أطفال يسخرون مني في الطريق إلى الصلاة

[abomokhtar]

السؤال

♦ ملخص السؤال:
شاب نحيف إذا ذهب للمسجد يسخر منه عدد من الأطفال، أصيب جراء ذلك باكتئابٍ، ويسأل: ماذا أفعل معهم؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


لديَّ مشكلةٌ سبَّبَتْ لي اكتئابًا حادًّا، تتكرَّر لديَّ خمس مرات في اليوم الواحد، وذلك عندما أذهب للمسجد يوميًّا، فهناك مجموعةٌ مِن الأطفال المشاغبين جدًّا يسخرون مني كلما ذهبتُ إلى المسجد.


لا أستطيع أن أُواجههم لكثْرَتِهم، ولا أريد أن أحرجَ نفسي معهم.


هناك طريقان للذهاب للمسجد، لكن الطريق الآخر أطول من الطريق الذي أسير فيه، وأسير في هذا لأنَّ أصدقائي يحبون السير من خلاله.


أما سببُ استهزائهم بي فلأني نحيفٌ؛ وزني 60 كجم، وطولي 183 سم.

أدْخُل في نوبات اكتئابٍ بسبب هؤلاء الأطفال، مهما كنتُ سعيدًا، فأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟

الجواب

الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.

الصديقُ إما أن يكون عذبًا أو عذابًا، صديق خير، أو صديق سوء، وهذا حالُ الدنيا وحال البشر، والمطلوبُ أن يَعْرِفَ الشخصُ كيف يتعامل مع كلِّ هذه النوعيات.

وقد جاء في الحديث الشريف تصويرٌ بليغٌ لهذين النوعين مِن الأصدقاء في الحديث الشهير، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مثَل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المِسْك ونافخ الكير، فحاملُ المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاعَ منه، وإما أن تجدَ منه رائحة طيبةً، ونافخ الكير إما أن يحرقَ ثيابك، وإما أن تجدَ منه رائحة خبيثة))؛ متفق عليه.

ومن هذا الحديث نستفيد أنه لا بد مِن الاستكثار من الأصدقاء الجيدين، والبُعد عن أصدقاء السوء.

فهذه النوعيَّةُ التي تُصادفها دائمًا في طريقك للمسجد هي نوعيةٌ سيئةٌ، لا ينبغي أن تجلسَ معهم، ولا أن تختلطَ بهم، وابحثْ عن طريقٍ آخر لا يَمُرُّ بهم، وهو موجودٌ - حسب وصفك.

وإذا كنتَ تشعُر بالحرَج من صديقك حيال هذا الأمر، فأخْبِرْهُ أنَّ هذا الطريق فيه شبابٌ سيئون، وأنك لا ترغب بالمرور عليهم، وعليكم أن تَسْلُكوا طريقًا آخر.

أظنُّ أن هذا هو أسلم طريق وأسرع حل لمشكلتك؛ لأنك لو تركتها بدون حلٍّ ربما زاد عندك الاكتئاب، وربما قطعك عن المسجد أصلًا.

نسأل الله تعالى أن يَقِيَك السوء وأهله

والله الموفِّق

[libero]

جزاك الله خيراً