نهاية الأمر إلى الديانة النصرانية تحت ضغط محاكم التفتيش التي نصبت لهم في كل مكان.
الجاليات المسلمة في أوروبا
يعيش المسلمون في القارة الأوروبية على هيئة أقليات متناثرة، يختلف حجمها من دولة أوروبية إلى الأخرى ما بين الآلاف والملايين.
فيُقدَّر تعداد المسلمين بالملايين في روسيا الاتحادية، وبعض بلاد أوروبا الشرقية، وهناك دولة واحدة يشكِّل المسلمون فيها الأغلبية الساحقة من السكان وهي ألبانيا.
أمَّا المسلمون في بلاد أوروبا الغربية فأحوالهم مختلفة، ذلك أن عددهم في أيٍّ من هذه البلاد يبدأ بالمئات في بعضها، وينمو حتى يقارب بضعة ملايين في بعضها الآخر.
والسواد الأعظم من المسلمين في هذه البلاد وفدوا إليها بحكم الصلات السياسية التي كانت تربط بلدانهم والبلدان الأوروبية التي يعيشون فيها، وقد حضروا إلى تلك البلاد بحثاً عن عمل، أو سعياً وراء فرصٍ أفضل في الحياة لم تتيسر في بلادهم الأصلية.
وإذا عرفنا أن معظم بلاد العالم الإسلامي كان واقعًا تحت وطأة الاستعمار الأوروبي في آخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، أمكننا أن نتعرف إلى طبيعة الجاليات الإسلامية التي استقرت في كل بلد على حدة.
ففي بلد مثل إنجلترا نجد معظم المسلمين بها قادمين من دولٍ كانت خاضعة للاحتلال البريطاني في قارتي آسيا وإفريقيا، وخاصةً من الهند وباكستان وبنجلاديش.
وفي فرنسا نجد غالبية المسلمين من دول المغرب العربي التي كانت خاضعة للاحتلال الفرنسي مثل الجزائر وتونس والمغرب.
وكذلك في هولندا نجد الجانب الأكبر من المسلمين بها من إندونيسيا التي ظلَّت خاضعة للاحتلال الهولندي فترة طويلة.
أمَّا في ألمانيا فنجد الجاليات الإسلامية بها يغلب عليها العنصر التركي، وهم الذين هاجروا من تركيا بعد إلغاء الخلافة الإسلامية ودعوة مصطفى كمال أتاتورك إلى العلمانية.
هذه الجاليات هي التي تشكل الغالبية العظمى للجاليات الإسلامية في بلاد أوربا الغربية، وقد انضم إليها مهاجرون من بلاد إسلامية أخرى.
كما أن أعداداً كبيرة من سكان أوروبا دخلت الإسلام بحكم الصلات التاريخية مع العالم الإسلامي التي سبقت الإشارة إليها؛ مما أدَّى إلى ازدياد فرص التفهم لطبيعة الإسلام عند هؤلاء الأوروبيين على اختلاف نزعاتهم الفكرية ومستوياتهم الاجتماعية، وكذلك إتاحة الفرصة للأوربيين للقراءة عن الإسلام في مصادره الأصلية، بعيداً عن تشويه المستشرقين ومغالطاتهم التي حاولت الأجيال السابقة منهم أن تروجها عن الإسلام بين الأوروبيين.
أيضاً كان من الأسباب ذات الأثر البعيد في تغيُّر نظرة الأوروبيين للإسلام اعتناقُ عددٍ من المثقفين الأوربيين ذوي المكانة الاجتماعية المرموقة للإسلام؛ لما اكتشفوه في الإسلام من وضوح الرؤية، واستقامة العقيدة ومسايرتها للمنطق السليم.
وتتوزع الأقليات المسلمة في أوروبا على النحو التالي:
أولاً: في روسيا الاتحادية (شرق أوروبا):
يبلغ عدد المسلمين في روسيا الاتحادية الفيدرالية حوالي 20 مليون نسمة، يتركزون في المناطق المتاخمة لحوض نهر الفولجا، وفي منطقة شمال القوقاز مثل الشيشان والأنجوش وداغستان، وأيضاً في منطقة سيبريا.
ثانياً: الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفيتي(شرق أوروبا):
توجد أقلية إسلامية في جمهورية جورجيا تبلغ نسبتها 19% من عدد السكان، وفي جمهورية أرمينيا يبلغ عدد المسلمين ما يقرب من نصف مليون مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ 3 ملايين نسمة في عام 2007م. كما يعيش في جمهورية مولدافيا أكثر من ثلث مليون مسلم من إجمالي 4 ملايين نسمة 2007م، أي بما يمثل 12% تقريباً من عدد السكان. وأيضاً في جمهورية ليتوانيا توجد أقلية مسلمة تُقدَّر بخمسين ألفاً من عدد السكان البالغ 3.5 ملايين نسمة عام 2007م, وتمثِّل 1.3% من السكان.
