اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم

علوم القرآن الكريم هنا أن شاء الله كل حاجة عن القرآن الكريم من مسموع ومرئي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-06-2014, 10:00 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New المبادرات في القرآن الكريم


المتدبر للقرآن الكريم والسنة النبوية يلحظ العناية الكبرى في إعداد الأمة وتربيتها على خلق المبادرة، فبالمبادرة للخير يتحقق رضا الله تعالى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طـه:84]، وبالمبادرة تفتح لك أبواب الجنان: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133].

ونجد أن القرآن يحث على المبادرة ويبين الفرق العظيم بين من بادر وبين من سوَّف وأجَّل: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا} [الحديد من الآية10:]، بل إن من صفات المنافقين التسويف والتثاقل وعدم المبادرة: {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى} [النساء[ ] من الآية:142]، والسنة مليئة بالنصوص التي تحث على المبادرة والمسارعة إلى فعل الخير.

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الصحيح: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا» (1)، بل إن النبي[ ] صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نتقي الفتن[ ] ، وذلك كما في صحيح مسلم[ ] قال: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا[ ] » (2).

وعند مسلم (3) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله في النار[ ] »، ويربينا صلى الله عليه وسلم على التبكير في الأعمال عامة، دينًا ودنيا، وذلك بالدعاء لكل مبكر ومبادر، كما عند أبي داود (4) من حديث صخر الغامدي رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها».

ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعًا وقد سبقهم إلى الصوت (5)، ومبادرات الأنبياء عليهم السلام الذين أمر الله بالاقتداء بهم مسطرة بالكتاب والسنة {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام:90].

ومن أعظم مبادرات الأنبياء: مبادرة خليل الرحمن بتحطيم الأصنام، ومن مبادراته هجرته إلى ربه و***ه لإسماعيل وإكرام الضيوف، إلى مبادرات عظيمة في قصة موسى عليه السلام كما في القرآن، حيث ذكر الله[ ] عددًا من المبادرات ومنها سقيه الغنم للفتاتين وما فتح الله عليه بسبب ذلك من خير عظيم.

أما مبادرات الصحابة[ ] فيصعب حصرها هنا، وأكتفي بقدوتين:
فمبادرات أبي بكر رضي الله عنه سارت بها الركبان كما في حديث «من أصبح منكم اليوم صائمًا» (6)، ومبادرات عمر رضي الله عنه كثيرة جدًا: فهو أول من كتب تاريخ الهجرة، وأول من جمع الناس على التراويح، وأول من دوَّن الدواوين.

ومبادرات النساء[ ] مسطورة مشهورة كما بادرت أم كلثوم بنت عقبة بن معيطل في الهجرة إلى المدينة، ومبادرة أم حرام في غزوها مع زوجها وخوض غمار البحر، وقد قال لها النبي[ ] صلى الله عليه وسلم «أنتِ من الأولين» (7).

ومن أعظم ما يربي النفس[ ] على المبادرة مراعاة هذه الصفات:
الصدق[ ] والإخلاص فهو يبث في الروح قوة ويقينًا.
تدبر القرآن والوقوف مع آياته في المبادرة والمسارعة.
الاقتداء بسير الأنبياء والمرسلين وخير القرون.
العمل الجماعي[ ] والتعاون على البر والتقوى.

أخذ الأمور بجدية وقوة.
اليقين[ ] بحسن جزاء المبادرين.
التفاؤل وعدم اليأس مهما طال الزمن.
الصبر[ ] والتحمل والبعد عن العجلة قبل أوان الأمر ونضوجه.
الدعاء[ ] والاستغفار واللجوء إلى الله.

وبعد: فأمتنا تنتظر منا أن نكون من المبادرين في أمور الدين والدنيا لنحميها من عدوها، ونجعل لها المهابة والقوة كما كان سلفنا الصالح، وأن نستغني عن أعدائنا.

________________________
كتبه: أ.د. ناصر بن سليمان العمر، رئيس مجلس أمناء الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم[ ] ، والمشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم ضمن كتاب "30 مجلسا في تدبر القرآن الكريم[ ] ".
(1) رواه البخاري[ ] ح(615).
(2) ح118).
(3) ح438).
(4) ح2608).
(5) متفق عليه، مسلم (2307)، البخاري[ ] (6033).
(6) مسلم ح (1028)،النسائي (8053).
(7) البخاري[ ] (2788)، مسلم (1912)، أبو داود(2490)، الترمذي (1645)، النسائي (3171)، ابن ماجه (2776).

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:22 PM.