اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-04-2015, 04:47 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي الاعتداء على المال العام والفلسفة الإبليسية!


الاعتداء على المال العام والفلسفة الإبليسية!
علي صالح طمبل




قالها أحد المواطنين وهو يتحسر على شوارع الإسفلت التي رفعت الراية البيضاء في موسم الخريف هذا العام، وغمرتها المياه دون أن تجد طريقاً إلى التصريف، لتختار آخر الأمر أن تنهش الإسفلت، أو تضطر إلى البقاء، حتى تتعفن فتزكم الأنوف وتعيق الحركة!

وإن الذي يرى ما أصاب هذه الشوارع -ويصيبها كل عام- لَيَتَفَطّر قلبه ألماً لِمَا يضيع من مال المسلمين؛ نتيجة لقلة الوازع الديني، وسوء التخطيط الذي يجعل الكثيرين يعملون دون إخلاص، ودون إتقان؛ بغية الكسب الرخيص الذي يبيعون به الدين بعرض من الدنيا قليل، ولا يدرون أنهم يأكلون في بطونهم السُّحت الحرام! وما نبت من سحت فالنار أولى به.

وكثير من الذين يهدرون المال العام دون مبالاة، أو يحولونه إلى حسابهم الخاص يتذرعون بحجة أنه (مال الحكومة) وهذا من تلبيس إبليس؛ لأن الحكومة ليس لها مال، وإنما هي مؤتمنة على أموال المسلمين، وما يهدرونه أو يختلسونه ليس سوى مال المسلمين الذي سيسألهم الله -عزّ وجلّ- عن كل قرش اختلسوه منه أو وضعوه في غير موضعه، ويحاسبهم به حساباً عسيراً، ما لم يتوبوا ويصلحوا.

وبهذه (الفلسفة الإبليسية) أحل الكثيرون المال العام بحجة أنه (مال حكومة)! فالسيارات تستغل استغلالاً سيئاً؛ لأنها سيارات حكومة، والموارد تُهدر؛ لأنها أموال حكومة، وأموال الضرائب والرسوم والجبايات تُحوّل للمصلحة الشخصية؛ لأنها أموال حكومة.

وهكذا كل من يتولى أمراً من أمور المسلمين يتذرع بهذه الذريعة الواهية التي يحاول -عبثاً- أن يقنع بها نفسه -ناهيك عن إقناع الآخرين- وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)) (رواه مسلم 142) وهكذا يغش الكثيرون دون مبالاة في الشوارع والمباني والسلع، وفي كل ما يتولون أمره بوجه عام، وفي أمر المال العام- أو مال المسلمين بالأصح - على وجه الخصوص!

ولنا في الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أسوة حسنة في صيانة المال العام والتورع عن الاعتداء عليه، ولو على درهم واحد منه! فقد كان على بيت المال صحابي اسمه معيقيب، فوجد معيقيب في فناء بيت المال درهماً على الأرض، فأعطاه أحد أبناء عمر، فأرسل إليه عمر، فلما حضر قال له: يا معيقيب أي سوء رأيت علي؟ قال: ما رأيت إلا خيراً، قال: خذ الدرهم، أتريد أمة محمد كلها أن تخاصمني في هذا الدرهم يوم القيامة؟! فكيف بمن نهب من مال المسلمين ملايين الدراهم، بل مليارات؟!

وفي رأيي أن إهدار أموال المسلمين وإهلاكها لا يمكن أن نقضي عليه إلا بأمرين: تقوية الوازع الديني -وهو الأهم- بتربية الناس تربية روحية، وتوضيح عقاب ومغبة ما يفعلونه في الدنيا والآخرة؛ وتفعيل الوازع القانوني ليردع كل من تسوِّل له نفسه أن ينال قرشاً واحداً من أموال المسلمين، رادع صارم وشفاف لا يفرِّق بين شريف ووضيع، ولا بين غني وفقير، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)) (رواه الترمذي برقم 1430).








 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:13 PM.