اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-09-2014, 10:53 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

تفسير البغوي

الحسين بن مسعود البغوي


قوله تعالى : ( الحج أشهر معلومات ) أي وقت الحج أشهر معلومات وهي شوال وذو القعدة وتسع من ذي الحجة إلى طلوع الفجر من يوم النحر ويروى عن ابن عمر شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة وكل واحد من اللفظين صحيح غير مختلف فمن قال عشر عبر به عن الليالي ومن قال تسع عبر به عن الأيام فإن آخر أيامها يوم عرفة وهو يوم التاسع وإنما قال أشهر بلفظ الجمع وهي شهران وبعض الثالث لأنها وقت والعرب تسمي الوقت تاما بقليله وكثيره فتقول العرب أتيتك يوم الخميس وإنما أتاه في ساعة منه ويقول زرتك العام وإنما زاره في بعضه وقيل الاثنان فما فوقهما جماعة لأن معنى الجمع ضم الشيء إلى الشيء فإذا جاز أن يسمى الاثنان جماعة جاز أن يسمى الاثنان وبعض الثالث جماعة وقد ذكر الله تعالى الاثنين بلفظ الجمع فقال " فقد صغت قلوبكما " ( 4 - التحريم ) أي قلباكما وقال عروة بن الزبير وغيره أراد بالأشهر شوالا وذا القعدة وذا الحجة كملا لأنه يبقى على الحاج أمور بعد عرفة يجب عليه فعلها مثل الرمي وال*** ، والحلق وطواف الزيارة والبيتوتة بمنى فكانت في حكم الجمع ( فمن فرض فيهن الحج ) أي فمن أوجب على نفسه [ ص: 226 ] الحج بالإحرام والتلبية وفيه دليل على أن من أحرم بالحج في غير أشهر الحج لا ينعقد إحرامه بالحج وهو قول ابن عباس وجابر وبه قال عطاء وطاووس ومجاهد وإليه ذهب الأوزاعي والشافعي وقال ينعقد إحرامه بالعمرة لأن الله تعالى خص هذه الأشهر بغرض الحج فيها فلو انعقد في غيرها لم يكن لهذا التخصيص فائدة كما أنه علق الصلوات بالمواقيت ثم من أحرم بفرض الصلاة قبل دخول وقته لا ينعقد إحرامه عن الفرض وذهب جماعة إلى أنه ينعقد إحرامه بالحج وهو قول مالك والثوري وأبي حنيفة رضي الله عنهم وأما العمرة : فجميع أيام السنة لها إلا أن يكون متلبسا بالحج وروي عن أنس أنه كان بمكة فكان إذا حمم رأسه خرج فاعتمر .

قوله تعالى : ( فلا رفث ولا فسوق ) قرأ ابن كثير وأهل البصرة ) فلا رفث ولا فسوق بالرفع والتنوين فيهما وقرأ الآخرون بالنصب من غير تنوين كقوله تعالى ( ولا جدال في الحج ) وقرأ أبو جعفر كلها بالرفع والتنوين واختلفوا في الرفث قال ابن مسعود وابن عباس وابن عمر هو الجماع وهو قول الحسن ومجاهد وعمرو بن دينار وقتادة وعكرمة والربيع وإبراهيم النخعي ، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : الرفث غشيان النساء والتقبيل ، والغمز وأن يعرض لها بالفحش من الكلام قال حصين بن قيس أخذ ابن عباس رضي الله عنه بذنب بعيره فجعل يلويه وهو يحدو ويقول

وهن يمشين بنا هميسا إن تصدق الطير ننك لميسا



فقلت له أترفث وأنت محرم ؟ فقال إنما الرفث ما قيل عند النساء قال طاووس : الرفث التعريض للنساء بالجماع وذكره بين أيديهن وقال عطاء : الرفث قول الرجل للمرأة في حال الإحرام إذا حللت أصبتك وقيل الرفث الفحش والقول القبيح أما الفسوق قال ابن عباس : هو المعاصي كلها وهو قول طاووس والحسن وسعيد بن جبير وقتادة والزهري والربيع والقرظي وقال ابن عمر : هو ما نهي عنه المحرم في حال [ ص: 227 ] الإحرام من *** الصيد وتقليم الأظافر وأخذ الأشعار وما أشبههما وقال إبراهيم وعطاء ومجاهد هو السباب بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم : سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر " وقال الضحاك هو التنابز بالألقاب بدليل قوله تعالى : " ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان " ( 11 - الحجرات ) .

