اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 08-08-2014, 10:00 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


قال تعالى{لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة}صدق الله العظيم. نعم والله اسوة في حياة البشر فخلق التسامح خلق جميل فاالتسامح هو أن ننسي الماضي الأليم بكامل ارادتنا إنه القرار بألا نعاني أكثر من ذلك وأن تعالج قلبك وروحك إنه الاختيار ألا تجد قيمة للكره أو الغضب وانه التخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين بسبب شئ قد حدث في الماضي إنه الرغبة في أن نفتح أعيننا علي مزايا الآخرين بدلا من أن نحاكمهم أو ندينيهم . التسامح هو أن نشعر بالتعاطف والرحمة والحنان ونحمل كل ذلك في قلوبنا مهم بدا لنا العالم من حولنا . التسامح هو أن تكون مفتوح القلب، وأن لاتشعر بالغضب والمشاعر السلبيه من الشخص الذي أمامك، التسامح هو الشعور بالسلام الداخلي، التسامح أن تعلم أن البشر خطاؤون ولا بأس بخطئهم . التسامح في اللغه :التساهل التسامح نصف السعاده. التسامح أن تطلب من الله السماح والمغفره. وجزاكم الله خير الجزاء وجمعنا الله واياكم في جنة الفردوس اللهم ارزقنا شفاعة حبيبك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم

__________________
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 08-08-2014, 10:01 PM
الصورة الرمزية عزتى في دينى
عزتى في دينى عزتى في دينى غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 1,568
معدل تقييم المستوى: 12
عزتى في دينى will become famous soon enough
افتراضي

جزاكم الله خير الجزاء
وبارك فيكم
__________________

^-^بخِمارى انا ملكه ^-^

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 14-08-2014, 09:31 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya ramadan. مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خير الجزاء
وبارك فيكم
ربنا يرضى عنكِ وعن والديكِ
__________________
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 14-08-2014, 09:49 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

