#1
|
||||
|
||||
{ الاعتكـاف }
ما إن تبـدأ العشـر الأواخـر من رمضـان ،، حتى يبـدأ كثيرٌ من المسلمين فى الاعتكاف ،، اقتـداءً بحبيبنا و نبينا محمدٍ صلى الله عليه و سلم .. و للتعـرُّف على { الاعتكاف } أقـدِّم لكِ أختى بعض المعلومات عنه ،، و التى أسألُ اللهَ جَلَّ و عَلا أن ينفـعنى و إيَّاكِ بها .. ..... الاعتكـاف ..... - معناه : الاعتكاف هو الإقامة على الشئ ، فقيل لِمَن لازم المسجد و أقام فيه للعبادة " مُعتكِف " و " عاكِف " . [المصباح المنير و لسان العرب] . - مشروعيته : يُستحب الاعتكاف فى رمضان ، لحديث أبى هريرة قال : (( كان رسولُ الله صلى الله عليه و سلم يعتكف فى كل رمضان عشرة أيام ، فلمَّا كان العام الذى قُبض منه اعتكف عشرين يومًا )) [أخرجه البُخارى] . و أفضله آخِر رمضان ، لما ثبت عن عائشة أنَّ النبى صلى الله عليه و سلم (( كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توَفَّاه الله عَزَّ و جَلَّ )) [أخرجه البخارى و مسلم] . - لا يُشرَع الاعتكاف إلا فى المسجـد : لقوله تعالى (( وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُم عَاكِفُونَ فِى المَسَاجِد )) [البقرة:187] . و لأنه مُعتَكَف رسول الله صلى الله عليه و سلم و كذلك أزواجه ، و لو كان يَصح الاعتكاف لَمَا اعتكف أزواجُه صلى الله عليه و سلم فى المسجد مع المَشقة فى مُلازمته ، و لو جاز فى البيت لفعلوه و لو مرة . - يُشرَع اعتكاف النساء بشرطين : (أ) إذن زوجها : لأنها لا تخرج من بيتها إلا بإذنه . فائـدة : إذا أذِن لها الزوجُ فى الاعتكاف ، فهل له أن يُخرجها منه ؟ إذا كان اعتكافها تطوعًا فله أن يُخرجها منه . و إذا كان اعتكافها واجبًا ( كالنذر مثلاً ) : فإما أن يكون نذرًا مُتتابعًا ( نذرت اعتكاف العشر الأواخر ) و أذِن زوجُها فليس له أن يُخرجها منه ، و إنْ لم تكن اشترطت التتابع فى نذرها فله أن يُخرجها ثم تستدرك فيما بعد بقية النذر . [ المجموع للنووى ] . (ب) ألا يكون فى اعتكافها فِتنة : فإن ترتَّب على اعتكافها فتنةٌ لها أو للرجال ، فتُمنَع و لا تُمَكَّن منه . - هل يُشتَرط الصـوم للاعتكاف ؟ اختلف أهل العلم فى هذه المسألة على قولين : الأول : لا يصح الاعتكاف إلا بصوم . و الثانى : لا يُشترط الصوم للاعتكاف و إنما يُستحب . قلتُ : و الأظهر أنه لا يُشترط الصوم للاعتكاف ، و إنما يُستحب ، و الله أعلم . - أقـل مُـدَّة للاعتكـاف : قلتُ : و الأظهر أنَّ أقله ليلة لحديث عمر لمَّا أمره النبى صلى الله عليه و سلم أن يَفى بنذره ، فاعتكف ليلة .. و أما قول الجمهور بأنه يُجزئ أقل من ليلة و لو لحظة من ليلٍ أو نهار ، فهذا يحتاج إلى دليل . - متى يَدخـل المُعتَكَف و متى يخـرج ؟ مَن نَذَرَ أن يعتكف أيامًا معـدودة ، أو أراد أن يعتكف العشرة الأخيرة من رمضان ، فالسُّنَّة أن يدخل المُعتَكَف بعـد صلاة الفجر أول هذه الأيام ( الحادى و العشرين ) ، هكذا فعل النبى صلى الله عليه و سلم . ( و يَقوى هذا عندى ) . - ما يَبطل به الاعتكاف : (أ) الخروج من غير عذرٍ شرعىّ و لغير الحاجة المُلِحَّة . (ب) الجِماع . - ما يجـوز للمُعتَكِف : (أ) الخروج للحاجة التى لا بد منها . (ب) اشتغال المُعتكِف بالأمور المُباحة . (ج ، د) زيارة المرأة للمُعتكِف ، و خَلوة المُعتكِف بزوجته . (هـ) غسل المُعتكِف و وضوؤه فى المسجد . (و) اتخاذ خيمة فى مؤخرة المسجد يعتكف فيها . (ز) أن يضع فِـراشه أو سريره فى المسجد . (ح) الخِطبة و عقد الزواج للمُعتكِف . (ط) و يجوز اعتكاف المرأة المُستحاضة . - هل يجوز للحائض الاعتكاف ؟ مَن رأى أنه يَلزم للاعتكاف صوم منع اعتكافها لأنها لا تصوم ،، و كذلك مَن رأى أنَّ الحائض لا تدخل المسجد يمنع اعتكافها فيه . [ جامع أحكام النساء للشيخ مصطفى العدوى ] . فائـدة : إذا اعتكفت المرأة فى المسجد استترت بشئ . - مِن آداب الاعتكاف : يُستحب للمُعتكِف أن يُشغِل نفسه بطاعة الله ، كالصلاة و قـراءة القـرآن ، و ذكـر الله تعالى ، و استغفاره و الدعاء و الصلاة على النبى صلى الله عليه و سلم ، و تفسير القـرآن و دراسة الحديث و نحو ذلك . و يكـره أن يُشغل نفسه بما لا يفيد من الأقوال و الأفعال ، أو أن يتخذ المُعتَكَف موضعَ عِشُرة ، و مَجلبة للزائرين ، و أخذه بأطراف الأحاديث بينه و بين مُجالسيه ، فهذا لون ، و الاعتكاف النبوى لونٌ آخـر . * * * * * * * * اختصرته من كتاب : صحيح فِقه السُّنَّة للشيخ أبى مالك كمال بن السَّيِّد سالم . لا يُشرَع الاعتكاف فى غير رمضان ، و ما ذكره بعض العلماء مِن أنَّه ينبغى للإنسان إذا قصد المسجد أنْ ينوى الاعتكاف مُدَّة مُكثه فيه ، قولٌ لا دليل عليه ، فإنَّ النبى صلى الله عليه و سلم لم يشرعه لأمته لا بقوله و لا بفِعله .. يعنى : لم يقل للناس : إذا دخلتم المسجد فانووا الاعتكاف فيه فى أى وقت ، و لم يكن يفعل ذلك هو بنفسه . و إنما كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان تَحَرِّيًا لليلة القـدر .. و لهـذا ينبغى للمُعتكِف ألا يُشغِلَ نفسه إلا بالطاعة ، من صلاة و قـراءة القـرآن و ذِكر و غير ذلك . حتى تعليم العلم ، قال العلماء : ‹‹ لا ينبغى للمُعتكِف أن يشتغل بتعليم العلم ، بل يُقبِل على العبادات الخاصة ، لأنَّ هـذا الزمن مخصوص للعبادات الخاصة ›› . و لا يجوز للمُعتكِف أن يخرج من المسجد إلا لما لا بد منه ، كأن يكون ليس عنده مَن يأتيه بالطعام و الشراب ، فيخرج ليأكل و يشرب ، أو يخرج لقضاء الحاجة ، أو يحتاج إلى الخروج مِن أجل غُسل الجَنابة ، و ما أشبه ذلك . أو للخروج لكونه فى مسجدٍ غير جامع فيذهب إلى الجُمعة .. المهم أنَّ المُعتكِف لا يخرج من المسجد إلا لشئٍ لا بد له منه ، شرعًا أو طبعًا . ثم إنه ينبغى للمُعتَكِف إذا جاءه أحدٌ يريد أن يُشغله بالكلام اللغو الذى لا فائدة منه أن يقول له : يا أخى أنا مُعتكِف ، إما أن تُعيننى على الطاعة ، و إما أن تبتعد عنى ، و الله تعالى لا يستحي من الحق ، و أما الجلوس اليسير عند المُعتكِف و التحدث اليسير فهذا لا بأس به ، لأن النبى صلى الله عليه و سلم كان يستقبل نساءه و هو مُعتَكِف فيتحدث إليهن ، و يتحدثن إليه . و الله المُوَفِّق . *** ***** من كتاب : شـرح رياض الصالحين للشيخ محمد بن صالح العُثيمين . و أما حكمته و فائدته (الاعتكاف) : فقـد قال ’’ابن القيم‘‘ فى ’’الهـدى‘‘ : ‹‹ لمَّا كان صلاح القلب و استقامته على طريق سيره إلى الله تعالى مُتَوَقِّفًا على جمعيته على الله و لَمِّ شَعَثِه بإقباله بالكُلِيَّة على الله تعالى ، شُرِعَ الاعتكاف الذى مقصوده و رُوحه عكوف القلب على الله تعالى و جمعيته عليه ، و الخَلوة به ، و الانقطاع عن الاشتغال بالخَلق و الاشتغال به وحده سبحانه ، بحيث يصير ذِكره و الإقبال عليه فى مَحل هموم القلب و خَطَراتِه ، فيستولى عليه بدلها و يصير الهَمُّ كله به ، و الخَطَرات كلها بذِكره ، و التفكر فى تحصيل مراضيه و ما يُقَرِّب منه ، فيصير أُنسُه بالله ، بدلاً عن أُنسه بالخَلق ، فيُعِـدُّه بذلك لأُنسه به يوم الوَحشة فى القبور ، حين لا أنيس له ولا ما يَفـرح به سواه ، فهـذا مقصود الاعتكـاف الأعظم ›› . *** ***** من كتاب : تيسير العَلَّام (شرح عُمدة الأحكام) للشيخ عبدالله بن صالح آل بَسَّام . منقول للامانة |
#2
|
||||
|
||||
بارك الله فيكِ
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
[QUOTE=" مسلمة متفائلة ";2593069][COLOR=Navy]بارك الله فيكِ[/COLOR][/QUOTE]
[SIZE="5"]وفيكم بارك[/SIZE] |
#4
|
||||
|
||||
جزاك اللهُ خيراً
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|