|
||||||
| الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
(9)
جلس عمر وحيدا فى احدى الحجرات الصغيره داخل المعسكر الذى نقله اليه الجنود الروس بعد أن أسروه وأخذوه معهم وهو طوال الطريق يحاول اقناعهم بأنه ليس شيشانيا ..لكنهم لم يفهموا منه شيئا فلم يكن أحد منهم يعرف العربيه كما انه أخفى عنهم انه يعرف اللغة الشيشانيه وبمجرد أن وصل الى المعسكر أخذوه الى أحد الضباط الروس يعرف العربيه لإستجوابه وبعد ساعتين كاملتين من التحقيق والإستجواب المرهق ..استطاع أن يقنع الضابط (أو هكذا ظن ) أنه كان يعمل فى السعوديه عندما التقى بأحد الرجال الشيشانيين الأغنياء قدم الى السعوديه فى عمرة واستطاع الرجل اغراءه بالمال ليعمل عنده فوافق وأخذه معه الى بلده ليعمل خادم له ولأسرته وعندما طلبوا ابنه للذهاب الى معسكر المجاهدين دفع الرجل مبلغا كبيرا من المال له ليذهب الى المعسكر مكان ابنه ووافق مضطرا وذهب الى المعسكر لكنهم كشفوا أمره فهرب منهم ثم وقع فى أيدى الروس وبرغم عدم اقتناع الضابط بالقصه ومحاولاته لمعرفة الحقيقه بالضغط النفسى على عمر ..الا أنه تركه أخيرا وأمر الجنود باصطحابه الى تلك الحجره تنهد عمر بعمق ونهض من مكانه وأخذ يدور فى الحجره والقلق والخوف يسيطران عليه الا أنه تماسك قدر ما يستطيع وأخفى قلقه حتى لا يفتضح أمره عبر كاميرا المراقبه المثبته فى أعلى الحائط أخذ يتأمل الحجره ويدور فيها بعينيه ..كانت صغيره ومتاعها قليل مجرد سرير صغير ودولاب ومنضده وأربعة كراسى انتفض عمر وارتد للخلف عندما فتح باب الحجره فجأه واتسعت عيناه من الدهشه والإنبهار فقد كانت تقف على باب الحجره أجمل فتاه رآها فى حياته تأملها قليلا ثم صرخ فى نفسه : يا أولاد الأبالسه!! ايه..ابتديتوا تلاعبونى ؟ اهدا يا عمرلا تنكشف اهدا وركز وفكر كويس فى اللى هاتقوله وتعمله قالت الفتاه بلهجه عربيه سيئه :أهلا وسهلا ..هل أنت جائع؟ هز عمر رأسه ببطء ودون أن يتكلم دخلت الفتاه الى الحجره وخلفها رجل يحمل صينيه عليها طعام وبعض المشروبات وضعها على المنضده ورحل وأغلقت الفتاه الباب خلفه ونظرت الى عمر وهى تقترب منه فابتسم لها عمر ابتسامه عريضه محاولا اخفاء قلقه وتوجسه وضعت يدها على كتفه فانتفض مبتعدا عنها فرفعت احدى حاجبيها بدهشه وقالت : هل تخاف منى ؟ قال بارتباك : لا لا بس! .... ثم نظر الى الطعام وأكمل : أصلى جعان قالت وهى تضحك : تفضل الطعام أمامك هجم عمر على المنضده وأخذ يلتهم الطعام التهاما فهو لم يأكل منذ أمس وجلست الفتاه فى الكرسى المجاور له وأخذت تراقبه وهو يأكل بمزيج من العجب والإشمئزاز كان يأكل بطريقه غريبه ومقززه يأكل بيديه الإثنين ويصدر أصواتا عاليه بفمه تقزز أشد النفوس ثباتا ولكن يبدو أن الفتاه استطاعت التغلب على ذلك فوضعت يدها فوق كتفه ومالت عليه وهى تقول : أتعلم أنك وسيم؟ نظر اليها ورسم على وجهه السعاده وفتح فمه المملوء بالطعام وضحك ضحكه شديدة البلاهه ثم أمسك بدورق الماء وأبعد الكوب جانبا ورفعه عاليا بعيدا عن فمه وأماله ليسقط الماء داخل بلعومه مباشرة مصدرا صوتا شديد الصخب جعل الفتاه تبتعد عنه وضع الدورق على المنضده ثم تجشأ بصوت عالى جدا. انتفضت الفتاه من على المنضده وجلست على السرير بعيدا عنه أنهى طعامه ونهض من على الكرسى ومسح أنفه وفمه فى كمه وكادت الفتاه تفرغ ما فى جوفها عندما تمخط عمر متعمدا على الأرض ثم مسح يديه فى ملابسه ولكن يبدو أنها كانت مدربه جيدا فقد تجاوزت كل ذلك واقتربت منه من جديد ووضعت يديها حول رقبته فأزاح يديها ببطء وهو يبتسم ابتسامته العريضه وقال : لا لا بصى يا أختى, أصل الطريقة دى مش هاتنفع معايا قالت بلغتها العربيه السيئه : وما هو الأسلوب الذى ينجح معك؟ قال : معلش يا أختى أصل بعيد عنك عندى الهسهس قالت بدهشه : ماذا؟ عمر وهو يبتعد عنها : قصدى أقول يعنى عندى وسواس فى مخى ساعه تروح وساعه تيجى لا وايه..باخاف من خيالى, وأمى قالت لى اوعى ياواد ياعمرمن الإيدز علشان كده باترعب كل ما أشوف واحده حلوه زيك رفعت حاجبيها بدهشه وصمت فأكمل : وبعيد عنك ياختى عندى حساسية من الريحة الحريمى, وكل ما أشم ريحة كلونيا حريمى, ألاقى جلدى احمر وجسمى كله قام عليا,واشتغل هرش والاقى جسمى كله نطر دمامل وخراريج, بصى رفع ملابسه فرأت بعض الدمامل الحمراء المتناثره على ظهره فانتفضت باشمئزاز بعيدا عنه عمر بتساؤل : الا قوليلى يا أختى ..همه حابسنى هنا ليه؟ قالت بتأكيد : لا .. اطلاقا فقط نحن نحميك من هؤلاء الإرهابيين فلا شك أنهم يبحثون عنك الآن هز عمر رأسه ورسم على وجهه تلك الإبتسامه البلهاء لكنه من داخله كان يشعر بالخوف الشديد جلست على السرير ووضعت ساقا فوق الأخرى وقالت : أخبرنى يا عمر ..أتريد أن تعود لبلدك ؟ قال بلهفه : أبوس ايديكى قالت : وما الذى أتى بك الى هنا؟ قال بسرعه : الفلوس ..الفلوس طبعا يا حلوه سألته : أنت تحب المال؟ قال : ومين مايحبهوش؟ قالت : أتحب لعب الورق؟ لمعت عيناه بقوه وقال : دا أنا معلم قالت : حسنا انتظرنى قليلا حتى أعود .................................................. .............. اقترب الجنرال الروسى من الذئب بخطوات بطيئه حتى وقف أمامه مباشرة ووضع احدى قدميه على صخره والأخرى على الأرض وهو يمسك عصا غريبه أخذ يهزها فى يده وهو يتأمل الذئب كان الذئب فى حاله يرثى لها فقد كان عار تماما ومعلق من رسغيه فى العراء بحبلين رفيعين ومغموس حتى خصره فى حفره مملوءه بالمياه المثلجه تجمد الدماء فى العروق بالإضافه الى درجة حرارة الجو التى تقترب من الصفر قال الجنرال بشماته : اذا فأنت الذئب !! أكمل عندما لم يتلق ردا : أتعلم كم كبدتنا من خسائر فى المال والجنود؟ رفع الذئب رأسه ببطء ورماه بنظره مخيفه ارتجف لها قلبه وقال بسخريه : أتريدنى أن أقدم اعتذارا رسميا؟ ضغط الجنرال أسنانه وظهر فى عينيه غضبا لكنه استطاع أن يتحكم فى تعبيرات وجهه بمهاره فرفع احد حاجبيه وابتسم بسخريه وقال : يعجبنى الرجل القوى الرابط الجأش قرب العصا من وجهه وبمجرد أن لامست فكه سرى فيها تيار كهربائى صعقه صعقة شديده ارتج لها جسده بعـنـف واهتز الماء من حوله وبرغم ألمه الرهيب لكنه لم يتأوه أو يصدر أى صوت قال الجنرال ببرود شديد : هل أعجبتك ؟ انها فقط بدايه لفتح شهيتك.. صمت قليلا ثم قال بسخريه شديده : أتظن حقا أنكم ستنتصرون ؟ أنتم مجرد حشرات متمرده ارهابيه وسنسحققكم بأحذيتنا سحقا لقد أمسكنا بك داخل أراض روسيه وأنت تجهز لعمليه ارهابيه كبيره سقطت أقنعتكم..لم يعد الأمر دفاعا عن أرض ولا مطالبه بالحريه بل مجرد زمره من العصابات المتمرده التى تقوم بعمليات ارهابيه كان جسد الذئب يرتجف بشده من البرد لكن عيناه ثابتتان يشع منهما بريق مخيف وهو يقول : تلك الأكاذيب التى تملؤون بها آذان العالم لن تفت فى عضدنا داغستان ليست أرضا روسيه بل هى (أرضا مسلمه من أيام الخليفه المسلم الراشد عمر بن الخطاب أنتم تحتلون أرضا مسلمه ونحن نساعد أهلها الى تحريرها من جبروتكم وبطشكم انها من أقدم بلاد القوقاز اسلاما كما أن القائد شامل باسييف وقادة داغستان قاموا بتأسيس الاتحاد الشعبى الشيشانى الداغستانى منذ عام 1998)* الجنرال وقد بدأ الغضب يتسلل الى صوته : داغستان روسيه وستظل روسيه وما فعلتموه فيها ليس سوى مجموعه من العمليات الإرهابيه التى ستحاكمون عليها وتعدمون الذئب : وما تفعلونه الآن فى الشيشان أليس ارهابا؟ ألم تخرقوا بنود الإتفاقيه التى بيننا وبينكم و تضربوا مواقع مدنيه؟ألم ترتكبوا جرائم ضد الإنسانيه؟ ألم تحتلوا جروزنى رغما عن أهلها ضغط أسنانه بقوه واهتز صوته من الغضب وهو يكمل : ألم تضربوا قوافل المهاجرين المدنيين العزل بالطائرات وتحرقوا حافلاتهم ؟ ان هذا هو الإرهاب بعينه انكم تحتلون داغستان أيضا رغما عن أهلها وتجبرونهم على الخضوع لسلطتكم دون ارادتهم لقد ضربتم قرية كومادا بالطائرات والمدافع وهى قريه داغستانيه الجنرال : لقد ضربناها بعد أن احتلها المتمردون الشيشانيين لنخرجهم منها الذئب : لقد استنجد بنا أهل القريه أنفسهم بعد أن حاصرتموها وضربتموها بالطائرات والمدافع الجنرال بغضب : لقد استدعتنا الشرطه الداغستانيه بعد أن فشلوا فى صد هجوم المتمردين الداغستانيين ان داغستان روسيه وستظل روسيه هل تفهم؟ الذئب ساخرا : نعم .. ورغما عن أنف أهلها جميعا الجنرال وقد بدأ يفقد السيطرة على أعصابه : لا تدعى الشجاعه، فستهزمون عما قريب فليس لديكم القدره على مواصلة القتال لفترات طويله الذئب بتحدى : لو لم تكن لدينا القدره على مواصلة القتال ضدكم لما دخلنا داغستان لنجدة اخواننا فى اقليمى بوتليخ وكراماخى ومساعدتهم على قتالكم بعد أن استنجدوا بنا الجنرال بغضب هادر : سنرى الآن مدى شجاعتك الحقيقيه واعلم أنك لن تموت الآن بل ستموت قطعة قطعه ولتصرخ بكل قوتك ليسمعك الهك ويأتى لينقذك ضحك ضحكه شيطانيه ومد يده الى أحد جنوده الذى أعطاه سلكا كهربائيا فقال بسخريه شديدة البروده : هل تشعر بالبرد؟ حسنا ..سأدفئ لك الماء....استمتع بحمامك الدافئ أيها الذئب وضحك ضحكه أشد من الأولى ووضع السلك فى الماء .................................................. ... ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ تصاعد الدخان كثيفا من السيجاره التى تتدلى من فم عمر وامتلأت منفضة السجائر التى أمامه على المنضده بكميه كبيره من أعقاب السجائر تشير الى مدخن شره , كان يمسك بين يديه ببضعة كروت من أوراق الكوتشينه و ينظر اليها بتركيز شديد, وحول المنضده التف ثلاثه من الضباط الروس يلعبون معه الورق كشف كل منهم أوراقه على المنضده وظهر على وجوههم الإحباط .. فتناول عمر ورقه أخرى من كومة أوراق مقلوبه على المنضده ورتبها وسط أوراقه ثم كشف أوراقه كلها على المنضده وهو يضحك بابتذال شديد : هأ هأ هأ هأ ااااااااااو قفف .. أنا بلاعب قفف كل واحد فيكم يطرقع قفاه ويحط فلوسه هنا ورغم أنهم لم يفهموا من كلمات عمر الساخرة شئ, وضع كل منهم ماله على المنضده وهم يتحدثون الى بعضهم البعض بعصبيه ويبدو عليهم الغيظ الشديد, وجمعها عمر أمامه بلهفه وهو يدخن السيجاره بشره وقال : لو فضل الحظ كده ملالى, يبقى هارجع على مصر قريب جدا بدأت اللعبه من جديد وبدأ عمر يرتب أوراقه لكنه بدأ يشرد ويتشتت ذهنه عندما وجد أمامه صورة بنت فى احدى الأوراق خيل اليه انها تنظر اليه . هز رأسه وأغلق عينيه بقوه وفتحهما وتعجب بشده فقد كانت تشبه زهره . كانت تنظر اليه بنظرات حزينه.. سحب ورقه من الكومه المقلوبه فوجدها ولد أخذ يفرك عينيه بيده فقد خيل اليه انه مالك . هز رأسه مجددا محاولا طرد تلك الأفكار من رأسه وبدأ يركز فى اللعبه .. لكن كلمات زهره ومالك كانت تخترق رأسه اختراقا وتمنعه من التركيز فى اللعب مالك : انهم يريدون ابادتنا زهره : الحريه لدينا أغلى من الحياه مالك : المساجد أول شئ يستهدفونه زهره : نحن نؤمن تماما أننا سننتصر.. حتى لو لم نرى النصر بأعيننا فسيراه من بعدنا.....لكننا فى النهايه ....سننتصر أفاق من تخيلاته على صوت أحد الضباط يقول له : العب نظر اليه شذرا ثم أخذ نفس طويل من السيجاره وأكمل اللعب فجأه انتفض الجميع على صوت صفارات الإنذار تدوى بقوه فى المكان تحدث الضباط الثلاثه الى بعضهم البعض ورحلوا مسرعين وبقى عمر وحيدا يفكر ومع أصوات طلقات الرصاص والمدافع التى تدوى فى أذنيه , شعر أنه فى مأزق حقيقى فماذا سيفعل به المجاهدون اذا ما تمكنوا من استعادته ؟ وبدأت تراوده أفكار رهيبه أصابته برعب حقيقى .................................................. ..... يتبع............
__________________
|
|
#2
|
||||
|
||||
|
(10)
استرد الذئب بعض وعيه وبدأ يشعر بما حوله لكن عقله كان مشوشا تماما والرؤيه لديه مهتزه .. الشئ الوحيد الذى طغى على كل حواسه هو آلامه الرهيبه وصل الى اذنيه صوت صخب وضوضاء وموسيقى قادمه من بعيد فتح عينيه بصعوبه وبرغم أن الرؤيه لديه لم تكن واضحه الا أنه تبين أضواء ملونه مهتزه وأخيرا وبعد تركيز شديد تذكر أن فى هذه الأيام يحتفل الناس برأس السنه بدأ الألم يذهب بعقله ويفقد وعيه من جديد ..لم يدر كم بقى على هذه الحاله يذهب وعيه من الألم والبرد ثم يفيق من جديد حتى سمع أصوات من حوله ففتح عينيه وأدرك أنه موعد تبديل وردية الحرس انصرف الحرس القديم وهدأ الوضع , سمع الذئب صوتا يهمس باسمه ففتح عينيه بصعوبه , كان الحارس يهمس له : أيها القائد. أبلغك تحيات القائد الكبير. اطمئن. سنخرجك من هنا سريعا ان شاء الله عرفه الذئب من صوته ..