التسامح ركيزة أساسية لبناء المجتمع الصالح
ضياء الشكرجي

الفكر الديني عموما ، والفكر الاسلامي خصوصا، باعتبارنا مجتمعا مسلما بغالبيته ، لطالما عانى من تغييب البعد الاخلاقي والبعد الانساني عنه ، وجرى في ثقافة الاسلاميين في الاعم الاغلب تناول موضوعة البناء الاجتماعي حصرا في اطار مفهوم الحكم الاسلامي ، او ما سمي باسلمة المجتمع كمهمة دعوية ، وذلك بتناول الاسلام احكاما ، من خلال النظر الى شكل الاحكام من دون الغور الى جوهرها ، وفي اطار فلسفة التوحيد كرؤية كونية تتبناها النظرية الاسلامية كايديولوجيا ، ولعله ايضا من دون الغور في جوهر هذه الفلسفة ، بل عبر توهم امتلاك فهم لها ، هذا الفهم الذي غالبا ما يقصي الآخر ، اما اقصاءً فعليا ، او اقصاءً نفسيا ، وبالتالي اقصاءً مختزنا في النية ، التي تتربص فرصة ان تترجم نفسها الى الواقع ، متوهمة انها انما تتعبد بالنص الديني في اقصاء الآخر هذا وسلبه الاعتراف به . وهذا ناتج فيما هو ناتج عن تغييب عناصر البعد الاخلاقي ، علاوة على تغييب عناصر الحكمة والعقلانية والواقعية والاعتدال في الاداء الاسلامي لدى الكثير من الاوساط الاسلامية.
وفي هذه المقالة احببت ان اتناول قيمة اخلاقية مُغَيَّبة الى حد كبير في الفعل الاجتماعي والفعل السياسي ، او هي غير مُفعَّلة التفعيل الذي يُمكـّنها من اداء دورها اداءً يجعلها - كما اريدَ لها - ركيزة اساسية في تشييد صرح المجتمع الصالح.
يقع الكثيرون من مسلمين وغير مسلمين في خطا المقارنة بين الاسلام والمسيحية - والمقارنة انما تجري هنا في الميدان الاخلاقي دون ميداني العقائد والاحكام -، بحيث ينظر الى المسيحية على انها دين التسامح والمحبة والرفق ، بينما دين الاسلام هو دين القصاص والقوة . وهذه النظرة الخاطئة ناتجة عن توهم التقابل والتضاد بين مفهومي الرحمة والقصاص ، او مفهومي الرفق والقوة - ولا اقول ال*** كضد لغوي للرفق -، كما يجري الخلط بين سيادة القانون والاستبداد، وبين الحرية والفوضى القانونية. وتوهم حتمية هذا التضاد يؤدي الى توهم ان من يقتص على اساس العدل ، فهو بالضرورة غير مستعد للتحلي باخلاق وروح الرحمة والعفو والتسامح ، بينما المتسامح هو بالضرورة من لا يطالب باي حق من حقوقه وباي حال من الاحوال . وهذا الفهم ناتج عن عدم وعي الفرق بين البعد الحقوقي والبعد الاخلاقي او الانساني في الاحكام الدينية او في عموم السلوك المدني ، او بين اخلاق الحد الادنى (البعد الحقوقي) واخلاق الحد الاعلى (البعد الانساني) لعملية التفاعل والتعامل بين افراد المجتمع الانساني . فهناك من جهة مفاهيم كالعدل والقسط والحق ، وهناك من جهة اخرى مفاهيم كالرحمة والعفو والتسامح والتنازل الطوعي عن الحق .
وهنا احب ان اتناول مجموعة ثنائيات ومجموعة مفردات لتوضيح ما يراد هنا من تسليط الضوء عليه.
القسط والبر
هنا نورد الآية الكريمة التي تحدثنا عن التعامل الذي يريده الله لنا مع من يخالفنا في العقيدة ، دون ان يظهر لنا هذا الديني الآخر العداء بمزاولة ممارسات عدوانية فعلية وليس بافتراض اختزان العداء لنا كشعور، وذلك من قبيل شن القتال ضدنا ، او ممارسة الاضطهاد علينا ، كالتهجير وغيرها من اساليب القمع او ممارسات العدوان . ولا يغيب عن بالنا ان القرآن عندما يضع لنا هذا المنهج للتعامل مع الآخر الديني ، فانما يطرح بذلك صورة لاقصى درجات المخالفة والمغايرة ، نسبة الى المخالفة في المذهب او في الرؤية