اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا

محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-12-2013, 01:52 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

تواضع النبي صلى الله عليه وسلم

ولقائل أن يقول: إن كثيرين قد يزهدون بالمال في سبيل الرفعة عند الناس، فما أعظمها من لذة أن يشير الناس إليه ببنانهم ، وأن يستبقوا إلى إجلال الزاهد وخدمته، فيكون له في ذلك ما يدعوه على الصبر على الحرمان والفاقة.
وهذا كله صحيح، فتلك نفوس رتعت بالكبر، وأحبت من الدنيا العلو فيها.
اما النبي صلى الله عليه وسلم فقد جمع إلى الزهد التواضع للناس، ولم يمنعه من ذلك جلالة قدره عند الله ورفعة مكانته عند مولاه وعند المسلمين.
ولنفتح هذ ا السفر الخالد، ونقرأ فيه ما يحكيه لنا أبو رفاعة، فقد دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: يا رسول الله، رجل غريب، جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه.
قال أبو رفاعة: فأقبل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك خطبته، حتى انتهى إلي، فأُتي بكرسي حسِبتُ قوائمَه حديداً قال: فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها.[1]
قال النووي: " وفيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه بالمسلمين, وشفقتُه عليهم, وخَفْضُ جناحِه لهم".[2]
وحين تلاحقه صلى الله عليه وسلم نظرات الإعجاب من أصحابه، فتنساب على ألسنتهم عبارات الثناء الممزوجة بالحب، حينها كان صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن إطرائه والمبالغة في مدحه، فما فتئ لسانه يقول: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابنَ مريم ، فإنما أنا عبدُه، فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه)).[3]
ودخل عليه رجل فقال: يا سيدَنا وابنَ سيدِنا، ويا خيرَنا وابنَ خيرِنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس عليكم بتقواكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بنُ عبدِ الله، عبدُ الله ورسولُه، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل )).[4]
وحين انطلق الصحابة إلى غزوة بدر، كانوا يتعاقبون، كلُّ ثلاثةِ نفرٍ على بعير، وكان صاحبا النبي صلى الله عليه وسلم في الركوب عليٌّ وأبو لبابة.

قال ابن مسعود: وكان إذا كانت عُقْبَة النبي صلى الله عليه وسلم [أي إذا انتهت مرحلة النبي في الركوب] قالا له: اركب حتى نمشي عنك. فيقول لهما صلى الله عليه وسلم: ((ما أنتما بأقوى مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكُما)). [5]
وحين شرع الصحابة في حفر الخندق لم يركن النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزلته بين أصحابه، ولم يترفع النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل معهم في الحفرِ ونقلِ التراب، يقول البراء بن مالك: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب، ولقد رأيته وارى الترابُ بياضَ بطنه يقول:

