|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
استثمار المهارات الحياتية في بناء الشخصية الايجابية ودعم قيم الحوار والمواطنة
استثمار المهارات الحياتية في بناء الشخصية الايجابية ودعم قيم الحوار والمواطنة فقد قمت بتجميع بعض المقالات المتعلقة ومن خلال يمكن للجميع أنشاء دراسة قيمة . الدراسة الاولي وهي 1- إدماج بعض المهارات الحياتية المعاصرة في مناهج التعليم 2- المهارات الحياتية 3- وتنمية المهارات الحياتية 4- ثقافة المواطنة وتدعيم قيم الانتماء وقمت بعرض الدراسة الاولي كاملة بالمقال وهي إدماج بعض المهارات الحياتية المعاصرة في مناهج التعليم (الحوار وإكساب التلاميذ مهاراته الحياتية) مخطط الدراسة 1. خلفية الدراسة ومشكلتها 2. أهمية الدراسة 3. أهداف الدراسة 4. أسئلة الدراسة 5. الإطار النظري: 5/1 ـ مفهوم الحوار وشروطه وأهميته الحياتية. 5/2 ـ كيفية تشكيله لدى التلاميذ. 5/3 ـ دور طرائق التدريس القائمة على الحوار في إكساب التلاميذ مهارات الحوار. 6. الجانب التطبيقي ويتضمن: 6/1. نماذج تطبيقية 6/1ـ تصميم الدروس 6/1/1 ـ النقاط التعليمية 6/1/2ـ الأهداف السلوكية 6/1/3ـ التنفيذ 6/1/4ـ التقويم 1. خلفية الدراسة ومشكلتها: يٌعَدُ تعليم المهارات الحياتية من الأهداف الرئيسة للتربية المعاصرة، ومن المهام الجديدة للمعلم في القرن الحدي والعشرين، حيث تركز المنظمات الدولية والإقليمية في السنوات الأخيرة، اهتمامها الشديد على “ضرورة تعليم هذه المهارات، وإدماجها في المناهج الدراسية وبرامج تكوين المعلمين” (اليونسكو1996 ، الألكسو 2004). حيث أضحى مستقبل الإنسان مرهوناً بتقدم التربية وتطوير مفاهيمها في التعاون والعيش المشترك والإخاء الإنساني والعدالة والحرية وتقدير التنوع واحترام ثقافة الآخرين وقبولهم واعتماد الحوار سبيلاً للتفاهم وحل المنازعات بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة في خارطة الكون. والتربية العربية تقع في قلب هذا التغيير، وفي صلب هذه المواجهة، وعليها أن تعد إنساناً يستطيع أن يتكيف مع متطلبات القرن الجديد بإيجابياته وسلبياته، وهذا يتطلب تنمية قدراته العقلية العليا، ولاسيما قدرته على الابتكار والتحليل وإعمال التفكير العلمي واكتساب مهارات التفكير الناقد والقدرة على المحاكمة وحل المشكلات والانضباط وتحمل المسؤولية بالإضافة إلى مهارات النجاح في العمل ، كالتمكن من مهارات التعامل مع الآخرين والتواصل معهم بالحوار واحترام الرأي الآخر واحترام الثقافات الأخرى والقدرة على العمل كجزء من فريق…… الخ. وهي بهذا مدعوة إلى تطوير مناهجها وتجديد مضامينها، وتحسين أساليبها وطرائقها ووسائلها، لمواجهة الآثار المترتبة عليها, فهي مطالبة بتضمين مناهجها مجموعة من المعارف والمهارات والسلوكات التي يتطلبها إعداد التلاميذ للمستقبل والمشاركة في بنائه, كما وأنها مطالبة أيضا باستخدام الأساليب والطرائق والتقنيات التي يستطيع التلاميذ بوساطتها أن يتعلموا تلك المهارات الحياتية والتخلي عن أساليب وطرائق التلقين والإذعان، التي تقوم على عرض شفوي مستمر لمجموعة من المعلومات والمعارف والآراء والخبرات يلقيها المعلم على تلاميذه ويكون فيها المتعلم سلبيا متلقيا للمعارف, ودون مشاركة تذكر. 2. مشكلة الدراسة وأسئلتها: تنطلق مشكلة الدراسة من أن المتتبع لما يجري في الميدان التربوي، يجد أنّ غالبية القائمين عليه معلمين كانوا أو مديرين أو موجهين أو مؤلفين