كرهت السيـــــــاســــة

[أ/رضا عطيه]

كرهت السياسة وقلت خلاص أروح استجم فى واحــــــة أمـــــان
واحة قضيت فيها عمر جميل بين طرب أبيــات وأعذب ألحـــــان
ألحان أنسجها بتشابك حروفى -ألحان أعيشها بضمير وكيـــــان
قد لاتسمو لقمم الشعر ولكن فخرى أنى من صنعت هذا البنيـــان
جمعت الصخوربين الرمال وأحكمت الشبابيك وأوصدت البيبــان
وأبت السياسة أن تخلى سبيلى وتتركنى لحالى فهَدَّمت الجدران

طب أعمل إيه فى الورطة ديَّا؟

فى البداية كنت حيران ظننتها شيطان فقرأت أيات من القـــــرأن
تأملت خالى حامل الفأس وعمى عامل النسيج والأهل والجيـران
فوجدت كل من حولى فعل مافعلت فتعجبت من سطو هذا الطغيان
وسألت نفسى من جرفنا لهذا البئر العميق لنعايشه قلبا ووجدان
قال الحكيم فيناأتعيشها أمنا وحين تناديك تأبى أن تعيدها للأمان
فمن حق مكانك أن ينال اهتمامك فوجودك محصن بترابط المكان

ومضى قطار العمر بين قهر وجمر

فقد حل بنا زمن خلع فيها الجاسوس قناع التخفى –
وصار رفيق السلطان
وبات التباكى على ***انا سيل من الشماتة والتشفى-
وكأنه مقدمة الطوفان
وبرز لنا البعض مغتصبا حق بلده لجمعه دون تأنِّى--
فبزغ فجر البركـــــان
فاجتهد الناس علم السياسة ليعيدوا وطن انجرف لهاويته
بفعل تجارباسم الأديان
تنكر الوالى لمحمد ورجاء وبطرس وسبح فى واديهم
وائل وماهررموز للشبان!
فرحل الطاغوت بكل ما أواهم وحل محله من أشد مكرا وأنانية

وللسلبية فكروعنــوان

وبعد الفتة وطوفان البط ارتدت تشكيلة البرادعى ثياب الشط

فلازالت الروائح العطرة من قصور ساكنى الحكومة تهب علينا كيدا وعندا وبترف تفوح -فبئس الربان
وساكن كهوف المقابر ونزلات الدلتا والصعيد وبدوانا من الهم والغم والعشوائية ينــوح –أنا إنســــان
فهل هذه مقدمات بناء عهد جديد أم قدر لنا العيش بين عشش الطيور أعلى بردالسطـــوح -بلاعنــــوان
سؤال يطرحه كل من رحبت به أرض ميادين مصر اليوم احتفالا ليعيد لوطنه وله الـروح-فانتقده الغربان
انهالوا عليه مترفيها ومنعميها ساخرين منه هذا فلول وهذا جهول وهذا يهدم صروح- ليحرمه الكيان
ألا لعنة الله على السياسة والساسة المتكبرين والمتجبرين على من أكلوا كبدهم وتنعموا بحقوقهم وترفعوا بقهرهم
وتسيدوا بذلهم وتنكروا لأصلهم وتربصوا لأهلهم وظنواأنهم هكذاملوك الوجه الصبوح -خسئتم أيها الغربان

فقد افترى فيكم الثراء وافتقرت نفوسكم للحياء فاحذروا البركان أيها السفهاء

ولازالت السياسة تأبى أن تتركنا لحالنا وتفك أسرنا ويبدو أنها ستكون رفيقنا حتى نحظى بلقاء ربنا

اللهم لاتجعلها لنا فتنة ولاتجعلنا لها وقودا لصراع الساسة أجمعين

[أ/رضا عطيه]

ليتنى أعود لتصوير مشاعر الوجدان و القلوب
وأتبرأ يوما من مساكن الساسة وحيرة الدروب
شكرا لأنكى اختطفتى وجدان حائر
من خريف التيه لربيع المشاعر
فكنت يوما أخط نفس الخطوط
وأبدع فى وصف بدائع الشطوط
وأنا اليوم بسطورك أدق المزاهر
وكأننى كنت فى قفص من حديد
فأخبرتينى بكلماتك الرائعة
بأننى لازلت حرا وأننى لازلت طائر

ليتنا نعود بمصر لربيع صدق المشاعر
وكفانا خطبنا فى خريف الأمة والحرائر
فمصر لجمعنا دوما ولم تكن حكرا يوما
على كاتب أو محاسب أو حاكم أو حتى ثائر