اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2014, 05:28 PM
alaa 4 alaa 4 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 935
معدل تقييم المستوى: 12
alaa 4 has a spectacular aura about
Icon3 الرهان على وعي الشعب التركي



بقلم: الدكتور محمد حسن نور


في القرن الحادي والعشرين عصر التراكم المعرفي والتجارب السياسية، هذا العصر الذي يعرف فيه المعاصرون مقومات صعود الدول وهبوطها ليس تنظيرا فقط وإنما أيضا ممارسة وتجربة وقيدها بالكتابة، كان الأمل فيه كبيرا أن تنعم البشرية بمنجزات الآباء والأجداد والأجيال الحالية في مناحي الحياة المختلفة ومنها طبعا نظام الحكم والسياسة، هذا المجال الذي حظي بقدر كبير من الدراسة والتجريب حتى توفرت لدينا تجارب الأمم التي قد خلت والمعاصرة في الحكم وما علينا إلا أن نقرأ ونتفحص بتمعن هذه الكتب المسطورة وتلك المفتوحة المليئة بالنفائس لنقف بها على مصائر الأمم السابقة ونتنبأ بها المآلات المتوقعة للدول الحالية والمستقبلية بناء على قراءتنا للتجارب السابقة والاستفادة منها.
إن جمال الحياة يحتاج إلى سعة صدر ولا مجال فيه "ما أريكم إلا ما أرى" ولما كانت الحياة قائمة على التنوع ينبغي التعامل بإيجابية وترشيد، إن الكون ليسع للجميع في الإحسان ولا يسع لوحدك في الإساءة، ومن هذا المنطلق كان من الأجدر بالبشرية أن تتعاون على البر والتقوى وألا تتعاون على الإثم والعدوان، وأي شذوذ عن هذا المبدأ السامي يجب رفضه ونبذه، كان هذا هو المأمول إلا أن قوى الرجعية والاستكبار في العالم أبت إلا أن تسعى إلى اغتيال أي خير للإنسانية بعرق جبينها ولاسيما إن أتى في ثوب الاستقلالية والحرية، هذه القوى تعمل المستحيل في تحطيم آمال الشعوب نحو النهضة والبناء، فقوى الرجعية بنت رؤيتها على منع الشعوب المماثلة من التحرر حتى لا ينسحب ذلك على شعوبها، أما القوى الاستكبار فبنت رؤيتها كذلك على تقزيم الشعوب الأخرى وإبقائها في التبعية.
إن النموذج التركي (مستفيدا من تجارب الأمم) كان يمثل أملا لمئات الملايين من شعوب العالم، حيث أطلق هذا النموذج الحرية للمواطنين إذ لم يتدخل في خصوصيات العباد بل صانها، ومن المعلوم أن الحرية هي كل ما تطلبه البشرية إن أتيح لها تنتج وتبدع وهذا ما ظهر في تركيا التي قفزت إلى الاقتصاد السابع عشر على مستوى العالم بفعل الحرية التي أطلقت طاقات المواطنين، والتي تحولت من دولة مدينة إلى دولة دائنة في فترة قياسية، واحتلت مكانة مرموقة من بين المراكز الأولى في الدول المانحة والراعية للأعمال الخيرية على مستوى العالم بشهادة المتابعين وبالأرقام الموثقة، وكل ذلك بعد أن أدت واجباتها نحو مواطنيها.
كان المأمول حقا أن يكافئ العالم تركيا على هذه الجهود المضنية والمباركة بشهادات تقديرية عالية المستوى، وأن يتعاون لنقل هذه التجربة الرائدة إلى الدول الأخرى الطامحة والتي لم تصل إلى هذه الدرجة حتى تعم الفائدة ويعم التكامل بين بني البشر، كان هذا هو المأمول، إلا أن ما حدث هو العكس، فانكشفت عورات وظهرت سواءت، شاهد العالم المحاولات القذرة لقوى المكر في استهدافها مركز قوة الدولة التركية (الاقتصاد)، تركيا كانت من الدول القلائل التي تربح مقابل خسارة معظم دول العالم في السنوات الأخيرة، يكفي مثالا (دون التشفي) المقارنة بين الاقتصاد التركي المارد والاقتصاد اليوناني المفلس (ليستمر الاقتصاد التركي في الصعود وليتعاف الاقتصاد اليوناني)، الكل يتذكر تصريحات رئيس الوزراء التركي السيد رجب أوردغان حول خسارة الاقتصاد التركي في أزمة الفساد المفتعلة حيث تجاوزت المليارات من الدولارات، بسبب الوقفات المغرضة والعبثية والتي كانت تتستر بالمظاهرات والتي كانت تمنع المشاريع الاستثمارية أبرزها ما حدث في ميدان التقسيم، وما تبع ذلك من أزمة الفساد المفتعلة ذات الخيوط الكثيرة في الداخل والجيران الأقرب والأبعد.
