اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-10-2013, 11:40 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New هل أتزوج من رجل أقواله تخالف أفعاله؟!


السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا فتاة في منتصف الثلاثينيات، مررتُ بتجرِبة زواج فاشلة في بداية عمري، ثم خُطِبتُ بعدها، وتمَّ الانفِصال؛ نتيجةَ غدرِ وخيانةِ الخاطب! فامتنعتُ عن الزواج لأكثر مِن 17 عامًا - ضاع فيها شبابي - لخوفي مِن تَكْرار الفَشَل.


تقدَّم لخطبتي شابٌّ طموحٌ في أواخر العشرينيات، على درجةٍ علميةٍ عاليةٍ، مُتزوِّج وله أبناء، اطلعتُ على سيرته ومسيرته وأعجبتُ به وبأخلاقِه، ووافقتُ مبْدَئيًّا على الارتباطِ به، (وكان هذا أول قَبُول لشابٍّ بعد تعرُّضي للصدمات الأولى)، ثم حضر لرؤيتي الرؤية الشرعية، وأُعجِب بي كثيرًا، وارتحتُ لرُؤيتِه.


وبحكم تجاربي السابقة، طلبتُ مِنْ أهلي التحدُّث معه قبْلَ أن يتمَّ العقدُ، واتَّضح لي وُجود فوارِق كبيرة؛ مِن حيثُ العاداتُ والأعرافُ، إلى جانب الفوارق المادية، كما أن أسماءنا، وأكلَنا، ولباسنا وطريقة حجابنا لا تُعجبه! فلا هو راضٍ بحالي، ولا أنا التي رَضِيتُ بالتنازل الكليِّ!


طلبتُ منه احترام كلٍّ منا لعاداتِ الآخر، وتوصَّلنا لحلٍّ وسطٍ يُرضِيني ويرضيه، لكني أخشى أن يكونَ ما توصَّلْنا إليه مجرَّد كلام يتغيَّر بعد الزواج.


والدتي وافقتْ عليه، وأخواتي رَفَضْنَ ارتباطي به؛ لكونه متشدِّدًا، وبيئتي مختلفة تمامًا عن بيئتِه!


بَقِيتْ أمورٌ تقلقني أكثر مِن ذلك؛ وهي أنَّ هذا الشابَّ تعلَّق بي تعلُّقًا كبيرًا، وأحبَّني حبًّا شديدًا، بل يقول: إنه فُتِن بي منذ أنْ رآني الرؤية الشرعية، وأنا لا أُبادله الشعور نفسه!


فالمحبةُ عندي تأتي مع العِشْرة بعد الزواج، وهو يُصِرُّ على طلَب رؤيتي، ويطلُب مني إرسال صوري له، ويحدِّثني عن شوقِه وقدر محبته، ويطلب مُلاقاتي باستمرار! وأنا أرفض كل ذلك، مع العلم أن العقد لم يتمّ، وأنا أَستَنكِرُ هذه المشاعر! أخشى أن يكونَ مُبتلى بهذه المحبة!


لم أجد التديُّن الصحيح في أفعالِه، فنصحتُه بسلوك المسلك السويِّ وترْك هذه الأمور لحين وقتها، وطلبتُ قطْع التواصُل حتى نتَّخذ القرار، لكنه يخبرني أنه لا يستطيع التغلُّب على مشاعرِه!


أنا متردِّدة في قَبُوله أو رفضِه كزوجٍ، فهل يُبنَى بيتٌ على المحبَّة فقط؟! أفيدوني بالرأي والمَشُورة، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


ما أسرعَ أن تَعْلُوَ بنا المشاعرُ لأعالي الغَمَام، وما أسرعَ أن تَهبِط بنا لمنْحدرٍ سَحِيقٍ بَعيدٍ مُظلِم، لا يَبِين به نورٌ، ولا يَلُوح فيه شعاعٌ!

القرار لكِ بعد الاستخارة والاستشارة، وتدبُّر الأمر جيدًا، لكن تعالي بنا نسلِّط الضوء على بعض ما تفضَّلتِ بطرحِه، ونفكِّر فيه معًا.

لم أتعجَّبْ حين أقررتِ بمحبته لكِ، وتوقَّعتُ أن هذا الاعتقاد تكوَّن لديكِ مِن خلال ما يبدو عليه مِنْ إصرارِه على الزواج، أو مِن خلال تواصُله مع الأهل، وإبداء استعداده لتقديم التنازُلات مثلًا أو غيرها، لكن ظهرتِ المفاجأة حين بدأتِ السلسلة المتكرِّرة من الأحاديث العاطفية المُدَغْدِغَة لمشاعر كلِّ امرأة في عملِ مفعولها الذي يستحوذ به الشابُّ على قلبِ الفتاة المسكينة، التي سرعان ما تتأثَّر وتستجيب - بصرف النظر عن عمرِها - لنداءِ قلبها الضعيف! وتجلَّت البلية بطلبِه مُقابلتَك دون استشعار الحياء من ذلك الطلَب! كل ذلك وهو المتشدِّد المتعصِّب، وأنتِ على خلافِه!

والأَدْهَى والأسوأ في الأمر أنه حين يُنصَح ويذكَّر بالله يقرُّ أنه لا يستطيع، رغم أنه يأبى التنازُل، وتقريب وجهات النظَر، ويُعلِن أنه لا يَرُوقه في عاداتكم ولا أسمائكم ولا حياتكم شيءٌ! فيا ليتَ شِعْرِي! أين دليلُ تلك المحبة المزعومة؟ وأين برهان ذلك الوَلَه؟!