ثالثًاً: في جمهوريات وسط أوروبا والبلقان:
يتكون معظم الأقلية المسلمة في وسط أوروبا والبلقان من أهل البلاد أنفسهم، كالألبان والبوسنيين، أو من الأتراك الذين استوطنوا هذه المنطقة. ويتراوح عدد المسلمين في هذه المنطقة بين 8 - 10 ملايين مسلم، ويتركزون في ألبانيا والبوسنة والهرسك وبلغاريا، وكوسوفا وهي جمهورية إسلامية 100%، إضافةً إلى مقدونيا، وباقي دول وسط أوروبا مثل رومانيا، المجر، وغيرها.
رابعاً: بقية دول أوروبا:
تتركز الجاليات الإسلامية الكبرى غرب أوروبا في كل من فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا.
تعود بدايات الوجود الإسلامي في الأراضي الفرنسية إلى أيام دولة الأندلس، وبعد هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء - كما ذكرنا - حيث وقع بعض الأسرى المسلمين في قبضة الفرنسيين، تم نقلهم إلى شمال فرنسا، واستقروا هناك، فاعتُبِر ذلك بمنزلة أول الوجود الفعلي للمسلمين في فرنسا، وبعد سقوط دولة الأندلس، وملاحقة الفرنجة للمسلمين بالتقتيل وارتكاب المجازر؛ اضطرَّ حوالي 150 ألف مسلم إلى اللجوء إلى جنوب فرنسا والاستقرار فيها.
وتُعتَبَر الدفعات الأخيرة من الهجرة إلى فرنسا هي التي وقعت في العصر الحديث في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وقد كانت معظم هذه الهجرات قادمة من بلاد المغرب العربي، ولأسباب اقتصادية كالبحث عن فرص للعمل، أو أسباب سياسية..
أمَّا في الوقت الحالي فقد أصبح الإسلام هو الدين الثاني في فرنسا؛ حيث يعيش فيها أكثر من 6 ملايين مسلم من أصل 63.7 مليون نسمة وهم عدد السكان في عام 2007م, لتمثِّل نسبة الأقلية المسلمة 9.4% من سكان فرنسا. مع العلم أن الإحصائيات غير الرسمية تشير إلى أنَّ عدد المسلمين أكثر من ذلك بكثير؛ لأن الإحصاءات الرسمية لا تضع في حساباتها إلا المسلمين الأصليين؛ أي الذين يأتون من بلادهم وهم مسلمون، أمَّا المسلمون فرنسيو الأصل فلا يدخلون في التعداد؛ لأن فرنسا دولة علمانية لا تضع خانة الديانة في إثبات الشخصية.
وتشير توقعات ودراسات إلى أن هؤلاء المسلمين سيتضاعفون ثلاث مرات بحلول عام (2020م) ليقترب عددهم من (20) مليون نسمة؛ وذلك بسبب ارتفاع نسبة الخصوبة والمواليد بين المسلمين، واستمرار تدفق المهاجرين المسلمين لفرنسا، وكذلك دخول أعداد غير قليلة من الفرنسيين في الإسلام, حيث يزيد عدد المسلمين من أصل فرنسي على 100 ألف، كما يوجد الآن في فرنسا 1300 مسجد، وحوالي 600 جمعية إسلامية. وتشير الإحصاءات أيضاً إلى أن 40% من الجاليات المغربية يحصلون سنوياً على ال***ية الفرنسية، وهو ما يمثِّل حالة من الفزع والتوتر لدى الحكومة الفرنسية، وظهر أثر هذا التوتر الحكومي جلياً فيما تعرضت له الجالية المسلمة ورموزها مؤخراً من اضطهاد دفع بأبناء الجالية المسلمة إلى التذمُّر والاحتجاج، كما طالعتنا وسائل الإعلام المختلفة.
وفي ألمانيا نجد تزايداً ملحوظاً في عدد المُقبِلين على اعتناق الإسلام، فنجد أنَّه خلال الفترة من يونيو 2004م إلى يونيو 2005م اعتنق الإسلام 4000 ألماني بزيادة أربعة أمثال عدد من أسلموا خلال نفس الفترة من العام الذي سبقها.
ويبلغ العدد الإجمالي للمسلمين في ألمانيا حوالي 3.5 ملايين مسلم، بما يمثل نسبة 4.2% من عدد سكان ألمانيا البالغين 82 مليون نسمة في عام 2007م. ويعود استقرار السكان المسلمين في ألمانيا إلى القرن السادس عشر الميلادي، وقد تم بناء أول مسجد في مدينة بوتسدام الألمانية في عام 1731م.
أمَّا أقدم المساجد الباقية إلى الآن فهو في العاصمة برلين وتم بناؤه في عام 1924م، ويليه مسجد في مدينة هامبورج أقيم في عام 1957م، ويعتبر مسجد (الفتح) المقام في مدينة مانهايم منذ عام 1995م من أكبر مساجد ألمانيا، وقد بلغ عدد المساجد وأماكن الصلاة في ألمانيا الحالية إلى 2200 مسجد ومصلَّى.
ومن المنظمات الإسلامية الفاعلة في المجتمع الألماني منظمة (التجمع الإسلامي)، التي تأسست في عام 1958م على يد جماعة من الطلبة الوافدين بمشاركة عدد من المسلمين المقيمين في ألمانيا، ويصدر عن التجمع مجلة بعنوان (الإسلام)، ولها صفحة إلكترونية على شبكة الإنترنت.