قيل في حينها، ولا زال هذا القول، إن القصد من هذه الافتعالات هو التأثير على الانتخابات البلدية التي يتوقع أن تجري في تركيا نهاية شهر مارس الحالي والنيل من سمعة حزب العدالة والتنمية عله يفقد بعض مقاعد يفترضها المتآمرون على الوطن أن تكون مؤثرة، فلماذا هذا المكر، لماذا هذا الكيد، لماذا التقاطع بدل التعاون، ترجح التوقعات أن هذا المسعى قد خاب، لكنه دق جرس إنذار ألا أحد في مأمن، وصدق في ذلك المقولة الظالمة بظلم قائلها: "للسياسة مصالح دائمة وليس لها أصدقاء دائمين" فالغدر في تركيا جاء من مقربين في الداخل والخارج، مما يطرح أسئلة على سبل الصداقة الوقتية التي لا يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها ما يعرض خللا كبيرا للاطمئنان بالعلاقات البينية.
صحيح أن الانتخابات البلدية ستجري في تركيا في الشهر الحالي، ولا أحد يمتلك الحقيقة فيما ستفرزه من نتائج، وبعدها بشهور ستكون الانتخابات البرلمانية والرئاسية، فماذا تعتمد عليه النتائج؟ بالتأكيد لا تعتمد على الفوضى والوقفات والاحتجاجات والتحريض والمؤامرة ومنع الاستثمارات وخلق القلاقل في الوطن بالتعاون مع قوى خارجية لا تريد الخير لتركيا ولا يتوقع أن تريد لها، إن تلك الانتخابات (كسابقاتها) تعتمد على البرامج، تعتمد على وعي الشعب التركي، إن الشعب التركي أكثر وعيا من أولئك الكبار والصغار الذين يريدون فرض نظرتهم على هذا الشعب العريق، هذا الشعب الذي حكم أكبر دولة في العالم والتي أخذت مكانتها المميزة بين دول العالم، تستغرب عندما ترى حكومات لا تتمتع بتاريخ يذكر في الماضي، وأخرى لا تمتلك نظام حكم محترم ومع ذلك عندها وساوس وأحلام أضغاث في التأثير السلبي على اختيار الشعب التركي، إنها سفاهة وحماقة وعدم القراءة للتاريخ.
إننا لا نوصي باختيارات بعينها وإن كانت لدينا أمنياتنا، بقدر ما ندعو إلى تمسك الشعب التركي بأهم إنجاز له، ألا هو حرية الاختيار بعيدا عن التأثيرات الجانبية والتي تأتي عن خارج الحدود، وأنتم تعرفون أكثر من أي شخص أن تلك التأثيرات الخارجية لا تريد خيرا لتركيا، وإنما تريد إضعاف تركيا وإفقارها، ويسيئها أن رأت تركيا قوية محترمة بين الأمم، إن هؤلاء يتجاهلون كبرياء الشعب التركي وعظمته، هذا الشعب الذي بنى هذه المعجزة الاقتصادية في محيط متخلف جدا باختياراته الصائبة، أملنا في الشعب التركي كبير في أن يحافظ ويرعى وينمي ثمرة عرق جبينه وأن يبرهن للجميع للأصدقاء قبل الأعداء أنه تجاوز مرحلتي الطفولة والمراهقة السياسية سواء أكانت مبكرة أو متوسطة أو متأخرة، وأنه في مرحلة الرشد السياسي، هذه المرحلة التي تعي ما اختارته لم اختارت وما رفضتة لماذا رفضت، منطلقة في اختيارها ورفضها من وعيها الرشيد الذي لا يفرط أبدا في مسئولية الصوت وأمانته، هذه المسئولية التي توجب على الناخب التركي أن يضع صوته في الصندوق الأمين في الصندوق النظيف في صندوق النهضة والتقدم والعمران، هذ الصندوق الذي يرجح كفته يوم تثقل موازين وتخف أخرى يوم تبلى السرائر، هذه المسئولية التي تجعل الدولة التركية في مصاف الكبار، وهو ما يطمح إليه كل إنسان غيور أن يرى وطنه عزيزا بين الأوطان، أملنا في الشعب التركي أن يختار بوعيه قيادة مجربة قادرة على إيصال الشعب التركي إلى تطلعاته المستقبلية، فلا دور في ذلك للمتآمرين والمتعاطفين، الناخب التركي فقط هو القادر على الإجابة الصحيحة على هذا السؤال، وعلى الآخرين ألا يشغلوا أنفسهم فيما لا يعنيهم حتى لا يلقوا فيما لا يرضيهم.
فلسفة أحب الخير للجميع دون استثناء، أملي في أن نرى يوما ما وقوى الخير تتعاون في سبيل إسعاد البشرية وتحريرها من القيود الظالمة التي تثقل على كاهلها، في أن نرى يوما ودول العدل سادت العالم وبادت دول الظلم والظلام، لولا الشر المجبول في قلوب بعض لما فهم بالمرة ما يقوم به الأشرار من محاولات مستميتة في اغتيال أحلام الناس، إنه الشر والأنانية فقط، ومن الناس من يستمرئ ويستعذب ويتمتع بقهر الآخرين و*****هم، نعم إنه الشر والأنانية فقط هي التي تزينك في إضرار أخيك الإنسان، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
فاللهم خذ بيد البشرية إلى الخير، وولّ أمورهم خيارهم ولا تولّ شرارهم، اللهم سدد خيار الشعب التركي.

نعم، الرهان على وعي الشعب التركي، والحرية للجميع.

http://elshaab.org/thread.php?ID=103636
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:35 PM.