السياسية ، وبالتالي تكون هذه القواعد مطلوبة قبيل الاولى مع المختلف في قضايا دون مرتبة العقيدة اهمية ، هذا من حيث المتبنى الفكري والمعتقد الديني ، اما من حيث المعاملة التي يعتمدها الآخر تجاهنا ، فقد ذكرت هنا ايضا اقصى صور الفعل العدائي متمثلا بالمقاتلة اي المحاربة او شن الحرب ، لا لسبب الا للاختلاف في العقيدة ، وممارسة التعسف عند تمكن الآخر المعادي منا بالتهجير او الترحيل من الاوطان ومناطق الاقامة ودور السكن. يقول الله تعالى :
"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم؛ ان الله يحب المقسطين".
فالبر هنا يمثل اخلاق الحد الاعلى ، والبر يمثل اعلى مراتب التعامل الانساني والاخلاقي . اما القسط وهو غاية العدل فيمثل اخلاق الحد الادنى ، او البعد الحقوقي في التعامل . فاذا كان القصاص حقا من حقوق المعتدى عليه له ان يتمتع به او يتنازل عنه ، ولا يحق لاحد غيره ان يتنازل عنه ، يكون العفو كقيمة اخلاقية راقية من اخلاقيات الحد الاعلى سببا من اسباب دخول صاحبه الجنة من غير حساب وذلك من موقع الاستحقاق ، كما يصرح الحديث الشريف بشكل لا لبس فيه :
"ينادي مناد يوم القيامة: من له حق على الله فليقم، فيقوم العافون عن الناس ، فيقال لهم ادخلوا الجنة بغير حساب". ولننتبه جيدا الى عبارة "من له حق على الله"، وعبارة "العافون عن الناس"، ولم تحدد لا العافين ولا المعفو عنهم بالمسلمين ، وعبارة "فيقال لهم ادخلوا الجنة بغير حساب". وهناك ما استدللت عليه في مقالات سابقة على ان هذا الذي تعبر عنه الآية بانه مما لا ينهى عنه الله ، ما يوحي بانه ليس بواجب ، هو في شقه الحقوقي (القسط) واجب حتى مع الخصوم ، وفي شقه الاخلاقي (البر) مؤكد الاستحباب ، وهو من ارقى انواع الفعل الانساني بلا منازع .
المودة والرحمة
استخدمت المسيحية (المحبة) وقابلها في الاسلام مصطلح (الرحمة) ، هذا المصطلح الذي يقترن ذكره في كثير من الاحيان بالمودة ، المصطلح المرادف للمحبة . وورد المصطلحان في نصين ، احدهما قرآني والثاني نبوي ، الاول فيما هي العلاقة الخاصة بين الزوجين ، والثاني فيما هي العلاقة العامة بين افراد المجتمع . قال الله تعالى فيما هي العلاقة الخاصة الزوجية :
"ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، وقال الرسول الكريم (ص) فيما هي العلاقة العامة الاجتماعية : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى".
وقد يقول قائل ان الكلام في الحديث الشريف هو خاص بمجتمع المؤمنين، والذي هو - حسب المصطلح القرآني - اضيق حتى من دائرة المسلمين ، فاقول ان ذكر هذه القواعد الاخلاقية كاسس للتعامل الاجتماعي في الدائرة الضيقة لا يعني عدم اهمية اعتماد ها في الدائرة الاكثر سعة ، ودليلي على ذلك قاعدة (البر) في التعامل مع الآخر الديني الذي لم يقاتل المسلمين في دينهم ولم يضطهدهم باخراجهم من ديارهم ، اي من دورهم او من مناطق سكناهم او من اوطانهم ، الذي ورد في الآية الكريمة التي ذكرت آنفا ، والدليل الثاني على توسعة المفهوم هو مفهوم ثنائية "اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق" الذي ثبته علي بن ابي طالب (ع) في عهده الى مالك الاشتر (رض). ومفهوم الرحمة هو من ناحية السلوك الانساني الواعي والمسؤول اكثر سعة من المودة ، لان المودة او الحب قد يحصل تلقائيا ، او قل لا اراديا لدوافع كثيرة ، وهذه المحبة مما يمكن ان يفتر دفؤها ، بينما الرحمة هي سلوك واع ارادي مسؤول ، يمكن ان يصدر تجاه من نحبه ، وتجاه من لا نحبه على حد سواء ، لانه سلوك واع نابع من حس انساني مرهف ، وشعور بالمسؤولية تجاه الآخر القريب والآخر البعيد على حد سواء ، ووعي اجتماعي.
