محاضرة الدكتور البرادعي الأخيرة في جامعة هارفارد يوم 20 نوفمبر 2014
تلقى الدكتور البرادعي في أعقاب المحاضرة التي ألقاها مساء الخميس في جامعة هارفارد سؤالان بشأن الموقف في مصر حاليا والمواجهة القائمة ضد الإرهاب في سيناء، وذلك بداية من الدقيقة 53 وحتى 56. في ما يلي ترجمة لردوده:
سؤال: من وجهة نظرك،إلى أي مدى مثلت الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 2013 عودة إلى سياسات مرحلة مبارك في مصر؟
البرادعي: أتحدث هنا الليلة بصفتي مدير سابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولكن، للأسف، كنا في موقف في مصر على حافة حرب اهلية. المشكلة بالنسبة للسيد مرسي في ذلك الوقت انه لم يسعى للتواصل، وكانت هناك حالة حادة استقطاب في المجتمع. ومنذ ذلك الوقت، وحتى الآن، الحل هو مجتمع أكثر شمولية وتعددية. عندما تننتقل بعد خمسين او ستين عام من القمع، كما كان الحال في عدة دول في الشرق لأوسط، لا يمكنك فقط ان تقول غدا سنكون ديمقراطية وسنحل مشاكلنا عبر التنافس. لن يفلح الأمر. الديمقراطية هي ثقافة ومؤسسات وليست قهوة سريعة التحضير. في الموقف الحالي في العديد من ما يسمى بدول الربيع العربي، ما تحتاجه هو نظرة شاملة، لا بد ان يكون الجميع مشاركين، ونتعلم كيف نعيش سويا، وكيف نطور قانون اساسي نستطيع بمقتضاه العيش سويا. لديكم هنا في أمريكا حزب الشاي (اليمينية المتطرفة) والاي سي ال يو (جمعية الدفاع عن الحقوق المدنية الليبرالية). هما يعيشان سويا رغم خلافاتهم العديدة، ولكن هناك قوانين اساسية تحكم المجتمع مثل العدالة، والقضاء المستقل، ونظام انتخابي حر. المدخل الأساسي هو التعلم من الأخطاء التي قمنا بارتكابها، والنظر للمستقبل، وان نفهم ان الجميع يجب أن يكون مشاركا لو كان لأي بلد أن تمضي قدما.
س: ما رأيك في ما يحدث في مصر وتحديدا في سيناء ومحاربة الإرهاب. هل تعتقد الأمر سيتصاعد وما هي الأجراءات التي يجب على الحكومة المصرية اتخاذها؟
البرادعي: لا أعرف. صراحة، لا أعرف. بالطبع، لا بد من مواجهة التطرف باستخدام القوة. ولكن كما قلت بعد أن ابتعدت عن المشهد السياسي المصري قبل عام ونصف: ال*** يخلق ال***، ولا بد من اتباع سياسة أكثر شمولية، وحل الخلافات عبر الوسائل السلمية. بالطبع هناك ارهاب لا بد من مواجهته. ولكن، بالاضافة لذلك، لا بد ان نفهم ان الحل النهائي في مصر هو عدالة انتقالية، ومسار للتعايش. هذا هو الطريق الوحيد لكي نمضي قدما.