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا آدم أخبرنا سيار أبو الحكم قال سمعت أبا حازم يقول سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " .

قوله تعالى ( ولا جدال في الحج ) قال ابن مسعود وابن عباس : الجدال أن يماري صاحبه ويخاصمه حتى يغضبه وهو قول عمرو بن دينار وسعيد بن جبير وعكرمة والزهري وعطاء وقتادة وقال القاسم بن محمد : هو أن يقول بعضهم الحج اليوم ويقول بعضهم الحج غدا وقال القرظي : كانت قريش إذا اجتمعت بمنى قال هؤلاء حجنا أتم من حجكم وقال هؤلاء حجنا أتم من حجكم وقال مقاتل : هو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم في حجة الوداع وقد أحرموا بالحج " اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي قالوا كيف نجعله عمرة وقد سمينا الحج فهذا جدالهم وقال ابن زيد : كانوا يقفون مواقف مختلفة كلهم يزعم أن موقفه موقف إبراهيم يتجادلون فيه وقيل هو ما كان عليه أهل الجاهلية كان بعضهم يقف بعرفة وبعضهم بالمزدلفة وكان بعضهم يحج في ذي القعدة وكان بعضهم يحج في ذي الحجة فكل يقول ما فعلته فهو الصواب فقال جل ذكره ( ولا جدال في الحج ) أي استقر أمر الحج على ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا اختلاف فيه من بعد وذلك معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض " قال مجاهد : معناه ولا شك في الحج أنه في ذي الحجة فأبطل النسيء قال أهل المعاني ظاهر الآية نفي ومعناها نهي أي لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا كقوله [ ص: 228 ] تعالى " لا ريب فيه " أي لا ترتابوا " وما تفعلوا من خير يعلمه الله " أي لا يخفى عليه فيجازيكم به

قوله تعالى : ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) نزلت في ناس من أهل اليمن كانوا يخرجون إلى الحج بغير زاد ويقولون نحن متوكلون ويقولون نحن نحج بيت الله فلا يطعمنا فإذا قدموا مكة سألوا الناس وربما يفضي بهم الحال إلى النهب ، والغصب فقال الله عز وجل ) ( وتزودوا ) أي ما تتبلغون به وتكفون به وجوهكم قال أهل التفسير الكعك والزبيب والسويق ، والتمر ونحوها ( فإن خير الزاد التقوى ) من السؤال والنهب ( واتقون يا أولي الألباب ) يا ذوي العقول

قوله تعالى : ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ) أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان الإسلام تأثموا من التجارة فيها فأنزل الله تعالى ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ) في مواسم الحج قرأ ابن عباس كذا ، وروي عن أبي أمامة التيمي قال قلت لابن عمر : إنا قوم نكري في هذا الوجه يعني إلى مكة فيزعمون أن لا حج لنا فقال ألستم تحرمون كما يحرمون وتطوفون كما يطوفون وترمون كما يرمون قلت بلى قال أنت حاج جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الذي سألتني عنه فلم يجبه بشيء حتى نزلجبريل بهذه الآية ( ليس عليكم جناح ) أي حرج ( أن تبتغوا فضلا ) أي رزقا ( من ربكم ) يعني بالتجارة في مواسم الحج ( فإذا أفضتم ) دفعتم والإفاضة دفع بكثرة وأصله من قول العرب أفاض الرجل ماء أي صبه ( من عرفات ) هي جمع عرفة جمع بما حولها وإن كانت بقعة واحدة كقولهم ثوب أخلاق

