رحلة ل 100 عبيط

[ElSayed Fekry]

الفصل الأول : الرحلة

رن جرس الهاتف علي نغمة أغنية " مش هروووح ... مش هروووح " استيقظ عماد ليجيب علي الهاتف وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة من ضمنها " لا مش هروح "...
_ الووو .. _ ايوة يا عماد !!
_ مالك يا فتحي .. بتعيط ليه يا زفت ..
_ مات يا عماد .. خلاص مات ..
_ هو مين اللي مات ؟؟ أبوك .. أمك .. حد من أخواتك ؟؟!
_ فال الله ولا فالك !!
_ أمال مين اللي مات انطق ..
_ أبو جدي يا عماد هو اللي مات ..
_ وهو كان لسه عايش ؟؟!
_ ايوة يا عم كان لسه عايش لحد أمبارح , صحته كانت زي الفل وكان قاعد معايا بيحكيلي عن اللي حصل لما الانجليز دخلوا مصر ..
_ الانجليز دخلوا مصر !! ليه يا فتحي هو عنده كام سنة ؟؟!
92 _سنة !!
_ طيب يا فتحي .. دانتوا المفروض تفرحوا مش تزعلوا أكتر من كده كانوا ممكن يخطفوه يعملوا عليه أبحاث ..
_ انت هتهزر يا عماد !!
_ خلاص يا عم أهدي .. البقاء لله .. انت فين دلوقت ؟؟!
_ ايه الغباء ده .. انا في البلد دلوقتي , م انت عارف اني مسافر من أول أمبارح !!
_ بص هو لو وقت تاني .. كنت قلت أنك فقر .. علي العموم البقاء لله .. هات العنوان بتاعكوا .. علشان أجيلك ..
_ خلاص يا عماد مش مستاهله ..
_ انت عبيط يا فيتو .. انت أخويا ياض ..
_ ماشي يا عُمدة .. أنزل عندي البلد .. أسأل علي " عزبة 100 عبيط "
_ مين دوول ؟؟!
_ أخلص يا عماد .. عزبة " 100 عبيط " .. جنب كفر " فقر " .
_ ايه الأسماء دي .. علي العموم يا فتحي شد حيلك .. والبقاء لله .. لو أحتاجت حاجة كلمني .. وأنا هقوم اجهز وجايلك علي طول .
_ أصيل يا عُمدة متحرمش منك .. مع السلامة ..
انهي عماد المكالمة مع صديقة فتحي وغطّ في نوم عميق .. ليستيقظ بعد مرور 4 ساعات !! ************************************************** *
يا نهارابيض .. العزا .. فتحي .. الجنازة .. أنا اتأخرت !
للتعرف أكثر علي عماد .. عماد نور الدين .. 21 سنة .. كلية التجارة .. السنة الأخيرة .. يعيش وحيداً .. نتيجة لظروف سفر والده ووالدته للعمل بالخارج .. شاب علي قدر من الأحترام .. خجول , لدرجة أحمرار وجهه عند التحدث مع زميلاته الفتيات .. ابيض البشرة .. يرتدي نظارة.. طويل , بالنسبة لمن هم في نفس سنه.. لدية تفاحة أدم .. في النهاية هو شاب عادي .. ولكن مشكلته الوحيدة بجانب شعورة بالخجل في كثير من الأحيان .. أنه يخاف .. لذلك وجد من فتحي صديقة العزيز الأخ والأنس في غياب أبواة ! أرتدي عماد ملابسه سريعا .. وتأكد من وجود كل شئ يحتاجة داخل الشنطة .. شعوره المتكرر .. بان هناك شئ ناقص .. يزداد كلما أوشك علي الرحيل .. " ليكن ما يكون " قالها عماد ثم أغلق الشنطة .. وانطلق في رحلته سريعا الي عزبة " 100 عبيط " ************************************************** **
في الطريق جلس عماد بجانب السائق كعادة حاول الحفاظ عليها كلما أضطر للسفر .. يتابع عماد الطريق بلهفة .. ويتمني الوصول سريعا ..
_ بقولك ايه ياسطي .. م تشد حيلك شوية ..
_ أخاف ل يتقطع . . اهاهاهاها .. _ ياسطي بتكلم بجد .. عندي عزا ومتأخر عايز الحق الناس ..
_ لا اله الا الله .. لمؤاخذة يا رايق .. اصل العربية لسه معمولها عمّرة .. وأخاف علي الموتور يحصلة حاجة ..