لقد كان جوهر رفعه الحراس الثلاثه من الماء وفكوا وثاق يديه التى لم يكن بمقدوره تحريكهما ولفوه فى غطاء سميك وحمله اثنان واقتادهم الثالث عبر طرقات مظلمه يعرفها جيدا بعيده عن الحراسه حتى وصل الى مبنى مكون من دورين, دخل الثلاثه من الباب الخلفى , متبعين الحارس الذى فتح أحد الأبواب وأدخلهم الى غرفة واسعه بها جهاز حديث للتدفئه , وهمس قائلا : لا تضيئوا الأنوار . ثم خرج وأغلق الباب خلفه , ووقف أمام الباب من الخارج يراقب الطريق . ساعد جوهر وأحمد المتنكران فى زى الحرس الذئب على ارتداء حلة ضابط روسى ومع الدفء والتدليك بدأت يداه تتحركان تدريجيا نظر الذئب اليهما وهما يساعدانه على ارتداء ملابسه وقال باعياء : كيف دخلتم الى المعسكر؟ همس أحمد: لدينا من يساعدنا . . أغلب الجنود لديهم الإستعداد لبيع روسيا بأكملها من أجل المال والحكومه عاجزه عن دفع رواتبهم منذ عدة أشهر كما أن الوقت مناسب جدا فأغلب الضباط والجنود الروس مشغولون فى الإحتفال برأس السنه , وقائدهم مغموس حتى أذنيه فى الخمر والرقص فتح الباب فجأه , وظهر من خلفه الحارس الثالث وقال بقلق : أسرعوا .. ستمر دورية التفتيش بعد 15 دقيقه وسينكشف أمرنا قال جوهر وعلى وجهه ابتسامة ثقه كبيره : اطمئن . لن يحدث ان شاء الله . لقد أعددنا للأمر جيدا. أحمد : انتهينا . هيا بنا انقضت العشر دقائق وبعدها دوت صفارات الإنذار فى أرجاء المعسكر وعندما سمعها الجنرال قائد المعسكرهب من أمام المائده العامره بالطعام والشراب الفاخروسقط كأس الشراب من يده وهو يصرخ بلا وعى : الذئب !!! انتابته حاله من القلق والتوتر الشديد ونظر الى صديقته التى كان قد دعاها الى احتفال خاص فى غرفته من دقائق قليله وقال بتوتر: ترى .. ماذا حدث؟ جرى الى الشباك وأزاح الستائر وجالت عيناه فى أرجاء المكان كان الإحتفال قد توقف وصمتت الموسيقى وخرج أغلب الجنود الى ساحة المعسكر التى حولتها الأضواء الكاشفه الى نهار وسادت بينهم حاله من الهرج حاول أن يطمئن نفسه فهمس بصوت خافت : لا .. لا يمكن أن... انتبه على صوت طرقات على الباب .. فتح الباب بسرعه فوجد أمامه أحد الجنود الذى حياه وقال بتوتر : سيدى الجنرال .. لقد .. لقد هرب الذئب أصيب الجنرال بالوجوم قليلا من أثر الصدمه ثم انتابته حاله من الغضب الهائل وصرخ بعـنـف : ماذا !! مستحيل .. والحرس .. والأسوار .. والجنود .. والضباط .. وِِِأين كنتم؟ سأعدمكم جميعا فردا فردا. ارفع درجة الإستعداد القصوى وأخرج فرقا للبحث عنه وأطلق كلاب الحراسه . لا يمكن أن يكون قد ابتعد كثيرا. يجب أن يكون بين أيدينا قبل أن يصل الخبر الى القائد الأعلى انصرف الجندى لتنفيذ الأوامر وأخذ الجنرال قبعته العسكريه ووقف أمام المرآه يصلح من ملابسه بعصبيه شديده وهو يخاطب رفيقته : لا ترحلى , سأجده , وعندها لن أرحمه , انتظرينى , سأعود سريعا . تسمر فى مكانه عندما رأى فى المرآه انعكاس صورة رفيقته وعلى وجهها ارتسم الرعب الشديد . التفت الى حيث تنظر وارتد للخلف بحده عندما رأى جوهر يقف أمام دولاب ملابسه المفتوح ويصوب سلاحه لهما وبيده الأخرى يضع سبابته فوق فمه مشيرا لهما بالسكوت وهو يقول بصوت خافت شديد الصرامه : شششش .