وقد أسهمت المنظمة في تأسيس عدد كبير من المراكز الإسلامية بالمدن الألمانية، وأهمها المراكز الإسلامية بمدن ميونيخ وشتوتجارت وكولونيا، ويتبع المنظمةَ 60 جمعية إسلامية، وبلغ عدد أعضائها نحو 60 ألفاً.
بجانب منظمة التجمع الإسلامي يوجد العديد من المنظمات الإسلامية، مثل هيئة الاتحاد التركي الإسلامي التي تأسست في عام 1985م، ومؤسسة (ميلي جوروش) التركية التي أسِّست في 1986م، والمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا الذي تأسس في عام 1994م.
وفي بريطانيا تعدَّى عدد المسلمين 1.6 مليون مسلم، بما يمثل نسبة 2.7% من عدد السكان البالغ عددهم 61 مليون نسمة في عام 2007م.
وبالنسبة لإيطاليا فتشير آخر الإحصاءات الرسمية الإيطالية إلى أن عدد المسلمين في إيطاليا بلغ ‏‏أكثر من مليون مسلم، من بين 58 مليون نسمة هم عدد سكان إيطاليا في عام 2007م.
كما يُقدَّر عدد المسلمين في إسبانيا - حسب (الاتحاد الإسباني للجماعات المسلمة) - بنحو 700 ألف مسلم، بينهم أكثر من 200 ألف يحملون ال***ية الإسبانية، وقد بلغ عدد سكان إسبانيا 40.4 مليون نسمة في عام 2007م، كما يقدَّر عدد المساجد في مختلف المدن الإسبانية بنحو 600 مسجد.
أيضاً توجد الجاليات المسلمة في بقية الدول الأوربية، مثل هولندا بنسبة 5.5% من عدد السكان البالغ 16.5 مليون نسمة عام 2007م.
وأيضًا في سويسرا التي تقع جنوبي أوروبا الوسطى، ويصل عدد سكانها إلى حوالي سبعة ملايين نسمة، وقد وصل الإسلام إلى سويسرا بواسطة البحَّارة الأندلسيين المسلمين في عام 321هـ وبعد سقوط الأندلس هاجر عدد من المسلمين فراراً من الاضطهاد الديني إلى جنوب سويسرا.
وفي العصر الحديث بعد الحرب العالمية الثانية لجأت إلى سويسرا أقلية مسلمة، ونتيجة لجهود بعض الدعاة اعتنق عدد من السويسريين الإسلام، وكان عدد المسلمين بسويسرا في سنة (1951م) يقدَّر بألفين، ويقدَّر عددهم الآن بنحو 400 ألف مسلم.
وتوجد الجاليات المسلمة أيضاً في بلجيكا واليونان وقبرص ومالطا والنمسا، وغيرها من بقية الدول الأوروبية.
ويقدَّر عدد المسلمين في أوروبا بكاملها بحوالي 50 مليون مسلم.
الخلاصة:
الأمر الذي يمكن ملاحظته هو أن الهجوم الغربي على الرموز الإسلامية يتركز – على الأقل حالياً – على المآذن والنقاب. وفي هذه نقطتان:
أولاً: كلاهما جزء من شيء أكبر (المساجد والحجاب).
ثانياً: كلاهما يجمعان ركيزتين أساسيتين في الإسلام، ألا وهما العقيدة والأخلاق.. وهذان مبدآن يحاربهما الغرب ويرفضهما بشدة.
فالتكبير فيه إعلان عن وجود الإسلام وأركانه وقوته.. والحجاب فيه دلالة العفة والطهارة والنقاء..
ولا ننسى أن تاريخ العداء الغربي للإسلام مليء بالشواهد على محاربته للإسلام عبر التركيز على ضرب العقيدة وتدمير الأخلاق في بلاد المسلمين.. وبما أن هاتين الركيزتين قد انتشرتا داخل الغرب نفسه فالحرب هنا ستكون أشد وأ*** ولن تتوقف عند مسألة المآذن أو النقاب. فرحب المظهر ما هو إلا بداية نحو حرب الجوهر التي لم تتوقف منذ بداية المواجهة قبل أربعة عشر قرناً.
وفي ظل هذه الأجواء العدائية يعيش المسلمون في الغرب في حالة خوف وقلق وترقب من المجهول بعد أن صورتهم الحملات المعادية بصورة الشرير الذي يجب محاربته.
ومما يزيد وضعهم سوءاً وقوعهم بين حجري رحى طاحنتين (ضعف العالم الإسلامي وقسوة العالم الغربي).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
- (منع مآذن سويسرا.. أسباب وعلاج وتحذير)- راشد الغنوشي- إسلام أون لاين.
- (سويسرا ومنع المآذن) - عاهد ناصر الدين- مفكرة الإسلام.
- (مآذن سويسرا وحجاب هولندا) - خالد الطراولي – الجزيرة نت.
- إسلام أون لاين.
- موقع (المسلم).
اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:49 AM.