أختي الكريمة، أنتِ امرأةٌ ناضجة لا شك، عاقلةٌ لا ريب، وهذا واضحٌ في حديثك واعتدالِ مشاعرِكِ، وعدمِ انسياقكِ لمعسولِ الكلام، أو انخداعكِ ببريق العبارات، لكن مِن الصعب على النساء إمرار العاطفة المُقبِلة نحوهن دون أن يتأثَّرن بها، من العسير على امرأة أو فتاةٍ ألا تهتزَّ لكلمات المحبة أو تعبيرات الانجذاب! هذه فطرةٌ في كل امرأة طبيعيةٍ، ولقد عَرَف بعضُ الرجال نقطةَ ضعْف المرأة، وراحوا يدخُلون إليها منها دونما حرَجٍ أو ترددٍ، وما أقوى تأثيرَها! وما أشد قوتَها! وما أسوأ عاقبتَها!

قد عانيتِ في صِباكِ مِن زواجٍ غيرِ ناجحٍ، ثم أعقب ذلك خِطْبَة أفقدتْكِ الثقةَ في الرجالِ، فامتنعتِ على إثرها عنِ الارتباطِ، وآثرتِ العُزلة، وحَبَسْتِ مشاعرَكِ بين أضلعِكِ، وكتمتِ الشوقَ في أعماق قلبكِ؛ كلُّ ذلك إيثارًا للسلامة، وتجنبًا للندامة، والآن بعد مرور تلك الأعوام، وانصرامِ الأيام، تتفجَّر العاطِفة مِن جديد، وينهض الشوقُ بعد سُبَاتٍ عميق، ويتولَّد الحنينُ لبيتٍ وأسرةٍ تَجمَعُكِ بزوجٍ صالحٍ، وأبناء رائعين تقرُّ برؤيتهم العيون، وتفرح بمَقْدَمِهم القلوب، وهذا حقُّكِ لا ريب.

عادةً ما أنصح بعمل جدولٍ للخاطب، توضع فيه سلبياته وإيجابياته، ويتم النظَر فيها بعين العقل، فلو قمتِ بذلك ستجدين الإيجابيات - على حسب ما ذكرتِ - تنحصر في:

مكانة علميَّة أكاديميَّة.

صغير السِّن، وإن كنتُ شخصيًّا لا أراها مِن الإيجابيات أن يصغركِ زوجكِ بعدة أعوام.

وأما السلبيات:

تحدُّثه إليكِ بما لا يجوز.

طلبُ مُلَاقاتكِ.

الإصرار على ما يفعل، وعدم استجابته للنُّصح.

اختلاف تامٌّ في العادات والتقاليد والميول والرغبات.

لديه أسرة وأبناء، وأقول ذلك ليس على سبيل ذمِّ التعدُّد - كما قد يفهم البعضُ ممن يتحسَّسون ويتربَّصون بكلِّ كلمة عنِ التعدُّد، ويرون مجرَّدَ الحديث عنه مُصيبةً لا تغتفر، وذنبًا لا يمحى - وإن كنتُ لا أعترض عليه شرعًا، وليس لي ذلك، ولكن لا يُجَادِل عاقلٌ في أحقيَّة الفتاة باختيارِ الزوج العزب على المتزوِّج، تمامًا كما يحق لها أن تختارَ الأنسب مِن حيث الحالةُ الماديةُ، أو الأحسن خلقة، أو غيرها عند تساوي الخلق والدين، وكما يحق للرجل اختيار الفتاة الأصغر عمرًا، أو الأجمل، أو غيرها، ولا يقال له حينها: إنه يعترض على الله الذي خلق الفتاة أقل جمالًا مِن غيرها!

لكِ أن تختاري زوجَكِ كما تحبِّين، ولكِ أن تنتقي مِن الصِّفات ما يُنَاسِبُكِ على أن تَذْكُري أنَّ الإخفاقَ في الزواج سببُه الرئيس سوءُ الاختيارِ، واعتماد الفتاة على أمور ثانوية "إظهار رغبة الخاطب"، وترْك الأساسية التي يُبنَى عليها البيت السعيد؛ كالتقوى، والصِّدق، والإخلاص، والمسؤولية، والتضْحية.

وإن كان عمرك كبيرًا، وتتوقُ نفسُكِ لبيتِ الزوجية، فلتعلمي أن الزواج رزقٌ كغيرِه من الأرزاق التي قدَّرها اللهُ لكلِّ بشَرٍ، وكتبها عليه قبل أن يُولَد، فلا يَجدُر بكِ التنازل عن الصفات الدينية خشيةَ فَوَاتِ الرزق أو زوال النِّعمة؛ قال ابن القيم - رحمه الله - في فوائده البديعة: "فرِّغ خاطرَك للهمِّ بما أُمِرْتَ به، ولا تَشْغَلْه بما ضمن لك؛ فإن الرزقَ والأجَل قرينان مضمونان، فما دام الأجَل باقيًا كان الرزقُ آتيًا، وإذا سدَّ عليك بحكمته طريقًا مِن طرقه، فتح لك برحمته طريقًا أنفع لك منه"؛ اهـ.

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل



__________________
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:33 AM.