أو واضعي منهاج، ما زالوا يختزنون بعض السمات الأساسية للتربية التقليدية (السلطوية، والتلقينية) ، حيث يسود الإهمال في تعليمنا لمعظم المهارات الحياتية ومنها مهارات الحوار (كمهارة الاستماع، والمحادثة، وحرية التعبير، واحترام الرأي الآخر، والاعتراف بحق الآخر بالاختلاف…الخ). وبكلام آخر “غياب تعليم مهارة الحوار وعدم إكسابها للتلاميذ” (دراسة صليبي، 2007، وعمار 2009). تلك المهارة التي تُعِدّ المتعلم للانتقال من المدرسة إلى دنيا العمل، حين سيجد نفسه في حالة حوار دائم مع الآخر بدءاً من الأسرة التي يعيش فيها وانتهاءً بالعالم الواسع. وهذا الإهمال ينعكس بدوره على واقع عملية التعليم بمجملها، “حيث ينحصر هم المعلم في حشر المعلومات في رؤوس تلاميذه، وليس هذا فحسب بل غالباً ما نراه يقدم هذه المعلومات في أدنى مستوياتها وهو مستوى الحفظ والاستظهار، ويهمل المستويات الأخرى، متناسياً تكوين المهارات الحياتية، متذرعاً بنوعية الكتب المقررة ومطالب الامتحانات” (عمار 2009، ص، 34) . ولما كان تكوين المهارات الحياتية عند التلاميذ ليس أقل أهمية من استيعابهم للمادة العلمية”.(اليونسكو،1996 ، الألكسو 2003) فإنَ المشكلة التي تتصدى لها هذه الدراسة تتلخص في السؤال التالي: كيف يمكن للمدرسة المعاصرة تعليم مهارة الحوار وتجعل منها سلوكاً مكتسباً يتحول إلى مهارة يمارسها المتعلم لحاجته الحياتية إليها؟. ويمكن أن يتفرع هذا السؤال إلى سؤالين إجرائيين محددين بدقة تسمح للدراسة الإجابة عنهما بوضوح هما: 1. كيف يتشكل مفهوم الحوار لدى المتعلم في المدرسة؟ 2. كيف يترسخ هذا المفهوم في التعليم ليصبح مهارة يمارسها المتعلم في مواقف الحياة المختلفة ؟ 3. أهمية الدراسة: تتجلى أهمية الدراسة في النقاط الآتية: أ ـ في أنها تقدم في آنٍ معا تصوراً متكاملاً نظرياً وعملياً لإدماج مهارة الحوار في مناهج التعليم الأساسي وأساليبه. ب ـ في أنها تقدم أنموذجا تطبيقياً صالحاً للمحاكاة في مواد دراسية متنوعة، في صيغة دروسٍ مصممة وفق المدخل السلوكي في التدريس متكامل البنية، بدءاً من النقاط التعليمية ومروراً بالأهداف السلوكية واستراتيجيات التدريس وانتهاءً ببنود التقويم. ج ـ في أنها تأتي تلبية للاتجاهات التربوية الحديثة التي أوصت بها المنظمات العربية والدولية المعنية بالشأن التربوي. 4. أهداف الدراسة: تهدف الدراسة الحالية إلى تحقيق هدفين أساسيين: أ ـ تقديم إطار نظري لمفهوم الحوار وشروطه وكيفية تشكيله في مؤسساتنا التربوية. ب ـ تقديم أنموذج تطبيقي لإدماج هذا المفهوم في مناهج التعليم الأساسي، صالح للمحاكاة في مواد دراسية متنوعة. 5 ـ الإطار النظري للدراسة: يشمل الإطار النظري تعريفا لمفهومً الحوار الذي تتبناه الدراسة وشروطه وكيفية تشكيله عند التلاميذ، وتحويله إلى مهارة من خلال شرح دور كلٍ من المعلم والمتعلم، والطرائق التي يمكن استخدامها لتحقيق ذلك. 5/1ـ مفهوم الحوار وشروطه وأهميته الحياتية: يعد الحوار شكلاً من أشكال المناقشة يدور بين طرفين مختلفين على الأغلب في الآراء، متعارضين في وجهات النظر، يسعى كل طرف منهما لإقناع الآخر بوجهة نظره في قضية جدلية، وغالباً ما ينتهي الحوار إلى مناقشة للتوصل إلى نتيجة، ونقطة الاختلاف الرئيسة بين الحوار والمناقشة هي أن الحوار غالباً ما يبدأ بمناقشة قضية خلافية لا اتفاق حولها. ولكن يمكننا القول بكل بساطة إن الحوار هو الأداة الرئيسة المستخدمة في المناقشات