العفو والتسامح
سبق وبينت قيمة العفو فيما اوردته من حديث (حق العافين عن الناس على الله في ادخالهم الجنة بلا حساب). ومن الاحاديث الرائعة التي تؤكد بان من لم يتحل باخلاقية العفو وروح التسامح هو من لم يؤمن حق الايمان ، للتلازم الحتمي بين الايمان الحق او ما اسميه بتدين الجوهر في مقابل تدين الشكل من جهة ، وبين القدرة على العفو من جهة اخرى ، وهنا يقول الرسول (ص): "لا يؤمن احدكم [اي ايمان الجوهر الحقيقي المتجذر] حتى تكون فيه ثلاث: يعفو عمن ظلمه ، ويعطي من حرمه ، ويصل من قطعه" . والعفو والتسامح يبدأ في الاسرة وفي العلاقات بين الاصدقاء ، وبين زملاء العمل ، وبين الجيران ، وبين اصحاب قربى الرحم ، ثم ينتقل الى سلوك يتجلى في التعامل في الشارع ، في السوق ، في الدائرة الحكومية ، بين الموظف والمراجع ، وبين المراجع والمراجع الآخر، وبين الموظف والموظف الآخر، وفي طريقة قيادة السيارة ، ويتواصل حتى يكون القاعدة في التعامل ، ليس بين الافراد ، بل بين الجماعات ، بين مكونات الشعب ، بين اتباع المذاهب والاديان ، والقوميات والقبائل ، والتيارات السياسية والفكرية.
وهذا ما يدلنا اليه القرآن الكريم في قوله عز وجل:
"ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".
الثقافة والتربية ركيزتا البناء الصالح للمجتمع
لا نستطيع في العراق ولا في اي مجتمع آخر تحقيق تطلعاتنا في الديمقراطية والرفاه الاجتماعي والتقدم والعدالة والامن والاستقرار، عبر العملية السياسية وحدها ، مهما بلغت من النضج والرشد والاداء الديمقراطي ، ولا عبر الدستور وحده ، مهما بلغ من الدقة في الصياغة والحبك في العبارة ، ما لم تتوفر القاعدة الاجتماعية التي تحتضن تينك الحياة الدستورية والعملية السياسية ، وهذا يحتاج الى ثقافة سليمة ، وعملية تربوية صالحة ، وهذان العنصران يمثلان اهم مهمتين نبويتين بعد التبليغ عن الله ، وعن هذا المعنى يعبر القرآن بقول الله تعالى : "هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ، ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة" ، فاذا كانت (تلاوة آيات الله) تعني التبليغ عن الله ، فان (التزكية) تعني العملية التربوية الاخلاقية ، و(التعليم) يعني التثقيف المعرفي ، على مستوى النظرية (الكتاب) وعلى مستوى قراءة الواقع (الحكمة) ومعرفة آليات تعاطي النظرية مع الواقع، وتكامل وترشيد الفهم الانساني للنظرية على ضوء التجربة الذاتية وتجارب عموم الامم.
وان غياب ثقافة قبول الآخر وروحية التسامح واخلاقية العفو هو من اكثر عوامل الواقع الذي يعاني منه المجتمع العراقي من *** واحتراب و*** على الهوية واقصاء وخطاب تعبوي الغائي ، وهذا يمثل مسؤولية يجب ان يضطلع بها الجميع من علماء دين وقوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني ، ومؤسسات ثقافية ، ولكن بعض ما ذكرنا آنفا هو فاقد لما عليه ان يعطيه للمجتمع ، وحيث ان فاقد الشيء لا يعطيه باي حال من الاحوال ، لا بد من ضلوع المؤهلين مما وممن ذكرنا.
__________________
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 14-08-2014, 09:54 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