والله لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنـزِلَنْ سكيـنة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأعداء قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبَـينا [6]
وكان صلى الله عليه وسلم يمقت كل مظاهر الكِبْر والتميز عن الناس، ومنه كراهيته أن يقوم له أصحابُه، فقد كان يكره ذلك ويمنعهم منه، يقول أنس: (ما كان شخصٌ أحبَّ إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا؛ لِما يعلمون من كراهيته لذلك).[7]
ومن كان هذا نعته فجدير أن يبغض وقوف أحد فوق رأسه كما يُفعل للملوك ، وهاهو صلى الله عليه وسلم يصلي في مرض وفاته قاعداً، وصلى أصحابه وراءه قياماً..
يقول جابر: فالتفت إلينا، فرآنا قياماً ، فأشار إلينا، فقعدنا، فصلينا بصلاته قعوداً ، فلما سلم قال: ((إن كدتم آنفاً لتفعلون فِعل فارسَ والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا؛ ائتموا بأئمتكم، إن صلى قائماً فصلوا قياماً، وإن صلى قاعداً فصلوا قعوداً)). [8]
وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الداعي، كائناً ما كان طعامُه، يقول صلى الله عليه وسلم: (لو دعيتُ إلى كُراع لأجبتُ، ولو أهدي إليّ كُراعٌ لقبِلتُ).[9] والكُراع ما دون كعب الدابة.
قال ابن حجر: "وفي الحديث دليل على حُسنِ خلُقِه صلى الله عليه وسلم ، وتواضُعِه وجبرِه لقلوب الناس".[10]
ورغم ازدحام وقته وشرف منزلته؛
فإنه صلى الله عليه وسلم ما كان يأنف من كثير مما يأنف منه دهماء الناس، فضلاً عن أكابرهم، فما كان صلى الله عليه وسلم يجد حرجاً أن يمشي في حاجة الضعفاء ويسعى في قضاء أمورهم ، يقول عبد الله بن أبي أوفى قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثِر الذكر، ويُقِل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصِّر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين، فيقضيَ له الحاجة).[11]
ويحكي خادمه أنس بن مالك أن امرأة كان في عقلها شيء فقالت: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة فقال: ((يا أم فلان، انظري أيّ السكك شئت حتى أقضيَ لك حاجتَكِ)). قال أنس: فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها.[12]
لكن تواضعه صلى الله عليه وسلم ما كان ليمنع هيبته في صدور الناس وهم يقفون بين يديه صلى الله عليه وسلم، فقد أتاه رجل، فكلمه، فجعل الرجل ترْعَد فرائصُه، فقال له صلى الله عليه وسلم: ((هون عليك، فإني لست بملكٍ، إنما أنا ابن امرأةٍ تأكل القديد)) [اللحم المجفف]. [13]
وتواضعه صلى الله عليه وسلم ليس خلقاً يتزين به أمام الناس، بل هو خُلَّة شريفة لم تفارقه حتى وهو في بيته وبين أهله، فقد سُئلت عائشة: ما كان صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: (كان يكون في مهنة أهله - تعني: خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)، وفي رواية لأحمد: (كان بشراً من البشر، يَفْلي ثوبه، ويحلِب شاته، ويخدِمُ نفسَه).[14]
ولقد خيره ربه بين أن يكون عبداً رسولاً أو ملِكاً رسولاً ، فاختار أن يكون عبداً رسولاً ، فعن أبي هريرة رضيى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حكى عن ملك نزل إليه، فقال: يا محمد، أرسلني إليك ربُك قال: أفملِكاً نبياً يجعلُك أو عبداً رسولاً؟ فقال جبريل: تواضع لربك يا محمد. فقال عليه الصلاة والسلام: ((بل عبداً رسولاً)).[15]
[1] رواه مسلم ح (876).
[2] شرح النووي على صحيح مسلم (6/165).
[3] رواه البخاري ح (3445).
[4] رواه أحمد ح (12141).
[5] رواه أحمد ح (3769).
[6] رواه البخاري ح (3034)، ومسلم (1803).
[7] رواه أحمد ح (11936)، والترمذي ح (2754)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
[8] رواه مسلم ح (413).
[9] رواه البخاري ح (5178).
[10] فتح الباري (9/154).
[11] رواه النسائي ح (1414)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ح (5833).
[12] رواه مسلم ح (4293).
[13] رواه ابن ماجه ح (3312)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه ح (2677).
[14] رواه البخاري ح (676)، وأحمد ح (25662).
[15] رواه أحمد ح (7120)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح (1002).
د. منقذ بن محمود السقار
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-12-2013, 02:58 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

تعبده لربه وخوفه منه(1)

وإن من دلائل نبوته وأمارات صدقه صلى الله عليه وسلم ما رأينا من تعبده لله تعالى وخشيته منه، ولو كان دعياً لما تعبد لله، ولما أتعب نفسه، ولا ألزمها ضروب العبادة التي قرحت رجليه، بل لكان صنع ما يصنعه سائر الأدعياء من مقارفة الشهوات واستحلال المحرمات ، فكل ما اشتهى الدعي أمراً صيره ديناً وشرعة.
ومن ذلك ما فعله مسيلمة الكذاب، فقد أحل لأتباعه الخمر والزنا، ووضع عنهم الصلاة ، فتكاليف الشريعة لا يطيقها الأدعياء، لذا سرعان ما يتخلصون منها.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فكان أعبدَ الناس لله وأخوفَهم منه بما عرف من عظمته وقوته، يقول عليه الصلاة والسلام: ((إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقي)).[1]
وشواهد خوف النبي صلى الله عليه وسلم من الله وتعبده لله كثيرة، منها أن صاحبه أبا بكر رأى شيباً في شعره، فقال: يا رسول الله قد شِبت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت)) .[2]

د. منقذ بن محمود السقار
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-12-2013, 03:00 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

تعبده لربه وخوفه منه(2)

