|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أخشى على زوجي من صديقه
السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة متزوجةٌ ولدى زوجها صديقٌ سلوكُه غير حسن، وتخشى على زوجِها أن يتأثرَ به، خاصة وأنه مِن المقربين إليه. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تزوجتُ مِن رجلٍ مُلتزمٍ، حافظٍ لكتاب الله، خَلُوق، مُحبٍّ للعلم، جمعنا حُبُّ الأدب وحُب العلم، وهمُّنا إكمالُ دراستنا العُليا حتى الدُّكتوراه، مع الدعوة إلى الله. في الفترة الأخيرة اشتدتْ علاقتُه بأحد أصدقائه، صديقُه هذا ملتزمٌ في الجملة، لكن أسلوبه سيِّئ، وأغلبُ حديثه مُزاحٌ وتفاهات. وأستغربُ من زوجي كيف يبقى مع مثله؟ بل كيف يكون هذا رفيقَه القريب إليه؟ زوجي يستغرب كثيرًا مِن طريقة صديقه، ويتكلَّم معي عنه، ويذكُر لي أنه يخاف عليه الانتكاسة؛ لأنه غير متزوج، ولكنه في الوقت نفسه يُسايره؛ لأنه مُضحك. لا أحب لزوجي أن يعاشِرَ مثل هذا، ولا أن يسايره في حديثٍ كهذا، ومن ثم صُدِمْتُ في زوجي، وحاولتُ أن أبعده عن صديقه. كثيرًا ما تحدثنا عن هذه الطريقة التي يتكلم بها، وحللناها معًا، وأنكرنا ذلك، لكن العجيب أن زوجي لم يتركه إلى الآن. لا أعلم ماذا أفعل؟ هل أكلم زوجي صراحة، وأطلب منه ترْك هذا الصديق؟ أخشى إن طلبتُ منه ذلك أن تظل علاقته معه في الخفاء، مع العلم بأن زوجي لا يُخْفِي شيئًا عليَّ، مهما كبر أو صَغُر. الجواب بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: فلقد قيل في أمثال الأمريكان: "إذا لم يكن الشيء مكسورًا فلا تُصلحه"؛ أي: إن كانت الأمور جيدة وسليمة فلا تعمل على تغييرها، وإذا نظرنا إلى علاقتك الزوجية فلسوف نكشف عن علاقة حميميةٍ متينة وصحيةٍ، ولن نجد لهذا الصديق أثرًا سيئًا في أخلاق زوجك أو في تعامله معك، أليس كذلك؟ وإنما الذي تغير حقيقةً هو معاملتك أنت لزوجك! وهو ما يعني أن أساس المشكلة مَغروس في طريقة تفكيرك حول أصدقاء زوجك، وليس في تأثير الصداقة نفسها على تعامل زوجك، وما دام أن زوجك يحكي لك بثقة عن أصدقائه، ويفشي لك أسراره، فهذا يعني أنك أفضل أصدقائه، وأقربهم إلى قلبه وثقته، وهي مرحلة متقدمة في العلاقة الزوجية؛ أن تكون الزوجة هي الصديقة الحميمة. فلا تفسدي علاقة الزوجة - الصديقة التي تجمعك بزوجك - بإقحام نفسك في صداقات زوجك؛ لأنه أعقل وأكبر مِن أن يُؤَثِّر في سلوكه صديقٌ كهذا، قد يتزوج مستقبلاً ويبتعد من تلقاء نفسه حين ينشغل بحياته. حاولي أن تتقبلي صداقات زوجك بنفسٍ طيبة، مثلما تحبين أن يتقبل صداقاتك بنفسٍ طيبة، وانظري ما تحبين لزوجك أن يُعاملك به، وافعليه معه، وما تكرهين أن يأتيه إليك فدعيه، وأفرغي إبريقك العاطفي المشحون بالمشاعر السلبية بطريقة صحية؛ حتى لا ينفجرَ الإبريق العاطفي يومًا، ويفسد ما بينك وبين زوجك. فرِّغي انفعالاتك السلبية من خلال ممارسة الرياضة، والكتابة، وممارسة الهوايات الفنية، واشغلي نفسك بأمورٍ أهم من التفكير في هذا الصديق، ولا تتحركي بأي خطوة لعلاج ما تظنين أنه مشكلة حتى تجدي أثرًا حقيقيًّا على أخلاق زوجك وتعامُله معك، وعسى الله أن ينعم البال ويُصلح الحال، ويرزقك وزوجك لذة السعادة والاستقرار، اللهم آمين. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|