تسامح العائلي وأثره الاجتماعي
الأسرة نواة المجتمع، واللبنة التي يرتكز عليها وجوده الاجتماعي وطموحاته الحضارية والثقافية، فهي صورة مصغرة عن الدولة بمفهومها المعاصر، وأي خلل في بنية الأسرة ستظهر نتائجه في بنية المجتمع، وحتى لا نتحول إلى كائنات متجاورة، وتفرغ قلوبنا من الحب، وعقولنا من التفكير بالآخر، أياً كان هذا الآخر، سواء كان أباً أو أمّاً، أخاً أو أختاً.. صديقاً...جاراً أو حتى غريباً يحتاجنا، علينا أن نبدأ من العائلة، فمن العائلة تنطلق القيم والمثل، وفيها تترسخ الأهداف وتٌقرأ عناوين الحياة الأساسية،والمقصود بالعائلة كل عائلة وليس فقط العائلات التي تمتاز بكثرة البنين، فالقضية ليست مرتبطة بعدد أفراد الأسرة، بل بالخيوط التي تربط هذه الأسرة أو تلك بالمجتمع، مهما كان عالم هذه الأسرة ضيقاً و مستقلاً، فالعالم اليوم يبدو وكأنه فريسة للتوتر، يمكننا أن نلاحظ ذلك إذا أمعنا النظر بأي من مفردات الحياة اليومية للناس، فالشارع مثلاً لم يعد يمثل الحقيقة المشتركة التي ترتبط بحياة الناس، لقد أصبح مكاناً للسير ليس إلا.. والبيت تحول إلى فندق والعمل والمدرسة والوظيفة والمناسبات الاجتماعية على اختلافها !! والسؤال كيف نستعيد كل ذلك ؟ ونستفيد منه اجتماعياً ؟ بداية يجب أن ندرك أن ذلك، كل ذلك يحدث كنتيجة، والنتائج الاجتماعية لا تتوقف عن الانجاب، أي أنها ستصبح ذات يوم مقدمات لنتائج أخرى، وهكذا... من هنا علينا العودة إلى نواة المجتمع إلى الأسرة، علينا أن نقيّم نمط العلاقة القائمة بين أفرادها، ونغربل مفردات تلك العلاقة لتسقط المفردات الدخيلة، ليس لمرة واحدة في العمر، بل في كل يوم.كتب مكسيم غوركي بهذا الصدد قائلاً " حتى الدجاجة تحب أطفالها، أمّا تربيتهم فهذا عمل ٌ عظيم، يحتاج إلى موهبة ومعرفة عميقة بالحياة ".
وكلمة تربية هنا ليست مرتبطة بسلوك الأبناء وحسب، إنها ذات معنى كليّاً يشمل جميع أفراد العائلة الكبار منهم والصغار على حد سواء، إذ أن الكبار يجسدون فيما يجسدون الواقع العملي من الحياة أمام أطفالهم وتأثير هذا التجسيد العملي يفوق بأثره كل ما يقال نظرياً، إذ لايمكن أن نرسخ في نفوس أطفالنا الصدق إلاّ إذا كنّا قدوتهم فيه في تعاملنا معهم ومع غيرهم على حد سواء.
والتسامح بين أفراد العائلة يقتضي قدراً من التفاهم المتبادل، إذ ليس الإنسان أكيداً من أنشيئاً لن يستطيعه إلاّ الشيء الذي لايفهمه، فالفهم هو الشعور بالمقدرة، وترسيخ صورة المقدرة هذه لدى الإنسان أي إنسان كان صغيرأ أم كبيراً، يجعل منه إنساناً متفهماً يأخذ في حسبانه مسبقاً ظروف الآخر واحتياجاته قبل أن يأخذ منه موقفاً.من هنا بإمكاننا القول: إن العائلة هي صورة مصغرةونموذج عن المجتمع، في هذا النموذج أو بشكل أدق في هذه الخلية الاجتماعية توجد المعايير الأكثر أهمية للعلاقات البشرية المتبادلة أو لا توجد. "و هذه المعاييرهي التي تتحكم بسلوك الإنسان لدى تماحكه مع الآخر، والتسامح بين أفراد الأسرة يرسخ في نفوسهم هذه الطبيعة ويدفعهم لممارستها اجتماعياً، فالعلاقات الاجتماعية ليست مرسومة بالمسطرة، لتتحكم بمقاساتها المليمترات، إنها مرهونة بظروف كل فرد من أفراد المجتمع، من هنا جاء حديث الرسول عليه الصلاة والسلام " إلتمس لاخيك سبعين عذراً " وجاءت القوانين الوضعية المخففة، وجاء النظر بالأسباب ولكن كل هذا لا يصرف على أرض الواقع إلاّ إذا ترسخ التسامح في نفس الإنسان من خلال التربية.
__________________
رد مع اقتباس
  #21  
قديم 14-08-2014, 09:58 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

