لم أستطع ترك المواقع ال*****ة .. أريد توجيهات ونصائح

[abomokhtar]

السؤال
السلام عليكم

أنا بحاجة إلى عدة نصائح تعينني على ترك المواقع ال*****ة، ولكني أتمنى أن تكون الإجابة غير تقليدية؛ حيث إني أقرأ وأرى وأستمع إلى أضرار المواقع ال*****ة، ولكن سرعان ما أعود إلى المشاهدة.

أفيدوني أفادكم الله.




الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا – يا ولدي - أن نرحب بك – مرة أخرى - في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

وبخصوص ما ورد برسالتك هذه من طلبك لبعض النصائح التي تعينك على ترك هذه الأشياء المحرمة، فإني أحب أن أقول لك –ولدي نور -: إذا لم تكن لديك استعداد لترك هذه الأشياء فثق وتأكد أنه لا يمكن لأي أحد أن يقدم لك أي نصيحة، فإذا كنت جادًا فعلاً، وتريد التخلص من هذه الأشياء، فاعلم أن الأمر سهل، أما إذا كنت تريد حلاً مُعلبًا جاهزًا مستوردًا فاعلم أنك واهم، وأنك تبحث عن سراب – يا ولدي –؛ لأن الله تبارك وتعالى أخبرنا بقوله: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، فإذا كنت فعلاً تريد وبصدق وإخلاص ترك هذه الأشياء فاعلم أنك الوحيد القادر على ذلك، لا يستطيع أن يُنقذ نور الدين مما هو فيه إلا نور الدين نفسه، فإذا كان نور الدين صادقًا مع نفسه، ويحب نفسه حقيقة فثق وتأكد أنه سوف يستطيع أن يتخلص من هذا الأمر، بل ومن أي مشكلة مهما كانت؛ لأن الله تبارك وتعالى أعطى كل إنسان منا القدرة على اتخاذ القرارات التي تُسعده والتي تُشقيه، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: {ونفس وما سوّاها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكّاها * وقد خاب من دسَّاها}.

إذًا جعل الله تعالى تزكية النفس مسؤولية الإنسان، كما جعل تدليس النفس وتنديسها أيضًا مسؤولية الإنسان، فالذي أدخل نور الدين إلى المواقع ال*****ة هو نور الدين نفسه، والذي جعل نور الدين يمارس العادة السرية هو نور الدين نفسه، وكما أنه أخذ القرار السيئ الخطأ فيستطيع أن يأخذ القرار الصواب الصحيح.

ولذلك أول شيء أتمناه أن تأخذ قرارًا جادًا، وأن تقف مع نفسك وقفة، وأن تقول: (لن أفعل هذه الأشياء بعد ذلك مطلقًا) وحاول، واجمع كل قواك على أخذ هذا القرار.

الأمر الثاني: أن تبحث عن الأسباب التي تؤدي بك إلى الوقوع في هذه الأشياء، فإذا كان الإنترنت (مثلاً)، أو الجهاز في داخل غرفتك، أخرجه من الغرفة واجعله في مكان بارز في وسط البيت حتى لا تضعف نفسك إذا كنت وحدك؛ لأنك ما دمت وحدك –يا ولدي – ثق وتأكد أن الشيطان لن يتركك أبدًا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) يعني البعيدة عن القطيع، أما التي في القطيع لا يستطيع الذئب أن يأكلها؛ لأنها مع المجموعة، فأنت عندما تكون أمام والدتك ووالدك وإخوانك وأخوتك يكون من الصعب عليك أن تدخل إلى تلك المواقع، أو تمارس هذه المعصية، أما إذا كنت وحدك وتُغلق عليك الباب، أو تدخل هذه المواقع في الليل بعد أن ينام الكل، فماذا أستطيع أن أقدم لك، وماذا يستطيع أن يقدم لك غيري؟

إذًا أول شيء - كما ذكرت لك – القرار، الأمر الثاني: أن تأخذ قرارًا آخر قويًا، وهو أن تجعل الجهاز في مكان واضح أمام الكل، حتى لا تضعف نفسك إذا كنت وحدك.

الأمر الثالث - بارك الله فيك – وأسألك سؤالاً (ولدي نور): بالله عليك هل تستطيع أن تدخل هذه المواقع في حضور والدك، أمام عين والدك، أو والدتك، أو أحد إخوانك، أو أخواتك؟ أجبني يا ولدي، قطعًا ستقول (لا)، إذًا لماذا تستحي من هؤلاء ولا تستحي من الله الذي خلقك فسوّاك فعدَّلك في أي صورة ما شاء ركبك؟

لماذا تستخف بربك ومولاك يا ولدي؟ أنت لا تستطيع أن تفعل ذلك أمام أحد، فلماذا تفعله أمام الله الواحد الأحد؟ ألا تعلم – يا ولدي – أن من شِرار الخلق عند الله عباد يُظهرون الطاعة والإحسان للناس، ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها؟

لن يستطيع أن يُنقذ نور الدين إلا نور الدين – كما ذكرت لك – فعليك بالتوبة، وعليك بالقرار، وعليك بإخراج هذا الجهاز من غرفتك، أو عدم الدخول في الأوقات التي ليس فيها أحد، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعينك على ترك هذه المعاصي، وعليك بالبحث عن صحبة صالحة، وعليك بالقراءة إذا كان لديك بعض الوقت، أن تقرأ في أشياء مفيدة، كقصص الصحابة، أبطال الصحابة، أن تقرأ في سيرة العظماء، لعلك أن تكون يومًا من الأيام رجلاً عظيمًا بين الناس.

ركز على أن تكون أنت الأول على صفك، أن تكون الأول في دراستك، اجعل هذا هدفك، اجعل هدفك حفظ القرآن الكريم، حفظ شيء من سنة النبي - عليه الصلاة والسلام – أن تكون بارعًا متميزًا في جانب من الجوانب، أن تكون رياضيًا، شارك في أي نادٍ من الأندية الرياضية، ولا تضيع وقتك في هذه الأشياء.

ثق – يا ولدي – أن نور هو الذي يستطيع أن يعالج نور.

هذا وبالله التوفيق.

[libero]

جزاك الله خيراً