والندوات والمناظرات وحلقات البحث وغيرها. وهو طريقة مثالية لفرز الحقائق وغربلة القيم بإعمال الفكر النقدي في الأفكار المطروحة من قبل المتحاورين، وإخضاعها للتحليل والتمحيص تمهيداً لاستخلاص النتائج. ويجسد الحوار الصفات الأساسية للعملية الديموقراطية، فهو يقوم على الاعتقاد بأن الأفراد حين تتوافر لهم معلومات كافية عن قضية ما، قادرون على اتخاذ القرار المناسب، إذا ما توافر لهم المناخ الذي يسمح بتبادل الأفكار والآراء بحرية كاملة. والحوار بهذا المعنى ، يتطلب جواً مناسباً للتفكير الحر، والتعبير عن الرأي بلا قيود أو ضغوط، كما يتطلب أن يتمتع المحاور بذهن منفتح على الأفكار الجديدة، “وأن يتعلم أن يضع نفسه في موضع الآخر ليفهم وجهة نظره ويقدرها ويتبين وجهة الحق فيها” (رضا، 2001، ص10) وأن يكون على استعداد لتكييف آرائه أو تعديلها أو إلغائها إذا ظهر له بالدليل الموضوعي ما يبرر ذلك، وهو مطالب قبل كل شيء بأن ينمي لديه قابلية النظر إلى أفكاره وأفكار الآخرين بصورة موضوعية مجردة عن الهوى، وأن يتجنب طريقة التفكير إما هذا وإما ذاك، وأن يعترف بإمكان وجود حل وسط بين رأيين متناقضين. وباختصار شديد فإن العقل المنفتح والمرونة والقدرة على التكيف والموضوعية هي الشروط الأساسية لنجاح أي حوار. وتبرز أهمية الحوار باعتباره إحدى أدوات الاتصال (التفاهم والتعامل مع الآخرين واكتشافهم) الذي يُعد من المهارات الأساسية اللازمة في القرن الحادي والعشرين، حيث يتوجب أن يتقن التلاميذ مهارات الحديث والاستماع والكتابة، وكذلك مهارات العلاقات الإنسانية التي تمكنهم من العمل مع الآخرين كأعضاء في فريق، ومن حل الخلافات والنـزاعات، التي قد تقع عن طريق الحوار والتفاوض. وهكذا فإن جملة هذه المهارات ترتبط ارتباطاً دقيقاً بكيفية التعامل مع الفرد أو الجماعة، حيث يكتسب التلميذ من خلالها آداب المخاطبة ولباقة التصرف، واحترام الآخر والتعاون معه والقدرة على الاتصال والتفاوض والحوار والمناقشة بموضوعية. وهي جميعاً من المهارات التي تعد الفرد للانتقال من المدرسة إلى دنيا العمل، حيث سيجد نفسه في حالة حوار دائم مع الآخر بدءاً من الأسرة التي يعيش فيها وانتهاءً بالعالم الذي أضحى قرية كونية صغيرة. وهنا يبرز دور المدرسة في تمكين التلاميذ من تلك المهارات التي أضحت الأدوات الأساسية لاكتشاف الآخرين والتعامل معهم بإقامة علاقات إنسانية، من ضمنها التعاون والتضامن والمساواة والتواصل والمواجهة من خلال الحوار والنقاش وتبادل الحجج (بشارة، 2000، ص10). 5/2 ـ كيفية تشكيله لدى التلاميذ: مما لا شكَ فيه أنَ تحول المفهوم إلى مهارة يقتضي التدرب عليه تدرباً يحقق شروط اكتساب المهارة من تعلم نظري فمحاكاة وتكرار منتظم، فإحكام فاستيطان، يجعله ينبثق عن الفرد المتعلم، سلوكاً عفوياً طبيعيا. والوصول إلى هذا المستوى من إتقان تعلم المفهوم، يقتضي تكويناً سابقاً للمعلمين نظرياً وعملياً، يمكَنهم أنفسهم من نقل تجربتهم الناجحة إلى تلاميذهم، فيقدمون لهم بذلك الأنموذج والقدوة الصالحة. إن التحاق الطفل بالمدرسة يغير طابع حياته جذرياً، فالمدرسة تضع أمام الطفل مهمة الاستيعاب المقصود والمتتابع للمعارف وتكوين المهارات والسلوكات. وهذا بدوره يستدعي بناء مختلفاً للنشاط المعرفي حيث تطرأ على حياة الطفل في هذه المرحلة تغيرات ملحوظة، إذ تتوسع البيئة الاجتماعية المحيطة به وتغني ثقافته وتتغير مكانته في المجتمع، كما يتغير طابع