|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
أين نحن من أطفال السلف؟! (7)
♦ لنتأمَّل جيدًا حال "ابن السلف" وهو يسمَع القرآن. ♦ ولنتأمَّل جيدًا أيضًا حال كثير من "ابن الخلَف" وهو يَستمِع إلى الغناء. ♦ لنتأمَّل تلك الحالة المتناهية من الاستغراق من "ابن السلف". ♦ ولنتأمَّل تلك الحالة المتناهية من الاستخفاف من "ابن الخلف". ♦ "فجوةٌ عميقة" يُدركها المرء في لحظة تأمُّل صادقة، تضعه على حقيقة تميُّز "أبناء السلف" الوجداني، ولماذا صنَعوا "الفارق"؟ ♦ "خجلٌ لا يوصَف" يَعتري الأنفس عندما تجد "مُستمع اليوم" أصمَّ. ♦ "أبناء السلف" وضعوا "آباء الخلفِ وأبناءهم" موضعَ اتِّهامٍ بالتقصير، ينبغي "مُداواة جراحه" بتزكية النفوس بالقيام بمسؤولياتِهم الشرعية، إعزازًا للدِّين وانتصارًا للقِيَم. ♦ "حرجٌ كبير" نَستشعِرُه عندما نقارن أنفسنا بـ"صغار السابقين الصالِحين"، فماذا نحنُ فاعلون؟!
__________________
![]() |
#2
|
|||
|
|||
![]()
أين نحن من أطفال السلف ؟! (8)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. وبعد: فقد دخل أحد الصحابة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - في غير وقت الصلاة، فوجد غلامًا لم يبلُغِ العاشرة من عمره قائمًا يُصلِّى بخشوع، فانتظر حتى انتهى من صلاته، فجاء إليه وسلَّم عليه، وقال له: يا بني، ابنُ من أنت؟ فطأطأ الغلامُ رأسه، وانحدرت دمعةٌ على خدِّه، ثم رفَع رأسه وقال: يا عم، إني يتيمُ الأب والأم، فرقَّ له الصحابيُّ وقال له: يا بني، أترضى أن تكونَ ابنًا لي؟ ♦ قال الغلام: هل إذا جُعْتُ تُطعمني؟ ♦♦ قال: نعم. ♦ قال الغلام: هل إذا عرِيتُ تكسوني؟ ♦♦ قال: نعم. ♦♦ قال الغلام: هل إذا مرِضْتُ تَشفيني؟ ♦ قال الصحابي : ليس إلى ذلك سبيلٌ يا بني! ♦♦ قال الغلام: هل إذا متُّ تحييني؟ ♦ قال الصحابي: ليس إلى ذلك سبيل! ♦♦ قال الغلامُ: فدَعْني يا عمِّ للذي خلَقني فهو يهدين، والذي هو يُطعِمني ويَسقين، وإذا مرِضْتُ فهو يَشفينِ، والذي يُميتني ثم يُحيين، والذي أطمَعُ أن يغفرَ لي خطيئتي يوم الدِّين. فسكت الصحابيُّ ومضى لحاله وهو يقول: آمنت باللهِ، مَن توكل على الله كفاه. ♦ إن تربية النشء على الاعتماد على الله، واستيعاب (مفهوم التوكل) بمفهومه الصحيح، تخلُق جيلًا واثقًا في قدراته (غير مُتَّكلٍ) على الآخرين. لنتأمل حال هذا (الطفل) ونقارِنْه بحال (طفل اليوم)، بل ونقارنه بحال (رجال اليوم)، لندرك كيف كانوا؟! وماذا نحنُ فاعلون؟!