واختلفوا في المعنى الذي لأجله سمي الموقف عرفات واليوم عرفة فقال عطاء : كان جبريل عليه السلام يري إبراهيم عليه السلام المناسك ويقول عرفت فيقول : عرفت فسمي ذلك المكان عرفات واليوم عرفة وقال الضحاك : إن آدم عليه السلام لما أهبط إلى الأرض وقع بالهند وحواء بجدة فجعل كل واحد منهما يطلب صاحبه فاجتمعا بعرفات يوم عرفة وتعارفا فسمي اليوم يوم عرفة والموضع عرفات وقال السدي لما أذن إبراهيم في الناس بالحج وأجابوه بالتلبية وأتاه من أتاه أمره الله أن يخرج إلى عرفات ونعتها له ، فخرج فلما بلغ الجمرة عند العقبة استقبله الشيطان ليرده فرماه بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة فطار فوقع على الجمرة الثانية فرماه وكبر ، فطار فوقع على الجمرة الثالثة فرماه ، وكبر فلما رأى الشيطان أنه لا يطيعه ذهب فانطلق إبراهيم حتى أتى ذا المجاز فلما نظر إليه لم يعرفه فجاز فسمي ذا المجاز ثم انطلق حتى وقف بعرفات فعرفها بالنعت فسمي الوقت عرفة والموضع عرفات حتى إذا أمسى ازدلف إلى جمع [ ص: 229 ] أي قرب إلى جمع فسمي المزدلفة .

وروي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه أن إبراهيم عليه السلام رأى ليلة التروية في منامه أنه يؤمر ب*** ابنه فلما أصبح روى يومه أجمع أي فكر أمن الله تعالى هذه الرؤيا أم من الشيطان فسمي اليوم يوم التروية ، ثم رأى ذلك ليلة عرفة ثانيا فلما أصبح عرف أن ذلك من الله تعالى فسمي اليوم يوم عرفة وقيل سمي بذلك لأن الناس يعترفون في ذلك اليوم بذنوبهم وقيل سمي بذلك من العرف وهو الطيب وسمي منى لأنه يمنى فيه الدم أي يصب فيكون فيه الفروث والدماء ولا يكون الموضع طيبا وعرفات طاهرة عنها فتكون طيبة

قوله تعالى : ( فاذكروا الله ) بالدعاء والتلبية ( عند المشعر الحرام ) ما بين جبلي المزدلفة من مأزمي عرفة إلى المحسر وليس المأزمان ولا المحسر من المشعر وسمي مشعرا من الشعار وهي العلامة لأنه من معالم الحج وأصل الحرام من المنع فهو ممنوع أن يفعل فيه ما لم يؤذن فيه وسمي المزدلفة جمعا لأنه يجمع فيه بين صلاتي العشاء والإفاضة من عرفات تكون بعد غروب الشمس ومن جمع قبل طلوعها من يوم النحر

قال طاووس كان أهل الجاهلية يدفعون من عرفة قبل أن تغيب الشمس ومن مزدلفة بعد أن تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير كيما نغير فأخر الله هذه وقدم هذه

أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن موسى بن عقبة عن كريب مولى عبد الله بن عباس عن أسامة بن زيد أنه سمعه يقول : " دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ثم توضأ فلم يسبغ الوضوء فقلت له الصلاة يا رسول الله قال فقال الصلاة أمامك فركب فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت العشاء فصلاها ولم يصل بينهما شيئا " .

وقال جابر : " دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ، ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس " . [ ص: 230 ]

أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا زهير بن حرب أخبرنا وهب بن جرير أخبرنا أبي عن يونس الأيلي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أسامة بن زيد كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة ثم أردف الفضل من مزدلفة إلى منى قال فكلاهما قال لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة " .

قوله تعالى : ( واذكروه كما هداكم ) أي واذكروه بالتوحيد والتعظيم كما ذكركم بالهداية فهداكم لدينه ومناسك حجه ( وإن كنتم من قبله لمن الضالين ) أي وقد كنتم وقيل وما كنتم من قبله إلا من الضالين كقوله تعالى : " وإن نظنك لمن الكاذبين " ( 186 - الشعراء ) أي وما نظنك إلا من الكاذبين والهاء في قوله من قبله راجعة إلى الهدى ، وقيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كناية عن غير مذكور .
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 24-09-2014 الساعة 10:56 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-09-2014, 11:06 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أركان الحج الى بيت الله الحرام



الحج إلى بيت الله الحرام احد أركان الإسلام أوجبه اللها
على القادرين من امة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ودليل وجوبه قول الله
تبارك وتعالى في كتابه العزيز (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) (آل عمران 97).



وقوله عليه الصلاة والسلام: (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا
اله إلا الله وان محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا).




وقد تعرض الكتاب والسنة إلى مناسك الحج في عديد الآيات القرآنية
والأحاديث النبوية بعضها بينت الأحكام والبعض الآخر بينت المغازي والأسرار
من ذلك ما جاء في سورة البقرة (وأتموا الحج والعمرة لله فان أحصرتم
فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم
مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) إلى قوله تعالى
(الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج
وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي
الألباب) وإلى أن يقول جل من قائل (ثم أفيضوا من حيث
أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا
الله كذكركم أباءكم أو اشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا
حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع
الحساب واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن
تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون) (البقرة 196-203).




كما تعرضت سورة الحج إلى هذا الركن الخامس في قوله تعالى (وأذن
في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا
منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام
فكلوا منها واطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم
وليطوفوا بالبيت العتيق ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) (الآيات 27-30: الحج)




* وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله قيل ثم
ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا؟ قال: حج مبرور). (رواه البخاري ومسلم)




* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)، رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة والترمذي.




* وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وان استغفروه غفر لهم) رواه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان.




والأحاديث عديدة في بيان أحكام الحج وأسراره وما أعده الله تبارك وتعالى
لمن يقوم بهذهالشعيرة إيمانا واحتسابا من جزيل الثواب وعظيم الأجر.




ومن لطف الله تبارك وتعالى بعباده ومن رحمته بهم أن جعل الحج إلى بيت
الله الحرام مرة واحدة في العمر فقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: (إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا فقام رجل يقول: أفي كل عام
يا رسول الله؟ قال ذلك ثلاث مرات والرسول لا يجيب وفي المرة الثالثة قال
عليه الصلاة والسلام "لو قلت نعم لوجب ولما استطعتم).




أركان الحج أربعة




وفي سبيل أن يؤدي حجاج بيت الله الحرام هذا الركن على اصح الوجوه
وأصوبها وحتى لا تذهب الجهود المادية والبدنية التي يبذلها الحاج والمجموعة
الوطنية لابد أن يحرص الحاج على أن يكون حجه صحيحا.




وإذا كان قبول حج الحاج هو بيد الله وحده الذي يعلم النوايا والمقاصد
والخفايا دون سواه فإن أهل الذكر ممن تفقهوا في الدين هم من يمكنهم الحكم
على صحة الحج أو فساده بناء على ما اكتسبوه من معارف وهؤلاء هم أهل الذكر
الذين دعانا المولى سبحانه وتعالى إلى أن نسألهم حيث قال جل من قائل (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ومن المعلوم انه لا يعذر الجاهل بجهله.




وكما أن الحج ركن من أركان الإسلام فإن للحج أركانا لا بد من أدائها.




وهذه الأركان هي عند المالكية والحنابلة: أربعة:




1- الإحرام




2- الوقوف بعرفة




3- السعي بين الصفا والمروة




4- طواف الإفاضة



فالإحرام لابد فيه من النية لقوله عليه الصلاة والسلام (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
ومحل النية القلب ويستحب للحاج أن ينطق بما نواه.




فقد روى انس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لبيك بحج وعمرة) رواه مسلم.