اختلاطه مع الناس المحيطين به، ويعتبر علماء النفس “أن تشكل علاقات الطفل الذاتية والشخصية مع الظواهر الواضحة القريبة منه ومع الحياة الاجتماعية من أهم معايير جاهزيته للتعلم” (بشارة، 1983، ص39) . لقد أكدتْ أبحاث بورين وبياجه وزابورجيس وإلكونين وغالبرن وغيرهم أن أول ما ينشأ عند مجموعة الأطفال هو المحادثة، ومع المحادثة تظهر الحاجة للبرهنة عن الأفكار، وبعد ذلك ينشأ عند الطفل التفكير كشكل خاص للنشاط الداخلي (بشارة، 1983، ص54). فكيف يمكن للمعلم أن يكون مهارة الحوار لدى تلاميذه؟ أو بكلام آخر كيف يتعلم التلاميذ الحوار في مدارسهم؟. إن تكوين أية مهارة لا بد له من وجود المعرفة التي هي في واقع الحال “انتقال من التأمل الحي إلى التفكير المجرد، ومن التفكير المجرد إلى التطبيق العملي” (يوركين، 1974، ص73). ومما لا شك فيه أن المعارف تكتسب قيمتها من خلال تطبيقها العملي ولا يمكن أن يتحقق هذا التطبيق إلا عند وجود القدرة على ذلك، وليست القدرة إلا اكتساب التلميذ الاستعداد والتهيؤ للقيام بالأفعال التي يجب أن ينفذها بوعي وعلى أساس من المعارف المستوعبة سابقاً وهكذا فإن حسن سير التعليم يملي ضرورة إجراء التجارب بهدف استيعاب أعمق للمعارف وتكوين قدرات ومهارات عند التلاميذ، كما أن تهيئة الظروف الصحيحة لعملية استيعاب المعارف تساعد على فهم التلاميذ للمادة المدروسة بشكل أعمق وبهذا تكتمل قدراتهم ومهاراتهم . وفي هذا السياق وفي إطار الأدوار الجديدة للمعلم التي لم يعد معها السلطة المطلقة (التي لا تُسأل عما تفعل) ، أصبح المعلم مطالباً بأن يشجع تلاميذه على إبداء آرائهم بحرية تامة في مجمل القضايا.وبدلاً من أن يكون المتعلم مسؤولاً مسؤولية كاملة أمام المعلم كما كان الأمر سابقاً، ستتغير الحال ويصبح المعلم مسؤولاً كذلك أمام المتعلم، ويتجلى هذا الدور الجديد للمعلم في معاملة التلاميذ كشركاء حقيقيين في العملية التعليمية / التعلمية والسعي الحثيث للبحث عن الوسائل التي يستطيع بواسطتها أن يفيدهم في تحقيق نموهم . ويأتي حوار المعلم مع تلاميذه في مقدمة هذه الوسائل التي يستطيع التلاميذ خلالها التعبير عن آرائهم، كما أن الحوار فيما بينهم يشعرهم بأنهم شركاء حقيقيون في الدرس، ويساعدهم في تنظيم خبراتهم الشخصية، وإعطائهم نصيباً أكبر من الاستقلالية في التفكير والاستنتاج وحل المشكلات. وبهذا يمكن للمعلم أن يسهم في تجسيد مبدأ الديموقراطية واحترام شخصية المتعلم في سلوكه الشخصي، وأن يحافظ على علاقته الودية بتلاميذه، هذه العلاقة التي يجب أن تتميز بالحوار والتفاعل والرعاية وتبادل الخبرات (بشارة 2000، ص15). والسؤال الذي يطرح نفسه الآن كيف وأين يمكن للمعلم أن يدرب تلاميذه على الحوار؟. تجدر الإشارة هنا إلى أننا ننطلق من مقولة مفادها أن تكوين هذه المهارات عند التلاميذ ليس أقل أهمية من استيعابهم للمادة العلمية. ومن أجل تحقيق ذلك، لا بد أن تدخل هذه المهارات ضمن إطار الأهداف العامة للمقرر الدراسي، ولا بد للمعلم أن يأخذها بالحسبان عند وضعه الأهداف السلوكية في كل حصة درسيه , وأنْ يسعى جاهداً لتحقيقها . ولإكساب التلاميذ مهارات الحوار لا بد من تدريبهم عليه بصورة جيدة خلال حياتهم المدرسية، وهذا يتطلب أن يستخدم المعلم طرائق التدريس التي تعتمد الحوار كالمناقشة والندوة وحلقات البحث والمناظرة وغيرها في أنشطته التعليمية / التعلمية سواء أكان ذلك داخل الصف أم في خارجه مع الأخذ بالاعتبار