_ طب علي فكرة أنا شامم ريحة شياط من الصبح ومكونتش عايز أتكلم ..
_ لا متخافش . دي سجارة البانجو !
_ بانجو ! .. انت بتشرب بانجو كمان وانت سايق ؟!
_ يا عم أهدي .. وطي صوتك بس للناس تخاف ولا حاجة ..
_ مش أحسن م اخاف انا لواحدي ؟!
_ يا عم متخافش العُمر واحد والرب واحد .. وبعدين كل الناس بتقولك البانجو ده بيخليك غبي .. انا بقي بشرب البانجو علشان أركز .. أقولك علي حاجة ؟؟!
_ اتفضل !
………. _ نسيت بصراحة .. بس متقلقش يعني ان شاء الله خير ! انت قلتلي اسمك ايه ؟؟
_ عماد .... عماد نور الدين ..
_ ماشي يا عُمدة محسوبك مُرَعي حوادث قلتلي بقي الفرح ده فين ؟؟
_ فرح ايه ياسطي بقولك عزا !! _ طب خلاص براحة عليا .. فين العزا ده ؟؟ _ " عزبة 100 عبيط "
_ اهاهاهاها .. عارفها عارفها .. حد يروح " 100 عبيط " دلوقت ؟؟!
_ أمال أروحها أمتي ؟؟
_ دي تروحها الصبح ساعتين كمان عقبال م نوصل ومش هتلاقي حد في الشارع .. انت مسمعتش عن اللي بيحصل في المناطق اللي حواليها ؟؟
_ لا والله مسمعتش ايه اللي بيحصل ؟؟
_ بيقولك لقوا عيلين في ترعة .. واحد من غير دماغ في حته .. والتاني من غير جسم في حته تانية ..
_ طب م يمكن عيل واحد وانتوا اللي مش عارفين تجمعوه صح !!
_ شوفت بقي .. انت اللي بتهزر دلوقتي أهو .. وبعدين دي مش أول مرة .. الموضوع ده بيتكرر بقاله شهرين ..كل شوية يلاقوا حته من عيل وميلاقوش الباقي .. ده غير اني سمعت ان " النداهة " نزلت كفر " فقر " يعني كلها يومين وتلاقيها في " 100 عبيط " ده اذا مكنتش وصلت هناك !
بوووووم
_ ايه اللي بيحصل ده !!
" اصوات تكبير من أحد الركاب أختلطت بكلام غير مفهوم من الركاب الأخريين " _ عاجبك كده .. قعدت تقولي شد حيلك شد حيلك .. أدي الكاوتش فرقع .. اصبر بقي لحد م نغير الكاوتش !!
" متقلقوش يا جماعة محصلش حاجة ده الكاوتش فرقع 5 دقايق هغيرة ونكمل الطريق " ************************************************** **
" مش هروووح .. مش هروووح "
_ الووو ..
_ ايوة يا بني اتأخرت ليه كده ؟؟
_ معلش يا فتحي .. هانت كلها ساعتين أن شاء الله وأكون عندك ..
_ انت بتهزر يا عماد .. انا مكلمك من الساعة 4 العصر .. انت كده هتوصل بعد الساعة 12 ..
_ معلش يا فتحي .. الطريق كان صعب .. وركبت مع سواق مسطول أسمه مش عارف ايه حوادث .. ده غير ان الكاوتش فرقع ..وربنا يستر ..
_ طب خد بالك من نفسك .. ولما توصل كلمني .. سلام أنا دلوقتي علشان انزل اشوفهم محتاجين ايه في العز ا .. انهي عماد المكالمة مع فتحي .. ونزل من السيارة .. ليساعد السائق .. في تغيير أطار السيارة .. " اصطدم بنسمة هواء بارد .. ف أغلق الجاكت الذي يرتدية قليلا " "أصوات مختلطة من نباح الكلاب .. وعواء البعض الأخر .. تمتمزج بصفير .. مجموعة من صراصير الحقول " " علي ضوء القمر المكتمل .. يظهر الطريق الذي يقطع الأراضي الزراعية علي أمتداد البصر " " يقترب عماد من السائق "
_ بقولك ايه ياسطي الحوار اللي كنت بتحكيلي عليه ده حقيقي ؟؟
_ انهي حوار ؟!
_ بتاع العيال اللي بيلقوهم متقطعين دوول ؟!
_ انت مبتقراش جرايد ولا ايه ؟؟
_ لا والله مش متابع ..
_ علي العموم .. الحكومة عامله اللي عليها .. ومغطيه علي الخبر ..كل اللي اتنشر الحادثة اللي حكيتلك عنها وكتبوا تحتها جاري البحث عن الجاني .. والناس كده كده مبتتكلمش عن الحوار .. خايفين ..