اياك أن تحدث صوتا , لأن مسدسى أسرع من أى جندى سيأتى لإنقاذك أنت وهى سمع صوتا خلفه فالتفت بحده فوجد الذئب يخرج من تحت سريره ومعه أحمد وهو يساعده على الوقوف ويصوبان سلاحهما باتجاهه قال الجنرال بذهول : كيف .. كيف دخلتم الى هنا؟ جوهر ببرود ساخر : دخلنا قبلك بدقائق وأعددنا لك مفاجئه كبيره بمناسبة العام الجديد , هل أعجبتك؟ وضعت الفتاه يدها على فمها برعب حتى لا تصرخ , أما الجنرال فقد تراجع الى الوراء حتى اصطدم بالكرسى فسقط عليه باستسلام وقال : والآن. ماذا تريدون منى؟ قال جوهر بابتسامه شديدة الثقه : نريدك أن تصحبنا فى رحلة للبحث عن الذئب أدار الجنرال رأسه بحده ونظر الى الذئب وعقد حاجبيه بدهشه ودب الرعب فى قلبه .................................................. ........ كان الموقف مخيفا بحق .. طلقات المدافع تدوى ليلا وهو فى موقف لا يحسد عليه ولا يدرى من أين يأتى الخطر أخذت عيناه تدوران فى المكان بقلق وهو يفكر فى موقفه الراهن وما يمكن أن يفعله , وصلت عيناه الى كاميرا المراقبه المعلقه أعلى الجدار . أخذ يتأملها طويلا وعيناه تضيقان فجأه نهض عمر من مكانه وأمسك بأحد الكراسى وضرب به الكاميرا بقوة انتزعتها من مكانها وقطع أسلاكها , ثم قذف الكرسى فى النافذة وكسر زجاجها انتبه الجندى الواقف بالخارج يحرس باب الحجره الى صوت التكسير فاقتحم الغرفه ونظر فيها بسرعه فلم يجد أحد . جرى نحو النافذة وأمسك بالحديد الذى يغلق مدخلها وجذبه بقوه وهو يسأل نفسه بدهشه : ترى هل اخترق الأسير الحديد وفر من الشباك؟ لم يستطع أن يجيب على السؤال , بل لم تكن لديه فرصه ليفكر فى السؤال نفسه ومدى امكانية تنفيذه على أرض الواقع , لأن ضربة شديده أصابت رأسه من الخلف وأفقدته الوعى ألقى عمر الكرسى الذى ضرب به الحارس من يده وانحنى على جسد الحارس الفاقد الوعى , وبدأ ينزع عنه حلته العسكريه بسرعه كبيره وهو يقول لنفسه : نفسى أعرف عنوان مصنع الموبيليا اللى بيتعاملو معاه, العفش عندهم جامد قوى والسراير عاليه لدرجة انها ممكن تخبى فيل تحتها انتهى من ارتداء ملابس الجندى وأرخى قبعته فوق عينيه لتخفى نصف وجهه , ثم فتح الباب وتسلل الى الخارج متسترا بالظلام وحمد الله كثيرا فأغلب الجنود مشغولون بصد هجوم المدافع الشيشانيه التى تمطرهم بقذائفها من الجبال المحيطه واضطرهم ذلك لإطفاء الأنوار والكشافات القويه فى ساحة المعسكر ظل عمر يجرى بحذرمحتميا بالمبانى حتى دخل الى الجراج محاولا ايجاد مكان آمن ليختبئ فيه وأخذ يتسلل بين السيارات الكبيره حتى لا يراه أحد كان الجو فى المعسكر شديد الفوضى وأصوات المدافع تصم الآذان والمدافع الشيشانيه تضرب بقوه من الجبال القريبه وكأن الجبال تقاتل معهم هاى .. أنت ...... تسمر عمر فى مكانه عندما سمع صوتا يتحدث اليه بالروسيه التى علمته زهره الكثير من كلماتها وتجمدت الدماء فى عروقه وكاد قلبه يتوقف من الخوف ................................................. يتبع.....................
__________________
|
![]() |
| العلامات المرجعية |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| رواية الشيشان, روسيا, شامل, عودة الذئب, إيفان الرهيب |
|
|