أن الشكل الذي يتخذه الحوار يختلف من مرحلة تعليمية إلى أخرى، حيث يمكن للمعلم أن يستخدم طريقة الحوار والمناقشة في جميع المراحل وفي معظم المواد الدراسية بدءاً من مرحلة التعليم الأساسي وحتى التعليم الجامعي، بينما يقتصر استخدام الندوة والمناظرة على المرحلتين الثانوية والجامعية. ففي مرحلة التعليم الأساسي يمكن للمعلم أن يستخدم الحوار والمناقشة في معظم المواد الدراسية، كمواد اللغة العربية والمواد الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية) وفي مادة التربية الصحية والتربية البيئية وغيرها. أما في المرحلة الثانوية فيمكن استخدام الحوار بأشكاله المختلفة بشكل أوسع وبخاصة بالمواد النظرية، وحيثما توجد قضية تتطلب حلاً من خلال تبادل الآراء والأفكار كالقضايا الأدبية والاجتماعية والفلسفية والاقتصادية والعلمية والسياسية وغيرها. 5/3 ـ دور طرائق التدريس القائمة على الحوار في إكساب التلاميذ مهارات الحوار: إن طرق التدريس التي تعتمد الحوار تجهد لتوجيه المتعلم باتجاه التفاعل مع الموقف التعليمي ومساهمته في الوصول إلى المعرفة، وتقوم على المساءلة وتبادل الأفكار وإشراك المعلمين والمتعلمين في العملية التعليمية/ التعلمية. وتهدف إلى تنشيط التفكير والربط بين المعطيات، وتعمل على تبادل الأفكار والمعلومات ومقارنتها للوصول إلى ترابطات جديدة وبالتالي إلى تعلم جديد. وتمتاز هذه الطرائق بأنها: ـ تشجع التلاميذ على احترام بعضهم البعض وتنمي روح الجماعة لديهم. ـ تسهم في خلق الدافعية عند التلاميذ؛ مما يؤدي إلى نموهم العقلي والمعرفي من خلال القراءة استعدادا للمناقشة . ـ تجعل المتعلم محورا للعملية التعليمية بدلا من المعلم. وهذا ما يتفق مع الاتجاهات التربوية الحديثة . ـ تدرّب التلاميذ على الأسلوب الديمقراطي ونمو الذات، من خلال القدرة على التعبير عنها والتدريب على الكلام والمحادثة. ـ تساعد على تعويد التلاميذ على مواجهة المواقف وعدم الخوف أو التحرج من إبداء آرائهم. ـ تنمي في التلاميذ عادة احترام آراء الآخرين وتقدير مشاعرهم. ـ تساعد على تكوين شخصية سوية للمتعلم ؛ لأنه يعتمد على نفسه في التعبير عن آرائه وأفكاره ـ تدرب التلاميذ على الاستماع لآراء الآخرين واحترامها. ـ تكسب التلاميذ اتجاهات سليمة كالموضوعية والنزاهة والقدرة على التكيف. ـ تولد عند التلاميذ القدرة النقد والتفكير والربط بين الخبرات والحقائق. ولكي يكون الحوار طريقة تعليمية مجدية، لا بد من العناية بتخطيطه وتنظيمه، ويمكن تقسيم خطوات الحوار إلى مرحلتين هما: أولاً – مرحلة الإعداد وتتم كما يلي: تكون البداية بوجود قضية جدلية ترتبط بموضوع الدرس، وتشكل موضوعاً للحوار. 1. يقوم المعلم بتهيئة الطلاب نفسياً وذهنياً للحوار من خلال الإصرار على ما يلي: • السعي من أجل معرفة الحقيقة وتقبلها والذهاب معها حيث قادت إليه (رضا، 2001، ص10). • احترام الرأي الآخر وضرورة مناقشته بموضوعية منـزهة عن الهوى. • التمسك بآداب الحوار من حيث اللغة والصوت والجسم … إلخ. 1. يقوم المعلم من خلال معرفته لآراء الطلاب الأولية حول القضية (المشكلة موضوع الحوار) بتقسيمهم إلى فئات حيث يشكل الموافقون فئة أولى والمعارضون فئة ثانية والمترددون فئة ثالثة. • يقوم المعلم بالتعاون مع الطلاب بتهيئة الصف وتنظيمه بحيث تجلس كل فئة في مكان خاص بها. 1. يحدد المعلم بالتعاون مع الطلاب موعد إجراء الحوار. 