__________________
![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]()
أين نحن من أطفال السلف؟! (9)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المُرسَلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. وبعد: ♦ فقد قال ابن عباس: جمعتُ المُحكَم في عهد رسول الله، "المُحكَم" يعني المُفصَّل - أي مِنالحجرات إلى آخر القرآن. ♦ وقال أيضًا: سلوني عن التفسير؛ فإني حفِظْتُ القرآن وأناصغير. ♦ وعن ابن عباس قال: مَن قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممَّن أوتي الحكم صبيًّا؛ "الآداب الشرعية" لابن مفلح (1: 244). ♦ وممَّا يُستطرَف في هذاالشأن حكاية الفرزدق؛ حيث دخل مع أبيه على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وقال له:إنَّ ابني يُوشك أن يكون شاعرًا، فقال له: أقرِئْه القرآن فهو خيرٌ له، فقال: ما زالت كلمته في نفسي حتى قيَّد نفسه بقيد، وآلى ألا يفُكَّه حتى يحفظ القرآن، فما فكَّه حتى حفظه؛ "خزانه الأدب" (1: 222). ♦ قال صالح ابن الإمام أحمد بن حنبل: كان أبي يَبعث خلفي إذا جاءه رجلٌ زاهد أو مُتقشِّف لأنظر إليه، يُحب أن أكونَ مثله؛ "سير أعلام النبلاء" للذهبي (12: 529). ♦ هؤلاء هم أطفال السلف، لننظر إذًا ماذا كانوا يَحفظون؟! ♦ هل حفظوا الأغاني؟! واستغنَوْا عن القرآن؟! ♦ هل حفِظوا أسماء الممثلين ولاعبي الكرة؟! واستغنَوا عن أسماء الصحابة؟! ♦ هل غرَّتهم المظاهر الخادعة؟! وأهملوا الجواهر الصادقة؟! ♦ لقد كانت لهم (رُؤية) رغم حداثة سنِّهم، فأضافت لهم (جودة النظام التربوي الإسلامي) أعمارًا إلى أعمارهم، فسبَقوا بأفعالهم (رجالَ اليوم) منذ مئات السنين، فصاروا للهدى أعلامًا، وللدعوة حُرَّاسًا، فأعزَّ الله بهم دينَه رغم كل المعوقات، فأهدوا لنا أجمل القيَم والمبادئ والأخلاق. ♦ إن الغوص في سِيَرهم يجعلنا ندق ناقوس الخطر على مُفتقداتٍ كثيرة، ينبغي أن نبذُلَ كل جهدٍ لإحيائها، في وقتٍ نحن فيه أحوجُ ما نكون إلى اقتِفاء آثارهم، فهل نحنُ فاعلون؟!
__________________
![]() |
#4
|
|||
|
|||
![]() أين نحن من أطفال السلف؟! (10) الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير البشر أجمعين، سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.وبعد: فقال عبدالرحمن بن عوف: "بينما أنا واقف في الصف يوم بدر؛ إذ التفتُّ عن يميني وعن شمالي فرأيتُ غلامينِ من الأنصار، يقول: فلم آمَن بمكانهما، يقول عبدالرحمن: فغمزني أحدُهما سرًّا من صاحبه، وقال لي: يا عمِّ، هل تعرف أبا جهل؟ فقال له عبدالرحمن: نعم، وماذا تصنع بأبي جهل يا بن أخي؟ فقال له: لقد سمعتُ أنه يسبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولقد عاهدتُ الله إن رأيتُه أن أ***َه أو أموت دونه، يقول عبدالرحمن بن عوف: فتعجَّبت لذلك، يقول: فغمَزني الغلام الآخر، وقال لي سرًّا من صاحبه: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ فقلت: نعم يا بن أخي، وماذا تصنع بأبي جهل؟ فقال: لقد سمعتُ أنه يسبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولقد عاهدتُ الله - جل وعلا - إن رأيتُه أن أ***َه أو أموت دونه، يقول: فتعجَّبت، والله ما يسرُّني أنِّي بين رجلين مكانهما، يقول: فنظرتُ في القوم فرأيتُ أبا جهل يجولُ في الناس، فقلت لهما: انظُرَا هل تريانِ هذا؟ قالا: نعم، قال: هذا صاحبُكما الذي تسألانِ عنه، يقول: فانقضَّا عليه مثل الصقرينِ ف***اه، وجرى كل منهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا رسول الله، ***تُه، والآخر يقول: بل أنا الذي ***تُ أبا جهل، فقال النبي لهما: ((هل مسحتُما سيفيكما؟))، قالا: لا، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أعطني سيفك))، وقال للآخر: ((أعطني سيفك))، ونظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السيفينِ فوجد دمَ أبي جهل على السيفينِ، فالتفت إليهما وقال: ((كلاكما قتَلَه))، والبطلان هما معاذ بن عمرو بن الجموح (ولد ذلكم الرجل الأعرج)، ومعوذ بن عفراء. لنتأمل تنافس الطفلين في الانتصار لرسول الله - صلي الله عليه وسلَّم - وغيرتهما لدينهما، فامتلكوا عزيمةَ الرجال، وذادوا عن خير الأنام. إنَّ مرحلة الطفولة هي أخصب وأهم فترة لغرس وتعزيز المبادئ والقِيَم، وفي قصص أطفال السلف مواقف كثيرة - تعليمية وتربوية هادفة - تحتاج إلى وقفات منا جميعًا بشأن التربية والإصلاح؛ لاستخراج فوائدها العظيمة، وقطف ثمارها الوفيرة، والاقتداء بها في دعم القِيَم، والتعامل من خلالها مع أطفال اليوم رجال الغد، لتنشئتهم التنشئة المثالية التي تتفق ومبادئَنا السامية، فهل نحن فاعلون؟!