وينبغي أن يقترن الإحرام بقول أو فعل من أفعال الحج كالتجرد والتلبية.




ونص التلبية هو: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).




والنية: هي أن ينوي أداء احد أنواع الحج الثلاثة:




1- الإفراد (أي الحج فقط)




2- القران: وهو الحج والعمرة معا




3- التمتع: وهو أن يؤدي العمرة ويتحلل بعد الانتهاء منها فإذا كان يوم الثامن من ذي الحجة احرم من جديد للحج.




أما التجرد: فهو بالنسبة للرجل أن ينزع المخيط والمحيط
من اللباس أما المرأة فهي غير مطالبة بذلك سوى أنها تلبس لباسا ساترا
تاركة كل مظاهر الزينة.




مكان الإحرام رابغ للقادمين من شمال افريقيا




والمكان الذي ينبغي على الحاج إذا وصله أن يكون محرما هو بالنسبة
للقادمين من شمال إفريقيا: رابغ وإذا كان اليوم يتعذر النزول عنده نظرا إلى
أن وسائل النقل التي يستعملها الحجيج هي الطائرات فان الحاج مدعو إلى
الإحرام إما قبل إقلاع الطائرة أو عند المرور برابغ إذا أمكن ذلك كما يمكنه
أن يؤخر التجرد من المخيط والمحيط إلى حين وصول الطائرة إلى جدة وإن كانت جدة تقع داخل الميقات إلا أن كثيرا من العلماء أفتوا باعتبار ميقات القادم بالطائرة هو مدينة جدة ولا شيء على الحاج وعلى رأس هؤلاء سماحة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله كما شاطره في هذا الرأي علماء آخرون نذكر منهم الشيخ
عبد الله قنون رئيس رابطة علماء المغرب والشيخ احمد حماني رحمه الله رئيس
المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر والشيخ عبد الله الأنصاري رحمه الله مسؤول
الشؤون الدينية بقطر والشيخ محي الدين قادي في بحث مستفيض كتبه لمجمع
الفقه الإسلامي بجدة في إحدى دوراته السابقة ونشر في دورية المجمع وبعض
الصحف الوطنية.




بئر علي مكان إحرام القادمين من المدينة




والحجيج الذين سيقدّمون زيارة المدينة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم فإن إحرامهم يكون عند خروجهم من المدينة قاصدين مكة وذلك عند المكان المسمى ببئر علي.




* أما الركن الثاني: من أركان الحج فهو الوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة)
ومن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج، وعلى الحاج أن يحرص على قضاء جزء من
النهار وجزء من الليل بعرفة أي ينبغي أن تغرب عليه الشمس يوم التاسع من ذي
الحجة وهو بعرفات وهذا اليوم يوم مشهود يجتمع فيه حجيج بيت الله الحرام
الذين جاؤوا من كل فج عميق في ثياب الإحرام يجازيهم ربهم فيشهد ملائكته “هؤلاء عبادي جاؤوا من كل فج عميق شعثا غبرا ألا أشهدكم أني قد غفرت لهم” فيخرج الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وعلى الحاج في هذا اليوم المشهود يوم عرفة أن يكثر من الذكر والتسبيح والدعاء والمناجاة والضراعة وعليه أن لا ينشغل في هذا اليوم بغير ذلك.






* أما الركن الثالث: من أركان الحج فهو السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط مبتدئا بالصفا ومنتهيا بالمروة ذاكرا الله داعيا معتبرا ومستحضرا ما شهده ذلك المكان من أحداث.






* والركن الرابع: من أركان الحج هو طواف الإفاضة
وذلك بعد أن يكون الحاج قد رمى الجمرة الأولى صبيحة يوم العيد يطوف الحاج
بالبيت سبعة أشواط مبتدئا من الحجر الأسعد جاعلا الكعبة عن شماله ذاكرا
الله مسبحا ومستغفرا داعيا ربه سواء بما اثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم
أو بما يلهم به من أدعية في ذلك المقام الجليل والمشهد العظيم.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:06 AM.