|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أحتاج للإعفاف أنا وخطيبي ولا نملك المال، هل نأخذ قرضا بالربا؟
السؤال السلام عليكم أنا مخطوبة تقريبا منذ عشرة أشهر، والظروف المادية صعبة جدا، يعني من الصعب أن نتزوج الآن، وعلاقتنا كل مرة تزيد، وأنا خائفة كثيرا ونفسيتنا تعبت، هل نأخذ قرضا ربويا؟ أعرف أنه حرام، لكن في مثل هذه الظروف ما العمل أو الحل؟ لا أحب أن يضطر خطيبي وأسرته لأخذ قرض، أدعو ربنا كل يوم أن ييسر أمورنا، نفسيتي تعبت كثيرا، ولا أعرف كيف أركز في أي شيء. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به. الأخت الكريمة، لقد استمعنا إليك جيدا وتفهمنا معاناتك، ونريد أن نجيبك من خلال النقاط التالية: أولا: أزيلي الهم عن كاهلك، واعلمي أن الأمور تسير بقدر الله، وأن الله عز وجل لا يقضى لنا إلا الخير وإن كنا لا نعلمه، وأمرنا الله بالجد على قدر الاستطاعة مع عدم محاسبتنا على النتائج، لكن آفة البعض –حفظك الله- هو التفكير في المآلات حتى تتمكن منه وتضيق عليه نفسه، فلا هو تقدم ولا هو أنجز، ولا يجني من وراء ذلك إلا الهم والحزن، واعلمي أن لك ربا كفاك بالأمس وقد كنت ضعيفة لا سن لك تقطع ولا يد تبطش، حفظك الله في بطن أمك وأطعمك وسقاك، وهو من يتكفل بغدك: سهرت أعين، ونامـت عيـون في أمـور تكـون أو لا تكـون فادرأ الهم ما استعطت عن النفس فحملانـك الهـمـوم جـنـون إن رباً كفاك بالأمس مـا كـان سيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون إننا أحيانا نتناسى أننا عبيد لله، وأننا لا نملك في ذواتنا شيئا، وأن العين التي تبصر واليد التي تكتب، والقدم التي تسعى والعقل الذي يفكر هو محض الفضل الأعلى يمنحها متى شاء ويسلبها عمن يشاء، ولا مبدل لكلمات الله، وليس للعبد من أمره إلا التسليم بأمر الله إذ أتاه. ثانيا: اعلمي -أيتها الفاضلة- أن ماضيك الذي عشتيه، وحاضرك الذي تكابديه، وغدك الذي تنتظريه هو مقدر مكتوب عند الله عز وجل قبل أن يخلق الله السموات والأرض ومن عليها بخمسين ألف سنة، قال –عليه الصلاة والسلاة-: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) رواه مسلم. والحديث يبين أن الله عز وجل كتب مقادير كل شيء وعرشه على الماء، في الوقت الذي لم تكن السماوات والأرض قد وجدت، بل بينهما خمسين ألف سنة، وهذا يجعل العبد على إيمان ويقين بأن كل ما يصيبه من خير أو شر فأمر قد قضي وانتهى؛ فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف. ثالثا: كل ما يقضيه الله إنما هو لحكمة، وحكمة الله لا تنفك عن مشيئته، وقد يحب العبد الشر وهو الخير له، وقد ينصرف عن الخير دون أن يعلم أن الخلاص فيه كما قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. رابعا: لا يعني ما مر أن لا نفكر أو لا نعمل وأن لا نجتهد، بل يعني أن نعمل وأن نخطط وأن نفكر وأن ننفذ، لكن يصحبنا في كل اتجاه اطمئنان وبشر بأن الخير الذي أتى هو الأفضل لنا، وأن الشر الذي لحق بنا هو خير لنا، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمن،ِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكان خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكان خَيرًا لهُ). خامسا: لا تستعيني على الحلال بالحرام، ولا تستمطري طاعة الله بمعصيته، ولا تتعاملي مع الربا مطلقا، واعلمي أن الربا يمحق البركة -أختنا-، ولن يكون لك إلا ما قدر الله، قال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الربا ثلاثة وسبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإنَّ أربى الربا عرض الرجل المسلم) فهل بعد هذا –أختنا- مجال للتفكير في الحرام الذي يمحق الله به كل شيء؟ إننا ننصحك –أختنا- بما يلي: أولا: الرضى بقضاء الله وقدره. ثانيا: الجد والاجتهاد وبذل ما في وسعك، وتذليل العقبات الخاصة بالزواج، ولأن تتزوجي وفي البيت نواقص، أحب من أن تتزوجي والزوج مدين. ثالثا: كل أمر يشغلك ولا تستطيعين أن تتخذي فيه قرارا ابدئي بصلاة الاستخارة، وثقي أن الله سيوفقك للأصوب والأفضل، وهي ركعتين من غير فريضة، وتقولي هذا الدعاء: عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ). رابعا: استشيري كل ذي رأي، واستنصحي أهل النصح، وتوكلي على الله. وأخيرا: أكثري من الدعاء له عز وجل أن يرزقك الخير وأن ييسره لك، فالدعاء سهم صائب لا يخيب، نسأل الله لك التوفيق والسداد.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|