_ ليه يعني ؟؟!
_ اصل اللي بيعمل كده لا يمكن يبقي بشر !!
_ هيكون مين يعني " النداهة " ههههههه ..
" اتسعت عين السائق ونظر لعماد .. بحدة "
_ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بص يابني الحاجات دي مبتتقلش هنا .. أختار المكان اللي تتكلم فيه عنها .. الحاجات دي بتحضر علي السيرة ..
" علي ضوء القمر شعر عماد انه يري فتاه تطل من خلف شجرة تنظر اليه لحظات و أختفت مرة أخري "
_ بتقول ايه ياسطي ؟؟
_ بقولك يالا علشان خلصت ! ************************************************** ** " بعد مرور ساعتين "
_ حمدالله علي السلامة يا عمدة .. وصلنا كفر " فقر " انزل هنا هتمشي شوية .. أول شارع يقابلك يمين تخلصة لحد م تلاقي أرض زراعية بعدين تدخل منها شمال وتمشي لحد الأخر , أو أستني هنا خدلك مواصلة تدخلك لحد " 100 عبيط " .. * نزل عماد من السيارة وهو يحمل الحقيبة علي كتفة .. يبحث بعينية عن اي شخص ليسأله عن وجهته .. اتصل عماد بفتحي أكثر من مرة .. ولكن فتحي لم يجيب علي اتصاله .. أرسل عماد برسالة نصية .. مضمون الرسالة " أنا وصلت كفر فقر دلوقتي يا فتحي .. كلمتك أكتر من مرة .. لما تشوف الرسالة كلمني " .. " لحظات أنتظار مرت علي عماد ما بين محاولات اتصاله بفتحي ومابين بحثة عن اي وسيلة مواصلات .. استسلم عماد في النهاية وانطلق سيرا علي الأقدام " ************************************************** ** " بعد مرور ما يقرب من 10 دقائق ,, وجد عماد مجموعة مكونة من 3 اشخاص يرتدي كل منهم جلباب ابيض .. يجلسون أمام كوخ من الخوص يصنعون دائرة حول شعله من نار علها تخفف عنهم من برودة المساء.. وفي يد كل منهم كوب من الشاي "
_ سلامو عليكوا ..
_ عليكم السلام .. اتفضل يا عُمدة ..
_ انا كنت عايز أسئل بس علي " عزبة 100 عبيط "
_ عايز مين في " 100 عبيط "
_ رايح لواحد صحبي أسمه فتحي .. فتحي محمد عبد التواب . تعرفه يا حاج ؟!
_ إلا أعرفه .. ده حبيبي .. لما توصل بالسلامة .. قوله الحاج " فضيلة " بيسلم عليك ..
_ من عنيا يا حاج قولي بقي اروح ازاي لحسن من ساعة م جيت هنا وانا مش لاقي حد أكلمه ..
_ لا م كل الناس داخلة بيوتها .. بعيد عنك .. خايفه من " النداهه "
_ هو مش المفروض برضو م حدش يقول اسمها كده علشان الحاجات دي بتحضر علي السيرة ولا ايه ؟؟
_ ههههههه .. الكلام ده كان زمان .. دلوقتي مبقاش يفرق معايا م تقول حاجة يا حاج " ميلاد " ولا نقول يا ابونا .. هههههه .. أعتدل " ميلاد " في جلسته وبدأ في التعريف عن نفسه
_ " ميلاد غالي " تقدر تقول عليا أكبر واحد في كنيسة كفر فقر مش أكبر واحد في المكانة .. أكبر واحد سناً هههههه
_ اتشرفت بحضرتك .. بس انت شكلك صغير يعني متكملش 50 سنة ..
_ لا أكبر من كده شويتين .. ولااا يا " حسن " أعمل لعمك "عماد " كوباية شاي معانا ..
_ ربنا يكرمك يا عم ميلاد . قولي بس اروح ازاي " 100 عبيط "
_ اصل الولا حسن علي الرغم من انه صغير زي م انت شايف الا انه عفريت .. شاطر في كل حاجة ..
_ ربنا يخليهولك يا عم ميلاد ..
_ هههههههه بقولك حسن تقولي يخليهولك .. ده حسن ابن الحاج " سعد " الصياد علي العموم.. بص ياعُمدة .. قدامك حل من اتنين يا تستني هنا لحد الصبح !! علشان مش هتلاقي مواصلة .. تدخلك لحد العزبة .. او أدخل الأرض الزراعية دي أتمشي فيها لحد الأخر هتلاقي نفسك بقيت في " 100 عبيط "