التسامح والعفو في العلاقة الزوجية




يتطلب الزواج الموفَّق الذي يَصمُد لأزمات الحياة وضُغوطها جهودًا مشتركة، يَبذلها كِلا الزوجين على مدى سنوات الزواج حتى يكون زواجهما ناجحًا؛ فالحياة بين أي زوجين لا تخلو من المشكلات والأخطاء مهما كان مدى سعادتِهما وتوفُّر التفاهم والمودَّة بينهما، ولا يُمكِن اعتبار الزواج زواجًا ناجحًا إلا إذا توفَّرت له عوامل التماسُك والاستقرار، والتي من أهمها التسامح والعفو، فمن منا لا يُخطئ، ولكن هناك الكثير من الأزواج يرون التسامح نوعًا من الضعف، فإذا غضب الزوج أو الزوجة - أصحاب هذا الرأي - من الطرف الآخر، فتراه يُقرِّر ألا يُكلمه حتى لا يظن به أنه ضعيف، ويقول في نفسه: عليه هو أن يكلمني أولاً ثم سأُسامِحه بعد ذلك.

فالكثير من الأزواج والزوجات يعتقدون أن التسامح يعطي الآخَر الفرصة ليتحكَّم فيه، كما أنهم يرون أن التسامح معناه تقبُّل الإهانة، وكذلك يرون أن التسامح معناه نسيان الأمر تمامًا والتعوُّد على هذا الفعل فيما بعد، إن مشكلة هؤلاء الأزواج أنهم يَعجزون عن النظر إلى حاضرهم ويَنشغِلون بماضيهم.