__________________
![]() |
#5
|
|||
|
|||
![]()
أين نحن من أطفال السلف؟! (11)
الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى، وإمامهم المصطفى سيدنا محمد، وعلى آله وصحبِه ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. وبعد: فإنه ونحن نعيش هذه الأيام المباركة، يقترب العيد، بما يصاحبه من مظاهر فرحة، لنا أن نفرَحَها كمسلمين، ولكن تصاحب هذه المظاهرَ بعضُ العادات، التي أخرجت مفهومَ الفرحة عن مضمونه الحقيقي. وتعالوا نتأمَّلْ بروِيَّة هذه القصة: رُوي أنَّ ابنة عمر بن عبدالعزيز دخَلَت عليه تبكي، وكانت طفلةً صغيرة آنذاك، وكان يوم عيد للمسلمين، فـسألها: ماذا يُبكيكِ؟ قالت: كل الأطفال يرتدون ثيابًا جديدة، وأنا ابنةُ أمير المؤمنين أرتدي ثوبًا قديمًا! فتأثَّر عمرُ لبكائها، وذهَب إلى خازنِ بيت المال، وقال له: أتأذَنُ لي أن أصرفَ راتبي عن الشهر القادم؟ فقال له الخازن: ولمَ يا أمير المؤمنين؟! فحكى له عمرُ، فقال الخازنُ: لا مانعَ، ولكن بشرط، فقال عمرُ: وما هو هذا الشرطُ؟! فقال الخازن: أن تضمَنَ لي أن تبقى حيًّا حتى الشهر القادم لتعملَ بالأجر الذي تُريدُ صرفَه مسبقًا! فترَكه عمرُ وعاد، فسأله أبناؤه: ماذا فعلتَ يا أبانا؟! قال: أتصبِرون وندخُل جميعًا الجنة؟ أم لا تصبرون ويدخُل أبوكم النار؟! قالوا: نصبِرُ يا أبانا! نصبرُ يا أبانا، ترجمةٌ حقيقية لمعانٍ إيمانية وتربوية رائعة، يُهديها إلينا مَن يَعجِزُ كبارُ اليوم عن مجاراتهم فكرًا وسلوكًا، أولئك الأطفال الذين تربَّوا في رحاب القرآن والسنَّة؛ إذ لم يكن طلبُهم طلبًا ترفيهيًّا - كطلب شراءِ لُعبة مثلاً - ولكنهم يطلُبون ثيابًا جديدة كباقي أقرانهم، ومع ذلك كانوا عونًا لأبيهم على الطاعة، ولم يشكِّلوا جبهةَ ضغطٍ عليه كما نرى كثيرًا اليوم، فيقع من الآباء ما يقَعُ من تجاوزاتٍ في سبيل تحقيقِ طلبات أبنائهم، فنرى الأياديَ المرتعشة، والذِّممَ الضعيفة، فيؤثِرون ما هو فانٍ على ما هو باقٍ. عمرُ وأبناؤه والخازن. الخازن مرؤوس، ومع ذلك نبَّه رئيسَه! الأبناء محتاجون، ومع ذلك أعانوا أباهم على الطاعة! هل يوجَدون الآن؟! الرئيس يأمُرُ! الخازن يتزلَّفُ! الكبار - إلا مَن رحم الله - لا يصبِرون على الطاعة! كثيرون يتجرَّؤون على الله بارتكابِ المعاصي! بل إنَّ المعاصيَ صارت تجترئ لَمَّا رأت التقصير، فماذا نحنُ فاعلون؟!
__________________
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|