" وبحكم تأخر عماد علي العزا .. وصعوبة أنه يقضي الليلة مع أشخاص لا يعرف عنهم غير أسمائهم قرر عماد أن يدخل الأرض الزراعية .. بعد م حاول الاتصال مرة أخري بفتحي ولم يحصل علي اي رد " ومع أول خطوة يخطوها داخل الأرض الزراعية استمع عماد لصوت الحاج " فضيلة " وهو يردد
" بس ابقي خد بالك "
كانت تلك الجملة كفيله ليعيد التفكير في قرارة مرة أخري .. ************************************************** **
ولكن وعلي ضوء شاشة الهاتف المحمول .. بدأ يخطوا عماد بضع خطوات .. لتبدأ مجموعة من الأسئلة تدور في ذهنه وكان أهمها !! كيف عرف " ميلاد " أسمي ؟! انا لا اتذكر اني عرفتهم عن نفسي !!
_ ممكن أكون قلت أسمي وأنا مش واخد بالي !! ماذا يفعل طفل لم يتجاوز الخمس سنوات مع 2 من العجائز ؟!
_ ممكن يكون" سعيد " الصياد سايبه معاهم هيخلص شغله ويرجع ياخدة .. بس الساعة عدت 12 شغل ايه دلوقت !! يقصد ايه لما قال بس ابقي خُد بالك ؟؟ التفت عماد لينظر مرة أخري الي الكوخ .. ليجد الكوخ خالي لا يوجد " ميلاد " لا يوجد " فضيلة " ولا حتي الطفل
_ للدرجادي لحقوا يمشوا .. وطفوا النار كمان !! علي ضوء القمر وقليلا من الضوء الذي يصدر من شاشة الهاتف المحمول .. واصل عماد رحلته داخل الأرض الزراعية والتي أمتدت علي مسافة طويلة تكاد تشعر انها لن تنتهي .. بعد مرور دقائق من الصمت .. الا من بعض اصوات الصفير الغير منتهي من سكان الارض الزراعية من الصراصير اختلط مع اصوات اقدامه .. شعر عماد ان هناك صوت أخر منتظم .. لا يعرف مصدره .. اذا اصغيت بحرص .. يبدوا وكان هناك أحد يسير معك .. وقف عماد فتوقف الصوت .. نظر خلفة فلم يجد أحد .. أكمل عماد طريقة .. ليسمع نفس الصوت مرة أخري .. وقف عماد وبحث حولة جيدا .. ليتوقف الصوت من جديد.. عاد مرة أخري ليكمل طريقة .. ليظهر نفس الصوت مرة أخري .. حاول عماد ان يسرع من خطواته .. ليجد ان وتيرة الصوت تزداد .. أبطئ عماد الخطي .. ليجد ان وتيرة الصوت اصبحت ابطأ .. توقف عماد .. نظر حوله .. نادي بصوت عالي _ " في حد هنا " ليرد عليه صدي صوته بكل برود " هنا .. هنا .. هنا " .. حاول عماد ان يبحث عن مصدر لصوت الخطوات المنتظمة ليجد ان الصوت أختفي بالفعل .. علي ضوء شاشة التليفون المحمول .. حاول ان يبحث علي اثار أقدام بخلاف أثار اقدامه .. فلم يجد شئ . التفت عماد مرة أخري ليكمل رحلته .. داخل الأرض الزراعية فما كان من الصوت الا ان لازمة مرة أخري .. في هذه اللحظة شعر عماد بنسمة من الهواء البارد تسري علي عنقة .. في اللحظة التي امتدت يد عماد الي سوستة الجاكيت ليغلقه بأحكام .. توقف الصوت للمرة الأولي لينتبه عماد إلي أن مصدر الصوت .. ناتج عن حركة مقبض السوسته المعدن في الجزء الشريطي من السوستة .. ابتسم عماد لأول مرة منذ دخوله الي الأرض الزراعية .. ليُفاجأ عماد بقطة سوداء صغيرة يبدو عليها البرد .. تحاول الحصول علي بعض الدفئ عن طريق الأحتكاك في قدمة .. مُصدره صوت مواء ضعيف .. يقطع القلوب .. _ وانتي طلعتيلي منين دلوقتي هي ناقصة قطط .. انا كان مالي ومال المشوار ده من الأول .. ما كنت نايم في بيتنا ومبسوط وبعدين بيقولك أبو جده .. يا ريته كان