قال الطيبي: "وذلك لما في هذه السور من أهوال يوم القيامة والمَثُلات النوازل بالأمم الماضية: أخذ مني مأخذه، حتى شبتُ قبل أوانه".[3] فالذي شيب رسول الله ما قرأه في هذه السور من الأهوال التي يرهبها الأتقياء العارفون بربهم، الذين قدروه حق قدره.
وتصف أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وجَلَه صلى الله عليه وسلم من ربه، فتقول: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى منه لهواتِه، وكان إذا رأى غيماً أو ريحاً عُرف ذلك في وجهه. فقلت: يا رسول الله، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيتَه عُرف في وجهك الكراهية! فقال صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عُذِّب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: } هذا عارض ممطرنا { (الأحقاف: 24) )).[4]
وذات ليلة يرى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه أخبار الفتن وهو في بيت أم سلمة ، فيأمر أن تستيقظ نساؤه، وأن يقُمن لقيام الليل فزعاً وتعوذاً مما يأتي من الفتن ، تقول أم سلمة: فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فزِعاً، يقول: ((سبحان الله! ماذا أنزل الليلة من الخزائن؟ وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات، يا رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ في الآخرة)).[5]
وفي ليلة أخرى رآه بعض أزواجه وهو يتلوى في آخر الليل على فراشه، لا يجد الكرى إلى عينيه سبيلاً، فما الذي أرَّقه صلى الله عليه وسلم؟
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28-12-2013, 03:02 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

تعبده لربه وخوفه منه(3)

يجيبنا عبد الله بن عمرو، فيقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نائماً، فوجد تمرة تحت جنبه، فأخذها فأكلها، ثم جعل يتضور من آخر الليل، وفزع لذلك بعض أزواجه فقال: ((إني وجدت تمرة تحت جنبي، فأكلتُها، فخشيتُ أن تكون من تمر الصدقة)).[6]
إن الذي أرَّقَ النبي صلى الله عليه وسلم خوَّفَه أن تكون التمرة التي أكلها من تمر الصدقة التي لا تحل له.
وأما عبادة النبي صلى الله عليه وسلم لربه، فهي شاهد لا مراء في صدقه، فهي مما لا يصدر عن دعي يكذب على الله ويضل الناس باسمه، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يكون دعياً، فما من دعي يكذب على ربه ثم يجهد نفسه بالعبادة له.
تروي لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حال النبي صلى الله عليه وسلم في ليله، فتقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلتُ له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((أفلا أكون عبداً شكوراً؟)). [7]
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28-12-2013, 03:04 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

تعبده لربه وخوفه منه(4)

وتصف عائشة رضي الله عنها صفة صلاته صلى الله عليه وسلم، فتقول: (كان يصلي إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته، يسجد السجدة من ذلك قدرَ ما يقرأ أحدُكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة).[8]
ويصف عليٌّ رضيى الله عنه حاله صلى الله عليه وسلم في يوم بدر حين تعب الصحابة وأسلموا أعينهم للنوم، فيقول: (ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح).[9]
وتكرر بكاؤه صلى الله عليه وسلم وهو يتضرع بين يدي ربه ومولاه عارفاً قدرَه وراجياً فضله، يقول عبد الله بن الشِّخِّير رضيى الله عنه قال: (أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المِرْجَل [أي القِدر] من البكاء).[10]
لقد كان صلى الله عليه وسلم كما وصفه ربه } إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه { (المزمل:20)، فهل سمعت الدنيا عن مدع للنبوة يقوم نصف ليله يتضرع لربه ويبكي بين يديه.
وأما صومه صلى الله عليه وسلم ، فكان يداوم على صيام يومي الإثنين والخميس تقرباً إلى ربه وابتغاء رضاه، فعن أبي هريرة رضيى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تُعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس، فأحِبُّ أن يعرض عملي وأنا صائم)) .[11]
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28-12-2013, 03:06 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