2. يحدد المعلم بالتعاون مع الطلاب كيفية بدء الحوار، كأن يبدأ بين المعلم وأحد الطلبة، أو بين طالب وآخر، أو يكون الحوار جماعياً بين مجموع الطلاب. 3. يهيّْ المعلم بالتعاون مع الطلاب الوسائل المعينة المناسبة التي يتطلبها الموضوع من رسوم توضيحية ورسوم بيانية وإحصاءات وجداول وغيرها، لاستخدامها في شرح وتوضيح النقاط التي تتسم بالصعوبة أو بالغموض أو الإيجاز. • يقوم المعلم بالإعداد الجيد لموضوع الحوار واضعاً نصب عينيه تحقيق الأهداف المرجوة من الحوار مهما اختلفت أشكاله ، والتي تنحصر في تنشيط التحليل، وتشجيع التفسيرات والتعليلات، وتكوين المواقف أو تبديلها، وتجميع المعلومات والأدلة عن الجوانب الهامة لموضوع الحوار، وتقويمها وتحليلها وإدخال بعض الحلول المفترضة، وصولاً إلى اسـتنتاج التعميمات المناسبة. (التل وزملاؤه، 1997، ص293) . ثانياً – مرحلة التنفيذ؛ بعد الإعداد الجيد لموضوع الحوار تأتي مرحلة التنفيذ وتتم كما يلي: أ ـ يقوم المعلم بربط القضية الجدلية (المشكلة موضوع الحوار) بموضوع الدرس. ب ـ يكتب المعلم على السبورة عنوان موضوع الحوار ويحدد العناصر الرئيسية التي ستكون محور الجدل والنقاش ومدار الحوار. ج ـ يبدأ الحوار كما هو مخطط له، إما بين المعلم وأحد الطلبة، أو بين طالب وآخر، أو بين مجموعات الطلاب. د ـ يبدأ الطلبة بعرض وجهات نظرهم حول القضية (المشكلة) حسب تسلسل مخطط له سابقاً، داعمين آراءهم بالأدلة والمعلومات الصحيحة . هـ . يتم تدوين ما ينتهي إليه الحوار في كل عنصر من عناصر القضية على السبورة. و . بعد الانتهاء من جميع العناصر، يقود المعلم مناقشة مع الطلاب للتوصل إلى نتيجة مشتركة. 5/4 ـ دور المعلم كقائد للحوار: على الرغم من تشابك العوامل التي تؤدي إلى نجاح العملية التعليمية / التعلمية، فإن المعلم كان ولا يزال حجر الزاوية في هذا النجاح، ويبرز هذا جلياً في أساليب الحوار وأشكاله المختلفة، حيث إن الأمر الأساسي بالنسبة لهذه الأساليب هو امتلاك المعلم لمجموعة من القدرات، نأتي على أهمها: 1 ـ قدرة المعلم على التعاون مع تلاميذه في استخراج النقاط التعليمية، التي تغطي الأهداف المنشودة ومن ضمنها إكساب التلاميذ مهارة الحوار. • ـ قدرة المعلم من خلال أسئلته المصوغة على قيادة الحوار بما يكفل معه اشتراك جميع التلاميذ في الدرس بفعالية كبيرة، ليصبح كل تلميذ فاعلاً لا منفعلاً، وليتعود على الكشف والبحث والتنقيب معتمداً على نفسه بالتحري والتفكير. • ـ قدرة المعلم على أن تكون أسئلته وأسئلة تلاميذه مصوغة بشكل جيد، وبلغة واضحة ومستقيمة تصيب الهدف، وتتحلى بالنـزاهة وتبتعد عن التحيز والسخرية. • ـ قدرة المعلم على التعامل مع الأسئلة المتنوعة، التي تبرز أثناء الحوار، بحيث يكون مستعداً لاتخاذ القرار المناسب بشأن الأسئلة التي يستحسن الإجابة عنها، وتلك التي يفضل إهمالها، دون أن يشعر الطلاب بأن المعلم يحجر على إسهاماتهم وإضافاتهم. • ـ قدرة المعلم على إبداء رأيه وتقديم حججه، دون أن يفرض ذلك على المجموعة، على أن يتيح بعد ذلك للطلاب الفرصة لمناقشة آرائه وللحجج والحقائق التي قدمها، وله أن يتدخل خاصة عند النقاط الهامة، وحيث تكون خبرة التلاميذ محدودة جداً لا تمكنهم من تزويد الحوار بالمادة اللازمة. • ـ قدرة المعلم على التلخيص أثناء المناقشة وعلى ربط الأجزاء بعضها ببعض بما يضمن له تركيز الطلاب على متابعة تيار الحوار وعدم تشتت انتباههم ، ذلك أن الحوار يتطلب قدراً كبيراً من الصبر ومن