جده حتي .. ايه العمل دلوقت ؟! انحني عماد ليعطف قليلا علي القطة .. في اللحظة التي وضع يده عليها .. اصدرت القطة صوت غريب .. وكانها تستعد للدخول في معركة مع قط أخر .. انتفض شعر جسدها .. زمجرت وانطلقت تجري بعيداً .. في تلك اللحظة أعتدل عماد .. ليُفاجأ بابشع منظر ممكن ان يراه في حياتة.. رجل يرتدي جلباب ابيض .. مقطوع الرأس يقف علي بعد خطوات منه .. وقفه علي قدر كافي من الثبات .. حاول عماد ان يستجمع ما تبقي من انفاسه .. مرددا بعض من أيات القرأن الكريم .. والكثير من الأدعية .. وعلي ضوء القمر المُكتمل .. حاول عماد ان يدقق في تفاصيل المشهد .. ليكتشف عماد ان الرجل مقطوع الرأس ماهو الا خشبة علي شكل صليب .. وضع عليها عباءة قديمة .. لتقوم بدور خيال المأته .. حمدالله كثير .. وابتسم مرة أخري علي سؤ ظنه .. لم تمر لحظات قليلة .. وهو مازال في وقفته حتي سمع عماد صوت قووي وواضح يشق سكون الليل .. التفت عماد يبحث عن مصدر الصوت فاذا به يفاجأ بكتله كبيرة من الضوء تتجة ناحيته بحركة سريعة وصوت واضح .. استعاذ عماد بالله من الشيطان الرجيم .. وماهي الا ثواني وانطلق يعدوا داخل الأرض الزراعية أملا في الوصول الي البر الأخر .. أستمر الصوت يلاحقه ليدرك عماد ان هذا الشئ يحاول النيل منه .. في تلك اللحظة .. ظهر لعماد ما يبدوا انها نهاية الطريق .. استجمع ما بقي من قواه وحاول الا ينظر خلفة ,, أستمر يركض حتي انقطعت انفاسه .. جري عماد كما لم يجري من قبل .. كلما اقترب عماد من النهاية .. ازداد أمله في النجاة .. ما هي الا لحظات قليلة .. حتي وصل لنهاية الطريق .. ليظهر أمامه فتحي .. لم يصدق نفسه.. شعر بسعادة كبيرة .. تختلط بأكبر كمية خوف حصل عليها في حياته ..
_ أجررري يا فتحي .. أجري بسرعة ..
_ في ايه يا عماد ؟!
_ أجري بس وهقولك بعدين !! نظر عماد خلفه للمرة الأولي لتصطدم رجله بحجر .. أخل من توازنه .. ليسقط عماد علي الأرض وفتحي بجانبه.. ويمر بجانبه .. ذلك الشئ الذي كان يطاردة !!
_ أحييية .. موتوسيكل ..
_ قوووم يا بطل .. م يقع اللي الشاطر ..
_ انت اللي بتجري ورايا من الصبح ..
_ أجري وراك من يا عم .. ده طريقي .. انت اللي من الصبح شكلك مش مظبوط .. انت تعرف الراجل ده يا فتحي ؟!
فتحي : ايوة يا " كرشة " ده عماد صاحبي
كرشة : طب خد بالك منه يا فتحي لحسن شكله مش مظبوط !!
فتحي : مش مظبوط أزاي يعني ؟؟
كرشة : أبدأ من شويتين نزلت اشتري شوية حاجات . لقيته قاعد قدام الكوخ الخوص بتاع عمك " ميلاد " الله يرحمه .. وعمال يكلم نفسه !
عماد : هو مين ده اللي الله يرحمه ؟؟!
فتحي : متشغلش بالك .. ده واحد اسمه ... عماد : " ميلاد غالي " فتحي : ايوة " ميلاد غالي " عرفت منين !!
عماد : انا كنت قاعد معاه من شوية .. حتي بالأمارة في واحد أسمه الحاج " فضيلة " باعتلك السلام معايا ..


انتظروا الفصل الثانى : العزا قريباً منتظر ردودكم هذه الرواية لعمر عباس

[sedik101]

الله عليك يا استاذ
سلمت يمينك
فى انتظار الباقى

[ElSayed Fekry]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sedik101

الله عليك يا استاذ
سلمت يمينك
فى انتظار الباقى

قريباً إن شاء الله

[ElSayed Fekry]

الفصل الثانى اللينك اهو http://thanwya.com/vb/showthread.php...08#post6124108