تعبده لربه وخوفه منه(5)
ولم يكن صيامه هذا فحسب ، بل كان صلى الله عليه وسلم يصوم الأيام المتتابعة ، يقول أنس رضيى الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه شيئاً، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئاً، وكان لا تَشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته، ولا نائماً إلا رأيتَه).[12]
وما كان صلى الله عليه وسلم يُفوِّتُ على نفسه أجر الصوم في أيام الصيف الهواجر، يبتغي في ذلك المحبة من ربه والزلفى إليه، يقول صاحبه أبو الدرداء رضيى الله عنه: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وإن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما منا صائم إلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعبدُ الله بنُ رواحة).[13]
وبقي هذا حاله، لم يتوانَ عن عبادة ربه، حتى لبى نداء ربه، وهو في كل ذلك يمتثل: } واعبد ربك حتى يأتيك اليقين { (الحجر: 99)، ولو كان دَعِيّاً لأراح نفسه وأحبابه من جهد القيام في الليل وتفطُرِ الأقدام، ومن الصيام في الهواجر، لكن هيهات، كيف يريح نفسه وربه يأمره: } فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب {؟ (الشرح: 7-8).
[1] رواه مسلم ح (1868).
[2] رواه الترمذي ح (3297)، وصححه الألباني ح (2627)
[3] تحفة الأحوذي (9/131).
[4] رواه البخاري ح (4829)، ومسلم ح (899).
[5] رواه البخاري ح (1058).
[6] رواه أحمد ح (11400)، وابن ماجه (2201).
[7] رواه البخاري ح (4827)، ومسلم ح (2820).
[8] رواه البخاري ح (1123)، و مسلم ح (724)،
[9] رواه أحمد ح (1062).
[10] رواه النسائي ح (1199)، وأبو داود ح (769)، وأحمد ح (15722)، واللفظ له، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ح (1000).
[11] رواه الترمذي ح (678)، وابن ماجه ح (1730)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ح (1041).
[12] رواه البخاري ح (1141)، ومسلم ح (1158).
[13] رواه أحمد ح (20707).
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28-12-2013, 03:11 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