ولكن هناك نوع آخَر من الأزواج يرون أن تذكُّر المشكلات الماضية والتفاعُل معها واستِحضارها والحزن عليها هو حمق وجُنون؛ بل هو *** للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة، فملف الماضي عند العقلاء يُطوى ولا يُروى، وينبغي أن يغلق عليه في زنزانة النسيان، ويقيَّد بحبال قوية في سجن الإهمال، فهؤلاء يرون أن الناس لا يَنظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف؛ لأن الريح دائمًا تتَّجه إلى الأمام فلا يجب أن يخالفوا سنة الحياة، كما أن القراءة في دفتر الماضي هي ضياع للحاضر، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة؛ فقد ذكر الله الأمم وما فعلت، ثم قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ﴾ [البقرة: 134].

فيَنبغي للزوجين أن يُصدِر كل منهما كل ليلة عفوًا عامًّا قبل النوم عن كل إساءة إليه من الطرف الآخَر، وبهذه الطريقة سوف يكسب كل منهما الأمن الداخلي والاستقرار النفسي والعفو من الرحمن الرحيم.


الآثار المترتِّبة على عدم التسامح بين الزوجين:
عدم التسامح بين الزوجين سيُسبِّب أمرَين:
أولاً: زيادة الشعور والأحاسيس السلبية بينهما؛ فكلما فكر الإنسان في أمر سيئ، أو مشكلة مر بها، زادت مَشاعِره وأحاسيسه السلبية تجاه صاحِب هذا الأمر.


ثانيًا: سيُؤدِّي عدم التسامح إلى زيادة حدة المشكلة بينهما.


فائدة التسامح والعفو بين الزوجين:
إن من يعفو ويصفح ينال عزَّ الدنيا وشرَف الآخِرة؛ فقد قال الله - تعالى -: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40]، فالصُّلح هنا مُقترِن بالعَفو؛ كما قال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، كذلك قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134].


فما أطيَبَ القلبَ الأبيض! وما أسعد صاحبه! وما أهنأ عيشه! ثم هل في هذا العمر القصير مساحة لتصفية الحسابات وتسديد فواتير العداوة؟ إن العمر أقصر من ذلك، والذي يذهب ليقتص من كل من أساء إليه وينتقم من كل من أخطأ في حقِّه سوف يعود بذهاب الأجر، وعِظَم الوزر، وضيق الصدر، وكثرة الهمِّ.


فيا أيها الزوجان، أنقِذا نفسَيكما من شبح الماضي، ولتكن حياتكما مليئة بالتسامح والعفو حتى تسعَدا في الدنيا والآخرة.

المراجع:
إبراهيم الفقي: الحب والتسامح، القاهرة، دار الراية للنشر والتوزيع، 2010م.
حسن مصطفى عبد المعطي: المناخ الأسري وشخصية الأبناء، القاهرة، دار القاهرة للنشر والتوزيع،2012م.
عائض القرني: لا تحزن، ط 26، الرياض، العبيكان للنشر، 2013م.
__________________
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 30-08-2014, 11:02 AM
الصورة الرمزية العشرى1020
العشرى1020 العشرى1020 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 18,440
معدل تقييم المستوى: 34
العشرى1020 has a spectacular aura about
افتراضي

احسنت اخى الكريم وبارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 04-09-2014, 01:57 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العشرى1020 مشاهدة المشاركة
احسنت اخى الكريم وبارك الله فيك
جزاك الله عنا خيرا
__________________
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 04-09-2014, 06:59 AM
الصورة الرمزية نسيــــــم الجنـــــــــة
نسيــــــم الجنـــــــــة نسيــــــم الجنـــــــــة غير متواجد حالياً
عضو مميز 2013
العضو المميز لقسم التنمية البشرية لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
العمر: 43
المشاركات: 3,487
معدل تقييم المستوى: 16
نسيــــــم الجنـــــــــة is a jewel in the rough
افتراضي



بــارك الله فيك

ورزقنا واياك من حسن الصفات ما يسعدنا بقربه

آميـن آميـن يارب العالميــن


__________________

أستغفرك ربى
حتى ترضى ....... حتى تغفر
حتى تطيب لنا الحياة



رد مع اقتباس
  #25  
قديم 04-09-2014, 07:16 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيــــــم الجنـــــــــة مشاهدة المشاركة