القدرة العقلية سواء بالنسبة للمعلم الذي ينبغي أن يكون “يقظاً” طوال الوقت أسئلة الحوار وإجابات الطلاب أو بالنسبة للطلاب الذين هم أمام قضايا تتطلب حلولاً . • ـ قدرة المعلم على اكتشاف الفروق الفردية بين التلاميذ وخاصة في مجال الذاكرة والتفكير، وما يعتري أذهان بعضهم من حدة وصفاء، أو من فتور وركود، ولا بد أن يكون حذراً في حكمه على الطلاب بحيث لا يفترض أن الطالب الصامت الذي يجلس هادئاً لا يتصارع مع القضية المطروحة، إذ في كثير من الحالات لا تتساوى السلبية الجسمية بالسلبية العقلية. فالمستمع الصامت قد يكون حاضراً بدرجة ملحوظة. • ـ قدرة المعلم على تقريب الحقائق من مدارك التلاميذ ومفاهيمهم، لأن الأسئلة التي تلقى عليهم إذا لم تكن في مستواهم العقلي لن يستطيعوا الإجابة عنها، مما يصيبهم بالإحباط وهذا يؤدي إلى فشل هذه الطريقة. وفيما يتعلق بمشاركة الطلاب لا بد للمعلم من اتخاذ الإجراءات التالية: • إتاحة الفرصة المناسبة للطلاب لعرض وجهات نظرهم حول الموضوع المطروح للمناقشة وتفسير الأفكار التي يقدمونها وتبريرها، والدفاع عنها في جو من الحرية والديمقراطية، مما يجعل الحوار ذا معنىً بالنسبة لهم. • تهيئة الطلاب وتكوين الاستعداد لديهم لمزيد من التعمق والتوسع في الموضوع المناقش ومتابعته حتى بعد انتهاء المناقشة في الحصة الدراسية، كأن يقترح المعلم على الطلاب قراءات خارجية يستطيعون الحصول منها على حقائق جديدة تساعدهم في بلورة مواقفهم وتحديدها، أو كأن يقترح عليهم الاتصال بالمسؤولين الرسميين أو الخبراء، أو القيام بزيارات ميدانية أو استخدام المصادر الأصلية سواء أكانت مطبوعة أم مرئية أم مسموعة … إلخ • الحرص على إشراك الطلاب في خطوة التلخيص التي قد تحدث عقب كل خطوة من خطوات الحوار أو في نهايته، لضمان متابعتهم وشد انتباههم حول مسار القضية المطروحة للنقاش. • التأكيد للطلاب أن الهدف الأكثر أهمية في حوارهم إنما يكمن في الوعي والفحص الدقيق ووزن الحقائق والشواهد والنتائج المرتبطة بها، وذلك لتبني موقف معقول تجاه القضية (موضوع الحوار)، وليس من الضرورة بمكان الاتفاق على رأي موحد بشكل مطلق، إلا إذا جاء هذا الرأي كنتيجة طبيعية للحوار، ذلك أن الطلاب قد يختلفون في تقديراتهم للأمور وقد يكون لكل واحد منهم موقفه في نهاية الحوار. والأهم في هذا الأمر أن يدرك الطلاب أثناء الحوار أن آراءهم وافتراضاتهم تحتاج إلى الشواهد والحقائق لتبريرها. وأخيراً لا بد من القول إن العامل الأساسي في نجاح دور المعلم كقائد للحوار، إنما يتمثل في تطبيق شروط الحوار على نفسه أولاً كتأمين الجو المناسب للتفكير الحر والتعبير عن الرأي بلا قيود، والتحلي بالمرونة والموضوعية والقدرة على التكيف، ليكون قدوة لطلابه من جهة ونموذجاً جيداً ينسج الطلاب على منواله تمهيداً للاستقلال عنه في مرحلة لاحقة، وتصبح هذه الشروط جزءاً أساسياً من طبيعتهم في المستقبل. 5/5 ـ تقويم مهارة الحوار: يتسم تقويم مهارة الحوار بالصعوبة نظرا لتعدد العوامل التي تتدخل في مواقف الحوار وتؤثر فيها، مثل السياق الاجتماعي والسياق النفسي والثقافي الذي يحيط بالأشخاص أثناء الحوار، كذلك شخصيات المتحاورين والوسائل المتبادلة أثناء الحوار، واللغة المستخدمة. والتحدي الذي يواجه من يتصدى لتقويم مهارة الحوار، هو إيجاد وسيلة للحكم على أداء الأفراد، تستند إلى معايير محددة وبأعلى قدر ممكن من الموضوعية، مع تخطيط المواقف المناسبة ليمارس الأفراد هذه المهارات بصورة أقرب ما تكون لما يحدث في الواقع. ومن الوسائل المستخدمة في تقويم أداء التلاميذ في مواقف الحوار، المقابلة- الاختبارات التحريرية-وأسلوب الملاحظة. 