بساطة حياة محمد (صلى الله عليه وسلم): دليل نبوّته

إذا أجرينا مقارنة بين حياة محمد (صلى الله عليه وسلم) قَبلَ بعثته وَبَعدها سَنَستخلِص من كلِّ ذلك أنّه ليس من المعقولُ أنْ يُظنَّ أنّ محمداً كَانَ يدّعي النبوّة كَذِباً لينال بها متاع الدنيا والرفعة والمجد والسلطة.
قبل بعثتِه، لم يكن عند محمد (صلى الله عليه وسلم) همٌّ مالي. فكونه تاجراً كيِّساً ومشهوراً، جعله يحصل على دخل مُرضي ووافر. ولقد أصبح بعد بعثته أسوء حالاً مادياً ممّا كان عليه قبل البعثة، وذلك بسبب شغله بالنبوّة. لمزيد من التَوضيح في هذه الظروف، يليق هنا أنْ نَنْظرَ في هذه الآثار عن حياتِه:
فعَنْ عُرْوَةَ عَنْ عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: «وَاللَّهِ يَا ابْنَ أُخْتِي إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ قَالَ قُلْتُ يَا خَالَةُ فَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ قَالَتْ الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ فَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهَا فَيَسْقِينَاهُ». (رواه مسلم).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) قَالَ:
«مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خِوَانٍ وَلَا فِي سُكْرُجَةٍ وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ». (رواه البخاري).
وعَنْ عَائِشَةَ زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قَالَتْ:
«إِنَّمَا كَانَ فِرَاشُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ أَدَمٌ حَشْوُهُ لِيفٌ». (رواه الترمذي).
وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ خَتَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخِي جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَ
«مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً وَلَا شَيْئًا إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلَاحَهُ وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً». (رواه البخاري).
لقد عاشَ محمد (صلى الله عليه وسلم) هذه الحياةَ الشظِفَ حتى الممات، بالرغم من أن بيت مال المسلمين كَان تحت تصرّفه. فقَبْلَ موته، كان الجزء الأعظم لشبهِ الجزيرة العربيةِ مسلماً، وكان المسلمون منتصرين بعد ثمانية عشْر عاماً مِنْ بِعْثتِه.
فهَلْ يمكن أنْ يكون محمد (صلى الله عليه وسلم) ادّعى النبوّة لينال بها المكانة والرفعة والسلطة؟
إنّ الرغبة في المجد والسلطة تظهر غالباً في الطعام الجيّدِ واللباس غير المألوفة، والقصور التذكارية، والحراسة الجسيمة، والسلطة لا تقبل المنازعة. فهَلْ هناك أمر واحد من هذه الأمور يكون قدْ انْطبق على محمد (صلى الله عليه وسلم)؟ ها هي بعض مظاهر حياتِه التي قَدْ تُساعدُ على الإجابة عن هذا السؤالِ، فنقول:
على الرغم مِنْ مسؤوليتِه لكونه نبيّاً ومعلِّماً وسياسيّاً وقاضياً، كَانَ محمد (صلى الله عليه وسلم) يَحْلبُ شاته، ويُصلّحُ ملابسَه وأحذيتَه، وكان يُشارك في الأعْمالِ البَيْتِيِّة، ويَعود المرضى. وكذلك ساعد أصحابه وهم يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ وَيَنْقُلُونَ التُّرَابَ عَلَى مُتُونِهِمْ. كَانتْ حياته نموذجاً مُدهِشاً للبساطةِ والتواضع.
كان أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) يُحبّونه ويَحْترمونه، وكانوا يثقون به إلى درجة مُدهِشة. ومع ذلك، كان يُذكِّرهم دائماً أَنَّه إنّما هو عبد فلا يُعبد، وأنّ الله وحده هو المستحقّ للعبادة. ذَكرَ صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم)، أنس أنّهم كانوا يُحبّون النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أكثر من حبِّهم لأيّ واحد، ومع ذلك لم يكونوا يقومون له إذا قدم إليهم، وذلك أنّه كان يكره أنْ يقوم الناس له كما يفعله الآخرون لعظمائهم.
في حين لم يكن هناك أيّ آمال النجاحِ للإسلامِ وفي بداية عهد طويل وعسير وكان محمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه يُعانون فيه ال***** والمعاناة والاضطهاد، جاءه عرْضٌ مثير الاهتمام. ففيما رواه ابن هشام، أرسل زعماءُ قريش عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) فقال له: "إنْ كُنْت إنّمَا تُرِيدُ بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَالًا جَمَعْنَا لَك مِنْ أَمْوَالِنَا حَتّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالًا ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ شَرَفًا سَوّدْنَاك عَلَيْنَا ، حَتّى لَا نَقْطَعَ أَمْرًا دُونَك ، وَإِنْ كُنْت تُرِيدُ بِهِ مُلْكًا مَلّكْنَاك عَلَيْنَا…". ولقد طلبوا مِنْ محمد (صلى الله عليه وسلم) عوضاً عن كلِّ ذلك، أنْ يكفّ عن دَعوة الناسِ إلى الإسلامِ وإلى عبادة اللهِ وحده لا شريك له. أ ليس من شأن مثل هذاالعرض أن ِيَكُونَ مُغرياً لأيِّ رجل همّه طلب المنفعةَ الدنيويةَ؟ وهَلْ كان محمدٌ متردِّداً أمام هذا العرض؟ هَلْ رَفضَه إستراتيجيا في المفاوضة تَاركاً البابَ مفْتوحاً لعَرْضٍ أفضل؟ بل أجابهم بهذه الآيات القرآنية فَقرأ: بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ )حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ كِتَابٌ فُصّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ(. (فصلتْ: 1-4). ثُمّ مَضَى رَسُولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِيهَا يَقْرَؤُهَا حتّى انْتَهَى إلَى السّجْدَةِ مِنْهَا عَلَيْهِ، أي الآية رقم: 38.
مرّة أخرى، وردّاً على دعوة عمِّه إيّاه ليكُفَّ عن دَعوة الناسِ إلى الإسلامِ، أجاب محمد (صلى الله عليه وسلم) بكلّ صراحة وإخلاص: «يا عم لو وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه». (رواه ابن هشام وابن كثير في سيرتيهما).
في أثناء ثلاثة عشر عاماً، لم يَلْقَ محمدٌ (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه المعاناة والاضطهاد فحسب، بل إنّ المشركين حاولوا أَنْ يَقْتلوه عدّة مرات. فمرّة، حاولوا أنْ يوقعوا على رأسهِ صخرة كبيرة. ومرّة أخرى وضعوا السُمّ في طعامه. فماذا يمكن أَنْ يُبرِّر مثل هذه الحياةِ المليئة بالمعاناة والتَضحية حتى بعد أنْ أصبح منتصراً على أعْدائه؟ ماذا يمكن أَنْ يُوضح هذا التواضع عند محمد (صلى الله عليه وسلم) وهذا الكرم في أخلاقه؟ أليس بحق أنْ يُقال إنّ ذلك كان بعون من الله بدل من أنْ يُقال إنّه كان من عبقريّته؟ هَلْ هذه هي خاصية رجل أنانيٍّ أو مُتعطِّش للسلطة؟
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
النبوة, دلائل, سيرة النبى, هدى المصطفى


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:02 PM.