بــارك الله فيك

ورزقنا واياك من حسن الصفات ما يسعدنا بقربه

آميـن آميـن يارب العالميــن

ربنا يرضى عنك
ويرزقك من خيراته وانعمه
وبركاته الكثير
ما يغنيك
فى الدارين
__________________
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 06-09-2014, 09:02 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

التسامح. قيمة إسلامية غائبة
بقلم: رجب ابو الدهب


من القيم التي أقرها الاسلام قيمة التسامح والتي إذا سادت في المجتمع شعر جميع ابنائه بالسعادة والأمان، وإذا اختفت كان الهلع والذعر شعارا لهذا المجتمع الذي لا يستطيع البناء أو التقدم قيد أنملة في غياب هذه القيمة ولذا حفل القرآن الكريم والسنة النبوية بالكثير من الاوامر التي تحض علي نشر العفو والصفح بين الجميع لدرجة أن عدم السماح أو العفو اعتبرته الشريعة من صفات المنافقين لقوله صلي الله عليه وسلم "إذا خاصم فجر".
حول معني التسامح وأثره وكيفية غرسه في النفوس كان لنا هذا التحقيق:
في البداية يوضح الشيخ محمد البسطويسي نقيب الأئمة بالأوقاف أن التسامح هو مقابلة الإساءة بالإحسان لقوله تعالي "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، والتسامح هو العفو عمن ظلمك وأن تعطي من حرمك وأن تصل من قطعك، كما أنه علو في الهمة والوصول بالنفس الانسانية إلي مبلغ الصالحين، وخير مثال علي ذلك هو المعصوم صلي الله عليه وسلم الذي أوذي فصبر وتعرض لأنواع الإيذاء من القول وبالسب والاعتداء عليه بإلقاء القاذورات أمام بيته والاعتداء عليه بالخنق وعندما فتح الله له مكة قال لهم ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيرا وهم في موضع الضعف والانكسار فقال صلوات الله عليه لهم لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين اذهبوا فأنتم الطلقاء.
- ويضيف الشيخ البسطويسي أن التسامح يورث التواضع والتواضع يورث المحبة في القلوب والمحبة من علامات القبول للعبد في الارض فإذا وضع القبول في الارض فاعلم أن الله تعالي راض عن ذلك العبد مشيرا إلي أن غياب التسامح بين أبناء المجتمع من أسباب ال*** في الشارع المصري فكان الانتقام والخصام والشقاق والنفاق محل التسامح والوئام والمحبة مؤكدا أنه رغم ذلك فالشعب المصري عاطفي بفطرته ومتسامح ، وأن ما ينقصه لتحقيق قيمة التسامح هو تنحية المصالح الشخصية جانبا، والنظر لمصر باعتبار أنها قامة ومفخرة للعالم العربي والإسلامي، فإذا انهارت هذه الدولة التي هي عصب التاريخ انهارت معها كل القيم والبلاد العربية والإسلامية (ويحذر البسطويسي من التعصب لتيار سياسي أو التحزب وما ينتج عنهما من تقديم المصالح الشخصية علي المصالح العامة للأمة لقول الرسول صلي الله عليه وسلم "دعوا العصبية فإنها فتنة"وقوله أيضا "الله الله في دينكم أبدعوي الجاهلية تدعون وأنا بين ظهرانيكم".
ويري الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء أن قيمة التسامح تصون شخصية مجتمع فاضل يهجر الناس فيه البغضاء والأثرة والانتقام ويتصافحون ويتسامحون فيكونون قد أحرزوا الخير كله لقوله تعالي "فمن عفا وأصلح فأجره علي الله" بعكس الرغبة في التشفي والانتقام والاستحواذ فهذه الصفات خاصة بأهل الشر الذين لا يعرفون التسامح ولا يعرف التسامح لقلوبهم طريقا.
ويضيف د. هاشم اذا أردنا أن نبني مجتمعا علي الخير فيجب أن نتحرى تطبيق التسامح بين الناس حتى يعيشوا أحبة لا يحمل أحد أي ضغينة لأحد وإنما يكونون أحبة متسامحين، فإذا طبق المجتمع هذا المعني استقر فيه الأمان، ولم تكن فيه هذه الشحناء ولا الارهاب الذي نستشعره الآن إلا أن تحقيق ثقافة التسامح تحتاج أن يبدأ بها ولاة الأمر والمسئولون أولا ليكونوا قدوة للشعب وليرفعوا راية الصفح والحب حتى تلتئم الجراح وحتى تتضافر القوي من أجل المصلحة العامة.. ويؤكد الدكتور طه أبوكريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق إن التسامح من المبادئ المقررة في الاسلام باعتبار أن المؤمنين أخوة تجمعهم رابطة الاخوة الاسلامية والتي تعني انه يحب المسلم لأخيه ما يحبه لنفسه وأن يكره له ما يكره لنفسه وكذلك لأنها تعني الحرص الدائم علي تحقيق هذا المعني من خلال العلاقات الانسانية التي تشمل كل جانب من جوانب الحياة، وكل نشاط من الانشطة فيها، ومن هنا أكدت الشريعة الاسلامية تحقيق الايجابيات التي تضمن بقاء هذه العلاقة الايمانية الواجبة بينهم ومن أمثلة ذلك التعاون علي البر والتقوى لا علي الإثم والعدوان وتحقيق التواصل الانساني بين الجميع في كل لحظة من لحظات هذه الحياة قولا وفعلا وسلوكا وإلي جانب ذلك ضرورة البعد عن كل السلبيات التي تحدث شرخا وثقبا في جدار هذه العلاقة الايمانية ولأن البشر بشر وكل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون فقد يحدث في وقت من الاوقات إساءة من طرف نحو طرف آخر وهنا يدعو الاسلام إلي علاج هذه الأمور الطارئة علي أساس من التسامح والعفو الذي دعا اليه القرآن الكريم في قوله تعالي "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" وقوله تعالي "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" وفي قوله تعالي "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" فإذا كان المؤمن وثيق الصلة بكتاب ربه فإنه يتذكر هذه التوجيهات فإذا وقعت عليه إساءة من غيره فيملك نفسه ويضبط مشاعره ولا يبادل الكلمة السيئة بالكلمة السيئة وإنما يتغاضي ويمسك لسانه عن الرد المسيء كما يسارع إلي كبح جماح نفسه حتى لا يصدر منها اعتداء مماثل لما وقع عليه ويقول الدكتور عبدالمهدي عبدالقادر أستاذ الحديث بجامعة الازهر ان التسامح يدعو إلي العفو والصفح عمن أساء اليه فهو خلق يريح المجتمع بكل أفراده، ويجعل الحياة هادئة طيبة، فليعفو كل منا ولنكن متعاونين لا متناحرين، غير ان التسامح كخلق له حدود، إذ يبيح الاسلام للمسلم ان يؤدب المعتدي وان يأخذ حقه منه لقوله تعالي "فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم".
ويقول د. عبدالمهدي ان الأمة قد ابتليت في اخلاقها في الفترة الأخيرة حتى أصبحت الهيئات لا تدرس الأخلاق وإنما تدرس الاعتداء والظلم مطالبا بالعودة إلي الاخلاق وتدريسها سواء في المسجد أو التعليم ويقول الشيخ حسن محمد من علماء الازهر أن اختفاء قيمة التسامح بين ابناء المجتمع إنما يعود للبعد عن الدين بالإضافة لما كرس له العهد السابق من *** بإبعاد الناس عن دينهم فكان أئمة المساجد مكممة أفواههم وكان الظلم يصيب الناس جميعا حتى انفجروا بسبب عدم توجيه هذا الغضب التوجيه الصحيح فانفجر بعضهم في بعض، ودائما ما يكون الإنسان سريع الغضب إذا كان بعيدا عن الدين بعكس الملتزم والقريب من الله لقول الرسول صلي الله عليه وسلم "لا تغضب" كما أن المسلم إذا خاصم لا يفجر لأنها من صفات المنافقين.
ويري أن العلاج يكون بتضافر جهود أبناء المجتمع جميعا أفرادا ومؤسسات وهيئات ووزارات لغرس قيم التسامح في نفوس النشء.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:40 AM.