5/5/1المقابلة: وفيها يتم اللقاء مع المتعلم لقياس أدائه الشفهي، ويتفرغ المعلم أثناء المقابلة لتقويم أداء المتعلم، من خلال التحدث معه في الموضوع المطروح، ويفضل أن تكون هناك قائمة معدة مسبقا برؤوس المهارات الفرعية التي لتكون مرجعا للمعلم ويتم انتقاء مجموعة من فقرات الدرس التي يمكن أن يدور حولها الحوار، ويمكن اتباع الإجراءات التالية في اختبار المقابلة: - تحديد طرق قياس المقابلة ومعاييرها مسبقا. - إجراء المقابلة في مكان هادئ . - يعطى التلميذ وقتا كافيا في المقابلة يتراوح ما بين10-15 دقيقة. وتكون درجة التلميذ النهائية هي مجموع الدرجات التي حصل عليها عن كل مهارة جزئية. 5/5/2الاختبارات التحريرية: يمكن أن تفيد في تقويم الجانب المعرفي من الحوار مثل التعرف على مدى إلمام المتعلم بالأفكار الرئيسة والمعلومات حول موضوعات معينة ، ومدى إلمامه بالأساليب التي تستخدم في المواقف اليومية مثل التمييز بين أمرين، وكذلك قياس مهارات صياغة السؤال ومهارات التفكير الناقد . 5/5/3 أسلوب الملاحظة: على الرغم مما يتحقق في المقابلة من موضوعية في تقييم أداء المتعلم إلا أنها تفقد عنصر الصدق الظاهري ؛ لأن حوار المتعلم مع المعلم يكون في موقف مصطنع مما قد يؤثر على أداء المتعلم التواصلي في المواقف . ولتلافي هذا العيب يمكن اللجوء إلى استخدام بطاقات الملاحظة في مواقف أقرب ما تكون إلى الواقعية ؛ فهي من الوسائل التقنية المنظمة التي تحوي على مجموعة من الأداءات التي يتكون منها مظهر من مظاهر السلوك، ويوصف كل أداء بعبارة قصيرة مصاغة إجرائيا في زمن المضارع المفرد، ويجب أن لا تحوي العبارة على أكثر من أداء واحد فقط، حيث يتم تصميم مواقف أقرب ما تكون إلى المواقف الواقعية التي يمارس من خلالها المتعلم مهارات الحوار . وتتطلب الملاحظة تدريب المعلم على القيام بها، كما تتطلب استخدام مقاييس التقدير لتحديد مدى توافر خاصية سلوكية معينة وخاصة في المواقف التي يكون فيها للأداء جوانب متعددة، فيمثل كل جانب منها بعدا منفصلاً، وتوجد طرائق كثيرة لإعداد مقياس التقدير وأشهرها ” طريقة فئات التقدير التي تمثل المستويات من الأقل إلى الأكثر، ولا يقل عدد الفئات التي يتضمنها المقياس عن ثلاث لتوفير نقطة للتوسط”(حطب و صادق:149،1991). مما سبق يتضح أن بطاقة الملاحظة ما زالت أفضل وسيلة لتقويم المهارات حين تترجم إلى أداء عملي، أما الأساليب الأخرى التي تعتمد على اختبارات مكتوبة أو حوارات ناقصة أو إعطاء أسئلة شفهية كمثيرات للمتعلم لتدفعه للتحدث ، فإنها جميعا لا تعبر بشكل واقعي عن مستوى أداء المتعلم للمهارة التي تعلمها، فضلا عما يتطلبه الحوار من مشاركة أكثر من طرف يتبادلون التحدث والاستماع وهي عمليات يصعب قياسها بالاختبارات الشفهية أو التحريرية أو المقابلات التي تحد من حرية الطالب في التعبير. ونقدم فيما يلي نموذجاً لبطاقة ملاحظة لقياس مهارات الحوار للاستئناس بها: |
#2
|
|||
|
|||
والله ما قصرت وعمل رائع وفرت على الف والدوران وجزاك الله كل خير
|
#3
|
||||
|
||||
الف شكر و جزاكم الله كل الخير.
|
#4
|
||||
|
||||
الف شكر ............................
|
#5
|
|||
|
|||
مشكوووووووووووورررررررررررررر
|
العلامات المرجعية |
|
|